Uncategorized

رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت الثالث والعشرون 23 بقلم سمسم

رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت الثالث والعشرون 23 بقلم سمسم

رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت الثالث والعشرون 23 بقلم سمسم

رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت الثالث والعشرون 23 بقلم سمسم

اثناء حديثها مع صورة زوجها سمعت صوت طرق على باب الغرفة قامت فتحت الباب وجدت ريهام على الباب ولكن يبدو عليها الحزن
سچى باستغراب…فى ايه يا ريهام مالك
ريهام… مش عارفة انام فى الاوضة لوحدى خايفة يا سچى عايزة انام معاكى
سچى…ايه الجبن اللى انتى فيه ده يا ريهام هو انتى عيلة صغيرة
ريهام…اصلى متعودتش انام فى الاوضة واكرم مش موجود ماليش دعوه انا خايفة
سچى…خلاص ادخلى يا واجعة دماغى ادخلى يا اختى
دخلت ريهام الغرفة وجدت سچى تضع ملابس وصورة زوجها على السرير
ريهام…انتى كنتى عاملة فيلم الوسادة الخالية ولا ايه يا سچى
سچى… بس يابت انتى بس تصدقى دا لسه مسافر ووحشنى كأنه مسافر بقاله سنين مش من كام ساعة بس
ريهام…مش عارفة ايه ده بجد انا مكنتش عارفة ان انا هطب فى حب أكرم زى الجردل كده ويوحشنى بالطريقة دى
ضحكت سچى برغم ما بها من حزن على فراق زوجها فريهام لا تتغير ابدا حتى فى احلك الظروف تمزح مزاحها القادر على تغيير مزاج سچى بلحظة
سچى بضحك…بس يابت انتى بقى ايه ده مبتخلنيش اعرف اكمل مود الحزن ابدا دايما تضحكينى كده
ريهام…مش احسن ما ننجن انا وانتى يا سچى
سچى…خلاص يلا نامى واسكتى واياكى توقعينى من على السرير انتى فاهمة يا ريهام
ريهام…متخافيش هنام مؤدبة ومش هعملك إزعاج دا انا نسمة والله
ظلت ريهام تتحرك كثيرا اثناء نومها حتى طار النوم من جفون سچى فصرخت سچى فيها
سچى… ايه انتى يا حجة كفاية ترفيص بقى حرام عليكى هو جوزك مستحملك ازاى كده يا ساتر عليكى
ريهام…بتقولى حاجة يا سچى فى حاجة ولا ايه
سچى… فى حاجة ! انتى مش حاسة بنفسك ولا ايه بقولك اتهدى بقى مش عارفة انام ايه ده ولا اربطك فى السرير احسن
ريهام…لاء خلاص هنام ساكته اهو معلش يا سچى استحملينى
سچى…دا انتى نومك طلع رهيب ازاى أكرم مستحملك كده ده له الجنة والله
ريهام…جوزى بقى يا ستى ولازم يستحمل لو هو مستحملش اجيب حد يستحملنى منين
سچى…الله يكون فى عونه بجد عليكى انا لو منه انيمك على الأرض ترفصى براحتك
ريهام…قصدك ايه يا سچى ها قولى انتى تقصدى ايه
سچى…دا انتى عماله تتقلبى يمين وشمال والاقى ايدك نازلة على وشى انتى بتتخانقى وانتى نايمة ولا بتحلمى بخناقة ولا فى إيه
ريهام…هههه معلش دى كوابيس بس علشان اكرم سابنى وسافر
سچى…ما تسكتى بقى يا ريهام هو انتى كل شوية تفكرينى انهم سافروا اسكتى بقى ونامى ربنا يهديكى
******
كانت مايا عاقدة العزم على ان تنهى خطبتها من هانى بعد ان علمت من عصام ان رائف سافر لإجراء العملية التى سيصبح بعدها انسان طبيعى مثل ما كان سابقا لذلك اخذت قرارها ان تنهى هذه الخطبة حتى تستطيع ان تعود لرائف ثانية بعد عودته من لندن
هانى…مالك يا مايا فى ايه بكلمك مبترديش عليا في حاجة حصلت
مايا…هو الصراحة يا هانى انا عايزة اقولك حاجة مهمة
هانى…حاجة ايه دى قولى يا مايا خير
مايا…احنا مش هننفع نكمل مع بعض يا هانى احنا لازم نسيب بعض
هانى…نعم وجاية تقولى دلوقتى وخلاص فرحنا قرب انتى اتجننتى يا مايا ولا ايه
مايا…هانى احترم نفسك فى الكلام انت عارف مبحبش حد يكلمني بالاسلوب ده انت فاهم
هانى…احترم نفسى ! جاية تقوليلى دلوقتى ان احنا مننفعش مع بعض ولازم نسيب بعض واخنا خلاص كنا قربنا نتجوز
مايا…مش احسن ما نتجوز ونتعس بعض يا هانى ومنبقاش مبسوطين ونزهق بعض
هانى…والله وانتى اكتشفتى دلوقتى ان احنا مش هنبقى مبسوطين مع بعض فجأة كده
مايا…انا مقدرش اكمل فى موضوع انا مش مرتحاله يا هانى فخلاص كل واحد يروح لحاله وخلاص نسيب بعض واحنا مخطوبين احسن ما ييجى وقت ونضطر نطلق فيه
هانى…وايه السبب بقى يا مايا دلوقتى انك عرفتى انك مش هتبقى مبسوطة معايا ايه حنيتى لخطيبك الاولانى
مايا…ده شئ ميخصكش يا هانى واتفضل دبلتك وكل حاجتك اهى اتفضل سلام
وقامت بوضع دبلتها وكل الاشياء التى اشتراها لها اثناء خطبتهم امامه على المنضدة وتركته وذهبت وهو لم يستوعب بعد الطريقة التى انهت بها كل شئ بينهم
هانى…كده يا مايا صبرك عليا
ركبت مايا سيارتها وهى تشعر بالسعادة انها استطاعت ان تتخلص من هانى وربما ستعود الى رائف مرة أخرى فهى ترى انه يجب ان يكون لها هى فهو دائما ما كان يخبرها بحبه لها وربما مازال يحبها لذلك لن تدعه ان يكون لاحد غيرها حتى ولو كان متزوجاً
مايا…اكيد رائف لسه بيحبنى بس اتجوز علشان يلاقى واحدة تساعده ودلوقتى هيبقى كويس والمشكلة دى خلاص هتخلص وممكن نرجع لبعض تانى
****
فى منزل فادية
كانت تقف امام المرآة تنهى زينتها عندما سمعت صوت جرس الباب قامت بفتح الباب وكان شريف ويبدو على وجهه علامات الحزن المصطنع فاستغربت فادية من حالته
فادية…انا خلصت اهو يلا بينا بقى علشان نخرج
شريف باستسلام…ماشى يلا بينا يا حبيبتى
فادية…مالك يا شريف فى ايه ملامح وشك متغيرة وباين عليك زعلان
شريف…مفيش حاجة يا حبيبتى متشغليش بالك انتى
فادية…مشغلش بالى ازاى بس مالك فيك ايه وايه اللى حصل زعلك اوى كده
شريف…انا اتسرقت يا حبيبتى كل فلوسى اتسرقت منى وانا جايلك
فادية…اتسرقت ازاى يا شريف
شريف…كان معايا خمس الاف جنية وانا جاى فشكلى اتسرقت لما حطيت ايدى فى جيبى ملقتش الفلوس وهى دى اللى كنت هفسحك بيهم فأنا زعلان علشان مش هعرف افسحك زى ما كنت عايز
فادية بابتسامة… خلاص يا حبيبى ولا يهمك ولا تزعل نفسك خالص انا هديك الفلوس
شريف…لاء انا ازاى اخد فلوس منك لاء مش هاخد حاجة
فادية…مش انا وانت بقينا حاجة واحدة ياشريف وخلاص هنتجوز
شريف…اكيد يا حبيبتى بس ازاى اخد فلوسك لاء طبعا مقدرش
فادية…فلوسى هى فلوسك واحنا خلاص قربنا نتجوز يعنى مفيش فرق بينى وبينك واحنا هنبقى واحدة مفيش فرق بين فلوسى وفلوسك لازم تتأكد من كده يا شريف
شريف…تسلميلى يا روحى
فادية…هدخل اجبلك الفلوس من جوا ثوانى بس
دخلت فادية الى غرفتها اخرجت صندوق من الدولاب الخاص بها به بعض المال اخذت المبلغ المطلوب ثم اعادته مكانه وكان شريف ينتظر على احر من الجمر حتى ياخذ منها المال فكل هذا لم يكن سوى خطة منه حتى يستنزف مالها بأكمله فماذا يريد منها اكثر من ذلك فهو شاب في ريعان شبابه لماذا اختار ان يرتبط بأمرأة فى سن أمه الا لكى يستطيع ان يأخذ منها المال
فادية…اتفضل يا شريف الفلوس اهى ولا تزعل نفسك خالص
شريف…تسلميلى ياقمر وانا لما يجيلى فلوس هرجعهملك على طول
فادية…براحتك يا حبيبى على اقل من مهلك خالص
شريف…مش عارف من غيرك كنت عملت ايه يا حبيبتى ربنا ميحرمنيش منك
فادية… ولا منك يا شريف يلا بقى نخرج مش هتفسحنى ولا ايه
شريف…لاء طبعا دا انا هفسحك فسحة العمر النهاردة وهخليكى ترجعى مبسوطة على الاخر
فادية…طب يلا بينا بقى علشان نلحق اليوم من اوله
شريف…ماشى يلا بينا
****
فى الجامعة
كانت جالسة تضع رأسها بين يديها ودموعها على وجهها فهى منذ ان سمعت بزواج امها من شاب صغير وهى لا تكف عن البكاء حتى خطيبها استغرب حالتها وهو لا يعرف ما بها فهو أتى حتى يعيدها الى المنزل بعد انتهاء محاضرتها
هشام…السلام عليكم
رفعت اروى رأسها وجففت دموعها سريعا حتى لايراها هشام فهى لا تعرف ماذا تقول له؟
أروى…وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
هشام باستغراب…مالك يا أروى فى ايه انتى كنتى بتعيطى ولا ايه
أروى…لاء ابدا يا هشام مفيش حاجة انا كويسة تمام
هشام… كويسة ازاى اروى متخبيش عليا فى ايه اللى مزعلك قوى كده قوليلى
أروى بدون مقدمات…امى هتتجوز يا هشام
هشام…وهى فيها ايه دى هى حرة فى نفسها طالما مش بتعمل حاجة حرام
أروى…دى هتتجوز شاب يمكن اصغر منك انت يا هشام متخيل ده
هشام…اوبااا ازاى ده
أروى…شوفت الخيبة اللى انا فيها امى هتتجوز عيل من سن بنتها انا وامى هنتجوز مع بعض شوفت الهنا اللى انا فيه يا هشام امى هتبقى عروسة اعمل ايه بس ياربى
هشام…هى حرة يا أروى هتعمليلها ايه يعنى
أروى…انت تبص ليا ازاى بعد امى ما تعمل كده يا هشام ها هيبقى احساسك ايه لما تعرف ان حماتك هنتجوز واحد اصغر من خطيب بنتها
هشام… أروى انتى عارفة انا بحبك انتى ثم امك حرة فى حياتها انا مش هبقى رقيب عليها
أروى…انا مش عارفة اعمل ايه دلوقتى او اتصرف ازاى
هشام…بصى يا اروى انا اللى يهمنى انتى مش تصرفات مامتك فلو مفكرة ان انا ممكن ابعد عنك علشان حاجة زى دى فده مش هيحصل علشان انتى عارفة انا بحبك من وانتى صغيرة وكان حلمى ان انتى تكونى من نصيبى فمش لما ييجى الوقت اللى هتبقى فيه ملكى واسيبك علشان حاجة زى دى لاء طبعا ده مش هيحصل ابدا
أروى…بجد يا هشام يعنى انت مش هتغير رأيك فيا
هشام…ايوة يا أروى بجد وعايزك تتأكدى من الموضوع ده انتى غالية عليا أوى ولو مكنتيش غالية مكنتش خطبتك ولا اتمنيت اتجوزك
أروى…ربنا ميحرمنيش منك يا هشام
شعرت ببعض الطمأنينة بالرغم من ان الحزن متملك منها بسبب فعلة امها ولكن هذا الشاب سيكون عوض الله لها عما سيحدث لها
****
فى لندن
كان رائف وأكرم منذ ان وصلوا الى لندن وهم يتصلون بهم يوميا لكى يطمأن اهلهم عليهم واليوم حان موعد دخول رائف العمليات اراد ان يتحدث مع زوجته قبل الدخول لذلك طلب من أكرم ان يخرج من الغرفة حتى يستطيع التحدث معها بحرية خرج أكرم وقام هو ايضا بالاتصال على زوجته
أكرم…حبيبة قلبى وحشتينى عاملة ايه
ريهام… كرومتى عامل ايه يا حبيبى والستات عندك عاملين ايه حلوين يا أكرم
أكرم بضحك… حلوين اوي دول بينوروا فى الضلمة يا ريهام
ريهام بشهقة….هااا دا انا اللى هخلى حياتك ظلمة لما ترجع يا أكرم حاضر
أكرم… انا بهزر معاكى يا روحى هو انا اقدر اشوف غيرك يا قمرى
ريهام…ما انت شوفت اهو وصحيح انت عرفت بينوروا فى الضلمة ازاى انت عملت ايه يا أكرم من ورايا قر واعترف احسن مش هيحصل طيب
أكرم بحب….وغلاوة ريهام عندى ما عملت حاجة ولا بصيت لحد غيرك يا قلبى هو فى حد قاعد فى قلبى غيرك انتى انا بحبك انتى وبس
عندما سمعته ريهام يتحدث بتلك النبرة التى تحمل حبه لها نسيت ماذا تقول ووجدت نفسها تخبره بمدى حبها له
ريهام بحب…وانا كمان بحبك اوى اوى يا أكرم
اكرم…وانا بموت فيكى يا قلب أكرم قوليلى اللى فى البيت عاملين ايه علشان لما كلمت ماما كان صوتها مش عاجبني
ريهام…احنا كويسين بس مامتك زعلانة علشان انتوا بعيد عنها وكمان النهاردة ميعاد العملية فكلنا متوترين أوى
أكرم….يعنى انتوا كويسين الحمد لله ان شاء الله خير وكل حاجة هتبقى كويسة
ريهام…ان شاء الله احنا الحمد لله يا حبيبى تمام المهم انت طمنا بعد العملية وقولنا ايه الاخبار ماشى يا أكرم
أكرم…ان شاء الله رائف يخرج من العمليات واطمن عليه وهتصل عليكم اعرفكم
كان رائف ينتظر بلهفة حتى تفتح الكاميرا حتى يرى وجهها قبل ان يدخل الى غرفة العمليات فهو يريد ان تكون هى اخر وجه يراه عندما رأى رائف ابتسامتها له عبر الفيديو تلك الابتسامة الجميلة التي تزيد من عشقه لها
رائف…عاملة ايه يا عمرى وحشتينى اوى
سچى…الحمد لله يا حبيبى انت كمان وحشتنى أوى أوى أوى أوى يا رائف
رائف…مش اكتر منى يا قلبى بقولك إيه ادخلى الاوضة بتاعتنا
سچى باستغراب…عايزنى ادخل اوضتنا ليه فى ايه
رائف…ادخلى بس وبطلى كلام كتير يا سچى
دخلت سچى الغرفة كما طلب منها زوجها واغلقت الباب
سچى…ادينى دخلت خير فى ايه بقى كنت عايز ايه
رائف…كنت عايز اتكلم معاكى براحتنا وكمان علشان عايزك تقلعى الحجاب عايز اشوف شعرك الحلو ده
سچى…حتى وانت مسافر قليل الادب برضه يا رائف
رائف…كده انا قليل الادب ياسچى علشان عايز اشوف شعر مراتى
سچى…لاء يا قلبى بهزر معاك خلاص متزعلش
قامت سچى بخلع حجابها وانسدل شعرها على ظهرها وحول وجهها فقامت برفعه خلف اذنها حتى لا يضايقها ولكنها سمعت صوته يطلب منها الا تفعل ذلك
رائف…لاء متبعديش شعرك عن وشك سبيه زى ماهو كده
سچى باحراج….حاضر هسيبه
رائف…وحشنى خجل القمر وكسوفه ووحشنى كل حاجة فيه
سچى…ترجعلى بالسلامة يا حبيبى هى العملية فاضل اد ايه عليها
رائف… خلاص فاصل نص ساعة يا حبيبتى وادخل اوضة العمليات
سچى…ربنا معاك يا رائفى وترجع بالف سلامة
رائف…ادعيلى يا سچى كتير
سچى…بدعيلك يا حبيبى وان شاء الله العملية هتم على خير انا هصلى وادعيلك
رائف…ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا حبيبتى سلام دلوقتى
سچى…لا إله إلا الله
رائف… سيدنا محمد رسول الله
انهى مكالمته لها اخذ ذلك المصحف الموضوع بجانبه والذى كان هدية من زوجته ظل يقرأ فيه حتى وجد أكرم اخيه يدخل الغرفة ليخبره انه قد حان الوقت لدخول غرفة العمليات
أكرم…يلا يا حبيبى جاهز يلا علشان خلاص المفروض تدخل العمليات دلوقتى
رائف بهدوء…ان شاء الله يا أكرم جاهز
أكرم…ان شاء الله خير الدكاترة متفائلين بالحالة واللى هيعملها جراح كبير ودى مش اول مرة يعملها ودايما كانت عملياته ناجحة
رائف بأمل… يسمع منك ربنا يا أكرم
أكرم…ان شاء الله يا رائف هنرجع مصر وانت ماشى على رجليك زى الاول واحسن كمان يا حبيبى
رائف…ان شاء الله
تم اعداد رائف لدخول غرفة العمليات وبرغم ثباته وهدوءه الا ان قلبه يتوجس خيفة من ان تفشل العملية ويظل كما هو
*****
فى منزل ماهر زيدان
كان افراد الاسرة جميعا فى هذا الوقت ألسنتهم لا تردد سوى الدعاء لرائف بنجاح عمليته والاطمئنان عليه وكانت أمه لا تهدأ كانت تذرع الغرفة ذهاباً وإياباً من شدة توترها
ماهر…اهدى يا هدى ان شاء الله خير
هدى…مش قادرة يا ماهر ابنى بيعمل عملية زى دى وانا مش جمبه ياريتنى صممت ورحت معاه انا هموت من القلق
ماهر…ان شاء الله العنلية هتنجح وأكرم هيكلمنا ونطمن اهدى انتى بس
هدى…انا عارفة يا ماهر انك انت كمان قلقان بس بتحاول تطمنى وخلاص
ماهر… طب تعالى ننزل نقعد معاهم تحت شوية يمكن توترك يقل شوية وتهدى
هدى…ماشى يلا بينا انا من كتر التفكير والقلق والتوتر هيجرالى حاجة
نزلت هدى برفقة زوجها وجدت ريهام وشادى وحماتها ولكنها لم ترى سچى جالسة معهم
هدى.. امال هى سچى فين مش قاعدة معاكم ليه
ريهام…فى اوضتها جوا قالت عايزة تصلى
هدى.. بس احنا صلينا من بدرى بتصلى ايه دلوقتى
صفية…بتصلى علشان تدعى لجوزها يا هدى
ماهر…ربنا يتقبل منها ان شاء الله
شادى بتفاؤل…ان شاء الله انا حاسس بتفاؤل وابيه رائف هيخف ويرجع احسن من الاول كمان
هدى…يارب يا شادى يارب
صفية….ان شاء الله بس حاولى تهدى نفسك يا هدى
هدى…والله ما قادرة يا ماما حاسة ان دماغى مش فيا من كتر التفكير حاسة كأنى عايزة اروح له دلوقتى علشان ابقى مطمنة عليه
ريهام…الف سلامة عليكى يا طنط احنا كلنا بالنا مشغول ان شاء الله هيرجعوا بالسلامة والعملية هتنجح وكل حاجة هتنتهى على خير
كانت سچى فى غرفتها راكعة على سجادة الصلاة ولسانها يردد الدعاء لله حتى ينجى زوجها من هذه العملية بكل سلامة وان يعود لها سليما معافا
سچى برجاء…يارب اكتبله السلامة والعملية تنجح ويرجع بالف سلامة واشفيه وعافيه واللهم اشفه شفاء لا يغادر سقما
ظلت تردد تلك الادعية وقلبها يأمن على دعاء لسانها فهى لا تتمنى سوى ان يعود اليها رائفها
****
فى لندن
انتهت العملية وخرج رائف من غرفة العمليات ولكنه مازال متخدرا ولن يفيق الآن كان أخيه سعيدا بعلمه ان جراحة اخيه تمت بالنجاح مثلما كان يتمنى فاراد ان يطمئن على اخيه بعد ان يفيق ثم سيخبر اهله بنحاح العملية
بعد بضع ساعات بدأ رائف فى استعادة وعيه ظل يفتح عينيه ويغلقها كأنه إذا فتحها مرة واحدة ستألمه ولكن أخيرا فتح عينيه وجد بحواره اخيه أكرم يبتسم فى وجهه ابتسامة صافية تضئ وجهه
رائف بتعب…العملية نجحت يا أكرم
أكرم بسعادة…ايوة يا حبيبى العملية نجحت الف مبروك يا رائف
رائف…بتتكلم جد ولا بتضحك عليا يا أكرم
أكرم…هى دى حاجة انفع اضحك عليك فيها يعنى يا رائف
رائف…يعنى انا همشى تانى كويس زى الاول
أكرم…ايوة يا حبيبى بس الاول هتفضل فى المستشفى هنا شوية علشان نطمن عليك
رائف…انت مش بتقول العملية نجحت عايزنى افضل فى المستشفى ليه ولا انت كنت بتضحك عليا
أكرم… للدرجة دى مش واثق فيا يا حبيبى والله العظيم العملية نجحت بس اكيد فى تمارين وحاجات هيعملوها ليك علشان ترجع زى الاول انت مش هتقوم من السرير تمشى على طول يعنى يا رائف
رائف…هنقعد كتير هنا
أكرم…هم اسبوعين بس تظبط امورك ونرجع مصر غلى طول
رائف…لسه هستنى اسبوعين يا أكرم كده كتير اوى
أكرم…رائف يا حبيبى يعنى انت صبرت ده كله مش صابر على اسبوعين كمان وان كان على سچى يا سيدى خلاص قضيها مكالمات على مانرجع وتشوفها
رائف…دا انت رخم بجد يا أكرم
أكرم…رخم بس بتحبنى برضه كده ولا إيه
رائف…اكيد يا حبيبى انت اخويا وصاحبى واقرب واحد ليا
أكرم…ربنا يتم شفاك على خير يا حبيبى يلا بقى علشان هتصل عليهم اطمنهم وانت كمان كلمهم علشان يطمنوا عليك اكتر زمان ماما مش عارفين يهدوها وانت عارفها زمان بابا مسيطر على زعلها بالعافية
رائف…ماشى اتصل عليهم
قامت أكرم بالاتصال فيديو حتى يستطيع كل فرد من الأسرة ان يطمئن على رائف ويراه بعد انتهاء العملية
عندما وجدوا اتصال من أكرم فتحوا الهاتف بلهفة شديدة كأنهم لا يطيقون صبرا حتى يعرفوا ماحدث
هدى بلهفة… أكرم طمنى على اخوك عمل ايه بسرعة يا ابنى الله يباركلك
أكرم… حاضر يا ماما اهدى عليا بس هو الحمد لله يا ماما العملية نجحت ورائف اهو خدى كلميه معاكى اهو
نظرت اليه والدته عبر الفيديو لم تستطيع منع دموعها فهى دموع فرح ان الله استجاب لدعائهم ويعود اليها ابنها سليم معافى
هدى بدموع….حمد الله على السلامة يا حبيب قلب أمك انت كويس يا حبيبى
رائف…الله يسلمك يا ماما ايوة الحمد لله كويس
هدى…الف مبروك يا حبيبى على نجاح العملية عقبال ما ترجعلنا بالسلامة يا نور عينى
رائف…الله يبارك لينا فى عمرك يا ماما وتسلميلى يا رب
ماهر….الحمد لله ان احنا اطمنا عليك يا حبيبى
رائف… تسلملى يا بابا
صفية… حبيب تيتة حمد الله على السلامة يا رائف الف حمد الله على السلامة
رائف…تسلميلى يا صفصف وحشتينى اوى
صفية…انت اكتر يا حبيب صفصف
شادى… حبيبى يا ابيه مليون مبروك انا فرحان اوى انا الدنيا مش سيعانى من الفرحة
رائف…ان شاء الله دايما فرحان وسعيد يا حبيبى
ريهام…حمد الله على السلامة ومبروك وترجعوا بالف سلامة ان شاء الله
رائف…الله يسلمك يا ريهام هى فين سچى ليه مش شايفها معاكم
ريهام…فى اوضتها جوا ثوانى ادخل ليها التليفون تكلمها
قامت ريهام بالطرق على باب الغرفة سمعت صوت سچى يأذن لها بالدخول
سچى…ادخل
ريهام بفرحة…سچى كلمى جوزك العملية نجحت يا سچى
سچى بفرحة عارمة….بجد يا ريهام العملية نجحت
ريهام ….ايوة يا حبيبتى خدى كلمي جوزك اهو
اعطتها ريهام الهاتف وتركتها واغلقت الباب حتى تستطيع ان تتكلم بحريتها مع زوجها امسكت الهاتف بين يديها بلهفة شديدة وبدموع ايضا فالله قد استجاب لدعائها وكتب لزوجها الشفاء
سچى بلهفة… حبيبى الف مبروك انا مبسوطة اوى انا فرحانة انا مش عارفة اتلم على اعصابى حاسة كأن هيغمى عليا من الفرحة
رائف…اهدى يا عمرى بالراحة يا سچى على اعصابك
سچى بعشق…حبيب قلب سچى وروحها ودنيتها كلها انت يا رائف
رائف….تسلميلى يا حبيبتى انتى وحشتينى اوى يا قلبى
سچى… وانت كمان رائف هو انت هترجع امتى
رائف… لسه كمان اسبوعين على ما ارجع مصر
سچى…لسه هستنى اسبوعين كده كتير أوى عليا انا مش قادرة اصبر اكتر من كده
رائف… ولا انا قادر اصبر بس اعمل ايه معلش يا حبيبتى هيعدوا بسرعة وهرجعلك على طول
سچى… ترجعلى بالسلامة اهم حاجة انك انت كويس يا حبيبى
رائف…الحمد لله انا هبقى اكلمك كل يوم لحد ما ارجع ليكى
سچى… ماشى يا روحى انت لازم ترتاح شوية دلوقتى انا رغيت معاك كتير وانت لسه طالع من العمليات
رائف…راحتى هى ان اشوف عينيكى الحلوة دى واسمع صوتك
سچى…ترجع بالسلامة يارب ان شاء الله ياحبيبى هستناك على نار
رائف بابتسامة…..ان شاء الله يا سچى ربنا يعدى الايام دى بخير
سچى…اللهم امين يارب العالمين
****
كان رائف خلال الفترة التى مكثها فى المستشفى يتصل يوميا بزوجته حتى يرى وجهها الجميل الذى يتمنى ان يعود الآن اليها ويطفئ لهيب الشوق في قلبه فهو اشتاق اليها أشد الاشتياق وبات يعدد الدقائق حتى تنتهى هذه المدة ويعود اليها
سچى…هم الاسبوعين دول ما بيخلصوش ليه
رائف….مش عارف تحسى ان الايام ماشية ببطئ يموت
سچى…جايز علشان انا مشتاقة ليك اوى
رائف….مش اكتر من اشتياقى ليكى يا سچى
سچى…قولى بقى حلوين الممرضات عندك
رائف بهزار….اوى يا سچى دا الواحد يشوفهم يبقى عايز يفضل عيان على طول
سچى بغيرة….اه ماشى يا رائف حلو اوى الكلام ده
رائف….هو فى اى واحدة تقدر تاخد قلبى منى غيرك انتى يا احلى حاجة حصلت في حياتى كلها
سچى…وانت حبيبي عايزة اغمض عينى وافتحها الاقيك قدامى
رائف…ان شاء الله هانت يا سچى وهرجعلك
سچى…تيجى بألف سلامة يا رائفى
وها قد حان ميعاد رجوعه الى مصر كانوا جميعاً فى المنزل تتملكهم الفرحة العارمة لأن اليوم سيعود رائف وأكرم الى المنزل بعد الغياب
هدى…يلا بينا بقى على المطار خلاص مش قادرة أصبر اكتر من كده
ماهر… خلاص يا هدى ثم ان لسه فى وقت على الطيارة ما توصل
صفية…عندها حق انا كمان مش قادرة اصبر احفادى وحشونى
شادى…ومين سمعك يا تيتة انا مش عارف انا استحملت الفترة دى ازاى من غير ابيه رائف وابيه أكرم ربنا ما يحرمنى منهم ابدا
هدى…اللهم امين هو ريهام وسچى فين لسه مخلصوش
صفية…زمانهم خلصوا وجايين
حضرت سچى وريهام بعد الانتهاء من الاستعداد للذهاب الى المطار فكانوا مثل الحوريتين فكل من هن لا تصدق انها اليوم سترى زوجها فلقد اشتاقوا اليهم كثيرا
ريهام بابتسامة..يلا بينا احنا خلاص خلصنا
سچى بلهفة وحماس…اه يلا بينا بسرعة
صفية… بسم الله ماشاء الله قمرات دا الواد رائف وأكرم هيتجننوا عليكم
شعرت كل من ريهام وسچى بالخجل بسبب كلام صفية فهن قد استبد الشوق بقلوبهن
ركبوا السيارات وذهبوا جميعا الى المطار لملاقاة رائف وأكرم
ظلوا فى صالة الانتظار حتى تم الاعلان عن وصول الرحلة القادمة من لندن والتى كان على متنها كل من رائف وأكرم
كانت سچى لا تطيق صبرا حتى تراه فلماذا اصبح الوقت يعاندها الآن ويمشى بهذا البطئ القاتل
سچى بصوت منخفض…يلا بقى ايه ده ده كله تأخير حرام كده انا هموت واشوفه وحشنى
ريهام…مش عارفة هو الوقت بيتلكع ليه كده
سچى…هو انتى سمعتينى وانا بتكلم
ريهام…تقريبا كلنا سمعنا يا سچى يا حبيبتى
سچى…بجد والنبى سمعتونى كلكم
ريهام…لاء بهزر معاكى انا بس اللى سمعتك علشان واقفة جمبك
سچى…مش وقت هزارك يا ريهام انا اعصابى مش عارفة اتلم عليها اصلا
ريهام…ولا انا وحياتك بس بحاول اعدى الوقت على ما يوصل ابو غمازات
نزل من الطائرة بتلك الخطوات الهادئة والثابتة يشق طريقة وسط الجموع يتلهف لرؤيتها رؤية من ملكت جوارحه التى اشتاق اليها منذ ان تركها وغادر
لمحته قادما من بعيد زادت ضربات قلبها حتى شعرت ان كل من حولها يسمعها وقع نظره عليها رفع يده ملوحا لها بابتسامته الجذابة التى تأسر قلبها وجدت نفسها ترفع يدها تلوح له بلهفة وهى لا تصدق انه أتى إليها وسيصبح قريبا منها فلا تفصلهم سوى بضعة أمتار قليلة كانت خطواته تسبقه اليها فالأن ستصبح بين أحضانه نطق اسمها من بين شفتيه
رائف…سچى
وعندما اقترب منها لا يفصله عنها سوى خطوات بسيطة وعندما مد يده اليها وجد امرأة ترتمى فى أحضانه مقبلة له بقوة على وجنته متعلقة بعنقه واضعة ذراعيها حول عنقه تبتسم له ابتسامة مغرية نظر اليها بصدمة كبيرة وهو لا يستوعب ما يحدث فكيف أتت ومن اين علمت انه سيصل الآن وماذا تريد منه ولكنه شعر ان الصدمة شلت لسانه
ذهول وصدمة خيمت على الجميع فهم لايقلوا فى صدمتهم عن صدمة رائف حتى نظر كل منهم الى الاخر لعل احد يفهمهم ماذا يحدث الآن
كانت واقفة مذهولة بسبب ما تراه من تكون تلك المرأة التى تحتضن زوجها بهذه الطريقة الوقحة ومن اين يعرفها زوجها وما علاقتها به كل هذه الافكار تدور برأسها الذى كان على وشك الانفجار الآن بسبب التفكير وليس هذا فقط فهى شبت فى قلبها الغيرة التى لو كانت نارا لاحرقت الاخضر واليابس
فاق رائف من ذهوله قليلا ومازالت تلك متعلقة بعنقه تطبع تلك القبلات على وجنته نطق اسمها بذهول
رائف بذهول….مايا
مايا بابتسامة…حمد الله على السلامة يا حبيبى وحشتنى
اوى يا رائف
سچى بصدمة…..رائف مين دى….
يتبع..
لقراءة البارت الرابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي أجزاء الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية رومانيك للكاتبة منة بدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى