Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام صادق

  رواية لمن القرار الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام صادق

السعاده كانت تملئ فؤادها وهي تري نظرات الرضى فوق ملامحهم بعدما أنهوا وجبتهم ، توردت وجنتيها وأخذت تفرك يديها تستمع لمديحهم نحو كل شئ تم تقديمه… تناست وجوده بل أجبرت عقلها أن يتناسي ويُفكر فقط في نجاحها.. وإنها لم تعد فتون الخادمة التي كان يبرحها زوجها ضربًا بل هي اليوم إمرأه مستقله لديها مطعم وزبائن يمدحون فيها وعقود مع شركات من أجل تحضير الطعام وقريباً كما يخبرها أحمس وجنات أن مطعمها سيصبح ذات سيط وله زبائنه. 
رمق سعادتها تلك وعينيه اخذت تلمع بوميض عجيب وقلبه بدء يخفق بقوة.. أراد أن يجتذبها من بينهم يضمها إليه بشوق يخبرها إنها الوحيدة التي ظلت في قلبه ولم ينساها يومًا…قاوم شعوره يخبر قلبه أن يتمهل ف دقائق والمطعم سيكون خالي إلا بهما وسيخبرها كما إشتاق إليها 
ودعت الزبائن وانتظرته أن يتحرك من أمامها ولكنه ظل جامد في مكانه ينظر إليها… اشاحت عينيها بعيداً فقد اكتفت اليوم من تحمل رؤيته وتلك الذكرى التي عادت تقتحم عقلها 
– خلاص هنقفل المطعم يا فندم 
وفي سرعة لا تعرف كيف حدث هذا كان يغلق هو المطعم عليهما بعدما اطمئن من إنصراف السيارات وخلو الشارع من الماره 
اتسعت مقلتيها تنظر إليه مذعورة بعدما أدركت ما حدث ووقعت عينيها نحو الباب المغلق 
– أنت بتعمل إيه 
تراجعت للخلف مع إقتراب خطواته منها 
– عايز اتكلم معاكي يا فتون 
– أنا معرفكش عشان أتكلم معاك… اتفضل امشي بدل ما اصرخ 
تجمدت ملامحه وقد وغزه قلبه من شدة خوفها منه 
– بقيتي تخافي مني يا فتون… لدرجادي 
التفت حولها صارخه تهتف باسم أحمس رغم علمها إنه غادر ليجلب شئ 
– أحمس.. أحمس 
واندفعت بعدها نحو الزاوية الخاصة بالمطبخ تبحث عن شئ تدافع به عن حالها… تخشب جسدها وهي تشعر بذراعيه حولها 
– اهدي يا فتون… صدقيني مش هعملك حاجة… اديني فرصه بس نتكلم 
– مش عايزه اتلكم معاك مش عايزه اتكلم معاك 
دفعته عنها فتراجع للخلف ومازال عقله لا يُصدق أن فتون الصغيرة لم تعد تراه كما كانت تراه من قبل… لقد سقط القناع وانتهت حكاية الشاطر حسن 
– انت وحش… راجل مغتصب 
والليله بأدق تفاصيلها ها هي تقتحم ذاكرتها .. قبلاته المغتصبة، أنفاسه، صوت تمزق ثوبها..
 تحركت يديها نحو جسدها تضمه بذراعيها لعلها تحميه 
– مش هتلمسني تاني… مش هتلمسني تاني.. أنت مش الشاطر حسن… أنت زيهم… زي حسن و زي مسعد 
وعلى ذكرى أولئك.. تحجرت عينيه فحاول نفض شعور الغضب داخله 
– اهدي يا فتون.. هعمل اللي أنتي عايزاه وهمشي.. بس اهدي الأول.. مش هظهر في حياتك تاني لو ده هيكون أفضل ليكي.. صدقيني أنتي اخر حد ممكن افكر أوجعه
وسواد الليل تلك الليله يبتلعه في ظلمته… أنفاسها الهائجه مع ركضها وتلك الدماء التي تسيل من قدميها
اقترب منها قلقًا يهتف بلوعة وألم 
– سليم القديم مات صدقيني… أديني فرصه اكفر على اللي عملته فيكي 
إنهارت أسفل قدميه تكتم صوت شهقاتها ثم أخذت تدلك ذراعيها لعلها تعطي جسدها الدفئ من تلك البرودة 
– متعملش فيا حاجة… متعملش فيا حاجة.. أنا معملتش حاجة
إنحدرت دمعة فوق خده سرعان ما ازالها ينظر إلى هيئتها.. يعلم تماما إنها تصارع تلك الليله، تصارع دنائته.. طفله لم تتجاوز عمر السابعة عشر جعلها تعيش لحظات فوق قدرتها بل وطردها في تلك الليلة المظلمة شديدة البروده بملابس ممزقة.. نعم هو اتبعها بعدما لم يتحمل قلبه أذاها ولكن بعد فوات الأوان بعد أن ضاعت فرصته
إنحني صوبها يُحاول إنتشالها من فوق الأرضية وضمِها إليه  
– مش هأذيكي يا فتون صدقيني… أنا أسف.. الغضب كان عاميني ساعتها.. معرفتش احارب شيطاني.. كنت عايزك بأي طريقه مهما كانت 
– أبعد عني… أبعد عني
جمدته عبارتها أكثر فدفعته بيديها فتهاوي للخلف بعدما فقد السيطرة على جسده بسبب وضيعته تلك.. تحكمت في نوبة فزعها ونهضت تجذب إحدى الزجاجات تدفعها فوق رأسه غفلة 
فاقت من صدمتها وهي ترى الدماء تغرق رأسه ثم إنبطاحة فوق الارضيه.. 
نظر ت إليه في ذعر وانكمشت على حالها نحو الجدار لا تستوعب ماذا فعلت.. ارتجفت يديها وقد وضعتهما فوق شفتيها ومازالت الصدمة والضياع تحتل عيناها 
حاول أن يرفع رأسه لعله يطمئنها وقاوم شعوره 
– متخافيش يا فتون 
وسقط بعدها في دوامة الظلام… فجحظت عينيها تنفض رأسها مما هي عليه وتستوعب تلك الكارثة التي فعلتها 
– سليييم 
…………..
طالعها سائقه بهيئتها الفزعة فأثارت ريبته… حدق بها وبإلتفافها حول نفسها ثم هرولتها وتركها للمطعم دون غلقه.. ترجل من سيارته وعبر الطريق بخطوات سريعه واندفع نحو الداخل بعدما شعر بوجود خطب ما.. فأين هو رب عمله
التف حول نفسه يبحث عنه بعينيه ويهتف باسمه 
– سليم بيه.. سليم بيه 
تجمد جسده بعد سماع أنين خافت وسرعان ما فاق من جموده يلتف ثانية حول نفسه وصوت الأنين ينخفض حتى تلاشي 
توقف مصعوقًا من رؤية سيده غارق في دماءه.. إنحني صوبه يُناديه بفزع 
– سليم بيه
…….. 
تأوه سليم بقوة بعدما أنتهي رسلان من تقطيب جرحه 
– خلاص خلصت 
– بلاش ضحكتك ديه يا رسلان 
زجره سليم بعينيه بنظرة قاتله بعدما رأي نظرته نحوه 
– رسلان 
لم يتحمل رسلان هيئته فصدحت ضحكته يضع أدوات التعقيم جانبًا 
– اعملك إيه جيلي مضروب لا ومن واحده ست كمان… سليم النجار في عمره ده اضرب من ست
واردف مازحًا 
– يا مراهق 
ولكن علقت عينين رسلان به عندما تذكر شئ ما وذلك الاسم الذي كان يهتف به لسائقه ويخبره ببعض الأوامر في تنفيذها 
– فتون ظهرت في حياتك من تاني 
اشاح سليم عينيه يُحاول النهوض من فوق الفراش الطبي في عيادة صديقه 
– ليه اخدت الخطوه ديه بسرعه كده يا سليم 
رمقه ساخرًا وقد عاد الألم يحتل رأسه بقوة بعد نهوضه 
– هضيع اد إيه من عمري تاني يا رسلان
– مش قصدي يا سليم.. بس أنت لسا مطلق شهيره وطالع من صدمه 
تجهمت ملامحه وهو يردد عبارة صديقه مستنكرًا 
– صدمه!!.. أنا تجوزت شهيرة يا رسلان عشان بنتي.. تعرف أنا كنت خايف أظلم شهيرة… بس في الاخر اكتشفت إنى مظلمتش غير بنتي ونفسي.. وعشان نفسي  هتجوز فتون.. لأن راحتي وسعادتي مع فتون..  زمان قولت لنفسي هتجوز خدامه لا وكمان مرات السواق بتاعي… ضيعتها مني وعمري في يوم ما نسيتها 
وخفق قلبه بحنين يتحسس جرحه الذي يؤلمه
– عمر قلبي ما دق لست لغيرها… أنا خايف أظلمها في العالم بتاعي لكن مش قادر ولا قدر اتنازل عنها… فتون ليا مهما حصل 
طالع رسلان إصراره وقد تلاشي مزاحه الذي يُجاهد في رسمه حتى يعود لحياته القديمه 
– عرضت على ملك نتجوز 
واردف متهكماً 
– عشان تربى ولادي 
حدق سليم به لا يستوعب لقاءه بملك بل ومجيئها إليه 
– ملك 
…………..
” طول عمرك بتضحي”
 ابتسامة ساخرة ارتسمت فوق شفتيها عندما عادت عبارته تقتحم عقلها … رسلان يعرض عليه الزواج بطريقة أخرى.. بطريقة اعتادوا عليها منها  حتى ظنوا إنها ستظل هي من تعطي وحدها، دارت حول نفسها وشعور قوي يمتلكها.. الماضي عاد يقتحم حصونها… عبارات ناهد عادت تغرز السكين بقلبها، والدها الذي ظلمها وظلم والدتها بسبب ضعفه وحبه لناهد.. تقبل أن تظل لقيطه في أعينهم وهي أبنته من دماءه
انسابت دموعها وتهاوت بجسدها فوق الفراش.. وشعور القهر يدمي قلبها وهي تتذكر حكاية والدتها وقد أخبرها بها محامي والدها بعدما اعطي لها ذلك الخطاب الذي يخبرها فيه بكل شئ وعن حكايته بوالدتها 
” امل تلك الجارة البسيطة التي توفي والديها وتركوها في رعاية جارتهم الطيبة.. تزوجها عبدالله من أجل إرضاء والدته ولن ينكر إنه أحبها يومًا ولكن حب ناهد كان مختلف… حب جعله يلقي بإبنته في الطرقات حتى ينتشلها هو وناهد ويكون الأمر مصادفة فتتعاطف ناهد ويُربي هو إبنته دون جرحها وخسارتها والماضي يُدفن في بئر عميق كما يُدفن الكثير “
– مش هخليهم يخلوني ابقى شبهك يا ماما.. مش هكون أمل تانيه بتضحي وبس عشان الناس.. ولاد مها هاخدهم اربيهم عندي مش هسيبهم ليهم يعملوا فيهم زي ما عملوا فيا 
مسحت دموعها تنظر نحو حقيبتها تلتقط هاتفها لعلها تجد جسار قد هاتفها وتعرف متى ستكون عودته من رحلة عمله التي أخبرها بها… طالعت شاشة الهاتف متجهمة تزفر أنفاسها وتلقي بالهاتف جانبًا 
– مش معقول يا جسار تكون شايف رقمي ومتفكرش تكلمني يا ترى فيك إيه 
………..
كان غارق في لذته وسعادته معها… تعطيه ما تعلم إنه يُريده وتسحبه ناحيتها بدهاء.. ترخي الحبل وتسحبه قليلا وها هي اللعبة تسير.. لم تجعله يُجيب على إتصالها بل جرته نحوها تغرقه في لذة المتعة 
أخذها في جولة عشق كان صادق هو بها لكن هي لا تُريد إلا الوصول لماله وطرد غريمتها 
التقط هاتفه بعدما أنهى إستحمامه حتى يُهاتفها ولكنها كانت اسرع منه في جذبه منه تنظر إليه بوداعة 
– لا يا جسار مافيش تليفونات… ده شهر العسل بتاعنا يعني انت ليا وبس 
وسرعان ما طوقت عنقه بكفيها تجذبه نحوها بغنج 
– تليفون واحد بس يا جيهان… اطمن على الشغل واشوف ملك 
– لاا 
وكلمة لا كانت تعطيه من سكاكرها حتى يرضى ويلين… ابتعدت عنه بأنفاس لاهثه تسبل جفنيها
– جسار أنت الايام ديه ليا وبس… لما نرجع مصر موافقه شغلك يشاركني فيك 
قالتها بمراوغه وبضحكة لعوبة ظنها براءه صادقة 
– و ملك يا جيهان اوعي تنسى ملك أمانه في رقبتي وليها جميل ف رقبتي.. ملك هي اللي وقفت جانبي عشان اتخطى ازمه علاجي 
ابتعدت عنه بعدما تجهمت ملامحها وتلاشي ظفرها 
– مقولتش حاجه يا جسار.. بس حاول تفهمني مش لازم قدامي كل شويه ملك
وعادت إليها بعدما رسمت وداعتها التي تُجيدها
– أنا بحبك اوي يا جسار وبغير عليك جدا افهمني 
ابتسم إليها وقد استطاعت أن تنسيه مهاتفة غريمتها 
– عايزه أخرج يا جسار… مش فاضل لينا غير يومين 
انحني نحوها يلثم خدها ثم قضمه مما جعلها تدفعه ضاحكه فضحك هو الأخر. 
تجولوا في كل أنحاء  فينيسيا في سعاده.. ألتقطت الصور إليهما في كل الأوضاع والأماكن تعلقت عينيها به بعدما غفا جوارها.. التقطت هاتفها تنظر نحو الصور وقد علت فوق شفتيها إبتسامة واسعة وهي تضغط على زر الإرسال ورأت مهمتها قد تمت
………..
رمقتها جنات بقلة حيلة واقتربت منها تجلس جوارها وتزفر أنفاسها بتنهيدة قوية
– لو كان عايز يبلغ عنك… كان بلغ من ليلتها يا فتون… والمفروض هو اللي يخاف مش أنتي
– هو مات يا جنات
ضحكت جنات رغمًا عنها
– لو كان مات… كان زمانك ف السجن دلوقتي.. ويا ستي بما إني موظفه عنده فأحب اطمنك السيد سليم زي الفل
تعلقت عينيها بجنات وعادت تنظر نحو الفراغ أمامها
– هو عايز مني إيه يا جنات
– عايزك يا فتون… سليم النجار عايزك ومتوقعش هيسيبك
ارتجف جسدها وقد عادت عيناها تتعلق بعينين جنات 
– والله أعلم عايزك زوجة ولا مجرد نزوة بعد ما طلق مراته
تركتها جنات بعدما القت عليها عبارتها… فارتجفت عينيها في صمت ونهضت من فوق فراشها تلتقط ثوبها 
طالعتها جنات وهي تغادر الغرفة وقد أرتدت ملابس أخرى 
– أنتي خارجه 
– رايحه افتح المطعم… كفايه خوف لحد كده 
ضمتها جنات إليها تهمس بأذنها بأخر شئ توقعته منها 
– فتون أنا بحاول أكرهك في سليم النجار عشان عارفه إن لسا جواكي مشاعر ليه 
انتفض جسدها وقد صعقت من عبارتها فابتعدت عن ذراعين تنظر إليها برجفة 
– سليم النجار زي رجاله كتير.. سليم النجار زي حسن يا فتون 
……….. 
– البنت رجعت فتحت المطعم يا هانم… ايوة يا هانم هي اللي ضربت الباشا ليلتها.. 
استمعت شهيرة لعبارات أحد رجالها وقد وكلته في مراقبة “فتون” تلك التى علمت بوجودها مؤخرًا… ارتسم الجمود فوق ملامحها تلتقط القلم وتطرق به فوق سطح مكتبها 
دلف حامد مكتبها ينظر إليها بنظرة شاملة ثم ابتسم وهو يراها هكذا 
– مخليه حد من الرجاله يراقبلك الخدامه .. لو عايزه في تكه انسفها انسفهالك يا شهيرة.. هو أنا عندي اغلى منك 
تجهمت ملامحها تنظر إليه ترى الشماته في عينيه.. قبضت فوق القلم بقوة ونهضت مقتربة منه وكرهها يزداد نحوه
– نفسي أعرف امتى هتكون إنسان طبيعي يا حامد
تعالت السخرية فوق شفتيه يستنكر حديثها
– شيفاني مجنون يا شهيره… ومش شايفه طليقك مجنون لما حب خدامه مرات السواق بتاعه… وانتي استختر فيكي الحب واتجوزك عشان بنته 
تجمدت عينيها بقسوة والتقطت علبة سجائرها تشعل واحده…. رمقها بإنتشاء وهو يري حالتها 
– بس ابن النجار رمرام عامل زي عمته.. حب خدامه ومش بعيد يتجوزها بعدك عشان تربى بنتك 
– كفايه يا حامد… كفايه 
اتسعت ابتسامته يشاهد إنهيارها.. فنهض عن مقعده ضاحكًا.. غادر غرفة مكتبها بعدما أثار غيرتها وكيدها.. إنهارت فوق مقعدها تسحب أنفاس سيجارتها.. علقت عينيها بمنفضة السجائر الممتلئة تزفر أنفاسها وتدس سيجارة أخرى بين شفتيها 
هدأت وتيرة غضبها والتقطت هاتفها وقبل ان تضغط على زر الإتصال وتهاتف الرجل الذي يخبرها عن كل شئ… جاءها إتصال منه يضيف لها ما أشعل غيرتها 
– سليم بيه واقف بعربيته قدام المطعم يا هانم 
…………. 
تحجرت عينيها وهي تنظر إليهما بعدما التقطت اذنيها أحاديث الموظفين عن عودت رئيسهم وعروسه وكيف تبدو السعادة على وجهه 
– مش تقوليلنا مبروك يا ملك 
هتفت بها جيهان التي نهضت عن سطح المكتب بعدما كانت تجلس أمام جسار تداعب ازرار قميصه بأناملها 
– جسار أنت اتجوزت 
تنحنح جسار حرجًا ونهض عن مقعده دون أن يجعل عيناه تلتقي بعينيها 
– سألت عنك أول ما وصلت قالولي إنك عند المحامي… في حاجه في الشركة ولا إيه 
– كنت عايزة أنسحب من المجموعه يا جسار وابيع الأسهم 
تجمدت عينين جسار عليها يردد عبارتها 
– تبيعي الأسهم 
أطرقت عينيها تخفي دموعها التي لا تعرف سببها 
– ايوة يا جسار… أنا هسيب اسكندريه وارجع القاهره هفتح مشروع هناك 
والصدمات كانت تتوالى عليه..انصرفت من أمامه وقد تحررت دموعها أخيرًا… لقد ظنت أن الصور التي بعثتها إليها جيهان مجرد علاقة عبارة كي تكيدها ولكن الحقيقه قد اتضحت.. جسار تزوج جيهان وهي لا مكانه لها بعد اليوم 
تحركت بصعوبة نحو الخارج تحت نظرات البعض… فهتف المحامي بها 
– أنا جهزت الأوراق يا مدام ملك… ومن بكره نرفع القضيه هي قضية حضانتك للأولاد صعبه لكن… 
– معدش ليها لازمه يا استاذ شوكت 
تركته مذهولا يقطب حاجبيه من هيئتها وحديثها .. وشئ واحد كانت تردده 
– حتى جسار ضاع يا ملك 
……….. 
تعلقت عينيها بتلك الفاتنة التي دلفت مطعمها… فتحرك أحمس نحوها مرحبًا يسألها عما تريد وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه واسعه 
– افندم يا هانم 
تلاشته المرأة واقتربت من فتون التي وقفت مبهورة من أناقتها وجمالها 
– سمعت عن أكلك إنه يجنن
اجابتها فتون سريعا بعدما أزالت عنها مريول المطبخ 
– اتفضلي يا فندم… محتاجه إيه تجهيز لعيد ميلاد ولا أكل منزلي 
ابتسمت المرأة ومدَّت يدها نحو خصلاتها ترتبهما 
– لا عيد ميلاد إيه… أنا محتجاكي في حفله كبيره…
واردفت بعدما لم تجد إجابه 
– قدها ولا أشوف غيرك 
– لا ياهانم إحنا قدها طبعا 
لفظ أحمس عبارته سريعا وقد تعلقت عينيه نحو فتون يومئ لها برأسه بالموافقه
– شكلنا كده هنتقف… ها يا فتون 
شعور اسحتوذ قلبها، شعور خوف لا تعرف سببه ولكن الشعور قد تلاشي وهي تري المبلغ الذي قدمته المرأة كعربون لهم 
غادرت المرأة المطعم بعدما أدت مهمتها وقد تم الإتفاق على كل شئ.. صعدت سيارتها ورفعت هاتفها تنظر نحو واجهة المطعم تتمتم للطرف الأخر 
– كل حاجه تمت يا هانم 
يتبع..
لقراءة الفصل الثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!