روايات

رواية أغصان الزيتون الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم ياسمين عادل

رواية أغصان الزيتون الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم ياسمين عادل

رواية أغصان الزيتون الجزء الحادي والأربعون

رواية أغصان الزيتون البارت الحادي والأربعون

رواية أغصان الزيتون
رواية أغصان الزيتون

رواية أغصان الزيتون الحلقة الحادية والأربعون

“أنت في عُقر دار الحقيقة، إنها تبعد عنك فقط ببضع خطوات.”
____________________________________
لقد تفادت ضربة عظيمة بشكلٍ عجيب، كأن القدر نصرها من جديد، لا تعلم كيف تنحّت حتى تجاوزتها المزهرية لـ ترتطم بالحائط بدلًا من أن ترتطم بها. لم تجد حتى فرصة كي تتفاجئ أو تتفوه كلمة واحدة، حينما رأتهُ يعدو ركضًا نحوها كانت هي أيضًا تركض فرارًا منه؛ لكن حجم الصالة أعاق حركتها لا سميا إنها تحركت في الطريق المسدود، فـ أصبح الإمساك بها أمرًا ليس صعب عليه. قبض على ذراعيها، وعيناه المشتعلتان تقذفان بالغضب الشديد، وفي المقابل نظراتها الأبيّة التي ترفض مجرد إظهار الإستسلام له. هزّها بعنفٍ وهو يصيح في وجهها :
– هــتـاخـدي إيــه من ورا كل اللي بتهببيه ده!!.. عايزة توصلي لإيـه.. انـطـقـي!.
فشلت قواها الضعيفة – مقارنة به – في الخلاص منه، فلم تجد سوى السهل الممتنع، أن تخوض التجربة الخطيرة من جديد، وإن كان منسوب الخطر تلك المرة مضاعفًا. تعلقت “سُلاف” برقبتهِ وبأسنانها الشرسة كانت تعضّ عنقهِ، فـ صرخ “حمزة” وخطف بين أصابعهِ خصلات من شعرها لكي يضمن تحرير عنقهِ منها، وعندما ابتعدت كان يُسقطها أرضًا بحركة خاطفة وكأنه يُصارع مصارعًا محترفًا، ومن ثم انهال على ذراعها بالعضّ لكي يثأر لنفسه من تلك المرة القديمة التي عضّت فيها أنفهِ، ومن غدر اللحظة الراهنة أيضًا. صرخت “سُلاف” وهي تضرب بقبضتها كتفهِ، وبرشاقةٍ كانت تنسل من أسفلهِ وتزحف لكي تنهض، وقبل أن تقف على قدميها كانت تتلقى ضربةٍ على ظهرها أسقطتها من جديد؛ لكن هذه المرة كان الوجع قاسمًا للظهر، وحينما كان يمرّ بمحاذاتها تشبثت بساقهِ أولًا، ثم سحبتها سحبةٍ جعلتهُ يهوى أرضًا وعلى ظهرهِ تحديدًا، فـ تعالت صيحة مرفقة بـ سبّة صريحة، بينما تحاملت هي على نفسها ووقفت على ساقها، وبدون أن تنتبه انغرزت قطعة من الزجاج في كعب قدمها، فـ كتمت صرخة موجوعة وهي ترمي بنفسها على الأريكة، ثم نظرت لقدمها التي بدأت تنزف بالفعل، ونزعت تلك القطعة الزجاجية وهي تغمغم بـ :
– آه يا حـيـوان!.
التهت للحظات، فـ كادت زجاجة الماء المقذوفة تصطدم بوجهها. صرخت وهي تدفن رأسها بـ الوسادة حتى مرت لخلفها، وسرعان ما نهضت عن مكانها وسارت بتعرجٍ لئلا تدعس على جرحها المفتوح. تناولت غطاء إناء الحلوى الجافة (بونبونيرة) وقذفته بإتجاههِ في طريقة عشوائية، لـ تخيب ضربتها هي أيضًا حينما وصل لمسامعها صوت بكاء الصغير “زين”. فـ رمقتهُ بإرتباك وهي تردف بأنفاسٍ لاهثة :
– الولد بيعيط ولازم أشوفه.. وسع من طريقي.
– على جثتي أعديكي من هنا.
وبدأ يتقدم منها مجددًا، فـ كورت قبضتها وهي تحذره :
– بلاش يا حمزة!.
ابتسم بإستخفاف، وأثار بتعمدٍ مقصود استفزازها بقوله :
– انتي عايزة تديني بالبوكس يا روحي؟.. بإيدك الناعمة الحلوة دي!؟.. طب خدي وشي أهو، أضربي.
ومدّ لها وجهه في حيلة مخادعة، وما أن تأهبت لتلقينهِ ضربة قاسية حتى أمسك يدها بقوةٍ آلمه، فـ لكمتهُ بـ يُسرها في أول تجربة من نوعها لإستخدام يدها اليُسرى. لم يسمح “حمزة” لنفسهِ بأن يتفاجأ أو يضيع لحظة ردّ الصاع صاعين، وبغتة كان يبطح ناصية رأسها بدماغهِ، فـ اهتزت رأسها وكأن عقلها يتدحرج داخل جمجمتها، وكأن المخ قد أرسل إشارتهِ لمستشعراتها الحسيّة الواعية، فـ أدرك وعيها على الفور ودعست بقدمها قدمهِ لـ يحررها، مع دفعهِ بأقصى قوة، بينما رؤيتها قد بدأت تتشوش قليلًا وهي تبتعد، حتى التصق ظهرها بجدار الحائط، وكأنها احتمت فيه كي لا تهوى بالسقوط . انفتح باب الشُقة وكأنها اللحظة المناسبة تمامًا، قبل أن ينهي أحدهم أمر الآخر، وظهر من خلفهِ “عِبيد” وقد تخضبت بشرتهِ بالدماء، واصطبغ لونها بحُمرةٍ منفعلة بعدما مسح المكان كله بنظرة خاطفة ورأى كل تلك الفوضى. كل ذلك في كفّة، و حالة “سُلاف” التي بدت مزدرية بعض الشئ في كفّة أخرى. تصاعدت الحرارة لرأسه، وهجم بقوةٍ غاشمة لتلقين “حمزة” درسًا عنيفًا، بينما الأخير قد أعدّ نفسه بالفعل لإقتتالٍ لن يُهزم فيه، حتى التقى كلاهما في المنتصف وقد أمسك كلٍ منهم بتلابيب الآخر، وتطورت الأمور بينهما لتبادل اللكمات والضربات كُلٍ بأقصى قواه، حتى قاد كلاهما الآخر للسقوط، أعلى لغم الزجاج المتناثر، وبدأت حرب أخرى على الأرض، ولكل منهم دور للفوز، ودور للخسارة.
***************************************
لم يقوَ “صلاح” على ابتلاع رشفة مياة واحدة، بعد تلقي ذلك الخبر الصادم من “حاتم”، كأن دلو من الثلج قد وقع على رأسه، فـ تجمد مكانه متصلبًا عاجزًا، وحدقتيهِ تتراقص يمينًا ويسارًا في تحرجٍ متضايق. حمحم “صلاح” مستعيدًا خشونة صوته، وسأله في محاولة لتكذيب ما سمعه توًا :
– أنت متأكد يا حاتم؟؟.
لم تزُل تعابير الإستنكار المستهزئة عن وجه “حاتم”، وهو يجيب بحزمٍ غير قابل للمجادلة :
– أنا مش جاي من أمريكا عشان أهزر ولا أقول أي كلمتين من غير لازمه.. انت عارف كويس علاقاتي، ومعلومة تافهه زي دي أقدر أعرفها بكل سهولة.
احتدت نبرته وهو يواصل حديثه الجاد :
– بنتك دخلت مصر من أكتر من أسبوعين، في منهم ٥ أيام في بيتك، باقي الوقت ده كله مراتي كانت فين؟.
أسند “صلاح” ظهرهِ للخلف، وجاهد كل الجهد كي يبدو هادئًا واثقًا دون أن يُثير أدنى ريبة :
– تلاقيها راحت لواحدة من صحابها، يسرا تعرف بنات كتير جدًا وكلهم قريبين منها، يعني طبيعي آ…..
قاطع “حاتم” حوارهِ بعدما طفت العصبية على تعابيرهِ :
– انت مصدق اللي بتقوله ده!.
تصنّع “صلاح” الحدّة وهو يجيبه :
– حـاتـم!!.. خلي بالك من كلامك.
هبّ “حاتم” واقفًا في مكانه، وهدر بصوتهِ غير مكترثًا بالمحيط من حولهم :
– بنتك هي اللي كان لازم تخلي بالها أوي وتفهم هي متجوزة من مين!.. خليها تجهز نفسها لأني جاي آخدها بالليل، وده قرار مش بخيرها فيه.
سحب “حاتم” نفسه من هنا وكأن من خلفه العاصفة، وخرج من هنا تاركًا “صلاح” يواجه بمفردهِ نظرات وتساؤلات العامّة من حوله، بل والأهم إنه يواجه نفسه، تُرى ما الأمر الذي تورطت فيه “يسرا” حتى تخفي موعد وصولها الحقيقي عنهم؟.. وما الذي دفعها للهرب من زوجها والعودة للأراضي المصرية في هذه الظروف الغامضة؟.
***************************************
– آآآآآآآه.
صرخ “حمزة” صرخة مدوية، حينما نزع “زيدان” بالملقط تلك الزجاجة المنغرزة في كتفهِ، ثم التفت نصف التفاته وهو يصيح فيه بإنفعال :
– انت غبي يا عم ولا إيه!.
تلوت شفتي “زيدان” بإحتقان، مستنكرًا نعته بـ (الغبي) بعد كل مجهوده في إنقاذ “حمزة” :
– مكنش العشم يا ابو البشوات!.. ده لولايا كان زمانا بنقرا الفاتحة على روحك ولا مؤاخذة يعني!.
استدار له “حمزة” كليًا، وزجرهُ بنظراتٍ ممتعضة مستهجنًا تصرفه الأهوج والغير مدروس :
– انت هتستهبل!.. فاكر اللي هببته ده حاجه كويسة!.. رايح تلم سكان البيت كله علينا!!.
– مش أحسن ما كان حد فيكم موت التاني!.. قولت أجيب اللي يسلكم من بعض.
هبّ “حمزة” واقفًا من جلستهِ، فـ اجتمعت عليه كل آلامه ليحس وجعها مرة واحدة :
– وانت لازمتك إيه!.. هو انا سايبك قدام الباب ديكور!.
قذف “زيدان” بالملقط غير مكترثًا، ونهض هو أيضًا ليكون قبالته وهو يشرح الوضع كاملًا :
– لا ماانا مش كومبارس في السيما وجاي عشان انضرب مكان بطل الفيلم!.. ده أخينا عليه كفّ يوقع الحيطة.. حتى بص.
وأشار على وجهه الذي تلقى ضربة موجعة من “عِبيد” لكي يفسح له الطريق :
– احنا متفقناش على كده يا ابو البشوات.. أنا برضو واجهه ومحبش وشي يتشلفط، الصبيان يقولو عليا ايه لا مؤاخذة لما يلاقون شايل في وشي كرومبة!.
تجهم وجه “حمزة” بنفورٍ و :
– كرومبة؟؟.
فـ فسّر له “زيدان” معنى تعبيرهِ الشعبي الركيك :
– يعني لوكامية (لكمة).
نفخ “حمزة” بإنزعاج شديد وهو يعاود الجلوس مجددًا، وتجاهل كل تلك الأحاديث المثيرة لأعصابه وهو يهدر بـ :
– أنجز وحط المطهر مكان الجروح عشان أغور من هنا.
فـ بدأ “زيدان” في سكب المطهر بغزارة على مواضع جروحهِ معقبًا :
– لأ مش هتغور ولا حاجه، زمان الغدا جاي في الطريق تاكل لقمة وترتاح للصبح، النهار له عنين يا ابو البشوات.
لم يتحمل “حمزة” نبرة الهدوء التي يتحدث بها، بينما هو گالجمر المشتعل على نار مُسعرة :
– بقولك إيه ياأبو زيد، صوتك بيركبني العصبي.. أسكت خالص وشوف شغلك!.
جمع “زيدان” كل الأشياء التي ابتاعها من الصيدلية وتركها جانبًا، ثم تحرك نحو الباب وسط أنظار “حمزة” :
– انت رايح فين!.
– رايح اشوف شغلي، ماانا مش دكتور ولا مؤاخذة يعني!.. هبعتلك بقى اللي يمرضّك.
دفن “حمزة” وجهه بين راحتيه وهو يغمغم بـ :
– بس اشوف وشك يا حسنين!.. هطلع عليك كل اللي شوفته!.
**************************************
كتم “عِبيد” كُل آهه موجوعة، وتحامل على نفسه كي لا يُظهر آلامهِ أمامها، جزاءًا له على تركها بمفردها لوقتٍ سمح لهم بالتشابك معًا. ضمدت “سُلاف” جرح ذراعهِ الذي نتج عن وقوعهِ أعلى الزجاج المتهشم، ثم غلفتهُ بالشاش المُعقم واللاصق الطبي. كادت تجمع أدواتها لولا إنها استوقفها ممسكًا برسغها، وجذبها برفق كي تجلس أمامه ليسأل بنبرةٍ محتقنة :
– مش هتقوليلي إيه اللي حصل!؟.
تنهدت “سُلاف” وهي تُبعد عيناها عنه، وكل جهودها في إخفاء أوجاعها تهدف لئلا تُشعره بالتقصير أو تأنيب الضمير :
– صدقني يا عِبيد مفيش حاجه حصلت غير شوية مناوشات زي ما قولتلك.. أساسًا انت متأخرتش عليا.
لمعت كدمتها البينّة في أنظاره، مما جعل ضيقهِ يتضاعف :
– ما هو باين على راسك!!.
ثم نظر من حوله وهو يصيح بإنفعال :
– باين أوي!.. كل اللي حصل ده وبتقولي عليها مناوشات!.
وقفت “سُلاف” عن جلستها بصعوبة، متأثرة بآلام ظهرها الغير محتملة، ساعية للتخلص من هذا الحوار الذي قد يُفضي لتفاقم حقدهِ على “حمزة” أكثر، وفي النهاية “عِبيد” أيضًا ينال حصتهِ من الضرر الملحق به :
– أنا نيمت زين بصعوبة يا عبيد، أرجوك وطي صوتك.
مرت من أمامه وهي تتابع :
– وبعدين احنا متوقعين منه أسوأ من كده كمان!.. فـ أنا مش فارق معايا حاجه خالص.
شمل “عِبيد” الفوضى المحيطة به، وهو يستذكر كيف فضّ الجيران مشاجرتهم العنيفة، حتى أن أحد القانطين بالمنزل هدد بطلب النجدة للتدخل في الموقف الذي بدا شديد التأزم، بجانب تدخل “سُلاف” في الأمر ورغبتها في ألا تتفاقم الأمور وتصل لمنحدرٍ لا ترغب فيه الآن.
دلفت “سُلاف” لغرفة الصغير وأغلقت من خلفها، ثم استندت على الجدار حتى بلغت الطاولة المستديرة حيث حقيبتها الخاصة، فتّشت بأشيائها حتى وجدت مسكن الآلام الخاص بها، فـ أفرغت محتوى الظرف في كوب فارغ وسكبت عليه بعض الماء لتساعدهِ على الذوبان، ثم ارتشفته جرعة واحدة ليهدأ بدنها الصارخ بآلام متفرقة. استعانت بحقيبة الإسعافات الأولية للبحث عن دهان معالج للكدمات، وقررت علاج رأسها أولًا، قبل أن تتضخم كدمتها التي بدأت في التورم واصطبغت بلون مائل للزُرقة.
تآوهت وهي ترخي ظهرها على الفراش، وضغطت على أسنانها ضغطًا مغتاظًا وهي ترى أثر أسنانهِ المتوحشة على ذراعها. نفخت بسخطٍ وهي تحدق في السقفية، ثم همست بـ :
– بس انا برضو علمت عليك يا ابن القرشي!.
*************************************
وصلت “يسرا” بسيارتها أمام بوابة المنزل، ثم دعست على البوق لكي يفتح لها حارس البوابة. كانت الأغاني الأجنبية مرتفعة، ومزاجها في أحسن حالاتهِ وهي تردد من خلف المطرب الأجنبي الشهير أغنيته الصاخبة. دخلت بسيارتها للممر فـ لمحت تلك السيارة الغريبة، فـ تغضن جبينها بإستغراب، وظنّت إنه زائر عادي أتى إليهم، إلا أن شارة العلم المصري بمقدمة السيارة لم توحي بذلك إطلاقًا. دارت الظنون برأسها، وبدأت بالفعل تستنبط هوية الزائر، فـ سرت قشعريرة ببدنها دفعتها لإغلاق صوت الأغاني، واستخدمت هاتفها للإتصال بالخادم علّها تصل لمعلومة. بضع لحظات مرّت عليها وهي تنتظر على أحرّ من الجمر، حتى أجاب فسألته مباشرة :
– أيوة يا عطا، مين عندنا في البيت؟؟.
شحب وجهها، وخفقت ضربات قلبها بغتة، حينما أطلعها الخادم على هوية زائرهم المفاجئ، حتى إنها رددت اسمهِ بخفوتٍ مرتجف :
– حـاتـم!.
ثم ازدردت ريقها وهي تأمره بـ :
– متقولش لحد إني كلمتك، سمعتني!.
أغلقت المكالمة وأدارت السيارة من جديد، أشارت بالإضاءات الخلفية للسيارة لكي يفتح لها الحارس مرة أخرى دون أن تصدر أي جلبة بصوت الأبواق، وبالفعل فتح لها، فـ أسرعت تفرّ من هنا رافضة تمامًا تلك المواجهة، وكأنها تعلم ما الذي ينتظرها من مصير يتحتم عليها مجابهتهِ، فرّت بضعفٍ لا يتحمل مجرد رؤيتهِ هنا في عُقر دارها وأمام والدها – بالأخص -.
***************************************
ساعدت نسمات الهواء المُحمّلة برائحة البحر على استرخاءهِ، فـ استسلمت عيناه لغفوةٍ قصيرة للغاية، بعد مُضيّ يومان بدون نوم. أوقف “زيدان” سيارتهِ أمام المطار، ثم نظر إليه مليًا وهو يسأل بخشونة غير مقصودة :
– انت نمت ولا إيه يا ابو البشوات؟.
فتح “حمزة” عينيهِ التي بدت حمراء بعض الشئ، وأجاب بصوتٍ منهك :
– لأ.
نظر “حمزة” بإتجاه المطار، وقبل أن يفكر بأي شئ كان “زيدان” يخطف انتباهه ومداركه كليًا بسؤاله :
– مين الست دي يا باشا!؟.. لا مؤاخذة يعني سمعت إنها مراتك!.
نفخ “حمزة” بقنوط و :
– للأسف.
– بس باينها الحكاية فيها إنّا تانية!. وانا الصراحة عايز أساعد.
تأهب “حمزة” لمغادرة السيارة، غير مكترثًا بذلك العرض ولم يفكر به لهنيهه حتى :
– تسلم ياأبو زيد مش عايز.
استوقفه “زيدان” واضعًا يده على كتفه و :
– زيدان يا باشا، أحفظ بقى.. وبعدين أنا رسيت على القصة ومش بقولك كده مجاملة، أنا أقدر أجيبلك أرار (أصولها) الست دي وأصلها وفصلها لو عايز.
رمقه “حمزة” بشئ من التعجب، بينما تابع “زيدان” إبهاره بالمزيد :
– حسنين قالي إنها مدوخاكم وراها، وأنا حبيتك لله في لله، عشان كده هعمل معاك الواجب ده.
لم يشك “حمزة” في مهاراته بذلك الأمر، بل شعر بإنه وجد الرجل المناسب الذي سيقضي له تلك الحاجه على أكمل وجه، وقرر أن يخوض التجربة التي لن تضر إن لم تنفع :
– ماشي.. هسيبك تجرب حظك، بس عارف لو قدرت تعمل ده صحيح، أنا اللي هعمل معاك الواجب الصح.
مدّ له “زيدان” يده ليصافحه و :
– اتفقنا يا ابو البشوات.. بس عندي شرط.
قطب “حمزة” جبينه في انتظار سماع الشرط، فـ أدلى به “زيدان” دون مماطلة :
– محدش يعرف أي حاجه عن اتفاقنا ولا حتى حسنين، حتى شيطانك نفسه متقولوش.. أصل الحاجات دي ولا مؤاخذة بتتنظر.
شدد “حمزة” على أصابعه وهو يردف بـ :
– اتفقنا….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية أغصان الزيتون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى