روايات

رواية أيوب الفصل الأول 1 بقلم بسنت رائد

رواية أيوب الفصل الأول 1 بقلم بسنت رائد

رواية أيوب الجزء الأول

رواية أيوب البارت الأول

رواية أيوب الحلقة الأولى

_تعرف ؟
رد عليها ، وهو ماسك أيدها بيعدوا الطريق _ نعم .
_ أنا بحب اسمك اوي ، ولما أكبر و أتزوج هسمي ابني أيوب و اخليه زيك عشان أنا بحبك .
ف بصلها ، وهو بيقول بجدية _ بس مش هينفع .
ردت عليه بحزن وعيونها كلها دموع _ ليه يا أيوب ، أنتَ مش عايزني اسمي ابني واخليه زيك ؟ مش بتحبني ؟
سحبها وقعدوا على الرصيف _ لا أنا كمان بحبك .
_ طب ليه مش هينفع اسمي ابني أيوب !!
_ مش الشيخ قال أن الرجالة لما تكبر وتحب بنت بيتزوجوا ؟
_ أيوة صح .
_ وأنا بحبك عشان كدة أنا لما أكبر هتزوجك ، ف مش هينفع ابننا يبقى اسمه أيوب وأنا أيوب ، لما تنادي تقولي يا أيوب مين فينا هيرد؟
بصت ليل لفوق كأنها بتفكر ، بعدين ضحكت وبصتله _ ايه دة ؟ تصدق عندك حق !!
_ شوفتي ؟
بصتله وبعدين سألته بخجل _ يعني كدة لما نكبر هنتزوج ؟
_ أيوة .
_ طب هنسمي ابننا أي ؟ أنا كنت عايزة اسميه أيوب ويبقى صاحبي زيك .
_ اممم ، أي رأيك ف سيف ؟
_ مش هينفع أنت نسيت ؟ جارنا اسمه سيف يا أيوب .
_ طب أنتِ بتحبي اسم أي ؟
بصت للسما وهي بتفكر بعدين بصتله بسرعة وقالت بحماس _ اممم…اه ، نسميه يونس ، بطل الرواية اللي قرأتها مع ماما اسمه يونس ، كان بطل شاطر وشجاع وحلويات خالص .
ضحك أيوب وهو بيقولها _ ماشي خلاص نسميه يونس يا حلويات.
حديث دار بين طفلين قاعدين على الرصيف ، البراءة لسة محتلة تفاصيلهم ، غافلين عن شقاء الدنيا و خداعها ، وغافلين برضو أنهم اتأخروا على ماماهاتهم وهما بيجيبوا ليهم طلبات .
_ أيوب أنا خايفة أوي.
_ خايفة ليه ، متخافيش من حاجة.
_ خايفة مُعلمة القرآن تزعقلي عشان التسميع ، وأنتَ كمان مبقتش معايا ، ف أنا خايفة
_ متخافيش يا ليل ، انتي شاطرة خالص ما شاء الله وهتعرفي تسمعي حلو .
_ بجد ؟ طب ينفع تيجي معايا ؟
_ للأسف مش هينفع ، دة مكان بنات مينفعش أروح معاكي
_ طب خلاص مش مهم ، أجي أنا معاك
_ لا طبعاً مش هينفع ، دة مكان رجالة مينفعش تبقى في وسط الرجالة ، ولما نكبر ونتزوج هلبسك النقاب عشان مفيش رجالة تشوفك خالص .
/
_ مُبارك الحجاب يا ليل .
_ الله يبارك فيك يا أيوب .
_ مالك زعلانة ليه ؟
_ عشان مامتي ومامتك قالوا أننا كبرنا ومش هينفع نروح ونيجي سوا ، ومش هنتكلم كتير ، هو أنا كدة مش هشوفك تاني يا أيوب ؟
أنهت كلامها وهي دموعها بتتسابق ، حزن على صديقها اللي كل خطوة ف حياتها كانت معاه ، صديقها اللي طفولتها متجسدة فيه .
_ لا هنتقابل بإذن الله يا ليل بس مش هينفع نبقى لوحدنا عشان انتي كبرتي ، مش الشيخ وأحنا صغيرين قالنا أن مينفعش الرجالة و البنات يبقوا ف مكان واحد لوحدهم طالما كبروا عشان حرام ، وربنا ميزعلش مننا .
_ أيوة صح .
_ يبقى متزعليش ، أحنا هنتقابل ونقعد مع بعض بس لما مامتي ومامتك يتجمعوا .
_ بس أنتَ صاحبي الوحيد .
قالتها و دموعها بتهدد بالنزول تاني .
_ وأنتِ صاحبتي الوحيدة ، بس أنتِ هتقابلي صحاب بنات وهتحبيهم وتروحي المدرسة معاهم ، وأنا برضو هفضل صاحبك واول ما تحتاجي حاجة هتلاقيني .
_ طب بص ، صحابي البنات دول هروح المدرسة معاهم بس ، و أنت هتفضل صاحبي الأساسي.
جيران اتربوا مع بعض ، العمارة ف وش العمارة ، نفس الشيخ بيحفظهم قرآن ، سُنة الحياة والطبيعة يكبروا ، وفرض ربنا يبعدوا ويبقى في حدود بينهم ، تعاملهم يقل إلا في المناسبات ، تشاء الدنيا أن الأطفال اللي كل خطوة بيخطوها سوا تفرق بينهم ويتقابلوا صُدَف.
ماشي صدفة من شارع مدرسة ليل أو للحقيقة !! مش صدفة ، أنا ماشي من هنا لعلّي ألمح طيفها ، ماما قالتلي أنها كانت متوترة من امتحان النهاردة وبما أنها ٣ ثانوي عام ودي فترة الامتحانات ف هي خايفة بس أنا مليش الحق إني اطمنها أو اعمل حاجة ل ست ليل اللي شاغلة بالي ومحتلة كياني ومشقلبة حال العبدلله .
ليل أشطر كتكوت يجماعة ، بالله الواحد مكانش فرحان يوم نتيجته زي ما فرح ليها كدة ، أي الحلويات دي يجدعااان .
ليل دخلت الجامعة ، المُريح و المُحزن ف نفس الوقت أننا ف نفس الجامعة بس دي أول سنة ليها و آخر سنة ليا ، بس هو الواحد كان طايل حتى يلمحها صدفة !! كفاية اني عارف مكانها و أننا ف نفس المكان ، بإذن الله ربنا يكرمنا ونشوف ملامحها ولو صدفة ونغض بصرنا لحد ما يإذن .
_ في أي ، في أي ، ليل بتعيطي ليه ؟
المرة اللي اقابلها صدفة فيها ، ألاقيها قاعدة بتبكي جامد وزميلتها واقفة تهدي فيها ، جريت عليها وأنا حاسس كأن حاجة ضربت قلبيي ، دموعها بتوجع فيا ، ليل عيونها متستاهلش البُكا .
_ بتعيطي ليه ؟ أنتِ كويسة ؟ تعبانة طيب ؟
مردتش عليا و بُكاها بيزيد ، ف سألت زميلتها _ مالها ؟ حصلها أي ؟
زميلتها كانت خايفة ومترددة تحكي ، ف بص ل ليل تاني .
_ متعيطيش يا ليل عشان خاطري أنا ؟ طب ممكن تهدي وتحكيلي ؟ طب حد ضايقك أو زعلك ؟
وعند الفكرة دي حس كأن نار بتاكل فيه ، حد ممكن ضايقها ؟ ليل ؟ لا ليل لا
_ أيو..أيوب.
بصلها بلهفة ، وقرب منها بس مقدرش يلمسها ، ملهوش الحق .
_ أنا هنا يا ليل ، متخافيش ، مالك ؟
ردت عليه بكلام متلعثم ومتلغبط كحالها دلوقتي.
_ قو..قولتلك خليك أنت صاحبي ، هما..هما مؤذيين والله
أذوها ؟ حسيت كأن قلبي اتكهرب والله.
_ حصلها أي ؟ هي مش هتقدر تكلم
_ زميلتنا اتريقت على ليل عشان لابسة خمار ، ولما ليل ردت عليها ب الدين وبهدوء ، والكل عجبه كلام ليل ودافعوا عنها هي اتضايقت ، و خدت رقم ليل تديه لولاد زمايلنا ع أساس أن ليل هي اللي عايزة تتكلم معاهم ، وعمالة تتطلع عليها سمعة وحشة .
يا الله!! الكلام وقع على قلبي يكسر فيه ، ليل مرت ب دة ، ليل متستاهلش يحصل فيها دة ، ليل كانت بتدافع عن دينها بهدوء وعقل ، ليل مينفعش تزعل ، مستحيل اخلي حاجة تمس ليل ، الأول مكانش ليا الحق بس أنا هخلي ليا الحق .
_ ليل !!
_ ليل ، بطلي بُكا و ارفعي راسك وقومي معايا .
كلمها بنبرة جامدة وعلى الرغم من نبرته إلا إن عيونه كانت بتطبطب عليها .
_ يلا يا ليل .
خدهُم أيوب ، وراح لعميدة كليتهم ، وزميلتها معاها عشان تشهد ، واشتكوها ومقبلش يتحرك إلا لما اتاخد ضد البنت اللي اذتها ف سُمعتها إجراء تأديبي .
ليه ممكن بنت تأذي بنت زيها و ف سُمعتها !! دة اثمه عظيم ، قذف المحصنات الغافلات من السبع الموبقات ، لُعِنوا في الدنيا والآخرة ، بشر الأذى والشر متغلغل ف أعماقهم ، نفوسهم مش سوية ، بنتأذي منهم بقصد ومن غير قصد ، بننزف من كلمة ممكن تأثر فينا عُمر كامل ، بس جزاء صبرنا عند ربنا سبحانه وتعالى هو خيراً و أعظمَ أجراً.
_ لسة بتعيطي ليه طب ؟ والله أنا بتلكك أروح أقلب عليهم الدنيا ، كله فداكي يا ليل .
_ أنا مكنتش عايزاها تتأذي بسببي والله .
ينفع اخدها ف حضني اخبيها من الدنيا ، ليل عيونها متستاهلش البُكا ، ليل أرق و أبرء من أنها تتأذي أو تأذي .
_ أنتِ مأذيتهاش يا ليل ، هي كانت لازم تتعلم الدرس بطريقة صعبة عشان تلحق نفسها دة عقابه عند ربنا كبير أوي ، هي اللي آذتك ، بس أحنا ملناش دعوة أحنا بنطبق اللي حفظناه من وأحنا صغيرين ، “العَافِينَ عنِ النّاس ” صح ؟
_ أيوة صح .
رد معاها بنفس الرد ، لأنه عارف أنه هيكون دة ردها ، أصل دي ليل مش عشرة موقف ولا لحظة ، دي عُمر .
ف ضحكت ليل عليه وهو بيقلدها ، وأيوب ما شاء الله سرحان ف تفاصيلها اللي مخلية قلبه هينط من جسمه
ابتسم أيوب وهو بيقولها _ طب بقولك أي يا حلويات ؟
ردت بخجل _ نعم .
_ أنتِ يلزمك التعليم ف حاجة ؟
ردت عليه ب استنكار _ ازاي يعني ؟
_ يلزمك اوي يعني ؟ أصل بصي أنا عاوزك بشنطة هدومك ، ولا أقولك ؟ مش لازم شنطة هدومك ، مش دة الخمار اللي جبتهولك ؟ حلو أنا عايزك من غير حاجة كدة .
_ ايه ؟
_ أي!!
ليل مينفعش غير أنها تبتسم ، ابتسامتها قادرة تحتل بلاد ، وأنا المواطن اللي احتلت بلاده وقلبه .
/
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ”
قرب أيوب منها ، ف هي رجعت لورا
_ أي يا حلويات ؟ استهدى بالله كدة رايح فين ؟
ضحك أيوب عليها ، وضهمها لحضنه ، لو عليه عايز يدخلها ضلوعه والله ، اتنهد كأنه أخيراً لقى راحته ، وهى سندت راسها ع كتفه ، وماسكة فيه جامد ، كأنها مش مصدقة أنه هنا ، أقرب ليها من نفسها .
_حياتي ف بُعدك مكنتش حياة يا ليل ، من ساعة ما فرقتنا الدنيا وأنا غريب وسط الناس ، وكل حاجة ف حياتي متلغبطة ، وناقصها حاجة ،
ربنا سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم :
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم “”. مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
_ أنتِ مني يا ليل ، ضلعي الناقص ، حد أقرب من أقرب الناس ليا ، بل أقرب ليا حتى من نفسي والله ، صاحبتي الأولى والوحيدة ، أنتِ احتياجي الفِطري ، سَكَني وونسي ف الدنيا ، ومفيش حلو ف العُمر غيرك يا حلويات .
/
دخلت ليل شقتهم وكانت الدنيا ضالمة خالص ، فتحت الأنوار وسمعت صوت شهقات بصت لمصدر الصوت ، وحست كإن قلبها هيقف من الصدمة وجسمها اترعش .
_ أيوب ، أيوب يا حبيبي مالك ؟ في أي طيب ؟ بتعيط ليه ؟ عشان خاطري متعيطش .
مشهد عمرها ما تخيلته ولا تخيلت أنه يوجعها بالطريقة دي ، أيوب قاعد على الأرض في الضلمة ، متكور على نفسه ف أيده ورق وبيعيط زي الأطفال ، رمت اللي ف أيدها و جريت عليه بسرعة ، و دموعها بتتسابق مع دموعه .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!