روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الفصل الرابع عشر 14 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الفصل الرابع عشر 14 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الجزء الرابع عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث البارت الرابع عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الحلقة الرابعة عشر

كان الطبيب جالسًا في مكتبه ينظر إلى بعض التحاليل بيده حتى قاطـ ـعه طرقات على باب المكتب، سَمَحَ لـ الطارق بالدلوف ليدلف جعفر بالفعل قائلًا:مساء الخير
نظر إليه الطبيب وقال:مساء النور أتفضل يا أستاذ جعفر
أغـ ـلق جعفر الباب خلفه وتقدم مِنّهُ قائلًا:كُنْت محتاج أتطمن على بنتي والأشـ ـعة الي عملتها طلعت ولا لا ولحد دلوقتي مفاقـ ـتش
أشار إليه الطبيب قائلًا:أتفضل
جلس جعفر لينظر إليه بهدوء، تحدث الطبيب وهو ينظر إليه قائلًا:بُص يا أستاذ جعفر البنت حاليًا محتاجة راحة تامة وعشان كدا انا أديتلها مهـ ـدئ عشان جسمها يرتـ ـاح
حرك جعفر رأسه برفق وقال بترقب:طب والأشـ ـعة
زفر بهدوء وقال:الأشـ ـعة بقى هي يا دوب لسه وصلالي مِنّ شوية وشوفتها … في الحقيقة يا جعفر بنتك محتاجة عملـ ـية ضرورية
شعر جعفر بالخـ ـوف ليظهر التوتـ ـر على معالم وجهه ونبرة صوته حينما قال:ليان عندها تجمع د موي لازمله تدخل جرا حي قبل ما يكبر ويكون خـ ـطر على حياتها!
ألجـ ـمته الصـ ـدمة التي كانت كافية لجعله يعـ ـجز عن الردّ، خرج مِنّ مكتب الطبيب وهو تائـ ـه ومصـ ـدوم وبشـ ـدة، توقف أمام غرفة صغيرته البريئة التي كانت مغيـ ـبة عن العالم بـ مَنّ فيه ليراها مستسلمة لِمَ ينتظرها، أبتـ ـلع غصته وهو ينظر إلى بيلا بعينان دامعتين ليراها تجلس بجانبها تنتظره
خرج جعفر مِنّ المستشفى بأكملها وبداخله أصوات كثيرة متعا لية بداخله، كَيف سيقوم بتد بير هذا المبلغ الكَبير في هذا الوقت القصير ومَنّ الذي فعل بها ذلك ولِمَ!
أسئلة كثيرة تدور داخل عقله تجعله سيجـ ـن بحق، جلس على إحدى الأرصف وهو يتكـ ـئ برأسه إلى الأسفل واضعًا يديه على رأسه وهو يقول بقلة حيلة:تعـ ـبت يا رب بجد … تعـ ـبت يا رب
سقـ ـطت دموعه بقلة حيلة رغـ ـمًا عنّهُ وهو يُحاول التما سك قليلًا ولَكِنّهُ حقًا لا يستطيع، لحظات ووُضِعَت يد على كتفه مشـ ـددةً عليه برفق ليرفع هو رأسه بهدوء ينظر خلفه ليرى سراج ينظر إليه، سقـ ـطت دموعه وهو ينظر إليه ليجلس سراج بجانبه ضاممًا إياه إلى أحضانه مربتًا على ذراعه قائلًا:هتتحل يا صاحبي .. هتتحل
جلس لؤي على الجهة الأخرى بجانبه وهو ينظر إليه مربتًا على ذراعه برفق قائلًا:جرا ايه يا صاحبي انتَ هتـ ـقع ولا ايه .. في أتنين هيقـ ـعوا معاك مينفعش كدا إجـ ـمد شوية
بكى جعفر بضـ ـعف وقلة حيلة ليحـ ـزن سراج بشـ ـدة وهو يرى رفيقه بهذا الضـ ـعف الذي لَم يعهده قبل، تحدث جعفر بنبرة باكية ودموعه تتسا قط على وجهه قائلًا:تعـ ـبت يا سراج … تعـ ـبت يا لؤي … انا أول مرة أحس إني أتهـ ـزمت … مش مستعد أخسـ ـر بنتي خالص .. لو جرا لها حاجه انا همـ ـوت وراها انا رو حي فيها مقدرش أتخيل حياتي مِنّ غيرها ليان كل حاجه حلوة فـ حياتي وهي اللي بعا فر عشانها دلوقتي .. لو جرا لها حاجه همـ ـوت بجد
شـ ـدد سراج مِنّ عناقهِ إليه قائلًا بنبرة مهـ ـزوزة بعد أن سقـ ـطت دموعه:متقولش كدا يا صاحبي ربنا يخليهالك وتشوفها عروسة مفيش حاجه أهدى … هتخـ ـف وهترجع وتبقى فـ حضنك تاني
أنهـ ـى حديثه وهو ينظر إلى لؤي بقلة حيلة ودموع ليزفر لؤي ويعتدل في جلسته ينظر أمامه ماسحًا على خصلاته وهو يُفكر ماذا سيفعل مِنّ أجل صديقه الذي يبدو أنه في حالة إستسلام شـ ـديدة هذه المرة وكأنه فقـ ـد الأمل بشكل كامل
_________________
“يعني ايه وأزاي محدش فيكم يتصل يشرحلنا ويقولنا حاجه زي دي!”
