Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل العشرون 20 بقلم سهام صادق

  رواية لمن القرار الفصل العشرون 20 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل العشرون 20 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل العشرون 20 بقلم سهام صادق

وقفت منزوية على نفسها في ركن بعيد تُطالع باقة الأزهار التي مازالت تحملها.. كل شىء حدث في لحظة ستظل راسخة طيلة العمر.. ناهد لم تنطق إلا اسم مها ووالدها وقف صامتًا يُطالع الموقف بعينين تحمل أسرار قد أخفاها الزمن في سرداب عميق.. أسعد اللحظات قد ضاعت وما هي الآن إلا سارقة هادمة لسعادة عائلتها
مها تصرخ وتبكي تُردد اسمها لما وكيف خانتها.. وناهد تُهدأها والحقد يملأ قلبها.. انتفض جسدها من صوت المرآة التي تهشم زجاجها للتو فأسرعت نحو غرفتها تقف خارجها تنظر لوجه شقيقتها وقد انساب الكحل على خديها
اقتربت منها حتى تتمكن من ضمها إليها ولكن مها نفضت نفسها عنها تصرخ بها
– أطلعي بره.. أطلعي برة أنتِ مش أختي مافيش أخت تعمل كده.. كنتِ بتسمعيني وأنا بحكيلك عن حبِ ليه وكنتي بترسمي عليه عشان عجبك.. الناس دايمًا شيفاكي ملاك ميعرفوش أنك خبيثة وخاينة
– شايفه عملتي إية في أختك.. شايفة دمرتيها إزاي ياخسارة يا ملك..
أرادت أن تُخبرها بما يدفعها شيطانه إليه ولكن شىء كان يُلجم لسانها وكأن اللحظة لم تحن
ضمت ناهد أبنتها بقوة تُطمنئها أما هي فلم تحصد إلا النظرات المزدرئة..
ركضت نحو غرفتها ودموعها تغرق خديها.. كل شىء أصبح أمامها كالظلام.. ظلام يُغلف الروح.. صوت عبارة والدتها مازال صداه يتردد داخلها
” مها.. أنت تقصد مها مش ملك يا رسلان”
حقيقة كانت تعلمها ولكن هل يوجد أم تفضل سعادة إحدي ابنتيها عن أخرى
اقترب عبدالله من غرفتها بعدما رأها تركض وصوت شهقاتها يتعالى وقد أستمع لصراخ ناهد بها.. ناهد مازالت تحفظ السر ولكن السر لن يظل في بئره العميق
رأها تحتضن وسادتها تبكي بحرقة.. ولكنه لم يستطيع الإقتراب منها وضمها إليه فهو السبب في كل ما تُعانيه.. من حب ناهد الذي أصبح يقل مع الزمن من بعده عنها وحرمانها من حقوق لا ترى ناهد إلا مها وحدها من تستحق فهي الأبنة الشرعية لهما
ابتعد عن غرفتها يرفع هاتفه نحو أذنه ينتظر إجابة من يُهاتفه
– أنا موافق يا رسلان.. شوف هتتجوزوا أمتي وتسافروا
يا بني!
…….
أندفع نحو غرفة شقيقته ينظر إلى والدته وإلى ملامح ميادة الباكية
– أنا اللي خططت لكل ده يا كاميليا هانم.. ميادة ولا بابا ملهومش ذنب
رمقته كاميليا بعتاب وقد نست كل شىء بعدما أجتذبتها تلك الكلمة القاسية
– كاميليا هانم..دلوقتي بقيت كاميليا هانم
ضمها إليه بعدما رأي دموعها العالقة ونظراتها اللائمة
– مش قادر أصدق أن أمي مبقتش تدور على سعادتنا.. أمي اللي طول عمرها واقفة في ضهرنا اتخلت عنى وعشان إية عشان معتقدات عمرها ما كانت شيفاها إلا حاجات ناقصة..
ابتعدت عنه تنظر إليه وقد تمالكت منها عاطفتها التي تُخضعها للحظات
– أمك خايفة على مصلحتك.. أمك عايزالك زوجة تشرفك.. مش واحدة هيجي يوم وأهلها ممكن يظهروا والله أعلم هيكونوا إية
– بعد العمر ده كله وهي وسطكم يا أمي جاية تقولي ده.. بيتهيألي أنتِ وخالتي أتأخرتوا أوي
– متحاولش تطلعني وحشة يا رسلان.. أنا مش الأم الشريرة هاتلى أي بنت حتى لو فقيرة بس ليها أب وأم أعرف أشاور للناس عليهم
– وعمى عبدالله وخالتي ناهد دول أيه مش أب و أم برضوة
– أنت فاكر ناهد عشان سكتت النهاردة هتسكت بعدين.. لو أنا رضخت لقرارك زي ما خليت أبوك يوافق ويتقبل الحكاية.. تفتكر ناهد هتفضل بعيده عن الصورة.. لو مكنتش لمها فعمرك ما هتكون لملك يا رسلان
تجمدت عيناه كما بهتت ملامح ميادة التي وقفت تُطالعهما ولم تكن تتألم إلا على تلك التي ستفيق يومًا على أبشع حقيقة لو اخبروها إنها ستعيشها يومًا لن تتمناها
– عشان كده أنا هريحكم خالص وراجع تاني لندن..
أنصرف من الغرفة يُسرع بُخطاه نحو غرفته.. وكاميليا تتبعه تصرخ به
– أنت فاكر إنك بتعاندني يا رسلان أنت بتعاند نفسك وعمرك ما هتعيش سعيد معاها.. ملك هتفضل طول عمرها عايشه قصادك وهي حاسه إنها إنسانه ناقصه.. هتفضل تصلح جزء جواها عمرك كل ما هتقدر ترممه… الخسارة هتبقى كبيرة أفتكر كلامي كويس
الجميع كان يستمع لصوتها.. عزالدين الذي خرج من غرفتهما يُطالعها بنظرة صامتة، ميادة التي وقفت خلفها تُطالعها بأسي وهو قد أغلق باب غرفته خلفه يسند ظهره عليه يزفر أنفاسه لعله يستعيد ثباتهِ
تعلقت عيناها بعينين عزالدين الذي عاد لغرفتهما فاتبعته صامتة
– بلاش يا كاميليا تحربي أبنك عشان أختك.. أبنك راجل وأد قراره
– كلكم صغرتوني قدام أختي ياعز الدين.. عمري ما هنسالك الموقف ده
اقترب منها يضم جسدها بين ذراعيه فحاولت دفعه بعيدًا عنها ولكنه أصر على إحتضانها
– فاكره زمان يا كاميليا .. فاكره أهلي لما اعترضوا عليكي وأنا صممت لأني مكنتش شايف سعادتي غير معاكي.. سيبت بنت خالتي.. خالتي اللي كانت مربياني وليها فضل عليا سيبت بنتها وكسرت قلبها عشان أتجوزك.. هنحارب أبننا أزاي وأحنا مرينا بنفس الحكاية
– ملك بنت من الشارع يا عز الدين
– وهي اختارت مصيرها ده يا كاميليا
واغمض عيناه يود لو أخبرها بتلك الحقيقة التي اِستأمنه عليها عبدالله مؤخرًا
– ملك إحنا اللي ربينها أوعى تنسى ده يا كاميليا.. ملك بنتنا يا كاميليا وبكره مها تلاقي الإنسان اللي يحبها ويقدرها
دفنت رأسها بصدره تُصارع دواخلها
……….
صوت الضحكات الخافت وتلك الأشياء التي تتساقط بالخارج أفاقتها من غفوتها.. وضعت يدها على رأسها من شدة الصداع تنظر جوارها فحسن لم يعود بعد ولكن لمن هذه الأصوات
ابتلعت لعابها ترطب حلقها الجاف.. عقارب الساعة كانت تدق والصوت يتخلل مسمعها
أرتجف جسدها ف بالتأكيد سيكون حسن و أصدقاءه.. ظهرت صورة مسعد أمامها فندفعت نحو باب الغرفة حتى تغلقه بإحكام عليها من الداخل ولكن يدها تجمدت على مقبض الباب وهي تسمع تلك الضحكة الرنانة التي لا يمكن أن تكون إلا لإمرأة
فتحت الباب برفق فالتقطت بعينيها ظهر حسن وقد أغلق باب الغرفة الأخرى خلفه بقدمه
تحركت بصعوبة نحو تلك الغرفة تكتم صوت أنفاسها..
الصورة كانت واضحة لها حسن ومعه إحداهن وفي بيتها
وضعت أذنها على الباب تسمع تلك الهمهمات… فتسارعت دقات قلبها مما تسمعه.. تسمرت في وقفتها للحظات تستوعب ما يحدث داخل الغرفة وصوت الهمهمات يخترق مسمعها
عقلها أراد إكتمال الصورة فتحركت يدها على مقبض الباب لتفتحه والمشهد كان من أبشع ما عاشته.. لم تتخيل أن ترى يومًا رجلًا وإمرأة هكذا..اتسعت حدقتاها وهي تراه يلتف إليها يلتقط بنطاله ويسرع نحوها
– أنتِ إيه اللي صحاكي مش الدواء المفروض كان خمدك
تعلقت عيناها بالمرأة التي نهضت من على الفراش ترتدي ملابسها بتلكع وكأن الأمر لا يُعنيها.. قبض على كتفيها يهزها بقوة فتعلقت نظراتها الخاوية به
– أنت بتخوني يا حسن.. بتخوني في بيتي
سحبها خلفه خارج الغرفة يدفعها نحو غرفتهما دون أن يعبأ بهذيانها وصدمتها
– أه بخونك يا فتون ما أنتِ مش مكفياني.. شوفي نفسك ف المراية
ودفعها نحو المرآة يُقرب وجهها من سطحها
– شايفة عاملة إزاي.. بذمتك ده منظر ست.. ردي ده منظر ست
لطم رأسها بالمرآة فشعرت أن الدنيا تدور أسفل قدميها وصوته يصم أذنيها
– واتعودي على كده من هنا ورايح
تجمدت عيناه عليها بعدما دفعته عنها بكامل قوتها تصرخ به
– طلقني يا حسن.. انا مش عايزه أعيش معاك تاني
سرعان ما تلاشي صدمته يجذب ذراعها ينظر لها بوعيد
– طلاق لا ضحكتيني.. فوقي لنفسك يا فتون وأعرفي قيمتك كويس وأحمدي ربنا أن أنا لحد دلوقتي مرمتكيش بعد ما بقيتي ولا تسوي حاجة..
– مش كفاية لحد دلوقتي مش شايف ملامح لمشروع أبوكِ.. ويا خوفي يكون خسارني القرشين اللي كانوا حيلتي
هطلت دموعها تنظر إليه بعدما تشبثت بطرف الفراش
– سليم بيه هيساعدني.. هو اللي هيعرف يطلقني منك
هتفت عبارتها بصوت ضعيف لم تكن تظن إنه قد سمعه.. أرادت أن تطمئن نفسها ولكنه عاد إليها يقبض على خصلات شعرها
– فاكراني هخاف من البيه.. لا فوقي لنفسك.. ولعلمك البيه اللي طالعه بي السما زي أي راجل اى ست بتعجبه بيقضي معاها كام ليلة حلوة يبسط نفسه
تركها بعدما لفظ تلك الحقيقة التي هشمت أخر جزء داخلها كان يراه بصورة ليست مشوها ولأول مرة قلبها كان يُخبرها أن رب عملها رجل كباقي الرجال..ك حسن، و مسعد
دفنت رأسها بالفراش ترثي حالها وصورة حسن وتلك المرأة تقتحم عقلها الصغير…مشهد رسخه الزمن داخل عقلها كما رسخ الكثير
أنغلق باب الشقة بقوة فعلمت إنه قد غادر المنزل.. مرت الدقائق على إنصرافه لتسمع طرقات خافتة على باب الشقة فتحركت نحو الباب تضم جسدها بذراعيها وصوت مسعد الخافت يخترق سكون روحها الممزقة
– افتحي الباب يا فتون
…. …….
طالع سقف حجرته ولأول مرة لا يكون لديه طاقة للنهوض.. نظر نحو هاتفه الذي وضعه على وضيعة الصامت.. الوقت مازال مُبكرًا ولم يكن لديه رغبة في النوم ثانية.. اجتذب أذنيه ذلك الشئ الذي سقط أرضًا فنهض من على فراشه يفتح باب غرفته فمن سيأتي في ذلك الوقت.. فتون مريضة وكما أخبر حسن أن تظل في بيتها حتى تتعافي
تعلقت عيناه بها وهي جاثية على ركبتيها تنظر للكأس الذي تحطم وتناثر شظايا زجاجة أسفلها .. وقد جرحت يداها
– فتون.. سيبي الإزاز من أيدك
لم تكن تسمعه بل كانت في بحر عالمها المظلم لا ترى ولا تسمع إلا طلاتم الأمواج بقوة
انحني نحوها يلتقط يدها بعدما نداها لمرات دون إستجابة منها.. وتلك الرجفة التي سارت بجسدها جعلته يشعر وكأنها تسير داخله… ابتعد عنها ينظر إليها بعدما دفعت يده عنها وانزوت على حالها تلتصق بالجدار
– فتون أنتِ لسا تعبانه..أنتِ سمعاني مالك بتبصيلي كده
– أنت زيهم.. كلكم زي بعض
قطب حاجبيه دهشةً مما يسمعه فعن عن أى شىء تتحدث هي.. التف بجسده حتى يُغادر المطبخ
– روحي بيتك يا فتون ولما تخفي أبقى تعالي شغلك
أندفعت خلفه تقبض على قماش قميصه من الخلف
– أنت زيهم.. محدش فيكم طيب
تجمدت عيناه والتف نحوها ببطء ينظر إليها وقد تراجعت للخلف
– فتون أنتِ شكلك مش طبيعية النهاردة..أنتِ نسيتي نفسك ولا إية
– أنا خادمة يا بيه منستش نفسي.. خدامة بالنهار وممكن بليل أكون زي ما أنتوا عايزين
الكلمة جعلت عيناه تجحظ على وسعهما فاقترب منها ينظر نحو عينيها وقد فهم مقصدها
– أنتِ بتقولي إية..إنتِ اتجننتي.. لمى حاجتك وأمشي من هنا مفهوم
غادر المطبخ يلعن اللحظة التي أستمع فيها للسيدة ألفت منذ البداية
وقفت تُطالع المكان الذي كان يقف فيه للتو تمسح دموعها العالقة بأهدابها .. جمعت أغراضها تنظر للمطبخ تودعه وكأنها تودع شخصًا تلتقط حقيبتها وسارت بخطى بطيئة تجر أقدامها شاردة
– أستنى عندك
وقفت أمام باب الشقة لتلف إليه تحدق بذلك المظروف الذي يمدّه إليها
– ده مرتبك ومكافأتك
تعلقت عيناها بالمال ورفعت عيناها إليه ثم عادت تنظر نحو المال مجددًا وقد وقف يُراقبها بعينيه
– ده كتير يا بيه
عادت تنظر نحو المال ثانيةً والكلمة التي اعتادت أن تسمعها على شاشة التلفاز ولم يعد أحد يخشاها
– هي الفلوس دية يا بيه تنفع تطلقني بيها من حسن
واقتربت منه تتوسله بعينيها قبل لسانها
– أنت مش محامى شاطر يا بيه وكل الناس بترفع قضاياها عندك
– أنتِ بتقولي إيه يا فتون
لم يستوعب ما نطقته فاليوم هو في حالة صدمه مما يسمعه ويراه منها.. بداية من حديثها معه وإتهامها له بأنه يشبههم.. لم تبكي كعادتها ولم تتوسله عندما أخبرها بنهاية خدمتها لديه.. وها هي تطلب منه أن يُطلقها
– لو الفلوس قليلة يا بيه.. أنا معايا حلق صغير ممكن أبيعه..
ووضعت يداها على قرطيها تُحاول أن تزيلهما وتترجاه
– لو معايا أكتر من كده كنت دفعت.. أه أه التليفون ده ممكن أبيعه
لم يتفوه بكلمة إنما وقف يُشاهد ما تفعله بصدمة.. هناك شىء قد حدث لخادمته الصغيرة
– انجدني منهم يا بيه.. وحياة أغلى حاجة عندك
والصدمة الجمت لسانه يُطالع كدمات ذراعيها وذلك الحرق الذي مازال له أثر على ساقها وباطن قدمها
ولم يكن يحتاج لسؤالها.. فكل شئ كان يخرج من بين شفتيها
حسن وفي النهاية صديقه الذي أراد إغتصابها
تجمدت عيناه عليها يقبض على كفيه بقوة يرمق مواضع الحرق والكدمات ونيران الغضب تشع من عينيه.. وسؤال واحد كان يتردد داخله “لهذه الدرجة قد وصل حسن لتلك البشاعة”
لملمت ما تبقى من كرمتها وعادت تلتف بجسدها نحو باب الشقة بعدما فهمت صمته… السيد سليم يرفض مساعدتها فمن هي حتى يتولى قضيتها إنها خادمة في بيته
وقفت في مكانها وقد تعلقت عيناها بعينيه بعدما فاق أخيرًا من شروده
– رايحة فين؟
– همشي يا بيه.. أنا بقيت عارفه مصيري خلاص.. اللي زي ملهوش حق يتكلم
وتلك النظرة التي أعطتها يومًا أملًا في الحياة عادت تستوطن عينيه.. تذكرت تلك اللحظة التي أنتشلها فيها من الأرض بعدما دفعها حسن
– روحي أغسلي وشك لحد ما أجهز
ودون أن يُعطيها إجابة أخرى كان يتحرك نحو غرفته يدور داخلها يحسم قراره سيطلقها من حسن سيمنحها تلك الحياة التي حلمت بها سيلا يومًا.
………
تعلقت عيناها بالطريق الذي تجتازه السيارة إنها تتذكر ذلك الطريق كما لو كانت مرت به لمرات عديدة
– إحنا رايحين هناك ليه يابيه
لم يجيب عليه إلا بتلك النظرة التي رمقها بها ثم عاد يُسلط عيناه نحو الطريق
– أنا هعمل إيه هناك يا سليم بيه
وأخيرًا أجابها بعدما زفر أنفاسه
– هتقعدي مع جدي هناك.. ولا عايزة ترجعي لحسن
– لا لا يا بيه.. يعني هطلقني من حسن يا بيه
عاد يرمقها وعقله يدور دون هوادة.. عاد لصمته يُكمل قيادته تنظر إليه من حينًا لأخر تسأل حالها لما عادت الطمأنينة إليها ثانية، لما صورته عادت كما كانت، لما تناست كل شىء وعادت تراه مُنقذها
……….
نظرت نحو باب غرفتها المُغلق..وقد جفت دموعها على خديها.. ناهد تنتظر إجابتها إما تختارها أو تختار سعادتها مع رسلان
وضعتها أمام أصعب خيارين رسلان قالها لها صراحة قرارها هو النهاية لكل شئ.. عادت دموعها تُغرق خديها لما أسعد اللحظات تحولت لأكثر اللحظات قاتمة على الروح
زفرت أنفاسها بصعوبة ومازالت عيناها عالقة نحو الباب
” لتختاري أمك اللي ربيتك أو تختاري حبك..”
” وجعتي أختك ودمرتيها عشان نفسك “
” رسلان لو مبقاش لأختك يبقى مش هيكون ليكِ..”
قاسية هي والدتها قاسية لدرجة إنها لم تعد ترى إنها إبنتها ك مها.. ماذا فعلت لتكرهها هكذا
– ليه كده يا ماما..ليه بتعملي فيا كده
أنفتح باب غرفتها فجأة لتُطالع والدها الذي وقف ينظر إليها بأعين حزينة يقترب منها ثم ضمها إليه
– أنا موافق يا ملك.. اتجوزي رسلان وأمشي من هنا وسافري معاه يا بنتي
ابتعدت عنه تنظر إليه على أمل أن تسمع موافقة والدتها
– وماما.. ماما موافقه
– ناهد بكرة قلبها يصفي وتنسى.. متضيعيش سعادتك عشان حد يا بنتي
– بس ديه ماما.. ازاي ؟
والحقيقة وقفت على طرفي شفتيه.. ناهد لم تنطقها رغم إنه كان يأمل ذلك وكان يتوقعه ولكنها ظلت صامتة
– ناهد …
ناهد التي وقفت تتنصت على حديثهم بعدما شعرت به ينهض من جوارها يُغادر غرفتهما بهدوء حتى لا تستيقظ.. تعلقت عيناها بالفراغ تُحدق في اللاشيء وصوت تلك الصديقة يتردد داخل أذنيها
” ده مبقاش شايف مراته ولا عياله.. بيقولوا إنها سحرته..”
وصدى الكلمة يتردد داخلها
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!