روايات

رواية ولد الهلالي الفصل السابع 7 بقلم نور بشير

رواية ولد الهلالي الفصل السابع 7 بقلم نور بشير

رواية ولد الهلالي الجزء السابع

رواية ولد الهلالي البارت السابع

‌رواية ولد الهلالي الحلقة السابعة

أخذت تقترب منه بخطوات واثقة ، ثابتة ، مليئة بالكثير من الثقة و القليل من الغرور ، تتهاد بخطواتها إلى أن مرت من أمامه دون أن تلتفت له حتى
نعم فهى قد مرت من أمامه بكل عنفوان و عدم أكتراث لما هو به الآن ، فهى تتابعه من خلف نظارتها السوداء الأنيقة ، تتابعه دون ملاحظته لها ، مرت بكل صمود و قوة لم تعهدها من قبل من أمامه هى و ذلك المدعى سالم ، و ظلت تسير باتجاه غرفة المحاكمة بكل ثبات تحت نظرات يونس المنصدمة و المتابعة إياها بلهفة شديدة و إشتياق ، ينظر لها كالمحروم الذى حرم من لذة الحياة ، كالتائه المتعطش للأرتواء ، كالسجين الذى يريد الحرية و لو للحظة واحدة ، فهى الآن أمانه و حبه و كل شئ قد سلب منه فى الماضى بسبب أنانيته و عجرفته هذه ، فهو يتأكله الندم من فرط إشتياقه و ألمه على فراقها ، و إذا كان الندم يتأكله بالماضى شبرا واحداً فهو الآن يتأكله أضعافا مضاعفة ، أغمض عيونه فى ألم معتصرا إياها عندما تسللت إلى أنفه رائحه عطرها الناعمة كطلتها هذه التى أسكرته للحظات ، ثم فاق من هيامه هذا على صوت صفير المدعو معتز المردف بنبرة لاعوب مقززه: ليك حق تسرح كده دى فرسة جامدة أوى
فنظر له يونس بشرر من عيناه و نطق و هو يجز على أسنانه بغضب: هى مين دى اللى فرسة
ردد معتز بنبرة مقززة: الفرسة اللى عدت من قدامنا دلوقتى مع اللى إسمه سالم و أنت سرحت فيها ، فبقولك ليك حق ما هى فرسة و تستاهل

 

 

فجذبه يونس من تلابيبه ثم نطق بغضب و غيره شديدة: هى مين دى اللى فرسة يا ……
فأبتعد معتز عن يونس بذهول و نطق بحدة: أنت مجنون يا يونس ، إيه اللى أنت بتعمله ده و بعدين أنت محموق عليها أوى كده ليه هى كانت من بقيه عيلتك
فرد يونس بغضب و عيون يطق منها الشرر: اللى أنت بتتكلم عنها دى مراتى و أم أبنى يا حيوان
فوضع معتز وجه بالأرض و نطق بأسف: أنا أسف يا يونس مكنتش أعرف والله إنها مراتك ، بس غريبة يعنى أنها تكون مراتك و أنت متعرفش أنها هى اللى ماسكه القضية قصادك
فنظر له يونس نظرة ثاقبة و أبتعد عنه و أخرج سيجاره و أخذ ينفث فها لعله ينفث بها عن غضبه و النيران الكامنه بداخل صدره ، فهى لا يكفى بأنها أشعلت نيران إشتياقه و حنينه إليها إلا أنها لم تكتفى بذلك و عمدت إلى إشعال غيرته أيضاً

و بعد مرور ساعتان بالتمام و الكمال ، قضاها أثنانهم فى المرافعة عن المدعيين و الدفاع عنهم ، أثبتت دهب خلالهم جدارتها و دهائها الشديد و أنها شخص لا يستهان به و جديرة بكل ما وصلت إليه ، تحت إنبهار يونس الشديد بها ، فالماكثه أمامه الآن دهب أخرى غير تلك التى سبق و تزوجها فى الماضى
فهى مليئة بالثقة و العنفوان و الثبات ، و لم تهتز بها شعره واحدة خلال مرافعتها إمامه ، فعلى الرغم من شهرة يونس و ذكاءه هو الآخر إلا أنها أستغلت كل ثغرات و جمعت الأدلة و عرضتها بطريقة ذكية لا تخلو من الإحترافية و التمكن ، فهى لها ٥ سنوات تمارس هذه المهنة و قد أكتسبت منها الكثير و الكثير الذ تؤهلها بأن تقف اليوم أمام من أعتقدت يوماً بأنها لم و لن تصل لثلث ما وصل إليه ، فهى قد تفوقت عليه شكلا و مضمونا ، فهى الآن حاصلة على الدكتوراة و تقف أمامه متساوية الرأس ، و كلما تفوه بكلمة تتفوه هى بأثنان ، و عندما يعطى برهان تعطى هى الأخرى أثنان و أستمر هذا الحال على مدار الساعتان إلى أن أنتهت الجلسة ببراءة المدعو سالم الذى كانت تنوب عنه دهب ، و غرامة المدعو معتز ٤ ملايين جنيه الذى ينوب عنه يونس ، فهو كان من المفترض سجنه إلا أن دهاء يونس هو الآخر قد جنبه هذا و أكتفى الحاكم فقط بتغريمه هذا المبلغ …..

و بمجرد ما أن خرجت دهب من مبنى دار القضاء حتى هم يونس بألحاق بها تاركا خلفه معتز و الإجراءات و كل شئ ، و أخذ يركض خلفها ، و لكن دهب لم تعطى له الفرصة و لم تلاحظ حتى ركوضه خلفها ، و صعدت بسيارتها و أنطلقت بها فى طريقها للعودة إلى المنزل ، تاركه خلفها يونس يقف ينظر لأثارها بإنكسار و حزن دفين ، و لكنه ليس حزنا على خسارته للقضية تلك ، و لكن حزنه على ضياع حب حياته من بين يديه

 

 

 

و فى المساء يجتمع الجميع بمنزل السيد عبد القادر ( زينب و دهب و دينا و كريم و الصغير مالك …. ) يجتمع الجميع على شرف نجاح دهب اليوم بقضيتها تلك ، و على رأسهم يوجد أكمل الصديق المقرب لدهب و للعائلة أيضاً ، يجلس الجميع فى سعادة و حب خالص ، يحتفلون بتلك الحدث السعيد بالنسبة لهم و لدهب على وجه الخصوص ، فهى لم تشعر بنجاحها الكبير على مدار السنوات القليلة الماضية ، إلا فى تلك اللحظة ، الآن فقط أكتملت سعادتها ، شعرت بالرضا ، و أنه غرورها قد تم إشباعه بعدما حدث اليوم ، شعرت بأنها الأن تملك الدنيا جميعاً ، فما حدث اليوم كان رداً بسيطا لكرامتها التى أهدرها منذ سنوات ، كان رداً لكبريائها الذى دعس به الأرض و لم يكثرت لها أو لحبها له و لتضحياتها من أجلة
أخذت نفسا عميقا و أغمضت عيونها بنشوة و سعادة حقيقية ثم عادت تتنفس بهدوء من جديد ، و لكنها فاقت من كل هذا على صوت الصغير القائل بحب: مامى أنا هطلع أجيب التابلت بتاعى من شقتنا لأن نسيته فوق
فأومات له دهب و أردفت بحب: تمام يا حبيبى بس أوعى تنسى المفتاح
فأبتسم لها الصغير و ركض إلى الخارج تاركا الباب مفتوح من خلفه ، فقابله والده عند باب المصعد ، فتفوه الصغير بأشتياق: بابى حضرتك عامل إيه أنت وحشنى أوى
فأقترب منه يونس محتضنا إياه بحب واضعا قبلة حانية أعلى جبهته و هتف بأشتياق: أنت اللى وحشنى أوى يا مالك و حضنك وحشنى أوى يا حبيبى ، ثم أبعده عن أحضانه قائلاً بمرح: رايح فين و أنت بتجرى كده
فنطق الصغير بسعادة: نسيت التابلت بتاعى فوق و طالع أجيبه و نازل على طول عشان ألحق أكل الكيك اللى مامى عملاها
فردد يونس بحنين و نبرة حانية متساءله: هى مامى عاملة كيك
فأوما الصغير برأسه بسعادة و تابع بحماس: ايوه يا بيبى عاملة كيك الفراولة اللى بحبه و كمان أونكل أكمل بيحبه
فردد يونس بصدمة: أونكل أكمل ، ثم أضاف بتساؤل و أستغراب؛ مين أونكل أكمل ده يا مالك
فنطق الصغير بتلقائية: ده صاحب مامى يا بابى و دايما بيجى يتعشى معانا و تيتة بتعمل له ممبار عشان بيحبه و مامى بتعمل كيك الفراولة
فهز يونس رأسه بتوهان و صدمة ، فنظر له الصغير بعدم فهم ثم رحل صاعدا إلى منزلهم لجلب التابلت الخاص به ، و ما أن هم يونس بالأقتراب صوب باب منزل والدته حتى أستمع إلى صوت المدعو أكمل و هو يردف بحماس: طيب يا جماعة بما أن إنهارده كلنا مجتمعين و فرحانين بأن دهب كسبت القضية إيه رائيكم لو نخلى الفرحة دى فرحتين ، و أطلب منكم أيد دهب بما أنكم عيلتها و فى مقام باباها و ماماتها
فتجمد يونس بمكانه على أثر سماعه لهذا الحديث الذى يتفوه به تلك الأبله ، شعر و كأن الأرض تدور به ، و أن توازنه قد أنعدم ، و كأن العالم أسود أمام أعينه فجأة ، يشعر و كأن أحدهم قد ضرب برأسه فى عرض الحائط عدة مرات حتى أفقده توازنه و قدرته على الإستيعاب و إدراك الموقف
نيرررررران
نيررررررررران تحرقه أن لم تكن تحرق العالم بأكمله على أثر غيرته و وجعه و حسرته الكامنة بداخل صدره

على الجانب الآخر ….

 

 

شعرت دهب و كأن دلو من الماء البارد قد سكب عليها فى هذه اللحظة ، شعرت و كأن أحدهم قد ضربها بأداة حدة أعلى رأسها ، فهى لم تتخيل يوماً أن أكمل سيقول هذا الكلام ، لم يخطر ببالها قط ما حدث للتو ، فهى كانت دوماً تشعر بأنجذابه لها و أنه يكن بداخله مشاعر تجاهها إلا أنها لم تتوقع بأنه سيبوح بكل هذا الآن
أمام الجميع ……
فهمت أن تنطق و تبوح برفضها التام إلا أن أكمل نظر إليها موقفا إياها قائلاً بصوتا رحيم: أرجوكى يا دهب متقوليش حاجة ، أنا مش عاوز أسمع منك أى رد دلوقتى خدى وقتك و فكرى براحتك و تأكدى أنك لو وافقتى أنا هكون أسعد إنسان فى الدنيا أنك هتقبلى تشاركينى حياتى و تكونى نصى الحلو و مالك هيكون فى عينى و هعوضكم أنتم الأتنين عن أى حاجة ، فكرى يا دهب و أنا هنتظر ردك على أحمر من الجمر
فهمت دهب بالرد مرة أخرى إلا أن هذه المرة لم يترك لها يونس مجالا للرد قائلاً بحدة؛ و هو حضرتك هتعوضهم بصفتك إيه و لا مين قالك أساساً أنى هسمح لك بحاجة زى كده
فهب أكمل واقفا بمكانة ثم نطق بتساؤل و حدة: مين حضرتك و أزاى تتكلم معايا بالأسلوب ده
استطرد يونس بغضب: أنا طليق الست اللى أنت بتطلب أيدها دلوقتى و أبو الولد اللى أنت عاوز تعوضه هو و أمه عن أى حاجة حصلت لهم
فوضعت دهب وجهها بالأرض تشعر بتوقف دقاتها ، فهى لم تخطط لهذا كله ، و لم تضع بالحسبان وجود يونس الآن و بهذه الثانية بالذات ، لا تريد أن تضع بهذا الموقف ، و لا تحب أن تعرض صغيرها أو أكمل لإستماع مثل هذا الحديث الذى هى تعرفه جيداً و تعلم بأن يونس سيتفوه به فهى أكثر شخص يعلمه جيداً
فتجاهله أكمل عن قصد ثم وجه حديثه إلى هبد القادر قائلاً بتهذب: عن إذنك يا عمى و أن شاء الله هستنا حضرتك تفكر و ترد عليا
فقاطعه يونس بحدة و غضب شديد: عرضك مرفوض يا أستاذ من غير ما يفكر
فنظر له أكمل و نطق بقوة و برود: و أنا موجهتش لحضرتك كلام ، و لا حتى كان كلامى معاك من البداية عشان أسمع ردك ، ثم وجه حديثه إلى دهب قائلاً بحنان؛ أشوفك بكرا أن شاء الله ، و وضع قبلة حانية على رأس الصغير و أنصرف فى هدوء و إحترام ، تاركا يونس يقف و كأنه يقف على موقد ، تشتعل النيران بداخله و لا يعلم كيف له أن يخمدها ، فنظر إلى دهب الواضعة وجهها بالأرض و صاح بحدة: ممكن أعرف إيه ده يا هانم اللى أنا سمعته ده ، و أزاى تسمحى لنفسك أن يكون ليكى علاقة براجل غريب و تدخليه البيت ثم أضاف بأستهزاء؛ لاااا و كمان طالب إيدك و من مين من أبو طليقك و حفيد إبنك ، ده إيه البجاحة دى يا شيخة
فصاح عبد القادر قائلاً بانفعال و غضب: يووووووونس
فأسكتته دهب بتهذب و نطقت بجمود: سيبه يا بابا ، سيبه يكمل ، ثم أقتربت من يونس و وقفت قباله و أردفت بصمود و قوة لم تعهدها معه من قبله؛ البجاحة يا أستاذ هى اللى أنت بتعمله دلوقتى و أنت واقف قصادى و عينك فى عنيا ، البجاحة اللى أنت عملته برضو من سنين فيا و أنت واقف قصادى و عينك فى عنيا ، البجاحة أنك تروح تحب و تتجوز و أنت أصلاً متجوز و ترمى مراتك و إبنك ، البجاحة هى أنك تقف قصادى دلوقتى تحاسبنى على حياتى اللى أنت مالكش وجود فيها ، البجاحة لو ليها إسم فهى أنت يا يونس ، ثم أضافت بجبروت و لامبالاه و هى تؤكد على كل حرف تنطق به؛ عمرك شوفت بجاحة كده
فوضع يونس عيناه بالأرض لبرهة ثم عاود النظر لها من جديد مستطردا بحدة: على جثتى يا دهب الجوازة دى تتم على جثتى
فرفعت عهد يديها مشيره بها إلى الحائط مردده فى ثبات: أدى واحد و أدى أتنين و أدى تلاتة و أدى أربعة ، عندك أربع حيطان يا يونس أختار واحدة و أضرب رأسك فيهم ، ثم نظرت له بأحتقار و همت بالرحيل و ما أن مرت من جانبه حتى أمسكها يونس من يديها معتصرا إياها بين كفه متفوها بغضب أعمى و نيران حارقة: صدقينى يا دهب لو أخر يوم فى عمرى مش هخليكى تتجوزيه ولا إسمك هيتحط جمب إسم أى راجل تانى غيرى و ده وعد منى يا دهب
فسحبت دهب يديها بعنف من بين يديه و نطقت بفحيح أفعى و هى تؤكد على كل كلمة: صدقنى يا يونس أنا هتجوزه ، و حيات ربى لهتجوزه ، و أبقى ورينى هتمنعنى أزاى ، ثم سحبت يديها من بين يديه و أنطلقت إلى شقتها بخطوات ثابتة واثقة تحت نظرات يونس الحارقة الموجه لها ، فنظر إليهم يونس جميعاً ثم تركهم و صعد إلى شقته هو و تلك النادين ، تاركا والده ينظر فى أثره نظرات مبهمة لا يعلم أحد الهدف منها سواه ، فنظرت له زينب بحيرة تحاول أن تعرف بماذا يفكر إلا أنها فشلت فى فهم ما يفكر به زوجها

عند دهب

 

 

 

تجوب دهب بالغرفة هنا و هناك ، تحاول أن تهدء من غضبها و لكنها غير قادره ، فأذا كان أكمل قد فاجأها بفعلتها هذه فأن يونس قد أدهشها بما تفوه به و رد فعله هذا ، فهى لم تتوقع هذا الرد منه ، فهو من تركها منذ سنوات ، و هو من قال لها بأن لم يعد يشعر بمشاعر حب تجاهها ، هو من غدر بها و أوجعها كثيرًا ، هو من أذاقها العذاب و تكرعت على يديه نار الذل و الخيانة ، فهو أذلها عندما عايرها بأهلها و الميتم التى عاشت و تربت بداخله ، و الآن بكل برود يخبرها بأنها محرم عليها أن تعيش حياتها مثلما عاشها هو ، يخبرها بكل جبروت بأنها لن تحمل إسم رجل أخر سواه ، فهى كانت ترفض و بشدة فكرة زواجها من آخر و لم تفكر بها يوماً منذ أن تركها حتى الآن ، و لكنه بفعلته هذه إشعل بداخلها العناد ، و أجبرها على فعل ما لا تريد فعله ، فهى ستتزوج منه ، و ستحرقه بالنيران التى حرقها بمثلها من سنوات
و هنا أستمعت إلى طرقات متتالية أعلى باب غرفتها بسمحت للطارق بالدلوف
و بمجرد ما أن أنفتح الباب حتى طلت منه دينا قائله بمرحها المعتاد: يارب يا ساتر
فهتفت دهب بحنق: دينا مش نقصاكى دلوقتى ولا ناقصة خفة دمك يا سكر
فنطقت دينا بتصنع الحزن: أخس عليكى يا دهوب و أنا اللى كنت جايه أطمن عليكى
فصاحت دهب بغضب: شوفتى يونس الحيوان عمل إيه و قال إيه ، شوفتى البجاحة و الجبروت
فأبتسمت لها دينا و لم تعقب
فأردفت دهب بغضب منها: أنتى بتضحكى على إيه يا بنتى ، أنا فى مصيبة و أنتى بتضحكى
فتحدثت دينا بنبرة ذات مغزى: أصل اللى أنتى شايفاه جبروت و بجح ده ، بيحبك تصورى
فنظرت لها دهب بصدمة
فأومات لها دينا برأسها و هتفت بمرح: ايوه هو الحيوان ، و تابعت بتأكيد؛ بيحبك
فهزت دهب رأسها بعنف و نطقت بعدم تصديق: إستحالة ، إستحالة يكون بيحبنى ، ده أنانى و بيعمل كده بس عشان حاسس أنى علمت عليه و أنى هعيش حياتى و أنبسط و هو نازل خناق هو و مراته من ساعة ما أتجوزوا ، و بعدين ده بنى آدم خاين و غدار و إستحالة اللى زيه يعرف يحب
فقالت دينا بحزم منهيه للحوار: قولى اللى تقوليه يا دهب ، بس أنا شوفت قصاد عينى واحد غرقان و بيخبط و من حلاوة روحه مش عارف هو بيعمل إيه ، بس خدى بالك أنتى أتظلمتى مرة و جربتى مرارة الظلم أوعى تظلمى أنتى كمان يا دهب ، ثم تركتها و خرجت خارج الغرفة بأكملها ، تاركه دهب تقف كالتمثال لا تفعل شئ سوى أن دموعها بدءت بالهطول ، تشعر بالحيرة و الضياع ، تفكر بأن ولا مرة تكتمل لها فرحة ، فها هى لم تستمتع بمذاق النصر على يونس حتى فاجأها أكمل بطلبه هذا و أفاق جروحها الماضية على أثر تلك الفعلة

و بعد مرور عدة أيام
تجلس دهب بداخل غرفة مكتبها تدرس أحد قضاياها و لكنها تشعر بالتشويش ، رأسها لا يوجد بها مكان يسع العمل و الدراسة ، فهى تشعر و كأن ضغوط العالم أجمع تقع على عاتقها فى تلك اللحظة ، فأغلقت الملف و أرجعت بجسدها إلى الوراء و أراحت برأسها إلى الخلف متأمله سقف الغرفة بعيناها ، تفكر بيونس ، و حبها له فهى خلال تلك الأيام لم تتقابل معه و تحاشت مقابلة الجميع و لكنها تأكدت خلالهم بأنها لاتزال تحبه بل تعشقه على الرغم بما فعله بها إلا أن القلب كما قال لها يونس منذ سنوات بأنه ليس بأيدينا للتحكم به و بمشاعرنا ، قلبها لايزال ينبض بحبه و لا يعلم كيف له أن يحب مرة أخرى ، فهو قد أدخل يونس و لم يدخل قبله أو بعده أحدا ، فاقت من شرودها هذا على صوت طرقات خفيفة على المكتب يتبعها صوت أحدهم تعرفه جيداً يردف بمرح: اللى واخد عقلك يا دكتور
فنطقت دهب ب ………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ولد الهلالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى