روايات

رواية الضرائر الثلاثة الفصل الرابع 4 بقلم سيلا

رواية الضرائر الثلاثة الفصل الرابع 4 بقلم سيلا

رواية الضرائر الثلاثة الجزء الرابع

رواية الضرائر الثلاثة البارت الرابع

رواية الضرائر الثلاثة الحلقة الرابعة

مرت ثمان أشهر في سلام وامان. كبرت فيه بطن افنان حتى اصبحت لاتكاد ان تحملها.. إلى أن جاء اليوم الموعود وهو يوم ولادتها..
حينها كان وضعها جد حرج فهي كما ابلغتها القابلة التي ستقوم بولادتها بعد ان كشفت عليها. انها لم تدخل في شهرها التاسع بعد .وولادتها مبكرة وقد تكون خطرا عليها وعلى صحتها. واخبرت الطاغي انها لاتريد ان تتحمل المسؤولية وعليه ان يأخذها إلى القرية المجاورة فهناك مستوصف قديم يقم بواجباته الضرورية حتى لا تكون بالاخير خسارة إحداهما. الام ام جنينها.
هنا إستشاط الطاغي غضبا وامر كعادته مهددا القابلة ان تقوم على الفور بولادة إبنه وعليه ان يخرج للدنيا وهو حي وبكامل صحته .وعندما اعلمته ان افنان ضعيفة ولاتتحمل معانات الولادة . فالطلق صعب عليها كما يرى حالها في تلك الاثناء وهي تصرخ وتتوجع من شدة الالم وكثيرا مايغشى عليها ويقومون بإفاقتها على الفور قبل ان تقتل الصغير ببطنها وهو يحاول الخروج للدنيا واوضحت له ان افنان حوضها صغير لاتستطيع ان تواصل الدفع و الصمود للنهاية حتى يخرج الجنين بالكامل كما…. لم تكمل القابلة مثاني كلامها حتى صاح الطاغي بوجهها. يخبرها ان كل هذا الهراء لايهمه .كل الذي يهمه ان يرى ولده بعد قليل.
لم يكن بيد القابلة مثاني حيلة اخرى حتى تقنع الطاغي. لذلك حزمت امرها وطلبت من البيداء مساعدتها حتى ينتهي الامر على خير. فطلبت منها تسخين الماء مرة اخرى. وتأتيها بالفانوس حتى تقوم بإحماء شفرات المقص جيدا عليه. كما طلبت منها إحضار بعض الملاءات والشراشف… وكل هذا وافنان تصرخ من الوجع والطاغي لم يمل من منادات مثاني كل مرة يسأل فيها عن إبنه إن ولد ام لا . اما افنان عن حالتها المتعسرة فلم يسأل ولو مرة عنها. وكأنه إستأجر رحم كي يضع له مولوده ولا يعنيه اي شيء اخر .
مرت بضع سويعات على ذاك الحال حتى وضعت افنان اخيرا مولودها بعد تعب شديد وقيامها بمجهود جبار لكي تلد صغيرها دون ان يتأذى ثم اغمي عليها على الفور بعد ذلك مباشرة.
ولكن الصدمة كانت كبيرة على القابلة والبيداء لما إستقبلا مولود افنان. ولم يتجرأ اي واحدة منهما. ان تنادي على الطاغي وتخبره عن جنس المولود. حتى يئس من مناداته عليهما الإثنتان فور سماعه صوت بكاء الصغير فقرر ان يدخل عليهن ويتحقق من ان طفله الذي كان يجزم انه صبي بخير .
وعندما اخذه من يد القابلة وقلبه يكاد يطير فرحا إنقلبت ملامحه فجأة إلى ذهول وعبوس. فالصبي لم يكن صبيا بل كان المولود مجرد بنت التي يظهر عليها إعاقة بقدميها. إذ كل من يراها في الوهلة الاولى يجد الإختلاف الظاهر في طول قدميها التي إحداها مكتملة النمو اما اخراها فهي قصيرة دون ان يكون لها اصابع متفرقة كبقية اي قدم طفل او انسان .
لم يتمالك الطاغي نفسه مما رآه في تلك اللحظة. فكانت ردة إنفعاله غير متوقعة عن اي اب يرى مولوده الذي إنتظره منذ مدة طويلة ناهيك عن جنسه او تكوين بنيته. بل امر القابلة ان تأخذ الطفلة من يديه فهي ليست بإبنته كما صرح بذلك جهرا عدة مرات وهو يعيد كلامه. .. ثم بدأ يشتم افنان وهي لاتعلم حتى تلك اللحظة ما انجبته للتو . فهي لاتظل غائبة عن الوعي. وبما ان الفاجعة كانت كبيرة على البيداء ومثاني فهما نسيا ان يوقظا افنان ومن ايقظها هو نفسه ولا غيره الطاغي تحت نوبة من الصراخ الهستيري وشتم افنان انها لاتصلح ان تنجب اطفالا . مدعيا ان رحمها به مس من شيطان معاق . وتوعد انه لن يخوض تجربة ان تحمل منه مجددا. فاطفاله الذين سيأتون من صلبه لن يكونوا سوى صبيان اقوياء كوالدهم.
وكل هذا وافنان لاتستوعب مايحدث امامها حتى صوتها غاب عنها من شدة صياحها قبلا بسبب شدة وجعها.. حتى رويدا رويدا بدأت تزول الغمامة عن عيونها. فلمحت مولودها مابين يدي القابلة. اثناءها رفعت افنان يديها للاعلى متجاهلة صراخ الطاغي وتصرفاته المسيئة إليها التي لاتعلم سببها.. تطلب بالفطرة ان تمدها مثاني مولودها كي تحتضنه وتشم رائحته بعد كل هذا المشوار الطويل وهي تحمله داخل احشائها.
ولكن الطاغي لم ينته امره بالسب والشتم فقط. .بل وصل إلى ابعد حد من القسوة واللؤم. إذ طلب من القابلة ان تحتفظ بالمولودة عندها وان لا تعطيها لأفنان وتتبعه خارج الغرفة.
ارادت البيداء في تلك اللحظة ان توقفه. وتتوسله ان يدع الطفلة وشأنها. ويعطيها لوالدتها وهي ستتكفل برعايتها.ولكن الطاغي امرها ان تبتعد عن طريقه ولا تتدخل في امر ليس من شأنها. حتى انه ركلها بقدمه لتتدحرج على درجي باب الغرفة.. ليخرج منها تتبعه القابلة خلفه وهي تحمل المولودة الحديثة لأفنان.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الضرائر الثلاثة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى