روايات

رواية لهيب الروح الفصل الأول 1 بقلم هدير دودو

رواية لهيب الروح الفصل الأول 1 بقلم هدير دودو

رواية لهيب الروح الجزء الأول

رواية لهيب الروح البارت الأول

رواية لهيب الروح الحلقة الأولى

في الصباح..
زحفت رنيم أرضًا والدموع تنهمر فوق وجنتيها بقهر وحسرة، قدميها لم تتحمل الوقوف عليهما، وصلت نحو المرحاض وبدأت تزيل عنها ملابسها البالية من أثر ضرباته لها ليلة أمس، بدأت تتطلع نحو جسدها والعلامات التي تملأ جسدها، اغمضت عينيها بضعف شديد تجاول أن تقف أسفل المياة لعلها تهدئ من الألم الذي يعصف بها، نجحت في النهاية بعد عدة محاولات أن تقف أسفل المياة الساخنة لتخفض من الآم جروحها الجديدة.
ارتدت فستان من اللون الأسود طويل يصل إلى كاحليها ذو أكمام تغطي ذراعها بأكمله لا تريد أن تظهر أي أنش في جسدها المشوه بسبب زوجها، وبدأت تخفي العلامات المتواجدة على وجهها بمساحيق التجميل، فيكفي استماع جميع مَن في المنزل طوال الليل إلى صوت صراخها وإهانتها ستجعلهم يرون آثارها أيضًا؟!
نزلت من الغرفة ببطء تحاول أن تتجاهل الالم الذي تشعر به فأصبح يلازمها دائمًا لا يوجد شئ جديد قد اعتادت على هذا الألم.
تفاجأت عندما وجدت جواد ابن عم زوجها يجلس أسفل صحبة والدته وقفت تتابع هيئته الشامخة ومظره الخلاب ابتسمت ابتسامة شاحبة تزين محياها، وتوجهت نحو والدته مدت يدها تصافحها، متمتمة برقة وخفوت
:- أهلا وسهلا يا طنط عاملة ايه؟
بادلتها جليلة والدة جواد ابتسامتها ونهضت قامت باحتضانها مردفة ترد عليها به بهدوء
:- الحمدلله يا حبيبتي أنتِ عاملة إيه؟
همهمت بخفوت تجيبها وهي تأومأ برأسها إلى الأمام تحت نظرات مديحة _والدة عصام زوجها_ التي كانت ترمقها بنظرات غاضبة يملأها الكره
:- الحمدلله كويسة..
لم تستطع أن تتحدث مع جواد بسبب نظرات مديحة لها التي أربكتها فصمتت بعد ذلك وتوجهت تجلس فوق الأريكة، إلا أنه فاجأها وفاجأ الجميع عندما تخلى عن صمته الذي كان يلتزمه طوال جلسته معهم وغمغم متحدثًا معها جدية وخشونة يظهرها أمامهم وهو يطالعها ببنيتيه بنظرات شغوفة لم يفهمها سواه
:- رنيم..ازيك عاملة ايه؟
ابتسمت ابتسامة سعيدة من احترامه لها وطريقته معها المختلفة لم تجد أحد يتعامل معها بتلك الطريقة من قبل، تمتمت ترد عليه بخفوت
:- الحمدلله أنا كويسة..
لم تتحدث أكثر من ثلاث الكلمات تلك التي تفوهت بهم للتو، لكن أروى شقيقة زوجها لم يعجبها ما حدث؛ لذلك تطلعت نحو والدتها بغضب عارم وقد بدأت نيرانها تشتعل بداخلها فهمت والدتها ما تريده فاومأت برأسها إلى الأمام تخبرها أن تهدأ ولا تبدي غضبها.
وجهت مديحة بصرها نحو تلك التي كانت تجلس على الأريكة وأردفت بحدة وعجرفة مشيرة لها بسبابتها بتقليل وهي تضع ساقها فوق الساق الأخر
:- أنتِ قاعدة ليه معانا اصلا، هو أنتِ ناسية نفسك ولا إيه، احنا عيلة وقاعدين مع بعض أنتِ ايه اللي دخلك، قومي يا ماما ادخلي شوفي الشغل اللي وراكي ومتنسيش نفسك كتير أحسنلك.
اجتمعت الدموع داخل مقلتيها بحزن من اهانتها أمام الجميع، لكنها لم تستطع أن ترد عليها فابتلعت تلك الغصة القوية التي تشكلت داخل حلقها ونهضت بالفعل كما قالت لها متمتمة بخفوت ونبرة شبه باكية
:- حـ…حاضر يا طنط أنا اسفة ليكم.
أنهت جملتها ونهضت تاركة إياهم خلفها، بينما هو كان منتبه معها بشدة شعر بالغضب من زوجة عمه لما فعلته معها ومن إحراجها لها أمام الجميع
نهضت والدته مع مديحة التي غمزت لها لتنهض تاركين إياه مع أروى بمفردهما، تنهد هو بغيظ ولم يعقب على ما يحدث بل تناول هاتفه وظل يتطلع فيه من دون أن يعير وجودها أي اهتمام
تنهدت بغيظ من تجاهله الشديد لها، وتحدثت متسائلة مدعية الأهتمام بشأنه
:- قاعد ساكت يعني يا جواد، عامل إيه، وشغلك عامل إيه فيه؟
رد عليها بجدية ورسمية شديدة من دون أن يرفع بصره بها
:- الحمدلله كويس وشغلي كويس تمام.
التقطعت أنفاسها بصوت مرتفع لعلها تتحكم في انفعالاتها من طريقته الحادة معها، وتمتمت تتحدث مجددًا وهي تبتسم باقتضاب
:- كويس أنك جيت أنتَ ومرات عمي بقالكم كتير مجيتوش عمي وسما اختك بس هما اللي بيجوا.
اومأ برأسه إلى الأمام، وأردف متحفظًا على طريقته الجادة معها
:- عندي شغل ومش فاضي عشان أجي وماما مش بتحب تخرج كتير أنتِ عارفاها بقى.
عضت على شفتيها بعصبية شديدة لاعنة إياه بطريقته تلك معها، تمتمت بمرح لعلها تعدل الاجواء المتوترة بينهما
:- عارفة إنك مشغول اكيد بس كدة مش بتسأل عليا خالص دة أنا بنت عمك حتى.
قطب جبينه بضيق من تعاملها معه وثرثرتها التي بلا فائدة ورد بحدة بعض الشئ
:- اه طبعا بنت عمي واختي الصغيرة كمان زيك زي سما حقيقي معلش متزعليش بس مش ببقى فاضي.
ظلت تسبه وتلعنه سرًا، هل يشبهها بشقيقته بعد كل ذلك وما تفعله لتجذبه نحوها، فعلت العديد من المحاولات يقول لها في النهاية أنها مثل سما، تحدثت بغيظ وتهكم ساخرًا
:- زي سما أه اختك..
اصطنعت ضحكة مزيفة أمامه، وكادت تتحدث مجددًا لكنه قطعها عندما صدح رنين هاتفه فأردف في عجلة ودون اهتمام بها
:- هقوم أرد على موبايلي عن أذنك.
تنفس بصعداء ما أن نهض من امامها وأنهى جلسته معها التي لا يريدها هي تعلم ذلك والجميع أيضًا يعلمون لكنهم يفعلون محاولات بلا جدوى.
وقف يرد على هاتفه وهو يضع يده داخل جيب سترته وقف متحدثًا يرد بشموخ
:- تمام يا حسام هاجي أشوف أنا الحوار واخلصه خلاص متدخلش فيه.
استمع الى رد الجهة الأخرى ثم عاد يتحدث مجددًا بثقة شديدة لم تليق سوى عليه
:- يا ابني خلاص الدنيا مش محتاجة كل اللي هتعمله دة، بقولك اعتبره خلصان سيبلي الموضوع.
أغلق مع صديقه بعد ذلك وقد لفتت عينيه وهي تقف في الحديقة بمفردها تتطلع أمامها في اللاشئ بصمت تام، استنتج أنها تفكر في شئ ما بعمق شديد، وجد قدميه تأخذه عندها ليقترب منها ويبقى بجانبها، غمغم بأسمها من بين شفتيه بنبرة لا أروع، نبرة تخرج من بين قلبه
:- رنـــيــم
طالعته بابتسامة خافتة فوق وجهها ذو ملامحه الجذابة الساحرة التي حتى الآن وبالرغم من كل ما يحدث لها وافتقداها لروحها لم تفتقدهم
:- نعم يا جواد باشا في حاجة؟
قطب جبينه بعدم رضا من اللقب التي تردفه له مع اسمه، ابتسم وغمغم قائلًا لها ببساطة وسعادة يشعر بها معها
:- لا باشا إيه جواد بس هو احنا في القسم، بعدين مفيش حاجة أنا بس كنت عاوز اقولك متزعليش من اللي مرات عمي قالتهولك قدامنا عشان عارف أنك زعلتي، هي طريقتها كدة أنتِ عارفاها اكيد مش محتاجاني أقولك.
ابتسمت بسخرية ووجع في آن واحد، هل يخبرها بألا تحزن وتنزعج؟ هل يوجد مَن يهتم لحزنها وأمرها؟ هي قد تناست كلمة الأهتمام وحذفتها من قاموسها، بدأت قاموس جديد في حياتها يملؤه الوجع، والقهر، الحزن، والألم، الضعف، والبكاء…لكن الأهتمام وما يفعله هو الآن معها لا فقد تناسته تمامًا.
كان هو مستغل شرودها في ذاتها وعينيه تراقبها وتتمعن في النظر بها ينظر في كل انش بوجهها وملامحها، عسليتيها التي تشبه القهوة في الحقيقة نعم تشبه القهوة ليس في اللون فقط بل في المُر المتواجد داخل الأثنين، نظر إلى خصلات شعرها البنية التي تفاجأ أنها قد قصته فهو كان اطول من ذلك عدة مرات، في حقيقة الأمر لم تكن هي مَن قصته بل عصام هو من قصه لها بالقوة ليجبرها على الخضوع له، تطلع نحو وجنتيها البيضاء التي يوضع عليها مساحيق التجميل ولم يرى ما خلفهم.
طالع شفتيها ذات اللون الوردى الجذاب يجذوبنه نحوهما بشدة يريد أن يقترب ويقترب أكثر منها ومن كل تفاصيلها الذي يعشقها، في النهاية قد تطلع نحو عنقها لكنه تفاجأ عندما وجد عليه بعض العلامات والجروح التي تملأه بأكمله، ظل يطالعه بنظرات غير مريحة.
فهمت معنى نظراته المصوبة على عنقها المجروح بتلك الطريقة، خشيت أن يكون قد شك في شئ أسرعت تجذب شعرها فوق عنقها تخفيه من أمام عينيه ونظراته المصوبة عليها التي تذكرها بإهانتها التي تلازمها، سارت من أمامه بخطوات واسعة شبه راكضة تريد أن تختفي من أمامه مسرعًا..
اندهش من تصرفها المفاجئ الذي باغته، لكن سار هو الاخر نحو الداخل وغمغم لوالدته بهدوء
:- يلا يا ماما كفاية كدة عشان مش فاضي.
تحدثت مديحة معترضة متمسكة بهما
:- إيه دة ليه ما تخليكم هو انتو لحقتو تقعدوا روح اقعد مع أروى واستنى عصام على ما يجي.
شحب وجه تلك الواقفة على المصعد عندما استمعت إلى اسم عصام يدوى داخل أذنيها، شعرت بقلبها يعتصر داخل قفصها الصدري والخوف بملؤه تبغضه وتبغض عودته إلى المنزل، عينيها لا تريد رؤيته ولا تطيقه، أغمضت بنيتيها ضاغطة فوقهما بألم شديد لا يضاهي ألمها الذي تشعر به بداخل قلبها الممزق من فرط اوجاعه وألآمه..
تحدثت والدته وهي تعد ذاتها للذهاب معه ممسكة بحقيبتها ونهضت معه
:- معلش بقى مرة تانية يا حبيبتي جواد مش فاضي تتعوض أن شاء الله.
قامت باحتضان مديحة وابنتها وأضافت معقبة بابتسامة بشوشة وهي تقف على أعتاب المنزل بعدما سبقها جواد وذهب إلى سيارته
:- ابقي سلميلي على رنيم وبراحة عليها شوية يا مديحة البنت غلبانة وطيبة.
مصمصت شفتيها ساخرة بعدم رضا، وقد بدا ذلك على وجهها أيضًا
:- طيبة آه مين دي اللي غلبانة، أنتِ اللي متعرفيهاش يا جليلة دي عقربة والله، بعدين أنا مليش دعوة بيها.
اومأت لها برأسها وسارت متوجهة نحو الخارج ركبت السيارة، وتطلعت نحو جواد متمتمة بعدم رضا
:- عاوزين نتكلم يا جواد.
بالطبع يعلم ماذا تريد منه، تنهدت بصوت مسموع وغمغم بجدية وهو يأومأ برأسه أمامًا
:- ماشي يا ماما هفضى واجي نتكلم.
اكتفت والدته بإيماءة بسيطة من رأسها من دون أن تعقب وتتفوه بأي شئ آخر معه..
في المنزل..
جلست أروى تشعر بالغيظ تطالع والدتها بضيق، غضت على شفتيها بقوة، تمتمت بعدها لوالدتها
بحدة وغضب
:- شايفة عمل ايه معايا وبيتعامل ازاي، دة كان بيتعامل مع بنت الـ*** التانية اللي فوق دي احسن منى، هو شايف نفسه على إيه عشان يعمل معايا كدة عاوز يشوفني وانا متمسكة بيه ولا إيه.
جلست والدتها بجانبها تربت فوق كتفها تعمل على تهدئة ابنتها المدللة
:- خلاص يا حبيبتي اهدي أنتِ بس وهو هيجي هيجي هو يطول حتى، دة هيجيلك راكع وبكرة تشوفي أمك قالت، وال*بالة اللي فوق دي انا هتصرف معاها وعصام جاي كدة كدة هتاخد نصيبها طالما غايظاكي هو احنا عندنا كم أروى ما عاش ولا كان اللي يضايقك ويزعلك.
