Uncategorized

رواية خط أحمر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

 رواية خط أحمر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

رواية خط أحمر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

رواية خط أحمر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

وصل إلى المستشفى وترجل من سيارته على عجالة، ركض بسرعة كبيرة إلى الداخل وصعد الدرج الذي أوصله إلى الطابق الثاني، تحرك في ممر طويل إلى أن وصل إلى نهايته فانحرف يسارًا ليجد «ابتسام» شقيقة «أسماء» ومعها ابنتها الكبرى «دلال»، اقترب منهما وهو يلهث من التعب وردد بلهفة وشوق:
– اسماء عاملة أيه يا ابتسام؟
ابتسمت في وجهه ورددت بسعادة:
– متقلقش كدا يا ايمن هتبقى بخير إن شاء الله، وبعدين مالك قلقان كدا هي أول مرة تولد ولا أيه؟
نظر إلى باب الغرفة ثم عاد ببصره إليها مرة أخرى قائلًا:
– مش أول مرة بس المرة دي حاسس إن ربنا هيرزقني بولد، ولد يشيل اسمي ويبقى ظابط شرطة زي أبوه ويكمل مسيرته
في تلك الأثناء فُتح باب الغرفة وخرجت ممرضة تحمل بين يديها طفل صغير واقتربت من «ايمن» وهي تقول بابتسامة:
– ألف مبروك يا سيادة الرائد، ربنا رزقك بولد زي القمر
اتسعت حدقتيه بسعادة وانهمرت عبرة من عينيه وهو يحمل الطفل من يدها، حمله بين ذراعيه ونظر إلى وجهه بحب كبير قائلًا:
– ما شاء الله
مال برأسه وقبل جبينه بحب قبل أن يعتدل قائلًا:
– اسماء عاملة أيه دلوقتي؟
أجابته بنفس الابتسامة:
– الحمدلله بخير تقدر تدخلها 
تحرك على الفور إلى داخل الغرفة ووقعت عينيه على حبيبته «اسماء» فتقدم إلى الداخل وجلس أمامها قائلًا:
– حمدالله على سلامتك يا حبيبتي
ابتسمت بسعادة وأردفت بضعف:
– الله يسلمك يا حبيبي، شوفت ابننا قمر ازاي
اقترب منها أكثر وأمسك بكف يدها بحب قائلًا:
– قمر علشان شبه أمه، متتصوريش فرحتي دلوقتي بيه
نظرت إليه بسعادة غامرة ثم عادت ببصرها إلى زوجها مرة أخرى وهي تقول بتساؤل:
– هنسميه أيه يا حبيبي
نظر إلى وجه طفله البرئ وردد بابتسامة:
– طيف، هسميه طيف، أيه رأيك؟
رفعت أحد حاجبيها وأردفت:
– طيف! أول مرة أسمع الاسم ده، هو فيه حد اسمه طيف؟
هز رأسه بالإيجاب وأجابها قائلًا:
– أيوة فيه، النهاردة قبل ما أجي قابلت طفل صغير ما شاء الله عليه عسل كان بيبيع مناديل، اديته فلوس وسألته اسمك أيه رد عليا وقال إن اسمه طيف، عجبني الاسم أوي وحسيته مختلف والصراحة عشش في دماغي، أيه رأيك؟ لو مش عاجبك خلاص نختار اسم تاني
هزت رأسها بابتسامة قائلة:
– لا يا ايمن الاسم جميل اوي وزي ما قولت مختلف، ربنا يحفظه لينا هو واخته تنة
قبل جبينه قُبلة مطولة قبل أن يقول بسعادة:
– اللهم آمين
عاد «ايمن» من ذكرياته تلك وردد بابتسامة:
– وأخيرا جيه اليوم اللي شوفته فيه بني آدم ناجح وهو اللي هيكمل مسيرتي، ربنا يبارك في عمرك يا طيف أنت ويحفظك أنت وتنة ورنة 
***
– بصي انسي أي كلام وحش قلتهولك وقت غضبي، مكنتش اعرف إني كورة في ملعب خطتك مع بابا
قالها «طيف» بابتسامة وهو يقود سيارته إلى مكان بداية كل شيء فضحكت «سيزكا» قائلة:
– خفت أوي غضبك يعميك وتطلع رصاصة من سلاحك في اليوم ده، ساعتها كانت كل حاجة هتبوظ فعلا
