Uncategorized

رواية النمر الجامح الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم أميرة أنور

 رواية النمر الجامح الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم أميرة أنور

رواية النمر الجامح الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم أميرة أنور

رواية النمر الجامح الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم أميرة أنور

مازالت لا تنطق ومازال يهددتها، صرخت بها والدته:-
_”مــــــــــــــــــــــــــــلاك” أعملي حاجة وخليه يسبها
لا تعلم لما لا تسمع ندأهم، فقط مشددة بين عقلها وقلبها لمن ستمع منهما، اقتربت منه قليلاً وهو ينظر لها ويقول بصرامة:-
_قولي قرارك من بعيد ما تقربيش بعد إذنك
تنهدت بقوةٍ ثم قالت بخوف فلقد فاز قلبها:-
_أوعى تعمل حاجة في نفسك
رفع حاجبه وقال بغضب:-
_مش عاوزاني أعمل كدا ارجعي معايا
هزت رأسها بالموافقة مما دفعه أن ينزل السكين، تحدث بفرحة:-
_يالا نرجع بتنا
_لا
قالتها بهدوء، اقترب منها بعد أن قالت هكذا، أمسكها من معصمها بشدة وصرخ بعلو:-
_نعم هو إنتي بتلعبي معايا ولا إيه؟
هزت رأسها بلا ثم قالت بكل هدوء:-
_أنا عاوزة أقعد مع نفسي بس يومين يا “جبل” لو سمحت
اقتربت منه “فوقية” وقالت:-
_خلاص يا حبيبي هي هتقعد مع “سامية” هنا يومين وابقى تعالى اطمن عليها لحد ما تكون أحسن
وافق ولكنه غير مقتنع لقعدتها بمفردها، قال بتحذير:-
_يومين مش أكتر مع اني مش مقتنع بدا
لم ترد عليه، فضلت أن تصمت، سمعته يقول لـ “سامية”:-
_خلي بالك منها عينك ما تشلش من عليها
كادت أن ترد” سامية” عليه ولكن قاطعتها “ملاك” بحزم:-
_أنا مش عاوزة سامية معايا عاوزة أقعد لوحدي يومين ماحسش فيهم بالخداع
رد عليها بصرامة:-
_بلاش دلع خليها معاكي ماهو أنا مش هسيبك لوحدك وبعدين هي معملتش ليكي حاجة وهي مربيتك
ردت عليه بصلابة:-
_بس أنا كبرت ومابقتش محتاجة ليها
كانت “سامية” تسمع هذا وتشعر بأن قلبها سيخرج من مكانه، يبكي بشدة من الداخل، اهذه “ملاك” التي ربتها بكل حنو..
هي فعلت كل هذا من أجل مصلحتها، أغمضت عينها بقوة ثم ابتسمت وقالت:-
_خلاص يا حبيبتي برحتك معلش يا “جبل” سبها لوحدها يالا أنا هستنى تحت
نظرت لها “ملاك” وقد شعرت بأنها جرحتها بكلامها ولكنها الآن لا تشعر بما تقوله…
تركها الجميع ورحلوا من الشقة بعد اقناع “فوقية” لابنها أن يتركها
……………………………………….
استغلت عدم وجود أمها وأخيها، ارتدت ملابسها وانطلقت إلى مقر الشرطة لترى أبيها، لقد انتظرت بهذا المكان الذي يجمع الزائرين بالمسجين ولأول مرة بحياتها تدخل مكان مثل هذا، تشعر بالرهبة حيثُ ترى الكثير من المجرمين، أول مرة تتعامل مع هذا المجتمع، لو كانت “ملاك” بالمنزل لكانت أخذتها معها، تعلم بأن عملها يفرض عليها مقابلتهم،
جاء بتلك اللحظة العسكري ومعه والدها الذي ما أن رأها ابتسم، كان يعلم أن الابنة هي حبيبة أبيها ومن تحن عليه دائماً.
جلس مقابلها وقال بكل لهفة وشكر:-
_بنتي حبيبتي كويس إنك جيتي بجد كنت عاوز اتكلم معاكي إنتي وأخوكي وأمك
ابتسمت بسخرية ثم قالت بحزن:-
_أمي بتسأل عليها ليه بعد ما عملت فيها كدا
تنهد بقوة ثم وبندم قال:-
_أنا عمري ما حبيت حد زي أمك هي كانت روحي بس كمان كنت شايف الفلوس كل حاجة فما هي كانت بتمنعني وتهددتني إنها هتسبني عملت اللي عملته
انكمش حاحبيها باستغراب ثم سألته باستهجان:؛
_ودا يحكم عليك إنك تموت أختك وصاحب عمرك إنك تخون ناس كلت معاها بابا إنت كنت دائماً بتحبب “جبل” فيا وتحببني في “جبل” كنت بتخاف ترفض مروحي عنده ليزعق كنت بتحببنا في بعض عشان ما نموتش بعض ومايطلعش حد فينا زيك؟
نظر للأرض بخجل، كيف له أن يقول نعم وهو كان قدوتها، عادت تتحدث بصراخ:-
_يوم ما حبيت “مالك” عرفتك وبرضه مشيت في قتل جده كنت مموت عمه ومبسوط إني بحبه ليه يا بابا كدا
طب “ملاك” بنت أختك، أختك اللي قعد نص عمرك معاها اللي بتعتبرك سندها موت أهلها وكنت عاوزها تموت عشان الفلوس
رفع رأسه وتكلم بخوف من ردت فعلها:-
_ندمت يا بنتي؟
بسخرية شديد ردت عليه:-
_ندمت دا على أساس اللي زيك بيندم إنت خربت حياتي وحياة أخويا كان “مالك” بيقولي بخافي تبقي زي أمك واهي أمي طلعت شريفة وأشرف من أي حد دلوقتي وإحنا على سرير واحد هيبص في وشي هيشوف إيه
صمتت قليلاً عن الحديث تنتظر رده ولكنه لم يتكلم مما دفعها في إكمال حديثها بعد أن ابتلعت ما في بلعومها:-
_هيشوف دم عيلته طب “ملاك” بنت أختك اللي الناس بتمش تقول على الخال والد هتبص في وش ابنك اللي بيشبهك أوي ازاي هتشوف الدم بس
قامت من مكانها فكل كلامها انتهى ولم تجد أي أجابة على أسئلتها، تمنت أن يقول لها سبب فعلته ولو كان مجبور لكانت ساعدته ولكن أي أجبار يدفعه حتى يموت أعز الناس له، فقط شيطانه من كان يهددته.
أمسك يدها وقال برجاء:-
_سمحيني يا بنتي عارف إنك مش هتنسي اللي حصل بس على الأقل أوعي حبك ليا يقل ومكانتي تقل خليني دايما الأب اللي بتفتخري بيه وكأن اللي حصل دا حلم وحش هتفوقي منه لما أموت
قهقهت بشدة ثم قالت بتعب:-
_مكانتك إنت لسة فاكر إن في قلبي مكانة ليك وحبي ليك مات وفخري كمان مات صحابي بكرا يقولوا يالا ياللي أبوكي موت عيلته وصحابوا وهيبعدوا عني عارف ليه
لإنهم هيفتكروني ورثت منك الغدر
بكى بشدة لم يكن يضع قط هذا اليوم في الحسبان، أول مرة يعرف أن خرب حياة لأولاده وأغلى شيء في حياته ، ترجاها وقال:-
_بالله عليكي يا بنتي تسمحيني
بقسوة شديدة قالت:-
_ربنا يسامحك ودا واجبي كبنتك اني اتمنى إن ربنا يسمحك على حقوق كل روح إنت جيت عليها أما أنا فمش هسامح
تركته يبكي ورحلت، شعرت براحة بعد أن قالت هكذا يجب أن تعاقبه وتعلم أن عدم مسامحتها له أكبر من الاعدام فهي روح أبيها وضحكته…
…………………………………
مازالت تبكي بشدة، شقيقتها أصبحت تكرها، جلس “مالك” معاها ليهديها قليلا، أمسك “مالك” رأسها بحب وقال:-
_هتفضلي تعيطي كتير هزعل منك والله
ليت كل شىء أن يصبح كابوس، تريد الاستيقاظ سريعاً أو الموت، تحدثت بوجع:-
_يارب أمو…
_بعد شر!!!
قالتها “دنيا” التي دلفت منزلها، نعم مازالت ملامحها باكية ولكن حديثها مع “أحمد” جعلها تتقن بأن شقيقتها كل شيء بحياتها وأنها ضحية مثلها، أخذتها “دنيا” بداخل أحضانها وقالت بحب:-
_إنتي نصي التاني ياهبلة وعمري ما اقدر استغنى عن نصي التاني والحلو في حياتي
نظر لها “مالك” بفخر ثم قال بثقة:-
_كنت عارف إن بناتي عمرهم ما يستغنوا عن بعض
توقف قليلاً عن الحديث ثم سألها بقلق:-
_”مرام” عاملة إيه؟!
ردت عليه بحزن:-
_كلهم زعلانين وتعبانين ومصدومين بس “مرام” ركبت عربيتها وسمعتها بتقول للسواق إنه يوديها عند أبوها
حدق بها بحنق وقال بانفعال:-
_وازاي، “جبل” يسبها تروح
أجابته بهدوء:-
_محدش عارف هي هتيجي أكيد
بتلك اللحظة تحدثت “ريناد” وقالت باعتذار:-
_أنا آسفة لكل حاجة سببتها أمي فيكوا يا “دنيا”ولو عاوزة تكرهبني هيكون حقك
حدقت بها “دنيا” بحب ثم قالت:-
_يا روحي إنتي حياتي وإحنا أخوات وبنشيل نفس الاسم والدم
دخل “أحمد” والبسمة تحتل وجهه قائلاً بحنو:-
_برافو عليكي يا روحي كدا إنتي بنتي حبيبتي
نظر له “مالك” بحب وقال بشكر:-
_شكرا على كل كلمة قولتها ليها وهي عملتها
………………………………………
مازالت تجلس بمفردها، ولاول مرة تشعر بأنها خائفة، بتلك اللحظة رن جرس منزلها فتاففت بشدة حيثُ شعرت بأن زوجها عاد من جديد، قامت من مكانها وقالت بصراخ:-
_حاضر بس ما ترنش الجرس بطريقتك دي هفتح أهو
فتحت الباب لتشعر بالصدمة حيثُ وجدت فتاة شبه عارية، دلفت بدون أن تنتظر السماح من صاحبة المنزل، جلست على الأريكة مما جعل “ملاك” تغضب:-
_أنا شوفتك قبل كدة صح إنت “مايا”
هزت رأسه بالموافقة وقالت:-
_شطورة
_وجاية ليه حضرتك؟!
قهقهت بشدة وقالت بانتصار:-
_عشان انتقم من جوزك
وبحركة بسيطة صفقت بيدها ليدخل أحدهم ويضربها على رأسها ويخطفها…
………………………….
يتبع..
لقراءة الفصل الثلاثون والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية لا تعشقني كثيراً للكاتبة بتول علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!