Uncategorized

رواية جحيم الفارس الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ايمان محمود

   رواية جحيم الفارس الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ايمان محمود

تجمع الجميع في مركز الشرطة بعد فترة ليجلس “فارس” بتهالك وقد آلمه جرحه بقوة ، التقط أنفاسه بعنف في حين ربت “محسن” علي كتفه بمساندة ، لقد أحيلت “زينة” للتحقيق ومعها “سلمي” وبقي الجميع في الخارج لا يعرفون ماذا سيفعلون في تلك المصيبة ، نظر “فارس ” لرفيقه ليهتف بألم:
-محسن هو سعيد فين؟
-في العمليات ، بيقولو حالته حرجة جدا ، الرصاصة جت في مكان حساس وخايفين يتدخلو بطريقة غلط يتشل او يموت
أرجع رأسه الي الخلف بيأس ، لقد ظن ان الحياة ستبتسم له لكن كيف للقدر أن يتركهما يهنئان قليلا دون تعكير حياتهما؟..
أسند يده مكان جرحه قبل أن يهتف لـ”محسن” الذي جلس يراقبه بحزن:
-عايز اي مسكن ، اتصرف هاتلي اي حاجة
استقام سريعا ليخرج متوجها الي اقرب صيدلية تاركا “فارس” يحاول تحليل ما حدث والتفكير في حل ما!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في منزل “عزت”..
انقبض صدر “عزت” حالما أنهي اتصاله مع ذلك الشرطي الذي أراد منه التوجه للمشفي لرؤية ابنه ، لم تمر دقائق وكان بعدهم يهرع للخارج ومن خلفه ابنته التي أصرت علي اللحاق به لرؤية أخيها..
وصلو بعد نصف ساعة تقريبا لينهار “عزت” حالما علم من أحد رجال الشركة ما حدث ، راقب حركة الأطباء المتوترة بانهيار ليتفاجأ بعد مدة بأحد الأطباء يقف أمامه يسأله بجدية:
-انت والد الحالة اللي جوا؟
هز رأسه بإيجاب ليهتف الطبيب سريعا:
-ابنك بياخد مخدرات من امتي ؟
اتسعت عينا “عزت” بصدمة ، هل من المعقول ان يكون ابنه مدمن؟!..
تولت “بسمة” الإجابة تلك المرة لتهتف بجمود:
-بقاله سنة ونص يا دكتور
همهم الطبيب بصمت وتوجه من جديد للداخل في حين التفت ” عزت ” بعنف لابنته ليصرخ عليها:
-اخوكي مدمن؟؟.. مدمن وانتي عارفة يا بسمة؟.. خبيتي عليا ليه هااا خبيتي عليا ليييه؟!
لم تتحمل اتهامه فصرخت قبالته بعنف:
-عشان هو ميستحقش يعيش ، طول عمره راعبني منه ، انا خفت اقولك ييجي يضربني ولا يعمل فيا زي ما كان بيعمل في زينة ، انت عارف كان بيعمل فيها ايه؟ ، زينة اللي رميتها لفارس عشان شفتها متستحقش تتجوز الحيوان ابنك انت عارف كان بيعمل فيها ايه؟ ، دا كان ما بيصدق يلاقيك مش موجود وبيروح يطلع غله فيها ، وعايزني اجي اقولك؟ عايزه يقتلني؟.. واقول ليه ما يغور في داهية.. عارف انا هفرح لو مات ، اهو هنخلص من قرفه
انتهت صارخة بقوة لينظر لها “عزت” بذهول ، كيف حملت كل ذلك البغض تجاه أخيها؟.. بل كيف سمح لنفسه بصرف النظر عن أفعال ولده والتي كان يعلم بمعظمها؟.. كان يعلم بتصرقاته الهوجاء مع “زينة” فكيف لم يتخذ ردة فعل ضده؟.. كيف تجاهل ما حدث بتلك البساطة؟..
جلس عاجزا عن الرد ليضع رأسه بين كفيه بألم في حين تركته “بسمة” وتوجهت الي خارج المشفي بأكملها..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
بعد ساعات مرت ببطء علي الجميع..
مرر “فارس” أنظاره فوق زوجته بلهفة ، لقد تحفظوا عليها الي حين الأخذ بأقوال “سعيد” فور استقرار حالته الطبية وبفضل معارف “فارس” سمح له أحد الشرطيين بالبقاء معها داخل تلك الزنزانة المنفردة التي جلست بها ، ضمها اليه ليهمس بلوعة:
-يا زينة اتكلمي عشان خاطري.. قولي اي حاجة 
شخصت أبصارها أمامها لا تبدي اي ردة فاعل تجاه ما يحدث..
-كل حاجة هتبقي كويسة ، صدقيني هتطلعي من هنا وكل حاجة هتبقي تمام 
دفنت وجهها بصدره قبل ان تهمس بصوت مبحوح:
-فارس.. متسينيش
-انا جنبك.. مش هسيبك ابدا
همس وعقله يعمل في اتجاه آخر ، لا يمكن أن يسمح لها بالبقاء هنا ، كرر حديثه بهمس محاولا بثها الطمأنينة من كونها ستخرج من هذه القضية دون ان تُسجن كما تخشي..
……
تحرك “فارس” بتعب ليجلس علي أحد الكراسي بإرهاق ، بقد زار المركز أحد كبار رجال الشرطة مما اضطره لترك زوجته الداخل ، احترق قلبه بغضب وهو يري بعض الرجال يتوجهون الي زنزانتها وقد بدا أنهم سيعيدون استجوابها من جديد ، سمع شهقات والدته تتعالي قبل أن تهتف بألم غير واعية لما تقوله:
-يارب احفظها يارب ، يارب تطلع منها سليمة هي وحفيدي
التفت لها “فارس” بعنف ليهتف بصدمة:
-حفيدك؟
…….
تحرك “فارس” حول نفسه بعنف ، لقد مرت دقائق قليلة خرج من بعدهم اولئك الرجال من عند زوجته لكن معرفته بكونها حامل أقلق صدره ، حاول “محسن” تحذيره ومساعدته علي الجلوس كي لا يتضرر جرحه لكنه هب صارخا:
-بقي مراتي حامل ومتقلوليش؟ كنتو مستنيين ايه عشان تقولولي هااا؟
توتر “محسن” قبل ان يهتف بتلعثم:
-يا فارس احنا عرفنا لما انت اتصبت وكل حاجة حصلت بسرعة وبعدين احنا كنا خايفين عليك لتعمل زي دلوقتي وتطربق الدني
ا وتئذي نفسك 
-وهو انا المفروض اسكت وانا شايفها مرمية في الحبس زي المجرمين؟
صرخ “فارس” بعنف فتحدث “خالد” تلك المرة :
-اكيد مش هياخدو حكم ، هو اللي اتعدي عليهم والاتنين اتضربو وباين كدا عليهم 
تنهد “محسن” قبل ان يهتف باسف:
-ان شاء الله يبان انه دفاع عن النفس ، انتو بس ادعو ان سعيد ميموتش بدل ما الدنيا تتعقد
اعتصر الاثنان جفناهما بقوة ، لا يصدقان أنهما والآن سيدعوان لحياة ذلك اللعين الذي أذي كل منهما في محبوبته ، فقط اللعنة علي هذه الدنيا القاسية..! 
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
جلست “بسمة” علي ذلك (الرصيف) لتنهمر دموعها بقوة ، يؤلمها قلبها علي إصابة أخيها لكنها في قرارة نفسها تعلم أنه يستحق ، حاولت السيطرة علي نفسها لتصرخ فجأة عندما تحدث أحدهم بجانب أذنها:
-بقي ينفع القمر دا يبكي
انتفضت بعيدا لتهتف بحدة وهي تشير بسبابتها نحو ذلك الشاب الذي ظهر فجأة:
-ابعد عني يا جدع انت بدل ما اصوت والم عليك الحتة
غمز لها بشقاوة ليتحدث بمرح:
-صوتي وانا هقولهم جوزها يا ناس
-انت مجنون؟
-مجنون بيكي
هتف بهيام فابتعدت عنه بحذر لتتركه وتهرول الي المنزل وقد رات انه مجنون حقا ، في حين سرح هو في خيالها ولا زالت الابتسامة الحالمة عالقة علي شفتيه ، كم يعشقها بحق ، علي الرغم من تعرضه للرفض في كل مرة يذهب بها لخطبتها بسبب كونه يتيم ووحيد الا ان هذا لا يُنقص من مقدار عشقه لها شيئا!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
دلف “محسن” الي منزله ببطء ، لقد جاء بعد إصرار “درية” عليه لكي يذهب ويطمئن علي زوجته التي تركها وحدها في المنزل ، وعلي الرغم من عدم رغبته بترك رفيقه في ذلك الوقت الا انه استجاب لها وتوجه للمنزل بعد فترة طويلة من إصرارها..
دلف الي غرفته ليعض علي شفتيه بندم وهو يري “ليلي” تتكور حول نفسها وقد ارتدت احد قمصانه فوق ملابسها ، يعلم أنها لا تفعل هذا سوي عندما تفتقده فقد كانت هذه عادتها سابقا ، اقترب منها متسللا ليستلقي خلفها جاذبا اياها نحو جسده ، استقاقت بذعر ليهمس لها بخفوت:
-دا انا يا ليلي
التفتت له لتتعلق بعنقه هاتفة باشتياق:
-وحشتني
-وانتي كمان
اندفعت تقبله بلهفة ليبتسم بخفة علي اندفاعها هذا ، ابتعدت لتهتف بحب:
-وحشتني اوي 
-انتي اكتر ، انتي عاملة ايه دلوقتي ، كلتي؟
اومأت قبل ان تهتف بتردد:
-محسن
-اممم
همس بينما يمرر أنظاره فوق ملامحها بحب جارف لتتحدث هي ببطء محاولة استشفاف ردة فعله:
-هتعمل ايه لو حملت منك؟
ضحك ليهتف بمزاح:
-وفيها ايه يعني ما تحملي ، انتي مراتي يا بت هو انا شاقطك؟
-طب انا حامل
هتفت سريعا لينتفض هاتفا بصدمة:
-نعاااااام؟
اعتدلت لتهتف بتوتر:
-في ايه يا محسن؟
-انتي ايه!
-حاامل
-من مين؟
نظرت له بصدمة لتصرخ:
-من امي يا محسن ، حامل من امي
-بتكلم بجد من مين ، مني انا؟
-اومال من عم محمد البواب؟!
نظر لها لثواني قبل أن يهتف وهو يثبت أنظاره علي معدتها:
-يعني انتي حامل.. مني
ضربت جبتها بكفها قبل ان تهمس موبخة نفسها:
-انا استاهل الحرق اني قلتله اصلا
تصنعت الابتسام لتتحدث بهدوء مصطنع:
-ايوا يا حبيبي .. انا حامل.. ومنك
ثانية.. اثنتان وقفز يصرخ في انحاء الغرفة يهتف بحماس:
-هبقي بابا ، هبقي بابااااا
ذُهلت ولكنها سرعان ما ضحكت ببلاهة علي ردة فعله الخرقاء ، توجه اليها ليحملها سريعا ليدور بها لعدة مرات وفجاة ، وضعها ارضا ليبتعد خطوتان ليهمس بتأنيب لنفسه قبل ان يكون لها:
-انا ازاي فرحان ومرات صاحبي في الحبس ، لا ، مينفعش
تفهمت مشاعره الثائره فاقتربت منه بهدوء لتضمه الي صدرها هامسة بتفهم:
-هتطلع وكل حاجة هتبقي كويسة
ضمها وقهقه بعدم تصديق لذلك الخبر المفاجئ ، دفن وجهه في عنقها ليهتف بحب:
-انا بحبك اوي
-وانا بعشقك
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في اليوم التالي..
استفاق “سعيد” لينظر حوله بتيه ، لا يشعر بجسده وهذا في حد ذاته يشعره بالغرابة ، حاول الحديث لكنه صدم بوالده يهتف بقسوة:
-انت حاولت تتعدي علي بت عمك يا سعيد؟
كان مشوشا لكنه ميز ما قاله والده فتثاقلت أنفاسه عندما حاول الحديث ، دلفت في ذلك الحين احدي الممرضات لتخرج سريعا تخبر الطبيب بانه أفاق حالما رأته يفتح عيناه ، خلال ثواني كانت الغرفة قد عجت ببعض الأطباء الذي اتو للاطمئنان علي جرحه وللتأكد من أنه لم يصب بشكل او بآخر بشلل ما..
خرج “عزت” ينتظر في الخارج تاركا الأطباء ينهون عملهم ليتفاجأ بـ”عمر” يقف خارجا وعلي وجهه تلك الابتسامة البلهاء ، كان يعرفه جيدا فهو ذلك الشاب الذي رفضه لما يقارب السبع مرات لمجرد انه يتيم ، اشاح بانظاره عنه ليهتف “عمر ” سريعا:
-سعيد كويس يا عمي؟ انا سمعت باللي حصل
تنهد “عزت” بقوة قبل ان يهتف بحزن دفين:
-لسة هنشوف
خرج الأطباء وتوجه أحدهم الي “عزت” ليهتف بأسف بعد ثواني مرت من الصمت القاتل:
-الحالة لما جت امبارح كان بالفعل حد حاول يحركه ودا خلي الرصاصة تتحرك من مكانها شوية لكن للاسف دا اثر علي …
قاطعه “عزت” بعدم فهم:
-يابني انا مبفهمش الكلام دا ، قولي ابني في ايه!
-للاسف يا حج.. ابنك رجليه اتشلت
شهقت “بسمة” بذعر من خلفهم والتي كانت قد اتت لتري أخيها ، فمهما حدث هو يظل أخيها ، لتصرخ بانهيار حالما أنهي الطبيب حديثه..
تدخل “عمر” هاتفا:
-طب ودا مش بيتعالج يا دكتور؟
-ممكن مع الوقت والعلاج الطبيعي و… اهلا بسيادة الرائد
-المريض فاق؟
سأل ذلك الشرطي بلهجة رسمية فرد الطبيب سريعا:
-ايوا يا فندم ، للاسف اصابته كانت وحشة وقريبة جدا من العمود الفقري ومع حركته الرصاصة اتحركت ودا ادي لشلل اطرافه
-هينفع استجوبه؟
سأل بجدية فرد الطبيب سريعا:
-ممكن لما يفوق تماما يا فندم.. بعد اذنك
انصرف الطبيب ومن خلفه الرائد بعدما أعطي أوامره لأحد العساكر بمراقبة تلك الغرفة وعدم التحرك من أمامها مهما حدث..
……
وقفت “بسمة” في ركن الغرفة تبكي بانهيار علي شقيقها الذي بدأ بسرد ما فعله علي والده ، لقد اعترف سريعا واقر بأنه حقا كان ينوي بـ”زينة” و “سلمي” شرا وهذا جعل “عزت” يراقبه بصدمة لا يدري كيف ربي هذا الذئب!..
انتهي “سعيد” من سرد ما بجعبته ليهتف “عزت” فجاة:
-اعترف بكل دا
نظرت له “بسمة” بصدمة لا تصدق انه سيسلم اخيها للمحاكمة بهذه السهولة لكن “عزت” تحدث من جديد هاتفا بألم:
-انا غلطت من الاول لما سيبتك تتصرف زي منتا عايز ودا عقابك ، ربنا عاقبك وعشان حد حركك من مكانك الدكتور بيقول ان رجليك اتشلت ، واديك هتتعاقب تاني لو مكنش عشان المخدرات اللي شربتها من ورايا فهيكون بسبب اعترافي عليك يا سعيد ، انت أذيتها ومن قبلها اذيت سلمي لما اتجوزتها وكنت مدوقها المُر و كل يوم تصبحها بعلقة وتمسيها بعلقة ، بوظت كل حاجة بايدك ولو مصلحتش الدنيا واعترفت.. انا هصلح اللي انت بوظته وانت عارف اني مش برمي كلام وخلاص يا سعيد
انهي كلامه ليخرج سريعا تاركا ابنه يفكر في حديث والده ليتنهد يثقل قبل ان يغمض عينيه بارهاق ، في حين ظلت “بسمة” واقفة مكانها تراقب ما حدث باعين دامعة ، خرجت من بعدها الي الخارج لتتفاجأ بوالدها يقف الي جانب ذلك الشاب من ذاك اليوم الغريب ، حاولت الحديث لكن قاطعها والدها:
-بسمة دا عمر.. طالب ايدك يا بنتي ، وانا موافق
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
استطاع “فارس” الدخول لزوجته من جديد ليبقي بجانبها في حين توجهت “درية” لمساندة “سلمي” التي لم تعلم والدتها حتي الان بما حدث فهي لم تعد من سفرها بعد ولم يخبرها احد أملا منهم ان تنتهي هذه القضية قبل مجيئها..
ضم “فارس” “زينة” برفق لبهمس في أذنها بهدوء:
-وحشتيني
التمعت الدموع بعينيها لتضع يدها بتلقائية علي جرحه هامسة بألم:
-جنبك بيوجعك صح؟.. انا السبب
انهمرت دموعها ليتنهد بقوة ، أعصابها مرهقة بشدة وهذا يجعلها تلوم نفسها علي أي شئ يحدث ، لدرجة أنه لن يتفاجأ إن لامت نفسها علي تواجد احد المجرمين في الحبس..
لانت ملامحه سريعا وهو يمسح وجهها بكفيه ليثبت وجهها بلطف هامسا أمام شفتيها بحنان:
-يا حبيبتي انتي ملكيش ذنب في حاجة ، اللي حصل دا مكنش بارادتك وانتي ملكيش ذنب فيه ، ارجوكي اهدي عشان البيبي
-انا عايزة توأم
ابتسم ليهمس بحب:
-كل اللي يجيبه ربنا كويس
-هسميه مالك
-وماله
وضعت رأسها علي صدره واستكانت لدقائق قبل أن تهمس له بلوعة:
-انا بحبك اوي
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
-امضي علي أقوالك
هتف الشرطي بقسوة ليلتقط “سعيد” القلم بصعوبة ليدون اسمه أسفل تلك الصفحة التي امتلأت بما أخبرهم به ، لقد فضّل الاعتراف بما حدث وانهاء هذا الأمر فماذا لديه ليخسر بعد؟..
خرجت الشرطة بعدما تركو عسكريا الي جانبه لحراسته حتي تستقر حالته تماما لُيُنقل الي السجن ، وما ان خرجوا حتي اندفعت “بسمة” الي الداخل ومن خلفها “عزت” والذي علي الرغم من انحناء رأسه خجلا مما فعله ابنه الا ان عينيه التمعتا بالرضا عن اعترافه ذاك..
جلست “بسمة” الي جانبه تحاول الاهتمام به في حين أغلق هو عينيه بتعب يحاول نيل قسط وفير من الراحة والتي هو علي يقين أنه لن ينالها كثيرا في الأيام القادمة ، فها هو علي أعتاب دفع ثمن كل أخطائه!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
تهللت وجوه الجميع وهم يستمعون الي إلقاء أحد الشرطيين أوامره علي احد العساكر بإخراج كلا من “زينة” و “سلمي” ، لقد تم الإفراج عنهما الي حين موعد المحاكمة بعد اعتراف “سعيد” علي نفسه..
اندفع “فاىس” نحو زوجته يعانقها بلهفة ليتاوه بخفوت ، فجرحه لا يزال يدغزه قليلا ، في حين بقت هي ساكنة جامدة لا تقوي علي الحراك..
وعلي الصعيد الآخر كان “خالد” يقف بالقرب من والده الذي احتضن “سلمي” برفق وعيناه تلتمعان بوميض تمني لو استطاعت فهمه وتسليم مفاتح قلبها له لأجله..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
بعد اربعة أيام..
جلست “ليلي” بالقرب من “محسن” وهي تركز أنظارها الي هاتفه كما يفعل ، كان يراسل أحد الأصدقاء الذي أراد استشارته في أمر ما وأرادت هي من باب الفضول لا أكثر معرفة ما يدور بينهما ، تأففت بعد فترة فهمس بتركيز:
-ثواني بس
أنهي حديثه بعد دقائق أخري ليغلق الهاتف ويلقيه بعيدا ، نظر لزوجته ليهتف بعبث:
-الجميل زعلان ليه!
اقتربت منه بدلال لتهتف بتدلل أطار عقله:
-عشان مشغول عني
جذبها اليه ليوقعها بين أحضانه ليهمس بخفوت:
-وانا أقدر أنشغل عن روحي!
-انت..
-انا بحبك
قاطعها بمشاعره الجياشة لتغمض عينيها باستسلام لسحر كلماته العاشقة والتي أمطرها بها ليذهب بها الي جنة عشقهما..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في منزل “فارس”..
تنهد “فارس ” بقوة وهو يراقب زوجته بصمت ، حالها بات يقلقه حقا ، فهي منذ الحادثة صارت لا تتحدث كثيرا واذا تحدثت همست له ببعض الكلمات الصغيرة التي ت
تضمن رجائها بعدم تركه لها ، استقام واقترب منها ليتناول الملابس التي كانت ترتبها من يدها واضعا اياهم جانبا ، أدارها اليه ليهمس لها:
-زينة اتكلمي معايا.. وحشني صوتك 
نظرت له بصمت لترفع يدها تتلمس ملامحه ، أغمض عينيه بإرهاق ولا يدري ماذا عليه أن يفعل ، قربها منه ليضمها لتتحدث هي بخفوت:
-انا خايفة
ضمها أكثر فتشبثت بقميصه بخوف ، همس لها ببعض الكلمات المطمئنة وبدون سابق إنذار انفجرت باكية ، لم تعد تتحمل ذلك الضغط ، كونها كادت تقتل إنسانا يجثم علي صدرها بقوة فيشعرها بحقارتها ودنائتها ، حتي وان كان ذلك الإنسان هو “سعيد” اللعين فهو في النهاية روح وهذا يجعلها في حالة مزرية ، لا تنفك عن تأنيب نفسها..
احتواها “فارس” بيُسر فربت علي ظهرها بحنان وقد أخذ يهمس لها ببضع كلمات لطيفة كانت كفيلة بإخماد ثورة بكائها..
استنشقت ماء أنفها بقوة ليداعبها بمرح:
-نفي في القميص نفي في القميص ، هو كدا كدا باظ
دفعته بغيظ لتهمس بتوتر:
-غلس
-بالله الغلس بيحبك
ضمت نفسها اليه ليقهقه هو علي خجلها بحب مقبلا رأسها بامتنان علي تواجدها معه والي جانبه!..
يتبع…
لقراءة الفصل الثلاثون والأخير : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
 نرشح لك أيضاً رواية حبه عنيف للكاتبة ضي القمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!