روايات

نوفيلا ورطة قلبي الفصل الثاني 2 بقلم سارة فتحي

 نوفيلا ورطة قلبي الفصل الثاني 2 بقلم سارة فتحي

نوفيلا ورطة قلبي الفصل الثاني 2 بقلم سارة فتحي

نوفيلا ورطة قلبي الفصل الثاني 2 بقلم سارة فتحي

جحظت عيناه بصدمه عندما طالع شاشة الهاتف بالكاد يتنفس بصعوبة غضب ونيران تشعل صدره
أخذ يحطم كل ما تطوله يده بداخله نيران تحرق العالم
من حوله
بينما النعمانى وقف امامه يتنفس بغضب قائلاً بخشونه :
-خلصت خلاص ممكن تهدى بقى  عرفت ليه قولتلك تتجوزها انت مش لؤى ، بس أنا ليا بردو نظرة وبقولك الموضوع مش ذى ماأنت فاهم أو الرسالة جتلك الموضوع فى سر وياريت تتصرف طبيعى الفترة ديه لحد مانعرف كل حاجه ومتعرفش أخوك حاجه
أخذ نفساً عميقاً بشدة ثم زفر على مهل وبدء يحدثه
بهدوء وثبات لكن بنبرة قوية :
-نظرة أيه ؟! الرسالة واضحه
 (( مبروك عليك الليلة أنت شربتها يا عريس ))
أنا قولت تبع حد من المنافسين وقولتلك سابنى اتصرف
ساعتها ، بس كويس أنى عملت حساب كده وانا اللى اتجوزتها ، لؤى مش هيفهم دماغها
هز رأسه النعمانى ثم تأمله بضيق وهو يغادر مكتبه هامساً  :
-متعملش حاجه نندم عليها كلنا.. الموضوع مش مقتنع بيه
دار يعقوب حول نفسه باحثاً عن هاتفه وقعت عيناه عليه أسرع يلتقطه ويضغط على أزراه ثم وضعه على
أذنه ينتظر أجابة الطرف الأخر :
-أيوه يابنى أسمعنى هبعتلك عنوان وأسم واحده عايزه
اعرف كل تفاصيل حياتها من يوم ما أتولدت خصوصاً
الفترة الأخيرة قدامك بكتير أسبوع
أغلق الهاتف ثم تنفس الصعداء وأستدار يجلس على مكتبه يطرق بأنامله على سطح الزجاجى ينظر أمامه بشرود
****************************
بينما على الجانب الأخر  قضت ليلتها دون أن يغمض لها جفن غارقة فى بحر شجونها ، عبراتها تنساب على وجنتها فى صمت ، قلبها ينزف الماً لم يصل لتفكيرها يوماً أن يصل تحررها إلى كسر ثقة أبيها ، فماذا ظن بها ، خسرت حياتها أصبحت وحيدة فى بيت لم تعرفه ، كيف ستقضى حياتها ، كيف والدها تخلى عنها ،
 لحظة لحظة من أين عرف بوجودها
طرقات على الباب قطعت تفكيرها رفعت عينيها صوب
الباب بأنكسار طالعها وجه لؤى ، ولج وأغلق الباب خلفه
أقترب وجلس أمامها على الفراش :
– أنت كويسه؟!
هزت رأسها وهى تضع كفها على شفتيها تكتم شهقاتها :
-لؤى قولى اللى بيحصل ده كابوس وهصحى منه
حالتها ألجمت لسانه فلم يسعفه ذهنه برد عليها وتهدئتها
صمته ونظراته جعلتها تبتسم فى ذهول وتقول بعدم تصديق وأستيعاب :
-مش كابوس صح أنا ضعت يالؤى
اخذ شهيقاً طويلا وهو يجيبها بتأسف  :
-أنا اللى غلطان يا دالين  يارتنى ما كنت سمعت كلامك كان لازم أقولك لا بس اللى مستغربوا والدك وأهلك عرفوا منين
قبل أن تجيب عليه سمعوا صوت طرقات على الباب ثم أنفتح الباب ولجا مباشرة بدون أنتظار أجابة أنصدم عندما طالع أخيه فى غرفتها توسعت عينيع وتطاير الشرار منهم وصاح بغضب :
– لؤى بتعمل أيه هنا؟؟ فى أوضتها ليه ؟؟
أنصدم لؤى من عصبية أخيه المبالغ فيها أبتلع لعابه :
-أبيه كنت بس بطمن عليها
صاح بنبرة على حافة الأنفجار :
-تطمن عليها لوحدكم فى الأوضة  مقفول عليكم باب الهانم نستك الأصول ولا أيه يا أستاذ لؤى
طأطأ رأسه وأستئذنه و ولج للخارج وأغلق الباب خلفه
بينما هى بقت شاردة تحدق بنقطة ما فى الفارغ
بينما هو يستند على حافة المكتب المقابل لها تمكن الغيظ من كافة ملامحه الخشنه ليتشكل فى ثوانى جمود رهيب هو يخبرها :
– البيت ده ليه أصول وأنتى هنا مجبره تمشى عليها
ومش مسموح لأي حد أي كان أنه يهدوا فاهمة ،يعنى تروحى لشاب بيته ، تقعدى معه لوحدكم قافلين الباب
مش هنا
رفعت ” دالين ” نظرها إليه  بأعين لامعة بدموع الخزلان ، تبتلع غصة مريرة فى حلقها ، قلبها ينزف دماً
ردت بنبرة باكية :
– لو سمحت كفاية كلامك ده وتجريح أنا مستهلش كل ده ، أنت متعرفنيش وحكمت عليا
تلاقت عدسته بخضرواتيها وجنتها الملتهبة أثر البكاء رق قلبه لوهلة بداخله شئ يصدق صدق حديثها تبدو طفلة بريئة أجابها بسخريه :
-شاطرة أنت جاوبتى على نفسك أهو محدش يعرف جواكى أيه لكن طريقة لابسك ، تعاملك مع الشباب ، ده هتخلى الكل يفكرك أنك سهلة المجتمع بتاعنا كده
 عنده ثوابت فكرية وبالأخص البيئة اللى اتربيتى فيها ، ده بكلمك بثوابت مش بالدين عشان ده موضوع تانى خالص
غامت عينيها بدموع حارقة وأجابته بصوت مرتعش من البكاء :
-ليه حد قالك على معرفش فى دين على فكرة بس ربنا اللى يعرف نيتى
باغتها بقبضة يده الضخمة التى قبضت على ذراعها وجذبها بعنف :
– أنت لسه بتجدلى بكلام أنا لو من أبوكى كنت كسرت رأسك من زمان ،،، نيتك الناس هتشوف بت رايحه مع شاب فى بيته وتقوليلى نيتك أنت أيه مفيش مخ ولا فكرة التحرر مبعملش حاجه غلط خلاص
تراجعت للخلف خوفاً منه فى محاولة لتحرير معصمها وانهارت باكية كل حديثه صحيح
ماذا ستقول ؟!
هى المخطئة أما مجنى عليها ؟!  :
– أااااه أيدى أنت بتوجعنى اأاااه
تنهد بعمق ينظر حالتها وبكائها الذى  يدمى القلب ، أبتعد عنها يحدق بها كانت كطفلة تائهة من والدتها لا يعلم لماذا أنتفض قلبه بين ضلوعه تمرداً عليها لانت ملامحه وترك يديها وولج خارج الغرفة
******************************************
دلف لؤى إلى مكتب أبيه ليجد النعمان شاردا فى نقطة ما تقدم لؤى ثم نظر إليه بتوتر هتفاً : صباح الخير يابابا
نظر النعمانى لهيئته ثم قال بجمود هو يتفحصه :
أمممممم صباح الخير ، أنا كنت لسه هبعتلك بسبب عملتك بتاعت امبارح ، انت مقدر حجم المصيبة
طأطأ لؤى رأسه بخزلان : يابابا صدقنى لو أعرف ان كل ده هيحصل ماكنتش جبتها هنا ، بس والله يابابا ما فى حاجه ذى باباها ما تخيل ، هى بنت محترمه جدا بس هى ليها طريقة تفكير مختلفة شوية وو
أوقفه عن الحديث بنظره من عينيه ثم قال بصوت رجولى رخيم : أبوك بيفهم اللى قدامه من نظرة ، وانا عرفت من أول ماشوفتها ، بس الخوف عليها من يعقوب
اسمع يا لؤى اهم حاجه انك تخرجها من حالتها عشان الامتحانات عشان السنه وبعد كده هنشوف أيه اللى هيحصل
حك مؤخرة رأسه ثم أجابه :
-بصراحة ده اللى كنت بعملوا على اول ما صحيت ، بس أبيه يعقوب اتنرفز عشان طلعت عندها الأوضة وشبه طردنى
هز رأسه بيأس من تصرفات أبنه ثم أرتسم الجمود :
– أنت بردو محرمتش فى حد ممكن يطلعلها يناديها متحاولش تتعدى حدودك هى مراتك أخوك مش زميلتك لحد ما نشوف حل  وده اللى لازم تتعامل معاه دلوقتى
زفر لؤى أنفاسه بإرتباك هامساً بتوتر:
– والله يابابا أنا حبييت فكرة جواز يعقوب بس هو يخف عصبية شوية هى غلبانه كفايه موقف أن أبوها يرميها كده
 طب ده حتى يعقوب يبقى ماما الله يرحمها دعيلوا
لاحت أبتسامة جانيبه على شفتاه ثم ظل صامتاً
ابتسم ونهض من مكانه ثم أنحنى يقبل جبينه وقال بمرح مداعباً :
-عقبالك بقى أنت كمان يا بوص وأفرح بيك هو حد كان يصدق أبوالهول يتجوز
لم يستجيب لمزاحه ونطق بصرامة :
– أوعى تهزر بكلام ده قدام البنت ديه ويسمعك يعقوب أتفضل يلا أطلع بره
-عدل وضع قميصه ثم قال بمزاح : كمان طرده واحده وهمشى من البيت محدش يعرفلى طريق
******************************************
بعد مرور عدت أيام ( يوم الامتحان)
فى الصباح جلس ” يعقوب ” و” لؤى ” على طاولة الطعام يتناول الفطار معاً ، فاليوم أمتحانها ينتظر نزولها من الأعلى فهى ظلت حبيسة غرفتها ، يتذكر كلما مر من أمام غرفتها يسمع صوت بكاؤها الذى مازال يدور و يرن بعقله كعقارب الساعة ، تنهد يعقوب  بضيق على كثرة تفكيره بها فى الأيام الماضية بداخله شئ يريد تصديقها، رفع عينه من طبقه ، ليطالعها أمامه  ، لكنها فتنه تمشى على الأرض  فكانت ترتدى قميص من اللون الكشمير وبنطلون من خامة الجينز فكان كطبقة ثانية على جلدها ورفعت سلسال الدهب خاصتها بدبوس شعر ووضعت بعض من مساحيق التجميل البسيطة ، توسعت عيناه بذهول من تغير حالها لحال أخر أهى من كانت تبكى فى الأيام الماضية ؟؟! أستقام عن الطعام مدعياً الشبع
بينما هى تجاهلته ووجهت أنظاره صوب لؤى وهى ترى نظراته المصدومه  :
-صباح الخير يا لؤى  يلا بينا أنا جهزت
أيقظت بركانه الخامد بتعمد تجاهله ، فقد أثارت عواصفه وهيجت أمواج غضبه ، فلم تجد منه إلا أن قبض على ذراعها صائحاً بها بأعين نارية :
 والهانم رايحة فين بلبس ده على الصبح ؟؟
دفعت يده بعيداً عنها صارخة بسخط شديد :
– أبعد أيدك عنى يا بنى أدم أنت ، هو انت استحليت الموضوع على العموم أنا أصلا ماشيه ومش راجعة تانى
صرخ بنبرة كادت تسقطها أرضا :
-عيدى تانى قولتى أيه ؟
أبتلعت لعابها وتملصت من يده ورجعت للخلف لا أرادياً فى خوف ظاهر فمنظره دب الرعب فى أوصالها :
-بقول همشى كلمت واحده صاحبتى  وهقعد معاها فى شقة مع بنتين تانى لحد مااخلص امتحانات وبعد كده أسافر لخالتى أسكندرية أى أسئلة تانى ؟؟
قبض على شعره بعنف يكاد يخلعه من منبته لاعناً حظه الذى ألقى بها فى طريقه ، هم لؤى بالحديث  لتلطيف الأجواء أشار له ” يعقوب بألتزام الصمت  ورفع سبابته فى وجهها :
-دخول الحمام مش ذى خروجه أنت نسيتى انك على ذمة رجل والتسيب بتاعك ده تنسيه ، ولا التمثلية خلصت بقى
 ثانياً هتطلعى تغير هدومك ديه بفستان من الهدوم اللى جت ، ثالثاً مفيش مرواح الجامعة مع لؤى .فى عربية بسواق هتوديكى وتجيبك والمواعيد كلها معايا أتفضلي وخلى بالك انا عينى عليكى
-زفرت أنفاسها بغضب ثم صرخت بسخط شديد :
-أيه التحكمات ديه كلها ، ااااه انت مفكر عشان اللى حصل ده يبقى خلاص ، لا شكرا كتر خيرك على موقفك الرجولى بس أنا هعرف احل مشاكلى لوحدى ، بعدين طالما هى تمثليه شاغل نفسك ليه بقى ؟!
ها هو الطوفان قد هل هكذا كان تفكير لؤى لكن احتلت الصدمة ملامحة من رد فعل يعقوب الذى دس يده فى جيبه وأقترب منها هامساً ببرود: أه اللى حصل ده اسمه جواز  ،  بس انت مجبره تحترميه وبلاش تخلى يعقوب النعمانى يوركى الوش التانى ، ومتنسيش أحنا اللى مستحملينك هنا وصوتك ميعلاش تانى
أنفجرت دالين  ببكاء كالقنبلة دون سابق أنذار :
– انا استحالة اعيش هنا هو انت بتتحكم كده ليه فكرنى أيه ؟!
رفع جانب حاجبيه وأبتسم بسخرية :
 -مراتى انتى مرات يعقوب النعمانى لحين أشعار أخر
 حتى لو لسبب معين بصى أى حاجه تخصنى تمشى على مزاجى
لا حظ نظراتهم الشبه مصدومه من كلامه :
-قولت اتقضل يالؤى على الامتحان ، وانت انجزى تغير عشان تلحقى
******************************************
أسبوعان مر أسبوعان فى ساعة متأخرة من الليل جلست فى الحديقة تضم كتابها إلى صدرها وتنظر للسماء بقلب مفطور مشاعر مبعثرة لأبعد حد ، قلب متألم بشدة مر مايقرب على شهر على هجر والده لها ستجن وتعرف كيف عرف والدها ، من الذى  قلب حياتها وأدى بها لوقوع فى براثن ذلك الوحش الثائر اغمضت عيناها عند سيرته فمر ما يقارب اكثر من أسبوعين تذهب للأمتحاناتها وتظل حبيسة غرفتها تتلاشى الصدام معه  فهو يثير جنونها ، أنتفضت حينا أتاه صوت من الخلف :
-أنتى قاعدة فى الوقت ده هنا ليه ؟؟
اغمضت عيناها بألم ثم نهضت من مكانها متوجه للداخل
بدون رد على أسئلته تجاوزته ومرت من أمامه فجذبها من معصمها ساد الصمت لحظات بينهم وهو يطالعها
بينما هى نظرت له بعينين متسعه مدميا من أثر البكاء قائلة بشهقات طفوليه بحته :
– لو سمحت ايدى ..اتخنقت من فوق شويه نزلت هنا وادينى طالعه تانى سيب أيدى بقى
خفف من ضغط على معصمها :
– انتى بتعيطى ليه ؟؟
فى أيه حصل تانى ؟؟
رفعت نظرها إليه تتطلع إليه  أول مره بتمعن ؛ بدون أن يعنفها فملامحه رجوليه خشنه لكنه وسيم مسحت دموعها بظهر كفيها وأجابته بصدق :
-مفيش تانى لأن الاول لسه مخلصش ولسه وجعنى ، غير عندى مادة لسه مش عارفه اذكرها والامتحان بكرة لؤى حاول بس أنا مفهمتش ممكن أيدى بقى
ترك يدها برفق وسحب منها الكتاب ينظر له بتمعن  :
 مادة (استركتشر) تعرفي أنى كنت بجيب أمتياز فيها على طول  ، هذكرلك أنا مش مستاهله كل ده عياط
توسعت عينياها بصدمة من تحوله المفاجئ ثم ردت عليه بنبرة حزينة وهى تلتقط الكتاب من بين يده :
-مفيش داعى خلاص اللى فهمته هكتبه انا كده كده هشلها سمر كورس
أبتسم بغرور يدس يده فى جيب سرواله :
– بقولك هذكرلك انا يعنى مفيش سمر كورس اتفضلى على جوه عشر دقايق اغير وتكونى فى المكتب
فصدح صوت هاتفه معلناً عن وصول رسائل جديده..
يتبع …….
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!