Uncategorized

رواية دمية في يد غجري البارت الخامس والعشرون 25 بقلم سمسم

 رواية دمية في يد غجري البارت الخامس والعشرون 25 بقلم سمسم

رواية دمية في يد غجري البارت الخامس والعشرون 25 بقلم سمسم

رواية دمية في يد غجري البارت الخامس والعشرون 25 بقلم سمسم

رأته يضع يده بجيوبه ينظر اليها نظرة تقيمية من رأسها الى أخمص قدميها ماسحا بنظرته جسدها بأكمله فهى كأنها دمية على وشك شراءها اذا هى أعجبته لا تعلم لماذا شعرت بالاهانة من تلك النظرة الخاصة به عندما وجدت ان الصمت طال الى هذا الحد شعرت ان الدموع على وشك ان تتساقط من عينيها ولكنه اخيرا أردف بتلك الجملة التى اخترقت مسامعها
ثائر:”ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده”
وتين:”ليه شكلى وحش ياثائر مش عجباك”
ثائر:”وعاملة ليه كل ده ايه المناسبة يعنى يا وتين”
وتين:”انا عاملة كل ده علشانك انت يا حبيبى”
ثائر:”علشانى انا ليه يا وتين ها عايزة تثبتى ايه لنفسك ان انا بمجرد ما اشوفك كده هركع قدامك مثلا”
وتين:”فى ايه يا ثائر انت بتتكلم كده ليه”
ثائر:”فى ايه يا وتين تقصدى ايه انا بتكلم عادى مش فاهمة كلامى”
وتين:”هنفضل كده على طول يعنى بالنظام ده يا ثائر وكلامك اللى يوجع ده”
ثائر:”مش انتى السبب فى ده كله بسبب انك حكمتى عليا بالباطل حتى ما استنتيش اقولك الحقيقة عقلك صورلك حاجات انتى كنتى حابة تصدقيها حسيت كأنك بتدورى على اى حاجة علشان اطلع بيها خاين وخلاص عايزة تبينى لنفسك ان انا راجل زى اى راجل بيجرى ورا الستات”
وتين:”انا بغيير عليك يا ثائر مش حقى ولا ايه أن انا اغير على جوزى علشان بحبه”
ثائر:”تغييرى تتهمينى بحاجات غريبة فى دماغك لاء وكمان مصدقة نفسك يا وتين “
وتين:” ما انت كمان لما كنا فى اسكندرية وشوفت أسامة غيرت واتنرفزت “
ثائر:” انا غيرت واتنرفزت علشان سمعت كلمته ليكى انه بيحبك متخيلة انتى بس بالرغم من كده انا لا اتهمتك بالباطل ولا قولتلك حاجة تجرحك سكت خالص بس لما اتكلمتى معايا وفهمتيتى الموضوع قبلت كلامك وخلاص الموقف خلص لكن لما انا جه دورى افهمك رفضتى تسمعى بقيتى تعاندى فى الكلام “
اثناء معاتبته لها شعرت بأن دموعها يمكن ان تسقط فى أى وقت فعضت على شفتيها لتوقف ارتجافها ولكن تلك الحركة لم تزدها الا إحساسا بتجمع الدموع فى عينيها فتمنى ان لا تبكى الآن فهو لا يستطيع ان يرى دموعها التى تكون مثل الجمر الحارق فى قلبه فهى الوحيدة التى يشعر بتفتت قلبه عندما يرى حزنها او دموعها
ثائربرجاء:” ارجوكى ياوتين متعيطيش دلوقتى”
وتين بصوت مهزوز:”انا مش بعيط ولا هعيط خالص انا ساكته اهو”
ثائر:”صوتك بيقول غير كده يا وتين نبرة صوتك مهزوزة وعينيكى باين فيها الدموع”
وتين:”ثائر انا مش عارفة اعيش وانت بعيد عنى كده فراقك زى الموت بالظبط”
ثائر فى سره:”ولا انا يا وتينى عارف اعيش من غيرك انتى وحشتينى اوى يا قلبى “
ولكن قرر الحفاظ على كرامته للاخر فهو يجب ان يذهب الآن والا لن يذهب اتجه الى خزانة الملابس لاخذ ملابس له للذهاب الى الغرفة الأخرى رأت ذلك جن جنونها أكثر فما الذى يفعله الآن؟
وتين:”انت رايح فين كده يا ثائر”
ثائر:”هنام الليلة دى فى اوضة تانية”
وتين:”اوضة تانية! كمان يا ثائر عايز تبعد على الآخر وتسيبنى وتكمل تعذيبك فيا”
قالت ذلك وبدون ان تدرى اقتربت منه تقبض بيدها على قميصه من الامام تنظر اليه بعيون يملأها الغيظ والغضب والدموع تردف كلماتها سريعاً وبدون ان تأخذ انفاسها
وتين:”كمان عايز تسيب الاوضة وتروح تنام فى اوضة تانية ليه ده كله علشان سوء تفاهم واعتذرت انت ايه انت هتفضل عذابى كده على طول كل ده علشان بحبك انت هتفضل كده قلبك قاسى وزى الحجر ومبتحسش وبتفرح بعذابى لو كده خلاص رجعنى مصر انا مش هفضل قاعدة هنا تعاملنى بطريقتك ده ماشى يا ثائر”
قالت ذلك ثم دفعته فى صدره فهى لن تتحمل اكثر من ذلك لم يتحرك من مكانه ظل ينظر اليها بدون ان ينطق بكلمة رفعت رأسها نظرت الى عيناه بتحدى قوى ثم وجدت نفسها تجرى خارج الغرفة رأى ذلك استشاط منها غضبا اكثر كيف تخرج هكذا من الغرفة بهذا الشكل فهو يحمد الله ان العاملين بالمنزل ينصرفوا باكرا ولكن “رمزى” موجود بالمنزل . وجد نفسه يجرى خلفها بيده قميصه الذى كان سيرتديه.وصلت الى الحديقة جلست على احد الكراسى وهى تبكى بقوة بسبب اسلوبه معها فلماذا يفعل بها ذلك؟ هى تعلم انها اخطأت ولكن عقابه كان قاسياً وصل اليها يلتقط انفاسه بسبب ركضه خلفها نظر اليها بعيون غاضبة
ثائر:’انتى ازاى تخرجى من الاوضة كده قدرى حد شافك انتى اتجننتى يا وتين خارجة بالفستان ده ازاى”
وتين:”هو ده كل اللى هامك ان حد يشوفنى كده اطمن مفيش حد هنا اللى بيشتغلوا فى البيت مشيوا ورمزى ومريم زمانهم ناموا دلوقتى”
ثائر:”ولو برضه مينفعش تخرجى برا اوضتنا كده قومى اطلعى اوضتك يلا يا وتين”
اردف كلماته وقام بوضع قميصه عليها ليدارى ذراعيها العاريتين وقام بسحبها من يدها يريد الذهاب بها إلى الغرفة
ثائر:”يلا تعالى معايا اطلعى اوضتك متقعديش هنا”
وتين برجاء وتعب:”خلاص بقى يا ثائر سيبنى حرام عليك بقى انت هتفضل تعذب فيا كده كتير مبقتش قادرة خلاص شكلى مش مكتوبلى ان افضل فرحانة على طول لازم حاجة تعكنن عليا حياتى انا عارفة طول عمرى حظى قليل من الفرحة بعشها لحظات وارجع احزن ايام”
قلبها لم يعد يحتمل حزنها هطلت دموعها غزيرة على وجنتيها حزينة على ما وصل اليه حالها معه لم يتحمل منظر عينيها الباكيتين ولا كلماتها التى لمست قلبه وروحه وجد نفسه يسحبها فى أحضانه وجدت ذلك لفت ذراعيها حوله بكت اكثر صارت شهقاتها تعلو اكثر مع تشديد احتضانه لها قام برفع وجهها يمسح دموعها ينظر فى عينيها الباكية التى اصبحت الدموع كغمامة تحجب عنه لمعة عينيها
ثائر بحنان وهمس:” بس يا عمرى متعيطيش انتى عارفة مبقدرش اشوف دموعك يا وتينى”
وتين:”انت السبب فى قلبك القاسى ده للدرجة دى هنت عليك تبعد عنى وتهجرنى يا ثائر”
ثائر:”وتين انتى غلطتى وكان لازم تعرفى غلطك لان مش انا الراجل اللى اقبل على نفسى مراتى تعاملنى باسلوب مش كويس وانا اتقبل منها ده حتى لو بحبها وبعشقها انا برضه كرامتى ورجولتى فوق اى اعتبار ومبحبش حد يدوس على كرامتى واسكتله فبعدت احسن ما اتصرف بطريقة مش كويسة وارجع اندم بعد كده”
وتين بندم:”انا عارفة يا حبيبى واسفة على اللى حصل ومش هيتكرر تانى يا ثائر لأن بعدك عنى زى الموت تمام الاشتياق ده شئ فظيع لما ابقى مشتاقةليك وملهوفة عليك ومش قادرة اقرب منك”
ثائر:” مش اكتر من لهفتى عليكى يا وتينى مجرد ان انا سامع صوت نفسك جمبى ومش قادر اخدك فى حضنى ده فى حد ذاته عذاب بس اكيد يا وتين انتى مش هتكررى غلطك ده تانى وانك تحكمى من غير ما تفهمى”
وتين:”اكيد يا حبيبى خلاص توبة بس هى الغيرة اللى بتعمينى مببقاش عارفة انا بعمل ايه او بقول ايه”
ثائر:”انتى لسه معرفتنيش يا وتين ده كله لسه مش متأكدة أن انا عينى مبتشوفش غيرك وان قلبى ده ملكك انتى ومش هيبقى ملك حد تانى غيرك”
وتين بهمس ناعم:”بحبك ووحشتنى اوى يا حبيبى”
ثائر:”انتى وحشتينى اكتر يا وتينى”
اخذ انفاسه بقوة محاولا تهدئة تلك العواصف التى هبت فى قلبه قام بحملها بين ذراعيه وصل إلى الغرفة انزلها من بين يده ببطئ
ثائر:” وحشتينى اوى يا قلبى بحبك يا وتينى اياكى تعملى اللى عملتيه ده تانى بعشقك يا وتينى انتى هتفضلى طول عمرى حبيبتى وروحى ومراتى وقلبى عايزك تبقى متأكدة من كده انا مش بقولك متغريش بس بلاش غيرة عمية يا وتين بلاش الغيرة اللى ممكن تهد اللى بينا لازم تسمعى الأول قبل ما تحكمى ماشى يا عمرى”
وتين:” حاضر يا حبيبى مش هتهور فى الكلام كده تانى”
ثائر بلؤم:” طب هاتى القميص بتاعى بقى لو سمحتى”
وتين:’لاء هو عاجبنى كده ومش هديهولك”
ثائر:”علشان اشوف الفستان الحلو ده وانتى تجننى بشكلك ده كده”
ابتسمت بخجل قامت بخلع قميصه وبالرغم من اشتياقها اليه الا انها لا تعلم لماذا تشعر بالخجل الآن ربما بسبب نظرة عينيه التى تكاد ان تفقدها أعصابها اقترب منها يتفحص ذلك الفستان الذى ترتديه
ثائر:”اممم حلو الفستان ده اوى جبتيه منين”
وتين:”كنت اشتريته لما خرجت انا ومريم نشترى حاجات قبل الفرح فعجبنى واشتريته”
ثائر:”بس الفستان يهوس عليكى يا قلبى”
وتين:”حلو يعنى يا ثائر”
ثائر:”هو حلو بعقل دا يجنن العاقل يا عيون ثائر”
هو اشتاق اليها أشد الاشتياق اشتاق الى عالمهم الجميل وبالفعل ذهب بها الى عالمه الخاص الذى كان يشعر بالشوق للعوده اليه سريعاً
***
اصبحت بوجه باهت وعيون ذابلة كجسد بلا روح حتى انها لا تنتبه لما يجرى حولها من الحوار
عايدة:”وانتى بقى يا اميرة مش ناوية تفرحينى بحفيدى قريب ولا ايه”
أميرة:”لسه ربنا مأذنش يا حماتى كله بأمر الله”
عايدة:”واحنا هنفضل ساكتين كده كتير ولا ايه”
سمير:”ساكتين ازاى يعنى يا امى قصدك ايه”
عايدة:”ما تشوف مراتك لتكون ما بتخلفش تلحق نفسك يا ابنى”
أميرة بغضب:”ليه يعنى على اساس ان احنا متجوزين بقالنا سنين دول ما يكملوش ٤ شهور جواز يا حماتى “
عايدة:”والله تكشفى ونعرف من الاول احسن ما نلف حوالين نفسنا بعد كده”
أميرة:”رد انت على امك يا سمير علشان انا زهقت بجد واتخنقت”
سمير:”فى ايه يا امى احنا هنفضل فى النقار والخناق ده كتير دى مبقتش عيشة بقى”
عايدة:”ايوةهى هتعمل عليك الشويتين بتوعها وتقلبك عليا انا انا غلطانة ان انا بنصحك يا ابن بطنى”
سمير:”بالله عليكى يا امى كفاية انا مش ناقص الرحمة شوية”
عايدة:”مالك يا هيام ساكتة ليه ومبتتكلميش يا حبيبتى”
هيام بتوهان:”ها بتقولى ايه يا ماما فى حاجة”
سمير:’انتى ايه حكايتك بالظبط يا هيام اليومين دول”
هيام:”حكاية ايه يا سمير مالى فى ايه”
سمير:’انتى مبتشوفيش نفسك فى المراية بقيتى عاملة ازاى”
هيام:”مالى ما انا كويسة اوى اهو”
سمير:”خديها يا امى اكشفى عليها شوفى فيها ايه”
هيام بتوتر:”فيا ايه انا بس بعمل رجيم فمأثر عليا”
عايدة:”وليه تعملى رجيم ليه هو انتى تخنتى وفشولتى زى ناس”
سمعت أميرة ذلك اتسعت عيناها بقوة فكلام والدة زوجها تقصدها به كأنها تريد اهانتها
أميرة:”انتى تقصدى ايه يا حماتى بتلميحك ده ها”
عايدة ببرود:”اللى على رأسه بطحة بيحسس عليها”
أميرة:”على رأيك وانا الحمد لله لسه زى ما انا مبقتش طن ولا حاجة زى غيرى”
عايدة:”لم مراتك يا سمير احسن ليها”
اميرة:”انتى شيفانى متبعترة ولا ايه يا حماتى”
سمير بتأفف:”الصبر يارب قومى يا هيام البسى اروح اكشف عليكى”
هيام:”لاء انا كويسة عن اذنكم هنام تصبحوا على خير”
سمير:” العريس هييجى كمان يومين يا هيام فاعملى حسابك”
هيام:” يا سمير قولتلك مش عايزة اتجوز ارحمنى بقى”
سمير:” انا مش هتكلم كتير يا هيام وده اخر كلام عندى هييجى وتشوفيه ويلا روحى نامى ولا تحبى تروحى للدكتور يكتبلك على حاجة وانتى بهتانة وضعفانة كده”
هيام:” لاء شكراً مش هروح لدكاترة عن اذنكم”
ذهبت سريعا الى غرفتها قبل ان يلح عليها اخيها بالذهاب الى الدكتور
*”*”*
كانت بين ذراعيه يحتضنها بقوة لتعويض ما فاته طبع قبلة على وجنتها ابتسمت له تنظر اليه بعيون تنشد الراحة والحب فى عينيه التى أصبحت أسيرتهم
وتين:” ثائر حبيبى”
ثائر:”ايوة يا عيون ثائر فى ايه”
وتين:”عايزة اتعلم اركب خيل يا ثائر”
ثائر:”خلاص ماشى الصبح هعلمك يا قلبى”
وتين:’لاء انا عايزة اتعلم دلوقتى مش الصبح”
ثائر:”بس الوقت أتأخر دلوقتى يا وتين “
وتين برجاء:”علشان خاطرى يا ثائر عايزة اركب خيل دلوقتى”
ثائر:”حاضر يا وتين انتى مشكلة والله”
وتين:” انا دا انا غلبانة خالص مالص يا حبيبى”
ثائر:”خالص مالص دا انتى بتطلبى طلبات غريبة فى وقت اغرب”
وتين:’لو مش عايز خلاص بلاش يا حبيبى”
ثائر:”لاء خلاص هقوم اخد شاور وابقى حصلينى على تحت أكون خرجت الحصان من الاسطبل”
وتين:”ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا حبيبى”
ذهب الى الحمام اخذ حمامه هبط الى الاسفل متجه الى الاسطبل بعد مدة حضرت وتين هى ايضا متحمسة جدا كطفلة صغيرة
وتين:”يلا بقى انا جيت اهو”
ثائر:”تعالى يا ستى اركبى الحصان “
قام برفعها من خصرها ووضعها على ظهر الحصان وبقفزة واحدة كان خلفها احاطها بذراعيه يمسك بلجام الحصان ولكنها تنظر الى الأسفل فاراد ان تكف عن هذه الحركة التى تشتت تفكيره
ثائر:”وتين بطلى تبصى تحت كده روشتينى اهدى”
وتين:”انا بشوف انا بعيدة قد ايه عن الارض علشان لو وقعت اعرف هتعور ولا لاء”
ثائر:”ايه الفال ده تفائلوا بالخير تجدوه مش تقوليلى اقع دا كلام يعنى دلوقتى”
ظل يسير بالحصان بهوادة وهى سعيدة كطفلة صغيرة وجدت شئ مسلى فهى لم تتخيل ان يأتى يوما وتفعل كل هذه الاشياء فهى كانت ترسم فى احلامها حياة عادية مع زوج ينتشلها من عذابها الذى كانت تحيى به وستعيش كأى فتاة حياة عادية وروتنية ولكن لم يخطر في بالها يوما ان تتزوج رجل ك”ثائر” وان تفعل كل هذه الاشياء التى كانت تراها فقط فى تلك الافلام فهى الآن فى بلد آخر تعيش حالة من الحب والعشق مع زوجها
ثائر:”بس ايه اللى خلاكى تطلبى دلوقتى تركبى الحصان”
وتين بابتسامة:”علشان تكون انت معايا وراكبين الحصان والجو جميل والقمر طالع شوية رومانسية كده”
ثائر:”ايه الرومانسية العسل دى يا وتينى”
وتين:”لاء دا انا اعجبك اوى والله “
ثائر بهمس:”هو انتى لسه هتعجبينى ما انتى عجبانى من زمان يا وتينى بحبك”
وتين:”مش اكتر منى هو احنا هنروح لارض الغجر بجد”
ثائر:”ايوة هنروح علشان كمان يعرفوا ان انا اتجوزت ويشفوكى ويتعرفوا عليكى”
وتين:”احتفالتهم حلوة زى مريم ما بتقول”
ثائر:”ايوة ومش بعيد يعملولنا فرح على طريقة الغجر كمان”
وتين:”فرح هو احنا هنتجوز بعض كام مرة علشان ابقى عارفة”
ثائر:”ههههه هنتجوز كل يوم يا روحى”
ظلت تضحك وهى جالسة أمامه تستند عليه وهو يحيطها بين ذراعيه وبعد ان انتهت جولتهم أنزلها من على الحصان ولكنها ظلت متعلقة بعنقه لا تريد الابتعاد فطبعت قبلة على وجنته
ثائر:” ودى بمناسبة ايه بقى”
وتين:” دى شكر على الوقت الحلو ده”
ثائر:” لاء يا روحى مبحبش شغل الكروتة ده”
وتين:” انت عايز ايه يعنى دلوقتى”
ثائر:” هقولك عايز ايه”
عندما اقترب منها فرت هاربة من بين ذراعيه تضحك بصوت عالى
وتين:” تصبح على خير يا حبيبى”
قالت ذلك وركضت من أمامه متجه الى غرفتها ركض خلفها هو الاخر كانت تركض كأن هناك شبحا يطاردها ولكن صوت ضحكاتها عاليا تخشى ان يقوم بامساكها ولكن استطاع الوصول اليها قبل ان تغلق الباب
ثائر:” انتى مش هتبطلى جنانك ده بقى وتخلينى اجرى وراكى”
وتين:” ايه يا حبيبى تعبت من كتر الجرى”
ثائر:”انتى بقيتى شقية اوى يا وتين”
وتين بمزاح:” انا؟محصلش سعادتك الكلام ده”
ابتسم على كلامها فاغمضت عينيها من هجومه الضارى على مشاعرها .ذهبوا جميعا الى المكان الذى يوجد به تلك القبيلة الغجرية التى كانت تنتسب اليها چوانا لاحظت وتين ان زوجها يتمتع بشعبيه بين هؤلاء الناس فهم يرحبون به بشدة كأنه غائب منذ سنوات
وتين:”مريم هو عمك معروف اوى هنا”
مريم:”ايوة انتى مش شايفة بيرحبوا بيه ازاى”
وتين:”لاء اخدت بالى دا زى ما يكون عايش معاهم هنا عمره كله”
مريم:”هو مرتبط بيهم كده بسبب جدته”
رمزى:”هو مفيش حاجة ناكلها هنا انا جوعت كده ليه”
مريم:”ايه الفجعة اللى انت فيها دى يا رمزى”
رمزى:”ايه يا مريومتى جوعت حرام يعنى ولا حرام شوفى عمك ده يتصرف ويجبلنا اكل احسن اكل زمارة رقبته”
ثائر:”تأكل زمارة رقبة مين يا جزمة”
رمزى:’ياااه صدقنى انا لو بحضر عفركوش من الفانوس مش هييجى بسرعة كده يا ثائر والله”
ثائر:’عفركوش! يا حيوان صبرك عليا بس”
رمزى:انا جعان يا ثائر جعان يا اخى”
ثائر:كاتك نيلة على طول فاضحنى كده اصبر هم هيعملوا احتفال دلوقتى بمناسبة جوازنا وهيجبولك تطفح”
وتين:”احتفال ايه ده”
ثائر:”احتفال بالجواز بس على طريقة الغجر خديها يا مريم معاكى يلا”
وتين:”ثائر هم هيعملوا فيا ايه”
ثائر:”حبيبة قلبى متخافيش انتى هتلبس الزى بتاعهم وهتحتفلوا ستات مع بعض يعنى متقلقيش”
وتين:’على اساس ان انا بفهم هم بيقولوا ايه”
مريم:”تعالى انا معاكى وانا بتكلم اسبانى متقلقيش”
ذهبت “وتين” مع “مريم” الى خيمة كبيرة قابلت امرأة عجوز بوجه بشوش اردفت ببعض الجمل ردت عليها مريم ووتين واقفة لا تفقه شئ من هذا الحوار
وتين:”مريم هى بتقول ايه اللى فهمته كلمة ثائر بس”
مريم:”بتقول ثائر متجوز وردة عربية جميلة شبه الاطفال في جمالها”
وتين:”الله يكرمك يا حاجة تسلمى على ذوقك”
مريم:”ههههه حاجة! اسكتى يا وتين والبسى الهدوم دى”
وتين:”بس احنا محجبين هنلبسها ازاى”
مريم:”متخافيش احنا مش هنخرج من الخيمة اصلا هنفضل قاعدين هنا”
قامت “مريم” و”وتين” بتبديل ملابسهم الى ذلك الزى فهى كأنها أصبحت اسبانية من طراز فريد وتلك الوردة التى سبتتها فى شعرها زادتها جمالاً و”مريم” ايضا كانت جميلة جدا
مريم:”ايه رأيك بقى فى اللبس ده”
وتين:”شكله جميل اوى”
بعد ذلك توافدت مجموعة من النساء على الخيمة ليروا زوجة “ثائر” وايضا قاموا بالرقص على الطريقة الغجرية استمتعت “وتين” و”مريم” جدا بالاحتفال بعد الاحتفال تقدمت احدى النساء بيدها قطعة قماش كبيرة ابتسمت ل”وتين” وحدثتها ولكن “وتين” لم تفهم شئ مما قالته
وتين:”هى عايزة ايه يا مريم”
مريم:”هتلف قطعة القماش دى عليكى علشان تلفك زى الهدية”
وتين:”هدية ايه احسن يكونوا ناويين يقدمونى قربان ولا حاجة”
مريم:”لاء هتلفك زى الهدية لعمو ثائر وهو هييجى يفك قطعة القماش دى من عليكى”
وتين:”هم هيعملوا معاكى كده انتى كمان”
مريم:”ايوة بس فى خيمة تانية علشان هنقضى الليلة هنا”
قامت المرأة بلف وتين بقطعة القماش لم يظهر منها سوى رأسها فقط ظلت تضحك على نفسها وقاموا بوضعها على تلك الصوفا التى تشبه السرير خرجوا جميعا حاولت تخليص نفسها ولكنها لم تفلح
وتين:’وبعدين فى التكتيفة دى هو ثائر فين ثائر ثائر”
بعد عدة دقائق دخل ثائر الخيمة رأها بهذا المنظر ظل يضحك بقوة على مظهرها
وتين:”انت بتضحك تعال فكنى وانا شبه الدودة اللى فى الشرنقة كده يلا بسرعة”
ثائر:”حاضر يا قلبى هم عملوا فيكى ايه”
قام بايقافها وسحب قطعة القماش من عليها تنفست الصعداء فهى كأنها كانت محرومة من الهواء
وتين:”كويس انك فكينى انا شوية وكنت حاسة ان انا هفطس يا ثائر”
ثائر باعجاب:’بعد الشر عليكى يا وتينى بس ايه الجمال ده اللبس عليكى جنان ولا الوردة اللى فى شعرك دى”
وتين:”شكل حلو يعنى باللبس الاسبانى”
ثائر:”دا انتى تهبلى دا انا كده فساتين جدتى اللى موجودة عندنا هخليكى تلبسيهالى فستان فستان يا وتين”
وتين بمشاكسة:”اه يا ابو اغراض دنيئة”
ثائر:”بحبك وانتى فهمانى يا عمرى”
وتين:”ولو انا مفهمتكش مين هيفهمك يا حبيبى “
قام بجذبها اليه بقوة واضعة رأسها على كتفه كانت يديه تضغط حولها بقوة فتلك الليلة ستعيشها مع زوجها الذى تمتزج بعروقه دماء غجرية* كان “رمزى” و”مريم” حالهم لا يفرق عن” ثائر” و”وتين” فهو ايضا وجد زوجته ملفوفة كالهدية فى انتظاره
رمزى:”هم عملوا فيكى ايه يا روحى ايه ده”
مريم:”هههههه هيقدمونى قربان ليك يا رمزى”
رمزى:”قربان ايه هو احنا فى زمن القرابين ولا ايه تعالى يا شيخة افكلك البتاع ده”
قام بازالة قطعة القماش عنها سألها اذا كانت تشعر بألم او هناك ما يؤلمها
رمزى:”فى حاجة بتوجعك يا روحى حاسة بحاجة”
مريم:”تؤتؤ انا كويسة يا حبيبى مفيش حاجة وجعانى”
رمزى:”بس ايه الجمال والحلاوة دى يا قشطة انتى”
مريم:”بموت فى رومانسيتك يا رمزى والله”
رمزى:”اه شوفتى بقى انا حبيب ازاى”
مريم:”دا انت تغيظ يا اخى والله”
رمزى:”بموت فى القمر وهو متنرفز كده وخدوده محمره وعيونه بدق شرار”
مريم:”ياسلام سبتنى بقى بالكلمتين دول اضحك عليا “
رمزى:”شوفتى اقنعتك ازاى انا مقنع جدا على فكرة مهنتى بقى اعمل ايه”
مريم:’واضح يا حبيبى واضح من غير ما تقول”
رمزى بحب:”بحبك وحشتينى بحبك وانتى نور عينى ولو انتى مطلعة عينى بحبك موت”
مريم:”ايوة كده ثبت على النظام ده يا حبيبى”
رمزى:”حلوة الموجه دى ولا اقلب على الاف ام احسن”
مريم:’اسكت يا رمزى خالص دا انت فصييييييل”
رمزى:’بهزر معاك يا قلبى والله”
مريم:”عارفة يا روحى هو انا بموت فيك من شوية ما هو بسبب خفة دمك دى”
رمزى:’الله اكبر بحبك يا بنت العمرى”
قال ذلك وظل يجرى خلفها كعادتهم حتى سقطت اخيراً بين أحضانه مطبقا عليها جاعلها غير مدركة لما يحدث حولها
****
كان بمنزل خالته ليزور خطيبته لايعرف لماذا اصبح يتردد على المنزل كثيراً؟ كأنه بانتظار ذلك اليوم التى تأتى به ”دينا” الى منزله فقرر مفاتحة خالته فى موضوع كتب الكتاب والزفاف
أسامة:”خالتو احنا عايزين نكتب الكتاب بقى”
امينة:”بس يا حبيبى لسه مخلصناش جهاز دينا لسه فى شوية حاجات ناقصة ثم انتوا لحقتوا انتوا مخطوبين من فترة قصيرة اوى”
اسامة:”انا مش عايز حاجة من ده كله انا عايز دينا وبس”
سمعت “دينا” ذلك احمر وجهها بقوة تبتلع ريقها لا تعرف ماذا تقول؟ فلماذا هو متلهف الآن لزواجهم لهذه الدرجة؟
امينة:”متنساش ان عمك مدحت كمان لسه هياخد وقت على ما يعرف ينزل تانى”
اسامة:’خلاص شوفيه يعرف ياخد اجازة امتى وينزل نكتب الكتاب ونعمل الفرح”
أمينة:”ربنا يسهل يا حبيبى”
اسامة:”طب ممكن اخد دينا نخرج نتمشى شوية”
أمينة:”ماشى بس طبعا متأخرهاش”
اسامة:”احنا هنتمشى شوية ونيجى على طول يلا يا دينا”
ذهبت “دينا” معه يريد ان يمسك يدها ولكنها ترفض ذلك بشدة
اسامة:”ايه دا انا ابن خالتك وخطيبك”
دينا:”اديك قولتها خطيبى يعنى لسه ملكش حقوق الزوج علشان تمسك ايدى ولا تقرب منى”
أسامة باعجاب:’يا سلام للدرجة دى”
دينا:”امال انت مفكر علشان انا لابسة دبلتك وقارى فتحتى ان خلاص بقى ليك عليا حقوق لاء طبعا لما تبقى جوزى ان شاء الله ابقى امسك ايدى براحتك”
أسامة:”على فكرة انا حبيبتك اوى يا دينا”
دينا بكسوف:”احنا مش هنتمشى ولا ايه ولا هنفضل واقفين نتكلم”
اسامة:”حتى كلمة بحبك مش عايزة تقوليها”
دينا:”هييجى وقت واقولهالك”
اسامة:”دينا انتى محبتيش حد قبل كده مكنش فى حد فى حياتك”
دينا بدون وعى:” انا محبيتش فى حياتى حد غيرك”
اسامة بابتسامة:”انتى قولتى ايه يا دينا”
دينا:”ها انا مقولتش حاجة وبطل تكسفنى فى الكلام احسن اروح”
اسامة:’لاء وعلى ايه الطيب احسن انا اكلم باباكى بقى ينزل ونتجوز بدل ما انا باخد الكلام منك كده بالقسط”
دينا:”هههه بكرة تاخده كاش”
اسامة:”ماشى يا ام غمازة حلوة انتى”
دينا:” أسامة ايه ده”
أسامة:”ايه انا قولت ايه لده كله يا ام غمازة انتى”
دين:”لاء انا هروح مش هتمشى معاك”
اسامة:”خلاص يا ستى هسكت خالص اهو همشى على الصامت”
ابتسم على تصرفاتها فهى خجولة جدا فهو يدعو الله ان لا تضيع من بين يديه مثلما حدث سابقاً فدينا اصبحت الآن تشغل عقله وقلبه
*’*”*
تجلس بجانبه فى سيارته تبتلع ريقها مرة تلو الأخرى فريقها كأنه نيران حارقة تحرق جوفها من شدة خوفها مما هى مقدمة عليه الآن فهى تتذكر عندما هاتفته لتخبره بموافقتها على إجراء تلك العملية فهى تظن ان ريما سيعود كل شئ الى وضعه الطبيعى وتستطيع ان تتخلص من قلقها ورعبها وخوفها من افتضاح أمرها نظرت اليه فهو لا يبدو عليه الندم او الخجل مما سيفعل فهو كأنه معتاد على تلك الاشياء
يحيى:” متخافيش اوى كده دى زى شكة الدبوس”
هيام:” وانت عرفت عيادة الدكتور ده منين”
يحيى:” اعرفه وخلاص ملكيش فيه”
هيام:” تلاقيك متعود على كده تعمل جريمتك وبعد كده عايز تداريها”
يحيى:” بس اسكتى ومسمعش ليكى صوت انتى فاهمة ثم بعد ما تعملى العملية دى مش عايز اشوف وشك ولا اسمع صوتك تانى”
هيام بدموع:” انت واحد جبان وحيوان”
يحيى:” اخرصى يا بت انتى احسن ليكى انتى فاهمة”
التزمت الصمت حتى وصلت الى احدى العمارات المتهالكة فهى تسأل نفسها هل هذا مكان يصلح للعيش فيه فهو يشبه الخراب صعد معها إلى احدى الشقق وجدت امرأة تجلس أمام مكتب صغير تنظر اليها من رأسها إلى قدميها نظرة اقرب ما يقال عنها انها تنظر لها باشمئزاز
يحيى:” احنا عايزين ندخل للدكتور”
المرأة:” بخصوص ايه كشف ولا”
اقترب يحيى من المرأة يهمس لها بسبب زيارتهم رفعت المرأة نظرها لهيام التى ترتجف من الرعب واصبحت قدميها كالهلام لا تستطيع حملها
المرأة:” ثوانى اقول للدكتور”
دخلت المرأة الى غرفة الدكتور لاخباره بما يريدون التفتت هيام الى يحيى بدموعها التى تذرفها بقوة كأنها تناشده ان يخرج بها من هذا المكان المقرف ولكن نظرته باردة فهو يريد ان ينتهى من هذا الموضوع خرجت المرأة من غرفة الدكتور
المرأة:” الدكتور مستنيكم جوا اتفضلوا”
سبقها يحيى الى الغرفة تتبعه بخطوات ثقيلة ولكنها قبل ان تدلف الى الغرفة وجدت نفسها تفر هاربة من المكان تصرخ برفض قاطع ان تفعل ذلك
هيام بصراخ:” لااااااااء مش هعمل كده
ركض يحيى خلفها قبض على ذراعها بقوة يحاول ايقافها
يحيى:” فى ايه انتى ايه اللى جرالك”
هيام:” ابوس ايدك كفاية فضايح ابوس ايدك اتجوزنى شرعى حتى ولو ليوم واحد وبعد كده مش هتشوف وشى”
يحيى:” انا قولتلك جواز مش هتجوز وانتى حرة بقى انا مش عايز اشوف وشك تانى علشان انا زهقت”
بعد ان انتهى من كلامه استقل سيارته مبتعدا عنها وعن المكان ظل تبكى حسرة وندماً فهى لن تقوى على اجراء تلك العملية فهى ترى أنها نالت من الفضيحة ما يكفيها فلا ينقصها ان تعرض نفسها لمزيد من الفضائح .عادت الى المنزل وهذا اليوم هو اليوم الذى اخبرها به اخاه بحضور العريس المنتظر دخلت المنزل فهى اخبرتهم انها ستخرج لشراء اشياء خاصة بها ولكنها تاخرت فعادت وجدت ذلك العريس يجلس مع اهلها
هيام:” السلام عليكم”
عايدة:” وعليكم السلام تعالى يا حبيبتى “
سمير:” اقعدى يا هيام”
جلست هيام لا تنطق بكلمة ولا ترفع رأسها من الأرض حتى هى لا ترى ملامح ذلك الشاب الذى يجلس مع اخيها ظلت على جلستها هذه حتى غادر ذلك الشاب
عايدة:” رأيك ايه يا هيام فى العريس”
سمير:” هى رفعت راسها ولا شافته اصلا علشان تقول رأيها قاعدة حاطة وشها فى الأرض”
عايدة:” فى ايه يا سمير مكسوفة فيها ايه”
سمير:” مكسوفة وهى هيام من امتى بتقعد حاطة وشها فى الأرض كده دى ما بيهمهاش حاجة”
عايدة:” بطل غلط فى اختك يا سمير انا سكتالك بس علشان انت اخوها الكبير بس انا مش هسمح لحد يضايقها حتى لو انت يا سمير”
سمير:” خليكى بس انتى دلعى فيها كده لحد دلعها دى ما ييجى على دماغنا فى الاخر”
عايدة بعدم اهتمام:” قومى يا حبيبتى ارتاحى فى اوضتك يلا وانت خليك فى مراتك اللى انت اصلا مش عارف تحكمها”
سمير:” وهى مراتى عملت ايه يعنى علشان تقولى كده البنت كتر خيره شايفه ومستحمله وساكتة “
ذهب الى غرفته فوالدته لا تقتنع بأى كلام سوى كلامها هى فهو يعلم ان لا احد يفسد اخد بهذه الطريقة سوى والدته فهو أصبح لا يتحمل طريقتها فى التعامل مع زوجته أيضاً ولكنه لا يستطيع فعل شئ فعى اولاً وأخيراً والدته
*”*”*
انتهى شهر العسل وعاد العشاق الى مصر ذهب “رمزى” و’مريم” لمنزله وعاد “ثائر “و”وتين” الى منزلهم دلفوا الى الغرفة ولكن تشعر “وتين” بأن راسها اصبح ثقيلاً جدا
وتين:”يااااه مفيش برضه احسن من بيت الواحد بيبقى حاجة تانية خالص”
ثائر:”ليه شهر العسل معجبكيش يا قلبى ولا البيت اللى هناك”
وتين:”بالعكس يا حبيبى كانت ايام جميلة و خيالية بس فى البيت هنا بلاقى نفسى وراحتى علشان بيتك انت دا حصن الأمان بتاعى بعد حضنك”
ثائر:”نورتى بيتك يا حبيبتى”
وتين:’تسلملى يا حبيبى”
ولكن انتاب “وتين” دوار خفيف اغلقت عيناها ثم فتحتها ثم عادت و اغلقتها بقوة شعر “ثائر” بالقلق عليها
ثائر:”مالك يا حبيبتى فى ايه بتعملى ليه كده”
وتين:”مش عارفة حسيت ان انا دايخة شوية جايز بسبب الطيارة دماغى لفت ووجعتنى”
ثائر:”خلاص غيرى هدومك ونامى شوية وارتاحى يا قلبى”
وتين:”ماشى يا حبيبى”
ذهبت لتغيير ملابسها ولكنها ايضا شعرت بالدوار مرة ثانية ولكن هذه المرة سقطت مغشيا عليها بدون اى حركة
ثائر بخوف وقلق:”وتين وتين حبيبتى فى ايه مالك وتين ردى عليا”
ولكنها لا تستجيب لمحاولة افاقتها قام بحملها الى السرير استبد به القلق فجسدها اصبح باردا
ثائر:”وتين وتين ردى عليا فى ايه يا حبيبتى مالك وتين وتين”
طلب” ثائر” من أحد العاملين بالمنزل باحضار طبيبة على وجه السرعة فحضرت الطبيبة قامت بمعاينة وتين وكل هذا وثائر واقفاً يشعر بالخوف والقلق فماذا حدث لها اوصلها الى تلك الحالة
ثائر بلهفة:’هى مالها يا دكتورة فى ايه حصلها ايه”
الدكتورة بابتسامة:”خير ان شاء الله متقلقش”
ثائر:” طب هى اغمى عليها ليه وجسمها كان بارد اوى”
الدكتورة:”دا علشان بس حامل وشكلها كده مكنتش تعرف واجهدت نفسها فاغمى عليها”
ثائر بذهول:”حامل! وتين حامل”
الدكتورة:”ايوة حامل الف مبروك”
ثائر:”الله يبارك فيكى يا دكتورة بس هى هيفضل مغمى عليها كده كتير”
الدكتورة:”شوية كده ان شاء الله وهتفوق اطمن حضرتك”
ثائر:” متشكر جدا يا دكتورة”
الدكتورة:”الشكر لله عن اذنك”
ثائر:”اتفضلى ومع السلامة”
الدكتورة:”الله يسلمك”
خرجت الدكتورة من الغرفة جلس بجوارها وهو لا يصدق انها الآن حامل بطفله وضع يده على بطنها يمررها بسعادة شديدة فحلمه ان يصبح لديه أطفال منها أصبح حقيقة
فتحت “وتين” عيناها ببطئ نظرت بجوارها وجدته يمسك احدى يديها بين يديه بنظر اليها بسعادة وبابتسامة جذابة
وتين:”هو ايه اللى حصل يا ثائر انا جرالى ايه”
ثائر:”مفيش يا قلب ثائر متخافيش”
وتين:”هو انا اغمى عليا ليه كده اه يا دماغى”
ثائر:” ده بس علشان انتى دلوقتى شايله فرد جديد من عيلة العمرى يا وتينى”
وتين:”فرد جديد من عيلة العمرى انت قصدك ان انا”
ثائر بابتسامة جذابة:”حاااامل يا حبيبتى انتى دلوقتى فى نونو هنا”
وتين بسعادة غامرة:”بجد يا ثائر انا حامل انا هجيب بيبى هيبقى عندى نسخة مصغرة منك يا حبيبى”
ثائر:”او نسخة مصغرة منك انتى يا قلبى”
وتين:” انا انا مش مصدقة انا فرحانة اوى انا طايرة من الفرحة انا بحبك اوى يا حبيبى شوية حاجات كتير كده ملغبطة على بعض مش عارفة اوصفها يا ثائر”
ثائر:”خلى بالك من نفسك يا قلبى بقى ماشى”
وتين:” ان شاء الله بس اوبا اه لو ولدت وانا فى الدراسة دى تبقى مشكلة ولا أولد فى الامتحانات”
ثائر:”هههه ولا يهمك يا روحى عوضى السنة اللى بعديها احنا ورانا حاجة”
وتين:” على رأيك احنا ورانا حاجة بحبك وانت مشجعنى على الفشل كده يا حبيبى”
ثائر بمزاح:”طبعا تلاقى مين غيرى يشجعك على الفشل يعنى اجيب حد من برا لاء طبعا لازم ابقى فى ضهرك على طول”
وتين:”هههه تعيش يا روحى وتشجعنى ومتحرمش من تشجيعك ده”
احتضنها وهو لايصدق ان الله قد من عليه بجعل زوجته تحمل فى احشاءها طفل منه سيكون رابط يضاف لتلك الروابط التى تربطهم سويا وهى روابط الحب والعشق
*”*”*
تمسك بيدها ذلك الاختبار تبتلع ريقها مرة تلو الأخرى تشعر بدقات قلبها تتسارع مع الزمن فهى شكت فى أمرها منذ ان انتابتها تلك الحالة من الغثيان فارادت ان تتأكد من صحة شكوكها فاشترت ذلك الاختبار حتى تقطع الشك باليقين نظرت اليه بين يديها لاحظت وجود ذلك الخطين فى ذلك الاختبار اتسعت عيناها بقوة لطمت خديها بقوة فهى سينتهى أمرها قريبا فهى الآن تحمل طفلاً عن طريق غير مشروع
هيام:”يا مصيبتى يا مصيبتى اعمل ايه دلوقتى انا خلاص روحت فى مصيبة وروحت فى داهية لو سمير عرف هيقتلنى هيقتلنى انا خلاص حياتى هتنتهى”
ظلت تبكى بقوة وهى ما زالت تلطم خديها لا تعرف كيف تتصرف فى تلك المصيبة التى حلت على رأسها والتى أيضا ستضع حد لحياتها اذا علم اخيها سمعت صوت حركة بالخارج قامت بلم ذلك الاختبار والعلبة الخاصة به بسرعة تلقيهم فى سله المهملات تغلق غطاءها لكى لا يراه احد قامت بغسل وجهها خرجت لمحت امها قد فاقت لتوها من النوم حاولت رسم ابتسامة مهزوزة على شفتيها
هيام:”صباح الخير يا ماما”
عايدة:”صباح النور يا حبيبتى ايه اللى مصحيكى بدرى كده كنتى بتعملى ايه”
هيام:” ولا حاجة كنت فى الحمام”
عايدة:”هى الحلوة مرات اخوكى لسه مصحيتش من النوم بسلامتها”
هيام:”لاء لسه شكلها نايمة هى وسمير انا هروح اكمل نومى عن اذنك يا ماما”
عايدة:” ماشى يا حبيبتى روحى نامى”
ذهبت سريعا الى غرفتها اغلقت الباب خلفها ارتمت على السرير تكمل بكاءها اخرجت هاتفها لتحدث ذلك الشاب لتخبره بما حدث ظلت تطلب رقمه كثيرا حتى جاءها الرد متأخرا وبصوت ناعس
يحيى بنعاس :” ايوة مين فى ايه على الصبح “
هيام:”انا هيام يا يحيى انت سامعنى”
يحيى:”هيام وانتى عايزة ايه مش قولتلك متتصليش عليا تانى مش رفضتى تعملى العملية انا مش هروح معاكى تانى لو انتى عايزة تروحى خلاص كانت هى فرصة وانتى ضيعتيها مليش فيه”
هيام:” انا متصلتش عليك علشان كده يحيى انا حامل”
يحيى بفزع:”نعم يا اختى حامل ازاى يعنى ومن مين”
هيام:”يحيى انت اتجننت هكون حامل من مين حامل منك انت طبعا اللى فى بطنى ابنك انت”
يحيى:”بقولك ايه شوفى حد تانى ترمى بلاكى عليه انتى تعملى المصيبة وتلبسيهالى وانا ايش ضمنى انه ابنى انا الله اعلم انتى عملتى كده مع مين غيرى”
هيام بدموع:”حرام عليك يا يحيى والله العظيم الحمل منك انت ومحدش لمسنى غيرك”
يحيى:”بقولك ايه متوجعيش دماغى وشوفى حد غيرى ارمى بلاكى عليه وياريت تمسحى نمرتى من عندك مش كل شوية تتصلى وتقرفينى وكمان جيبالى بلوة وعايزة تدبسينى فيها شوفى حد تانى دبسيه فى مصيبتك”
قال ذلك اغلق الهاتف فى وجهها وعادت تتحسر على حالها الذى أوصلته هى الى هذه الحالة فما جدوى الدموع الآن فهى لو بكت انهاراً لن تمحو جرم ما فعلته بحق اهلها وبحق نفسها قبل اى أحد .اثناء وجود “عايدة” فى الحمام لمحت تلك الورقة الصغيرة الخاصة باختبار الحمل بجانب سلسة المهملات قامت برفعها فعلمت انها خاصة باختبار الحمل فتحت السلة عثرت على ذلك الاختبار وهو اختبار حمل ايجابى فعقدت حاجبيها فهى ظنت ان “أميرة” حامل ولم تخبرهم فخرجت من الحمام بيدها اختبار الحمل كان “سمير” مستيقظا للتو من النوم هو وزوجته
سمير:”صباح الخير يا امى”
عايدة:”صباح النور يا حبيبى مبروك يا أميرة”
أميرة باستغراب:”مبروك على ايه بتباركيلى على ايه يا حماتى على الصبح كده”
عايدة:”يعنى كنتى مخبية ليه هنحسدك يعنى ولا ايه دا انا افرحلك هو اللى مش هييجى ده حفيدى برضه وهيبقى ابن ابنى”
سمير:”حفيدك ايه انا مش فاهم حاجة”
عايدة:”انا لقيت اختبار حمل ف الحمام والاختبار ايجابى ليه مراتك مخبية بقى ومش عايزة تقولنا انها حامل شكلها خايفة لاحسدها ولا حاجة”
سمير:”بجد الكلام ده يا اميرة انتى حامل بجد ومقولتليش”
أميرة بدهشة:”اختبار حمل ايه انا مجبتش اختبارات انا مش حامل مين اللى قالكم كده”
عايدة:”امال الاختبار ده ايه العفريت كان عامله ورماه فى السلة فى الحمام”
أميرة:”احلفلك على مصحف يا حماتى ان الاختبار ده مش بتاعى انا معملتش اختبارات والله العظيم انا ما عملت اختبارات حمل”
سمير:”اميرة لو بتهزرى خلاص كفاية احنا عرفنا بقى مفيش داعى انك تخبى علينا”
أميرة:”بهزر ايه ورحمة امى انا ما عملت اختبارات حمل ولا اعرف حاجة عن الاختبار ده ثم لو حامل هخبى ليه هو انا عاملة حاجة غلط ما اكيد كنت هقولكم لو انا حامل ثم انا حلفتلكم بالله انه مش بتاعى”
عايدة:”امال الاختبار ده هيكون بتاع مين”
أميرة:”وانا ايش عرفنى يا حماتى الاختبار ده يكون بتاع مين”
سمير:”معناه ايه الكلام ده يعنى”
حاولت نفض ذلك التفكير عن ذهنها لا يمكن ان ترتكب ابنتها مثل تلك الجريمة ولكنها وجدت ابنها يذهب سريعاً الى غرفة اخته بذهن وافكار على وشك الانفجار إذا صدق ظنه بما يفكر فيه وجدت اخيها يفتح الباب بقوة انتفضت من على سريرها وهى ترى اخيها بتلك الحالة من الهيجان والغضب
هيام بتلعثم:”فففى ايه يا سمير مالك فتحت عليا الباب كده ليه وانا نايمة”
سمير:”فى ايه !انتى اللى تقولينا فى ايه بقى يا ست هيام”
هيام:”مش فاهمة حاجة هو فى ايه يا ماما حصل ايه وسمير عايز منى ايه”
سمير:”امك لقت اختبار الحمل ده فى الحمام واميرة حلفت انه مش بتاعها بتاع مين ده يا هيام”
هيام بتوتر:”انت قصدك ايه يا سمير بكلامك ده ازاى تتهمنى فى حاجة زى دى”
سمير:”قصدى ايه! انتى اللى تفهمينى فى ايه يا هيام والا وربنا ما يطلع عليكى يوم تانى انطقى حالا “
ارتعدت من حدة صوته الصارخة بها بكت بقوة لا تعرف ماذا تقول فأمرها قد انكشف والآن ستتحمل نتيجة اخطاءها
عايدة بتوهان:”هيام اللى بنفكر فيه ده صح الاختبار ده بتاعك انتى”
قام هيام من على السرير تجثو على ركبتيها امام اخيها تطلب منه الصفح قبلت يده لعله يرحمها مما ينوى فعله بها فما رأته فى وجه يدل على انه لن يتركها الا جثة هامدة وسيقضى عليها فى الحال
هيام ببكاء شديد:”ابوس ايدك يا سمير انا غلطانة هو اللى ضحك عليا والله سامحنى يا سمير ابوس ايدك انا مليش ذنب هو اللى غرر بيا وضحك عليا”
سمع سمير وعايدة ذلك أصابتهم صدمة قوية وضعت زوجته يدها على فمها من شدة صدمتها هى الاخرى لم يدرى بنفسه الا وهو يضربها بكل قوة وغيظ وغضب
سمير بغضب:”يا قليلة الادب يا عديمة الشرف حطيتى راسى فى الطين هتخلينى مضحكة قدام الناس يا زبالة ضيعتى نفسك وضيعتينا معاكى”
عقله يصرخ به الآن ان يقضى عليها ان يجعلها تلفظ انفاسها الأخيرة حتى يتخلص من تلك الكارثة التى حلت على رأسهم الا انه سمع صوت زوجته التى صرخت بأعلى صوتها واتسعت عيناها ذهولاً من ذلك الجسد الذى انطرح على الأرض كأنه فارق الحياة
أميرة بصراخ:” سمييييييييير”
يتبع..
لقراءة الفصل السادس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حمزة للكاتبة ميمي عوالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى