Uncategorized

رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت العشرون 20 بقلم سمسم

 رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت العشرون 20 بقلم سمسم

رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت العشرون 20 بقلم سمسم

رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت العشرون 20 بقلم سمسم

عندما عرف رائف صاحب الصوت اغمض عينيه واصدر صوتا متأففا فهو لا يريد ان يرى هذا الشخص وخصوصا الآن فرؤيته تسبب لرائف الضيق
رائف بتأفف…اهلا وسهلا يا عصام منور يا حبيبى
استغربت سچى من وجود عصام هنا فى المزرعة فى هذا الوقت ومن اين يعلم انهم سيأتون الى هنا
عصام… دا انتوا اللى منورين الدنيا كلها يا رائف ازيك يا دكتورة سچى
سچى…الحمد لله عن اذنكم
انصرفت سچى فهى اصبحت لا تستطيع ان تتحمل هذا الشخص اللزج من وجهة نظرها فهى بدأت تشعر انه ينظر لها بطريقة لا تعجبها وخاصة انها زوجة رائف
عصام…ازيك يا رائف اخبارك ايه دلوقتى
رائف…الحمد لله نحمد ربنا زى ما انت شايف يا عصام
عصام…انا لما شوفت العربيات استغربت انكم جيتوا النهاردة
رائف…هو فى حاجة تمنع ان احنا نيجى المزرعة بتاعتنا ولا ايه ولا انت مش عايزنا نيجى يعنى
عصام…لا ابدا انا قولت كده انا بس بقالكم فترة محدش بيجى هنا فاستغربت
رائف…ادينا جينا يا عصام واتمنى انها تكون اجازة سعيدة علشان انت عارف خلقى ضيق وبزهق وبتنرفز بسرعة وده ممكن يضر حد
عصام باستفزاز…اتمنى تقضوا وقت ممتع يا رائف ولا عاش ولا كان اللى يقدر ينرفزك يا رائف
رائف…هنقضى وقت حلو اوى بس لو بعدت انت عن طريقى يا عصام
عصام..انت قصدك ايه بكلامك ده يا رائف
رائف…قصدى انت فاهمه وعارفه بلاش شغل الاستعباط لان انا اكتر واحد عارفك وفاهمك يا عصام
عصام…انت خايف منى يا رائف
رائف بابتسامة باردة… خايف منك! ازاى يعنى مش انت اللى اخاف منه يا عصام وانت عارف انا رائف زيدان وهفضل رائف زيدان فاهم يا عصام حتى لو حصل ايه هفضل انا زى ما انا.. رائف
عصام بسماجة…ماشى يا رائف زيدان هنشوف
رائف بتهديد…احسنلك متفكرش انك تعمل حركة متعجبنيش والا هتبقى العواقب وخيمة اوى وهتضرك وهتجيب لنفسك مشاكل انت فى غنى عنها ومش هينوبك الا المشاكل انا بس عامل خاطر علشان باباك ومامتك علشان هم ناس محترمين فبلاش تخلينى احزن مامتك عليك بدرى يا عصام ماشى يا حبيبى
عصام…وده اسمه ايه بقى تهديد ده يا رائف
رائف… بص اعتبره زى ما تعتبره يا عصام وكله الا اللى انت حاططها فى دماغك علشان هى برقبتك على طول فاهمنى كله الا هى
عصام…. دا انت باين عليك خايف بجد بقى منى
رائف…ما قولتلك مش انت اللى اخاف منه يا عصام انا خايف عليك علشان خسارة شبابك يروح هدر وان كان عليها هى انا اضمنها بروحى مش برقبتى بس لانها مش من صنف الزبالة اللى انت بتعرفه
عصام…انت واثق منها وفيها اوى كده يا رائف
رائف…اكيد طبعا لان انا وهى حاجة واحدة وهى ملكى وعمرها ما هتبقى ملك حد غيرى وعن اذنك بقى علشان انا عايز ارتاح شوية البيت بيتك
ترك رائف عصام واقف مكانه وكان عصام يشعر بالغيظ فرائف بالرغم مما اصابه ما زال لديه تلك الروح الثائرة والعنيدة والمتمردة والعنفوان الرجولى الذى لا يستطيع عصام ان يجاريه فيه فهى تلك حالتهم منذ ان كانوا يدرسون سويا
كانوا جميعا دخلوا المنزل وذهب كل منهم الى غرفته لكى يرتاح قليلا من عناء السفر
فى غرفة ماهر
ماهر…مالك يا هدى مالك يا حبيبتى
هدى بحزن…قلبى وجعنى اوى على ابننا يا ماهر بقى احنا كنا ما صدقنا انه بقى كويس وبيتكلم ويضحك يرجع لحالته دى تانى انا خلاص مبقتش قادرة استحمل اشوفه بالشكل ده كأنه بيدمر نفسه بالبطئ
ماهر…معلش كل حاجة هتبقى كويسة ان شاء الله وانتى عارفة ان سچى جمبه وهى قادرة انها ترجعه يضحك ويبتسم تانى لان هو كمان بيحبها اوى ومش هيفضل مزعلها كتير
هدى…يمكن ده اللى مطمنى شوية يا ماهر ان البنت اللى هو بيحبها جنبه وهى كمان بتحبه اوى ومستحملة عصبيتة وعمايله وبجد بتصعب عليا اوى لما بشوف دموعها او اشوفها حزينة
ماهر…ان شاء الله كل ده هيخلص يا حبيبتى ورائف خلاص قرب يسافر علشان العملية
هدى..يارب يا ماهر العملية تنجح لان انا عايزة ابنى رائف اللى كنت عرفاه مش العصبى واللى بحس انه بيدمر نفسه واللى حواليه بعصبيته
ماهر…ربنا قادر على كل شئ بس روقى يا حبيبتى انتى عارفة انا مبحبش اشوفك زعلانة ولا مضايقة ابدا يا هدى كله الا زعلك انتى
هدى… هحاول يا ماهر هحاول مش سهل على اى ام ان تشوف حد من ولادها بالشكل ده
اقتربت منه ووضعت رأسها على صدره لتشعر بالأمان والطمأنينة فهو دائما وابدا ملجئها بعد الله عزوجل
***
فى غرفة أكرم
قامت ريهام بتغيير ملابسها وذهبت الى السرير لكى ترتاح قليلا فهى حاليا تشعر بصداع عنيف بسبب طول المسافة وهى غير معتادة على السفر كل هذه المسافة
أكرم…حبيبتى انتى هتنامى ولا ايه
ريهام…ايوة يا حبيبى لان انا صدعت جامد اول مرة اسافر مسافة طويلة عايز منى حاجة يا حبيبى
أكرم…لاء يا روحى نامى انا بس بطمن عليكى اجبلك قرص مسكن
ريهام….لاء انا هنام شوية وهقوم فايقة مبحبش اخد مسكنات
أكرم…خلاص نامى يا روحى وارتاحى
ريهام…مش هتناملك شوية انت كمان
أكرم…هنام لان انا كمان تعبت من المشوار وكمان بقالنا فترة مجناش هنا
ريهام…انا خرجتلك هدوم من الشنطة غير هدومك وتعال ارتحلك شوية
قام أكرم بتغيير ملابسه هو الاخر وذهب الى السرير يضم جسد زوجته فهو يعلم انها حزينة ومتضايقة ايضا بسبب ما حدث لسچى ورائف فهى متعلقة جدا بسچى
ريهام…تفتكر يا أكرم ان الامور هتظبط بين سچى ورائف تانى
أكرم…ان شاء الله يا حبيبتى انتى عارفة رائف بيحب سچى اوى وهى كمان بتحبه فمظنش انهم هيفضلوا كده على طول
ريهام…يارب يا أكرم ربنا يصلح لهم الحال لأن سچى لما كنا بنروح التدريب كانت بتبقى زى التائهة ومش مركزة فى حاجة خالص وانت عارف ان احنا خلاص اخر سنة وهنتخرج مش عايزة حاجة تأثر عليها فى دراستها
أكرم…ان شاء الله كل ده هيخلص وانتوا هتتخرجوا على خير
ريهام….يارب يا أكرم يارب
شعرت بقربه منها اقتربت منه اكثر تحتضنه بشدة ونامت غير شاعرة بشئ حولها سوى انها فى احضان زوجها
***
فى غرفة رائف
كانت سچى قامت بترتيب اغراضهم وذهبت الى الحمام لاخذ حمام دافئ يساعدها قليلا على ان تنام براحة فهى اصبحت تعانى من حالات أرق بسبب حزنها بعد ان انتهت من حمامها خرجت وجدت رائف فى الغرفة كان قام بفتح ازرار قميصه ليذهب هو ايضا الى الحمام
سچى…الحمام فاضى ممكن تدخل لو هتاخد شاور
رائف…ماشى هقوم
ولكنه لم يقوم من مكانه كان يتأمل ملامحها وشكلها المغرى بتلك الخصلات المبتلة واحمرار وجهها شعرت بارتباك من نظراته حاولت ان تلهى نفسها بأى شئ وقفت امام المرآة لكى تمشط شعرها قام رائف من مكانه ظنت انه سيذهب إلى الحمام ولكنها وجدته خلفها يمد يده يتحسس خصلات شعرها مقتربا منها اكثر ليشتم رائحتها العطرية اخذ نفسا طويلا محمولا برائحتها التى وصلت الى رئتيه قام بإحاطتها بذراعيه يعتصرها بقوة في أحضانه مقبلا لعنقها تلك القبلات المتلهفة اليها شعرت بارتجافة قوية فى جسدها فهذا هو رائف حبيبها وزوجها
قام بادراتها حتى تكون وجها لوجه معه نظر الى عينيها يطلب منها الغفران على ما سببه لها من حزن ظل يعانقها بقوة حتى يخمد ذلك اللهيب المشتعل بقلبه
رائف باشتياق…سامحينى يا عمرى انا عارف ان انا ضايقتك وزعلتك وعنيكى الحلوة دى بقت حزينة بسببى انا
سچى بعشق…انا مسمحاك يا حبيبى ومقدرة اللى انت فيه بس متبعدنيش عنك يا رائف بالشكل ده
رائف…انا مش ببعدك عنى بمزاجى انا ببقى خايف يا سچى خايف عليكى لأن لو حصلك حاجة انا مش هسامح نفسى أبدا
سچى…انت لسه مش عارف ان انا وانت بقينا حاجة واحدة روح واحدة وانا قولتلك انت الوحيد اللى مخافش على نفسى وانا معاه
رائف…انتى بقيتى اكتر من روحى ياقلبى سامحينى لو كنت وجعتك او زعلتك او خليت عينيكى الجميلة دى بقت حزينة سامحينى على كل دمعة نزلت من عينك بدون قصد منى
سچى..خلاص يا حبيبى حصل خير اهم حاجة انت تبقى كويس وترجعلى رائف جوزى وحبيبى
رائف بشوق…انتى وحشتينى اوى اوى يا قلبى
سچى بهمس ناعم…وانت كمان وحشتنى اوى يا رائفى
فهو الآن قلبه يطالبه بها يطلب ودها وقربها يطلب منه ان يطفئ ذلك اللهيب المشتعل به
حرارة صوته بعثت فيها الحياة والأمل مرة اخرى فهى لا تستطيع ان تبتعد عنه فهى قد اصابها عشقه وجعلها غير قادرة عن الابتعاد عنه
****
قام هشام باصطحاب والدته الى منزل حامد لاتمام موضوع زواجه من أروى وصلوا الى المنزل قام هشام برن جرس الباب فتح حامد الباب بابتسامة وترحيب لهم
حامد بابتسامة…اهلا وسهلا اتفضلوا نورتوا البيت
تهانى…السلام عليكم يا ابو أروى
حامد..وعليكم السلام اتفضلوا انتوا شرفتونا
هشام…تسلم يا عمى على ذوقك
دخل هشام ووالدته جلسوا فى الصالة فى انتظار خروج أروى التى خرجت بشعور من الخجل الشديد وتنظر إلى الأرض
تهانى.تعالى يا حبيبتى اقعدى جمبى عاملة ايه يا عروستنا
أروى بصوت منخفض…الحمد لله يا طنط كويسة
هشام… احنا النهاردة يا عمى جايين علشان ان شاء الله نتمم موضوع الخطوبة
حامد…ان شاء الله يا ابنى ربنا يتمم بخير
تهانى..طلباتكم ايه يا ابو أروى
حامد…انا مش طالب حاجة اكتر من طاقتكم اهم حاجة ان هشام ياخد باله من أروى ويحافظ عليها ويتقى ربنا فيها علشان انا بشترى راجل
هشام…تسلم يا عمى وأروى فى عنيا الاتنين وفى الحفظ والصون
تهانى…واحنا هنشلها فى عنينا علشان أروى غالية علينا يا ابو أروى
أروى…تسلميلى ياطنط
تهانى..خلاص احنا نقرأ الفاتحة
تم قراءة الفاتحة بشعور من السعادة يسيطر على قلب كل من هشام وأروى
تهانى…صدق الله العظيم احنا ان شاء الله نخرج نشترى الشبكة والدبل ايه الوقت اللى يريحكم ويناسبكم
حامد…ان شاء الله يوم الخميس الجاى نروح نشترى الشبكة
هشام…ان شاء الله يا عمى واللى تطلبه أروى عنيا الاتنين
حامد…تسلم عينيك يا ابنى انا اهم حاجة عندى ان بنتى تكون مبسوطة مع واحد يصونها
هشام..ان شاء الله يا عمى بنتك هتكون فى أمان معايا
حامد…وهو ده اللى انا عايزه منك يا هشام
يلا يا أروى هاتى الشربات
ذهبت أروى لجلب المشروبات بقلب يكاد يقفز من شدة فرحتها فالله جعل الشاب الذى تمنته من نصيبها فهى تعرف أخلاقه جيدا فالكل يشهد له بحسن الخلق والاحترام
******
ذهبت مايا وهانى الى الفيلا التي سيتزوجون فيها لترى شكل الديكور النهائى بعد ان انتهى المهندس من عمل الديكورات المطلوبة دخلت مايا الى الفيلا بشعور عدم الرغبة فيها او فى صاحبها فهى عندما تقنع نفسها انها لم يتبقى لها سوى اسابيع قليلة وتصبح زوجة هانى يعود اليها ذلك الشعور بالنفور منه مرة أخرى وكأنها تريد الهرب منه
هانى باعجاب…ها ايه رايك بقى يامايا فى الفيلا بقت جميلة اوى زى ما انتى عاوزه
مايا ببرود… حلوة بس فى حاجات المهندس معملهاش زى ما انا عاوزة
هانى…ليه ماهو عامل كل حاجة انتى طلبتيها وقولتيله عليها
مايا…انا كنت طالبة شوية تعديلات فى اوض النوم معملهاش ليه بقى هو أى حاجة يعملها وخلاص
هانى..فى ايه يا مايا ما كل حاجة معمولة زى ما انتى عاوزه اهو ولا هو تلكيك وخلاص
مايا…انا بتلكك يا هانى بتقولى انا كده الكلام ده
هانى..انا ملاحظ ان بقالك فترة مفيش حاجة عجباكى خالص هو فى ايه بالظبط يا مايا علشان انا حاسس ان فيكى حاجة
مايا…هيكون فى ايه يعنى يا هانى ما انا كويسة قدامك اهو
هانى…ماهو هو ده اللى عايز اعرفه فى ايه يا مايا لان شغل التلكيك ده كتر اوى منك اليومين دول
مايا…ما انت عارف علشان بس متوترة علشان فرحنا قرب وكمان انت عارف ان انا اللى ماسكة الشركة بتاعت بابى دلوقتى ففى ضغط كبير على اعصابى الفترة دى يا هانى فالمفروض تقف جمبى مش تقولى بتلكك
هانى…لو على الشغل يا ستى خدى اجازة وريحى اعصابك بدل ما انتى كل شوية متنرفزة عليا وتعلى صوتك كده
مايا…انت عارف ان بابا مشيلنى مسئولية كبيرة فى ادارة الشركة ولا عايزنى ابقى زيك يا هانى
هانى…انتى قصدك ايه تبقى زيى دى انتى تقصدى ايه يا مايا
مايا…ما انت مبتشتغلش يا هانى عايش على فلوس ابوك وشكل الموضوع ده مريحك على الاخر علشان كده عايزنى انا كمان اسيب الشغل وابقى زيك
هانى…احترمى لسانك يا مايا ومش عايز كلام فى الموضوع ده تانى انتى فاهمة ولازم تعرفى ان حياتى انا حر فيها ومش انتى الل هتقوليلى اعمل ايه ومتعملش ايه ماشى
مايا… وكمان بتزعقلى وبتعلى صوتك عليا انا ماشية يا هانى
تركته مايا وهو مستغرب من رد فعلها فهى كأنها بانتظار ان يحدث ذلك بينهم حتى تتركه ولكنه هو لن يتركها قبل ان يحصل على مايريد فهو يتمنى ان يحصل عليها فهو راهن عليها انه هو من سيتزوجها جرى هانى خلفها حتى يلحقها ويهدئ من عصبيتها فهو لا يريد ان يظهر بمظهر الخاسر امام اصدقاءه
هانى..استنى بس يا حبيبتى مش كده الكلام ميبقاش كده يا مايا
مايا…بس يا هانى اذا كان بتزعقلى من دلوقتى هتعمل ايه بعد جوازنا ها انت عارف انا مبحبش حد يعاملنى بالاسلوب ده
تذكرت مايا كيف كان رائف ايضا يفعل ذلك عندما تفعل شئ يغضبه او لا يعجبه ولكن هانى ينقصه الكثير من هيبة ورجولة رائف فرائف تصرفاته كانت غيرة رجولية على شئ يملكه يريد الحفاظ عليه ولكنها صدق قول نيللى انها خسرت رجل ذو كبرياء مقابل شخص تافه لا يفعل شئ سوى اهدار مال والده على ملذاته فلماذا الآن تفكر فى هذا فهى من جلبت كل هذا لنفسها منذ ان تعاملت مع رائف بأنانية وتركته فى اشد حالاته سوءاً
هانى…خلاص متزعليش منى يا حبيبتى انا اسف شوفى اللى انت عيزاه وانا هعملهولك المهم انتى متزعليش منى
مايا…انا عيزاك تشتغل ويبقى ليك كيان يا هانى
هانى…بس كده حاضر هنزل الشركة مع بابا واشتغل عايزة حاجة تانية يا حبيبتى
لاتجد مايا ما تقوله فهو سينفذ لها أوامرها التى كانت تتمنى ان يعترض عليها حتى تستطيع تخليص نفسها من الزواج منه
******
فى المزرعة
كانت تنعم باحساس القرب منه فهو كان يتملكها بقوة كبيرة بين أحضانه كأنه يخشى ان يستيقظ ولا يجدها بجواره
سچى… حبيبى يلا قوم علشان ناكل انا جوعت اوى
رائف…حاضر يا عمرى هقوم
سچى…رائف
رائف…نعم يا قلب رائف
سچى…مش عيزاك تتعصب كده تانى ماشى وتحاول ان احنا نقضى وقت حلو هنا
رائف…صدقينى انا مش بتعصب بمزاجى الموقف اللى حواليا هو اللى ممكن يسببلى العصبية بس علشان خاطرك هحاول ان متعصبش
سچى…ماشى يا حبيبى لان انا مبحبش اشوفك بالشكل ده انت بتبقى زى الوحش الثائر يا رائف
رائف…خوفتى منى يا سچى
سچى…انا مبخافش منك انا بخاف عليك الواحد لما يتعصب ممكن يضر نفسه من غير ما يحس وانت لو حصلك حاجة انا مقدرش اعيش من غيرك
رائف بحب…ولا انا بقيت اقدر اعيش من غيرك يا سچى
بعد ان اخذوا جميعا قسط من الراحة خرجوا لتناول الأكل فى الهواء الطلق فالهدوء والخضرة فى هذا المكان الذى يشبه الجنة كفيل بتهدئة الأعصاب والشعور با الاسترخاء
صفية..الله الجو حلو اوى اوى هنا حاجة كده تهدى الاعصاب
شادى..والاكل برضه حلو اوى اوى يا تيتة
أكرم…همك على بطنك على طول يا شادى مبتفكرش الا فى الاكل وبس
ريهام…ما تسيبه يا كل براحته يا أكرم كل يا شادى ولا يهمك
شادى…تعشيلى يا مرات اخويا ادى مرتات الاخ ولا بلاش
هدى..مش بتاكلى ليه يا سچى الاكل مش عاجبك
سچى…لاء يا طنط هدى الاكل جميل جدا و انا باكل اهو
ماهر…مش تأكل مراتك يا رائف دا اللقمة اللى بتأكلها ليها بتاخد عليها حسنة يا حبيبى
رائف بابتسامة…حاضر يا بابا بس كده
