Uncategorized

رواية سرغائب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سماح نجيب

                                               رواية سرغائب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سماح نجيب

رواية سرغائب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سماح نجيب

 رواية سرغائب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سماح نجيب

 اتسعت
حدقتيه وهو يناظرها فكيف اهتدت بتفكيرها الى تلك الإجابة فهو يحاول جاهداً
ان يخفى ما بداخله أن لايجعل الحب ظاهرا على محياه وخاصة عندما تقع عيناه
عليها ويصبح قلبه كجمرة من لهيب عندما يراها تجلس برفقة أمير
– ايه اللى خلاكى تقولى كده
اقتربت جيسكا من أذنه تهمس بصوت ناعم:
– علشان انا ملاحظة انت بتبصلها ازاى وعينيك اللى بتلمع لما بتشوفها على فكرة انا خبيرة فى قراءة العيون يا أيسر
رفع ايسر احدى حاجبيه قائلا:
– واضح يا جيسكا وطالما انتى شاطرة كده وعرفتى ليه عايزة تتجوزينى يعنى تتجوزى واحد وهو بيفكر فى واحدة تانية
حركت جيسكا اصبعها على وجنته بدلال قائلة:

لأن عارفة ان خلاص ثراء هتتجوز أمير وان اكيد عمها عزام مش هيرضى ان بنت
اخوه تتجوز الحارس بتاعها لكن انا اقدر اتجوزك قدام الكل وانا مش خايفة
وبابى مش هيرفضلى طلب ثم أنا بامكانى أنسيك عشرة زى ثراء
قالتها وهى
تبتسم باغواء فمن يستطيع مجابهة سحرها وجاذبيتها فهى رأت من أرتمى أسفل
قدميها من أجل نظرة رضا سواء منها أو من والداها رجل الأعمال الثرى
مد أيسر يده ينفض اصبع جيسكا من على وجهه قائلا بضيق:
– انتى كده عايزة لعبة عجبتك فعايزة تشتريها بفلوسك بس انا مش للبيع عن اذنك
تركها
أيسر يكمل سباحته إلى الشاطئ ومازالت جيسكا تقف فى منتصف المياة وابتسامة
عريضة مرسومة على وجهها من كبرياء ذلك الرجل الذى رفض كل تلك المغريات فهو
معتد بكبرياءه وكرامته .خرج أيسر وجسده يقطر ماءا مد يده يسحب منشفه يجفف
بها رأسه وجسده عندما التفت خلفه وجد ثراء تقف عاقدة ذراعيها تنظر اليه
بنظرات مبهمة غامضة ولكنها نظرات غير مريحة فبادر أيسر قائلا:
– مالك يا أنسة ثراء واقفة ليه كده وبتبصيلى بالشكل ده
مازالت
واقفة وقلبها يتفتت لوعة فهى رأت كل ما دار بينه وبين تلك المدعوة جيسكا
رأتها تضع يدها حول عنقه تتحسس وجهه بيدها فمنذ متى وأيسر يسمح لاى انثى ان
تقترب منه الى هذا الحد الذى اذا راه احد سيجزم انهم اثنان عاشقان فى خلوة
خاصة بهم حاولت الكلام خرجت حروفها مبعثرة كقلبها الذى أصبح مبعثر النبضات

– انت و جيسكا والماية وهى حاطة ايدها حوالين رقبتك
انت حبيتها يا أيسر عجبتك وهى ماشية قدامك كده بالمايوة كانت بتعرض نفسها عليك وعجبتك البيعة
اتسع
بؤبؤ عينيه من حديثها فهى طفقت تردد ذلك الكلام كأنها مصابة بالهذيان كشخص
أصابته حمى شديدة واخرج ما بداخله حتى رأها تغلق عينيها وتفتحهما بصعوبة
كمن أصيب بدوار وما كاد يجيبها حتى سقطت مغشياً عليها صرخ باسمها
– ثراااء
انحنى
اليها يحاول افاقتها وجدها تكمل هذيانها ،مد يده بتردد يريد ان يربت على
وجهها حتى تفيق الا انه يشعر بقيود تجعل يده عاجزة عن الاقتراب منها فظل
ينادى باسمها لعلها تفيق
– انسة ثراء اصحى مالك انسة ثراء
نظر حوله
وجد الشاطئ خاليا فأين ذهبت أمها وصديقتها يريد ان يساعده احد فى افاقتها
وجد ضحى تظهر على بعد مسافة منهم فأقترب منها بوجه وملامح خائفة
– أنسة ضحى الانسة ثراء مغمى عليها تعالى معايا فوقيها
سمعت ضحى ما قاله ايسر اسرعت الخطى حيث جسد ثراء الملقى على رمال الشاطئ انحنت اليها بخوف شديد تربت على وجهها
– ثراء فوقى ثراء فى ايه اصحى
اقترب
أيسر منها يناولها زجاجة مياة لتنثر منها على وجهها فاخذتها منه ضحى وبدأت
فى رشق وجه ثراء بالماء حركت ثراء رأسها بتململ ورفرفت برموشها عدة مرات
حتى وجدت ضحى تطل عليها بابتسامة خائفة ومن خلفها أيسر ساعدتها ضحى لتستقيم
فى وقفتها اعتدلت ثراء فنظرت اليه بدون ان تتكلم فاللعنة على قلبها الذى
لم يتحمل تلك الحميمية التى رأتها من جيسكا له نظر اليها أيسر يريد
الاطمئنان عليها
– حضرتك دلوقتى كويسة يا انسة ثراء
أنسة ثراء..فهكذا
دائما ما يناديها وسيظل ينادى اسمها مسبوقا بتلك الكلمة ولن تسمع منه كلمة
باتت روحها تتشوق إليها ولكن ما الفائدة الآن فهى بعد بضع ساعات ستضع
باصبعها خاتم رجل اخر وستعقد خطبتها على أمير
تحركت قدميها تريد الذهاب
لغرفتها فظلت ضحى تسندها حتى وصلت الى الغرفة جلست على فراشها واراحت
جسدها فأصبحت الدموع كطوفان يغرق وجهها فتأوهت بصوت عالى
– ااااااه ااااااه
شعرت
ضحى بالرعب فاقتربت من الفراش تجلس بجوارها تربت على جسدها لعلها تهدأ
فدفنت ثراء وجهها بالوسادة تكتم صوت بكاءها الذى مزق نياط قلبها وقلب
صديقتها حاولت ضحى ان تجعلها تكف عن البكاء
– ثراء حبيبتى اهدى مش كده بطلى عياط هو حصل ايه لده كله
قبضت ثراء بيدها على شرشف السرير كأنها ستمزقه نظرت لضحى وعيناها دامعتان تخرج كلماتها بصعوبة
-مش
قادرة استحمل يا ضحى أكتر من كده قلبى مش مستحمل شوفته مع جيسكا وهى حضناه
وحاطة ايدها حواليه وبتكلمه وبتضحكله ازاى يسبها تلمسه ازااااااى وليه
يعمل كده
لم تفهم ضحى ما تقوله ثراء فهى لم ترى شيئا ولكنها تعلم ان
صديقتها تشعر بالغيرة التى بانت اثارها واضحة على وجهها وعويلها وبكاءها
ولكن ماذا تفعل هى الآن ؟
– ثراء طب وبعدين وخطوبتك اللى بعد كام ساعة
دى هتعملى فيها ايه دا خلاص حتى فستانك وصل وجبتهولك هنا على الأوضة لو كده
قولى لباباكى وعمك انك خلاص مش عيزاه مترميش نفسك فى النار يا ثراء
مسحت ثراء دموعها بكف يدها بعنف تنهر نفسها من الانجراف وراء طوفان الغيرة الأعمى فقالت باصرار

لاء خلاص يا ضحى انا هتخطب لأمير أيسر انا مش فى دماغه اصلا خليه مع جيسكا
جايز هى تقدر تخليه يحبها وأمير اكيد هيعرف يخلينى احبه هو بيحبنى واكيد
انا كمان هحبه
ربتت ضحى على جسد ثراء بأسف ومواساة فهى تعلم ان ما تقوله
ثراء لا تعنيه حقا ودموعها التى تتسابق على خديها خير دليل على انها لم
تعى ما تقوله..!!!
تسمرت يد أيسر على الباب فهو كان على وشك دق الباب
للاطمئنان عليها ولكنه عندما أتى الى هنا لم يستمع الا لجملتها الاخيرة
التى جعلته يعدل عن طرق الباب ابتعد عن الغرفة يمشى حائرا لم ينتبه لتلك
الفتاة القادمة تجاهه والتى اصطتدم بها ولم تكن سوى ميرا فنظرت اليه بتعجب
– مالك يا أيسر ماشى زى ما تكون تايه ليه كده
تطلع اليها أيسر بعينان زائغتان كأنه يرى أمامه الف وجه وليس وجه واحد
– ها لاء مفيش يا أنسة ميرا عن اذنك
قبل ان يتجاوزها عائدا الى غرفته وجدها تجذبه من يده فهى شعرت بالقلق

استنى يا أيسر فى ايه مالك فى حاجة حصلت واه صحيح ايه حكاية جيسكا دى كمان
معاك انا سمعت أمير كان بيتكلم معاها فى الموضوع ده واللى فهمته ان عينها
منك بجد الكلام ده
تغيرت ملامح وجهها ولكنها لاتعرف لماذا هل لأنها لا
تريده ان يبتعد عن منزلهم فهو كأنه أصبح يقوم بمهام ذلك الدور الذى من
المفترض ان يأديه شقيقها شهاب هل هى راغبة بمزيد من ذلك الشعور
الاخوى..أخوى كأن تلك الكلمة فسرت ما تشعر به تجاهه فميرا لا تشعر سوى
بانها تريد ان يكون لديه سلطان الأخ الخائف على شقيقته فحرمانها من ذلك
الشعور من جانب شقيقها شهاب جعلها تبحث عنه من الآخرين حتى وان كان عامل
لديهم فهل وصل بها الحال بسبب تفكك عائلتها الباطنى إلا ان تحبذ ذلك
الاحساس الذى شعرت به من أيسر بسبب مجابهته لها بالرفض على تصرفاتها
الطائشة وجدت نفسها تقول:
– أيسر اعتبرنى زى اختك وقولى اللى مضايقك جايز أقدر أساعدك
عقد أيسر حاجبيه من حديثها فنظرت اليه بابتسامة هادئة كأن اكتشافها الحالى اراح قلبها فربما الآن ستعرف كيف سيكون تعاملها معه
– متستغربش يا أيسر تعال معايا وقولى فى ايه
لم يتزحزح أيسر من مكانه فقال محاولا الانصراف فهو ليس بحال يستطيع به الكلام فاعتذر منها مغادرا
– معلش يا انسة ميرا انا عايز اروح أوضتى علشان مصدع شوية نبقى نتكلم بعدين
أسرع أيسر خطواته للذهاب الى غرفته حركت ميرا كتفيها بيأس لتتحرك هى الاخرى الى غرفتها
_________
صوت
طرقات عالية على باب الشقة جعلت منير يستفيق من تلك القيلولة التى كان
يغفو بها أنزل قدميه من على السرير يلتقط انفاسه قبل ان يقوم ليرى من
الطارق فى ذلك الوقت تحرك بخطواته البطيئة حتى وصل إلى باب الشقة فتح الباب
فوجد من يطالعة ببسمة شامتة فنظر إليهم منير باشمئزاز
– ايه عايزين ايه وعايزة ايه يا فايزة مش خلاص طلقت ايه اللى جابك هنا تانى
مدت فايزة يدها تزيحه من طريقها تدلف الى الداخل يتبعها شقيقها أشرف يحمل حقيبتين سفر نظر اليهم منير متسائلا
– ايه الشنط دى وانتوا جايين تعملوا ايه هنا
وضع أشرف الحقيبتين على الأرض ينظر اليه بابتسامة سمجة
-جايبن نعيش فى ملك اختى مش نص الشقة دى ملكها فهى حابة تقعد هنا وانا مقدرش اسيبها فى مكان مع واحد غريب
نزل
الكلام على رأس منير كدلو الماء البارد فهو لم يخطر بباله انها ربما
ستتشبث باقامتها معه فى شقة واحدة بعد تطليقه لها ولكن ربما تلك حيلة منها
من شقيقها البغيض
– انتوا بتقولوا ايه تقعدوا هنا ازاى يعنى
وقفت فايزة التي كانت تجلس بارتياح على احد المقاعد تقترب منه تضع احدى يديها بخصرها تطالعه من رأسه لاخمص قدميه
– انا جاية اقعد فى ملكى يا منير ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل واعلى ما فى خيلك اركبه يلا يا أشرف ندخل الشنط فى الأوضة جوا
خانته
منير قدماه فلم يتحمل الوقوف فجلس على أقرب مقعد وجده أمامه فماذا يفعل فى
تلك الكارثة التى حلت على رأسه وستحل على رأس ابنته أيضا فهو لايستطيع أن
يعيش تحت سقف واحد مع رجل كان بامكانه أن يسلب ابنته أعز ما تملكه ولكن
ماذا يفعل هو الآن ؟ فلابد من أن يجد حلاً سريعاً قبل ان تعود أبنته إلى
المنزل فهى بالكاد ما تتحدث معه منذ علمها بشأن وفاة والداتها ،فهو من جلب
كل هذا منذ البداية..!!!
_______
نظر حسام من نافذة السيارة يلقى
نظرة خاطفة على ذلك المنافس الذى بدأ برطم سيارته بتلك السيارة التى
يستقلها حسام فى محاولة منه لتشتيت انتباهه لجعله يخسر ذلك السباق الذى
يتنافس عليه أربع سيارات بوضع رهانات عالية من باقى الأفراد الذين بدأو
بتنظيم تلك السباقات بيوم واحد من الأسبوع وهم مجموعة من شباب الأثرياء
يقومون بتنظيم تلك السباقات من اجل الترفيه والتسلية يتراهنون فيما بينهم
على الفوز بالسباق فمجدى منذ علمه بمهارة حسام فى قيادة السيارات جعله يخوض
تلك السباقات وكل مرة يجعله يربح من المال الوفير وحسام يفعل ذلك بسبب ذلك
المال الذى اقترضه منه فى سبيل اصلاح الاحوال المادية للورشة ليستغل مجدى
ذلك ويجعله منصاعا له أتسعت حدقتيه وهو يرى ذلك المنحنى أمامه والذى يعلم
أيضاً انه لن يستطيع تجاوزه فبات يردد بداخله
-سامحنى يا جدى أنت وتيتة أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله
وماهى إلا ثوانى حتى انحرفت سيارة حسام تصدم بسيارة أخرى صارخا هو بصوت عالى:
– اااااااااه
شعرت
سميرة بالقلق البالغ فحسام لم يعود للمنزل للأن فأين هو ؟ ظلت تذرع الصالة
ذهابا وإياباً والخوف يتأكلها على غياب حفيدها خرج رضوان من الحمام بعد ان
انهى وضوءه يسحب المنشفه يجفف وجهه وساعديه لينظر اليها قبل ان يقوم ببسط
سجادة الصلاة
– مالك يا سميرة راحة جاية كده زى ما يكون فى حاجة ضايعة منك
تنهدت سميرة بضيق لتجلس على اقرب مقعد وجدته خلفها تشابكت أصابعها بقلق شديد
-حسام
لسه مرجعش لدلوقتى حتى مش موجود فى الورشة لما نزلت كان عفيفى بيقول انه
من بعد الضهر وهو مش موجود وحتى تليفونه مقفول فانا خايفة يكون حصل حاجة يا
رضوان
تسرب الخوف بقلب رضوان هو الآخر فليس من عادة حسام ان يغلق هاتفه
او انه يترك الورشة كل هذا الوقت الا انه جاهد فى اخفاء قلقه حتى لا يزيد
من تعقيد الأمور لدى زوجته فهو يعلم مدى قلقها البالغ على حسام فحاول تخفيف
ذلك الضيق الذى تشعر به
– متخافيش زمانه جاى دلوقتى يا سميرة ثم هو بنت هتخافى عليه ده راجل قد الدنيا
باشر رضوان ببدأ صلاته وهو يدعو الآن أن يعود حفيده إلى المنزل بخير بعد ان انتهى من صلاته سمع رنين هاتفه سحبه يضعه على أذنه قائلا:
-السلام عليكم أيوة انا رضوان جد حسام رضوان خير
استمعت سميرة لحديث زوجها فأقتربت منه سريعاً لمعرفة ماذا حدث فقالت بلهفة:
-فى ايه يا رضوان ومين ده وماله حسام
اشار
لرضوان لزوجته أن تصمت ليتسنى له معرفة ماذا يريد المتصل منه إلا انها رأت
تغير ملامح وجهه وسقط الهاتف من يده وجدت دموعها تنزل على وجنتيها وهى
تستشعر بوجود خطب ما بحفيدها حتى قبل ان يتحدث زوجها فأقتربت منه تتمسك
بذراعه قائلة بدموع:
-حسام ماله يا رضوان حفيدى جراله إيه رد علياااا
صرخت سميرة وهى ترى الدموع التى طفرت من عين زوجها فأيقنت أن هناك سوء ألم بحفيدها فصرخت باسمه
-حساااااااااام
أقترب منها رضوان يحاول اسكاتها ولكنه لم يفلح فى ذلك فهتف مترجيا:
-سميرة كفاية ويلا بينا نروح المستشفى هم عايزنى ضرورى
رنت تلك الكلمة فى أذنيها (مستشفى) كأن قدميها أصبحت رخوة فظلت ترتعش حتى سقطت على الأرض بدون حراك..!!!
_________
اقترب
أمير من تلك السيارة التى ترجل منها والديه فهم وصلا للتو من مدينة الضباب
لندن لحضور حفل خطوبة ابنهم الأوحد اقترب أمير من والده يحتضنه بفرحة
عارمة
– بابا حمد الله على السلامة
– الله يسلمك يا حبيبى
ربت والده على كتفه ليقترب من والداته هى الاخرى التى شددت من احتضناها له
– حبيبى وحشتنى أوى يا أمير
اخذ
امير يد والدته يقبلها وهو ينظر اليها بسعادة لحضورها ذلك اليوم الهام
بحياته فهو كان يخشى ان يحدث شئ يعرقل حضورهم ولكن ربما سارت الأمور على
مايرام وحضر والديه
– وانتى كمان يا ماما وحشتينى اوى يلا اطعلوا ارتاحوا علشان حفلة الخطوبة بالليل
سارع
عاملين باحضار الحقائب الخاصة بفهمى وزوجته يتجهون بها الى تلك الغرفة
التى أصر عليهم أمير بأن ينالوا راحتهم بها فتلك الغرفة المسماة الغرفة
الملكية يوجد منها غرف معدودة بذلك الفندق الفخم ويسكنها حاليا ثراء
وعائلتها
حل المساء سريعاً وضعت ثراء اللمسات الأخيرة بعد ارتداءها ذلك
الثوب بلون الدراق العسلى المنوط بها ارتداءه اليوم من اجل حفلة خطبتها فهى
لم تشأ بارتداء ثوب باللون الأبيض او ما شابه نظرت لنفسها بالمرآة فالان
لن تعد تجدى الدموع نفعا فكأن كل شئ حى بها قد مات أيضاً فهى تتصرف كأنها
أصبحت جسد منزوع الروح نظرت خلفها وجدت ضحى قد انهت هى الاخرى ارتداء
ملابسها ضمت ضحى شفتيها كأنها لاتريد لتلك الكلمات المحبوسة بحلقها ان تخرج
فزفرت بقوة فلم تجد مفر من قولها
-مبروك يا ثراء
ابتسمت ثراء ابتسامة حزينة تقول بصوت منخفض يوشك على البكاء
– الله يبارك فيكى يا ضحى عقبالك
سمعن
طرق على باب الغرفة فتحت ضحى الباب فكان أيسر هو الطارق نظرت اليه ثراء من
الداخل نظرت الى هيئته والى تلك الثياب الانيقة التى يرتديها التى كانت
عبارة عن بدلة سوداء وقميص أبيض وربطة عنق باللون الاسود يتخللها خيوط فضية
فهتف بنبرة مقتضبة:
– انسة ثراء دكتور جمال بعتنى لحضرتك لو خلصتى
اتفضلى علشان كمان شوية هتبدأ الحفلة وكمان القاعة فى الفندق اللى قريب من
البحر مش فى الفندق ده
خرجت ثراء من الغرفة ترفع ثوبها قليلا بيدها حتى
لا تتعثر بمشيتها تبعتها ضحى واغلقت باب الغرفة سارت معه عبر ذلك الممر
الطويل فمن يراهم وهم يسيرون بجانب بعضهم البعض يظن أنهم عروسان على وشك
الزواج ظلت تنظر اليه بطرف عينيها لتعاود النظر أمامها فهو من أتى ليجلبها
من أجل رجل اخر فأى سخرية للقدر هذه التى تجعل الحبيب يرى محبوبته وهى تصبح
ملك لرجل اخر وجدث ثراء والديها ينتظرانها أمام تلك القاعة المخصصة
للاحتفالات اقتربت منها امها تقبلها على وجنتيها وهى تشعر بسيلان الدموع
على وجنتها من السعادة
– حبيبة ماما الف مبروك يا حبيبتى
ليقترب جمال هو الاخر منها يقبلها على رأسها يطالعها بحب أبوى تجلى على وجهه الوسيم
– الف مبروك يا حبيبتى يلا بينا
دلفت
ثراء برفقة والداها سمعت تصفيق حارا من المدعوين الذين تعج القاعة بهم فهى
لم تتخيل ان يكون الحفل صاخبا هكذا او ان يحضر كل هؤلاء المدعوين اقترب
منها أمير مبتسما
-جاهزة يا ثراء علشان نلبس الدبل
اومأت ثراء
برأسها وعينيها تطوف بالحاضرين لترى أين ذهب أيسر الآن ليأتى ويرى وهى
ترتدى خاتم رجل اخر باصبعها ليشهد على اختناق روحها وقلبها ولكنها لا تراه
فحدقت بذلك الخاتم الذى اخرجه أمير من علبة تحوى بداخلها على طقم كامل من
الألماس وضع الخاتم باصبعها لترتد هى خطوة الى الخلف كأنه أصابها بسهم
مسموم فظلت عينيها تحدق بالخاتم بدون ان ترف جفونها اراد وضع ذلك السوار
الماسى بيدها فوجد سوار فضى فطالعها بابتسامة
– ثراء شيلى الاسورة الفضة دى علشان البسك الاسورة
– لاء
هتفت
بها ثراء باصرار جعل أمير ينظر اليها بغرابة ممزوجة بدهشته من اصرارها على
عدم نزع السوار الفضى من معصمها الا إنه لم يشأ الاصرار عليها بخلعه
فتناول يدها الأخرى يلبسها السوار الخاص به
تعالت صوت الزغاريد فى
القاعة وعلا صوت التصفيق الحار وانهالت عليهم التهانى والمباركات انطفأ
الضوء لينير ضوء مسلط على جيسكا بجوارها أيسر وهى تحمل بيدها ميكروفون
تنقلت بين الحاضرين بابتسامة
– انا اسفة على دخولى المفاجئ بالشكل ده بس
انا حبيت ابارك لأمير وثراء ألف مبروك وكمان علشان انا النهاردة مبسوطة
جدا علشان انا كمان عملالكم مفاجأة وهى ان خطوبتى انا كمان النهاردة واحب
اقدملكم خطيبى الاستاذ أيسر خطاب
اشارت جيسكا لأيسر الواقف على بعد
مسافة قريبة منها بملامح وجه جامدة صلبة وهو يرى نظرات الحاضرين المحدقة به
بعدم استيعاب لما القته جيسكا على مسامعهم الآن ظلت عائلة الرافعى ينظر كل
منهم للآخر كأنهم بحلم وان مايحدث لم يكن سوى اضغاث أحلام فهذا مستحيل هل
ستقترن جيسكا الذى يعد والداها من أثرى اثرياء العالم بذلك الشاب الفقير
الذى يعمل حارس شخصى لديهم اقتربت جيسكا منه تمد يدها له فى انتظار وضعه
للخاتم باصبعها فاخرج ذلك الخاتم الذهبى من جيبه الذى اصر هو على شراءه من
ماله وضعه باصبعها لتقوم هى بوضع الخاتم الفضى باصبعه معلنة بذلك انها
اصبحت خطيبته فاقتربت منه تتأبط ذراعه بابتسامة عريضة
– مبروك يا حبيبى
– الله يبارك فيكى يا جيسكا
قالها
أيسر وعيناه مسلطة على ثراء التى لم تتحمل قدميها الوقوف لتخر جالسة على
مقعد خلفها فهل ماسمعته الآن حقيقة فهى حتى بأسوء تخيلاتها لم تتخيل أن
تشهد على أقترانه بأخرى وأمام ناظريها فابتسمت ابتسامة تخللتها صدمتها
الواضحة تهتف بصوت منخفض:
-لاء دا أكيد كابوس لاء انا بحلم أكيد ده مش حقيقة
إلا
انها رفعت رأسها وجدت جيسكا مازالت متعلقة بذراعه تتلقى التهانى من
الحاضرين حتى أمير ترك مكانه وذهب إليها لتهنئتها فاستغلت ثراء انشغال
الحاضرين وجدت نفسها تخرج من القاعة ركضت بسرعة حتى وصلت إلى الشاطئ فظلت
تبكى وضعت يدها على فمها تكتم صوت شهقاتها لم تفلح فى تهدئة نفسها إلا انها
سمعت صوت خلفها
-حضرتك واقفة هنا وبتعيطى ليه دول بيدوروا عليكى
استدارت خلفها وجدت أيسر يقف على مقربة منها فلمحت ذلك الخاتم الفضى بإصبعه فعاودت النظر إلى وجهه مرة أخرى
– انت خطبت جيسكا يا أيسر وهتتجوزها قولى ان ده حلم وان ده محصلش وان الدبلة اللى فى صباعك دى مش دبلتها
رفع أيسر يده أمام وجهه ينظر إليها بحزن قائلا:
-لاء دى حقيقة مش حلم يا أنسة ثراء
ظلت
عينيها على اتساعها فأقتربت منه لم تدرى ما تفعل الا عندما وجدت نفسها
تصفعه على وجهه فلم تكتفى بصفعة واحدة فظلت تصفعه على وجنتيه وهى تردد:
-ليه بتعمل كده ليه لييييييييييه رد عليا
تركها تنفث به جام غضبها فهو حتى لم يرفع يده لتجعلها تكف عن صفعه فاعادت عليه سؤالها:
-رد عليا يا أيسر عملت ليه كده
اراد الانصراف قبل ان يخونه لسانه وينطق لها باسباب فعلته تلك فابتعد عنها يوليها ظهره قائلا بجفاء:
-يلا حضرتك علشان تدخلى جوا
تحرك
خطوات مبتعدا عنها فظلت ساكنة فى مكانها رأته يختفى من أمامها ولكن وجدت
من يقف خلفها واضعاً يده على فمها يكتم صوت صراخها ،ازاحت يده بصعوبة فصرخت
قائلة:
-أااااايسر ألحقنى
تناهى صوتها الى سمعه فهو كان على وشك
الدلوف الى القاعة ولكنه لمح أحد يحاول سحبها الى سيارة فركض عائدا اليها
ولكن حملها عباس ووضع يده ثانية على فمها ولكن تلك المرة وضع مخدر على
أنفها وادخلها الى السيارة التى ينتظره به متولى وفروا هاربين ،ظل أيسر
يركض كأنه بسباق حتى يلحق بتلك السيارة التى على وشك الخروج من المكان وهو
يصرخ باسمها
-ثراااااء
لعن نفسه على تركها بمفردها سحب سلاحه النارى
يحاول اصابة عجلات السيارة ولكنه لم يفلح فى فعل ذلك ركض الى سيارة ثراء
يتخذ مكانه خلف المقود اخرج هاتفه بسرعة يخبر والدها بما حدث
-الو دكتور جمال الحقنى الانسة ثراء اتخطفت
صرخ جمال بصوت عالى انتبه عليه الحاضرين بالقاعة:
-ايه ثراء اتخطفت ازاى ده حصل
أقتربت منه فيروز بخوف وبكاء قائلة:
-بنتى مالها يا جمال بنتى راحت فين
لم يكن أيسر فى وضع يخوله الشرح الآن فهتف بجمال:
-دكتور جمال حضرتك هات البوليس و حصلنى هفتحلك الجى بى اس وأنا هعرف مكان انسة ثراء بسهولة علشان فى ايدها جهاز تتابع
قاد أيسر السيارة بسرعة جنونية وضع الهاتف أمامه لمعرفة مكان وجودها فطفق يردد:
-متخافيش يا ثراء انا جايلك ومحدش هيلمس شعرة منك
حاول طمأنة نفسه بأنه يستطيع اللحاق بها وانقاذها ومن داخله مرتعب بشدة مما يمكن أن يحدث لها وهى بين يد هؤلاء المجرمين
ابتسم عباس وهو ينظر لثراء من انه استطاع تلك المرة من جلبها بدون ان يعترض أحد طريقه
-شايف
يا متولى المرة دى جبتها بسرعة ازاى علشان حارسها الرخم ده سابها ومشى
وانا استغليت الفرصة وجبتها وانا كنت مراقبها من ساعة الحفلة ما بدأت وكانت
عينى عليها
لم يشعر متولى بالراحة فهو يجزم الآن أن عائلتها تبحث عنها وربما لن يمر الأمر بخير
-متفرحش أوى كده زمان قالبين عليها الدنيا دلوقتى
نظر اليه عباس بضيق قائلا:
-متنقش فيها بقى وحياة اهلك
ألتزم
متولى الصمت وصلوا بالسيارة الى احد الأماكن المهجورة نسبيا والتى أوصاهم
البوص بوضع الفتاة به بعد اختطافها حمل عباس ثراء من السيارة ودلف للداخل
وضعها على سرير متهالك وهى مازالت غائبة عن الوعى فقام بتقييد قدميها
ويديها ووضع قطعة من القماش على فمها حتى لا تستطيع الصراخ خرج عباس وجد
متولى يجلس بجوار السيارة
-البت لسه نايمة انا هروح اجيب أكل وماية خلى بالك منها يا متولى
هز
متولى رأسه بدون ان يتكلم فذهب عباس بالسيارة جلس متولى مكانه ثانية وهو
يستشعر بخوف قريب فظل يأنب نفسه على الانجراف خلف وعود وكلام عباس منذ
البداية شعر بحاجته للذهاب الى الحمام فترك مكانه يبحث عن وجود الحمام
ظل
أيسر يقود السيارة حتى وصل الى ذلك المكان الذى ارشده اليه هاتفه لمح من
بعيد مبنى يبدو عليه انه مهجور قام بركن السيارة بمكان بعيد حتى لا ينتبه
عليه احد قام بخلع سترته ورابطة عنقه وسحب سلاحه النارى ترجل من السيارة
أقترب من المبنى بحذر وهو يشهر سلاحه فى تلك الآونة كانت ثراء بدأت فى
استعادة وعيها رمشت بعينيها عدة مرات عندما حاولت الصراخ وجدت ما يكمم فمها
ولم تفلح فى فك قيودها فظلت تبكى وهى تدعو الله ان يأتى احد لانقاذها ولج
أيسر للداخل بحث بعينيه عنها وجد صوت مكتم يأتى من مكان قريب أقترب من تلك
الغرفة نظر بداخلها وجد ثراء مستلقية على سرير تحاول الصراخ وتبكى فأقترب
منها بخوف شديد مردفا:
_أنسة ثراء انتى كويسة حصلك حاجة
ابتسمت ثراء بداخلها على انه استطاع اللحاق بها فمد يده يسحب غطاء فمها فاردفت بسعادة امتزجت بخوفها:
-أيسر الحمد لله انك جيت انا خايفة أوى
مد أيسر يده يحل وثاق يدها وقدميها وهو يقول:
-متخافيش يا أنسة ثراء انا موجود ومش هسمح لحد أنه يقرب منك
نهضت ثراء وما كادت تقف على قدميها حتى سمعوا صوت عباس مردفا:
– على فين يا حلوين هو دخول الحمام زى خروجه بس انت عرفت توصل هنا ازاى انت كل مرة تبوظلى الخطة بس المرة دى يا حلو مش هتقدر
دلف متولى هو الآخر وهو يهتف متسائلا:
-ايه ده هو جه هنا أمتى ده
نظر اليه عباس بحنق شديد مردفا:
-انت كنت فين يا متولى وسيبته يدخل هنا انت معرفش اعتمد عليك فى حاجة أبدا ً
نظر اليه متولى بعدم اكتراث قائلا:
-كنت بفك زنقتى اعملها على نفسى يعنى
رفع أيسر سلاحه وثراء تتوارى خلف ظهره منذ رؤيتها لعباس فهتف بهم أيسر قائلا:
-ابعدوا عن طريقى منك ليه والا مش هيحصلكم طيب
رفع عباس ومتولى سلاحهم هم أيضاً فعلم أيسر انها مبارزة خاسرة فحاول كسب المزيد من الوقت حتى يصل جمال ورجال الشرطة
-انتوا
عايزين منها ايه بالظبط وليه عايزين تخطفوها ومين اللى قالكم تعملوا كده
انتوا متعرفوش انكم كده هتروحوا فى داهية انتوا متعرفوش هى بنت مين واهلها
مين
نظر اليه عباس قائلا ببرود:
-بقولك إيه سيبها احسن مش هتخرج من هنا على رجليك
أجابه أيسر بثبات قائلا:
-وانا مش همشى من هنا إلا وهى معايا خروجى لوحدى من هنا يبقى على جثتى
نظر اليه عباس بغل وهو يصوب بسلاحه اليه مردفا:
-يبقى انت اللى اخترت والصراحة انا مفروس منك من زمان ودى فرصتى
عندما حاول عباس إطلاق النيران سمعوا صوت سيارة رجال الشرطة هتف به متولى بخوف:
-البوليس يا عباس احنا هنروح فى داهية
اراد عباس ان يجعله يكف عن النواح الذى افقده تركيزه:
-اخرص بقى يا متولى اخرص
لم يمهل متولى نفسه فرصة للانتظار ففر هارباً قبل ان يتم القبض عليه فعاود عباس النظر الى أيسر قائلا:
-حتى لو النهاردة أخر يوم فى عمرى برضه هشفى منك غليلى
فأطلق
عباس رصاصة استقرت بصدر أيسر فبادله أيسر اطلاق النار فأصاب قدمه حاول
عباس الفرار ولكن لم تسعفه قدمه المصابة ،جثى أيسر على ركبتيه بعد تلقيه
تلك الرصاصة فغامت عينيه وانطرح جسده أرضاً لم تعى ثراء ما يحدث وأنها تراه
الآن مسجيا بدماءه فجث بجواره وهى تنظر اليه بصدمة وجسدها يرتجف بشدة وهى
تراه يلتقط أنفاسه بصعوبة فصرخت قائلة
-أاااايسر رد عليا أيسر فوق اصحى يا أيسر لاااااء
أصبحت الرؤية لديه مشوشة فهو يسمع صوتها ولكنه غير قادر على فتح جفونه لرؤيتها فهمس قائلا
-أنا بحبك يا ثراء
تناهى همسه الى مسامعها وجدت والدها يدلف اليها برفقة أمير وجيسكا أيضاً فأقترب منها أمير قائلا بلهفة:
-ثراء انتى كويسة حصلك حاجة
نظرت إليه كأنها لاتراه فأقتربت من والدها قائلة برجاء
-بابا الحق ايسر يابابا ايسر لازم يعيش لازم يعيش
ربت والدها على يدها بحنان فأقترب من ايسر يمسك يده لمعرفة مستوى نبضه فهتف بقلق:
-نبضه ضعيف جدا لازم يروح المستشفى بسرعة
عادت
لتجثو بجواره ثانية فهى لا تعى غير شئ واحد وهو ان حبيبها ينازع للبقاء
على قيد الحياة فظلت تحرك جسده و هى تنتحب فهى حتى لا تعى ما تقوله
-أيسر رد عليا مش انا حبيبتك وانت بتحبنى يبقى هتعيش علشانى
فأقتربت جيسكا أيضاً منه وجثت بجواره تحاول تحريك جسده الساكن
-أيسر حبيبى رد عليا أيسر أيسر
سحبت ثراء يد جيسكا من على جسده بغضب عارم قائلة:
-ابعدى أيدك عنه ومتقربيش منه هو بيحبنى أنا وانا كمان بحبه وهو هيعيش علشان خاطر حبيبته هيعيش علشانى
ظلت
ثراء تصرخ بهستريا وهى ترى أيسر صدره يعلو ويهبط وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة
فسكنت حركاته فرأى طيف تلك الراحلة التى تركته يعانى وما كان له سلوى غير
صورتها التى كانت دائما بحوزته وكانت الشاهدة على ما يعانيه فهتف بصوت
منخفض وابتسامة ألم وأنين:
-أمى سامحينى معرفتش اخد حقك ولا حقى من اللى ظلمنا …

يتبع …. 

لقراءة الفصل الثاني والعشرون : اضغط هنا 

                                                            لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!