Uncategorized

رواية الحرب لأجلك سلام الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نهال مصطفى

 رواية الحرب لأجلك سلام الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نهال مصطفى

رواية الحرب لأجلك سلام الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نهال مصطفى

رواية الحرب لأجلك سلام الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نهال مصطفى

– هشام طيب ممكن تقولى بس إيه اللى قالهولك سيادة اللواء خلاك تبقي قلقان كده !! 
اردفت فجر جُملتها بقلق عندما توقف هشام بسيارته أمام باب فيلتهم وظل متسلحا بالصمت طول الطريق .. فرد بهدوء 
– صدقينى والله معنديش فكرة ، قال لى فى مصيبتين ، هروح أشوفه بقي .. 
حاولت تشتيت انتباهُ عن القلق .. فأحتوت كفه بلطفٍ انساه ما يُزعجه وهى تقول 
– اكيد بيبالغ شويه ، متقلقش ، انا هنزل وهستناك تكلمنى تطمنى .. 
التقت اعينهم المفعمة بمشاعر لا تُقال فابتسمت بخفوت وبنبرة إصرار
– هستناك تكلمنى !! اتفقنا .. !!
اومئ ايجابا فاستدارت متأهبة للنزول فأوقفها ندائه قائلا 
– فجر .. !!
عادت سريعا إثر ندائه : خير يا هشام !! 
– عايز اطلب منك طلب ! 
انكمشت ملامحها باستغراب ، وهى تقول
– غريبة ، اتعودت عليك بتأمر وبس ! 
فهم مغزى ما  تُشير إليه ، فتبسم بخفوت قائلا
– ده كان زمان بقي !! 
رمقته بعيون لامعه متعمدة خربشة دواخله بفضولها : اومال ايه اللى اتغير !! 
اتكئ على مقعده للخلف ضاحكًا قاصدا الهرب من فضول إمراة حارب نفسه كى لا يبوح لها بسره .. ضحكته أثارت الشغف بجوفها فأطالت النظر به منتظرة رده ، الى أن قال
– اللى اتغير كتير ! المهم ، حاولى قربي من عايدة .. واكسبيها بلاش تغلطى غلطتى معاها .. عمرى ما واجهتها كنت بشيل فى نفسي واكتم لحد ما اتبنى جوايا جسر طويل من ناحيتها مش عارف اهده .. 
باتت الدهشه مُقيمه على جفونها كأقامة الطيور فوق أغصانها ، ظلت تتطلع فى ملامحه كثيرًا مستغربة على حاله .. كيف لازال قويا بأحزانه لهذا الحد .. تحمحمت بخفوت ثم قالت 
– هتفضل لحد أمتى تعرفنى على حياتك صدفة ، او بالقطارة كده ؟! 
التوى ثغره مبتسمًا 
– لحد لما تكونى ليا بدون أى حواجز … 
اختلج قلبها إثر جُملته .. فهو لم يبح بحبه بنصٍ صريح ولكن كل افعاله وأحاديثه تنطق ما يكتمه بين ثناياه ، صافحت قلبه باهدابها المرتجفه وألف سؤال يتقاذف من انظارها فبادلها بنظرة اصابتها بضربه احدثت اثرها كدمه من تلك التى لا تراها العين مبتسما 
– واخده بالك أن فى مصيبتين واحنا عمالين نتساير كده .. عندى شغل يلا انزلى !! 
زفرت بيأس : أنت متعرفش تكمل حاجه حلوة للاخر ابدا .. وبعدين أن كُنت نازلة انت اللى ندهت عليا اصلا .. كل ماتتزنق تخلع !! 
شوحت بكفها وهبطت سريعا وهى تغمغم مع نفسها بكلمات غير مفهومه ، أما عنه فهَمّ بقيادة سيارته ضاحكا على الحالة التى كانت بها متنهدا بارتياح 
– هانت !! 
غزت جملته الاخيره رأسها فظلت ترددها بصوت خفيض مرارا وتكرارا .. وهى تقول لنفسها
– هو كان يقصد ايه ب كلامه ، يعنى أيه تكونى ليا من غير حواجز ، هو بيحبنى ولا بيستعبط طيب !! بجد يعنى هو ناوي يجننى … 
فاقت من شرودها على فراغ البيت .. فانعقد مابين حاجبيها متسائله 
– هما راحوا فين !! 
صعدت السلم متجه نحو غُرفة هشام وهى تدنن ببعض الاغانٍ التى تتناسب مع حالتها المزاجية ، ففتحت الباب بتلقائيه وبجهل تام بأن بها أحد .. فتوقف فجاة مذهولة وبعيون جاحظة إثر الدهشه عندما ألتقمت مُقلتيها ميادة بالغرفة .. فاردفت بخفوت 
– أنت مين ؟! وبتعملى إيه هنا .. !!
رفثت ميادة ملابس فجر بقدمها واقتربت منها بخطاوى مُختالة 
– أنا مين !! انا صاحبة البيت ده ومراة هشام ، وبعمل إيه !! بنضف الاوضة من الزبالة اللى فيها .. 
حرقها جمر اليقين الذي بخر شكوكها .. فاستجمعت فجر قوتها لتقف متحدية منتويه الانتصار فى الحرب التى اعلنتها ميادة .. فعقدت ساعديها أمام صدرها قائله بسخرية
– ااه انت بقي ميادة ! بصراحه هشام مجابليش سيرتك خالص ، بس اللى عرفته من رهف أنه سابك يوم كتب الكتاب عشانى تقريبًا  .. !! 
اصابت رصاصة فجر قلب ميادة فتبدلت ملامحها وبَدَ التوتر يتسلق ملامحها وظهر ضُعف موقفها فى نبرة صوتها العالية 
– انت ازاى يابتاعة انت تتجرأى وتردى عليا بالاسلوب ده!! انت نسيتى نفسك يافلاحه ..!!
لازالت فجر مُحافظة على هدوئها بثبات انفعالى تجرعته من هشام فقالت ..
– حقيقي مش عارفة مين فينا اللى نسي نفسه ، ونسيتى أنى كمان مراة هشام اللى اختارها بقلبه وعقله .. على العموم انا هسيبلك الاوضة لحد ما يجى هشام يطلعك منها بمعرفته .. بس اوعدك مش هتباتى ليلة فيها !! 
لم تستطع مياده أن تُجيبها فأقتحمت رهف عليهم الغرفة لترتمى بين أحضانها مهلله 
– وحشتينى وحشتينى … اخيرا رجعتى ! هشام هينبسط اوى اوى لما يعرف .. 
ارتسمت ابتسامة انتصار على ثغر مياده وهى تبتعد عن رهف قليلا 
– والنبى يا  روفا علَّى صوتك وسمعيها ، وعرفيها أنى أبقي ايه بالنسبة لهشام ، عشان شكلها كدبت الكدبة وهتصدقها .. 
تبدلت ملامح فجر وأصيبت بلعنة الحيره تقف فى صف من منهن !! فارتفعت اعينها بخجل نحو فجر قائله
– جوجو .. دى بقي ميادة مراة هشام اللى حكيتك عنها.. 
بابتسامة ماكره اردفت فجر وهى تطيل النظر بمياده : مااحنا اتعرفنا ، وكل واحد عرف مكانته !! 
ثم وجهت انظارها لرهف قائله
– انا هروح ارتاح شويه فى اوضة زياد ، يكون هشام رجع ويتصرف هو بقي فالموضوع ده!! 
ضحكت ميادة بسخرية وهى تضرب كف على الاخر 
– ده لسه عندها شك ان هشام هيفكر للحظة ويحُطنى فى مقارنة معاها ..
توقفت فجر بثقه على اعتاب الباب قائله 
– للاسف متأكده .. متأكدة ان هشام مش هيتردد للحظه عشان يختار ما بينا ، لانه واخد قراره من زمان .. بس أنت اللى مش عاوزه تشوفيه ..
غادرت فجر منتصره ظاهريا ودواخلها تنهار حرفيا، ظلت محتفظة بدموع حُزنها الى ان وصلت لغرفة زياد فازفت لحظة انفجارها باكية وهى تحتضن قلبها الذي ضُمر من تفاقم الاحزان عليه .. فعندما تتزحزح صخرة حزنها إنش ليتسلل شعاع الفرح لكهفها المُظلم لم يلبث طويلا حتى تنهال صخور اخرى تعوق شعاع فرحتها .. 
أما عن ميادة بات الغضب برأسها وقلبها كشُعب مرجانية .. فكلما حاولت رهف تهدئتها ثارت نيرانها اكثر وهى تقول
– اموت واعرف الفلاحه دى جايبة الثقه دى كلها منين !! 
■■■
– خير يا نشأت بيه .. قلقتنى !!
هتف هشام جُملته وهى يضع بأشيائه بهدوء فوق سطح المكتب ويجلس على المقعد المجاور له .. فهتف نشات بامتعاض 
– وهيجى منين الخير !! 
انعقد جبين هشام قائلا : قلقتني يا جنيرال !! 
– سلطان هزاع !! لقيوه مُنتحر الصبح فى الزنزانه !
لم يبد هشام اى معالم الدهشة على وجهه وكأنه كان يعلم بمصيره المحتوم .. فاجاب بثقة 
– او اتقتل !!  
– لسه التحريات شغالة يا هشام .. 
واصل هشام قائلا 
– وحضرتك متفاجئ ليه دى النتيجه الطبيعية اللى كُلنا متعودين عليها .. اول ما يحسوا انهم هيتكشقوا وحد هيمسكهم من ايدهم بيقطعوها ..
– الامل بيبهت يا هشام ، ودايرتهم بتوسع ، واحنا مش قادرين نوقف مخططهم .. 
فكر هشام لبرهة قبل ما يرد عليه .. فقال 
– المفروض اننا بناخد الامل من سعاتك يا نشأت بيه !!
اشار إليه نشأت بكفه متفهمًا 
– عارف يا هشام ، وعارف أننا مش هنقدر نقضي على الجماعات دى ليوم الدين ، ده قانون الارض يا بنى لازم الشر يستمر والخير يفضل يحاربه ، أحنا كل هدفنا نثبطه ، نخلى انتشاره اقل ، اللى بيحاول يقلع جذور الشر نهائيا زى اللى بيحاول يمسك الهوا بايده  !! 
تفحصه هشام باعجاب فقال مؤيدًا  : عندك حق معاليك ..
– أنت ابنى ياهشام وانا عمرى ما اتعاملت معاك رسمى ، ودايما كلامى معاك زى اب وابنه مالهوش قيود ..
رد بامتنان : ده شرف ليا سعاتك ..
– طيب المصيبة التانيه .. 
تبدلت ملامحه بقلق : استر يارب ، قول يافندم .. 
– حماك .. كامل بشير قاصد يعملك بلبله ، وقدم فيك مُذكرة أنك متجوز بنت راجل محكوم عليه بالاعدام .. ودى فى حد ذاتها وصمة عار لآل السيوفى ومش حلوة بين زمايلك .. لسه عمك مكلمنى وقال لى اتكلم معاك .. 
اصابته اشواك الاحباط فهتف 
– قصدك بجوازى من فجر !! 
– فوق ياهشام مش مستواك يابنى ، متبقاش انانى وتدمر مستقبل ولادك معاك .. فكر فيهم واختارلهم نسب يشرفهم .. 
لم يقتنع بنظرية اللواء ، فتعثرت الكلمات بحلقه قائلا
– نشات بيه .. ابوها بريئ انا كلمته النهارده ، وهو حكالى كل حاجه .. صبري اتهدد ببنته عشان يعترف على نفسه .. 
نشأت بيأس : القانون عاوز أدله ..
هشام بلهفة كمن تعلق بقشامة عندما اوشك على الغرق 
– والدليل معانا .. وبطاقة الظابط اللى اتقتل كانت فى الملف اللى اتبعتلنا عن زيدان ، وراجل زى ده اقل من أنه يستورد شُحنه تمنها فوق العشرين مليون سعتك .. 
اتسعت ابتسامة نشأت متذكرا ذكرى تسره
– واضح أنك متمسك بيها يا هشام ..
بتلقائية رد هشام : متمسك بالحق يافندم ، انا من قبل ما اقابل فجر وانا بدور على دليل براءة ابوها من غير ما اعرفه ولا يعرفنى .. ما بالك بعد ما بقيت بينا صلة !! 
اردف نشأت بمزاح : ومش أى صلة .. !! 
هشام باهتمام : ساعدنى نبرأه يافندم  .. حرام يتعدم وهو ملهوش ذنب .. هو قال لى هيعترف بكل حاجه .. ولا معاليك  شايف إيه !!
تنهد اللواء متذكرا زوجته الراحله فقال 
– شايف حب كبير فى عينيك لازم تعيش عمرك كله تحارب عشانه .. لآخر نفس يا هشام حارب .. 
بد الارتباك قليلا على ملامحه إثر اتهامه الصريح الذي اصابه فى قلبه .. فلكت الكلمات بفمه .. اتسعت ابتسامة نشأت قليلا 
– عشان كده طلبت نقلك لبنى سويف ، يلا يا بطل ورينى هِمتك .. هتدافع ازاى .. 
ردت الروح بقلب هشام الذي شعر بأنه يود أن يحتضنه ويشكره .. فأجمل شعور يقابل الشخص منا شعور الدعم لكل ما تهواه الروح .. أن تجد من يدعمك كمن وجد عكازا يتكأ عليه عند بتر ساقيه .. 
■■■
انتهت بسمه من تفريغ الكاميرات لتثبت إهمال زياد عن عدم حضوره واهتمامه بالمعمل وانه غير جدير بالمسئوليه ، ولكن صُعقت بحقائق الواقع ، عندما التقطت الكاميرا مقاطع تبديل العينات ، وحركة نهى وعلوى الحريصة بالمعمل والتهامس بينهم ، وتدوين تقارير جديده والتخلص من الاصل فى الفور .. 
تفرغ فااه بسمة مذهولا محاولة تخمين جرائمهم التى رفضها عقلها مرارا وتكرارا .. قفلت جهاز _اللاب توب_ الخاص بها وتحركت صوب معمل التحاليل .. 
فتحت الباب بدون استئذان فوجدت الدكتوره منال .. فنادت مستغيثه 
– منال ، أنا محتاجه مساعدتك ، مفيش حد غييرك ممكن أثق فيه هنا .
ربتت منال على كفها 
– اهدى اهدى يابسمة .. قوليلى فى إيه وانا هساعدك ..
اخذت بسمه نفسًا بصعوبة وهى تعود لتقفل الباب خلف فقالت 
– عاوز اصل كل التحاليل اللى اتعملت هنا قبل ما تتسلم للدكتور علوى والدكتوره نهى .!!
انعقد ما بين جبينها باستغراب 
– بسمه .. فى حاجه حصلت .. فهمينى 
– مش وقته يا منال .. نفذي بس وهستنى منك تليفون فى اسرع وقت .. بصي سيبى كل حاجه فى ايدك دلوقتى وأعملى اللى قولتلك عليه .. 
– حاضر ياحبيبتى …اللى تشوفيه اهدى بس .. 
■■■
– أنتوا المزرعه بتاعتكم دى آخر الدنيا كده !! 
تسير سيارة زياد فى مفترق الطرق الزراعيه الضيقه بين الاشجار والخُضره ، فاردف سؤاله بشيء من الملل .. فاستقبلته نور بابتسامه هادئه 
– معلش قربنا نوصل أهو … 
بادلها نفس الابتسامه وهو يقرب كفها من شفتيه ليطبع عليها سم شفتيه .. بعد عدة دقائق صف سيارته أمام مزرعة والدها .. فنزلت قبله وتقدمت خُطاه قليلا .. فأوقفه ندائه 
– خدى يابنتى هنا .. انا جاي معاك على فكرة !! 
ضحكت بصوت مسموع : منا بمشي قدامك عشان اعرفك الطريق يا دكتور .. يللااا بابا قاعد هناك أهو ..
تابع زياد خُطاه مجبرًا حتى وصل لمجلس والدها ، فبعد تبادل السلامات والتراحيب بينهم اقترح عليه معالى المستشار أن يجلسوا بالداخل ، فلم يملك زمام الامر بان يرفض .. 
ظل يُلهيه بالقصص القديمه والجديده عن حياته الى أن وصل لمجلس واسع اشبه ( بدوارٍ) يبدو عليه الفخامه .. فكانت الصدمه بالنسبة لزياد عندما وجده مليئا بالرجال وبالاخص أعمام بسمه واولادهم واقرابها .. فتأكد انه وقع فى فخ اعماله .. 
وقف مكانه مذهولا محاولا استيعاب الصدمه .. فكل مخاوفه من اعتاب الفيوم تحققت .. هتف المستشار رشدى قائلا بمكر 
– طبعا مش محتاج اعرفكم على بعض ..
تقدم يُسرى عم بسمه عن مجلس رجاله فى زيه الصعيدي مستندا على عكازه قائلا
– اهلا بولد السيوفى .. 
ثم تابع والد نور قائلا : ونسيبكم يا يسري بيه .. 
ارتفعت انظار زياد نحو نور التى تقف ثابته وشظايا الشر والانتقام تتقاذف من عيونها ..  فلازال تحت تاثير الصدمه وهو يبلل حلقه قائلا
– نور … في إيه !! أنت فاهمة غلط !! 
شرعت نور أن تتفوه ولكن اوقفتها زمجرة رياح والدها وهو يتحدث بصوت قوي 
– أبن السيوفى جاي يطلب بتى وعلى ذمته واحده تانيه !! ده نسميه إيه يا بهوات ؟! 
هجر يسري قائلا :اسمه عار وقلة أدب يا بيه ، ده معملش حساب هو مناسب مين ولا عمل حساب هو هيناسب مين !! 
تجاهل زياد جمر كلماتهم فاقترب من نور معاتبا 
– كنت بتضحكى عليا!! بتشتغلينى يا نور ! 
وقفت بثبات تام ثم قالت بقوة 
– بعرف امثل كويس ! زيك  .. مش كده .. 
قطعها قائلا : ليه !! دانا حبيتك وكنت فعلا جاى أخطبك !! 
التوى ثغرها ساخرا 
– ااه وابقي زوجه تانيه !! أنت واحد ولا احترمت مراتك ولا قدرت اهلك ولا اهلك ولا حبيتنى يازياد .. 
ثم دنت منه خطوة : أنت اللى زيك عامل زى العيل الصغير بيفرح باللعبه فى ايده كام يوم وبعدين يرميها .. لكن للاسف مش أنا اللى اكون لعبة .. 
ثم رفعت انظارها لوالدها مستأذنة ليتركها تواصل فقالت 
– أنت مفكر أن معالى المستشار مش هيعرف يجمع اصلك من فصلك وجاى بمنتهى السهولة تطلبنى منه  !! مش بقولك عيل صغير وأكبر خدعه فى حياتى .. 
نفذ صبر زياد فهب صارخا : 
– بس أنا بحبك يا نور .. ولازم تفهمى أن جوازى من بسمه فرض مش اختيار ..
ردت صارخه فلم تمنع دموعها تلك المرة من الانهيار
– انت كداب ، انت عمرك ما حبيت غير نفسك .. انا مش عاوزه اعرفك تانى .. بجد يا خسارة  … 
ثم توقفت عن الهتاف للحظه وهى تستجمع شتات قوتها وبغتة فجأته بلطمة قويه على وجنته أمام الجميع وبجبروت امراة قالت 
– والقلم ده عشان كل ما تلعب على واحده تانيه تفتكره وتفتكر أنك اد ايه خسيس .. 
جففت دموعها سريعا ثم قالت بقوه 
– بابا انا كده خدت حقي منه ، يلا بينا … 
ثم هتف يُسري قائلا بغضبٍ 
– بس حقنا أحنا لسه مخدناهوش … ولازم يتاخد قبل ما نبلغ عمك سيادة المحافظ واخوك حضرة الظابط .. 
مر والد نور من جواره هامسا بلوم 
– ياخسارة !! كويس أن عماد السيوفى مات قبل مايشوف ابنه فى موقف زى كده !! 
شعر زياد بوخزات الضعف وقلة الحيله فهتف جاهرا
– انتوا بأى حق أصلا تتكلمو معايا كده ، بسمة انا هطلقها ومفيش حاجه هتربطنى بيكم بعد النهارده ..
قفل الخفير باب المندره ثم صوب فوهة البندقيه على كتفه .. فقال يُسري
– ما أنت كده كده هتطلقها ، بس لما حقها يرجع الاول .. 
ثم هتف : هاتووووه يرجاله عشان نربوه كيف يتعامل مع بنات الناس قبل ما يتجوزهم …. 
( مفيش راجل خلقه ربنا بكارت الجوكر ، الجوكر اللى يديله الحق يتسلى مع كل واحده شويه ، الست اللى تسامح وتغفر لراجل عاش حياته قبلها بالطول والعرض يبقي بتقبل الذل وبترخص نفسها ربنا بس اللى بيسامح أحنا كبشر ماينفعش ندى الفرصة مرتين ، زى ما هما ليهم شروط فى الست اللى هيكملو معاها مايكونش ليها اى تجارب سابقة انت كمان لازم تختارى شخص معرفش قبلك ولا عنده نيه يعرف غيرك ، ماتربطيش حياتك بشخص شايف ملاذه مع كل بنت شويه وتيجى تلومى على الحب .. اللوم على اشباه الرجال اللى أنت بتسلميهم قلبك ومستنيه منه يصونه .. زياد كان لازم يتعاقب اللى زيه مايستاهلش فرصه تانيه تسمعيه لانه هيكذب زى ما كذب فالفرصة الاولى .. مش هنكر انى حبيته واتعلقت بيه ، بس مش أنا البنت اللى ترضي بشخص كذب ، الكذب ابشع حاجه فالبشر .. مش هرمى نفسى فى حضن واحد واخدنى مجرد نزوه فى حياته .. يااكون لك بكلى فتكن لى بكلك يا يأم لا تكون ) 
اردفت نور كلمتها سرا لتواسى قلبه وتقنعه أن هذا الصواب وهى تركب السياره بجوار أبيها وتحرك السائق نحو شقتهم بالقاهره … معاتبه نفسها 
(رجل كالنحل لم يوقع تعاقده مع زهرة واحده… وتظل تتسائل دوما أهل العيب على الورده المتاحه للجميع  أم عدم وفاء النحل ؟!)
&& جروب روايات بقلم نهال مصطفى &&
■■■
تتحرك فى غرفة زياد بعشوائيه .. تُكاد الحيره أن تطيح برأسها ، كمن يقف فى المنتصف بين نهاية البر ومقدمة البحر ، فيبدو البحر شهيا للغايه ولكن البر أكثر أمانًا .. هل تتبع الاعراف أم تسير خلف اهوائها لتعيش مغامرة اخرى مع القدر !! 
قطعت شرودها دخول رهف المفاجئ .. وهى تقول 
– كنت متوقعة أنك لسه ما نمتيش !! 
المرة الاولى التى لم تقدر فجر فيها على رسم ابتسامه كذابة على وجهها لرهف .. فقالت برسميه 
– كنت هنام اصلاا .. 
فركت رهف كفيها بارتباك : أنا عارفه انك زعلانه منى .. بس يا فجر حطى نفسك مكانى !! ميادة غير انها صحبتى ومتربين سوا هى كمان اتعذبت اوى لحد ما خلت هشام يحبها .. 
– هشام ما بيحبهاش يارهف ..
هرب اللفظ من شدقها بدون تفكير وبنبرة ثقة أحدثت اثرها قشعريره فى جسد رهف .. ثم قالت 
– هشام قالك كده !! 
صمتت فجر بقلة حيلة متحاشية النظر عنها ، فتابعت اسئلتها 
– قالك انت بحبك صراحة !! 
دهشه بعد الاخرى اصابتها فلك الكلام بفمها .. وفضلت الصمت .. واصلت رهف حديثها الحاده 
– جوجو اسمعينى ، ممكن هشام حاسس بالمسئوليه ناحيتك لان ده طبعه ، مش بيرد لحد طلب ، مشفق على حالتك ، شايفك صديقة كويسه زي ما انا شيفاكى .. لكن مش ام لولاده ، بلاش تبوظى حياة هشام بعد ما صدقنا انه استقر .. فين رد الجميل ؟! 
انهالت عليها الذاكرة كشلالا قويا يجرفها الى حيث لا تعلم .. فرت دمعه مكابرة من طرف عينه
– عايزة ايه يارهف ؟! 
– رهف … سبينى معاها شويه !! 
أتت عايده من الخلف وهى تلقى جمر جملتها وتقطع حديثهم الحاد لتحوله لنيران ملتهبه .. زفرت فجر باختناق ثم استدارت لتجلس على اقرب أريكة دافنه وجهها بين يديها .. فنقهقرت رهف ببطء ودلفت عايده ثم اغلقت الباب خلفها بهدوء وجلست بجوار فجر وهى تربت على كتفها برفق 
– فجر .. لو سمحتى عايزاكى تسمعى كلامى للاخر .. 
هتفت فجر بنفاذ صبر وألم حاد يأكل بقلبها وبصوت باكٍ
– أنا مش همشي من هنا غير لما هشام بنفسه يقول لى أمشي .. 
زفرت عايدة بهدوء ثم قالت 
– أنت معاك حق !! بس ليه تستنى لما يكرهك فيه ويسيبك تمشي ويخذلك .. انت مفكرة أن هشام ممكن يفكر للحظه انه يكمل حياته معاك … 
اخذت عايده نفسا طويلا ثم نهضت بثبات للتتحرك فى الغرفه وتلقى فوق قلبها شظايا كلماتها ..
– بصي يا فجر انا ام يا حبيبتى ولازم احمى ولادى كويس واعرفهم مصلحتهم .. مممم أنا عارفه انك حبيبتى هشام وده شعور طبيعى بعد كل حاجه عملهالك .. بس اللى عايزاكى تتأكدى منه أن هشام محبكيش !! هو عطف عليك ! شافك بنت حلوة قدامه قال أما يتسلى شويه ، لكن حب تؤ متحلميش ، انا اعرف ابنى اكتر منك … 
صمتت عايده لبرهه محاوله استجماع الكلمات 
– هقولك كلام محدش يعرفوا حتى هشام … بس من فضلك لو بتحبى هشام بجد مش عاوزاه يعرف حاجه .. 
تحركت لتجلس على طرف السرير وهى تقول
– أنا لو خليتك مع هشام هيكرر تاريخ ابوه ، هيوجعك زى ما وجعنى .. فجر الحقيقه اللى لازم تعرفيها إن هشام مش ابنى .. 
تلك الرعشه المكهربة التى اصابتها بسبب هول ما اردفته عايظه افقدتها النُطق .. ظلت تستمع باهتمام بالغ لحديثه ، مسحت عايده دمعه متمرده فردت من طرف عينيها بمرارة 
– هقولك ، ابو هشام اتعرف عليا وأنا فى الجامعه وحبينا بعض وعشنا اجمل ايام ممكن تتخيليها ، واتجوزنا وعشنا اجمل ٣ شهور مع بعض ، فجاة لقيت معاملته اتغيرت ، بقي قاسي .. شخط ونطر حياته كلها بقيت لون واحد … واستمر الحال ده سنتين لحد ما لقيته داخل عليا بهشام بين ايديه .. كان ياحبيبي لسه مولود ومامته اتوفت لما ولدته .. 
همست فجر بصدمه : مامته !!! 
– ااه منا هقولك  .. عماد الظروف حكمت عليه انه يتجوز بنت عمه المطلقه عشان الورث واهلها اتوفوا مكنش ليها حد غير عماد وابو مجدى كان لسه بيدرس وخاصه انه كان عندى مشاكل فالخلفة وقتها ، المصيبه بقي أنه حبها واتعلق بيها جدا لدرجه انه فضل عمره كله يروح يزورها وكتب عنها ، كل مذكراته وكلامه كان عشانها …
همست فجر بشغف : وبعدين .
– ولا قبلين حياتنا بقيت جحيم نطلق ونرجع ونطلق تانى هو مكنش معترف بحد من ولاده غير هشام .. مكنش يخطى خطوة بدونه.. بصراحه انا حبيت هشام واتعلقت بيه وكنت مهتمه بيه جدا كنت حساه ابنى لحد ما جيه زياد وبعدها رهف .. بدا هشام يبعد ويبعد لحد ما وصلنا للحاله دى ..
تحركت عايده ببطء ثم  جلست على المنضدة المقابله لمقعد فجر .. قائله بتوسل 
– فجر لو بتحبى هشام انسحبى من حياته، سبيه يتجوز واحده بس ويعيش معاها مبسوط .. واحده تنفع تكون أم لولاده وتشرفه .. بلاش تشتتى ولادى زياد اهو مش عارفاله مكان .. مش باقيلى غير هشام سبينى مرة اختارله حاجه صح .. 
ثم اخرجت من جيبها ورقتين .. قائله 
– بصي ده شيك بمليون جنينه حطيه فالبنك وعيشي من فوايده ، وده عقد تمليك شقه فى التجمع الخامس خُديها وعيشي فيها ، مش هقولك ارجعى لقرف البلد تانى .. عيشي حياتك بعيد عن هشام وسبيه هو يعيش .. فجر انا اول مرة اترجى حد .. بس لما اشوف هشام بيضيع منى يبقي لازم اعمل ايه حاجه … 
ساد صمت للحظه استعادت فيهم عايده قوتها 
– اللى عاوزاكى تتأكدى منه .. هشام ماحبكيش .. والخيار قدامك ..
ارتعشت جفونها الباكيه وكفها وهى ترمق عايده بنظرات استفهام .. وتضع نفسها مكانها .. وتلقى نظرة آخيره على قلبها الذي يصرخ قائلا 
اين اضع حُبك اليوم ؟! فى ذاكرة الحب ، ام ذاكرة النسيان !! 
فى جرح الوجع ام فى جروح الشفاء ..! فى قلبى ام بين ثنايا اضلعى !! فى الماضي ام فى الحاضر ! فيما بعد الموت ام فى جداول الحياه ؟! عجبى لرجل يتنقل داخلى ككقطرات الدماء الجاريه بعروقى !! ولا أملك طريقا للوصول إليه …. 
خرت دموعها بغزارة وازداد ارتعاش شفاها حتى اوشكت على الانهيار وهى تهز رأسها نافيه 
– لا .. أنا مش همشي غير لما هشام يقول لى أمشي .. 
وبنبره حارة تصهر جبلا من الجليد 
– انا بحبه وهو كمان بيحبنى .. أنا متأكده ….. 
تركت عايده الاوراق بجوارها ثم وثبت قائما بثباتٍ 
– معاك لحد بكرة تفكرى .. وهستنى ردك النهائى !! 
للقلب قوانينه التى لا تُناسب اراء الناس جميعا .. كل منهما ان رأوا شمعة حب مشتعله اتحدوا لاخمادها .. 
■■■
– ايوة يا مجدى !! انت فين ؟! 
اردف هشام جُملته فى الهاتف وهو يتحرك نحو سيارته ويركبها .. فرد مجدى وهو يقود
– جايلك …
– حصل ايه ؟! 
– بلاوى .. المهم هتعمل إيه مع أمك !! 
شغل هشام سيارته ثم نصب عوده ليتأهب للقياده
– ادينى رايح اتكلم معاها .. وهتبقي ضربة فى مقتلك لزيدان .. 
تأفف مجدى ثم قال 
– الحرباية مراته .. بقيت تدى خالد حبوب ادمان لحد ما حالته اتدهورت .. شكلها عرفت انه شغال معانا.. 
ضرب هشام مقود السياره بكفه وهو يقول 
– وانت عرفت ازاى ؟! 
– فى بنت من الخدم عندهم وشكلها حبيبته .. المهم اخدتها وروحنا لدكتور فى المركز وكتبلها ادويه تحطهاله مع الاكل بيحث تخفف الالم شويه .. وفى اقرب وقت هتحاول تخليه يكشف على خالد ..
زفر هشام بنفاذ صبر 
– وبعدين فى التعبان اللى محدش عارف يقتله ده ..
هب مجدى معارضا : قصدك الحيه … العقل المدبر للتعبان اللى احنا شايفينه … بس ليهم يوم .. دول وقعوا مع اللى ما بيرحمش .. 
– طيب يلا اسرع وانا هستناك فى البيت نخمخلهم .. 
– طيارة يا ميجور ..
– طيب ياخويا .. سكتك خضره .. 
■■■
– هااا يا منال عملتى ايه ؟! 
رفعت بسمه رأسها بكلل من الاوراق التى تفحصها وارشيف المشفى والعمليات التى تمت حديثا .. فقالت جملتها الاخيرة بتنهيده تعب .. فردت منال 
– دكتوره بسمة أنت شكلك تعبان اوى !! 
هزت بسمة رأسها نفيا ثم قالت
– سيبك منى .. المهم وصلتى لحاجه !! 
اومأت منال بأسف ثم قالت 
– الفلاشة دى عليها كل حاجه انت طلبتيها .. وللاسف فى حاجات غريبه اكتشفتها .. 
نزعت بسمة نظارتها الطبيه ثم قالت بشكٍ 
– فى عمليات غير مشروعه تمت فالمعمل ؟! 
اطرقت منال بأسف وهى تعطيها الفلاشه 
– فى عيناات دخلت المعمل نسبة نجاحها زيرو فالميه ، والغريب انها كانت تنجح ووو 
اغمضت بسمه مقلتيها بأسف ثم نادت عليها 
– طيب تعالى اقعدى جمبى .. هحتاجك معايا اكيد.. 
■■■
وصل هشام امام فيلته وصف سيارته فالتقمته أعين مياده من اعلى فهم رحالها ودلفت على الفور لتكون فى استقباله .. عبط هشام من سيارته وتمهل فى خُطاه مصدرا صفيرا خافتا وهو يفتح الباب ففوجئ بمياده تحت مرمى انظاره .. 
زام ما بين حاجبيه وهو يحاول تلقى الصدمه فهى أخر واحده ممكن يتخيل تواجدها .. اتسعت ابتسامة مياده وهى تقترب منه بثقه وبنبرة عاليه متعمده وصولها لاذان فجر 
– هشااام …. وحشتنى ياهشام !! 
لازال تحت تأثير صدمة تواجدها .. اقتربت منه وعانقته بحبٍ فاصبح أمامها كلوح ثلج لا يتأثر مهما غليت درجة حرارة قلبها .. حاول ابعادها عنه بهدوء حتى التقت أعينه بأعين فجر التى تراقبه من أعلى بقلب منتفض كطير ذبيح ودموع هالك إثر ما جرى من دمع عينيها .. وما أعتصره قلبها ألما ..
احكمت مياده غلق ذراعيها حول عنقه وبدلال 
– جبتلك كل الحاجات اللى أنت طلبتها منى اجيبهالك من  امريكا  .. 
ارتفع هبوط وارتفع صدر فجر التى اندلعت بقلبها نيران الغيره والهزيمه .. فلازالت تأكله عتبا ولوما باهدابها .. فأخيرا تحرر هشام من أسر مياده قائلا 
– انت هنا بتعملى ايه .. 
استند بكلا ذراعيها على كتفيه بميوعه 
– فى بيتك ياحبيبي .. ومش هسيبك تانى ولا هسيب حد يبعدك عنى ابدا .. 
اخفض هشام ذراعيه وابتعد عنها بوجه مكفهر .. فقال
– أحنا لازم نتكلم .. مياده احنا مش … 
فأخرسته باصابعها التى وضعتها على شفتيه قائله 
– إتش أنت وحشتنى  .. وانا عايزه اقعد معاك لوحدنا نتفاهم ونحل مشاكلنا .. من فضلك تعالى نطلع فوق .. 
عقد ما بين جبينه قائلا : فوق فين !! 
– اوضتنا ياحبيبي .. 
رفع انظاره الحائره الى فجر فسرعان ما انسحبت من امامه فخانها الصبر ايضا  وعادت الى غرفة زياد سابحه فى بركة وجعها وهى تشهق من كثرة البكاء .. ظنت ان متاعب الحياه نهايتها بين يديه ولكن أصبحت اشده قسوة على شفا التلذذ منه .. 
رجل لا اراه الا ان ينفض غبار ذكرياتى عن قلبه امامها .. يتجاهل النظر بى .. لم يعر بكائى واوجاعى  العظيمه اى اهتمام .. ينسحب بكل هدوء عكس ما اقتحمنى  .. ايقنت انه تخلصي منى عندما بكيت وتضور قلبى جوعًا لضمة منه ولم ياتى لى هامسا ليخبرنى ( شعرت انك تشتاقى ياصغيرتى )..
قبض هشام على ساعد مياده متوعدا مما جعلها تلتوى الما 
– مياده الحركات دى مش عليا .. احسنلك لمى حاجاتك وامشي وورقتك هتوصلك لحد عندك .. 
صرخت بصوت مكتوم : دراعى يا هشام !! 
حرر ذراعها متأففا 
– اخلصى .. عايزه تقولى إيه .. 
سحبته من كفه خلفها نحو المكتب : تعالى نتكلم جوه .. 
نجحت خطه عايدة عندما جعلت الكراهيه تتسرب لقلب فجر فاتجهت نحو غرقة زياد ورأت حالة فجر المنهاره فقال بثقه 
– قولتلك .. هشام ابنى ما حبش حد .. بلاش تعلقى نفسك بحبال دايبه .. 
جففت فجر دموعها ونصبت عودها بصعوبة باالغه 
– انا خلاص خدت قراري .. انا ماشيه .. وابقي قولى لهشام مايدورش عليا .. 
تنهدت عايده بارتياح ثم قالت 
– ربنا يوفقك .. هنده على السواق يوصلك لمكان ما انت عايزة ..
هزت رأسها نفيا 
– ملهوش لزوم .. همشي لوحدى .. 
ثم توقفت للحظه وهى تقول بنبرة باكيه 
– هشام الصبح كان بيوصينى عليك .. خلى بالك منه واقربى منه لانه حاسس أنك مش امه .. اقتلى الاحساس ده جواه .. وعامليه زى زياد .. هشام يستاهل كل خير .. 
ثم اجهشت نبرتها بالبكاء 
– اشوف وشك بخير … 
يتبع…
لقراءة الفصل الثامن والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية ابن الجيران للكاتبة سهيلة سعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!