هكذا أردف بها مُنصف وهو ينظر بصـ ـدمة إلى كلًا مِنّ سراج ولؤي ليتحدث لؤي هذه المرة قائلًا:مش وقت تقطـ ـيم يا مُنصف .. جعفر دلوقتي فـ حالة ضُعـ ـف وخيـ ـبة كبيرة وفقـ ـد الأمل بشكل دائـ ـم المبلغ كبير عليه أوي
فريد بتساؤل:تعملها كام يا لؤي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه لؤي وقال:خمسين ألف جنيه
ثُريا بذهول:دول كتير أوي هيجيبهم منين
ركـ ـل سراج المقعد بغـ ـضب وقال بضـ ـيق شـ ـديد:المشـ ـكلة إن العملـ ـية لازم تتعمل خلال الأسبوع دا لو أتأخـ ـرت هتروح فيـ ـها التجـ ـمُع بيكـ ـبر كل يوم وهيأثـ ـر بشكل كبير عليها
دام الصمت بينهم بعد أن أبتعد عنهم سراج قليلًا لينظروا جميعهم إلى بعضهم البعض وهم يُفكرون، تحدثت فاطمة وهي تنظر إليهم قائلة بهدوء:بتفكروا فـ ايه … متبقاش غير تمانية وأربعين ساعة
تركهم حسن وذهب لتنظر إليه نورا بهدوء دون أن تتحدث، لحظات وتحدث مُنصف وهو ينظر إلى لؤي قائلًا بجدية:انا معايا عشرين ألف فـ البنك كُنْت شايلهم لوقت الزنـ ـقة هسحـ ـبهم بكرا الصبح وأديهوملك ويتبقى تلاتين
حرك لؤي رأسه برفق وهو يعجـ ـز عن الحديث فـ لا وقت لـ الرفـ ـض والمجامـ ـلات، لحظات وأخرج هاتفه يعـ ـبث بهِ قليلًا ليضعه بعد ذلك على أذنه ينتظر لحظات حتى قال:أيوه يا جعفر فينك … بتعمل ايه هناك
أنهـ ـى حديثه وهو يعـ ـقد ما بين حاجبيه لينظروا إليه بهدوء بينما جحـ ـظت عينان لؤي بصـ ـدمة قائلًا بعدم إستيعاب:وصو لات أما نة ايه وكمبـ ـيالات ايه اللي هتمـ ـضي عليها … انتَ مجـ ـنون هتودي نفسك فـ دا هية متمـ ـضيش على حاجه يا جعفر
أبعد الهاتف عن أذنه وكتـ ـم الصوت لينظر إلى رمزي ومُنصف وسراج قائلًا بصـ ـدمة:ألحـ ـقوه دا بيمـ ـضي على وصو لات أما نة وكمبـ ـيالات لـ فتوح دا مجـ ـنون
جحـ ـظت عينان مُنصف ليركض سريعًا تاركًا إياهم بينما لَحِقَ بهِ رمزي وسراج لتشهـ ـق فاطمة بصـ ـدمة وتضع يدها على فَمِها تنظر إليهم بصـ ـدمة، وضع لؤي الهاتف على أذنه مرة أخرى بعدما قام بإلغا ء الكـ ـتم وقال بنبرة صار مة:على الله تمضى على حاجه يا جعفر بطل جـ ـنان بتخرج نفسك مِنّ مصـ ـيبة بـ مصـ ـيبة أكبر مِنّها
ركض سراج على الجهة الأخرى متجهًا إلى محل فتحي ليرى جعفر يترك هاتفه ويُمسك بـ القلم ويستعد للإمضا ء على الأوراق أسفل نظرات فتوح الذي كان ينظر إليه بتخا بث، بينما كان جعفر لا ينتبه إلى أي شيء في هذه اللحظة كل ما يَشغـ ـل حَـ ـيّز تفكيره هي صغيرته حتى وإن كان الثـ ـمن حياته سيقدمها إليها دون تردد
وضع جعفر القلم محل التو قيع وقبل أن يخطو بإسمه كان سراج يجـ ـذب الورق بعنـ ـف ممز قًا إياه دون تر دد، نظر إليه جعفر بصـ ـدمة ومعه فتوح الذي أحتـ ـل الغضـ ـب معالم وجهه ليقول بنبرة غا ضبة:انتَ أتجـ ـننت يا سراج ايه اللي عملته دا
ألقـ ـى الأوراق التي مز قها أرضًا ودهـ ـس عليها بعنـ ـف وهو ينظر إليه بغـ ـضب شـ ـديد ليقول:لو فاكر إنك هتستغـ ـل ضُعـ ـف جعفر دلوقتي تبقى لسه عيـ ـل … طول ما انا عايش مش هسمح لأي حدّ فـ الحارة دي يستغـ ـل ضُعـ ـف صاحبي مهما حصل ومش عشان هو مجـ ـبور هتعمل اللي انتَ عايزُه … جعفر خـ ـط أحـ ـمر أنصـ ـحك تبعد عنّه عشان متز علش
نظر جعفر بدموع إلى سراج الذي نظر إليه بغضـ ـب ليتقدم رمزي مِنّهُ جاذ بًا إياه برفق قائلًا:تعالى معايا عايزك
تحرك جعفر بإستـ ـسلام معهُ بهدوء ليأخذه رمزي ويخرج، نظر إليهما مُنصف بهدوء ثم عاد ينظر إلى فتوح متقدمًا مِنّهُ مستندًا على المكتب أمامه ناظرًا إليه بشـ ـر قائلًا:إتقي شـ ـر الحليم يا فتوح إذا غـ ـضب … إحنا على مدار الواحد وتلاتين سنة دول محدش قدر يكـ ـسر عنينا ولا حدّ هيقدر بالمناسبة .. ومحدش قدر يستغـ ـل ضُعـ ـفنا اللي بيكون مصـ ـدر قو تنا أصلًا … فـ شلتنا معندناش حاجه أسمها حالة ضُعـ ـف … الضُعـ ـف فـ مصطلحنا يعني قو ة وسلا ح محار بة … محدش يقدر يستغـ ـل ضُعـ ـف واحد فينا مهما كان مين هو .. انتَ حبيت تنتـ ـقم مِنّ جعفر فـ إستغـ ـليت ظروفه القا سية اللي خلّته ماشي يدور على الفلوس اللي محتاجلها لعملـ ـية بنته بس وربي وما أعبُد لـ تند م على الحر كة دي ومترجعش فـ الآخر تعيـ ـط زي العيال الصغيرة وتتحا مى فـ أخوك فتوح عشان هو وقتها مش هيعبرك وهيبيـ ـعك فـ ثانية … فاهم يا قمور
أنهـ ـى حديثه وهو يرمـ ـقه نظرة حا دة مشـ ـمئزة ليتركه ويخرج، نظر إليه لؤي ورفع سبّابته قائلًا بتحذ ير:لقد أعذ ر مَنّ أنذ ر
تركه لؤي وخرج خلف مُنصف ليتوجها إلى منزل مُنصف مرة أخرى تاركان فتوح يطالعهما بغضـ ـب وحقـ ـد دفيـ ـن، دلفا داخل البِنْاية وأغـ ـلق لؤي الباب خلفه ليرى رمزي ضاممًا جعفر مربتًا على ظهره برفق مو اسيًا إياه، تقدم مِنّهُ مُنصف مربتًا على ظهره أيضًا دون أن يتحدث وهو يُفكر في كيفية تد بير باقي المبلغ الذي مازال كبيرًا بالنسبة إليهم
__________________
“انا محتاجه المبلغ ضـ ـروري أوي يا هنا ومش عارفه أعمل ايه انا حاسه إني عاجـ ـزة انا وجعفر ومش عارفين ند بر المبلغ منين انا حاسه إني همو ت يا هنا مش قاد رة أتحـ ـمل”
أنهـ ـت حديثها وهي تبكي لتتحدث هنا على الجهة الأخرى قائلة بحـ ـزن:انا حاسه بيكي واللهِ يا بيلا مِنّ غير ما تتكلمي وعارفه إنه إحساس وحـ ـش أوي … طب بُصي انا هحـ ـولك عشر الآف جنيه انا عارفه إنهم مش حاجه بس انا لو فـ مقدرتي أساعد بأكتر مِنّ كدا صدقيني هساعد
تحدثت بيلا بر فض قائلة:لا يا هنا انا مش عايـ….