قام باخذ بعض من اللقيمات ووضعها بفم زوجته التى كانت تنظر اليه باستحياء شديد من تلك الوجوه الناظرة اليهم
ريهام بمزاح…وانت ايه يا دكتور مش هتاكلنى انت كمان ولا انا وقعت من قعر القفة
أكرم… قفة! احنا فينا من الكلام ده لا بس كده انت تؤمرى يا ريهام
قام أكرم باخذ كمية كبيرة من الطعام وعندما اقترب من زوجته نظرت اليه بعيون متسعة
ريهام…ايه ده انت هتأكلنى ولا تفطسنى هتحط الاكل ده كل فى بوقى ازاى دا عايز بوء زى نفق شبرا علشان تحط فيه الاكل ده كله يا أكرم
ضحكوا جميعا على مزاح ريهام وأكرم فهم يحاولون التخفيف عن الحاضرين بافتعال بعض المواقف المضحكة بينهم
سچى…مش طول عمرك بتحبى الاكل اتفضلى كلى بقى
ريهام…ااه هاكل بس بشويش دا ناقص يحطلى الفطيرة كلها في بوقى
شادى…الفطير هنا حاجة تانية خالص لذيذ جدا
صفية…اه يا واد يا شادى يفتح النفس على الاخر يلا بالهنا والشفا على قلبكم يا رب
رائف…تسلميلنا يا تيتة وربنا يباركلنا فى عمرك
صفية…ويباركلى فيكم يا حبيبى وافرح بولادكم
هدى…عجبك الأكل يا رائف
رائف…اه يا ماما الاكل جميل جدا دا انا كلت كتير اوى
هدى…الف هنا وشفا على قلبك يا حبيبى
شادى بضحك…ايوة ما هو الدلع كله لابيه رائف لكن انا يتقالى يا واد يا شادى
ماهر…فى ايه يا اخر العنقود واخرة صبرنا برضه
شادى…شوفت اديك قولت اخر العنقود يعنى فى الراحة والجاية تدلعونى مليش دعوة
هدى…دا انت حبيب قلبى يا شادى انت واخواتك مع انك وجعلى دماغى طول النهار بيماما يا ماما طول النهار تنادى عليا بسبب ومن غير سبب
شادى… بحبك يا جميلة الجميلات بلاش يعنى
هدى…لاء بلاش ايه انا مقدرش اعيش من غيركم اصلا
جاءت احدى الخادمات لتخبر هدى ان عصام قد اتى لزيارتهم
الخادمة…هدى هانم
هدى…ايوة فى ايه
الخادمة…الاستاذ عصام جه موجود برا
ماهر…خليه يتفضل
دخل عصام وجدهم جميعا مجتمعين يتناولون الطعام ابتسم ابتسامة بسيطة لهم ولكن عندما رأه رائف تغيرت ملامح وجهه
ريهام بهمس لأكرم…هو ايه اللى جاب عصام ده هنا دلوقتى
أكرم…المزرعة اللى جمبنا بتاعتة ابوه
ريهام…اااه فهمت
أكرم… انتى عارفة اللى انا خايف منه ايه يا ريهام
ريهام…ايه خايف من ايه يا حبيبى
أكرم…خايف من رائف علشان هو وعصام مبيطقوش بعض نهائى
ريهام…ليه صحيح علاقتهم ببعض مش قد كده يعنى
أكرم…عصام من النوع المنفسن شوية بالرغم من ان اهله ناس طيبين ومحترمين وهو ورائف كانوا بيدرسوا مع بعض فرائف كان متفوق فى دراسته وحتى فى الكلية كان بيبقى الاول على دفعته فده زود النفسنة عند عصام لحد مابقت حركاته مكشوفه لرائف علشان كده مبقاش رائف يحب يجتمعوا هم الاتنين فى مكان واحد
ريهام…ربنا يستر علشان هو فعلا عصام ده حركاته ونظراته مستفزة ومش مريحة
أكرم…هو عملك حاجة ضايقتك ولا ايه
ريهام…هو يقدر دا انا كنت ساويت وشه بالاسفلت دا انا ريهام يا أكرم
أكرم… حبيبتى الشرسة والمتوحشة اموت فى الشراسة
ريهام..اتلم يا أكرم احنا قاعدين فى وسط ناس
أكرم…اه صحيح دا انا ناسى الحكاية دى
ماهر..اهلا يا عصام منور اتفضل
عصام… شكرا ياعمى
هدى….هو باباك ومامتك معاك هنا يا عصام
عصام…لاء انا اللى جيت لوحدى من يومين ولما شوفت العربيات بتاعتكم مصدقتش انكم هنا اللى ما جيت وشفت رائف كان عند الاسطبل
رائف فى سره…وياريتنى ما شفت شكلك ماهى الحكاية مش ناقصة رزالتك ورخامتك يا عصام الواحد ما صدق انه بقى هادى شوية
صفية… اتفضل يا عصام حماتك تحبك
عصام…مش لما اقابل بنتها الأول
رائف بهمس…الله يكون فى عونها اللى هتستحمل رزالتك
عصام بسماجة…بتقول حاجة يا رائف
رائف…لاء يا حبيبى بقولك بالهنا والشفا ان شاء الله
عصام…طول عمرك ذوق يا رائف
رائف…من بعض ما عندكم يا عصام يا حبيبى
أكرم لريهام…شوفتى يا ريهام ما جبتش حاجة من عندى اهى الحرب ابتدت بين رائف وعصام اهى وبدرى كمان
ريهام…ربنا يستر وانت عارف اخوك يا أكرم مش بعيد نلاقى جثة عصام مدفونة فى الجنينة الصبح
عندما قالت ذلك افلتت ضحكة من أكرم انتبه عليها الجميع مستغربين على ماذا يضحك أكرم؟
ماهر.. ما تضحكونا معاكم يا أكرم خير فى ايه
أكرم…لا يا بابا بلاش المرة دى تعرفوا انا بضحك على ايه حفاظا على الارواح
شادى…ليه يعنى بتقولوا ايه كده يهدر الارواح يا ابيه أكرم انا عايز اعرف مليش دعوة
أكرم…بس يا واد انت ايه فضولك ده يا ساتر عليك
صفية..ربنا يسعد اوقاتكم يا حبيبى
ريهام…تسلمى يا تيتة ما تيجى يا سچى نتمشى شوية نتفرج على المزرعة
سچى… ماشى يلا بينا عن اذنكم
اثناء قيامها وجدت رائف يمسك يدها بتلقائية يريد ان يتكلم معها
رائف…متبعديش عن هنا يا سچى علشان المزرعة كبيرة وممكن تتوهوا انتوا الاتنين علشان انتوا اول مرة تيجوا هنا ماشى
سچى…حاضر يا حبيبي
تمسكت ريهام بيد سچى وذهبوا لاخذ جولة حول البيت ولرؤية المزرعة
ريهام…المزرعة فعلا حلوة اوى انا بحب الاماكن اللى زى هنا اوى بدل الدوشة والخنقة اللى فى القاهرة
سچى…اه والهوا كمان جميل جدا يرد الروح يخلى الواحد عايز ينام
ريهام…مقولتليش اخبار جوزك معاكى ايه دلوقتى لسه برضه مضايق
سچى…يعنى الحمد لله احسن شوية ابتدى يفك شوية
ريهام…ربنا يهديهولك يا حبيبتى ويصلح لكم الحال يا رب
سچى…اللهم امين شوفتى الخيل يا ريهام شكله جميل اوى
ريهام…لاء هو فين الإسطبل
سچى…انا عارفة هو فين تعالى هوريهولك
ريهام…يلا تعالى بسرعة انا مشتاقة اشوف الخيل اللى بيقولوا عليه ده
ذهبت ريهام وسچى الى الاسطبل شاهدت ريهام الخيل بإعجاب كبير
ريهام…الله ايه الخيل الحلو ده انا مكنتش اعرف ان عندهم خيل حلو اوى كده انا افتكرت حصان ولا اتنين مش العدد ده شوفتى الصغننين دول يا خراشى عسل
سچى بضحك…فعلا شكلهم جميل اوى يا ريهام شبهك فولة واتقسمت نصين
ريهام…بقى كده يا سچى ماشى والله لاوريكى
جرت ريهام خلف سچى وهم يضحكون بطفولية شديدة فهم لا يتغيرون ابدا
ريهام…شايفه الحصان الاسود اللى هناك ده
سچى…ده حصان رائف اسمه رماح
ريهام…هو ده اللى بيقولوا عليه
سچى…ايوه هو ده شايفة شكله عامل ازاى
ريهام…دا فعلا الواحد يخاف يركبه دا عالى جدا
سچى..انت ما شوفتيش لما رائف كان واقف وبيحسس على رأسه تحسى كأن الاتنين حاجة واحدة كأنهم اتنين اصحاب متعلقين ببعض اوى
ريهام…ممكن يكون الحصان ده بتاعه من زمان علشان كده مرتبطين ببعض
سچى بحب…ممكن لأن اللى يعرف رائف يلاقى نفسه بيحبه من غير ارادة منه بيسيطر على القلوب بسرعة
ريهام…يا عينى يا عينى على الحب ويا عينى على الحلو لما تبهدله الأيام
سچى…على اساس ان حضرتك مش متنيلة وبتحبى جوزك انتى كمان
ريهام…كرومتى دا انا بعشق امه ابو غمازات الحلو ده
سچى بابتسامة….ربنا يسعدكم يا حبيبتى يارب
ريهام…ويسعد قلبك انتى كمان يا سچى
سچى…مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه يا ريهام احلى حاجة انك فضلتى معايا برضه كنت صاحبتى وحبيبتى بقيتى كمان سلفتى
ريهام بمزاح…كنتى هتعملى ملوخية يا روحى
سچى… ههههه مبتعرفيش تتكلمى جد ابدا يا ريهام
ريهام…دا انا اموت لو اتكلمت جد ومهزرتش احلى حاجة ان الواحد يبقى فرفوش كده
سچى…بعد الشر عليكى يا قمر
ريهام…حبيبة قلبى هى فين السلسلة بتاعتك صحيح
سچى بدهشة…السلسلة
وضعت سچى يدها تلقائيا على عنقها ولكنها لم تجدها فهى تتذكر انها لم تقوم بخلعها ابدا منذ ان البسها اياها رائف بنفسه فأين تكون الآن
سچى بحزن… السلسلة راحت فين
ريهام…اهدى جايز تكونى قلعتيها فى اوضتك
سچى…انا مش بقلعها من رقبتى ابدا انا خايفة تكون ضاعت دى هدية رائف ليا فى عيد ميلادى وغالية عليا اوى
ريهام…تعالى ندور عليها في اوضتك يمكن نلاقيها
ذهبت ريهام وسچى للبحث عن تلك السلسة فى غرفتها قامت بالتفتيش فى كل مكان ولكنها لم تجدها
سچى…برضه مش لقياها
ريهام…ولا انا برضه لقياها هتكون راحت فين يعنى
سچى… ريهام دورى عليها مكان ما كنا قاعدين فى الجنينة وانا هروح ادور فى الاسطبل جايز تكون وقعت منى هناك
ريهام… ماشى
ذهبت سچى إلى الاسطبل للبحث عن تلك السلسلة فهى غالية عليها جدا لأن من اهداها اياها هو زوجها
سچى…هتكون راحت فين بس ياربى
اثناء بحثها سمعت صوت عصام خلفها يسألها عن ماذا تبحث
عصام…بتدورى على حاجة يا دكتورة سچى
سچى…فى حاجة يا استاذ عصام
عصام…ممكن تقوليلى عصام من غير استاذ وانا ممكن اقولك يا سچى احنا بقينا معرفة
سچى…انا مش بشيل التكليف بينى وبين حد مليش صلة بيه
عصام…ما انا مبقتش غريب
سچى…بالنسبة ليا غريب انت اه معرفتهم هم لكن مش معرفتى انا فأنا لازم اتعامل معاك على الاساس ده
عصام…ما احنا ممكن نتعرف عادى يعنى
سچى… حضرتك عايز ايه يا استاذ عصام بالضبط وجايلى انا هنا ليه
عصام…مالك متنرفزة ليه كده
سچى…انا مش متنرفزة حضرتك عايز ايه دلوقتى
عصام…عايز اديكى حاجة تخصك
سچى…وحاجة ايه اللى تخصنى دى
عصام…هى دى الحاجة اللى تخصك
اخرج من جيبه تلك السلسلة التى تبحث عنها سچى فاستغربت سچى كيف وصلت تلك السلسلة الى يد عصام
عصام…مش السلسلة دى بتاعتك ولا انا بيتهيألى
سچى…ايوة دى سلسلتى بس انت لقيتها فين او وصلتلك ازاى
عصام…….
يتبع..
لقراءة البارت الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي أجزاء الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية رومانيك للكاتبة منة بدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!