روايات

رواية اخر نساء العالمين الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الجزء الثامن والعشرون

رواية اخر نساء العالمين البارت الثامن والعشرون

رواية اخر نساء العالمين الحلقة الثامنة والعشرون

في صباح يوم جديد
وما ان اشرقت شمس يوم جديد تململت زهره من مكانها بتكاسل باتت تكره ان تفيق من نومها حيث انها لا تراه بجوارها ومعها كما اعتادت فتتذكر ما هي به ويعتلي الحزن وجهها… قامت من مكانها وتوضأت وادت فرضها وبعدها استمعت لضجه كبيره في المنزل فخرجت ولا تزال ترتدي ملابس الصلاه التي كانت تعطيها منظر بريء وساحر للغايه… عندما خرجت وجدت جميع افراد العائله موجودين ومعهم يونس والذي ما ان رأها حتى ظل محدقا بها وكأنه لم يراها منذ سنوات فكل دقيقه في غيابها كأنها سنوات طوال لو يستطيع تخطيها ابدا…ما ان رأت نظراته هذه حتى توترت كثيرا واصابها الخجل ونظرات لوالدتها التي كانت تنظر لها بإبتسامه مطمأنه
مهران بإبتسامه: تعالي يا بنت اخويا…. نهون عليكي تسيبينا كده
نواره بحب: لقيناكي هتتأخري في زعلك قلنا نجيلك احنا
زهره بخجل: نورتوا البيت… وذهبت وجلست بجوار والدتها في صمت وهي تشيح بعينيها بعيدا عن يونس
مهران بصدق: اي يا زهره يا بنتي… البيت وحش من غيرك هتفضلي سيبانا كده كتير… ولا انت كارهه العيشه معانا
زهره بتوتر: والله يا عمي مش قصدي بس…..
نواره بعتاب: بس اي يا زهره… يصح برضه تسيبي اهلك وناسك في ظروف صعبه زي دي دا انا قلبي كان بيتقطع عليكي مفكرتيش فيا ولا في زعلي سيبتيني لوحدي ومشيتي
زهره بحزن: انت عارفه يا ماما انا مشيت لي و….
مهران بمقاطعه: انا مفهمش الكلام دا…. اللي تزعل تزعل في بيتها عندك البيت طويل عريض ازعلي في المكان اللي يريحك بس متسيبيش بيت ابوكي وعمك وبيتك وتمشي…. احنا نمشيه لو عاوزه بس انت لا
بالطبع كان يقصد يونس بأخر حديثه … حقا قد حصروها في الحديث ولم تعرف بماذا ترد القول عليهم ولكن تخت نظرات والدتها التي كانت تحذرها من قول اي شيء خاطىء ظلت صامته وتنكس رأسها ارضا
مهران بهدوء: يلا قومي جهزي نفسك هتروحي معانا
زهره بسرعه: بس يا عمي….
وفاء بمقاطعه: قومي يا زهره اسمعي كلام عمك يا بنتي… يلا جهزي نفسك
نظرت لوالدتها بصدمه الم تكن انتِ التي وعدتني بأنها سوف تنفذ رغبتي لقد اقنعك ببساطه يا أُماه…. وقفت تنظر للأم بعتاب ومن ثم ذهبت نحو غرفتها تجمع اشيائها وبداخلها الكثير من المشاعر المختلطه والغريبه…… نظرت وفاء نحو يونس بتفحص كانت تنظر له من اعلاه لأسفله بدقه مما اصابه بالتوتر من غرابة نظراتها
وفاء بهدوء: بعد اذنك يا حج مهران… انا عاوزه يونس في كلمتين
مهران بهدوء: حقك يا مرات اخويا…. قوم يا يونس مع مرات عمك
وقفت وفاء واستأذنت منهم ومن ثم نظرت ليونس نظرات ذات مغزى واتجهت نحو الشرفه ذهب ورائها وقفت تنظر امامها بثبات وهو يقف بجوارها ينظر لها بترقب لكي تتحدث ولكن مرت بعض الدقائق دون ان تتفوه بأي كلمه منا اصابه بالتوتر اكثر
وفاء بهدوء: انا جوزتك بنتي علشان خاطر عضم التربه يا يونس وانت عارف دا صح… امأ لها بإحترام ثم اكملت: لما ابوك الحج مهران كلمني وطلبها ليك انا خفت قلت بنتي الوحيده هجوزها على ضره وهبهدلها واشمعنا انت لي مش مصطفي مهو عازب واصغر في السن كان عندي الف سبب يخليني اقف قدام الحج مهران واقول لا عارف انا وافقت لي يا يونس
يونس بترقب: لي؟
وفاء بإبتسامه: علشان قلبي قلي كده… قلي راحة بنتك معاه هو وبس ولما اتجوزتوا وكنت شيفاها كل يوم حبك مالي عنيها ووشها قلبي كانت هيرقص من الفرحه كانت بتحكيلي انك بتجيبلها كل حاجه وبتدافع عنها وصاين كرامتها…. ثم اكملت بتنهيده ضيق: بس لما جيت اخدها وشفت ردة فعلك بعيني قلت لنفسي انا مش هسيبه يشم ريحتها تاني ابدا انا بنتي غاليه اوي يا يونس انا فنيت عمري عليها كان ممكن اتجوز بعد عمك الله يرحمه منا كنت صغيره وقتها وكان بيتقدملي ناس كتير ومحترمين وولاد ناس بس قلت لا كفايا عليا ان في يوم كنت مراته وربنا سبحانه وتعالى هيجمعني بيه في الجنه وهيعوضنس عن سنين عمري اللي راحت….. وكفايا عليا اشوف بنتي بتكبر قدام عيني وناجحه وسعيده في حياتها دا لوحده بيخليني اسعد شخص في الدنيا….. بس انت يا يونس هدمت السعاده دي لأول مره اشوف بنتي بتسهر تعيط ومقهوره على نفسها كده
يونس بحزن: انا والله مكنتش اقصد ان كل دا يحصل دا انا روحي فيها مقدرش ابدا اسوفها زعلانه كده و…..
وفاء بمقاطعه: كلامك مش مهم يا يونس… مفيش حاجه ليها لازمه بعد حزن بنتي ابدا انا هخليها تروح معاك المره دي ودا مش علشانك لا دا علشان الراجل اللي شايلني انا وبنتي سنين وعمري ما شفت منه الا كل احترام وصدق… بس لو اتكرر تاني او لو حسيت ان بنتي زعلانه حتى زعل عادي هطلقها منك يا يونس ودا مش تهديد انا بس بعرفك
تركته وذهبت وهو ينظر في طيفها بصدمه وخوف من حديثها ولكنه يعلم ان لديها كل الحق فهي وحيدتها والذي تلقته منه لم يكن قليل ابدا
**********************************
في غرفة زهره
كانت تجمع باقي ثيابها بعدما ارتدت ملابسها المكونه من فستان رقيق باللون النيلي ومعه حجاب أبيض مزين ببعض الورود من نفس لون الفستان كانت لا تستطيع تحديد شعورها ابدا بالطبع كانت تشتاق اليه كثيرا وتريد قربه من جديد بكل الطرق ولكن قد اهينت كرامتها بشده ووالدتها وضعتها في موقف لا تُحسد عليه حتى انها لم تترك لها فرصه لتبدي رأيها بما يحدث اخرجت تنهيده تعبر عن حيرتها قبل ان تدلف والدتها للغرفه وتنظر لها بإبتسامه صافيه
وفاء بهدوء: انا عارفه انك زعلانه مني وان مش دا اللي كنتي عوزاه يحصل… بس دي الاصول يا حبيبتي
زهره بحزن: كنتي خدتي رأيي حتى يا ماما… انت كسفتيني قدامهم
وفاء بنبره حنونه: بالعكس… انا غليتك اكتر منتي غاليه كمان احترام عمك ومراته ملهوش دعوه باللي بينك انت وجوزك قعدتي عندهم شهور اهو حد فيهم زعلك في حاجه
زهره: لا طبعا… دول مفيش في حنيتهم عليا
وفاء بهدوء: علشان كده انا وافقت تروحي معاهم… احتراما ليهم بس مش علشان اي حاجه تانيه حتى لو هروح اجيبك بكره بس هما جم لحد بيتنا وشارينك يبقى لازم تروحي معاهم فهمتي يا حبيبتي
زهره بإيماء: فهمت يا ماما.. معاكي حق
وفاء بإبتسامه: فكري براحتك النهارده… وقليلي ناويه على اي وانا معاكي في اي قرار يلا يا زهره علشان منتأخرش عليهم….
جذبتها من يدها بحنان واتجهت نحو الخارج ومن ثم ودعوا بعضهم البعض وذهبت زهره معهم….
**********************************
اسفل منزل زهره
كان يونس يفتح لها الباب الذي بجواره لم تنظر له حتى واتجت نحو الباب الخلفي وفتحته وركبت به.. نظر لها بغيظ وهو يزفر بغضب
مهران بضحكه مكتومه: يلا يا ام يونس… اركبي ورا مع زهره وانا هركب مع يونس نتكلم شويه
امأت له نواره وهي تبتسم بتلاعب فمن الواضح ان زهره لن تهدأ او تسامح بسهوله… ظلوا يتحدثون في أمور العمل وامور اخرى وحاول يونس كثيرا ان يوجه لها الحديث ويمزح معها الا انها لم تعطيه الاهتمام تنظر أمامها في الطريق فقط…..
**********************************
في المستشفى
كان حسام يقف امام باب الغرفة التي تقنت بها هءه الفتاه ومعها احد الاطباء وقد قام بوصع بعض المحاليل الطبيه وحقنها ببعض الابر العلاجيه وكل هءا وهو يراقبها من الخارج ظل واقفا يتأمل وجهها الشاحب الخالي من الحياه يبدو ان هذه الفتاه تخبيء الكثير من الالم بداخلها…. بعد الكثير من الوقت خرج الطبيب
حسام بهمه: خير يا دكتور
الطبيب: الحمد لله انك لحقتها… كانت ممكن تدخل في غيبوبه بس عدت على خير لازم تاخد بالك منها ومن أكلها كويس يا حضرة الظابط صحتها في النازل ودا غلط جدا على مريض السكر
حسام بصدمه: هي عندها السكر بس دي صغيره اوي
الطبيب بتعجب: حضرتك مكنتش تعرف ازاي؟
حسام بهدوء: لأني معرفهاش اصلا الحقيقه انا بس بساعدها
الطبيب بعمليه: كده لازم حد من اهلها يكون موجود علشان…
حسام بمقاطعه: مفيش داعي يا دكتور…. اقدر ادخلها؟
الطبيب بإيماء: اكيد اتفضل هي شويه وتفوق
تركه وتقدم نحو الغرفه وفتح بابها واتجه نحو سريرها كانت تنام لا حول لها ولا قوه ظل يتأمل ملامحها… كيف لفتاة يبدو عليه صغر السن ان تكون صاحبة مرض مزمن ترى كيف كانت تعاني من الحياه حتى تصل لهذه الحاله ثيابها يغطيها الاتربه وجهها مليء بالحكايات شعر بفضول ليستمع لها كثيرا.. قاطع شروده رنين هاتفه
حسام بإرهاق: ايوه يا امي…
الام بقلق: برن عليك بقالي ساعات يا حسام وجعت قلبي عليك لي كده
حسام: اسف يا حبيبتي… بس غصب عني حصل معايا حاجه لما اجي هحكيلك يلا مع السلامه
الام بقلة حيله: ماشي يا حسام لما تيجي
اغلق الهاتف ووجه نظره اليها وجدها بدأت في فتح عينيها البنيه والتي كانت تتميز بإتساعها فكانت تعطيها منظر خاطف للأنفاس
حسام بإبتسام: صباح الخير… صحيتي من صوتي
الفتاه بهدوء وهي تتحدث بضعف: لا ابدا… شكرا ليك اوي
حسام بهدوء: ولا يهمك يا ستي… تعالي يلا علشان اوصلك
الفتاه بخوف: لا مفيش داعي يا باشا انا هروح لوحدي
حسام بتعجب: لوحدك ازاي… هو انت قادره تقفي اصلا…. يلا يا بنتي وهجيب معانا ممرضه تسندك متخافيش مني
كانت ستعترض ولكنه ذهب من امامها يطلب احد الممرضات ويخبرها بطلبه وبالطبع وافقته بعدما استأءنت من احد الاطباء والذي كان يعرف حسام ووافق حيث انه حامي هذه المنطقه ولديه الكثير من الاسنثنائات….. ساعدتها الممرضه في الوقوف وبدأت في اسنادها وركبوا السياره سويا وكل ثانيه تقريبا كان يتابعها حسام عن طريق المرأه امامه اما هي كانت تستند برأسها على كرسي السياره وتنظر امامها بسرود بعدما اخبرت حسام بعنوان منزلها…. بعد القليل من الوقت وصل امام منزلها والذي كان منزل بسيط للغايه حتى انه كان من الطراز القديم ويبدو عليه متهالك بشده… فتح لهم باب السياره وساعدها الممرضه مجددا ومن ثم اتجهوا نحو باب المنزل فتح لهم رجل يبدو انه في الخمسينات من عمره وجهه بغيض للغايه ويبدو عليه الغضب ولكن عندما رأى حسام هدأ قليلا فهيأت حسام تعطي له هيبه كبيره
الرجل (رشوان): كنتي فين يا بت يا هبه…. وانت مين يا بيه؟
حسام بهدوء: انا الظابط حسام يا حج… وبنتك تعبت وانا خدتها المستشفى ولسه جايه دلوقتي معرفتش اتواصل معاك لانها مش معاها موبايل
رشوان بملل: كتر خيرك يا بيه… يلا يا بت خشي
جزبها من يدها وهو يرسم ابتسامه صفراء امام حسام والممرضه ثم تفوه بسخريه
رشوان: لامؤخذه يا بيه… البيت مش من مقامك مش هعرف اقلك اتفضل
حسام بعدم راحه: ولا يهمك… المهم اطمنا عليها بعد اذنك
ذهب حسام وهبه تنظر له وبدأت الدموع تتجمع في عينيها فلأول مره تشعر بأن احدهم يحِن عليها كل هءا الحنان شعرت وكأنه طوق للنجاه ولمن ها هو ذاهب الان….. ما ان اعطى حسام ظهره لهم واغلق رشوان الباب لم يخطوا حسام بضع خطوات الا وسمع صوت صراخ واحدهم ينادي بأسمه بضعف
هبه بصراخ: الحقي يا حسام بيه…. الحقني
**********************************
في منزل عائلة يونس
كانت ورده تطهو الطعام وهي منشغله كثيرا ولكنها سعيده فقد عملت بالطبع ان صديقتها واختها الروحيه سوف تأتي اليوم… قاطعها تصوب حجر صغير على قدمها
ورده بألم: ااه… جه منين ده
اتجهت نحو باب المطبخ لم تجد احد فدلفت للداخل من جديد ولكن جائها حجر اخر مما اصابها بالغضب…. اتجهت مره اخرى نحو الباب وظلت تنادي بصوت عالي
ورده بغضب: مين اللي بيرمي الطوب دا…. اطلع من مكانك.. اطلع
قاطعها احدهم وهو يضع كف يده على فمها يكبله تماما وهو ينظر لها والابتسامه على وجهه ودلف بها داخل المطبخ من جديد والصقها بالحائط وكان قريب منها كثيرا مما جعلها تشعر بالنفور منه
حسين بضحك: بس يا هبله هتفضحيني
نزع يده من على فمها وكانت تنظر له بغضب كبير: انت باين عليك عقلك ضرب على الآخر… اي شغل العيال دا انا مش هسكت ليك على فكره وهقول ليونس بيه لما يرجع
اقترب منها اكثر وهو بنظر داخل عينيها بتلاعب: طب منا عاوزك تقولي ليه هستناه لما يجي
ورده بتوتر: ابعد عني… انت مالك مقرب كده لي ابعد وإلا
اقترب اكثر وهو ينظر لها بخبث: وإلا اي؟…
كانت ستهم بالرد عليه ولكن قاطعها صوت احدهم وهو يتحدث غاضبا: والله عال قلبتوا البيت كباريه…
**********************************

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اخر نساء العالمين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!