ضحك هو الآخر وانحرف بسيارته جهة اليمين قبل أن يقول:
– لاحظي إني كنت دكتور نفسي قبل ما اخش شرطة يعني عارف كويس أوي ازاي اتحكم في غضبي، حتى ولو كل ده مكانش خطة كنت ساعتها مش هعمل كدا علشان معني إني اقتلك إني كدا قضيت على أمل إنهاء الريد لاين لأنك اللي هتجمعيهم مرة تانية، في كل الأحوال كنت هسيبك تعيشي بس لو حد غيري مضمنش الصراحة
ابتسمت وفتحت نافذة السيارة من خلفها ليدخل الهواء البارد وأردفت مازحة:
– على الأقل قدرت تثبت لنفسك إنك مكنتش غبي بس بابا وأنا لعبنا عليك لعبة لطيفة
لوى ثغره وقال مازحًا:
– الصراحة لو كنتي بتضحكي عليا وأنا صدقت كل ده كنت هدخل موسوعة جينيس لأغبى راجل في العالم
ضحكت بصوت مرتفع بينما هو تنفس بأريحية وتذكر ما حدث …
“قبل يوم”
سند برأسه على الحائط من خلفه وتذكر تلك اللحظات وهي لحظات القبض عليه وسط احتفال عائلته بعيد ميلاده، لم ينسى دموع والدته التي وقفت أمامهم ورفضت أن يأخذوه، لم ينسى نظرات والده الغاضبة له، لم يتوقع أن يتم اتهامه بالتعاون مع تلك المنظمة المسلحة وفوق كل هذا تصديق والده لهذا الأمر، نظر إلى البوابة الحديدية لتلك الزنزانة عندما استمع لصوت فتحها وانتظر دخول هذا الذي يفتح الباب وبالفعل دلف «بارق» إلى الداخل ونظر إلى صديقه بابتسامة قائلًا:
– والله بعودة يا طيف باشا
ابتسم «طيف» عندما وقع بصره عليه ونهض من مكانه، صافحه بسعادة قبل أن يبتعد عنه قائلًا:
– يااه يا بارق وحشتني والله، أيه جاي هنا مقبوض عليك ولا تستجوبني ولا أيه
ضحك على ما قاله وتحرك إلى الداخل وهو يقول:
– لا أصلي شوفت اللي حصلك ولما كلمت اللواء أيمن فهمني كل حاجة
لوى ثغره وجلس مكانه مرة أخرى قائلًا:
– أها طبعا قالك إني خاين وشغال مع الريد لاين وبديهم معلومات وسهلت دخول سيزكا المكتب وكلت مال اليتيم، وترابيزات بلياردو وبينج
ارتفعت ضحكات «بارق» وخبط بكفه على الآخر وهو يقول:
– يخربيتك أنت فيك نفس تهزر في مصيبة زي دي، بس لا مقالش كدا يا معلم، تعالى معايا سيادة اللواء مستنيك في مكتبه
رفع أحد حاجبيه بتعجب وهز رأسه بتساؤل:
– مقالش كدا إزاي!
فرد له ذراعه لكي يساعده على النهوض بسرعة وردد بابتسامة:
– هتعرف كل حاجة في المكتب يا باشا 
نهض من مكانه واتجه إلى مكتب والده بصحبة «بارق»، تردد في البداية في الدخول لكنه اتخذ قراره وولج إلى الداخل بينما كان ينظر إلى الأسفل، سار مسافة قليلة وتوقف أمام مكتبه فنهض هو من على مقعده ووقف أمام ابنه قبل أن يرفع رأسه برفق قائلًا بابتسامة:
– ارفع راسك يا سيادة الرائد، أنا عمري ما أشك في ابني اللي ربيته بنفسي، أنا لو العالم كل قالي ابنك خاين هصدقك أنت وهكذب العالم لأني عارفك كويس وعارف قلبك فيه أيه
ضيق نظراته بعدم فهم وأردف:
– اومال ليه كل ده! أنا اتقبض عليا وسط امي واخواتي ومراتي وقدام عنيك، نظراتك كانت بتحسسني إني ارتكبت جريمة كبيرة 
وضع يده على كتفه وأكمل بابتسامة واسعة:
– لازم الخطة تمشي مظبوط، لما القريب يتعايش مع الموقف ويصدق إنه بجد الغريب مش هيشك بنسبة واحد في المية، في البداية خليني أعملك مفاجأة 
أشار إلى «بارق» فتوجه إلى الخارج وبعد مرور ثوانٍ قليلة دلف مرة أخرى ومن خلفه «سيزكا».
استعت حدقتي «طيف» بصدمة ونظر إلى والده بينما كان لسانه عاجزًا عن الكلام، عاد ببصره إليها مرة أخرى وهز رأسه بحركة عشوائية وهو يقول:
– تقريبا أنا لسة في الزنزانة وبحلم صح! أيه اللي بيحصل هنا؟
ابتسمت هي ورددت بصوت هادئ:
– اللي بيحصل هنا هو إنك مش بتحلم وكمان أنا مضحكتش عليك، كل دي خطة حطناها أنا واللواء أيمن
بدل نظراتها بينها وبين والده بعدم إلى أن تحدث «ايمن» قائلًا:
– الموضوع بدأ من بداية الخطة، المفروض كان أنت اللي توقع سيزكا مش يوسف، هو فهمك إنه هو اللي المفروض يجذب انتباهها وبعدين يعرفها على طيف الدكتور النفسي الشاطر لكن دي كانت الخطة بيني وبينه علشان تبقى على طبيعتك خالص وتتجذب ليك 
أكملت «سيزكا» مازحة:
– والصراحة أنا اتجذبت ليك فعلا ووقعت ومحدش سمى عليا
ثم تابعت بجدية:
– حضرت فعلا معاك جلستين وارتحت لعلاجك وحسيت إن اللي أنا عايشة فيه ده جحيم، حد من رجالتي صورك وعرف عنك كل حاجة وطبعا بلغني، ساعتها مكنتش عارفة أفرح ولا اغضب بس حسيت إن فيه نور بعيد وسط الضلمة اللي أنا عايشة فيها وأنت كنت النور ده، خدت قراري بإني في صفكم من البداية خالص بس كان لازم أحط خطة علشان كل حاجة تعدي من غير خسارة أو زيادة أعداء علشان كدا جمعت الجزء المهم من مجلس الريد لاين وفهمتهم إنك ظابط وإني هحط خطة توقعك وفي نفس الوقت اخد كل المعلومات اللي أنا عايزاها، الصراحة اقتنعوا جدا والجزء اللي ميعرفش حاجة هاجموني وحاولوا يقتلوك ويقتلوني، لما وصلت مصر وانت عرفتني على اللواء أيمن ساعتها روحتله مكتبه وفهمته كل حاجة من البداية خالص وقررنا نكمل الخطة، موضوع المحفل ده مكانش يومه بس طلبت من المجلس يجتمع مع رجالتنا علشان اخش المكتب واخد المعلومات اللي محتاجاها وبالظبط ده اللي حصل واتفقت مع اللواء أيمن وخدت معلومات ملهاش لازمة، كان ناقص الجزء الاهم وهو إننا نحسس الريد لاين إنك بقيت جزء مننا، كنت مبلغاهم الاول إني هجيبك لصفي علشان كدا اللواء أيمن قالي لازم تكون موافقتي على كلامي في المحفل علشان كدا قولتلك جاريني في الكلام وملكش دعوة
“- أي حاجة هقولها جوا عايزاك تجاريني فيها وتتكلم معايا أكن اللي بقوله ده صح وتخترع من عندك كمان
ضم حاجبيه بعدم فهم قبل أن يقول بتساؤل:
– وأيه اللي هيخلينا نتكلم أصلا! 
أصرت على حديثها ورددت بغموض:
– اسمع اللي بقولك عليه يا طيف وثق فيا، دي بطاقة خروجنا من هنا وكفاية كلام إحنا داخلين”
وتابعت بابتسامة:
– وده اللي حصل بالظبط وبكدا خطتنا مشيت مظبوط من البداية لغاية دلوقتي، ده كله علشان اللحظة اللي جاية
أكمل اللواء «ايمن» بعدها مباشرة وردد بجدية:
– بعد يوم بالظبط هيبقى يوم المحفل الحقيقي للريد لاين هيبقى هنا في مصر وخد المفاجأة، كل قيادات الريد لاين والمجلس وكل رجالتهم هيبقوا في المحفل، لو خطتنا مكنتش نجحت مكانش ده هيتحقق، جت فرصتنا يا طيف علشان ناخد حق فاطمة ونخلص البلد والعالم كله من شرهم
ابتسم «طيف» وبدل نظراته بين والده و «سيزكا» قبل أن يقول مازحًا:
– ما شاء الله بتخططوا وتنفذوا وأنا عاطف معاكم في القضية، الغلبان اللي بقى في وش المدفع فجأة، أنا مش زعلان على الخطط دي كلها اللي مزعلني تورتة عيد ميلادي كانت هتجنني واخد منها حتة 
ابتسم «ايمن» وردد بمرح:
– تنجح المهمة إن شاء الله وأعوضك يا تافه
– الله يخليك يا بابا ده شرف ليا
جلسوا جميعًا وبدأوا في سرد وتحضير خطتهم لإنهاء كل هذا بعد يوم واحد من الآن.
“عودة إلى الوقت الحالي”
توقف «طيف» بسيارته أمام فندق ضخم وعلى عكس المرتين السابقتين لم يكون المحفل أسفل الأرض بل كان في القاعات الضخمة والمفتوحة لهذا الفندق مما أثار دهشة «طيف» وردد بتعجب:
– غريبة! ازاي يعملوا اجتماعهم واحتفالهم في قاعات فندق مفتوحة! مش خايفين يتكشفوا؟
ابتسمت وهزت رأسها بالنفي لتقول موضحة:
– بالعكس كدا محدش هيشك فيهم نهائي خصوصا إنها حفلة تنكرية عادية جدا وهيحصل فيها فقرات عادية وده مش هيلفت انتباه حد ده غير الاجتماع هيكون في اوضة اجتماعات قريبة من القاعة
لم يتحرك من مكانه وسأل سؤال آخر:
– طيب إحنا مش رايحين متنكرين ليه؟
حملت حقيبتها ورددت بإيجاز وهي تستعد إلى النزول:
– قولتلك رايحين اوضة اجتماعات قريبة من القاعة، المجلس بيشوف بعضه عادي لكن قبل خروجهم للباقي هيلبسوا الأقنعة، استعد علشان فيه مفاجأة هتصدمك
ترجلت من السيارة بينما انتظر هو لثوانٍ وهو يفكر في جملتها الأخيرة وردد بحيرة:
– مفاجأة تاني! 
ترجل هو الآخر من سيارته وسار معها إلى أن وصولوا إلى باب خلفي لهذا الفندق وولوجوا إلى الداخل، ساروا لمسافة قصيرة قبل أن يستقبلهم «باسل» وعلى وجهه ابتسامة قائلًا:
– أهلا بسيزكا ملكة الريد لاين اللي لعبت عليا ومقالتش على خطتها ليا، كنت هقتل طيف!
في تلك اللحظة تقدم «طيف» ولكمه بقوة في وجهه وردد بابتسامة:
– دي علشان جرحت اختي وضحكت عليها يا بسلة
تألم «باسل» كثيرا من تلك اللكمة وتقدم استعدادا للإنتقام منه إلا أن «سيزكا» أوقفته قائلة بجدية:
– باسل مش عايزة شغل أطفال، اقسم بالله حركة كمان وهقتلك هنا 
نظر إلى «طيف» بغضب بعد أن توقف عن ما هو مُقدم عليه بسبب تهديدها له بينما تابعت هي بجدية:
– المجلس هيبدأ يلا بينا 
ساروا في طريقهم حتى وصلوا إلى تلك الغرفة وكان جميع قيادات مجلس الريد لاين يجلسون على طاولة ضخمة واحدة، نظر «طيف» إلى وجوه جميع الحاضرين إلى أن توقف عند شخص يعرفه جيدا وهذا ما جعله في حالة من الصدمة وهو يردد بصوت هامس:
– كريم!
“قبل شهرين”
لاحظ «يوسف» اهتمام «طيف» بالنظر إلى جهة وهو يردد:
– مستحيل!
ربت على كتفه قبل أن يقول متسائلًا:
– فيه أيه يا تامر! أيه اللي مستحيل 
نظر إليه وأشار بيده إلى الخلف وهو يقول بابتسامة :
– ده كريم صاحبي من أيام الكلية مش عارف ايه اللي جابوا هنا، وحشني ابن الايه عايز اروح أسلم عليه 
توقف المصعد وفتح أبوابه قبل أن يتحدث «يوسف» بنبرة جادة ومحذرة:
– يلا بينا ومتبوظش كل اللي لسة مبدأناهوش 
هز رأسه بالايجاب واتجه إلى الداخل وهو يقول:
– متقلقش أنا فاهم كل حاجة ومش هروح يعني اقوله أنا أهو في الوقت ده 
……….. ……….. …………
وضعت قدمًا فوق الأخرى ورددت بابتسامة واسعة:
– قولتلك يا كريم هعرف أتصرف، تامر أو طيف نجحوا يخدعوني والصراحة أنا عايزاه وزي ما قولتلك الخطة اللي في دماغي هعملها 
رفع أحد حاجبيه وردد باعتراض:
– بس كدا هيموت كتير أوي من رجالة الريد لاين في اللعبة بتاعتك دي!
ضحكت بصوت مرتفع قبل أن تقول بثقة كبيرة:
– كل معركة ليها الخساير بتاعتها وأنا معركتي عايزة أكسب فيها كل حاجة، الظابط و كل المعلومات اللي إحنا عايزينها في مصر
لوى ثغره وردد بعدم رضا:
– وطبعا ده عن طريق خطتك وهي إنك هتحبيه وهتضحي بقيادة المنظمة وهتعادي المجلس علشان خاطره وهو هيصدق ويقربك منه وتجيبي كل المعلومات صح كدا!
رفعت أحد حاجبيها بابتسامة وتابعت:
– مش بس كدا ده أنا هكسبه وهخليه عضو في المنظمة غصب عنه كمان، عايزاك بقى يا كريم بما إنك النائب بتاعي تظبط كل حاجة
“عودة إلى الوقت الحالي”
أخفى «طيف» صدمته وردد بابتسامة وصوت مرتفع:
– كريم صديق الكلية! لا متهزرش
ضحك «كريم» بصوت مرتفع ونهض من مكانه واتجه إليه لكي يصافحه قبل أن يقول:
– شوفت الدنيا ضيقة ازاي، كنت مراهن على إنك عاقل وهتختار الجبهة الصح
ضحك «طيف» وقال مازحًا:
– عيب عليك أنا مش بختار أي حاجة، يلا بينا علشان معطلين الاجتماع
على الجانب الآخر بداخل المطبخ وغرف الخادمين كان يوجود الكثير من العاملين من أجل تقديم الأطعمة والمشروبات وكانوا من رجال الريد لاين وأثناء انشغالهم بكل ذلك داهمت قوة من الشرطة المكان وتم إلقاء القبض عليهم جميعًا دون مقاومة منهم وتم تكليف العديد من رجال الشرطة بتولي تلك المهمة حيث قاموا بارتداء ملابسهم لكي يستطيعوا التوغل إلى داخل هذا المحفل الضخم والذي يضم شخصيات كثيرة على مستوى العالم، كان «يوسف، عمر، طارق» من بين هؤلاء الذين قاموا بارتداء ملابس العاملين وكانت مهمتهم هي الدخول إلى قاعة الاجتماعات والتي يوجد بها مجلس الريد لاين.
في الخارج بعيدًا قليلًا عن الفندق وقف «رماح» مع قوة ضخمة من الشرطة وكانوا في انتظار إشارة اللواء أيمن لكي يداهموا المكان.
“قبل ساعات”
دلف إلى داخل مكتب اللواء «ايمن» وردد بجدية كبيرة:
– عايز انضم للمهمة سعادتك
رفع «ايمن» أحد حاجبيه وردد بدهشة:
– بس أنت مش مؤهل تشارك يا رماح، أنت في فترة راحة دلوقتي وفي اجازة، من رأيي تروح وبكرا إن شاء الله هتسمع أخبار كويسة وحق فاطمة هيرجع
رفض الرجوع عن ما يطلبه وألح في طلبه أكثر قائلًا:
– سيادتك عارف إني مؤهل للمهمة ده غير إن اللي ماتت دي خطيبتي يعني لو مخدتش حقها بأيدي أو حتى شاركت في المهمة يبقى مستحقش أكمل في شغلي، ياريت سعادتك توافق
صمت «ايمن» قليلًا ليفكر بالأمر قبل أن يتخذ قراره قائلًا:
– تمام يا رماح، هنفذلك طلبك علشان أنت من رجالتي اللي بفتخر بيهم وتستحق تشارك، دلوقتي هفهمك دورك في المهمة
“عودة إلى الوقت الحالي”
التقط أنفاسه بقوة وهو يردد بداخله:
– هانت يا فاطمة، وقت قصير وكل اللي عملوا فيكي كدا هيدفعوا التمن غالي أوي
***
دلفت إلى غرفته وتقدمت حتى وقفت أمام سريره ووضعت الطعام أمامه على السرير فضم هو حاجبيه قائلًا بتساؤل:
– أيه ده!
أجابته بحزن وهي تشير إلى حقيبة الطعام:
– ده أكل عملته ياسمين وجابته بس مرضيتش تخش علشان متضايقش، ادتهوني ومشيت
ارتفع حاجبيه وصمت للحظات وهو يفكر بالأمر قبل أن يردد بسرعة:
– الحقيها قبل ما تمشي وهاتيها، قوليلها نائل عايزك
ابتسمت «يارا» واسرعت إلى الخارج على الفور دون أن تتفوه بكلمة واحدة بينما ردد هو داخله:
– حرام عليا لو اديتها الوش ده علطول، هي ندمت واعترفت بغلطها وحافظت على اختي وقت غيابي ومش بس كدا دي كانت هتتجنن عليا بعد اللي حصل زي ما يارا قالت، كفاية كدا
وصلت «ياسمين» بعد ثلاث دقائق إلى الغرفة ومن خلفها «تنة»، نظرت إلى الأسفل بحرج وهي تقول بخفوت:
– يارا قالت إنك عايزني، اتفضل
أشار إلى الطعام الذي كان يجاور فراشه وردد بابتسامة:
– مكانش ليه لزوم التعب ده
بادلته الابتسامة وأردفت بهدوء:
– مش أنا اللي عاملاه دي هانم ما أنت عارف إني مش لطيفة في الطبخ
ضحك وأشار لها لكي تجلس فنفذت ما طلب على الفور وما إن استقرت في مقعدها حتى قال:
– تعرفي إني كنت بسمع صوتك جنبي وقت تعبي! كنت بسمعك بتنادي من بعيد
انهمرت دموعها على الفور فخفضت رأسها لتحاول منعه من رؤيتها هكذا ورددت بصوت ضعيف:
– أنا آسفة
ساد الصمت للحظات قبل أن تتابع بنفس النبرة:
– أنا عارفة إن الأسف مش هيغير حاجة بس أنا غبية ووحشة، مش عيب الواحد يغلط بس العيب إنه ميتعلمش من غلطه وأنا غلطت واتعلمت من غلطي، سامحني يا نائل، سامحني أنا مقدرش أعيش من غيرك
لم يعرف ماذا يقول أو يفعل في تلك اللحظات لكن بكائها أحزنه كثيرًا لذلك اتبع قلبه وردد على الفور:
– سامحتك يا ياسمين، أنا كمان مقدرش أعيش من غيرك بس أنتي كسرتيني وكان لازم ده يبقى رد فعلي، ياريت حياتنا اللي جاية مع بعض تكون ود ورحمة بينا، تكون مبنية على ثقة وسعادة، تكون بعيدة عن أي خلاف
***
استمر الاجتماع لأكثر من عشر دقائق وكان كلٍ منهم يتحدث في أمر ما يخص المنظمة وكيفية جذب أفراد جديدة إليها وعلى الجانب الآخر انتشرت رجال الشرطة في المكان في زيهم التنكري كخادمين للحفل حتى لا يشك بهم أحد وتنجح خطتهم.
انتقل حديثهم إلى كيفية نشر معتقاداتهم في العالم بأكمله وخاصة مصر اعتقادًا منهم أن تاريخ نشأتهم كان بها منذ العصر القديم، كان «طيف» يستمع إلى ما يقولونه وينتظر هجوم قوات الشرطة على المكان لينتهي هذا الكابوس الذي طال وجوده وفي تلك اللحظة فُتحت الأبواب على مصراعيها وتقدم بعض رجال الشرطة المتنكرين وتقدموا بالطعام ثم التفوا حولهم وما إن أخذوا مواقعهم حتى أخرج كلٍ منهم سلاحه ووجهه إلى رأس جميع الحاضرين …
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث والعشرون والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!