Uncategorized

رواية غزوة حب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أسماء إيهاب

 رواية غزوة حب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أسماء إيهاب

رواية غزوة حب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أسماء إيهاب

رواية غزوة حب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أسماء إيهاب

توتر اصابها و هو يجلس امامهم يرمقها بنظرات غامضة و لكنها تبدو غاضبة للغاية نظرت اليه خاطفة قبل ان توجه انظارها نحو هناء بتوتر لـ يتنحنح هو بصوت قوي و هو يوجه حديثه إليها بهدوء قائلاً :
_ ممكن كوباية ماية يا فيروز 
هزت رأسها بـايجاب و هي تقف عن مجلسها و تتوجه نحو المطبخ في حين رمق هو طارق بنظرات قاتلة لم يفهمها الاخر و لكنه هز رأسه بلا مبالاه و هو يخرج هاتفه من جيبه يجري اتصال بمدير اعماله ، خرجت من المطبخ و معها كوب من الماء مدت يدها اليه بها و هي تهمس بخفوت :
_ اتفضل 
مد يده يأخذ كوب الماء من يدها و هو يرفع رأسه ينظر اليها مبتسماً بغضب قائلاً من بين أسنانه دون ان ينتبه له احد :
_ نهارك اسود يا حياتي
ابتلعت ريقها بتوتر و هي تبتعد عنه ببطئ ناظرة اليه بخوف حتي وصلت الي جوار السيد اكرم جالسة الي جواره بسكون و قطع صمت اللحظات رنين هاتف السيدة ندي التي اخرجت الهاتف من حقيبة يدها تنظر الي المتصل لـ تجده زوجها ، فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها تتحدث بهدوء :
_ أيوة يا عبد العزيز .. اه لسة هناك في حاجة و لا اية 
صمتت تستمع اليه بقلق من نبرة صوتها الغير معتادة عليها ما بين الغضب و اصطناع الهدوء حتي وصلت اليها كلماته لـ تجيب عليه قائلة :
_ طيب حاضر هنيجي اهو 
اغلقت الهاتف و وضعته مرة أخري بالحقيبة ثم نظرت الي فيروز قائلة بهدوء :
_ بابا عايزنا في موضوع مهم ساعة بس و هنرجع يا فيروز 
نظرت فيروز نحو هناء ثم الي اكرم الذي هز رأسه اليها بايجاب لـ تعود ببصرها نحو والدتها قائلة :
_ حاضر هقوم البس اهو 
توجهت نحو الاريكة من الخلف يعانق كتفي هناء و هي تهمس لها بهدوء :
_ ماما ساعة بس و هاجي تاني متقلقيش مش هتأخر 
توجهت نحو الغرفة ترتدي ملابسها في حين استعدوا للخروج ما ان خرجت فيروز حين انتهت من ارتداء ملابسها حتي رن جرس الباب تقدمت تفتح الباب لـ تجد زينة تقف خلفه احتضنتها فيروز و اشارت إليها بالدخول قائلة لها بخفوت :
_ كويس انك جيتي يا زينة اقعدي مع ماما هناء لحد ما ارجع 
تسألت زينة بهدوء :
_ لية راحة فين 
اجابتها فيروز و هي تحمل حقيبة يدها الصغيرة متوجهة نحو الخارج :
_ هقولك علي كل التفاصيل بس اما اجي 
***********************************
كان يجلس السيد عبد العزيز ينتظر مجيئ فيروز علي احر من الجمر نيران مستعرة تأكل قلبه من شدة الغضب حتي وصلت فيروز مع والدتها الي المنزل استقبلهم عبد العزيز بوجه مقفهر نظرت اليه زوجته و هي تتقدم منه متسائلة بـقلق : 
_ فيك حاجة يا عبد العزيز 
هز رأسه بنفي و هو يربت علي كتفها مشيراً بيده الأخري الي الاريكة قائلاً بهدوء : 
_ لا مفيش حاجة ارتاحي بس عايز فيروز في كلمتين 
نظر الي فيروز و هو يشير نحو نحو المكتب لـ يتقدم و هي خلفه حتي دلفت الي الداخل و اغلق هو الباب خلفهم جلس علب مكتبه و هي تجلس علي المقعد المقابل له تنفست بهدوء قائلة : 
_ هو في حاجة يا بابا 
تلعثمت حتي اخرجت الجملة صحيحة و هي تنظر الي اليه ترجو من الله ان تعتاد علي تلك الكلمة التي لطالما كانت تنادي بها اكرم طوال عمرها و حتي الآن ، فتح عبد العزيز درج المكتب و اخرج منه مجموعة من الصور و وضعها امامه و هو يضع يده عليها متحدثاً بهدوء :
_ فيروز انتي بنتي اللي غابت عني سنين و اخيراً لقيتها انا مدخلتش في تربيتك و لا اعرف البيئة اللي نشأتي فيها بس انا عايزك تتكلم معايا براحتك كأنك بتتكلمي مع واحدة صاحبتك 
عقدت فيروز حاجبيها بـاستغراب و هي تتحدث بتساؤل : 
_ هو اية اللي حصل يا بابا في حاجة مزعلاك مني 
هز عبد العزيز رأسه بايجاب و هو يتحدث مع تنهيدة طويلة : 
_ انتي تعرفي واحدة اسمه علي 
زاد تعجب فيروز و هي تفكر قليلاً حتي هزت رأسها و هي تقول :
_ ايوة دا 
قاطعها عبد العزيز و هو ينظر الي الاسفل بخيبة أمل قائلاً :
_ قالي 
مد يده بالصور اليها و هو يقول : 
_ و وراني الصور دي 
امسكت بالصور و ما ان نظرت الي ما بداخلها حتي شهقت بصدمة و هي تضع يدها الاخري علي فمها ارتجف جسدها و هي تنظر الي والدها تخشي ان يظن ان ذلك صحيح هزت رأسها بنفي بشكل هستيري و هي تتحدث متلعثمة :
_ محصلش حاجة من دي كداب و الله العظيم كداب
وقف عبد العزيز عن مقعده و تقدم منها يمسك بالمقعد الاخر يقربه من مقعدها و يجلس جوارها يحاوط كتفها و هو يتحدث بحنو : 
_ يا حبيبتي اهدي انا عمري ما هعملك حاجة انا عايزك بس تبقي صريحة معايا انا مليش حكم علي اي حاجة حصلت و انتي مش معانا و لا ادخلت في شكل تربيتك 
هزت رأسها بنفي باكية بقوة و هي تتحدث متلعثمة من بين شهقاتها : 
_ دا ابن اخت بابا اكرم و كان عايز يتجوزني و انا رفضت اكتر من مرة و لما رفضته اخر مرة حاول يعتدي عليا و احنا في اسكندرية و الله العظيم دا اللي حصل و لا بكدب في حرف انا اتربيت احسن تربية ممكن اي حد يربيها لبنته و الله بابا اكرم ما قصر في تربيتي و لا عمري اعمل اي حاجة زي دي 
قبل والدها جبهتها و هو يربت علي ظهرها لعلها تهدئ من نوبة البكاء الهستيري التي انتابتها حتي دلفت السيدة ندي الي المكتب حين استمعت الي صوت ابنتها تنتحب ببكاء حاد وقفت امامها تحاوط وجهها بين راحتي يدها و هي تقول بلهفة : 
_ مالك يا فيروز مالك يا حبيبتي بتعيطي لية 
ارتمت فيروز بـاحضان والدتها تبكي بـقوة حتي وقف عبد العزيز بعد ان سحب الصور من بين يديها بهدوء قبل ان تنتبه اليها زوجته قائلاً بهدوء : 
_ اعمليلها حاجة تهدي اعصابها يا ندي و تعالي 
التفتت السيدة ندي برأسها اليه و هي لازالت تشدد علي احضان ابنتها تسأل بحدة :
_ قولت للبنت أية يا عبد العزيز عملتلها اية
تنهد بينما يجلس علي المقعد المخصص لمكتبه قائلاً بهدوء : 
_ اطلعي يا ندي من فضلك عشان انا عايز فيروز في حاجة مهمة 
ارتجفت شفتي ندي و هي تبتعد عن ابنتها تربت علي كتفها بحنان تنظر الي زوجها متحدثة بنبرة حادة و لكنها مائلة اكثر الي الرجاء و التوسل : 
_ بنتي يا عبد العزيز انا ما صدقت لقيتها متخلهاش تبعد عننا تاني 
اشار بيده نحو الباب و هو يتحدث هذه المرة بصرامة : 
_ روحي يا ندي دلوقتي لان كلامك سخيف هي بنتي زي ما هي بنتك 
نظرت اليه بغيظ و هي تخرج من غرفة المكتب في حين مد يده الي صغيرته بعدة طبقات من المناديل الورقية الذي اخرجها من العلبة المخصصة لها علي المكتب و هو يتحدث اليها :
_ خدي يا حبيبتي و امسحي دموعك دي 
اخذت المناديل الورقية من يده تجفف بها دموعها المنهمرة لـ يكمل هو حديثه قائلاً :
_ انا مش بشكك في اخلاقك يا حبيبتي انا بس كنت عايز افهم منك الكلام دا صح و لا لا 
قاطعته مرددة بلهفة و صوت مبحوح اثر البكاء :
_ كدب و الله العظيم كدب مش صح الصور دي دا انسان قذر اقل كلمة تتقال عليه و انا لا يمكن يكون ليا ارتباط مع حد زيه مش علاقة زي دي 
ضاقت عينها بتوسل و هي تستند علي المكتب قائلة بصوت راجي : 
_ يا بابا انا عقلي اكبر من اني اعمل حاجة زي دي و اغضب ربنا 
ابتسم و هو يمد يده يربت علي كف يدها قائلاً :
_ و انا واثق فيكي يا حبيبتي ممكن بقي نتكلم براحة و كأنك مشوفتيش الصور دي اهدي كدا عشان نتكلم براحة 
تنفست فيروز بـهدوء و هي تنظر اليه عندما وضع الصور مرة اخري بالدرج و وجه بصره اليها باهتمام متحدثاً إليها بهدوء و عقلانية لا تخرج الا من رجل ناضج فكرياً 
***********************************
نظر شهاب الي ساعته بتأفف و هو يقف اسفل السلم بالبناية الخاصة بالسيد اكرم منتظر فيروز حتي تأتي لن يهدئ الا ان يواجهها قطع الارض ذهاباً و اياباً بغضب حتي مرت نصف ساعة وجدها تنظر من سيارة سوداء وقفت امام البناية و ترجلت منها بهدوء و وجه ذابل تقدمت الي الداخل في حين اسرع هو يقبض علي ذراعها يجذبها و هو يجز علي اسنانه بقوة و هو يقول :
_ اللي كان جنبك دا طارق صح 
نظرت اليه بدون تعبير لـ يصرخ اكثر و قد نبضت عروق رقبته :
_ ردي عليا يا فيروز 
ابعدت يده عنها بصعوبة و هي تقول بهدوء استفزه : 
_ ايوة هو طارق في اية يا شهاب 
صرخ بصوت غاضب و قلب ثائر :
_ في اية يا شهاب ! انتي بتستعبطي كنت قاعدة جنبه بتعملي أية 
كان السكون و الجمود يسود تصرفاتها و ملامحها لـ تعقد ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بهدوء :
_ كنا بنتكلم يا شهاب ابن خالي و طلب يتكلم معايا اقوله لا يعني 
ابتسم بسخرية متحدثاً بتهكم واضح بنبرة صوته :
_ لا تقولي لا ازاي بس لا اقعدي اتكلمي مع ابن خالك كويس 
ما كاد ان يخرج من البناية حتي وقفت هي امامه من جديد تنظر إليه بضيق قائلة : 
_ شهاب انا اسفة انا بس متوترة شوية و مضايقة 
تنهد بصبر و هو يستكين بهدوء لعدة لحظات ثم ينظر اليها بغضب قائلاً : 
_ تقعدي جنبه بتاع اية يعني كنتوا بتتكلموا في اية
مررت يدها علي وجهها بـلطف و هي تجلس علي الدرج تتحدث بهدوء : 
_ كان بيحكيلي ازاي لقاني و عرف مكاني ازاي و ازاي اتأكد اني ايلين مش مجرد شبه 
رفع حاجبه لاعلي و هو ينظر اليها يكبح غضبه قائلاً : 
_ و الله و عرفتي 
ابتسمت باقتضاب كي تثير غضبه اكثر و اكثر و هي تهز رأسها بـايجاب لـ يطرق هو علي الحائط بقوة و قد انفلتت اعصابه لـ يصرخ بها بغضب : 
_ فيروز اتعدلي 
تنحنحت و هي تجلس معتدلة قائلة بهدوء : 
_ كدا يا دكتور 
لم يرد عليها و هو يضع يده بجيب بنطاله يلف وجهه بالجهة الاخري بعد ان رمقها بغيظ لـ تتنهد واقفة امامه و هي تقول : 
_ انا لازم اطلع يا شهاب 
نظر اليها مطولاً ثم تحدث بحنو و هو يجدها تصعد الدرج :
_المشكلة اني بحبك اوي يا فيروز و مش عايز المح حد جنبك غيري 
التفتت تبتسم اليه برقة و اعين تلتمع ببريق السعادة و تحرك شفتيها دون صوت :
_ بحبك 
اسرعت نحو الاعلي في حين مرر يده بخصلات شعره و هو يبتسم بصفاء حتي اختفت عن انظاره لـ يتوجه الي الخارج و قد القت كلمة واحدة جعلته مطمئن و تسربت الراحة لقلبه تحبه و هو يكتفي بذلك و لا يريد شئ اخر سوا ان تصبح زوجته جواره الي الابد داخل احضانه حتي توفيه المنية 
***********************************
رفع عبد العزيز هاتفه و باليد الاخري يمسك الورقة المدون عليها رقم علي و بدأ في كتابة الرقم علي شاشة هاتفه و ضغط علي زر الاتصال واضعاً الهاتف علي اذنه و هو يتقدم من المقعد لـ يجلس عليه بهدوء حتي اتاه صوت علي لـ ينطق بجمود و هو ينظر الي الامام بحدة : 
_ عايز كام 
وصلت إليه ضحكات علي العالية ثم تحدث بصوت خبيث قائلاً : 
_ صدقتني يا عمي علي العموم انا مش هطلب كتير هما اتنين مليون جنية بس 
صك عبد العزيز علي اسنانه و هو يتحدث بحدة : 
_ تيجي تاخدهم بعد ساعة 
اغلق الهاتف و هو يعود برأسه الي الخلف متنهداً بضيق لـ يرفع هاتفه مرة اخري و يهاتف مدير الحاسبات بالشركة الخاصة به يتحدث بهدوء : 
_ الو ايوة يا ايمن عايز اتنين مليون كاش و تيجي الفيلا دلوقتي 
تحدث الاخر بهدوء قائلاً :
_ بس يا باشا الميزانية متسمحش اننا ناخد المبلغ دا كله 
تنهد عبد العزيز بضيق و هو يقول :
_ اسمع اللي بقولك عليه يا ايمن و ياريت بسرعة 
_ حاضر يا عبد العزيز بيه
اغلق عبد العزيز الهاتف و وضعه جواره غالقاً عينه يريح ظهره باسترخاء و هو ينتظر ان يأتي ايمن بالاموال اليه حتي يتخلص من ذلك الحقير علي و ما هي الا نصف ساعة حتي وصل ايمن و معه حقيبة جلدية سمراء دلف الي مكتب عبد العزيز بعد ان استأذن بالدخول ، نظر اليه عبد العزيز و هو يشير إليه ان يجلس قائلاً بهدوء :
_ اتنين مليون يا ايمن 
هز ايمن رأسه بايجاب و هو يضع الحقيبة علي طاولة المكتب و هو يقول :
_ ايوة يا فندم 
ابتسم باقتضاب و هو يتقدم بجذعه العلوي في المقعد قائلاً بنبرة عميقة :
_ اسمع مني بقي الكلمتين دول 
**********************************
وصل علي الي منزل السيد عبد العزيز و رافقته الخادمة الي المكتب بعد امرها السيد عبد العزيز بذلك فتحت الباب و اشارت الي الداخل باحترام لـ يرمقها علي من اعلاها لاسفلها و هو يغمز بـعينه لها ثم دلف الي الداخل يفرد يده و هو يقول مرحباً بسخرية :
_ عمي حبيب قلبي جد عيالي 
نظر اليه عبد العزيز بجمود و هو يجلس علي المقعد امام طاولة المكتب و هو يقول :
_ اقعد 
جلس علي امامه و هو يمرر يده علي ساقه قائلاً :
_ الفلوس جاهزة يا حمايا 
نظر اليه عبد العزيز و هو يطرق بيده علي الحقيبة امامه قائلاً :
_ جاهزة بس قبل ما تاخدها هتمسح كل الصور 
اخرج هاتفه يمد يده بها الي عبد العزيز قائلاً :
_ خد التليفون كله كسره او احرقه براحتك 
انتشل عبد العزيز منه الهاتف وضعه علي مكتبه و مد يده له بالحقيبة لـ تلتمع اعين علي بالجشع و هو يسحب الحقيبة من يده و يقول :
_ ايوة كدا يا عمي نعرف نتفاهم .. كدا ناقص فرحي علي فيروز و نبقي خلصنا حسابنا عايز فرح كبير يليق بيك يا جنابو 
نظر إليه بغضب شديد يحاول كبحه حتي احمر وجهه بشدة و علي ينظر اليه بجمود حتي نطق قائلاً : 
_ هكلم فيروز في الموضوع دا و نحدد ميعاد 
تنهد علي مصطنع الصبر و هو يحمل الحقيبة واقفاً و هو يتحدث :
_ براحتك يا حمايا بس متتأخرش كتير عشان مش هستني كتير اه و ياريت تبعت معايا عربية توصلني اكيد مش همشي بالمبلغ دا كله و لا حتي هركب تاكس 
نظر اليه عبد العزيز بغيظ و هو يدب بيده علي مكتبه في حين اخذ علي الحقيبة و خرج من المكتب و هو يلوح إليه بالوداع ثم غلق الباب خلفه متوجهاً نحو منزله و هو يبتسم بانتصار ، احتضن الحقيبة و تقدم من الباب لـ يشير الي احد الحراس قائلاً :
_ عبد العزيز بيه طلب حد يوصلني يا 
نظر اليه الحارس و هو يشير الي احد السيارات البيضاء الواقفة امام باب المنزل قائلاً : 
_ العربية دي اللي هتوصلك 
صعد علي الي السيارة و لازال متمسك بالحقيبة و أوصله السائق الي البناية الذي يقطن بها لـ ينزل علي سريعاً و يسرع نحو الاعلي و هو يدندن احد الاغاني المفضلة لديه و يطلق صفير موسيقي من بين شفتيه باستمتاع حتي فتح باب الشقة و اغلقه خلفه واضعاً الحقيبة من يده علي الطاولة و هو يدلف الي الداخل و علي وجهه ابتسامة عريضة لكنها سرعان من تلاشت و احتقن وجهه بالغضب و هو يري تلك الفتاه التي تدعي “ميرنا” عشيقته تجلس علي الأريكة تدفن وجهها بين راحتي يدها ، ما ان شعرت به حتي رفعت رأسها و بلهفة وقف تتقدم منه تتمسك بـيده و هي تتحدث بتلعثم و سرعة في اطلاق كلماتها :
_ علي الحقني يا علي اخويا عرف اني حامل و كان هيقتلني لولا ما هربت منه و جيت علي هنا احميني منه يا علي مليش غيرك دلوقتي 
ابعد يدها عنه بقسوة و هو يبتعد عنها قائلاً بحدة : 
_ و جاية تستخبيلي هنا عشان تورطيني 
_ اورطك !!
التفتت اليه بحدة و هي تنطق بصدمة بتلك الكلمة و لكنها قابلت ذلك بالجمود لـ تتقدم منه تمسك بكنزته تتحدث بارتجاف و غضب بان واحد :
_ انا حامل منك و انت اللي ورطني مش انا اللي ورطتك و لما اجيلك استنجد بيك تقولي بورطك اومال عملت كل دا من الاول لية 
امسك بيدها يبعدها عنه و هو يدفعه بحدة بعيداً عنه قائلاً بقسوة : 
_ انا مضربتكيش علي ايدك و كل حاجة كانت بمزاجك فـ متجيش دلوقتي تلوميني اطلعي برا و اياكي اشوف خلقتك دي تاني انا خلاص هتجوز 
لطمت خديها و هي تصرخ به و قد وصل الحد انها تكاد تصاب بذبحة صدري و هي تري كل شئ ينهدم فوق رأسها كل شئ يضيع امام عينها :
_ تتجوز ! طب و انا انا اية يا علي انا اية في كل دا انت بتعمل فيا كدا لية انا عملت فيك اية 
امسك بخصلات شعرها بين يده يقبض عليها بقوة و هو يسحبه نحوه بقوة حتي تأوهت بألم شديد و كأنه انتزع خصلاتها من جذور رأسها لـ يكشر عن أنيابه و هو يتحدث اليها بغضب :
_ اسمعي يا بنت انتي لو مبعدتيش عني و لميتي الدور و لا كأنك تعرفيني هموتك بايدي 
دفعها هذه المرة بحدة اكبر حتي وقعت علي الارض بقسوة و صرخت بألم لـ يجلس هو يضع قدم فوق الاخر و هي أسفل قدمه ينظر اليها باحتقار قائلاً ببساطة :
_ امشي بقي من هنا من غير مطرود عشان المطرود مش هيعجبك 
صكت علي اسنانها بغضب حتي اهتز لحم وجهها بعنف لـ تهب واقفة عن الارض بحدة و لم تهتم للألم الذي يغزو بطنها و ركضت نحو باب الشرفة و هي تصرخ به : 
_ و انا هدفعك التمن غالي اوي يا علي الكلب 
اتسعت عينه بزعر و هو يجدها تتقدم من الشرفة بتوعد لـ يسرع خلفها و هو يتحدث قائلاً :
_ هتعملي اية يا ميرنا ارجعي عن اللي في دماغك 
لم تهتم لما يقول إنما اندفعت الي داخل الشرفة و هي تتوعد له باشد انتقام يتلقاه هو منها ، امسك بها يمنعها عن فعل ما تنويه دفعته عدة مرات و لكنه كان صلب لا يمكن دفعه صرخت بحدة و هي تدفعه مرة اخري : 
_ ابعد عني هنط و اجبلك مصيبة علي دماغك يا ابن الكلب انا خلاص خسرت كل حاجة 
زمجرت بشدة و هي لا تستطيع ابعاده عنها صفعها بقوة حتي تتوقف عن المقاومة لـ تصرخ بشدة و ما زاد ذلك الا زيادة في محاربته و ابعاده عنها حتي تلقي نفسها من اعلي الشرفة حتي تموت و تتخلص من كل ما حولها و ما بين شد و جذب لا يعلم كيف دفعتها يده بتلك الحدة حتي اصطدمت بشدة بسور الشرفة و انقلبت بثقل جسدها الي الخلف لـ تسقط صريعة مصطدمة بالارض بقوة مع انتهاء صدي صوت صراختها العالية مع ظهور الصدمة و الزعر بأن واحد علي ملامح وجهه و هو يتراجع الي الخلف يهز رأسه بنفي حتي اصطدم بالحائط خلفه و هو يشعر بالبرود تضرب جسده بقسوة و الارض تميد تحت قدمه و يشعر انه هو من سقط ليست هي 
يتبع……
لقراءة الفصل الثاني والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببته بعد زواجنا للكاتبة هند الحجار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!