Uncategorized

رواية كاره النساء الفصل العشرون 20 بقلم سهير عدلي

  رواية كاره النساء الفصل العشرون 20 بقلم سهير عدلي

 رواية كاره النساء الفصل العشرون 20 بقلم سهير عدلي

 رواية كاره النساء الفصل العشرون 20 بقلم سهير عدلي

-يعني إيه مرضيتش ترجع معاك.
صرخ بها مروان عندما أخبره سائقه أن مدام جومانة أبت الرجوع معه، صريخه جعل الرجل يتراجع للوراء وابتلع ريقه خوفا من غضبه ، فقال بلهجة حاول أن يؤكد فيها قلة حيلته أمام رفض زوجته العودة معه:
-والله يا يبيه أنا مليش ذنب أنا رحتلها وطلبت منها تروح معايا لكن هي مرضيتش تيجي معايا..قالتلي مش راجعة معاك.
سرحا مروان مضيقا عينيه في ضيق بالغ، مداعبا ذقنه يحاول تفسير رفضها للرجوع الى البيت، ثم ضرب مكتبه بقبضته قائلا بوعيد :
-ماشي ياجومانة أنا حعرف أرجعك البيت تاني إزاي..أنا الحق عليا من الأول الخليتك تزوري صاحبتك..ماشي بتتحمي فيهم..طيب استني عليا.
ثم نظر للسائق بعينان نارية قائلة بخشونة، تعالي ورايا على العربية.
انصاع السائق لأمره وتوجه به صوب بيت نريمان كما أمره سيده.
**************************
جلستا نريمان وجومانة في حجرة الأولى تستعيدان ذكريات ما حدث لهما قبل أن يتقابلا، أحداث صعبة مريرة مرت لكل منهما..حتى زفرت نريمان وقالت وكأنها تتعجب من أمر الدنيا:
-معقول كل ده يحصلنا فكام شهر..
من كان شهر كانت احلامنا مختلفة أنا عن نفسي كنت بفكر في حاجات كتيير كان نفسي اعملها.. كنت بفكر في الجامعة ال حدخلها ازاي ابقى فيها الكل في الكل ،وابقى مسيطرة على كل الطلبة كمان..كنت بفكر في النشاطات ال حشترك فيها..في اللبس ال حشتريه عشان ابقى اشيك وحدة في الكلية..حاجات كتير اتغيرت فيا مكنتش عاملالها حساب.
تنهدت ثم استطردت..بس عارفة على قد الأحداث الحصلت وال كانت في ساعتها بالنسبالي صعبة وكرهتها..على قد ما أنا سعيدة أني عرفت مالك وحبيته وسعيدة اني اتغيرت كمان..ثم نظرت لجومانة وجدتها شاردة فسألتها:
-أنتي معايا؟؛
 نظرت لها جومانة بعينان منطفئتان، وقالت بنبرة تملؤها الحسرة:
‘أنا” أنا حاسة أني عمري ما عشت حياتي ولا حلمت اصلا ..ولا كان مسموحلي احلم بأي شئ، اتجوزت غصب عني، حتى الأنسان الوحيد الحسيت معاه بحنية وحبني وحاول يساعدني مات، كأني اتخلقت بس عشان اتعذب، عشان اتقهر، حاسة أني عايزة أموووت مبقتش رغبة الحياة، نفسي أصحى يوم ملاقيش نفسي.. أو الاقيني فقدت الذاكرة.
كانت كلماتها تخرج مع شهقاتها مختلطة بدموع الغزيرة التي أغرق وجنتيها.. طبطبت نريمان على كتفيها وتنهدت في أسف ثم همست وهي تضمها من خلفها:
-لأ ياجوجو متقوليش كده بعد الشر عليكي ياحبييتي..والله أنا حاسة أن ربنا حيكرمك بانسان يعوضك عن كل ال شفتيه.
ضحكت جومانة بسخرية ضحكة مفعمة باليأس قائلة:
– انسان يعوضني ..مش لما أخلص من مروان الأول.
صمتت جومانة برهة ثم قالت وهي تكاد تبكي:
-أنا خايفة من مروان يانانا، خايفة قوووي.. أنتي متعرفيش البني أدم ده عامل ازاي، انسان معندوش قلب معندوش رحمة.. ممكن يعمل أي حاجة  وميخليش حد ينتصر عليه.
هتفت نريمان وهي تجلس أمامها بثقة:
-متخافيش ميقدرش يعملك حاجة ولا يقرب هنا.
في نفس تلك اللحظة كان مروان قد وصل  من خلفه حراسه وسائقه يختبى بين جثثهم الضخمة، ثم جهر بصوت عالي:
-جومانة…ياجومانة تعالي هنا.
ما إن وصل صوته الى مسامعها حتى انتفضت واتسعت عيناها زعرا، تتشبث بيدا نريمان وتهمس برعب:
-مروان…شفتي يانانا لسة بقولك اني خايفة..قلبي حاسس أنه مش حيعديها على خير.
-اهدي ياجوجو متخافيش مالك دلوقت يخليه يلزوم حدوده.
خرج مالك على أثر صوته قائلا:
-أيه ياجدع أنت حد يزعج إكده في بيوت الناس.
نظر مروان لمالك نظرة نارية مليئة بالحقد قبل أن يقول:
-أنت مين.
أقترب مالك منه وقف أمامه بثبات وثقة قائلا:
-أنا صاحب البيت ال أنت جاي تتهجم عليه أنت بجى مين؟
-بقولك إيه أنا عايز مراتي بالذوق لحسن مش حيحصلك كويس.
قال ذلك مروان وهو يشهر سبابته أمام وجهه  مهددا وعيونه تنذر بشر مبين، لم يهتم مروان بتهديده هذا ولم يهتز قيد أنملة،  بلا ابتسم بسخرية وتقدم منه أكثر وقد همس أمام وجهه بكل برود:
-ليه يا أخينا مرتك تايهة منيك ولا إييه؟
ضغط مروان على أسنانه في غيظ احمرت عيناه و أذنيه من فرط الغضب .. أمسك بتلابيب مالك ثم صرخ فيه بعصبية:
-أنت دمك خفيف قوي ياروح أمك بس أنا مضحكتش.. وحخليك تبكي زي النسوان دلوقت.
ثم أخرج مسدسه وصوبه نحو رأسه رجاله أيضا اشهروا أسلحتهم أمامه ..ولكن مالك بخفة خطف المسدس منه وحاوط رقبته بذراعه..وبيده الأخرى صوب مسدسه نحو رأسه..آمرآ رجاله :
-سيبوا السلاح من ايديكم لحسن افرتكلكم راس سيدكم دلوك.
كل ذلك حدث في دقائق معدودة جعل نريمان وجومانة تصرخان فزعا ويهرولا نحوهما فقد فزعت نريمان ورددت أسمه بهلع عندما صوب مروان في بادي الأمر مسدسه نحوه:
– مااااااالك؛
وشعرت جومانة بالاضطراب، والقلق لأنها ستكون السبب لو حدث أي مكروه لمالك بسببها.
نظرا مالك لهما وصرخا فيهما:
-أطلعوا فوج دلوك يلا منيك ليها.
صوته أرعبهما جعلهما يصعدا الى أعلى وبقى قلبيهما معلقا به ماذا سيحدث بعد ذلك؟
اعتصر مالك رقبة مروان بذراعه وهو يقول له:
-جولهم يرموا سلحهم في الأرض..أنطج.
وبصوت محشرج من فرط الألم قال مروان:
-نزلوا سلاحكم..نزلوه.
انصاعوا لأمره وطرحوا سلاحهم أرضا.
قال لهم مالك:
-ارفعوا ايديكم وارجعوا ورا.
نفذوا ما قال..اقترب مالك وهو يسوق مروان تحت تهديد المسدس حتى وصل الى جهازا ضغط على ذره  بعد دقائق معدوظة ظهر رجال تخص مالك قد استدعاهم تحسبا لموقف مثل هذا الذي حدث، قبضوا على رجال مروان ..وساق رئيسهم ممروان نفسه الى الخارج ومالك يبتسم ويقول له:
– مع السلامة وإياك تفكر تعاود إهنيه تاني يامروان باشا.
ومروان ينظر له بغل ويقول له بتوعد:
-ماشي ..بس متفتكرش أني حعديهالك..وديني لدفعك تمن ال عملته ده غالي قووووي.
بعد انصراف مروان هرولتا نريمان وجومانة نحو مالك فارحيتين مطمئنتين، ارتمت نريمان في حضنه وهي تغمغم باكية:
-مالك ..مالك انا كنت خايفة عليك قوووي 
-متخافيش أنا زين جوي.
وجومانة تقف على استحياء  ومع ذلك همست:
-أنا متشكرة قوي.
 نظر لها قائلا:
-قلتلك متعونيش هم أنتي في حماية ربنا وحمايتي.
-يلا يانريمان خدي صاحبتك واطلعوا واسترحيوا هبابة .
-حاضر.
قالتها مفعمة بحب .ثم جذبت يد جومانة وصعدتا مبتسمتين .
************************************
استيقظ مالك في الصباح ولم يشأ أن يوقظ نريمان وصديقتها فضل أن يتركهما على راحتهما، تناول إفطاره وذهب الى عمله.. على الطريق وجد رجل معه زجاجة فارغة يشير له بيديه، توقف مالك بالفعل له ظنا منه أنه يريد مساعدة نظر له قائلا:
-يلزم خدمة ياسطا.
 قال الرجل وقد انحنى قليلا:
-ايوة الله يكرمك شوية بنزين يقوموا العربية لأقرب بنزينه عشان أمون وأكمل طريقي.
مالك  وهو يفتح باب السيارة ويترجل منها:
-بس إكده حاضر.
-الله يكرمك.
اخذ مالك منه الزجاجة وراح يملئها له والرجل يد عو له بالخير..وما أن انهمك مالك واعطاه ظهره حتى اخرج ذلك الرجل منديلا مبللا بالمخدر وكممه به قاومه قليلا ،ولكن سرعان ما خارت تلك المقاومة بعد أن غاب عن الوعي حمله ووضعه في سيارته وانطلق به حيث أمر.
*********************************
تململت جومانة حتى استيقظت..تمد يديها الى الأمام في حركة رياضية لتجلب لنفسها النشاط، تبتسم بسعادة لأول مرة في حياتها تشعر أنها مسرورة..وانها في أمان ليس عليها أي ضغوط من أي نوع، عادت مشاعرها بكر كذي من قبل، تأملت تلك التي تغط في نوم عميق بجوارها فاتسعت ابتسامتها أكثر بجوارها أختا لها تحتويها ..قبلتها في خدها قبلة أمتنان، فهشتها نريمان بيدها وملامحها تعبر عن الضيق فقد شعرت أن حشرة تعاكسها وهي نائمة، فضحكت جومانة فشرعت في معاكستها أكثر وأكثر..امسكت خصله من شعرها وظلت تهش بها على أنفها ونريمان تبعدها وملامج وجهها تنم عن الغضب، وراحت تزغدها بخفة في ذراعها وتقرصها في خديها وذقنها..حتى استيقظت نريمان بحركة عصبية وكادت ان تسب وتعلعن لولا أن رأت جومانة تضحكة بعذوبة فقالت وقد تنفست براحة:
-هو أنت ياشيخة..انا قلت ايه الحشرات الغلسة دي ال ملت بيتنا.
قالت جومانة وهي تغمز باحدى  عينيها ونبرة خبيثة:
-حشرات بردو ولا افتكرتي ملوكك هو ال بيعاكسك.
ضيقت نريمان عينيها تحدق فيها بتعجب تهرش في رأسها غير مصدقة ما تراه:
-غريبة انتي صاحية فايقة بقى وبتستخفي
 كمان .
ازدادت ضحكات جومانة فتخلت عن فراشها وراحت تدور في الحجرة كالفراشة  هاتفة بسعادة:
-فرحانة قوووي يانانا لأول مرة أحس أني حرة ..حرة محدش له سلطة عليا ولا بيتحكم فيا ..ياااااه أحساس جميل قوووي.
-طب يااختي ربنا يسعدك كمان وكمان تصبحي على خير.
قالت ذلك وهي تتثائب ثم تنام وتلتقط وسادة تخبئ  بها وجهها.
نزعتها منها جمانة وهي تقول بتزمر:
-أنت حتنامي تاني قومي بقى وبطلي كسل.
جلست نريمان متربعة على سريرها قائلة والنوم يداعب وجهها وصوتها يرجوه أن يدعها لحالها:
-انا حصحى اعمل ايه دلوقت؟؛ سبيني اكمل نومي بالله عليكي  انا مبصحاش دلوقت ثم اخذت الوسادة مرة أخرى ووضعتها فوق راسها ونامت وهي تشخر بصوت عالي حتى تثبت لها انها نامت بالفعل.
ولكن جمانة نزعتها ورمتها بعيدا وقالت في اصرار:
-لأ بقى مفيش نوم تاني قومي بقى وبطلي رخامة عايزين نفطر ونخرج ونشتري ونتفسح ونعمل كووول ال ال احنا عايزينو يلااااااا قومي يارخمة.
-ياااااربي انا عايزة أنام.
جذبتها جمانة من يدها تسحبها نحو المرحاض بالقوة قائلة:
-يخرب بيت كسلك ياشيخة..مفيش نوم تاني خلاص ..وقت النوم خلص..يلااااااا قدامي.
زامت نريمان في وجههها قائلة على مضض:
-امممممم…طيب ..طيب قومت اهو..هوووف منك.
ضحكت جمانة ثم راحت تدندن في حبور.. تشعر بشئ غريب يتسلل داخل روحها كانها تحررت من قيود كانت تكبلها.
تنولتا الاثنتين الافطار ..وخرجتا لكي يتسوقنا كانت نريمان تتصل بمالك بين الحين والحين حتى تستأذنه لكي يخرجا، ولكن هاتفه مغلق وذلك الحارس لا يفارهما ابدا كما أمره مالك يوم ان حضر مروان وتشاجر معه، قال له حينها  أن لا يفارق السيدتين ابدا وأن يصطحبهما كظلهما أينما ذهب.
قضيتا جمانة ونريمان يوم رائع وممتع..عندما عادتا الى البيت ظنت انها سوف تجد مالك قد وصل للبيت ولكن رأت آخر شخص توقعته في حياتها.
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية الحبيبة بالخطأ للكاتبة سهير عدلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!