هدرت الأخرى بغيظ تقلده بطريقة ساخرة يملأها المكر والحقد
:- أنتِ زيك زي سما…أنا زي سما يا ماما بيقولي إني أخته، هو شايف نفسه على إيه دة.
اتسعت عيني والدتها وتمتمت بخبث ماكر يشبه نواياها الداخلية التي زرعتها في نفوس ابنائها
:- هتعرفي تربيه وهيجيلك لحد عندك اهدي أنتِ بس واتفرجي على اللي أمك حبيبتك هتعمله.
ظلت تخطط مع ابنتها في الوصول لـجواد وكيفية الإيقاع به، ليصبح في النهاية تحت سيطرتها تكون ابنتها سعيدة معه، لكنها تناست أمر هام هو طبيعية شخصية جواد الصارمة الحادة، التي مهما فعلت لن تستطع أن تسيطر عليه ولا أحد يقوى على فعلها…
❈-❈-❈
في المساء..
عاد عصام إلى المنزل كان مثل عادته اليومية ثمل، كان سيتوجه إلى أعلى حيث توجد هي ليفرض سيطرته وقوته عليها، لكنه تفاجأ بوالدته التي كانت تجلس في انتظاره مع شقيقته، تحدثت والدته بجدية مشيرة له بيديها أن يقف أمامها
:- عصام استنى، تعالى هنا عاوزينك في حاجة أنا وأختك بخصوص الوسـ*ـة اللي مرمية فوق دي.
حرك رأسه عدة مرات بضيق، لا يريد أن تثرثر الآن، يريد أن يصعد مسرعًا ليمارس ما اعتاده يوميًا عليها وهو ضربها وإهانتها، يتلذذ برؤية خوفها وضعفها أمامه، يشعر بقوته وتفاخره بذاته وهو يراها ساقطة أرضًا كالجثة الهامدة بعدما ينهي ما يريده منها، ابتسامة ماكرة زينت محياه عندما تذكر أفعاله معها اليومية وما الذي سيفعله اليوم أيضًا…
سار على مضض متوجه صوب والدته كما أشارت، وغمغم بخشونة وعدم ترتيب لما يتفوهه
:- مالها اللي فوق…إيه يا ماما أنتِ عاوزة إيه دلوقتي.
طالعته بسخرية وعدم رضا تلوى شفتها بسخط، وهتفت ترد عليه بصرامة شديدة وحدة
:- لأ بقولك إيه اتعدل كدة يا عصام معايا، ركز في اللي بقوله أنا زي ما جوزتهالك عشان تعمل فيها ما بدالك، أقدر اخفيها خالص وأنتَ عارفني كويس.
اعتدل في وقفته أمامها، وأغمض عينيه بضيق ثم. طالعها بعدها وغمغم متسائلًا بجدية
:- إيه ياماما في إيه، وإيه اللي حصل عشان تقولي كلامك دة دلوقتي.
وزعت بصرها الحاد عليه من أعلاه إلى أدناه وتحدثت بعد ذلك بمكر وخبث
:- الوسـ*ـة بتاعتك اللي فوق دي مزعلة أختك وخليتها تعيط وأنتَ عارف كله إلا أروى، ونزلت تتمايص على ابن عمك لما جه انهاردة بسهوكتها دي، إيه مش عارف تلمها وتكسر رقبتها.
شعر بالغضب يشتعل بداخله زمجر بصوت غاضب مرتفع متحدثًا بلهجة مشددة حازمة
:- خلاص يا امي أنا هطلع اتصرف معاها كدة كدة وهتشوفي اطلع بقى ولا في حاجة تاني
حركت رأسها بيأس وسخرية مشيرة له بيدها ان يسير من أمامها متمتمة بغيظ ساخر
:- روح الحق اطلع الحق أصلها هتطير ماهي متلقحة فوق كدة كدة.
سار من أمامها متوجه نحو الأعلى يصب كل غضبه طوال اليوم بها، فـ غضبه قد ازداد بعد حديثه مع والدته التي تعمدت اهانته وفرض سيطرتها عليه، سيصب كل ذلك بها متلذذًا بصرخاتها التي ستطرب أذنيه معلنة قوته، نظراتها المليئة بالرهبة والخوف ترضيه وتجعله يشعر بلذة الأنتصار والقوة..
فتح الباب بوجه مكهفر غاضب منطبع على ملامحه القسوة، ما أن خطى خطواته داخل الغرفة حتى شعرت هي برعشة قوية تصيب جسدها، حبست أنفاسها بداخل قفصها الصدري لا تريد أن تدنس أنفاسها بأنفاسه التي تكرهها، هل من الممكن أن يحب أحد السوط الذي يجلده؟ بالطبع لا، هو تمامًا كالسوط بالنسبه لها، تكرهه أكثر من أي شئ في العالم بأكمله.
أغمضت عينيها بقوة تخفي صورته من أمامهما ومن ذهنها، ابتسم هو معجب بملامح وجهها التي تبدلت تمامًا برؤيته، ضحك بصوت صاخب رنت صوت ضحكاته في أذنيها جعلتها تمنت لو أنها ألا تستمع في حياتها بدلا من أن استمع لصوت ضحكاته المقززة.
وجدته يجلس فوق المقعد بأريحية مبتسم، يطالعها بنظراته الشرسة وكأنه سينقض عليها يقـ ـتلها لما لا فقـ ـتلها سيكون أهون مما تعيشه وتشعر به معه، لكنها كانت تفهم مغزى نظراته وماذا يريد؟
نهضت من مكانها بانكسار وألم متوجهة نحوه تنكس رأسها أرضًا، وجلست أسفله فوق الأرضية والدموع تلتمع داخل عينيها، مد لها قدمه ببرود تام وانتصار وابتسامته الماكرة تزين ثغره تعبر عما ينوى فعله.
ان اخرى الكم ضربة اللي بتخديهم لا هتشوفي وهتندمي.
أطاحها أرضًا بقوة المتها جعلتها تصرخ، لكنه لم يعط ذلك أهمية بل ضغط بقدمه فوق ذراعها بقوة شديدة وتحدث بتوعد وحدة
:- قسما بالله لهتشوفي، صوتك دة مش هيطلع بعد كدة غير بإذن مني أنتِ فاهمة.
ظلت تأومأ برأسها عدة مرات ألى الأمام وهي تصرخ بألم من ذراعها الذي يهرسه أسفل قدمه، تمتمت بخفوت وألم شديد
:- حاضر يا عصام حاضر أنا اسفة، مش هعمل حاجة تاني كفاية، أنا اسفة.
لم يتركها بالطبع بل تعامل كأنه لم يستمع إلى حديثها، بل يستمع الى صرخاتها التي تعبر من خلالها عن وجع ذراعها الذي لازال يضغط عليه، هل سينتهي الامر هنا، بالطبع لا، وجدته يجلب الزنار الخاص به _حزام جلدي قوي_ تطلعت نحوه برعب وصرخت متوسلة إليه
:- عصام عشان خاطري خلاص مش هعمل حاجة تاني أنا اسفة خلاص بالله عليك ارحمني مش هقدر تعبانة بجد أنا اسفة ليك هعمل كل اللي أنتَ عاوزه والله هعمل كل حاجة تقولي عليها بس كفاية، بلاش تضربني بيه، اعمل اي حاجة تاني تعجبك.
لم يستمع إلى حديثها من الأساس بل ابتسم بسعادة وقسوة وهو يرى المتعة في رؤيته لنظراتها المرتعبة بما تحمله الكلمة، الرعب يبدو في عينيها وملامح وجهها، رفع يده بالأعلى وهوى على جسدها بقوة، غير مبالي لصرخاتها أو الآمها الذي يبدو عليها، غير عابئ بجروحها التي فُتحت من جديد أو الدماء التي تسيل من جسدها، بل كان يطالع كل ذلك بانتصار وملامح وجه فرحة لما فعله بها.
صوتها قد انتحب واختفى تمامًا من فرط الصرخات التي كانت تصرخها، كانت تشبه الجثة الهامدة والجروح تملأ جسدها، الدماء تسيل من جروحها..
وثف يطالع هيئتها بلا مبالاه وانتصار شديد، سعيد كونه يمارس قوته عليها، ويجعلها ضعيفة ذليلة أمامه، سار ببرود متوحه نحو المرحاض من دون أن يعطيها ادنى اهتمام بل ضربها بقدمه عن عمد وهو يسير من جانبها، تأوهت بخفوت وصوتها بالفعل قد انحبس بداخلها وكأن احبالها الصوتية قد انقطعت بسبب ضراوة ارتفاع صرخاتها..
ها قد انتهت ليلتها الآن، ولكن ماذا عن باقي لياليها، ستمضيها ايضًا في ذلك العذاب، والوجع، الألم والذل، الضعف والخوف، لماذا تعيش تلك الحياة القاسية بضراوة؟ لماذا لا تعيش حياتها بحرية مثلها مثل أي انسان طبيعي تفرح متى تحب! تحزن متى تريد! تضحك بطريقتها الخاصة، وتبكي لحزنها هي.
لكنه سلب منها كل ذلك جهلها تفرح وتضحك، تحزن وتبكي متى يريد هو.
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي..
عاد جواد إلى المنزل للتو بعد ليلة شاقة قد عمل بها العديد من الأعمال الهامة، وجد الجميع يجلسون يتناولون فطورهم، كان سيدلف على غرفته في صمت تام من دون أن يتحدث معهم ألا أن والدته استوقفته متمتمة بحنان
:- تعالى يا حبيبي افطر شكلك تعبان.
بالفعل كان الإرهاق يبدو على قسمات وجهه وعينيه بوضوح، هو لم ينم من ليلة أمس، وأيضًا عقله الذي انشغل بتفكيره بها بعدما رآها مرة أخرى، كل شئ كان يدفنه قد تجدد من جديد، يشعر وهي أمامه بالعجز والضعف، يريدها ويريد أن ينعم باقترابها منه لكنه لم يستطع يجب أن يخفى كل ذلك بداخله ولا يريد أن يجعل أحد يعلمه، تنهد بصوت مسموع يخرج من تلك الدوامة التي بها، ورد على والدته بهدوء بابتسامة سعيدة تزين ثغره
:- لأ يا حبيبتي افطروا انتو أنا عاوز أنام مش قادر.
كاد يسير متوجه نحو غرفته لكن استوقفه والده تلك المرة مغمغمًا بخشونة وجدية
:- تعالى اقعد عشان عاوز اتكلم معاك يا باشا.
سار جواد مقترب منهم حذب مقعد خاص بمائدة الطعام وجلس فوقه متناولا شطيرة صغيرة يطالع والده منتظره يتحدث ويردف بما لديه، عندما طال انتظاره أردف متسائلًا
:- خير يا بابا عاوز إيه قولت إنك عاوزني؟
اومأ والده برأسه أمامًا، متحدثًا معه بجدية صارمة
:- عملت إيه امبارح مع أروى بنت عمك، كويسة أروى مش كدة.
عض على شفتيه بضيق كان يعلم أنه سيحدثه في ذلك الأمر، التقط شهيقه بصوت مرتفع محاولًا أن يسيطر على أنغعالاته، تمتم يرد عليه ببرود
:- معملتش حاجة يا بابا هعمل إيه مثلا، بعدين اكيد كويسة أروى زي سما بالظبط.
طالعه والده بعدم رضا ساخرًا من حديثه، متطلع بصرامة نحو جليلة التي ادعت انشغالها مع سما ابنتها، فتحدث بحدة ولهجة مشددة
:- بس أروى مش زي اختك يا جواد وأنتَ عارف كدة كويس وعارف كمان اللي اقصده.
وقف واضعًا يده داخل جيب سترته متخلي عن هدوءه الذي يصحبه دائمًا، وأردف بجدية هو الأخر
:- ماهو أنا عشان عارف قصدك بقولك أن أروى زي سما وياريت حضرتك تفهم قصدي وإيه اللي عاوزه أنا مش اللي عاوزينه انتم.
وقف والده قبالته بعصبية شديدة وغمغم بسخرية وتهكم مطالع إياه بضيق
:- أنتَ عاوزنا تحت مزاجك لا بقولك إيه هو محدش غيرك اصلا بيعمل لللي أنتَ بمزاجه بس مش المرة دي بقى المرة دي لأ ياجواد.
أسرعت جليلة تتطلع نحو ابنها بخوف وقلق، تخشى أن الامر يكبر ويزداد فأسرعت بعينيها نحو ابنها تترجاه أن ينهي الأمر من قبل ان يتحول من نقاش إلى مشاجرة بينهما، لكن الأمر بينهما من البداية لم يكن نقاش هو كان مشاجرة هادئة ستشتد، لكنه فهم مغزى نظراتها فأومأ لها برأسه يهدئها، عاود بصره نحو والده متمتمًا بجدية
:- عن اذنك يا يابا، أنا مش فاضي عاوز اطلع ارتاح ينفع ولا في حاجة
لم ينتظر رده بل سار متوجه إلى أعلى نحو غرفته متأفأفًا عدة مرات بضيق.
تطلع فاروق نحو جليلة التي كانت مرتبكة بشدة تحدثت معه بتوتر محاولة أن تهدئ الأمر والأجواء المشتعلة التي حدثت
:- خلاص يا فاروق مفيهاش حاجة هو راجع تعبان أنا هروح اتكلم معاه براحة، بس الجواز مش بالغصب.
طالعها بحدة اخرستها، وتحدث بعدها بجدية شديدة
:- اطلعي شوفي ابنك يا جليلة ليني دماغه عشان بتجوزها مش واقفة تقوليلي غصب.
اومأت له إلى الأمام وصعدت متوجهة إلى أعلى من دون أن تتحدث معقبة على حديثه.
دقت فوق باب غرفته بهدوء وسرعان ما آتاها رده سامحًا لها أن تدلف، جلست بجانبه واضعة يدها فوف كتفه برفق وتحدثت معه بحنو
:- مش هتنفع يا جواد، هي لو آخر واحدة في العالم مش هتنفع، هي مش ليك دي واحدة متجوزة، حتى أنا ناوية اكلمك في اللي حصل امبارح.
جزء كبير بداخله وبداخل عقله يعلم صحة حديث والدته ومتأكد مليون في المئة أنها ليس له، من المستحيل أن تكون له كما يتمنى، لكن قلبه يريدها قلبه يعشقها منذُ أن رآها، لا للحق قلبه قد تعلم العشق وكل مشاعره بسببها، هي بالنسبة له كنز ثمين يريده وسيحافظ عليه، سيخفيها عن الجميع، يعلم أن مشاعره الآن خاطئة لذلك يبتعد بقدر المستطاع، هو لم يذهب هناك سوى عندما يشعر بنيران الاشتياق التي تشتعل بداخله، نيران قوية لن تهدأ سوى برؤية عينيها، يعلم أن تلك النيران لن تنطفئ مادام قلبه ينبض لكنه يحاول ات يجعلها تهدأ ولو قليلًا..
تطلع بعينيه نحو والدته، وغمغم بضعف شديد يملأ صوته وعينيه
:- مش قادر يا أمي أنا بحاول بس مش قادر صدقيني…بحبها مهما ابعد بحبها وهفضل احبها يا أمي، هبعد عنها ازاي بس وأنا بعيد بس برضو هي مش خارجة من قلبي.
احتضنته بشدة وظلت تربت فوق ظهره بحنان، غير سعيدة برؤيته وهو بتلك الهيئة الضعيفة بسبب شئ من المستحيل أن يتحقق، غمغمت بتعقل وهدوء
:- سيبك منها اشغل نفسك باي حاجة أنتَ ظابط وقد الدنيا متفكرش فيها وهي بعيدة كدة كدة، أنتَ امبارح كنت بتبصلها بطريقة تانية نظراتك كانت كشفاك دة حتى مديحة مرات عمك لاحظت وشوفت زعقتلها قدامنا ازاي، خرجها من تفكيرك عشان خاطري يا ابني هي مش مكتوبالك، ريح نفسك دة أنتَ ألف واحدة تتمناك.
وضع راسه فوق ساقيها بحزن شديد، وتحدث مردفًا بوهن وحزن حقيقي
:- مش عاوز حد من الألف ولا من العالم كله يا أمي، مش عاوزهم أنا مش عاوز غيرها وعارف أن مش هينفع عشان كدة مش عاوز حد ومش هتجوز ولا واحدة.
ردت عليه بعدم رضا وهي تغرز اصابعها في خصلات شعره البنية بحنان وحزن لأجل حالة ولدها
:- يعني إيه مش هتتجوز لأ يا جواد أنتَ مش هتعمل كدة يا حبيبي، أنتَ هتنساها وتخرجها من حياتك، بعدين أروى بنت عمك كويسة وجميلة وبتحبك مش هتلاقي أحسن منها.
حرك رأسه برفض حازم، وغمغم بنبرة ضعيفة محزنة تقطع أنياط قلب جليلة التي تستمع إليه بحزن هي الاخرى لحال ابنها
:- لأ يا امي انا مش عاوز أروى ولا حد، متفتحيش الحوار دة معايا عشان خاطري مش دلوقتي.
لم تتحدث تعارضه تلك المرة، مقررة أن تتحدث معه في وقت لاحق يكون في حالة أفضل من الآن، ظلت تربت فوقه كتفه بحنان وحب حتى وجدته ذهب في النوم، قبلت جبينه بهدوء ورقة.
ثم خرجت من الغرفة بهدوء تام حذرة في خطواتها حتى لا تزعجه وتقلق منامه، نزلت إلى أسفل مرة أخرى لتتابع ما ستفعله في يومها، وجدت فاروق ينتظرها طالعها من أعلاها إلى ادناها بضيق وغمغم بصرامة وتشدد متهكم
:- طبعا ولا عملتي حاجة محدش مدلعه هنا علينا غيرك، أنتِ اللي مخلياه كدة وعاملة كل دة مبوظاه.
تنهدت بصوت مسموع ملتقطة أنفاسها بصوت مرتفع، وردت عليه بيأس لاستماعها الدائم لذلك الحديث الذي من الواضح أنه لن يمل من التفوه به
:- خلاص يا فاروق هكلمه يا سيدي، براحة عليه هو معملش ومش بايظ ابني ظابط قد الدنيا ربنا يخليهولنا ولا متدلع ولا حاجة شايل المسؤولية وكلنا عارفين كدة.
طالعها بسخرية واستهزاء ثم امسك هاتفه وسار بشموخ متوجه نحو الخارج، مردفًا بضيق وحدة
:- مش بقولك محدش عامل كدة غيرك، خليهولك اهو اللي شايل مسؤولية من غير جواز.
جلست هي فوق الأريكة التي كانت خلفها بضعف ومالت بجذعها واضعة يدها فوق رأسها بتعب مما يحدث معها، حزينة على حال ولدها والذي يشعر به، وغير راضية على طريقة زوجها معه الذي لم يفهم ما يمر به ابنه، هو فقط يريد أن يجعله ينفذ ما يريده ويطلبه منه.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع…
وقفت رنيم في المرحاض ممسكة بذلك التحليل الذي في يدها والتي طلبت من أحدي الخادمات إحضاره لها سرًا، تطلعت نحوه بوجه شاحب وقد ملأ الخوف قلبها، وجدت دموعها تسيل فوق وجنتيها بضعف، حركت رأسها نافية عدة مرات متتالية، ولازالت دموعها تسيل بلا توقف، وضعت يدها فوق بطنها برعب.
يطرح داخل عقلها سؤال واحد هل هي الآن تحمل داخل احشائها طفل منه؟ لا ذلك لم يهمها إن كان منه أم لا، هل ستصبح أُم حقًا وتحمل طفل ينمو ويكبر داخل احشائها؟
وجدت أمل جديد ينمو بداخلها، أمل يجعلها تتمسك بالحياة وتعيش مرة أخرى، ستصبح أُم ومسئولة عن طفلها، ستهتم بجميع تفاصيله، ابتسمت بسعادة لم تشعر بها من زمن، كانت تبتسم من بين دموعها التي لازالت تهطل فوق وجنتيها، لكن هناك شئ قد تناست أمره من الواضح، ذلك الشيء الذي دومًا يدمر سعادتها وفرحتها، ويمحي ابتسامتها نهائيًا.
كيف ستخبر عصام زوجها بخبر حملها؟..وما هو رد فعله معها عندما يعلم؟! شعرت بالخوف يتسرب من جديد إلى قلبها، أغمضت عينيها ضاغطة عليهما بضراوة وخرجت من المرحاض بصمت تفكر في عصام وما سيفعله معها عندما يعلم بذلك الخبر؟..
لم يمر وقت طويلًا على عودته، ما أن رأته يدلف الغرفة حتى نهضت مسرعة بإرتباك وتوتر، تقسم أنها أصبحت تستمع إلى صوت دقات قلبها الغير منتظمة بأذنيها، جلست مسرعة أسفل قدمه كما يحب دومًا ذلك المريض؛ حتى لا تجعله يغضب عليها، بدأت تزيل عن قدمه حذاءه، فطالعها هو برضا، نعم يرضى عنها عندما تبقى ذليلة ضغيفة أمامه بلا قوة وتمرد معلنة ضعفها وخضوعها التام له.
يحبها تترك ذاتها تحت سيطرته، سندت رأسها فوق ساقه ولازالت جالسة ارضًا على موضعها، تمتمت بخوف شديد والرعب يتملك من قلبها
:- هو يـ..ينفع اقولك على حاجة، بـ….بس بلاش ضرب بلاش ضرب يا عصام.
رمقها بنظراته الحادة التي جعلت خوفها يزداد والرعب يتملك منها، وغمغم بخشونة حادة
:- قـولي على حسب الحاجة، بس مينفعش يا رنيم يومك يعدي من غير ضرب لازم أعلم عليكي كدة وأروقك ولا أنتِ شايفة إيه.
كان يتحدث وهو ممسك وجهها يضغط عليه بقوة شديدة بين يديه، اومأت له إلى الأمام مغمضة عينيها، وردت بضعف متوددة إليه بخضوع تام لما يريده حتى لا تثير غضبه
:- ا…اللي تشوفه يا عصام، كل اللي أنتَ عاوزه اعمله فيا براحتك وهعمل كل حاجة تعجبك.
ابتسم برضا ابتسامته الخبيثة التي تشبهه وتليق به، لكنه فجأءة ضحك بصوت صاخب، وتحدث بإعجاب لطريقتها تلك معه
:- لأ قولي كدة اللي عاوزة تقوليه.
تطلعت ببصرها أرضًا ملتقطة أنفاسها بصوت مرتفع تحاول ان تشجع ذاتها للتفوه بما تريد، نجحت أخيرا وخرج صوتها مرتعش بضعف وخوف
:-أنا….حــــ… حـــــامـــل بـ.. بس عاوزاه.
تحولت نظراته الراضية إلى أخرى مشتعلة بغضب عارم التهبت النيران بشدة داخل عينيه، تحول هدوءه الى التعصب والحدة، لم ينتظر كثيرًا بل قام بدفعها بقدمه بقوة في بطنها عن عمد مما جعلها تصرخ بألم، فـ أردف صائحًا بحدة غاضبة
:- حـامل إيه يا وسـ*ـة، أنتِ اتجنيتي وعاوزاه كمان وقال مش عاوزة تضربي دة أنتِ هتموتي.
قام بلف شعرها على يده يجذبها منه يجبرها على النهوض أمامه، قبل أن تتحدث مرة أخرى، كان يضرب رأسها بقوة عدة مرات متتالية في الحائط غير مبالي بالدماء التي تسيل من رأسها..
❈-❈-❈

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لهيب الروح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!