قا طعتها هنا قائلة:بس يا بت انتِ عبيـ ـطة إحنا أخوات مفيش بينا الكلام دا انا هحـ ـولك الفلوس على طول لازم عملـ ـيتها تتعمل فـ أسرع وقت وبعدين إبقي ردّ يهم وقت ما ربنا يكرمها مش مستعـ ـجلة عليهم يعني كدا كدا قاعدين مبعملش بيهم حاجه فـ هما مِنّ نصيبك حياة بنتك أهم دلوقتي يا بيلا
زفـ ـرت بيلا بقـ ـوة وهي تمسح دموعها قائلة بنبرة مهـ ـزوزة:انا بجد مش عارفه أقولك ايه يا هنا .. المبلغ كبير علينا وانتِ عارفه الظـ ـروف مع جعفر واقـ ـفة مبتتحـ ـركش ودا مأ ثر عليه وانا بقالي فترة مبشـ ـتغلش واللي معايا يعتبروا شـ ـبه خلصوا خلاص
هنا:انا عارفه يا بيلا صدقيني وعشان كدا انا هحـ ـولهوملك ولو عوزتي تاني قولي متتكـ ـسفيش إحنا أخوات ولو ليان هتاخد علا ج بعد العملـ ـية ما تنجح إن شاء الله قوليلي علا جها انا هتكـ ـفل بيه … بنتي وبنتك واحد يا بيلا مفيش فـ ـرق … أهم حاجه بس باقي المبلغ يتجـ ـمع بسرعة وانا هتابع معاكي لو أتوفر مبلغ تاني معايا هحـ ـولهولك على طول
بيلا بهدوء:كتر خيرك يا هنا ربنا يخليكي ليا وميحر منيش مِنّك
هنا:يلا هقـ ـفل معاكي دلوقتي عشان أسيبك دلوقتي وهكلمك تاني
أنهـ ـت المكالمة لـ تُبعـ ـد بيلا الهاتف عن أذنها بهدوء ونظرت إلى صغيرتها بشرود وهي تتسأل بداخلها كيف ستجلب بقية المبلغ وهل سيفعل جعفر شيئًا أم لا
___________________
“ماذا رأيتي إيميلي!”
هكذا أردفت بها روزالي وهي تنظر إليها لتنظر إليها الأخرى قائلة بنبرة هادئة:هذا الحا دث مُد بر … ماري هي مَنّ فعلت هذا … هي التي متسـ ـببة في حا دث الصغيرة
عقد كين ما بين حاجبيه وقال بنبرة حا دة:ولِمَ ستفعل ذلك
نظرت إليه وقالت:حتى تأخذ د ماء الصغيرة وتُلـ ـقي عليها تعو يذة كي تقوم بر بط حيا تهما ببعضهما البعض .. إن حـ ـدث إلى ليان أي شيء يحـ ـدث إلى ماري
كيڤن بحـ ـدة:وماذا ننتظر علينا إيقا فها فورًا
إيميلي:للأسف كيڤن … فات الأوان … لقد حققت ماري مُرا دها
صـ ـاح كين بغـ ـضب شـ ـديد قائلًا:كيف هذا مستحيل ماذا تقولين إيميلي
نظرت إليه إيميلي وقالت بيأ س:فات الأوان كين
مسح كين على خصلاته بضـ ـيق شـ ـديد والغـ ـضب يعتلـ ـي وجهه ليجلس كيڤن على المقعد وهو يضع يديه على رأسه قائلًا:سُـ ـحقًا
كاثرين بتساؤل:هل الصغيرة بخير الآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت إيميلي رأسها نا فيةً وقالت:للأسف لا ستخـ ـضع إلى عملـ ـية جر احية خلال ثمانية وأربعين ساعة هُناك تجمع د موي في الر أس يجب الخـ ـضوع إلى عملـ ـية
شعر كين في هذه اللحظة أنهُ يَود أن يقتـ ـل ماري وكل واحد تجـ ـرأ وقام بإذا ئها، وكالعادة لَم يستطع التحـ ـكُم في نفسه ولذلك نهض مبتعدًا عنهم وهو يُفكر ماذا عليه أن يفعل، بينما نظروا هم إلى بعضهم البعض دون أن يتحدث واحدٍ مِنّهم
كان كين يجلس على طرف الفراش متكـ ـئًا الر أس ينظر إلى الأسفل والضـ ـيق يحتـ ـل معالم وجهه، لحظات ودلفت إيميلي مغـ ـلقةً الباب خلفها لتتقدم مِنّهُ بهدوء تجلس بجانبهِ دون أن تتحدث
لحظات دامت مِنّ الصمت بينهما لتقطـ ـعه إيميلي قائلة بنبرة هادئة:ما حدث كين كان خارج توقعا تنا أجمع … لقد إستطاعت ماري تنفـ ـيذ مراد ها لأول مرة رغـ ـمًا عنّا … ولَكِنّني أودُ تذكيركَ كين أن صمويل كان طـ ـرفًا مسا عدًا إليها .. بسبب قوا نينه الغير عاد لة والتي تجعل مـ ـصاص د ماء يُقتـ ـل كل يوم دون وجه حق وتُطـ ـعن عائلة بفـ ـقدان عز يزًا عليها بسبب تسـ ـلط غير أخلا قي كهذا … كُنْا سنكون في إحدى الأيام ضمن هذه الأُسر ولَكِنّ مازلنا نصـ ـمد كين حتى الآن .. مازال هُناكَ أملًا في المُـ ـضي قُدُمًا
أبتسم كين ساخـ ـرًا وقال:أي مُضـ ـي تتحدثين عنه إيميلي … في الأمس خُطِـ ـفت صغيرتي وقد كانت ماري الخا طف واليوم صغيرة جعفر التي تُصا رع المو ت الآن وقد كان الفاعل ماري أيضًا وفي الغد سنكون جميعنا مو تى بسبب صمتنا الغير مبـ ـرر كيف يحـ ـدث كل ذلك ونحن صامتين هل لديكِ أيا إجابة … لقد إحتـ ـلت جزءً لا بأس بهِ مِنّ الهنـ ـد وزر عت بهِ شيا طينها الفا سدين ولَم نفعل شيئًا .. هذا الحـ ـقير صمويل كذلك يقتـ ـل الآلاف مِنّا كل يوم ونحن لا نتحدث فقط نشاهد ما يحدث إلى متى سنظل هكذا إيميلي هل مطالب مِنّي أن أنتظر إلى أن أجد صغيرتي ميـ ـتة في إحدى الأيام وكيف لي أن أنتظر حتى يحدث … أنا الآن أشعر بـ أنني سأمـ ـوت خو فًا على الصغيرة … إنها ليست فقط فردًا مِنّا إيميلي … ليان طفلتي الأولى … أنا الآن أستطيع أن أشعر بما يشعر بهِ جعفر … أشعر بـ حـ ـيرتهِ وضُعـ ـفه وقلـ ـة حيـ ـلته … أشعر بـ عجـ ـزهِ وحـ ـزنهِ … ما يشعر بهِ الآن أشعر أنا بهِ كذلك … إنه أسـ ـوأ شعور ممكن أن يشعر بهِ بشري إيميلي … الضـ ـعُف
أعتدلت إيميلي في جلستها لتنظر أمامها عدة دقائق قبل أن تقول:وأنا أشعر بـ بيلا كذلك .. لطالما كان هذا أسـ ـوأ شعور قد يشعر بهِ المرء … عندما أمتـ ـلكتُ طفلة … أصبحتُ أشعر بما تشعر بهِ بيلا … خو فها على صغيرتها .. إنشغا لها بـ طفلة طوال الوقت وكذلك حـ ـرصها الشـ ـديد عليها .. وكذلك عندما خُطِـ ـفت … ما كانت بيلا تشعر بهِ عند إختـ ـطاف صغيرتها شعرتُ أنا بهِ كذلك حينما قام زاكش بـ إختطا فها … في الحقيقة أن جميعنا متساوون كين … نحن نتشارك المشاعر سواء كان بشري أو غير ذلك … لا يوجد كائن حـ ـي على هذا الكوكب لا يمتـ ـلك مشاعر وإن كان وحـ ـشًا … هذا الشيء الوحيد الذي نتشارك بهِ … أُشـ ـفق عليهما كثيرًا
مسح كين على وجهه عدة مرات ليزفـ ـر بعمـ ـق قائلًا:أنا متعـ ـب إيميلي … متعـ ـب وبشـ ـدة
نظرت إليه إيميلي لتقوم بـ ضمهِ إلى أحضانها ممسدةً على ظهره برفق قائلة:لا تحـ ـزن كين كل شيء سيكون على ما يرام أنا أعلم ذلك … ستكون الفتاة بخير صدقني
____________________
“انا معرفش أزاي منـ ـعت نفسي عنك ومتهـ ـورتش وأديتك قلـ ـم على وشك فَوَ قك!”
أردف بها سراج وهو ير فع ساقه اليُمنى واضعًا إياها على المقعد مستندًا بـ مرفقهِ عليها رامـ ـقًا جعفر نظرة قا تلة، تحدث لؤي الذي كان يقف في إحدى أركان الغرفة مستندًا بـ ظهرهِ على الجدار خلفه قائلًا:مش وقته يا سراج دلوقتي
نظر إليه سراج بطرف عينه والغـ ـضب يحتـ ـل معالم وجهه ليُبادله لؤي نظراته محـ ـذرًا إياه، تحدث مُنصف الذي تقدم مِنّ جعفر وجلس بجانبهِ على الأريكة قائلًا:كدا مينفعش يا صاحبي … لازم تفوق عشان بنتك ومراتك ضُعـ ـفك فـ وقت زي دا مش حاجه حلوة خالص
سقـ ـطت دموع جعفر بهدوء على وجنتيه وهو ينظر إلى نقـ ـطة فا رغة أمامه دون أن يتحدث، أبتـ ـلع مُنصف غصته وقال بعدما وضع يده على يد جعفر:جعفر … انتَ سامعني مش كدا
لَم يتحدث جعفر أو يتحرك ليـ ـزفر هو بقـ ـلة حيـ ـلة وهو ينظر إلى أصدقاءهِ، نظر لؤي إلى حسن الذي كان واقفًا على باب المنزل بعد أن تحدث قائلًا:لؤي عايزك ثوانِ
تركهم لؤي وذهب إليه لينظر سراج إلى صديقه نظرة ذات معنى ورأسه منشـ ـغلة بهِ وبما يُفكر بهِ، خرج لؤي رفقة حسن ليقفا خارج المنزل لينظر إليه لؤي قائلًا بتساؤل:في ايه يا حسن حصل حاجه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك حسن رأسه نا فيًا ثم مَدَ يدهِ بـ العديد مِنّ الوريقات النقدية قائلًا:دول خمس الآف جنيه كانوا معايا عشان خاطـ ـر لو حصل أي ظـ ـرف معايا فـ الشغل يسـ ـدوا خُدهم انا عارف إنه مبلغ صغير بس دا اللي فـ مقدرتي أساعد بيه
نظر لؤي إلى النقود ثم نظر إلى حسن وقال:لا يا حسن خلّيهم معاك جايز تحتاجهم ويحصل ظـ ـرف
حرك حسن رأسه نا فيًا وقال:خُدهم يا لؤي عشان خاطري
لؤي بر فض:مش هاخدهم خلّيهم معاك يا حسن
حسن بإ صرار:مش هاخدهم بعد إذنك يا لؤي خُدهم انا مش محتا جهم والدُنيا فُل معايا لحد دلوقتي جعفر محتا جهم أكتر مِنّي دلوقتي خُدهم بالله عليك وريـ ـحني
زفر لؤي بقـ ـلة حيـ ـلة ونظر إلى النقود لـ يَمُدّ يده بقـ ـلة حيـ ـلة ويأخذها قائلًا:حاضر يا حسن … هاخدهم … كدا مفاضلش غير خمسه وعشرين ألف جنيه
حرك حسن رأسه برفق وقال:لسه فيه وقت نجمع النص التاني … جمعنا نص المبلغ فـ كام ساعة مش هنقدر نجمع النص التاني يعني
وافقهُ لؤي الرأي قائلًا:على رأيك
لحظات وصدح رنين هاتفه يعلنه عن أتصال هاتفي مِنّ بيلا، نظر إلى هاتف جعفر ثم نظر إلى حسن وقال:دي بيلا
نظر إليه حسن وقال:طب ردّ جايز تكون محتاجاه
أجاب لؤي على هاتفهِ قائلًا:انا لؤي يا بيلا فون جعفر معايا .. لا لا خالص جعفر كويس وزي الفُل … لا واللهِ ما بكـ ـدب جعفر كويس هو بس قاعد مع الشباب جوه بيفكر هيعمل ايه عشان عملـ ـية ليان
نظر إلى حسن بعدما سَمِعَ حديثها ليقول بتفا جؤ وقد أرتسمت الإبتسامة على ثغره قائلًا:بجد … يا مدى كريم يا رب .. ماشي .. لا لا متقلقيش خير إن شاء الله … حاضر … مع السلامة
أنهـ ـى المكالمة معها ونظر إلى حسن بسعادة والذي نظر إليه كذلك قائلًا بتعجب:في ايه مالك مبسوط أوي كدا ليه!!!!!!!!!!!!!!!!
لؤي بسعادة:بيلا صاحبتها حولتلها عشر الآف جنيه كدا مفاضلش غير خمستاشر ألف جنيه ويكتمل المبلغ
أبتسم حسن بسعادة وقال:الحمد لله يا مسهل الحال يارب … ربنا عالم بيه وعشان كدا كارمه
نظر لؤي إلى مُنصف لـ يُشير إليه بالإقتراب، عقد مُنصف ما بين حاجبيه ولَكِنّهُ نهض ذاهبًا إليهما بهدوء، بينما تقدم سراج مِنّ جعفر بهدوء ليجلس بجانبهِ وهو ينظر إليه بهدوء وقد ألـ ـمهُ قلبه عندما رآه بهذه الحالة المُهـ ـلكة والمحـ ـزنة كذلك، ربت على يده برفق ثم ضمه إلى أحضانه مربتًا على ذراعه بمو اساة
بينما وضع جعفر رأسه على كتف سراج مغمضًا عينيه ليترك دموعه تسـ ـقط مثلما تشاء، نظر إليه رمزي بهدوء دون أن يتحدث لينظر إليه سراج كذلك دون أن يتحدث
___________________
أغـ ـلق بشير باب خزانته بهدوء وهو يقوم بـ عد بعض الوريقات النقدية ليتوجه نحو فراشه لينتـ ـهي مِنّ العد ويزفـ ـر بهدوء وهو يُمسد على خصلاته الناعمة بتـ ـردد شـ ـديد ولَكِنّهُ قرر أن يفعل ما أنتـ ـوى على فعلهِ مِنّ البداية دون تـ ـردد
__________________
وقف أكرم أسفل بِنْاية شقيقتهِ لبعض الوقت ينتظره، أخرج هاتفه وعـ ـبث بهِ ليراه يصدح معلنًا عن إتصال هاتفي مِنّ شقيقته، أجابها أكرم قائلًا:أيوه يا كايلا … مستني بشير أهو .. لا عشر دقايق كدا انتِ لوحدك ولا ايه … طيب أول ما أوصل هكلمك تنزليلي .. تمام
أنهـ ـى المكالمة وهو ينظر إلى أخيه الذي خرج إليه قائلًا:إتأخرت عليك يا معلم
أبتسم أكرم وقال:لا فـ ميعادك مظبوط
وقف بشير أمامه وقال:بيلا متعرفش حاجه
حرك أكرم رأسه برفق وقال:متعرفش
بشير:طيب يلا عشان نلحق
________________
دلف جعفر إلى غرفة صغيرته بهدوء ليرى بيلا تجلس على المقعد بجانبها تنظر إليها بهدوء، نظرت إليه ونهضت ليُغـ ـلق هو الباب خلفه وتقدم مِنّها بهدوء ليقف أمامها ينظر إليها لتدمع عيناه رغـ ـمًا عنه أمامها، نظرت إليه قليلًا ثم ضمتهُ إلى أحضانِها ليقوم هو بمبادلتها عِناقهِ قائلًا بـ ضُـ ـعف:انا مش عارف أتصـ ـرف فـ الفلوس يا بيلا … مش عارف بجد انا واحد فاشـ ـل مش قد مسئو لية إنّي أكون زوج كويس وأوفر لـ مراتي حياة كويسة ولا أب يخـ ـاف على بنته ويشيـ ـلها جوه عينيه ويمـ ـوت عشانها … انا مش عارف أحافظ على واحدة عشان أحافظ على التانيه يا بيلا .. مش عارف أعمل أي حاجه
شـ ـددت مِنّ عِناقها إليه قائلة بنبرة باكية:متقولش كدا يا جعفر انتَ قد أي حاجه فـ الدُنيا … انتَ مش ضعـ ـيف ومش عد يم المسئو لية ومش مُهـ ـمل ومش بتاع نفسك … كل ما فـ الموضوع إنك مش واخد فرصتك زي أي واحد … انا لو كُنْت شايفاك زي ما انتَ شايف نفسك دلوقتي انا مكُنْتش قِبلت بيك … صدقني ربنا هيعوضك عوض أنتَ مَكُنتش تتو قعه ولازم تبقى إن لمَ ربنا بيا خد مِننا حاجه بيعوضنا بـ اللي أحسن مِنها فـ عشان خاطري يا جعفر تحاول تفـ ـصل د ماغك شويه عشان حالك دلوقتي مش أحسن حاجه … لازم نجمع الفلوس فـ أسرع وقت
أبتعد قليلًا عنّها وهو يمسح دموعه تزامنًا مع تنهـ ـيدة طويلة خرجت مِنهُ لينظر إلى طفلتهِ قليلًا يُفكر كيف يستطيع تجميع هذه النقود فـ هذا ليس سهلًا البتة ولا ينبغي عليه أن يعود إلى سابق عهـ ـده في ذلك الوضع يخشى أن يحـ ـدث إليها شيء عندما يكون مصدر هذه النقود ليس حـ ـلالًا
نظر إليها مرة أخرى دون أن يتحدث وهو يُفكر في حلّاً قا طعًا حتى يستطيع التحرك في أسرع وقت.
_________________
“لؤي!”
ألتفت لؤي ناظرًا إليه ليقوم بمَدّ يده إليه بـ العديد مِن الوريقات النقدية قائلًا:دول عشرة الآف جنيه انا وأكرم خمسة والخمسة التانيه مشارك فيها فريد وطنط زينة ومها
نظر إليهم لؤي حيثُ كانوا هم يقفون خلف بشير الذي كان يقف أمام لؤي يَمُدّ يده بـ الوريقات النقدية، نظر إليه لؤي مرة أخرى ثم مَدَّ يده وأخذ النقود مِنهُ قائلًا:الناس اللي معـ ـدنها أصيل بتبان فـ الشِـ ـدة فعلًا .. أنتوا طيبين وعشان كدا ربنا هيكرمكم ويعوضكم
تحدث فريد ناظرًا إليه قائلًا:يا أبني جعفر دا أبني وبنته حفيدتي شيء طبيعي هعمل أي حاجه عشانها حتى لو انا محتاج الفلوس إحتياج شخصي بيا انا عن نفسي وقتها كـ “فريد” هديها للي محتاجها أكتر مِني وجعفر دلوقتي فـ مـ ـحنة كبيرة ولازم كلنا نقف فـ ضـ ـهره ونساعده وبعدين انا مش هنسى لمَ وقف معايا وقت أز متي الصحـ ـية ود فع جزء مِن تكا ليف المستشفى مع إنه فـ أمَـ ـس الحاجه لـ الفلوس دي بس الخير اللي عمله وقتها إتـ ـردله تاني وقت شِـ ـدته
أبتسم لؤي وهو ينظر إليه ليقول:واللهِ يا فريد مفيش أحنّ مِنك فـ الحارة دي ربنا يباركلك وجعفر انا واثق إنه هيكون مبسوط أهم حاجه شاغـ ـلة تفكيره دلوقتي هي بنته وإحنا هنر يحه مِن التفكير دا وند فع فلوس العملـ ـية مِنّ غير ما يعرف حاجه لحد ما ليان تدخل العملـ ـيات
أنهى حديثه وألتفت ينظر إلى الذين يقفون خلفه قائلًا:فاضل على المبلغ خمسة الآف جنيه بس ويكتمل
أجابتهُ جنة التي أقتحـ ـمت هذه الدائرة قائلة:انا هد فعهم
إتجهت جميع الأنظار نحوها بينما توقفت هي أمامه على بُعد سنتيمترات تنظر إليه، مَدَّت يدها بـ العديد مِن الوريقات النقدية قائلة:انا وهاشم مقسمـ ـين الخمسة … المبلغ كدا إكتمل
نظر لؤي إلى النقود ثم مَدَّ يده وأخذها مِنها ليضعهم على بقية الوريقات النقدية تزامنًا مع ظهور إبتسامه سعيدة ثغره قائلًا:الخمسين ألف جاهزين وليان هتدخل العملـ ـيات الساعات الجايه.
__________________
“معذ رةً إيتها الممرضة!”
تو قفت الممرضة وألتفتت تنظر إلى هذا الأجنـ ـبي الذي تراه لأول مرة عاقدةً ما بين حاجبيها ليسترد هو حديثه متسائلًا بقوله:أين أجد غرفة الصغيرة ليان جعفر عدنان
أشارت الطبيبة بـ يدها بعيدًا نحو نهاية الممر قائلة:في نها ية ذلك الممر ستتجه إلى اليمين ستجد غرفة تسعمائة وستة وثمانون على يسارك إنها غرفتها
حركَ رأسه برفق وتركها متوجهًا بخـ ـطى سريعة إلى نها ية الممر قائلًا بعبارات الشكر الشهيرة:أشكركِ أيتها الممرضة
كان يسا بق الر ياح ونبضات قلبه تزد اد علـ ـوًا كلما إقترب مِن الغرفة، إتجه يمينًا وسار ينظر إلى أرقام الغرف التي كانت على يساره حتى توقف أمام غرفة تسعمائة وستة وثمانون، أخذ نفسًا عميـ ـقًا ثم زفـ ـره بعـ ـمق وطرق على الباب عِدة طرقات هادئة ليسمع صوت جعفر يأذن إليه بـ الدلوف
دلف كين بهدوء ناظرًا إلى الداخل مغـ ـلقًا الباب خلفه قائلًا بنبرة هادئة:جعفر
ألتفت إليه جعفر ينظر إليه بمعالم وجهه الذ ابلة وعيناه المرهـ ـقتان اللتان لَم تتذوقا النوم بتاتًا دون أن يتحدث، إقترب مِنهُ كين بـ خطواتٍ هادئة حتى توقف أمامه ناظرً إليه
نظر إليه جعفر وألتمعت عيناه قائلًا بنبرة مرهـ ـقة:كين
ضمهُ كين إلى أحضانهِ قائلًا:ستكون على ما يُرام يا صديقي لا تخـ ـف
ضمهُ جعفر مشـ ـددًا مِن عناقهِ إليه قائلًا:قلبي يؤ لمني يا صديقي أشعر أنني عاجـ ـزًا عن إنق اذها … ليان تعني لي الكثير يا كين أنا بدونها سأمـ ـوت
ربت كين على ظهرهِ برفق قائلًا:أعلم ذلك صدقني .. وتعني لي أيضًا الكثير وأنت تعلم ذلك وأشعر بكَ الآن .. ستكون بخير أنا أعلم تمام العِلم ما أقوله
أبتعد عنهُ قائلًا:ثق بي
حرك جعفر رأسه برفق ونظر إلى طفلتهِ لينظر إليها كين كذلك للحظات قبل أن يترك جعفر ويتوجه إليها بـ خطواتٍ هادئة، جلس على طرف الفراش ومَدَّ يدهُ ممسدًا على خصلاتها برفق شـ ـديد قائلًا:ماذا حـ ـدث إليكِ أيتها الجميلة الصغيرة … سأسـ ـحق مَن تسـ ـبب لكِ في هذا الحا دث الألـ ـيم أعدُكِ بذلك صغيرتي
أنهـ ـى حديثه مقتربًا مِنها طابعًا قْبّلة على جبينها بحنو، لحظات ودلفت الممرضة قائلة:بعد إذنكم عشان نجـ ـهز الطفلة لـ العملـ ـيات
ألتفت جعفر ينظر إليها عا قدًا ما بين حاجبيه متعجبًا وكذلك كين الذي كان لا يفهم شيء ينتظر أن يُخبرهُ جعفر ما قالته الممرضة
تحدث جعفر متعجبًا وهو ينظر إليها قائلًا:عملـ ـيات ايه أكيد تقصدي حدّ تاني وأتلغـ ـبطتي
نَفَـ ـت الممرضة ذلك قائلة:مش حضرتك والد ليان
حرك جعفر رأسه برفق لتقول هي:تمام كدا صح تكا ليف العملـ ـية إتدفعت وهنجـ ـهز البنت عشان تدخل
إزدادت دهشتهُ وذهوله لينظر إلى كين الذي نهض مبادلًا نظرته قائلًا بنبرة هادئة متسائلة:ماذا يحدث يا جعفر؟؟؟؟؟؟؟؟
“بعد مرور الوقت”
كان جعفر يتوجه رفق صغيرتهِ وزوجتهِ وبعض الممرضين إلى غرفة العملـ ـيات وخلفهم عائلتهم الحبيبة الذين كانوا سـ ـببًا الآن بعد توفيق الله في دخولها إلى العملـ ـيات، تركها جعفر ومعهُ بيلا أمام غرفة العملـ ـيات، نظرت بيلا إليه ليُبادلها هو نظراتها دون أن يتحدث
لحظات وألتفت ينظر إليهم حيثُ كانوا يقفون خلفهما ينظرون إليه بهدوء وإبتسامة، ترك جعفر بيلا وإقترب مِنهم بـ خطواتٍ هادئة حتى توقف أمامهم يفـ ـصله عنّهم سنتيمترات
نظر إليهم جعفر قليلًا بهدوء قبل أن يقـ ـطع هذا الصمت قائلًا:أنتوا اللي دفـ ـعتوا الفلوس لـ “ليان” مش كدا
تقدّم سراج مِنهُ قليلًا ليقف في مواجهتهِ قائلًا:أيوه يا جعفر … إحنا اللي جمعنا الفلوس وإحنا اللي دفـ ـعناها لـ “ليان” … قولنا لازم نتصرف مينفعش نسيبك لوحدك يا صاحبي أزاي يعني منوقـ ـفش جنبك
نظر إليه جعفر قليلًا نظرة ذات معنى ثم تقدّم مِنهُ معانقًا إياه قائلًا:عُمرك يا خَيـ ـبت أملي فيك يا صاحبي مهما يحصل بينا
ربت سراج على ظهرهِ برفق قائلًا:انتَ أخويا ياض أنتَ … اللي بيحصل بينا حاجه ولمَ تقـ ـع فـ مِـ ـحنة واجب عليا أركـ ـن خلا فاتنا على جنب وأقف جنبك أساعدك … خلا فاتنا حاجه ووقت الشِـ ـدة حاجه تانيه خالص
أبتعد عنّهُ جعفر قليلًا ينظر إليه مبتسمًا ليقول:ربنا يخليك ليا يا صاحبي
إبتسم سراج وربت على كتفهِ برفق قائلًا:بنتك هي بنتي يا صاحبي وهخـ ـاف عليها زي ما بتخـ ـاف أنتَ كمان عليها … إن شاء الله هتقوم بـ السلامة وتبقى زَي الفُل
زفـ ـر جعفر بهدوء وقال:يا رب يا صاحبي يا رب
إقترب بشير مِن بيلا التي كانت تنظر إليه بهدوء ليقف هو أمامها للحظات قبل أن يقـ ـطع هذا الصمت بينهما قائلًا:انا ساعدت بـ اللي أقدر عليه … ألفين ونص عارف إنهم مش حاجه بس دول اللي كانوا معايا واللهِ
أبتسمت إليه بيلا ثم عانقتهُ قائلة:يا حبيبي حتى لو مَكُنْتش عملت حاجه ولا ساعدت انا عذراك أنتَ فيك اللي مكَفيك
طَبَعَ بشير قْبّلة على كتفها وقال:لا يا حبيبتي ولو صدقيني لو كان معايا أكتر مَكُنْتش بَخـ ـلت عليكي وأديتـ ـهوملك كلهم ليان دي بنتي وحبيبتي لو أطول أديها رو حي هعملها
مَسدَّت على ظهره برفق قائلة:حبيبي يا بشير … راجـ ـل أعتمد عليه
أبتسم بشير وقال:طبعًا يا بنتي لازم تكوني معتمدة عليا
إبتعد عنّها ينظر إليها مبتسمًا ليتقدم أكرم مِنها معانقًا إياها قائلًا:انا وبشير واحد فـ كل حاجه على فكرة
أبتسمت بيلا قائلة:طول عمركم واحد عندي
أبتعد أكرم عنّها قليلًا ليقف بجانب أخيه ينظران إليها لتنظر هي لهما قليلًا بـ إبتسامه هادئة قائلة:ربنا يخليكم ليا يا حبايبي وتفضلوا سندي العُمر كله … انا مِن غيركم ولا حاجه بجد
أبتسما إليها ليقول بشير:سندك غصـ ـب عنّك
بيلا بـ إبتسامه:لا انا واخدة على بشير الطيب الحنين بعد إذنك
ضحكا سويًا بخفة لـ يُربت أكرم على ذراعها برفق قائلًا:هتبقى بخير الحمد لله يا حبيبتي متقلقيش
أبتسمت بيلا وقالت:يا رب يا حبيبي أدعيلها وأدعيلي
____________________
كانت فيرولا تسير في إحدى الأسـ ـواق التابعة إلى قريتها بهدوء تنظر إلى الأغراض والخضروات بهدوء وهي تُعيد ترتيب ما تحتاج إليهِ في رأسها، لحظات وتوقفت عندما إستمعت إلى صوت الفتاة التي قالت مِن خلفها:فيرولا عادت مرة أخرى يا إلهي أنا لا أُصدق ما تراه عيناي الآن
ألتفتت إليها فيرولا تنظر إليها لترى لاكشمي صديقتها أمامها تنظر إليها مبتسمة لتعلو الإبتسامة ثغر فيرولا قائلة:لاكشمي
إقتربت مِنها لاكشمي معانقةً إياها قائلة بسعادة:كيف حالكِ فيرولا إشتـ ـقتُ إليكِ كثيرًا يا فتاة متى عُدتِ
إبتسمت فيرولا وإبتعدت عنّها قائلة:بخير حبيبتي كيف حالكِ
إبتسمت لاكشمي قائلة:بخير كذلك متى عُدتِ
زفرت فيرولا بهدوء وقالت:منذ أسبوع
عقدت لاكشمي ما بين حاجبيها قائلة:حقًا … وأين رانڤير
إختـ ـفت إبتسامتها قائلة:يبدو أنكِ لَم تعلمي ما حدث
لاكشمي بتساؤل:ماذا حدث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زفـ ـرت فيرولا بهدوء وقالت:لقد إنفصـ ـلتُ أنا ورانڤير منذ عدة أيام
إحتـ ـل الذهول وجهها قائلة بتفاجئ:حقًا فيرولا … ماذا حدث
فيرولا:ليس الآن دعينا نذهب إلى المنزل أولًا ونتحدث سويًا
حركت لاكشمي رأسها برفق قائلة:نعم هذا أفضل هيا بنا
سارت لاكشمي بجوارها وهي تتحدث معها عن العديد والعديد مِن الأمور الها مة التي مَرّت بها لاكشمي مؤخـ ـرًا.
___________________
“يا نهار أبـ ـوك أسـ ـود أنتَ بتقول ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
نظر إليه فتوح وقال بضـ ـيق:زي ما سمعت يا فتحي
صـ ـاح بهِ فتحي بغـ ـضب قائلًا:يعني ايه يا فتوح أنتَ مجـ ـنون … بتمـ ـضيه على شيـ ـكات وكمـ ـبيالات عشان تذ له بيها بعد كدا
فتوح بغـ ـضب:ما هو طول عُمره بيذ لنا ايه يوم ما تيجي الفرصة تقعد تقطـ ـمني
فتحي بغـ ـضب:أيوه يا فتوح أقطـ ـمك وأكـ ـسر رقـ ـبتك كمان دا جـ ـنان أنتَ مفكرتش جعفر هيعمل فيك ايه بعد ما يفوق مِن اللي هو فيه دا ولا لؤي وسراج وباقي الشلة … أنتَ مبتحـ ـرمش يا بني آدم كفاية مشا كل لحد كدا بقى
صاح فتوح بغـ ـضب قائلًا:لا مش كفاية يا فتحي جعفر مبيسـ ـكتش وانا مش هسـ ـكتله بعد كدا ووش لـ وش ويور يني عـ ـرض كتا فه لو راجـ ـل أوي
زفـ ـر فتحي بغضـ ـب شـ ـديد وقال:فتوح … مش عايز عِـ ـناد ووجـ ـع قلب كتير يا فتوح جعفر لو فتحها هيفتحها جحـ ـيم عليك ومترجعش تشتـ ـكيلي ولا تقولي ساعدني جعفر ناو يلي على شـ ـر
نظر إليه فتوح نظرة ذات معنى وقال متـ ـرقبًا:يعني ايه
عقد فتحي ذراعيه أمام صدرهِ وقال بنبرة با ردة:يعني ايه … يعني زي ما تفهمها يا فتوح.
____________________
كانت ماري تقف بهيئتها المخـ ـيفة تلك كعادتها تنظر إلى الخارج بهدوء حتى فُتح باب جناحها ودلف زاكش قائلًا:نعم سموكِ
لحظات وألتفتت إليه ماري تنظر إليه ببرود قائلة:هل أرسلت المـ ـرسال إلى صمويل مثلما أخبرتكَ زاكش
حرك زاكش رأسه برفق وقال:نعم جلالتكِ وأرسل لكِ مـ ـرسالًا آخر يقوم بهِ بـ الردّ عليكِ
ماري:وماذا قال
زاكش:يوافق وبشـ ـدة مولاتي
علّت الإبتسامة ثغرها لتقول:هذا ما كُنْتُ أتو قعه … الموافقة
نظر زاكش إلى زجاجة الد ماء التي كانت فا رغة قليلًا ليعود وينظر إليها قائلًا:هل قمتِ بر بط حيـ ـاتكِ بـ حياة الفتاة مولاتي أم ماذا
لحظات وألتفتت إليه ماري تنظر إليه نظرة ذات معنى لتبتسم قائلة:نعم … لقد فعلت
لحظات وشعرت بـ ألـ ـم شـ ـديد لتنـ ـكمش على نفسها متـ ـأوه ليعقد زاكش ما بين حاجبيه قائلًا بتساؤل:مولاتي هل أنتِ بخير
شهـ ـقت ماري بعـ ـنف وسقـ ـطت أرضًا وهي تتأ لم بقـ ـوة لتبدأ بشرتها تشـ ـحب تدر يجيًا أسفل نظراته الخبيـ ـثة المعتادة التي كانت تتابعها بهدوء
__________________
بينما كانت أديتي ملقـ ـاه على الأرضية منكـ ـمشة على نفسها وتتأ لم بقـ ـوة وبشرتها شا حبة وبشـ ـدة وبجانبها ويسلي الذي كان جالسًا على الأرضية ويُحاول معرفة ما بها قائلًا بنبرة قـ ـلقة:أديتي … أديتي ماذا حدث إليكِ أخبريني
ظّلت على وضعها تتأ لم ليقول هو بنبرة قـ ـلقة:أديتي أخبريني ماذا حدث بماذا تشعرين حبيبتي
تحدثت وهي تشـ ـهق بعـ ـنف قائلة:ويسلي … أشعر أن قـ ـواي تنسـ ـحب بقـ ـوة مِنّي أفعل شيئًا أرجوك جـ ـسدي يؤ لمني بشـ ـدة
شعر ويسلي بـ الحيرة لـ يسمع صوتًا ما يُخبرهُ أن ماري تتأ لم مثل أديتي، بينما كانت ماري مازالت كما هي يُحاولون إسعا فها بشتى الطرق دون فا ئدة وزاكش يقف بعيدًا يتابع ما يحدث بهدوء شـ ـديد دون أن يتحدث
وصل ڤيكتور وتقدّم مِنّ ويسلي وأديتي لـ يجـ ـسو على إحدى ركبتيه قائلًا:ماذا حدث إلى أديتي ويسلي
نظر إليه ويسلي وقال بنبرة قـ ـلقة:لا أعلم ڤيكتور ماذا حدث تقول أن جـ ـسدها يؤ لمها وقـ ـواها تنسـ ـحب مِنها بـ القـ ـوة
نظر إليها ڤيكتور وبدأ يتفحـ ـصها أسفل نظرات ويسلي، تحدث ڤيكتور بعد القليل مِن الوقت وقال:يا إلهي
نظر إليه ويسلي وقال بتـ ـرقب:ماذا حدث
نظر إليه ڤيكتور وقال:لقد قامت ماري بـ ر بط حيـ ـاتها بـ حـ ـياة أديتي بدلًا مِن ليان ويسلي!
__________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!