Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام العدل

◾-شعر مروان بالأمان  والثقة من كلام جده فأنزل السلاح من يده بضعف… فجذبه منه معاذ… 
-تنهد الجميع بإرتياح… وفجأة وقعت وسيلة مغشية عليها… تعالت الأصوات من الجميع:  وسيلة… وسيلة… 
-سقوطها أرضاً أسقط قلب مروان معها فاندفع تجاهها بقلق يناديها : وسيلة … والتف الجميع  حولها… 
-اقتربت أمها منها باكية تحتضن رأسها بينما يهتف مروان في الجميع بانفعال وقلق  وعدم تركيز: واقفين كده ليه… هتسيبوها كده… حد يشوف لها دكتور… 
-نظر الجميع لبعضهم بذهول… ثم جثي معاذ على ركبتيه وجلس بجوار مروان قائلاً له بتعجب : أمال أنت شغال إيه… 
-نظر له مروان بصدمة وكأنه يسترد عقله  : دكتور… آه… بس… بس… 
-اخترقت أحلام الحشد الملفوف حول وسيلة وقالت لمروان بصرامة : أقف يامروان… أنت مش طبيعي… خده يامعاذ اعمله ليمون وخليه يرتاح… 
-نظر لها مروان بإعياء ثم نهض وجلست مكانه أحلام التي بدأت تتفحصها ونادت : وائل… وائل… تعالي شيلها وديها على سرير… 
◾بعد قليل في غرفة الضيوف يجلس المهدى وولديه ومعهم حمزة وعائلته… 
-حمزة بانفعال : أنا الكابتن حمزة المناوي يترفع عليا سلاح… أنا اللي الكل بيعمل لي ألف حساب. 
-تحدثت أمه هي الأخرى بعصبية : إحنا اتهانا في بيتك ياحاج ودي مش أخلاق ولاد الأصول… 
-تحدث المهدى بحرج : أنا بصراحة وشي منكم في الأرض بس زي ماشوفتم دا شيء مكنش مترتب له…وحفيدي اتهور وأنا بعتذر لكم عن اللي حصل منه… وده في الأول والآخر نصيب. 
-حمزة بتساؤل : بعني إيه ياحاج ده نصيب… أنا قريت معاك الفاتحة… و الفاتحة نص العقد.. 
-تدخل أحمد : يابني دا ابن عمها و كان جوزها وزي ماشوفت عايزها وبيحبها… يبقى هو أولى بها… 
-أم حمزة بإستهزاء: وأما كان بيحبها كان طلقها ليه… ولا مخدهاش ليه من يومها… جاي يكسر فرحة ابني؟ 
-ممدوح : نصيب ياحاجة واحنا بنعتذر لكم عن اللي حصل.. بس وسيلة مش هيتجوزها  غير مروان. 
-نهضت أم حمزة واقفة : وأنا ابني ألف من تتمناه… وبكرة أجوزه ستها… ياللا بينا ياحمزة… 
◾ فتحت عينيها بثقل… رؤيتها مشوشة… تشعر بصداع يكاد يفتك برأسها… وأخيراً انتظمت الرؤية لديها ونظرت بجوارها وجدت أمها على جانب وعمتها فريال على الجانب الآخر…. 
-تساءلت بإعياء : أنا فين وإيه اللي حصل… ثم تذكرت فجأة ماحدث، فانتفضت جالسة،،، تسأل بقلق وتنظر على جانبيها : مروان…المسدس… مروان كويس؟ 
-أمسكت يدها أمها مهدئة إياها : كويس ياوسيلة اهدي أنتي ياحبيبتي. 
-عادت وسيلة إلى نومتها وتساءلت بهدوء: وحمزة؟ 
-فريال وهي تمسح على كتفها : خلاص ياحبيبتي راح لحاله… ارتاحي بقى وانسى عشان مروان عايز يقعد معاكي.. دا هيموت من القلق عليكي… 
-شردت وسيلة في حب مروان الذي اتضح لها فجأة دون مقدمات وأين كان يخبأه… ولماذا الآن بعد كل مارت به… ورغم  لاتنكر سعادتها بهذا الحب الذي طالما تمنته وحلمت به… ولكنها الآن غير مستعدة للقائه أو الحديث معه… فالتفتت لعمتها : معلش ياماما فريال،،، ممكن تخليه يأجل الكلام لبعدين  لاني مش مهيأة نفسياً لأي كلام دلوقتي؟
-فريال بابتسامة : حاضر ياحبيبتي. 
-نظرت وسيلة لأمها وشددت على يدها قائلة بإعتذار : سامحينى ياماما… كسرت فرحتك. 
-ابتسمت لها أمها بحنان وقالت : قدر الله وما شاء فعل ياحبيبتي… وأهم حاجه عندي فرحتك انتي. 
◾ يجلس في الحديقة على أحد الكراسي في جانب مظلم مائل بجزعه… مائلا برأسه يسند جبهته على كفه… هالات الحزن محيطة به… وهي الأخرى تقف تراقبه عن بُعد منذ أن ترك المكان وخرج إلى الحديقة… حزنه يؤلمها وينهش في قلبها… تمنع نفسها عن الاقتراب منه بصعوبة ولكن كلما أطال على هذا تفقد تحكمها في نفسها… وفي النهاية قررت الإقتراب منه ومشاركته أحزانه… 
-حملت كرسي في يدها واقتربت منها ووضعته بجواره وجلست عليه… رفع وائل بصره وجدها… لم يبدِ أي إهتمام وأخفض بصره مرة أخرى… 
-بدأت آثار الحوار… فسألته  بحنان : مالك ياوائل؟ 
-تحدث وائل بصوت منخفض : زي ماأنتي شايفة. 
-آثار : شايفاك زعلان… وبصراحة مش قادرة أشوفك كده. 
– اعتدل وائل في جلسته ونظر إليها وقال : أنا زعلان على وسيلة… قلبها كبير وطيبة ومفيش أجدع منها… بس حظها وحش… مبتعرفش تفرح… الدنيا ظالمها… 
-آثار : بالعكس حظها حلو عشان ربنا أنقذها في آخر لحظة وبعت لها الإنسان اللي بيحبها بجد ووسيلة كمان بتحبه. 
-وائل بضيق : وطالما بيحبها ظلمها ليه… عمل فيها ليه كده وكسر قلبها… اللي بيحب ياآثار ميجرحش اللي بيحبه ولا يظلمه. 
-نظرت له بحزن وقالت : عندك حق بس احنا كبشر مش معصومين من الخطأ والذكي فينا اللي يتعلم من غلطه ولو ضيع الفرصة مرة وجاتله تاني يمسك فيها بإيديه واسنانه ويحارب الدنيا عشانها.
-نظر لها وائل بحيرة ثم قال : حاسس إن كلامك واخد اتجاه تاني. 
-ابتسمت بحزن ثم قالت : بالعكس هو نفس الاتجاه بس مع تغير الأشخاص. 
-وائل يدعي عدم الفهم : مش فاهم؟ 
-نظرت له بخجل وأخفضت بصرها أرضاً ثم تنحنحت وقالت مغيرة الموضوع : قصدي أقف جمب وسيلة تتجوز اللي بتحبه ياوائل… لأن حرام قلبين يقضوا أجمل أيام حياتهم في فراق وعذاب… وتركته ونهضت مغادرة… 
-لمست كلماتها قلب وائل الذي كان ومازال ينبض بعشقها الأبدي… وهو يعلم جيدا ماتريده من كلماتها له ولكنها لا تعلم أن يريدها بجواره ويرغبها أضعافها… فاستوقفها منادياً : آثااااااار.. 
-وقفت آثار والتفتت له،،، ففاجأها : تتجوزيني؟ 
-لمعت عينيها بدموع السعادة وملأت الإبتسامة وجهها وهزت رأسها بالموافقة… ابتسم لها بسعادة ثم جرت واضعة يدها على صدرها فارَّة إلى الداخل. ج
◾ مر  أسبوع ووسيلة مازالت ماكثة مع جدها في شقته بناء على رغبته… طلب منها أن تظل بجانبه… رغم أنه لم يتحدث معها في شيء وهي الأخرى لم افاتحه في شيء ولكنه أرادها بجواره وهي لم ترفض ذلك… 
-في الحديقة يجلس أدهم بانتظار ميان التي لحقته على عجل… 
-أدهم بحب : ميان وحشتيني. 
-ميان : أنت كمان وحشتني أوي… 
-أدهم : حاسس إنك بعيدة عني أوي رغم إن أننا عايشين في بيت واحد. 
-ميان : فعلآ ياأدهم… من يوم خطوبتنا والجو مش مساعدنا اننا نتجمع او نشوف بعض غير دقايق. 
-أدهم بحماس : ماأنا عشان كده بعتلك النهاردة. 
-ميان بحيرة : خير فيه حاجة ياأدهم.؟
-أدهم بحب : أنا قولت لبابا وهنعمل الفرح  الأسبوع الجاي. 
-ميان بتعجب : بجد… بس أنت فاجأتني ياأدهم… وكمان… جدي… ووسيلة؟ 
-أدهم : جدي هندخل دلوقتي نعرفه… ووسيلة هتفرح طبعاً وكمان خلي البيت يفرح كده ويغير جو الحزن ده. 
-ميان بعبوس:  بس هلحق أجهز نفسي الاسبوع ده؟
-أدهم : الشقة جاهزة ومبقاش ناقصها حاجة… وهو انتي هتحتاجي اكتر من اسبوع ياميان تجهزي فيه… وبصراحة(وغمز لها) مبقتش قادر على بعدك. 
-خجلت ميان واحمر وجهها ونظرت أرضاً… فابتسم لها أدهم وجذب يدها وقال بحب: قمر وانتي مكسوفة… 
-فاجأه صوت معاذ مازحاً: إيدك… ابعد إيدك عنها هقتلك. 
-انتبه أدهم فترك يدها سريعاً كرد فعل تلقائي وعندما وجده معاذ قادماً قال بانفعال: إيه الرذالة دي يامعاذ خضتني. 
-ميان هي الأخرى : أنا كمان اتخضيت. 
-معاذ يدعي الجدية : ماتخضضوا… ماسكين إيد بعض وعاملين فيها عبد الحليم وشادية في الجنينة… دا أنتوا عايزين القتل. 
-أدهم : احنا هتتجوز الأسبوع الجاي… لسه هعرف عمي ممدوح وجدي. 
-معاذ  بتلقائية : إذا كان كده ماشي… الأسـ…. ثم انتبه وقال بذهول : أسبوع الجاي ايه ياعم هو سلق بيض. 
-أدهم : عايز اخلص يامعاذ… وكمان الشقة مبقاش ناقصها حاجة… هو حجز القاعة والكوافير والحاجات دي كلها هتخلص في أيام. 
-قال له معاذ بجدية : أنا لو منك اكتب الكتاب واخطفها وأجرى… أصل احنا مبيكملناش فرح… يبقى اضمن حقك وخدها واهرب. 
-أدهم رافضاً : لا طبعاً… أنا لازم اعملها فرح كبير وافرحها (ثم نظر لها بحب) هو أنا عندي كام ميان. 
-ميان بحب : ربنا مايحرمني منك ياحبيبي. 
– تذمر معاذ وقال باستنكار  : أنا ماشي أنا أصل الحاجات دي غلط علي صحتي وخليكوا أنتوا حبوا في بعض. 
-ميان بتساؤل : رايح فين؟؟ 
-معاذ : جايب سكرتيرة جديدة اما اروح اعاينها.. 
-ميان بذهول : تـ….. إيه. 
-أدرك معاذ سخافته مزاحه فقال : قصدي اختبرها…سلام. 
◾ تقف  خلف النافذة الزجاجية تراقبه كعادتها يومياً أثناء ذهابه عمله وعند عودته… و لكنها اليوم أطالت النظر له عندما وقف مع ميان وأدهم… وقلبها الخائن يرقص طرباً لأنها استطاعت رؤيته مدة أطول… ولكن حنينها له يزداد كل يوم عن ذي قبل وقلبها يأبى أن يصبر على بعده… نفذت تعليمات وسيلة كما طلبت منها واهتم فترة قليلة ثم لم يسأل بعدها ولو قابلها يتجاهلها أو يختلق المشاكل وينهرها… 
-دون تفكير وجدت نفسها تطلب رقم ميان لتطمأن عليه منها… وبعد عدة رنات ردت عليها ميان : هاي جي جي إزيك؟
-جيهان : إزيك ياميان… أنا كويسة. 
-ميان : الحمد لله ياقلبي… فيه حاجة؟؟ 
-جيهان : أيوة… أنا شفت معاذ كان واقف معاكي انتي وأدهم… وبصراحة عايزة اطمن عليه؟ 
-ضحكت ميان ثم قالت بمكر: قولي كده بقى… بس بصراحه الأخبار متطمنش… جايله سكرتيرة جديدة وراح يعاينها وبصراحة إنا خايفة عليه منها. 
-شعرت جيهان بالغيظ والغيرة وقالت : بتقولي إيه… سكرتيرة جديدة… نهارك أسود يامعاذ… سلام ياميان وأغلقت الخط دون أن تنتظر الرد منها. 
◾ اقتحمت المكتب بانفعال وجدت أنثى تجلس على مكتبها لا تتجاوز الخامسة والعشرين… تشع أنوثة بفستانها الضيق القصير وشعرها  البني الغجري الكثيف وعيونها الملونة بالعدسات اللاصقة ووجهها الممتليء بمساحيق التجميل… 
-وقفت اتأملها بنظراتها هبوطاً ونزولاً وهي تشعر أن دمائها ستخرج من رأسها من شدة الغيظ… لم تتوقع أنها ستجدها على هذه الحالة… وأن تلك الأنثى المتأججة الأنوثة تجلس مع معاذ في مكان واحد… وتجلس بدلا منها.. 
-تعجبت السكرتيرة من نظراتها فتساءلت بصوت ناعم : أيوة يافندم… أي خدمة؟ 
-نظرت لها جيهان بغيظ واقتحمت غرفة معاذ تضرب الأرض بقدمها… وتبعتها السكرتيرة تعتذر لمعاذ: أسفة لحضرتك بس هي…. قاطعها معاذ مشيراً لها بالإنصراف. 
-تفاجأ معاذ من  دخولها المفاجيء ونهض مقابلاً لها  يتساءل بقلق : جيهااان… مالك… فيه حاجة؟ 
-جيهان بعصبية : فيه حاجات يامعاذ… مين البتاع اللي بره دي… وبتعمل إيه هنا؟ 
-أدرك معاذ غيرتها المنبعثة من عينيها قبل لسانها ولكنه أحب الأمر فقال ببرود : سكريتيرتي. 
-جيهان بانفعال: دي آخرها تشتغل رقاصة مش سكرتيرة. 
-قال معاذ ببرود استفز جيهان : ليه مالها وحشة؟؟ بالعكس دي زي القمر… وواجهة حلوة للمكتب. 
-تملك الجنون من جيهان فرفعت حقيبة يدها وضربته بها عدة ضربات متتالية : وكمان بتقول عليها حلوة… 
-تأوه معاذ من ضرباتها المفاجئة… ثم ألقت الحقيبة ووقفت باكية…. 
-رق قلب معاذ لها فاقترب منها وتساءل بحنان : بتعيطي ليه دلوقتى… كنت أعمل إيه مش انتي اللي رفضتي ترجعي تاني معايا هنا. 
-قالت من بين دموعها : فكرت اني مهما أرفض مكاني محفوظ بس شكلي غلطت اما اتعشمت… وكمان أنا مش واجهة حلوة لمكتبك… مبعرفش اعمل زي الست اللي بره دي… واتمايص وادلع… ممكن اكون مجنونة احيانا بس اللي في قلبي على لساني.
-ابتسم معاذ ومد يديه يمسح دموعها وقال باستنكار : مجنونة أحيانآ… قولي مجنونة على طول… مجنونة دائماً (نظرت له بعتاب على كلماته ومطت شفتيها.. فابتسم بحب وقال وهو يأكلها بعينيه) بس بعشق جنانك ده… وحشتيني ياجي جي… ثم جذبها إلى أحضانه التي استسلمت له هي الأخري وكأنها وجدت أمانها ومأمنها…. 
يتبع..
لقراءة الفصل الثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!