Uncategorized

رواية الثائر الحلقة الحادية والعشرون 21 بقلم نور زيزو

 رواية الثائر الحلقة الحادية والعشرون 21 بقلم نور زيزو

رواية الثائر الحلقة الحادية والعشرون 21 بقلم نور زيزو

رواية الثائر الحلقة الحادية والعشرون 21 بقلم نور زيزو

             ____ بعنـــــوان ” ضعــف القلــــب ” ____
اقترب “قاسم” نحوها بتردد شديد وقال:-
– أنتِ عاودتى ميتى؟ 
مسحت فم طفلتها بمنديل ورقى بلطف وهى تقول ببرود:-
– الفجر ومحبتش أزعاجك من نومك 
جلست على المقعد بجوارها ويرمقها بشوق وحنان، مُشتاق لهذه الفتاة التى هربت وحرمته من معرفة أخبارها أو سماع صوتها ليطمئن عليها، تركته للقلق والخوف عليها فقط،  سألها بفضول:-
– كُنتِ فين؟ عيشتى كيف؟ 
نظرت له بهدوء ثم لزوجته التى تقف خلفه بهدوء لم تجرأ على مُخاطبتها رغم أنها ذات يوم كانت أقرب لها من روحها وأنفاسها، قالت “قُدس” بعفوية:-
– كنت مكان ما كنت يا قاسم أنا طول عمرى بعيدة وواخدة على الغربة مش جديدة 
شفق على حال أخته مُنذ صغرها وهى تتغرب وتبقى بعيدة عن أهلها وأرضها فأخذ يدها بين كفيه وقال بحب:-
– أنتِ زينة؟؟ 
– زينة يا قاسم، قول لمراتك تقعد بدل ما هى مبحلقة فينا كدة أو قولها تروح تبلغ أخوها بالأخبار الجديدة 
قالتها ببرود شديد لتتحدث “زهرة” بشجاعة مُدافعة عن نفسها بعد أن جذبت المقعد بيدها وجلست:-
– لا يا قُدس أنا مش جاسوسة أو خاينة ولا حتى بطلع سر بيتى برا،  أنا أن كنت غلطت زمان فأنا عملت كدة عشان كنتِ هتأذى نفسك وتعملى حاجة حرام ومن واجب الصداقة والعشرة تحتم عليا أعمل اللى عملته 
رفعت “قُدس” حاجبيها لها ببرود وقالت:-
– وكسبتى ايه من واجب الصداقة؟  الصداقة فضلت… 
قطعهم صوت طفولى بريء وناعم حيث قالت “عهد”:-
– مامى.. 
نظرت “قُدس” لها وهكذا “قاسم” و “زهرة”  وكأنهما انتبوا لوجود هذا الطفلة، تابعت “عهد” :-
– مامى عاوزة بطاطس 
قدمت “قُدس” الطبق من طفلتها لتُقف “زهرة”  بأستياء وقالت:-
– كسبت عهد يا قُدس…  
وقفت “قُدس” بغضب لتقول بحدة:-
– لا يا زهرة هانم، عهد موجودة لأن أنا اللى رفضت مش بسبب حبة الشجاعة اللى خدتيها وروحت لاخوكى، أنتِ بس كنتِ عاوزة سبب يقربك من اخوكى وترجعى الود بينكم.. ماهو أخيرًا لاقيتلك أهل لازم تمسكى فيهم وتبيعى الكل حتى صاحبتك اللى لحم كتافك من خيرها… 
أتسعت عينى “زهرة” بصدمة من هذا الحديث وكل كلمة به بمثابة السكين الذي يغرس فى قلبها وجسدها،  تؤلمها “قُدس” بقسوة الحديث وكأنها تتعمد أن توجعها كما تعيش هى فى وجع الفراق، أردفت “زهرة” بعيون باكية :-
– الله يسامحك يا قُدس 
صعدت لغرفتها مُكسورة وقسوة الحديث يتنهك روحها، وقف “قاسم” وقال:-
– بتعايرها يا قُدس!!  ، بتعايرى مرتى جدامى…. 
قطعته بحدة مُتجاهلة حديثه:-
– قومى يا عهد أغسلى ايدك 
ذهبت طفلتها للداخل ركضًا وكادت “قُدس” ان ترحل ليستوقفها “قاسم” حين مسك معصمها يمنعها من الرحيل لتنظر له بجدية وصمت مُنتظرة حديثه فقال بتحذير :-
– مالكيش صالح بزهرة يا قُدس وأوعاكِ توجعيها بحديدك الماسخ دا 
نزعت “قُدس” معصمها من يده وتنهدت بأغتياظ حاد ثم قالت:-
– ابعدها عن وشي لو خايف على وجعها أوى كدة، لكن أن انا أمشي وأسيب بيت أبويا مستحيل…
قطعت حديثها بغرور ورمقته هذه النظرة هادئة ثم قال بنبرة ساخرة تُثير غضبه باستفزاز :- 
– اه قصدى بيتى،  معقول اسيب بيتى لأجل سواد عيون مراتك برضو 
أعطته ظرف مغلق ورحلت، فتح الظرف بفضول ليرى نسخة من أوراق الوصية وقد اقتسم والده الأملاك بينه وبين “قُدس” بالنصف تمامًا، وضع الأوراق على السفرة…. 
             _______________________________
                  ★★ منــــزل العطـــــار ★★
أستيقظ “ثائر” بأرق شديد ليشعر بثُقل على كتفه ودفء شديد وقبل أن يستوعب ما يشعر به أتاه صوتها وهى تجلس خلفه وتتكيء بجسدها على ظهره ورأسها على كتفه:-
– صباحك فل 
أعتدل فى جلسته بذهول وهو يقول:-
– أيه اللى جابك أهنا؟؟ متعبتيش
تبسمت له بُحب ثم قالت:-
– كنت هموت وأشوفك وأنت نايم،  بتبجى كيف الجمر يا ثائر 
قالتها وهى تضع يدها على صدره بدلالية فنظر لها بأغتياظ وقال:-
– أنا تعبت من كتر ما أنتِ معندكيش دم 
أبعد يدها عنه بقوة فنظرت ليدها بحزن ثم أردفت بضيق :-
– معنديش دم ليه بطلب حاجة حرام،  أنت جوزى وأنا من حجى أشوفك وأتحدد وياك وتاخدنى فى حضنك، من حجى كل حاجة فيك..  أنت حجى يا ثائر مبطلبش حاجة حرام ولا حاجة تغضب ربنا 
– جوزك بالغصب ولا نسيت أنى اتجوزتك غصب 
قالها بأنفعال وشجن لتجيبه سريعًا بحسم وقوى:-
-وأتجوزت قُدس كمان غصب،  ليه سمحتها تدخل قلبك وتحبل منك وتحبها ليه سمحتلها وحللت ليها كل حاجة وأنت متجوزها غصب وحرمت عليا أنا كل حاجة بحجة انك أتجوزتنى غصب…  ليه اديتها الفرصة وحرمتنى أنا منها، أدينى فرصة يمكن تقدر تحبنى أنا مبطلبش الحرام يا ثائر أنا بطلب الحلال اللى ربنا أديهولى 
كانت تتحدث فى البداية بغضب حتى تحول غضبها لبكاء شديد وحسرة على حالها،  تأفف بضيق ثم أربت على كتفها بلطف وقال بهدوء :-
– الفرج أن قُدس دخلت حياتى وجلبى فاضى أنما أنتِ دخلتى حياتى وقُدس فى جلبى 
دمعت عينيها بحزن شديد ثم قالت بمكر النساء:-
– أنا بكرهك يا ثائر وبكره قُدس ولو شوفتها أحتمال أجتلها عشان هى سبب كل الوجع اللى بتوجعهولى وكل كلمة كسرتنى بيها بسببها هى…  بكرهها يا ثائر 
فرت هاربة من مكانها أمامه إلى غرفتها المجاورة باكية بقلب مكسور وروح مُنهك ، فقد نفذ صبرها وأنتظارها له ، سنوات يقهرها بكلماته ويجرحها بأفعاله وأشمئزازه منها الدائم …
             ____________________________
كانت “أصالة” تتحدث بالهاتف مع “زهرة” بغضب وانفعال شديد :-
– معرفش يا زهرة معاودش البيت بجاله يومين .. أنا خايفة يكون أتجوز عليه 
– لو عملها تستاهلى بصراحة ، أنتِ مبتسمعيش الكلام ، كتر خير الراجل أنه مستحملك ٥ سنين أصلاً ، أنتِ تستاهلى أنه يتجوز عليكى ولو معملهاش أنا اللى هجبله عروسة 
أغلقت الهاتف معها وجلست تفكر فى حديثهما ، هل تزوج من أخرى فأين ذهب ذاك العشق الذي تحدث عنه ، إين كل ذاك العشق الموجود بقلبه ، وقفت تنتظره بالشرفة وبعد مرور ساعة جاءت سيارته فركضت للداخل تخفى شوقها وغيرتها عنه …
دلف “أدهم” لغرفته وكانت “أصالة” جالسة على الأريكة وتمسك هاتفها فى يدها ، نظرت له بلا مبالاة ثم عادت بنظرها إلى الهاتف ، تبسم بلطف ونزع عمته ووشاحه ثم وضعهم على الفراش وذهب نحوها ، تأملها وهو يجلس بجوارها مُرتدية بيجامة قطنية بنصف كم وشعرها مسدول على ظهرها ومرفوع من الجانبين فقالت :-
– عاوز تجول حاجة ؟؟
أخرج من جيبه شيكولاته كبيرة الحجم ثم قال :-
– اتوحشتك اليومين دول 
نظرت للشيكولاته ثم إليه قالت بهدوء تخفى خلفه غيرتها :-
– كنت فين ؟ أنت أتجوزت عليا يا أدهم 
قهقه ضاحكًا فغيرتها التى حاولت جاهدة أخفاءها ظهرت فى سؤالها ، اجابها بحنو شديد :-
– طب مش أتجوزك أنتِ الأول وبعدين أبجى أفكر أتجوز عليكى 
خجلت من حديثه وتحاشت النظر له بحياء ثم قالت :-
– أومال كنت فين بجالك يومين ؟؟
– كنت فى مصر برجع مرت أخوكى عشان تغفرى ليا وتفتحيلى جلبك 
أتسعت عينيها على مصراعيها بدهشة وسألته بلهفة :-
– قُدس عاودت ؟! ، جولى أنك رجعتها 
أومأ لها بنعم لتعانقه بسعادة مُتشبثة بعنقه ، صُدم من فعلتها وتسارعت نبضات قلبه بجنون وصوت أنفاسه يعلو شيء فشيء ليرفع يديه ببطيء ويطوقها بحب ولهيب شوقه إليها بدأ فى الهجوم على قلبه ، شعرت بيديه يطوقها لتخجل من فعلته رغم أنها شعرت بدقات قلبها تتراقص بين ضلوعها ، أبتعدت عنه بخجل شديد لتتقابل عينيهما معًا فى وهلة من الصمت رغم أن أعُينهم لم تكف عن الحديث ، كانت “أصالة” غائبة بين نظراته وتشعر بيديه يزحف على ساعدها حتى وصلت إلى كفيها وتشابكت اصابعهم معًا فى حب ودفء ، اقترب “أدهم” نحوها بهدوء وصمت لتخجل بتوتر من قُربه ، كاد أن ينال قبلته منها لكنها فرت هاربة من أمامه مُسرعة وتقول بأرتباك :-
– أنا لازم أجول لثائر ان قُدس رجعت 
أغتاظ من هروبها فى هذه الوهلة الرومانسية فعض شفتيه بضيق ودلف للمرحاض غاضبًا ….
             ____________________________
               ★★ منــزل النـــابــلسي ★★
– مامى !!
قالتها “عهد” وهى واقفة فوق الأريكة و”قُدس” تبدل ملابس صغيرتها ، نظرت “قُدس” لها بعفوية وقالت :-
– نعم 
– مين عمه اللى تحت دا ؟
تبسمت “قُدس” بحب شديد وقالت :-
– دا خاله قاسم 
– طب والست 
أجابتها “قُدس” ببرود شديد :-
– مرت خاله 
خرجت “قُدس” من الغرفة بصحبة طفلتها فركضت “عهد” إلى غرفتها ونزلت “قُدس” للأسفل لتُدهش بوجوده واقفًا فى ساحة المنزل ، رمقته بلهفة وغضب ممزوج بشوق وحب ، رأها “ثائر” بعد سنوات من هروبها وقلبه على وشك الأنفجار من شدة ضرباته وقشعريرة جسده تسير فى أطراف جسده ، أراد سرقتها وضمها لصدره حتى يهدأ من روعة قلبه ويطمئنه على محبوبته، نظراتها له كانت تحمل الغضب والشوق معه قطع نظراتهما صوت “زهرة” تقول بتعجب :-
– ثائر بتعمل أيه هنا ؟؟
أشاحت “قُدس” نظرها بعيدًا عنه وتحدق بـ “زهرة” ثم قالت بضيق :-
– مش قولتلك يا قاسم مراتك هتجرى تنشر الخبر مصدقتنيش 
صرخت “زهرة” بانفعال لتقول :-
– أنا مقولتش حاجة يا قُدس ، قولتلك أنى مش جاسوسة عليكى 
– تعرفى تسكتى ومتكلميش معايا أنا مش طايقة أسمع صوتك ولا اشوفك ، أنتِ واحدة زبالة بتاعت مصلحتك بس 
قالتها “قُدس” بغضب ناري ، تأففت “زهرة” بضيق شديد ونظرت لزوجها بضيق ، قطعهم صوت “عهد” وهى تنزل الدرج تبكى من صوت شجارهم وتحتضن فى يدها دمية صغيرة ، أحتضنت والدتها بخوف ليراها “ثائر” بصدمة قاتلة هذه هى طفلته التى كانت تهدده بقتلها ، أنجبت طفلته فهى ما زالت زوجته ولم يطلقها بعد ، جثو على ركبتيه بحنان وحب شديد ثم مسك يد طفلته وقال :-
– تعالى 
أقتربت الطفلة منه ببسمة مُشرقة وبراءة ساذجة مسكت وجهه بحب ثم قالت :-
– أنت بابى ؟! مامى ورتنى صورتك 
أومأ لها بنعم لتتأفف “قُدس” بضيق فأحتضنها بحب لتعانقها هى الأخر بدلالية وبراءة فهى لم تفهم شيء عن صراعهم وحربهم ، لم تعرف شيء عن الدماء التى تسيل بينهم ، ما زالت بريئة وجميلة تملك الحب وتعرف الدلال فقط ، غارت “قُدس” من هذا العناق حيث يعانق طفلته ويتركها هى لم يتجرأ عن التفوه بكلمة واحدة معها ويقال عنها محبوبته ، جذبت طفلتها منه بغيرة امراة عاشقة ثم سألته :-
– أنت عاوز أيه ؟؟
– ممكن أتكلم وياكى هبابة 
نظرت للجهة الأخرى بضيق شديد وقالت :-
– لا مش عاوزة أتكلم معاك ولا أشوفك 
– معلش استحملينى هبابة هم كلمتين 
خرجت معه للحديقة ووقفت منتظرة أن يتحدث لتُصدم حين عانقها بقوة وكاد أن يكسر عظامها بين ذراعيه ، حلقت ذراعيها فى الهواء بصدمة وأرتباك من فعلته ليزيد ربكتها حيث سمعته يهمس فى أذنيها بحب ونبرة دافئة :-
– أتوحشتك 
– بعد كل دا لسه مفهمتش يا ثائر 
أبتعد عنه بهدوء ونظرت لملامحه ثم قالت :-
– معقول لسه مفهمتش أن إحنا زى المشرق والمغرب مالناش لقاء ، إحنا يا ثائر مالناش غير الفراق 
– قُدس أنا بحبك 
تحدثت بجدية وغضب قاتل :-
– حتى لو بينا حُب برضو مالناش لقاء ولا هيجمعنا حاجة غير الوجع والفراق ، لا أنا هعرف أغفر اللى عملته ولا أنت هتعرف تشوفنى غير خاينة 
– أنتِ أشرف واحدة يا قُدس وأنا كنت غبى لما جولت أكدة عنك وطالب السماح 
نكزته بأصبع فوق صدره وقالت بضيق :-
– حتى لو .. أنا مش هعرف أغفر أنك أتجوزت عليا ، أنت اللى قبلت تدخل غيرى حياتك جاى ليه دلوقت 
مسكها من ذراعيها بأصرار وقال :-
– كُنت مجبور والله كنت مجبور 
نفضت ذراعيها منه بأختناق وقالت بانفعال:-
– أبعد عنى يا ثائر ، مالكش دعوة بيا  ولا هترتاح لما أهرب تانى 
– لا بالله عليكى ما تمشي ، خليكى أهنا على الأقل هعرف أطمن عليكى  وأشوفك حتى لو من بعيد 
حدقت به بحزن غصب عنها وضد رغبتها تشتاقه بجنون ، شوق سنوات يشتعل بداخلها وقلبها على وشك الأنهيار وهى تراه أمامها لكن تمنع نفسها عنه وعن الصفح له ، كاد ان يمر من جانبها لتدمع عينيها وهى تمسك يده بضعف ، نظر ليدها بدهشة ثم لها ليرى دمعتها على وجنتها فتقول بلهجة واهنة :-
– أى ذنب أقترفته لتكون أبتلائى يا ثائر ، أيه الجريمة اللى عملتها عشان تكون عقابى وقد أيه مدة العقاب دا 
اقترب خطوة منها ليتصلق صدره بكتفها ، رفع يده إلى وجنتها ومسح دمعتها بحب فاق كل قدرات العشق ، نظرت له بضعف ليهمس لها بدلال :-
– أنتِ اللى مختارة العجاب دا وعاملاه أبتلاء ، أنتِ اللى مختارة الفراج يا مولاتى ، هيجرى أيه لو أخترتى الطريج التانى طريج الحب ولم الشمل 
صمتت وهى تنظر له بحب وضعف ، شعرت بأبهامه يداعب وجنتها ثم أقترب نحوها ليضع قبلة على جبينها لتغمض عينيها بأشتياق يقتلها ، أقترب بحب نحوه لكنه صُدم حين فرت هاربة من أمامه لتخبره بفعلتها أنها ما زالت غاضبة ولم تغفر بعد …
دلفت للمنزل ضعيفة ومسحورة بعشقه لترى طفلتها تلعب مع “زهرة” فتشتاط غضبًا وتسرع نحوها كى تسرق طفلتها منها وقالت بقسوة :-
– أنا مسمحتلكيش تقربى من بنتى 
– أنا كنت بساعدها فى تركيب اللعبة 
قالتها “زهرة” بسذاجة ، ترك “قاسم” فنجان قهوته وهو ينتبه لصوتهم العالى وتابع شجارهما بنظراته ، تحدثت “قُدس” بقسوة دون ان تراعى مشاعر صديقتها فقالت :-
– أياكِ تقربى من بنتى تانى ، أياك يا زهرة دا بنتى أنا مش بنتك أنتِ وأوعاكى تحاولى تعوضي أمومتك اللى اتحرمتى منها فبنتى فاهمة 
صدمت “زهرة” من حديث “قُدس” القاسي الذي كان كالصاعقة الكهربائية على جسدها وتجمعت الدموع فى عينيها ثم قالت بضعف :-
– أنا مقربتش من بنتك يا قُدس ولا حاولت أعوض أمومتى فيها ، واه أنا واحدة ربنا حرمنى من انى أكون أم وبتمنى ضفر عيل اه لكن أنتِ واحدة ربنا رزقك بالعيل وكنتِ هتقتليه وعيشتى تكرهه فى كل لحظة بيكبر فيها جواكى .. أنتِ اللى كان خسارة فيكى تكونى أم مش أنا 
صُدمت “زهرة” حين رفعت “قُدس” يدها كى تصفعها لتُصدم حين مسك “قاسم” يدها يمنعها من صفع زوجته فقالت بذهول :-
– مراتك بقيت بتقوى بيك ، بتوقفك قصادى يا قاسم بس العيب مش عليها العيب عليا أنا ، أنا اللى جبت واحدة مالهاش أى ثلاثين لازمة ووافقتك تتجوزها ، انا اللى جبت الحية لحد عندك 
لتُصدم حين صفعها “قاسم” بقوة على وجهها وهو يقول بصراخ :-
– أتكتمى بجى 
نظرت “قُدس” له بصدمة قاتلة ودمعت عينيها فقال :-
– غورى اطلعى برا ،أنا معاوزش أشوفك تانى ، أرجعى مكان ما جيتى أنا لا خيتى ولا اعرفك 
كزت على أسنانها بقهرة ثم اخذت “عهد” من يدها وخرجت من المنزل باكية لترى سيارة “ثائر” تكاد تغادر المنزل ، وقفت “قُدس” بضعف تناديه لكن قطعها حين وقفت سيارة أمامها وجاء رجل من الخلف يأخذ طفلتها من قبضتها ، صرخت “عهد” مناديها أمها لتصرخ “قُدس” بهلع وأنتبه الجميع حين أطلق الرجل الرصاص على “قُدس” حين عارضت طريقه ، سمع “ثائر” صوت الرصاص فنظر فى المرآة ليُصدم حين رأى محبوبته تسقط على الأرض ودماءها تسيل ليضغط على المكابح بفزع وترجل من سيارته فى حين أن هذه السيارة التى خطفت طفلته فرت هاربة ، خرج “قاسم” على صوت الرصاص القريب وفزع حين رأى أخته الوحيدة على الأرض غارقة فى دماءها ، سقط “ثائر” بهلع جوارها ويحتضن رأسها بفزع ويقول :-
– قُدس .. حبيبتى !!! …….

 يتبع..

لقراءة الحلقة الثانية والعشرون : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 

نرشح لك أيضاً رواية في فناء منزلنا للكاتبة حبيبة محمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى