Uncategorized

رواية أنا والمجنونة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

 رواية أنا والمجنونة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

وقف ياسين أمام مرآته يمشط شعره ، مرتدياً ثيابه الأنيقة استعداداً للخروج لموعد عشاء مع حبيبته نهى في منزلهم .
سمع صوت طرقات على الباب قائلاً : ياترى مين اللي بيخبط دلوقتي .
فتح باب منزله وجدها مها شقيقته تقول له : أبيه  ياسين مش هتيجي تتعشى معانا .
تنهد وهو يفسح لها الطريق قائلاً لها : لا مش هتعشى معاكم ، أنا معزوم بره النهاردة .
قطبت حاجبيها قائلة لها : بقى كده يا أبيه هتسيبنا ناكل لوحدنا أنا وبابا .
ضيق ياسين عينيه بتساؤل : ليه وماما فين دلوقتي …. !!!
مطت شفتيها قائلة له : خرجت بره معرفش فين ، هز رأسه متذكراً نوال لم تأتي شقيقته على ذكرها  فقال لها بضيق : طب وفين اللي اسمها نوال دي .
حدقت به قائلة له : لسه مجتش من المحل لغاية دلوقتي ، ضم ياسين شفتيه بغضب ناظراً إلى ساعة يده فوجدها الثامنة .
فقال لها بجمود : خلاص يا مها روحي بلغي بابا بإني معزوم بره وهبقى أفطر معاكم بكرة .
امتعض وجهها قائلة له : ماشي يا أبيه براحتك ، تركته بمفرده ، محدقاً بباب منزله قائلاً لنفسه : ياترى روحتي فين ياماما .
هبط ياسين الدرج ونزل بالأسفل واقفاً بجانب سيارته ، فتح بابها وركبها مسرعاً حتى يلحق بميعاده .
وصل هناك وجد نهى بانتظاره مع والدها على العشاء .
قابله والده بحفاوه قائلاً له : ازيك يا ياسين يابني ، ابتسم ياسين قائلاً له : بخير والحمدلله .
فقال له : اتفضل اقعد ما تتكسفش ، جلس ياسين بصحبته ، وأخذوا يتحدثون في مواضيع شتى إلى أن ، أتت نهى مرتدية ثياباً أنيقة  قائلة لهم : اتفضلوا العشا جاهز .
جلس الجميع يتناولون العشاء باستمتاع ، وكانت نهى تحدق به طوال الوقت قائلة له : ها عجبك اكلي ولا لأ .
ابتسم لها قائلاً : طبعاً …. تسلم إيدك .
أخذته نهى بعد أن انتهوا من الطعام وجلست معه في الصالون ، مقدمة له بعض الحلوى مع الشاي ، شكرها ياسين على ذلك .
فابتسمت له قائلة له : يعني مقولتليش عملت إيه مع البنت الوقحة اللي كلمتني بإسلوب مش كويس .
زفر بضيق قائلاً لها : متقلقيش أنا كلمتها ومش هتقدر تكلمك تاني .
قالت له بغيظ : أنا أول مرة حد يعاملني المعاملة دي ، ابتسم بجمود قائلاً لها : معلش دي أول وآخر مرة هيحصل منها حاجه .
دخل عليهم والدها ، وجلس معهم ، هبت هي من مكانها لتأتي ببعض أصناف الفاكهة .
قال ياسين له : أنا متشكر جداً على العزومة الجميلة دي ، ابتسم له قائلاً : دي حاجه بسيطة يابني ، انت عارف اني بعتبرك زي ابني تمام .
هز رأسه قائلاً له : طبعاً عارف ربنا يخليك لينا ، فقال له بهدوء : علشان كده أنا عايزك تحافظ على نهى زي عينيك دي بنتي الوحيدة .
ابتسم قائلاً له : طبعاً هحطها في عينيه الاتنين متخافش عليها .
هز رأسه قائلاً له : علشان كده نفسي تتجوزوا واطمن عليكم .
صمت ياسين برهة عند هذه الكلمة قائلاً له : طبعاً في أقرب وقت .
فقال له : يبقى خلاص يابني مفيش مشاكل تقدر تدور على شقة من دلوقتي وتحدد ميعاد لجوازكم كمان .
تنهد قائلاً باستغراب : بس يا عمي أنا عندي شقتي جاهزة فليه أدور على واحدة تانية .
مط الرجل شفتيه باللامبالاة قائلاً له : لإن صراحة كده انا عايزك تتجوز بنتي وتقعدوا في مكان أفضل وأحسن من اللي انت قاعد فيه .
اتسعت عيني ياسين بذهول قائلاً له بصدمة : وليه هوه المكان اللي أنا ساكن فيه وحش ، احر الرجل وقال له : يا بني انا مقولتش كده لا سمح الله ، بس ده طلب بنتي ونهى انت عارف انها وحيدة فا مدلعة حبتين .
حدق به لا يعرف ماذا يقول وصمت برهةً مفكراً ، ثم أجابه قائلاً له بجمود : بس ده مش رأي نهى وعمرها ما اعترضت ، أبداً على كده .
لا يا ياسين أنا معترضه وكلام بابا صح وأنا اللي قولتله ، قالت نهى هذه الجملة عندما دخلت عليهم واستمعت لكلمات ياسين .
امتعض وجه ياسين قائلاً بعدم استيعاب : كلام إيه ده اللي بتقوليه يا نهى …..انتي من ساعة ما عرفتيني وانتي عارفه كل ظروفي ومفهمك على كل حاجه وانتي كنتي موافقة .
حدقت به قائلة بهدوء حذر : بصراحة كده يا ياسين أنا عايزة أقعد في شقة لوحدي مستقلة بعيد عن أي حد .
كاد ياسين أن يترك لها المكان لولا والدها تدخل قائلاً له بسياسة : يابني ده طلب عادي احنا مش بنكلفك كتير ولا حاجه ، وأظن ان ظروفك بتسمح انك تجيب شقة أفضل كمان .
جلست نهى بالقرب منه لتقنعه وتقول بصوت ناعم : هوه أنا خسارة فيه يا ياسين شقة أحسن ومكان أحلى وكمان ده مش عيب ولا حرام اننا نقعد بعيد عن أي حد ممكن يضايقنا .
رمقها بنظرات مصدومة وكأنه أول مرة يراها على حقيقتها ، فقال لها باستغراب : أنا حاسس إني مبقتش فاهمك يا نهى .
قالت له بدلال : ياسين متكبرش الموضوع ، كوني اني بقولك نقعد لوحدينا فده لإني بحبك وحريصة على وجودك في حياتي .
هز رأسه بالنفي قائلاً باستنكار : تقومي تبعديني عن أهلي يانهى ….. قاطعته بسرعة قائلة : لا طبعاً بس أنا كل الحكاية إني عايزة نكون لوحدنا ، وأردف والدها يقول بهدوء : يا بني ده طلب بسيط من بنتي ، يعني ما أظنش إنك مش قادر تجيب شقة تانيه فإيه رأيك .
حدق بهم بنظرات لم يفهموها واستأذن قائلاً لهم : طب عن أذنكم دلوقتي فقالت له باستغراب : يعني مردتش عليه .
تنهد قائلاً : سيبوني أفكر وهبقى أرد عليكي 
دخلت فتاة ما من إحدى زبائن متجر مهجة ونوال إلى المحل مستغربة تقول لها : يعني لسه ما قفلتيش المحل وروحتي يا نوال ، تنهدت قائلة لها : لسه شوية هقفله وهروح .
فقالت لها بدهشة : بس يا بنتي دي الساعة عدت عشرة والوقت كده هيتأخر عليكي .
مطت شفتيها بالامبالاة قائلة : عادي شوية وهقفل ، ضيقت الفتاة حاجبيها قائلة : أصلها أول مرة تحصل وتتأخري كده .
صمتت برهةً قائلة : عادي متقلقيش نفسك … شويه وهقفله وهروح ، اشترت الفتاة ما يلزمها من المتجر وتركتها ومازال الأستغراب يسيطر عليها .
وضعت نوال يدها تحت ذقنها شاردة بما يفعله بها ياسين ، تنهدت تنهيدة حارة من أعماق قلبها ، متذكرة عندما استمعت إلى صوت طرقات على الباب .
وكانت الوقت متأخر وكانت أيضاً هذه أول ليلة لها في غرفته فقالت له باستغراب : مين بيخبط …. فقال لها بحده : افتحي أنا ياسين …!!!
ليلتها خشيت منه كثيراً وتساءلت عن مدى الجرأة المسيطرة عليه في هذه اللحظه ليأتي إليها وفي ذلك التوقيت .
فزعت عندها نوال وشحب وجهها ، اقتربت من الباب بحذر ولم تفتحه قائلة بصوت متعثر : نعم فيه حاجه .
تنهد غاضباً وقال لها : بقولك افتحي بسرعة إيه مبتفهميش … فتحت الباب بحذر وواربته قليلاً .
قائلة له : فيه حاجه …. شعر بالغضب أكثر وقال لها : بقولك افتحي مش هاكلك … اطمني .
فتحت بالفعل الباب وتطلع إليها وهي ترتدي ثياب نومها ، شعرت بالأحراج من نظراته وقالت لنفسها بخجل : انتي مش كنتي لسه بتفكري فيه اتفضلي أهوه جه بنفسه كأنه بيقرى أفكارك عجبك كده وهوه واقف بيبصلك .
تنحنح ياسين وعينيه تتفحصها ، قائلاً لها بجمود : كان ليه هنا شوية حاجات تخصني عايزهم وأوراق تخص شغلي .
زفرت بضيق واستغراب قائلة : كنت تقدر تستنى للصبح وتاخدهم ،  اتسعت عينيه بغضب قائلاً : وأنا إيه اللي يخليني استنى للصبح … انتي ناسية انها اوضتي أصلاً .
ابتلعت اهانته بالرغم منها وقالت له : بس دلوقتي مبقتش إوضتك ، تذمر قائلاً لها : شكلك صدقتي نفسك …. لأ فوقي وشوفي بتكلمي مين .
شعرت بأهانه أكثر من ذي قبل ولكنها أرغمت نفسها على عدم المجادلة معه قائلة باختصار : طب اتفضل شوف هتاخد إيه بسرعة علشان عايزة أنام .
زفر بضيق ودخل وأتى بأشياؤه الخاصة به ، وجاء ليغادر الغرفة حدجها بنظراته الغامضة قائلاً لها : اوعي تفكري بحركاتك دي اللي بتأثري بيها على ماما ، إنك هتقدري تأثري بيهم عليه أنا كمان .
جاءت لترد عليه تركها وغادر الغرفة دون أن يستمع لما ستقول وأن يعطيها فرصة للرد عليه.
زفرت بقوة وهي تحدق في ساعة هاتفها قائلة لنفسها : يالا يا نوال سيبك منه وكفاية متفكريش فيه أكتر من كده ، ويالا اقفلي المحل قبل الوقت ما يتأخر .
أغلقت المحل وانصرفت متجهه صوب المنزل ، تلفتت حولها فلم تجد إلا عدد قليل من الناس .
كانت شاردة عندما توقف أحد الأشخاص وأخذ يغازلها ببعض الكلمات ، وهي تخطو بخطواتها بجانب الطريق ، فلم ترد عليه .
فقرر ما فعله مرةً أخرى فأسرعت الخطى حتى تبتعد عن هذا الشخص الحقير ، فوجدت بسيارة تقترب منها وصاحبها يطلق صافرة الإنذار لكي يلفت نظرها .
جعلتها تلتفت إليه بضيق ، فاتسعت عينيها بصدمة ، إنه هو من كانت تفكر به منذ قليل .
ولكن كبرياؤها منعها من الوقوف وتابعت سيرها والشخص الآخر يحاول السير خلفها أيضاً .
وكانت ستعبر الطريق إلى الناحية الأخرى للتخلص من صاحب السيارة والشخص الآخر ، اعترضت السيارة طريقها فجأة . فاضطرت نوال أن تتوقف عن متابعة سيرها .
همست لنفسها منبهه : اوعي تضعفي قدامه … إوعي .
حدق بها ياسين بأعين مشتعلة كاللهب ، من داخل سيارته قائلاً بصوت قاسٍ : اركبي يالا ….  حدقت به للحظات ثم رفعت برأسها بكبرياء قائلة بتحدي : منيش راكبة واتفضل امشي من قدامي .
لم يرد عليها ياسين ، إنما فوجئت به يفتح الباب الذي بجوارها ويسحبها من يدها ويدخُلها سيارته بالقوة ، فهتفت به غاضبة باعتراض قائلة : ممكن أعرف إيه اللي عملته دلوقتي ده .
فقال لها بحدة : يعني عجبك اللي ماشي وراكي بيعاكسك ده ، اتسعت عينيها بتذمر وقبل أن ترد عليه ، اقترب الشاب من السيارة وحدق من زجاج السيارة الموجود بجوار ياسين وقال بسماجه : طبعاً ده يتبصله ويتعبر علشان معاه عربيه لكن أنا ….. قاطعه ياسين بفتح باب السيارة بقوة مما جعل الرجل تفاجىء بذلك وارتد جسده إلى الخلف من أثر ضربه من باب السيارة ، وهبط ياسين منها مترجلاً وجعله يباغته مرةً أخرى بلكمةٍ قوية ، جعلته يبتلع باقي عبارته ولم يستطع استكمالها إذ هوت على فكة بغضب جعلته ينزف دماً من جانب فمه .
قال له ياسين غاضباً : لما تبقى راجل زي بقيت الخلق تبقى تعالى واتكلم ، فوجىء ياسين بمن يريد ضربه من الخلف ، من شخص آخر تابع له يدافع عنه .
فصرخت نوال بالرغم منها ، قائلة بتلقائية فزعة : حاسب يا ياسين …. انتبه ياسين لوجود شخص آخر خلفه .
فالتفت اليه بسرعة وأعطاه ركلة قوية بقدمة ابعدته عنه وجعلت جسده يترنح ، ولم يستطع كلا من الشخصين مواجهته مرةً أخرى وفرا هاربين .
وقف جلال يرتدي باقي ثيابه الأنيقة أمام المرآة ، للتجهيز للذهاب إلى الحفلة لتوقيع عقود العمل مع مصطفى محرم .
كانت مهجة في هذا التوقيت خارجه من المرحاض لكي تذهب معه إلى الحفلة هي الأخرى .
كانت تضع منشفة على شعرها وتمسكها بين يديها تجفف بها شعرها بتأنِ ، حتى لمحته يقف أم المرآة بكامل ثيابه الأنيقة .
تجمدت مهجة بالرغم منها في مكانها ، تتأمل وسامته في هيام وشرود ، على الرغم من أنها لم تكن تعلم أنه موجود من قبل ، إلا أن رؤيته فقط جعلتها تنسى أنه يرتدي ثيابه ويفعل كل ذلك بغرفتها هي وليست غرفته هو .
انعكست صورتها أمامه على المرآه أمامه ، تجمدت يده في مكانها فوق شعره وهو يمشطه  وإلتقت عيناهما في المرآه .
كلا منهم يحدقان ببعض لكن بنظرات مختلفة عن الأخرى ، ارتبكت مهجة من نظراته لها فتركت المنشفة على شعرها بإهمال ، غير منتبهه لها ، انتبهت فقط لنظرات عينيه ودقات قلبها التي تقرع كالطبل .
إلتفت إليها جلال مقترباً منها بخطوات بطيئة ، قائلاً بجمود : يعني لسه ملبستيش خلجاتك .
أشاحت ببصرها بعيداً عنه ودقات قلبها تكاد تصرخ وتريد بإلقاء نفسها بين ذراعيه .
لهذا حاولت أن تتذكر معاملته الخشنة لها حتى تعامله بالمثل أو تتماسك أمامه .
قائلة له بهدوء ظاهري : منا هلبس بسرعة بس كنت الأول باخد حمام .
تأملها بغموض قائلاً : طب بسرعة إلبسي …. هزت رأسها بطاعة متجهه إلى خزانة الثياب ، أخرجت منها ثياباً لها لكي ترتديها .
كان جلال يراقبها بتمهل ، فلمح الثياب بين يديها ، فاقترب منها مسرعاً وأخذها منها فاستغربت وقالت بتوتر : دي خلجاتي اللي هلبسها .
زفر جلال بضيق قائلاً لها باعتراض : لأ مش هتلبسي الخلجات دي ، فاندهشت قائلة بتوتر : أومال هلبس إيـــه يا بيه .
رمقها برهةً من الوقت متفحصاً لوجهها قائلاً لها بجمود : إلبسي الفستان الأسود .
شحب وجهها ، وابتلعت ريقها بصعوبة قائلة له بارتباك : الفستان …. اللي … قاطعها بنفاذ صبر قائلاً لها : إيـــه الفستان الأسود اللي كنتي لابساه أوام نسيتيه .
قالت له بعفوية : عارفاه يا بيه هوه يتنسي بردو ، زفر بقوة قائلاً لها بضيق : طب يالا إلبسيه بسرعة خلينا نمشي .
أخرجته من الخزانة وأمسكت به متجهة إلى المرحاض وهي تشعر بالخجل من وجوده معها لترتديه بداخله .
ناداها جلال قائلاً بضيق : رايحة فين يا مجنونة إنتي …. ابتلعت ريقها بصعوبة وأجابته قائلة : رايحة …. رايحة …. ألبسه في الحمام يا باشا .
اقترب منها بخطوةً واحدة ، قائلاً لها بغضب : فستان زي ده يتلبس اهنه مش يتلبس في الحمام .
خجلت منه ورغم ذلك قالت له بارتباك : بس ما ينفعش ألبسه إهنه ، شعر بالغيظ منها قائلاً لها بحنق : ليه ما ينفعش يا ست مهجة .
فقالت له بتلقائية مضحكة :  علشانك يا بيه إزاي ألبسه وانت موجود .
شعر جلال بالسخط بسببها قائلاً لها : مش بجولك إنتي هتجبيلي شلل ….. طب إيـــه رأيك بجى ، مش هتلبسي الفستان إلا إهنه ، وآني موجود كمان .
اتسعت عينيها بصدمة قائلة له : إنت بتجول إيـــه يا بيه ….!!! قال لها غاضباً : اللي سمعتيه …. يا مجنونة إنتي .
صدمت من كلماته ولم تستطع النطق في البداية قائلة له : بس يا بيه … مينفعش بردك .
اختطفه منها وأمسكه بقبضته رافعاً به أمام بصرها مقاطعاً لعبارتها قائلاً بحدة : شايفه الفستان ده ، إن ملبستهوش دلوك ، هلبسهولك بيدي .
استغربت من إصراره على ذلك ، هذه أول مرة يفعلها معها ، ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة بتردد : حاضر …. حاضر …. هلبسه إهنه .
وصلت معه إلى الحفل وكان قد أوصاها بعدة أشياء لتقوم بفعلها في الحفل .
استقبلهم مصطفى محرم هو وزوجته قائلاً لهم : اتفضلوا الفيلا نورت بوجودكم .
ابتسم جلال متظاهراً بالهدوء قائلاً له : الفيلا منورة بأهلها .
أخذتها زوجته إلى مكان به بعض من صديقاتها ، لتحسن ضيافتها .
جهز رضوان الأوراق الخاصة بالشراكة وأتى بها لمصطفى فقال الأخير : اتفضل يا جلال بيه معايا في مكتبي علشان الأوراق خلاص بقت جاهزة .
انصرف معه جلال وعينيه على مهجة تراقبها من بعيد ، لاحظت انصرافه معه فأبدت لامبالاتها بالأمر . 
تظاهرت مهجة بالإندماج معهم وفي اثناء ذلك .
أتت سالي مصطفى قائلة بغرور : أهلاً … أهلاً بمرات العمدة .
فقالت لها بهدوء ظاهري : أهلاً بيكي يا حبيبتي .
حدقت بفستانها قائلة لها : بقى معقول العمدة سابك تيجي كده بفستان زي ده .
تنهدت مهجة قائلة لنفسها : اللهم طولك ياروح أنا هاين عليه أجبها من شعرها وأرميها في الأرض دلوقتي ، شوف يا أخواتي شايفه نفسها عليه إزاي .
فلما لم ترد عليها قالت لها بحنق : أنا بكلمك مش بتردي ليه .
أمسكت مهجة أعصابها قائلة لها : أصل ساعات إكده بيبقى في حديت ماسخ مينفعش أرد عليه ، ثم إذا مكنتش مرات العمدة تلبس أحسن فستان مين اللي تلبس ها …
شعرت سالي بالغيظ منها بسبب ردها هذا عليها ، مما جعلها تريد صفعها أمام الجميع حتى تكون عبرة لمن تسول له نفسه بالرد عليها بهذه الجرأة ، لكنها بدلاً عن ذلك توعدتها في نفسها .
قائلة : بقى كده يعني ابقى تعالي شوفي أنا هعمل فيكي إيه .
ضحكت مهجة من عدم معرفتها ماذا تستطيع أن تفعل بها فقالت لها : بجولك إيه أنا ممكن أرد عليكي برد يخليكي تجولي ان الله حق بس آني مش هعمل مخي بمخك فابلاش أني تلعبي بالنار معاي … ها تحبي تجربي وتشوفي .
تركتها سالي ساخطة من طريقتها في التحدث معها ، باحثة عن جلال ، وهي تتوعدها .
خرج جلال بعد قليل بعد أن وقّع على الأوراق متظاهراً بالسعادة ، وكان بصحبته مصطفى ورضوان .
بحث ببصره عن مهجة فلم يجدها ، استغرب في نفسه قائلاً : راحت فين دلوك ، يارب متكنش بتعمل مصيبة جديدة آني خابرها زين .
أثناء ذلك أتت سالي تتهادى ببطء ناحية جلال قائلة بدلال : إزيك يا عمدة مش تسأل عليه .
صُدم من كلماتها لكنه قال لها : الله يسلمك يا آنسه سالي .
فقالت لوالدها : دايماً كده يا بابا كل ما ييجي العمدة عندنا ، تستولى عليه كده لنفسك .
ضحك مصطفى قائلاً لها : معلش علشان الشغل واطمني هييجي عندنا على طول .
فقالت لجلال بدلال : طب طالما خلصتوا شغلكم ممكن تيجي معايا شوية .
شعر جلال بالضيق لكنه تظاهر بالإستجابه قائلاً لها : آجي معاكي فين … !!!
فقالت له : هنرقص سوا إيه رأيك .
تنهد قائلاً : بس أنا مليش في الحديت ده .
فقالت بتصميم : هعلمك يالا بقى متكسفنيش .
تدخل مصطفى قائلاً لها : خلاص سيبيه براحته يا سالي جلال بيه ملوش في الكلام ده .
فقالت له بحزن مصطنع : خلاص مش هلح عليك أكتر من كده ، بس تعالى معايا أعرفك على اصحابي حتى .
انصرف جلال معها مضطر لذلك ، ومازال يبحث عن مجنونته ولم يجدها .
كان مصطفى يتحدث مع مجموعة من بعض رجال الأعمال .
إذ جاءته سيدة ما تقترب منه ، وعينيها مثبتة عليه .
لمحها مصطفى ، فتغيرت ملامح وجهه إلى الصدمة والذهول ، وتوترت أعصابه قائلاً بصدمة : سماح ….. معقوله …. إيه اللي جابك هنا …. !!!!
خرجت مهجة من المرحاض شاعرةً بالغضب والضيق ، من تصرفات سالي معها .
وزادها سخطاً عندما لمحت زوجها يقف بصحبة الأخيرة يتحدث معها .
قائلة لنفسها بغضب : شكلها مش هتسكت غير لما أضربها بجزمتي علقة تعرف بعدها تحترمني إزاي .
اتجهت صوب مكتب مصطفى ، وفعلت ما طلبه منها جلال رغماً عن ذلك .
تجاهلته متعمدة فلمحها من بعيد آتياً نحوها قائلاً لها : ياريت متكنيش عملتي مصيبة جديدة ، ونفذتي كل إللي جولتلك عليه .
ههمست له بغيظ وغيرةٍ واضحة : طبعاً نفذت ، ما انت مش واخد بالك إلا من الست هانم .
قطب حاجبيه قائلاً بحده : مهجة …. اتحدتتي زين إهنه بدل ما إنتي خابره أنا أجدر أعمل إيه وياكي .
لم تخف من تهديده قائلة له : بجى إكده يا جلال باشا ، آني همشي خلي الجو يروجلكم انتم الاتنين من غيري .
صمتت ولاء برهةً عندما وجدت نظرات التصميم في عينيّ فهمي ، ولم يتحرك من مكانه ، فقالت له بتردد : طب هحكيلك كل حاجه ومن البداية .
رمقها هو الآخر بنظرات صامتة ، يريد أن يعرف عنها كل شيء .
بدأت ولاء في سرد حكايتها من البداية ، عندما رأت عادل أول مرة .
إلى يوم الحادث الذي مر بها وإنقاذه لها ، صمت فهمي بعد أن استمعها ولم ينطق بأي حرف وخصوصاً عندما علم بما فعله بها عادل ، ضم قبضته بقوة قائلاً لها : طب أنا هسيبك دلوك ترتاحي وبعد إكده نبجى نتحدتوا سوا .
حدقت به برجاء أن يتفهم موقفها لكنه تركها دون أن يعطيها فرصة للدفاع عن نفسها .
همست لنفسها ببكاء : أني السبب في كل ده …. آني السبب ….. وكمان مريم كانت هتتأذي بسببي أني .
انهارت أعصابها فأتت الممرضة مهرولة على صوت صرخاتها العالية وبكاؤها ، وأعطتها مهدىء للاعصاب لكي تنام وتستريح .
دخل يحيى إلى مكتب فهمي ووجده شاردا فاستغرب وقال له : إيه مالك يا دكتور فهمي سرحان في إيه .
تنهد قائلاً له : أبداً إتفضل إجعد واجف ليه ، جلس أمام مكتبه قائلاً له : حالة ولاء عاملة إيه دلوك .
تنهد قائلاً له : أديني متابعها مع دكتور العلاج النفسي  وبنحاول نعمل اللي علينا .
فقال له يحيي : طب أني داخل دلوك إوضة العمليات عندي مريض محتاج عملية وجولت أطمن عليك الاول .
ابتسم بهدوء قائلاً له : آني بخير وهستناك نمشوا سوا .
تنهد قائلاً لها : ماشي  اتفجنا 
دخلت الممرضة المشرفة على حالة مريم غرفتها  ، ووجدتها كأنها بانتظارها إذ قالت لها بتساؤل وتردد : الدكتور يحيى إهنه .
فقالت لها : أيوة إهنه بس في إوضة العمليات في حالة مستعجلة جات الطوارئ من شوية .
فقالت لها بلهفة : طب من فضلك عايزاكي تبلغيه إني عايزة اتحدت وياه ضروري  .
بعد قليل جاءها يحيي قائلاً بضيق : خير فيه حاجه .
ارتجف قلبها كالطير الذبيح نادمة على ارسالها الممرضة من معاملته الجافة لها بهذا الشكل .
أجابته بتردد قائلة : آني كنت عايزة أكملك حكايتي .
تغيرت ملامحه إلى الغضب قائلاً لها بخنق : واشمعنى دلوك يعني  ، تلعثمت وترددت قائلة له : علشان …. علشان …. تبجى خابرها كلها يعني
، أغمض يحيى عينيه بضيق متردداً بداخله ، مابين القبول باستماعها وبين الرفض وعدم استماعها كما تريد .
فقاطعت شروده قائلة برجاء : معلش يا دكتور يحيى .
تلاقت أبصارهم بصمت طويل ، فهز رأسه بجمود قائلاً لها : كملي حكايتك بسرعة علشان مش فاضي .
هزت رأسها هي الأخرى بالموافقة متذكرة ما حدث معها في ذلك اليوم ، بعد أن أغلق عادل الباب هرولت ناحية الغرفة الموجود بها ولاء وصوتها متعب من الصراخ تقول بصياح : مريم …… مريم … إلحجيني …. طلعيني من إهنه .
هتفت مريم بجزع ترد عليها بقولها : ولاء ….. ولاء … فأسرع عادل باللحاق بها وإمساكها قبل أن تتجه ناحية الغرفة .
قائلاً بغضب : إيه اللي انتي بتعمليه ده ياحلوة إنتي مفكرة نفسك هتنقذيها بجد أنا عطيتك العنوان علشان عايزك إنتي .
ارتعشت مريم من الخوف من نواياه السيئة الواضحة بجلاء في عينيه 
مما جعلها تريد الإفلات منه لكنه كان الأقوى منها .
قائلاً لها : متحاوليش لان اللي هتعمليه ده مش في مصلحتك ياجميل  .
جذبها ناحية غرفة أخرى بالقوة وأغلق الباب خلفه بسرعة كي لا تهرب منه .
تراجعت بخطواتها إلى الوراء من شدة ذعرها منه بعد أن تركها ليغلق الباب ، وتلفتت حولها لكي تنقذ نفسها منه بأي طريقه .
اتجه ناحيتها وجذبها مرة أخرى ، فدفعته بعيداً عنها بكل قوتها ، فأسرع هو بجذبها ناحية صدره محاولاً تقبيلها بعنف ، فأشاحت بوجهها بقوة حتى لا يلمسها .
وأزاحته بيديها صارخه بحدة : إبعد عني ….. إبعد عني يا مجرم .
فقال لها شامتاً : إزاي أبعد عنك ما جيتي برجلك لغاية عندي .
صرخت به مرةً أخرى قائلة له : ابعد عني يا واطي …
فجذبها بعنف من ثيابها من الأعلى ملقياً بها على الفراش .
وهجم عليها بكل قوته وقاومته بركلات قدميها في بطنه صارخه به لكنه لم يرحمها ، وانحنى عليها يقبلها عدة قبلات بعدم رحمه أو شفقة لحالها وانتزع عن رأسها حجابها بعنف .
لمحت بجانب الفراش زجاجة مصنوعة من الزجاج ، بها بعض الماء .
فمدت ذراعها وتناولتها بيدها ببطء حتى لا يراها تفعل ذلك  ، وهي تقاومه ولم ينتبه عادل لما تفعله ، فضربته بما تبقى لها من قوة دون يراها على مؤخرةرأسه من الخلف .
صرخ عادل بقوة من شدة الألم مترنحاً للخلف ، من قسوة الضربة على رأسه ،فسقط على الأرض فاقد الوعي .
هرولت مريم بسرعة ناحية  الباب وفتحته بالمفتاح الموجود به ، متجهة صوب غرفة ولاء لتنقذها هي الأخرى بعد أن أنقذت نفسها من شر عادل هذا الأحمق .
فتحت الباب على ولاء ووجدتها مازالت تصرخ وتطرق على الباب بقوة بيديها من الخلف قائلة : سيبها يا حيوان …. سيبها .
حدقت بها مريم ووجدت شعرها مشعث وثيابها غير منظمة يوجد كدمه على وجنتها اليسرى .
فألقت ولاء بنفسها بين ذراعيه منهارة من البكاء عندما رأتها قائلة لها بألم : مريم الحمد لله إنك بخير ….. الحمدلله …. كنت خايفة ليأذيكي .
هتفت بها مريم قائلة بلهفة وجزع : لأ مجراليش حاجه واصل …. طمنيني عليكي إنتي الأول .
فقالت لها ببكاء : أنا بخير …. بس المجرم حاول يعتدي عليه بس انتي جيتي في الوجت المناسب ، أني آسفه على اللي حصلك بسببي كل ده أني السبب فيه .
هزت رأسها بالتفي قائلة : متتأسفيش يا ولاء إنتي أختي .
ومسحت لها دموعها متابعة بقولها : يالا بجى نمشي من هنا بسرعة جبل المجرم ده ما يفوج من غيبوبته ، وفيه سواج مستنينا تحت بعربيته .
هرولوا هما الإثنين بشعرهم المشعث مغادرين المنزل وهبطوا بالأسفل من أعلى الدرج مسرعين من الباب الخارجي للبناية ، فوجدا السائق بانتظارهم أمام البناية .
اندهش السائق من منظرهم الرث وفتح لهم باب السيارة من الخلف .
فقالت له مريم : بسرعة امشي بينا من اهنه الله يباركلك  .
ما أن تحرك السائق بسيارته حتى تابعته سيارة أخرى بها عادل وصلاح وشخصان آخران .
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حبيبة بالخطأ للكاتبة سهير علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى