روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني عشر

رواية أولاد الجبالي البارت الثاني عشر

رواية أولاد الجبالي الحلقة الثانية عشر

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
ليس كل ما تحبه عزيز يسعدك، وليس كل ما تكره يحزنك، فالسكين رغم نعومتها تجرح، والدواء رغم مذاقه مرارته يشفيك يا عزيزي بإذن الله.
……..
طبع الله على قلب منصور فأصبح قلبه يتشح بالسواد ، لا يهمه أمر مخلوق ولا أيضا رب العباد ولم يرى إلى غايته الدنيئة فقط وأراد الزواج بنهلة رغم ما حدث .
وأدرك حمدان خطورة ما سيفعله منصور على حياته خاصة وشغلهم عامة ، وأن تلك الصغيرة التى أطاحت بعقله سوف تكون وبالا عليهم .
لذا أراد أن يفسد تلك الزيجة بإى شكل .
فطالع حمدان منصور بغضب مردفا بتروى …تعال بس يا منصور عايز أكلمك ضرورى .
منصور بنفور . ..مش وجته يا حمدان خلينى فى الهنا اللى انا فيه ده ، ده انا مصدجت ألاقى الفرحة اللى غابت عنى من سنين .
يااااه مش مصدق حالى والله .
فحرك حمدان رأسه بإستياء وحدث نفسه …هى دى فرحة دى بلوة واتحدفت علينا .
ثم حاول حمدان إقناعه بقوله ….يا منصور يا خويا الناس عتاكل وشك ، كيف يعنى ابنك مرمى فى المستشفى وانت بدل ما تكون حداه وجمبه ، إهنه جاعد وبتچوز كمان !!
فزفر منصور بغضب وأردف بصوت جهورى حاد …انا مهيمنيش حد واصل ، والكل تحت مداسى واللى يكلم انا ععرف كيف أحط بوجه چوا خشمه .
وبعد عنى يلا وبطل زن فى دماغى لإن مهما جولت هچوزها يعنى هچوزها ، فوفر كلامك عاد .
ثم حدث المأذون ..يلا يا مولانا ابتدى العقد .
فتلون وجه حمدان من الغضب وحدث نفسه …لا أكده الراچل لسع بچد ، ولزمن أفكر اعمل ايه بسرعة قبل ما يكتب كتابه عليها الحزينة دى .
فشرد حمدان فيما يجب عليه فعله لإنهاء ذلك الزواج بإى طريقة ، ثم أسرع إلى المطبخ حيث فهيمة .
ثم أشار إليها بيده …أنتِ يا بت تعالى عايز أجولك كلمتين بسرعة ..
فأسرعت إليه فهيمة مردفة بترقب ..خير يا سى حمدان .
نظر حمدان حوله ليتأكد أن لا أحد يسمعه ثم همس لها….يعنى يرضيكى اللى بيحوصل ده ؟
بت عيلة إكده تضحك على منصور وتخليه يچوزها .
وفى ليلة وضحاها تبجا هى سيدة الجصر دا وتحكم وتأمر فيه .
اطبقت فهيمة على شفتيها بغيظ مردفة …حظوظ بجا هنعمل ايه يا سى حمدان .
ده انا مفروسة فرسة ما يعمل بيها الا ربنا .
ومش خابرة البت دى سحرتله ولا ايه ؟
حمدان مؤكدا ….ايون اكيد سحراله ،مش دارية كيف نسى كل الناس عشان خاطرها حتى ولده اللى بيموت فى المستشفى.
حركت فهيمة شفتيها بتهكم مردفة . .. ايوا بس ، انا عهمل ايه بس ،؟
ده انا لو نطجت اى كلمة ممكن يطسنى عيار ، انت معترفهوش لما يغضب ، بينسى حتى اسمه .
زفر حمدان بضيق …خابر بس إستنى جوليلى….. البنات اللى عيشتغلوا معاكى عيجولوا ايه فى الچوازة الشوم دى ؟
صكت فهيمة على أسنانها بغيظ مردفة ….كلهم غيرانين وبيجولوا اشمعنة دى يعنى اللى اختارها عنينا !
وعايزين يكلوها بسنانهم وانا حيشاهم عشان ميجطعوش رزقهم .
حمدان بعين تنذر بالشر وكأن الشيطان قد تمثل به ….طيب إيه جولك بجا لو عرفت إتصرف ووجفت الچوازة دى .
اتسعت عين فهيمة مردفة بإندهاش ….ياريت بس كيف يعنى ، هو ده حد يقدر يوقف جصاده.
فحدثها حمدان بصوت خافت أشبه فحيح الأفعى …عجولك .
انا عايزك تنادوا على البت نهلة اللى ما تسمى دى بس بسرعة قبل ما الفاس تجع فى الرأس .
وترونها علجة موت بس تكتموا نفسها الاول عشان متصرخش .
وبعدين ترموها فى بدروم الجصر من غير وكل ولا شرب لغاية ما تفطس وتموت لحالها .
فشهقت حفيظة مردفة بذعر …يامرى ، تموت !!
حمدان بسخرية ….ايه صعبت عليكى ولا ايه عاد ؟
فهيمة بنفى ….لا بس ده لو سى منصور شم خبر هيفطسنا احنا ونروح فى خبر كان .
فأخرج لها حمدان فئة ألف جنيه وأردف بهمس…..متجلجيش من حاچة وانا هعرف كيف أتصرف معاه ومحدش عيدرى اصلا ولا عيحس بيها .
بس متنسوش الاول تعطلوا الكاميرات عشان لو حب يفرغها ويعرف ايه حوصل ؟
وانا عجول انها هربت ومهما يدور عليها مش عيلاجيها .
خطفت حفيظة من يده الفلوس مردفة …بس دول عيكفوا مين ولا مين يا سى حمدان ، ده احنا غلابة جوى .
حمدان …دول ليكى بس وليكى زيهم لما تعملى اللى جولتلك عليه والبنات كل وحدة ألف بردك .
فتنهدت حفيظة مردفة بخبث ..ماشى إن شاء الله ما نعدمها.
وحاضر عهعمل كل اللى جولته ، بدال عتقدر تصرف معاه .
أومىء حمدان برأسه متسائلا ….وهى فين دلوك ؟
عايزين نخلص جبل ما المأذون ينادى عليها توقع على العقد .
حركت حفيظة شفتيها بتهكم مردفة …طلعت جال يا خويا بعشا العرسان وزمنها نازلة .
أشار إليها حمدان بقوله …طيب هروح انا لمنصور .
واول ما تنزل نهلة ، تعملى نفسك عتنادى عليها والباجى أنتِ عرفاه.
حفيظة بفحيح الافعى …..تمام ، وكيلك ربنا وهى تستاهل مجصوفة الرجبة دى .
ثم خرج حمدان وطالع منصور التى كانت عينيه تلمع من الفرحة وهو يضع يده فى يد والد نهلة والماذون يملى عليه ما يقول وهو يردد ورائه .
ثم نزلت نهلة وصدرها يهبط ويعلو من شدة القلق وماذا سوف يحدث إن لم يفقد قدرته بعد منصور على المساس بها .
ثم وجدت من تشير إليها فتعجبت ، فأسرعت إليها فجذبتها فهيمة للداخل .
طالعتها نهلة بتعجب وأردفت بإستفهام ..فيه ايه يا خالة فهيمة ؟
فهيمة بخبث ..فيه أن عيناكى زاغت بزيادة على اللى عمرك ما كنتى تحلمى بيه يا بت ، وطمعتى فلى ملكيش فيه .
وحاسبة نفسك هتبجى هانم جال علينا .
لاااا يا اختى ، ده ولا عشتى ولا كنتى يا بت.
توترت نهلة وأردفت بعدم استيعاب ..جصدك ايه من الحديت الماسخ ده ؟
فضحكت فهيمة بسخرية …جصدى عتعرفيه دلوك.
يلى فكرتى نفسك انك هتبجى سيدة الجصر وعتمليهم علينا يا بنت الفجرى .
لا أنتِ أجل وحدة منينا وفى الأحسن منك إهنه.
فليه يختارك أنتِ بالذات منصور ويفضلك علينا .
فيكى ايه زيادة ؟ أنتِ اكيد سحراله يا بت مش إكده ؟
طالعتها نهلة بصدمة وأردفت بحنق …ايه اللى عتهببى تجوليه ده عاد !
سحر ايه وأبصر ايه ، كل الحكاية انى عحبه وهو عيحبنى .
مالك فيه أنتِ وهى ولا هو جر ونجر وخلاص .
ولعلمك انا بإشارة من يدى أطردكم كلكم بره ، بس انا لغاية دلوك ، عاملة على لقمة العيش اللى كلتها معاكم .
فوسعى أكده بجا ، عشان أروح لچوزى حبيبى .
فطالعتها حفيظة بغيظ وأردفت بتوعد ..مش عتلحجى يا روح امك .
يلا يا بنات ، وروها صوح مجامها اللى نسيته .
لتبدء حفيظة بكتم أنفاسها اولا ، فاتسعت حدقتى نهلة بذهول .
وحاولت الاستغاثة ولكنها لم تستطع .
ثم حاصرها البنات و انهالت عليها الضربات من كل صوب ، وهى تتألم بصمت ولسان حالها يردد …حسبنا الله ونعم الوكيل.
وأخذوا يسددون لها اللكمات فى كل أنحاء جسدها حتى أزرق لونه وسالت الدماء من وجهها البرىء ، حتى أغشى عليها .
ثم حملوا نحو بهو القصر ، وعلقوها أحد أعمدته ثم قيدوها بالحبال ولصقوا على فمها لاصق حتى لا تتفوه بأى صوت .
ووقفت أمامها حفيظة ثم بصقت على وجهها بغل وحسد مردفة بهدر …جال حبيبك جال .
يلا ابجى جابليه فى جهنم الحمرا بجا .
ثم انهالت عليها الشتائم و اللعنات من البنات الحاقدين عليها ، ثم تركوها معلقة هكذا بين الحياة والموت .
حفيظة بتجهم وشماتة …يلا بينا جبل ما حد يحس ، وخلوها إكده متعلجة لغاية ما تطلع روحها الخبيثة .
جال كانت قادرة تطردنا جال .
ثم ضحكت ضحكة شيطانية وخرجت مع البنات .
ثم من وراء الستار أشارت إلى حمدان ، أن كل شىء تم على ما يرام .
فابتسم بخبث ثم طالع منصور الذى بدء على وجهه القلق عند تأخر نهلة فى المجىء إليهم لإتمام العقد .
فأردف بقلق …هى فين عروستى الحلوة ؟
اتأخرت ليه إكده ؟
حمدان بخبث …مش خابر ، شكلها مكسوفة اياك .
إرتاب منصور بقوله ….يمكن ، بس ادخل إكده يا حمدان ، شوف حفيظة ، واسئلها هى فين ؟
وخليها تشيع لها جوام ، عشان نخلص بجا ونشوف حالنا ثم ابتسم بمكر .
طالعه حمدان بتهكم مردفا بتأنى … حاضر يا منصور بيه .
هدخل أشوف ايه الحكاية .
فولج للداخل بنبضات قلب متسارعة ، وقابل حفيظة لتؤكد عليه أن كل شىء تم على حسب ما أراد .
فأخرج لها باقى جزء من المال الذى وعدها به ، على وعد أنه سيأتيها بجزء آخر قريبا .
فأخذتها تلك الشيطانية بفرحة ثم أعطت جزء منها للبنات الذين كانوا فى قمة سعادتهم للتخلص من غريمتهم التى فضلها عليهم منصور وكانت كل واحدة منهم تتمنى أن تكون فى مكانها .
ثم خرج حمدان ورسم على وجهه بعض الحزن ، فطالعه منصور بشك وريبة مردفا …ايه يا حمدان مالك وشك متغير ؟
وجالت ايه البت حفيظة وفين عروستى الحلوة نهلة ؟
حمدان بتصنع الحزن ..مش خابر أجولك ايه يا واد عمى ، خايف تنصدم .
فوقف منصور مردفا بقلق …ما تنطق على طول وتجول حوصل إيه يا طور بسرعة ؟
حمدان بتلعثم ….حوصل أن البت نهلة فص ملح وداب ومش بينلها أثر فى الجصر كلاته .
ومحدش يعرف هى فين ؟
فتجمدت أطراف منصور وتلون وجهه مردفا بإستنكار …يعنى ايه حديتك الماسخ ده ، يستحيل ده يحصل ، هى فوضى ولا ايه ؟
كيف يعنى مش بينلها اثر ، متوكد إنكم دورتم عليها فى كل حتة فى الجصر .
حمدان ..ايوه يا منصور بيه .
انا مجتش عنديك غير لما خليتهم يدوروا عليها فى كل شبر فى الجصر.
ثم لاعب حمدان خصلات شعره مردفا بتردد ..يمكن تكون كانت خايفة من الچواز وهربت ولا يكون حد خطفها يا منصور ، ما انت خابر عدوينك كتير .
فصرخ منصور فى كل الحرس …كل يچى اهنه جدامى .
ففزع كل من فى القصر وتجمعوا حوله .
فهدر فيهم بصوته العالى “”
جدامكم ساعة زمن واحدة ،تيجولى بيها إهنه جدامى وتعرفوا كانت فين وهى هربت ولا حد فعلا خطفها ؟
ولو محصلش اللى جولت عليه ده ، هتبجا أمه داعية عليه وده آخر يوم هيكون فى عمره .
وهفرغ فيكم أنتم الرصاص ومش هيكون ليكم عندى دية يا بهايم ، لما تتخطف بينكم وانتم أكده تيران على الفاضى .
وفرغوا الكاميرات وشوفوا آخر وقت هى كانت فين ومشيت كيف ولا حوصل إيه بسرعة ؟
فقال أحدهم …امرك يا منصور بيه .
إن شاءالله جبل الساعة دى عتكون عنديك .
منصور بحنق ..لما أشوف .
ثم أردف ..انا طالع فوج ، استريح شوى جبل ما يچرالى حاچة ، بس مش هنام جبل ما أشوفها بعينيا التنين .
ثم أشار المأذون مردفا …وانت روح يا سيدنا الشيخ وهبعتلك تانى لما تيچى .
المأذون …تمام يا منصور بيه ، تحت امرك أى وقت وربنا يعينك على ما صابك وتلاجى عروستك .
فتمتم منصور بإنكسار ….يارب ، عشان دى كانت عتكون كل حياتى.
وأول وحدة كنت اشوف فى عينيها أنها عتحبنى عشان أنا منصور وبس.
مش عشان أنا منصور الچبالى.
ولأول مرة فى حياته لمعت عينيه بالدموع ولكنه تماسك ، وأسرع إلى غرفته كى لا يشعر أحدا بضعفه .
فابتسم حمدان بسخرية لما رآه فى عينيه من ضعف وحزن وحدث نفسه …معلش تعيش وتاخد غيرها يا منصور .
جال حب وعشج وكلام فارغ جال .
هى الرچالة إكده برده ، بلا جلة جيمة.
ثم ذهب مع الرجال لمراجعة شريط الفيديو خوفا من تلك اللحظة التى أخرج بها المال لحفيظة مع أنه فى ذلك الوقت تأكد أنه ابتعد عنها كى لا يظهر بها .
وبالفعل خلى الشريط من تلك اللحظة فاتنهد بإرتياح .
ثم قال أحدهم …فيه وقت فاضى بين آخر لقطة للبت نهلة ووقت ما أنت طلعت يا حمدان بيه وجولت البت مش موچودة.
وقت تجريبا ربع ساعة إكده
وأكيد الربع ساعة دى اللى تم فيها الخطف ، لأنها لو هربت مكنتش عتعرف تطفى الكاميرات .
توتر حمدان قليلا بقوله ..يمكن .
ثم تابع ”
والعمل دلوك ؟ جبل ما تخلص الساعة ومنصور يجلب عليها واطيها فوق دماغنا كلاتنا .
أحد الرجال …مش خابر بس اللى عنهمله ، هنطلع كلاتنا نفتش عليها فى كل الطرق ، إن شاءالله ندخل كمان كل بيت نفتش فيه عليها .
ونسئل إن كان حد لمحها هنا ولا إهنه وربك يسهل ونلاجيها ونعدى الليلة دى على خير .
دى اصلا ليلة غابرة من أولها وكان هيروح فيها زينة الرجال كلاتهم براء ربنا يسلمه من كل شر .
ثم انطلقوا بعدها يفتشون فى كل مكان وما تركوا مكان فى الكفر الا دخلوه عنوة وفتشوا به ،حتى آثاروا الرعب فى كل أنحاء الكفر .
وبعد عناء ساعتين لم يجدوا لها أثر ولم يلمحها أحدا .
زفر أحدهم بضيق قائلا ..وبعدين راحت فين مجصوفة الرجبة دى ،وياترى مين قدر يعملها ويخطفها ويتخطى جسر منصور الچبالى .
وهنعمل ايه دلوك ونروح نقوله ايه ؟
والله خايف يطس حد فينا عيار .
وبينما هم يبحثون ،كان هو فى غرفته يصيبه الحزن والهم على فراق صغيرته ومعشوقته نهلة .
فأخذ يدور حول نفسه فى الغرفة مردفا بحزن ….يا ترى وينك يا بت نهلة ؟
معجول إكده ، فى اللحظة اللى كنتى قربتى تكونى بين ايديا وأشبع منيكى ، تروحى منى كده فجأة .
بس لو أعرف مين الل عملها ، والله اخليه يندم أنه اتولد
عشان حرمنى منيكى .
اه يا غلبى ، وانا مصدجت أن خلاص الدنيا عتبتسملى .
صوح عندى كل حاجة من مال لهيبة لمركز لناس يتمنولى الرضا لكن چوه نفوسهم كره ليا وبيعملوا أكده عشان خايفين منى .
لكن معاكى أنتِ شوفت الهنا والحب .
يا ترى روحتى فين يا بت ؟
ثم طالعت عينه ما على المائدة من طعام شهى ، تفوح رائحته .
فأقترب منه بلهفة وابتسم رغم حزنه …ده اكيد عمايل يدك الحلوة يا نهلة ، دى كانت هتبجا ليلة فل .
بس يا خسارة ، يارب ترچعى ليا بالسلامة يا جلبى .
وانا عجعد كده ألقط كام لجمة عشان هموت من الچوع ولما ترچعى نكمل سوا .
فجلس بالفعل والتهم العديد من تلك الأصنفة الشهية مرددا …والله تسلم يدك الحلوة يا بت .
وطبعا بردك مهتنسيش كوباية اللبن عشان صحتى ، انا عشربها كلاتها عشان لما تاجى تلاجينى بصحة واعرة وأحلى بيكى يا مهلبية .
ثم أرتشف كوب اللبن عن أكمله .
ليتثاؤب بعدما شربه ، فحدث نفسه ….وبعدين ده انا شكل النوم عيكبس عليا ..
لما أمدد إكده شوية ، ويارب أفتح عينيه ألاجيها جمبى .
وتشوف عينيه عيونها اللى عتشع حب .
ليرتمى بنفسه على الفراش غائصا فى نوم عميق .
أحد رجال حمدان …مهو لازمن نجوله الحقيقة أننا ملنقهاش ولا نعرف ايه حوصل.
وانا خابره هيهوش بس وعيتصب لكن مش لدرجة يعنى يموت حد ، هو مش هيريد شوشورة ، فمتخفوش عاد .
يلا بينا نعاود ونشوفه ونجوله.
فعادوا جميعا للقصر فلم يجدوه ، وتحدثوا مع فهيمة ، لتخبرهم أنه قد خلد للنوم .
فحمدوا الله ، وذهب كلا منهم إلى بيته ليستريح قبل أن يعاود منصور فى الصباح توبيخهم .
………
استطاع الأطباء أخراج رصاصة براء بأعجوبة ، وحمدوا الله على ذلك .
ثم ضمدوا جرحه وأغلقوه بخطوط تجميلية .
ولكن بسبب فقده كثيرا من الدم ، احتاجوا إلى متبرعا بالدم وكان فصيلته A
فطالعم باسم بخيبة أمل مردفا بحزن …للأسف انا وبانة أخته فصيلتنا B .
ثم تابع .
هخرج كده أسئل مرته يمكن تكون فصيلتها زيه .
فخرج باسم ،فأسرعوا إليه ليطمئنوا على حاله .
زاد بعيون ذابلة من كثرة الدموع …ها طمنى يا باسم ، كيف حاله ومتكدبش عليا ؟
طمئنها باسم بقوله ….اطمنى عاد يا زاد بس هو محتاج دم ضرورى وللأسف انا وبانة مختلفين عنه ، عشان كده اطلعت اسئلك على فصيلتك أنتِ يمكن تكونى زييه ؟.
فأردفت زاد . ..A.
فابتسم باسم مردفا ..سبحان الله ، وهو إكده.
طيب عندك استعداد تتبرعى ليه ولا هفتانة ومتجدريش .
أخرج اشوف ليه اى مستشفى بيها فصيلته ولا متبرع .
ابتسمت زاد مردفة بحب ..انت عتجول ايه يا باسم ، ده لو عندى اخر جطرة دم ، هداله ، المهم يعيش هو .
فطالعها باسم متعجبا وأردف بتسائل …أنتِ عتحبيه يا زاد صوح ولا عشان بس ولد خالك ؟
فدمعت عينيها زاد وأفترشت بنظرها الأرض ، فأيقن باسم أنها تحبه بالفعل فحدثها بحزن ….الله يألف بين قلوبكم يا غالية .
ثم تابع بقوله ..طيب تعالى معايا عشان تتبرعى .
زاد …يلا بينا .
ولكن أوقفته بانة متسائلة بقلق …بچد يعنى يا باسم ،هيجوم بالسلامة وهيجا زين صوح ؟
اومىء باسم برأسه …..ايوه ،جولى يارب بس .
بانة ..يارب .
جابر …الله يعافيه ويحفظه.
باسم …يارب .
ثم ولج للداخل وتبعته زاد للتبرع بدمها ولو أراد حياتها كلها ، لوهبته نفسها بنفس راضية .
تحاشت بانة النظر إلى جابر الذى لم يتوقف عن النظر إليها ، بعد أن أصبحت حلاله .
يتأمل وجهها بدقة وكأنه يدرس ملامحها جيدا ، كى يحفرها فى ذاكرته ، ليتذكرها عندما تغيب عن عينيه .
ياقاضى الحب هذه حبيبتي
حبيبتى ومولاتى وحروفى وأسطورتى
طال أنتظارى له وأشتياقى لعيناها يمزق مابداخلى
أنتظرت دوما رؤياها وطال صبرى لنداه
وقلبى يراودنى بالخيال لحنين يداه
ياقاضى الحب هذه قصتى
كانت عين جابر تشع قلوبا حمراء ، وانتشر فى جسده هرمون السعادة ، غير متخيل بالفعل أنه يقف أمامها ويطالعها بشغف ،فهى بالفعل أصبحت زوجته .
فحمد الله تعالى على استجابة دعواته اللى طالما دعا لها وخصوصا فى چوف الليل أن تكون حلاله ،ولكن كان هناك سؤال يشغل باله دوما …هل تكن له نفس المشاعر أو حتى بعضها ، فالبعض يكفيه ويزيد ، فالمهم أن تشعر به .
حمحم جابر بكلمات يريد أن ينطقها ولكن الحرج والخوف من صده يجعله كلما أراد التفوه بما يريد صمت مرة أخرى.
ولكن بانة أحست أنه يريد قول شىء ولكنه محرج ، فطالعته متعجبة بقولها …عايز تجول حاچة يا چابر ؟
فنظر لعينيها بشوق مردفا بحب …تعرفى انت أول مرة اخد بالى من لون عينيكى اللى بلون البندق دى .
چميلة جوى جوى ، ومش بس عينيكى ، أنتِ كلك حلم جميل ياما تمنيته يا بانة ،ومش مصدج نفسى ، انا واجف جدامك وهجولك الكلام ده .
طالعته بانة بصدمة وأردفت بتساؤل …انت عتجولى انا الكلام ده !
عتغازلنى إياك !
جابر …ايه هغازلك يا بانة ،مش بجيتى مرتى حلالى .
بانة ببعض التهكم أردفت بسخرية ..مرتك إكده حتة واحدة !
مش بدرى على الكلام ده ، انت لساك ما تعرفى ولا انا اعرفك يا جابر .
تلون وجه جابر بالحمرة من الحرج بعد أن أزعجه طريقة حديث بانة له .
وألم ذلك قلبه ولكنه لم يظهر ذلك وآثر أن تعرفه عن قرب أكثر ربما تعشقه فى يوم مثلما هو يعشقها .
فطالعها بحب مردفا ..بس انا أعرفك من زمان جوى ، ثم أشار بيده مردفا ..من وأنتِ كنتى جد اكده .
صغيرة لسه بضفرتين ،ومن يوم ما لمحتك وجلبى دق ليكى يا بانة .
اندهشت بانة من حديثه الذى لعب بأوتار قلبها ولكنها تكابرت ، فهو مازال ليس الذى كانت تتمناه زوجا لها .
وتشعر معه بالنقص وتظن أنها كانت من المفروض أن تحظى بخير منه .
فحمحمت بانة بحرج مردفة … أظن الحديث ده سابج لأوانه يا جابر ، ده غير الظروف اللى احنا فيه دى .
يكفى بس كلام وخلينا ندعى اخويا يجوم بالسلامة ،أرجوك ، عشان جلبى مش متحمل.
ثم دمعت عينيها ، فانتفض قلب جابر وود أن يضمها إليه ليخفف عنها ما تعانيه ولكن ليس عليه الآن سوى الاستجابة لما طلبت .
فدعا له ..اللهم انت الشافى أشفى براء شفاءا لا يغادره سقم وأتمم عليه عافيتك ، انك ولى ذلك والقادر عليه .
فآمنت بانة على دعاؤه مردفة ..آمين .
……….
نعود لما حدث فى الماضى .
حيث حكمت والدة إلهام ،أخذت تبكى بحسرة وإنكسار مردفة …وعنجول ايه دلوك لمحفوظ ؟
وعيرضى يا بتى ياخدك معيوبة إكده ؟
بكت إلهام مردفة بنحيب ….منصور جال عيخليه يچوزنى ياما .
يعنى غصبا عنيه مش بكيفه كيف الأول عشان عيحبنى .
لكن دلوك عيچوزنى وهو عينيه مكسورة ومطاطى رأسه جدام منصور .
وخابرة يعنى ايه راچل ياما يكون عينيه مكسورة وهو شايف جدام عينيه فى الريحة والچاية الراچل اللى خد شرف مرته جبليه ومش جادر حتى ياخد بتاره منيه ولا حتى يرفع عينيه فى عينه .
حركت حكمت رأسها بآسى ثم جلست فى الأرض ونكست رأسها بخزى وأخذت بكلتا يديها التراب وتضعه على رأسها وهى تنوح …يا مرك يا حكمت ، خلاص انتهيتى وراحت الفرحة والبسمة منك ومن بتك طول عمرها .
ثم طالعت ابنتها بحزن مردفة بغصة مريرة .. محفوظ إكده عيسود عيشتك يا إلهام ، وهيعيرك فى الرايحة والچاية ، وساعتها مش هتقدرى تكلمى معاه وهتحطى البولغة فى خشمك .
وعتتحملى المرار كلاته لغاية ما يأذن ربنا ويطفى النار اللى فى جلبه ، دى لو انطفت من أساسه .
فبكت إلهام بهيسترية .
أما إسماعيل فكان يدور بعينيه تارة لإبنته التى تبكى ، وتارة إلى زوجته والنار التى يراها تنهش فى قلبها .
فثار بحنق …لا مش جادر أتفرج عليكم إكده واسكت
لزمن اخد بتارى منيه ولو كلفنى حياتى .
مهو كده كده انا موت خلاص .
ثم أتحرك نحو أحد الأركان والتقط فأسه وهدر بقوله …انا چيلك يا منصور يا جبالى .
فصرخت إلهام ..لا يا بوى ، كفاية اللى حوصلى أنى ، مش عجدر أتحمل حاچة فيك انت وعموت بعدك يا بوى .
تنهد إسماعيل وكأن فى جوفه نار مردفا …وانا مش جادر أنضركم إكده واسكت ، لزمن أروحله .
وبالفعل خطى خطواته للخارج ، فأسرعت له حكمت وامسكته من تلابيب عبائته مردفة بإسترجاء ….لا يا خوى ، بلاش .
احنا منجدرش نعيش من غيرك .
وكل امرك لربنا وهو وحده القادر عليه ومش عيسبه واصل ، انا متوكدة ، لكن ابعد عن شره ،أرجوك .
ولكن إسماعيل لم يستمع لها ، ونزع يدها عنه بقوة ألمتها ، ثم شد بيده على الفأس وخرج سريعا متوعدا منصور .
وترك حكمت وإلهام فى حالة هيستيرية ولم يكفا عن الصراخ .
…….
لم تجف دموع ملك طوال الليل على وسادتها كلما تصورت باسم مع غيرها .
وشعرت بالنار تسرى فى دماؤها .
فأخذت تردد …يارب هون ، يارب هون .
يارب انا راضية بكل اللى تكتبه عليا ، بس انا نفس ضعيفة ، فارزقنى الصبر من عندك يا كريم .
أما قمر فكانت على النقيض ، كانت على فراشها تبتسم ، تتخيل موعدها مع حبيب القلب ( حمدى ) فى شقتها كيف سيكون ؟
هل سيضمها لتروى عطش قلبها بين أحضانه .
ولكنها عاتبت نفسها مردفة …ايه اللى عتجوليه ده ؟
إكده عيب ، لا يمكن يلمسنى .
هو هيجى وهنجعد نتكلم بس لكن مش اكتر من إكده .
مينفعش انا بردك ست متچوزة ولازم يعلم ده كويس ، عشان يعرف انى غالية ومش هيطولنى غير لما يچوزنى بعد ما أطلق من براء أو يروح فيها براء ويموت أحسن ويخلصنى بدرى بدرى .
فكيف إذا سيكون اللقاء بينهم ؟
وما مصير نهلة ، هل تستحق هذا العقاب الشديد ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى