Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سهام العدل

◾فتح عينيه بصعوبة بالغة يشعر بالألم منتشر في جميع جسده  وحزن يحيط بقلبه… تفقد المكان حوله بعينيه… فوجد نفسه في غرفة معاذ،،، وسرعان ماتذكر ليلة أمس وما مر به حتى نام بتعبٍ من فرط التفكير… تنهد بيأس ثم اعتدل جالساً على الفراش… وقبل أن ينهض طُرِق باب الغرفة ودلف منه أباه… 
-ممدوح : صباح الخير يا دكتور. 
-مروان :صباح الخير يا بابا. 
-ممدوح : ممكن أتكلم معاك شوية. 
-مروان : طبعاً اتفضل. 
-جلس بجواره الأب  و ربت على كتفه العاري بحنان وسأله : مالك يامروان؟؟؟… إيه اللي جرالك يابني؟ 
-نظر له مروان نظرة ضعف ورد عليه بتعب : مش عارف يابابا… مش عارف. 
– الأب بجدية : إزاي مش عارف… حالك متغير من فترة وقولت يمكن عشان مريت بتجربة فاشلة وخارج من طلاق اللي أنا لحد دلوقتي مش عارف سببه… ولكن حالتك بتسوء يابني أنت مش شايف نفسك؟… إنت بقيت واحد تاني… إنسان يائس وضعيف… 
-احنى مروان رأسه وشبك يده ونظر للأرض غير قادر على أن يرد بكلمة… فكل ماقاله والده على حق. 
-أشفق الأب على حال ابنه فمسح على ظهره بحنان  وقال : لو  رجوعك للدكتورة اللي كنت متجوزها هيرجعك مروان ابني بتاع زمان أنا مستعد آجي معاك ونرجعها واللي عايزه هعمله. 
-التفت مروان لوالده نافياً : لا يابابا… سارة خلاص صفحة في حياتي وطويتها وبالعكس يمكن الحاجة الوحيدة الصح اللي عملتها في حياتي إني طلقتها. 
-الأب متعجباً : أمال عايز إيه… إيه اللي يريحك… احكيلي يابني يمكن اقدر أساعدك. 
-أعاد مروان النظر للأرض مرة أخرى وقال بشرود : صدقني يابابا مش عارف مالي… ولا عارف أقول إيه… بس اللي متأكد منه إن حياتي اتلخبطت من يوم مااتجوزت وسيلة… بدأت في وجودها اشوف الحياة بشكل تاني… شكل مختلف كأني طلعت للنور بعد طريق ضلمة… لقيت نفسي في الربيع بعد برد الشتا القارس… رغم إني كنت بعيد عنها عاطفياً لكن وجودها جمبي كان مدفيني… كنت حاسس بالأمان رغم عدم ارتياحي بسبب ظلمي لها… واما بعدت عني و طلقتها حسيت انها انتزعت كل مصدر راحة وسعادة في حياتي ببُعدها… الدنيا اسودت في وشي… بقيت زي الطفل اللي تاه من أهله في صحراء لا هما لاقينه ولا عارف يرجع لهم… وامبارح اما عرفت انها ممكن (وابتلع غصة مريرة في حلقه) تتـ…تتجوز….حسيت اني الدنيا بتطبق دراعاتها عليا أوي… حسيت اني عايز اصرخ للدنيا واقولها كفاية…. انهارت غصب عني… للأسف يابابا خسرت نفسي وخسرتها… 
-تعجب الأب من حديث ابنه… أنه يحمل كل  هذا َ في قلبه تجاه وسيلة… حبه لها السبب في كل هذا العذاب وهذه الحالة التي أصبح عليها… ولكن لابد أن يأخذ بيده حتى يستعيد ابنه الذي خسر  نفسه وسعادته … فقال متحمساً : لا يامروان مخسرتهاش لسه… إحنا لسه فيها… 
-التفت له مروان متسائلاً : فيها إزاي؟؟ 
-الأب : تتجوز وسيلة تاني؟ 
-مروان بتعجب : اتجوزها؟!!! 
-الأب : أيوة يامروان… طالما بتحبها مش هتقدر تستحمل إنها تكون لغيرك. 
-مروان بتعجب : حب!!!… أنا بحب وسيلة؟!!! 
-الأب : دي مشكلتك يامروان… أنت فاقد القدرة على تحديد مشاعرك… بس على أما تقدر تحددها هيكون الوقت فات…
-في نفس اللحظة دخل عليهما معاذ وبيده هاتف والده المحمول قائلا: بابا… جدي رن عليك وعايز ضروري…. 
-نهض الأب : تمام هات وأنا هكلمه… وهمّ خارجاً ولكن استوقفه مروان قائلاً بتساؤل : ممكن تساعدني أرجعها؟ 
-التفت له الأب مطمئناً : أنا معاك متقلقش… بس أهم حاجة إنك تكون متأكد. 
-نظر لهما معاذ بعدم فهم ولكنه اعتقد أن مروان يريد إرجاع سارة… فمجرد الفكرة جعلته مستاء فتركهما وخرج. 
-فرد مروان : اللي متأكد منه إني مش هرتاح غير معاها… ومش عايز غير وجودها في حياتي ومستعد اعمل أي حاجة عشان أحصل عليها. 
-الأب بابتسامة: وأنا معاك في أي حاجة. 
-نهض مروان واحتضن أبيه : ربنا يخليك ليا يابابا. 
◾اليوم مميز له قبل أن يكون لها… حبيبته الصغيرة كبرت عاماً واليوم أتمت الثامنة عشر من عمرها… وقف ينتظر خروجها من الجامعة بفارغ الصبر… متلهف لرؤيتها كعادته معها دائماً ورغم أنه لايستطيع أن يعبر عن حبه لها سوي بمشاكستها لكنه متأكد أن حبه يصل لها بهذه الطريقة….ومع ذلك اليوم سيقولها لها صريحة وعن قريب سيطلبها للزواج من جده حتي تصبح تحت جناحيه. 
-رآها تخرج بين زميلاتها تضحك على شيء ما،،، فابتسم على سحر ضحتكها ونزل من السيارة ليناديها،،، ولكن عندما رآها شعر بالدماء تفور في رأسه… عندما رآها ترتدي بنطالا ضيقاً للغاية باللون الأسود وعليه قميصاً قصيراً ضيقاً باللون الأبيض ينتهي عند بداية البنطال بالإضافة إلى ذراعيها العاريين… فناداها بغيظ : جوري…. جوري.
-انتبهت جوري له فابتسمت ولوحت له بيدها واستأذنت صديقاتها وذهبت إليه…. 
-عبرت الطريق واقتربت منه : هااي… إزيك ياأمجد. 
-أمجد بعبوس وجدية وهو يفتح باب السيارة لها : اتفضلي اركبي…
-تعجبت من حدة أسلوبه وركبت السيارة،،، فأغلق الباب واستدار ليركب بجوارها مقعد القيادة… 
-أدار السيارة وانطلق بها…. ثم قال بعصبية : إيه القرف اللي أنتي لابساه ده؟ 
-نظرت لنفسها وقالت بتذمر : ماله  لبسي؟ 
-انفعل قائلاً : شايفاه عادي طبعاً… لسه فاكرة نفسك صغيرة ياهانم انتي النهاردة عندك ١٨ سنة. 
-حزنت جوري لأنها تأكدت أنه يتذكر أن اليوم ذكرى ميلادها ومع ذلك يوبخها كعادته… عندما رأته أيقنت أنه جاء يهنئها به كعادته فمنذ من أن كانت طفلة وهو أكثر من يهتم بهذا اليوم بالنسبة لها ولم ينساه أبداً… وخاصة اليوم لأن جدها منع إقامة أي حفلات في المنزل قبل زفاف وسيلة والحفل الذي خططت له منذ أشهر أصبح سراباً… ولكنه اليوم خيب ظنها… 
-جلست حزينة ولم ترد عليه… فشعر بالذنب وآلمه قلبه على حزنها… فقال بجدية : ساكتة ليه؟؟
-جوري بحزن دون أن تلتفت له : هقول إيه؟؟… ممكن أعرف جيت ليه؟ 
-قال بنفس النبرة الجادة : جيت أقولك كل سنة وأنتِ طيبة. 
-التفت له وقالت وهي غاضبة : وحد يقول لحد كل سنة وانت طيب كده وحد يروح يهني حد يزعله كده… 
-أوقف السيارة جانباً ونظر لها قائلا بانفعال: أنتي اللي مصممة تعصبيني…مبقتش قادر أشوفك باللبس ده أدام الناس… كل يوم بتكبري فيه ببقى نفسي تداري عن عيون الناس ياجوري وأنتي مصممة على كده… رغم طلبت منك مرة وألف بمليون طريقة انك تتحجبي زي بقية بنات العيلة وانتي رافضة… 
-نظرت له جوري والدموع متجمعة في عينيها  ثم قالت : لسه مش عارفه اخد القرار وانت كل اما تشوفني تزعلني… 
-دموعها أضعفته بشدة… فالتقط يدها ووضع عليها قبلة حانية وقال : خلاص متزعليش… أنا آسف… (فهبطت دموعها تجري على خديها)… متعيطيش عشان خاطري… أنا غلطان والله… جوري… بطلي عياط… مبقدرش أشوف دموعك… شوفي جبتلك إيه… 
-ثم ترك يدها والتفت ملتقطاً من على المقعد الخلفي صندوقاً أحمراً كبيراً من الورق المقوي وقدمه لها : كل سنة وأنتي أجمل بنوتة في الدنيا. 
-مسحت جوري دموعها وأخذته بعيون فَرِحة : وأنت طيب ياأمجد… ده فيه إيه؟ 
-أمجد بسعادة لعودة إبتسامتها : افتحيه وشوفي…. 
-وأثناء إنشغالها بفتح الصندوق… فتح المسجل بالسيارة ليصدر منه أغنية تهنئته لها بذكري ميلادها… 
كل سنه وانت طيب
كل سنه وانت قريب
كل ليله عيد لقلبك
طول ما قلبك جنب قلبي ..
احلى ما في الدنيا حبي
يا بخت قلبي بيك ..
بقالي ليالي بفكر في حالي
عشقت حلمت سهرت الليالي
ويسرح خيالي واغرق في بحر الغرام ..
بحبك بحبك .. وحفضل احبك
وفاكرك في بعدك .. فاكرك في قربك
وافضفض لقلبك بأجمل معاني الكلام
-انتهت من فتح الصندوق وبدأت في الإطلاع على محتوياته بسعادة فأخرجت في البداية صندوق متوسط مليء بالحلوي… ثم قالت ببراءة الأطفال : الله الشيكولاتة اللي بحبها… كل الشيكولاته دي ليا ياأمجد؟؟ 
-أمجد بشرود في عينيها السوداء اللامعتين : أيوة ولو محتاجة شيكولاته الدنيا كلها أجيبهالك. 
– ثم أخرجت دمية صغيرة بيدها علبة صغيرة : الله تحفة الدبدوب ده… فابتسم لها ثم التقطت من الدمية الصندوق الصغيرة وفتحته وتفاجأت بسلسلة على هيئة زجاجة صغيرة فيها قلب أزرق من الكريستال… ذُهِلتْ من جمالها… ثم نظرت له نظرة امتنان: روعة ياأمجد… بجد روعة… مش عارفة أقولك إيه؟!!… ربنا مايحرمني منك أبداً… 
-أمجد بنظرة حب : مفيش حاجة في الدنيا تسوي شيء جمب جمال ضحكتك ياجوري… 
-خجلت جوري… فتنحنحت… ثم قالت : مالك النهاردة ياأمجد؟!! 
-أمجد باستعطاف  : مبقتش قادر أبعد عنك ياجوري… خلاص مبقتش قادر استحمل…سنين طويلة بزق فيها عشان تكبري واستقر معاكي… وأول ما وسيلة تتجوز هطلبك من جدي ونتجوز من غير خطوبة. 
– جحظت عيني جوري من هول المفاجأة فقالت : إيه اللي بتقوله ده… جواز إيه… أنا…. أنا….
-قاطعها أمجد : أنتي طايشة ومُتقلبة المشاعر…. وبكرة اما نتجوز هتعقلي… المهم إني متأكد من حبي لكِ… وأقرب فرصة هنتهزها وهتجوزك ياجوري. 
◾في شقة الجد… يجلس المهدي  في الصالة ومقابل له ابنه ممدوح… 
-ممدوح بترجي : اسمعني بس يابابا… 
-المهدي بانفعال : اللي قولته ده تنساه… أنا أعطيت كلمة للناس… ثم إن تعالي قولي ابنك عايزها بعد إيه… ماهي كانت أدامه. 
-ممدوح : يابابا مروان تعبان… هو نفسه مكنش عارف هو عايز إيه… الولد خام وملوش تجارب في حياته ويمكن ده السبب اللي وقعه في البنت اللي اتجوزها دي… عشان كده مجرد ماأعجب بها تخيل كده إنه خلاص ميقدرش يعيش من غيرها وده اللي خلاه يتجوزها… يابابا أرجوك… 
-المهدي : ابنك إنسان غير مسئول ياممدوح وأنا أعطيته أمانة معرفش يحافظ عليها… مقدرش أخاطر بسعادة بنت يتيمة زي دي مرة تانية وارجعهاله. 
-ممدوح بتوضيح : مكنش عارف قيمتها يابابا ودلوقتي خلاص مستعد يحافظ عليها ويعوضها… وموافق على أي ضمان. 
– المهدي : ابنك أناني ياممدوح… إما شاف إن غيره هياخدها حب يمتلكها هو… 
-ممدوح بتوسل : لا أبداً يابابا والله… مروان بقاله فترة متغير وأكيد حضرتك ملاحظ ده… وكان سكوته لأنه مشوش مش عارف ياخد قرار… أرجوك يابابا ساعدني استرد ابني… ابني بيتدمر. 
– المهدي بانفعال : وأنا عشان استرده آجي تاني على المسكينة دي… مستحيل… البنت قراية فاتحتها وخطوبتها بعد يومين وكتب كتابها الأسبوع الجاي وهتروح مع جوزها على الساكت… والكلام اللي قولته دلوقتي يموت هنا وقول لابنك ينسى ويسيب البنت تفرح وتعيش…. 
◾ الكل يعمل على قدم وساق حتى ينتهي من تجهيزات الخطبة… الكل يشعر بسعادة بالغة فرحين بوسيلة التي يعتقدون أنها أخيراً ستنال نصيبها من السعادة… ماعدا وسيلة التي تسير بينهم بعيون حزينة وابتسامة مصطنعة… لقد يأست وعلمت أن ليس لها نصيب في السعادة من هذه الدنيا لذا لم يفرق معها حمزة من غيره فيكفيها أن ترى أمها سعيدة بها…. ومروان الذي ترك عمله لفترة مؤقتة وهرب إلى عالم آخر بحبوب مهدئة عساه ينفصل عن الواقع المرير الذي صنعته له الحياة. 
-جاءت ريم أخت حمزة الصغرى وصديقة وسيلة حتى تمكث معها هذان اليومان حتى انتهاء الخطبة… ريم فتاة رقيقة  تصغر وسيلة بثلاثة أعوام… جمالها جمال شرقي هادىء عينين بنيتين واسعتين وشعر بني متوسط الطول وقوام ممشوق… ولكن رغم أصولها الريفية فهي لم تراعي هذا الشيء في ملبسها… ولكن هذا الأمر أشعل نيران الغيرة داخل آثار التي رأتها أثناء نزولها لمساعدة وسيلة ورأتها وعلمت منها أن ستمكث مع وائل في نفس الشقة… لذا تعاملت معها بكل برود… وقد لاحظت ذلك ريم… حتى جاء يوم الخطبة… ورفضت وسيلة أن تأتي لها متخصصة تجميل أو تشتري فستاناً جديداً… اكتفت بفستانها الأسود التي ارتدته في خطوبة ميان وقررت تزيين نفسها في المنزل طالما الخطوبة لم يحضرها أحد سوي أم حمزة وأخواته وعائلتها فقط…. وهي الآن تتجهز حتى يحضر العريس وعائلته… 
– تقف آثار في الشرفة في منتصف النهار تتحدث في الهاتف معتذرة عن ذهابها للعمل اليوم فوجدت وائل يقف ضاحكاً مع ريم في الحديقة… شعرت آثار بالغيظ وما جعلها تفقد التحكم في أعصابها أنها رأت ريم تميل على وائل هامسة ثم تنفجر ضاحكة وتضرب كفها بكف وائل… فألقت الهاتف من يدها ووضعت الحجاب على رأسها بعشوائية ثم نزلت الدرج في ثوانٍ معدودة حتى أصبحت على مقربة من وائل… 
-عندما رآها وائل شعر بالقلق عليها فملامحها غير مبشرة بالخير… 
-بادرت ريم : هاي آثار… فينك؟ 
-لم ترد عليها آثار ووجهت نظراتها الحادة لوائل قائلة : عايزاك ياوائل… 
-ذهب إليها وائل وتساءل : خير ياآثار… فيه حاجة؟ 
-آثار أخذته في جانب هادىء وقالت  بحنق : أيوة فيه…
-وائل بقلق : فيه إيه طمنيني؟ 
-آثار بغيظ مكتوم ودموع محبوسة : أنت زودتها أوي… ممكن أعرف المايصة دي كانت بتقولك إيه ضحكك أوي كده؟ 
-تعجب من سؤالها ونظر حوله متسائلاً : مش فاهم… مين المايصة؟ 
-انفعلت آثار  وضربته في كتفه ضربات متتالية : متستعبطش ياوائل… أنت عارف كويس بتكلم على مين… دلوقتي بتضحك… وكل ماتشوفني عفاريت الدنيا بتمسكك. 
-أمسك وائل يدها : اهدي يامجنونة هتفرجي علينا الناس… أولاً دي ضيفة وبجاملها… ثانياً (ونظر لها بعتاب) إنتي عارفة كويس أنتي عملتي فيا إيه… 
-قالت بعينين دامعتين : انسى ياوائل… أرجوك انسى… أنا مش عارفة أسامح نفسي غير اما تسامحني… 
– أشفق عليها فأنزل يدها  ثم اقترب منها وأمسك بطرفي حجابها وأحكمه  عليها وأدخل بأصابعه خصلاتها الذهبية المنزلقة من تحت حجابها كل هذا ونظراتها تتفحص  ملامحه بحبٍ منبعث من عينيها الدامعتين… ثم هبط بكفيه يمسح آثار دموعها الساقطة من عينيها ويتفحص وجهها بنظرات عاشق مشتاق… 
-أغمضت عينيها تائهة إثر لمسة يده على وجهها  وسرت القشعريرة في جسدها وتسارعت دقات قلبها…. 
-لا إرادياً هبط بظهر كفه يمسح على خدها  بحنان  بالغ… بينما نظراته تتفحص كل إنش في وجهها الذي طالما رافقه في صحوته وأحلامه… 
-انتزعهما صوت معاذ الذي اقترب منادياً على وائل : وائل… وائل… 
-ابتعد وائل عنها فجأة وفتحت آثار عينيها ونظرت بتوتر ثم انطلقت مهرولة تجاه مدخل المنزل…. 
-لاحظ معاذ قرب وائل من آثار  ثم تابع ذهاب آثار مسرعة… فاقترب من وائل وجد علامات التوتر بادية على وجهه… تساءل معاذ بقلق : مالك ياوائل… فيه حاجة؟ 
-وائل بتوتر : لا أبداً… مفيش حاجة… كنت عايز إيه؟ 
-معاذ : كنت عايزك معايا ننقل الصالون عند جدك… 
-وائل : حاضر… اسبقني وجاي وراك… 
-معاذ : تمام متتأخرش.
-ذهب معاذ وظل وائل واقفاً ينظر على أثرها بتنهيدة… ثم تخلل بأصابعه خصلات شعره… يتعجب من نفسه… قربها يفقده السيطرة على تصرفاته… مازال قلبه يقفز كلما كانت بجواره… مازال سحر عينيها الخضراء يفقده عقله… كيف له أن يتحمل بُعدها أكثر من ذلك… هي الآن آثار جديدة كما تمناها دائماً بل أجمل وأنضج وأفضل مما تمنى… تنهد بعمق ثم قال لنفسه : خلاص ياوائل… كفاية أوي لحد كده… وسيلة تتجوز وبعدين تشوف هتعمل إيه…. 
◾ حل المساء وغادر  مروان المنزل… لم يستطع البقاء… وجوده يشعره أنه سوف يصاب بأزمة قلبية…  ظل يدور بسيارته في الشوارع على غير هدى… وسيلة اليوم سيخطبها غيره وهو مكبل اليدين… كيف!!!… والآن بعدما اكتشف أن حبها يسري بداخله… بعدما اكتشف أنه السعادة مصدرها عينيها والبهجة مصدرها ابتسامتها… لا يعلم كم من الوقت مرّ عليه… كل مايعلمه أن الحل الوحيد إما أن يموت أو يحصل عليها حتى ولو بالقوة… 
◾ أتى حمزة وأسرته إلى منزل المهدى… وتعالت الزغاريد والتهاني في البيت… دخلت عليهم وسيلة بجسدها دون عقلها وقلبها… تبحث بعينيها عنه لعلها تجده وتتوسله بنظراتها أن يشعر بقلبها الذي قد بلي بحبه… 
-نظر لها حمزة نظرة إعجاب لاتقل عن نظرات أسرته الذين فوجئوا بجمالها ووقارها وحشمتها… سلمت عليهم وابتسامة مصطنعة على وجهها وعقل غائب سلبه مروان مع قلبها الذي سلبه منذ زمن…. 
– ترك مجلس الرجال وخرج للصالة يبحث عنها علّه يروي شوقه لها بنظرة من عينيها السوداء … ولكنه تفاجأ بها تجلس وسط البنات مرتدية الحجاب… شعر بسعادة عارمة ولم يدرك مافعل سوي بعد أن ناداها : جوري… جوري
-التفت له مبتسمة…. فابتسم لها وأرسل لها قبلة في الهواء وقال لها : قمر منور والله… 
-وضعت يدها على فمها مذهولة على مافعله وسط الفتيات… فأشارت له آثار أن يغادر قبل أن تنتبه أمه وعماته… فغمز لجوري وغادر…. 
-خرج أدهم وتبعه معاذ وعلى وجههما علامات الضيق إلى الحديقة… عندما لمحتهما ميان أسرعت خلفهما قلقة…. 
-معاذ بضيق : مش عارف ليه الواد ده مش نازلي من زور. 
-أدهم بحزن : على فكرة وسيلة مش فرحانة لا بالعريس ولا بالجوازة دي. 
-معاذ : أنا كمان حاسس بكده… 
-اقتربت منهما ميان مسرعة… قال لها أدهم : خرجتي ليه ياحبيبتي… فيه حاجة؟ 
-ميان بقلق: أنا لقيتكم خارجين قلقت… فيه حاجة حصلت جوه.؟
-معاذ : القعدة جوه تخنق والعريس السمج ده مش طايقه.
-ميان بحزن : مش مروان كان أولى بها… ياحبيبي يامروان. 
-معاذ باعتراض: أنتي اتجننتي… أخوكي اللي عمل كده. 
-ميان بحزن : ندم يامعاذ… وكمان مروان بيحبها… 
-معاذ بتعجب : مين قالك كده؟ 
-أدهم بتساؤل : متأكدة ياميان؟ 
-ميان : أيوة… عارف يامعاذ يوم مامروان كسر أوضته وجه بات معاك… 
-معاذ : أيوة… اخلصي قولي. 
-ميان : قبلها على طول كان متفاجيء إن وسيلة هتتجوز… بعدها دخل الأوضة وعمل كده وتاني يوم طلب مني لو عندي صور ليوم فرحه على وسيلة وأخد مني الصور… 
-معاذ بانفعال: والمجنون ده متكلمش ليه من بدري. 
-أدهم : اهدي يامعاذ… حتى لو مروان فعلاً بيحب وسيلة…. وسيلة لو كانت بتحبه مكنتش وافقت على غيره… فلو كان طلبها كان اترفض. 
-معاذ : لا ياأدهم وسيلة بتحبه… وعمرها ماحبت غيره وأنا متأكد من كده… 
-ميان بحزن : لو كده فعلا يبقى الاتنين اتدمروا وخطيب وسيلة التالت هيتظلم في الجوازة دي. 
-معاذ بعصبية : مايتظلم ولا يولع…. المهم وسيلة ومروان… إحنا لازم نعمل حاجة… مش هنسيب الموضوع يخلص على كده….
يتبع..
لقراءة الفصل الثامن والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!