Uncategorized

رواية دمية مطرزة بالعشق الفصل الثاني 2 بقلم هنا سامح

 رواية دمية مطرزة بالعشق الفصل الثاني 2 بقلم هنا سامح

رواية دمية مطرزة بالعشق الفصل الثاني 2 بقلم هنا سامح

رواية دمية مطرزة بالعشق الفصل الثاني 2 بقلم هنا سامح

تخـشب جسدها و ظلـت تنظر بجمـود لأدهـم الملقى أرضًـا، و بجواره زميـلُه.
– في إيه؟ إي اللي بيحصل ده؟
– يا مستر أدهم و أمير مسكـوا في بعض و إتخانقوا.
اتجـه الأستاذ ناحيتهـم و قال بعد أن ساعد بعض من زملاء أدهم بالنهوض: في إيه؟ بتتخانقوا ليـه؟
تجاهل أدهم السؤال و نظر لـيُسـر بغمـوض و عمق، تبادلت يُسر ذات النظرات و هي تحرك رأسها بأسف و عينيها بها دموع تخشى الهبوط.
– يا مستر، لازم ناخـد أدهم المستشفى دراعُـه شكله إتكسـر.
أدهم بهدوء و ألم حاول إخفـاؤه: أنا كويس، ماحصلش حاجة، ماحصلش حاجة.
صديق أدهم: يا ابني شوف أنتَ ماسك دراعك إزاي؟ يلا تعالى شكله هايتجبس أصلًا.
كان أدهم على وشك الحديث لكن قطعه الأستاذ بصرامة: تعالى يا أدهم، هانروح المستشفى، يلا.
أدهم بإعتراض: بـس…
الأستاذ بصرامة: مافيش بس.
إبتعـد أدهم عن المكان قليلًا، بعد أن أخذ هاتفـه من على الأرض، بعث رسالـة ليُسـر يخبرهـا أن تذهب للمنزل.
– روَحِـي.
– لاء، أنتَ دراعك شكله جراله حاجة، مش ماشية!
– إحنا راحين المستشفى! مالِك! هاتيجي معانا يعني؟ إمشي أنا مش قادر أقف.
نظرت لـه يُسـر ثم إختفت من أمامه.
أدهم في نفسـه: كويس.
الأستاذ: يلا يا أدهم تعالى.
أدهم بطاعـة: حاضـر يا مستر.
……………………………………
ظلت يُسـر تتجول في أرجاء المنزل بقلق بعد أن قامت بإعداد الطعام حتى يأتي أدهم من المستشفى.
يسـر بدموع: يا رب يكون كويس، أنا خايفة عليه أوي، يا رب.
إستمعت لصـوته من خارج المنزل ف اتجهت مسرعة نحو الباب لكن تراجعت بتوتر؛ عندما إستمعت لصـوت يامن صديق أدهم، دخلت مسرعة نحو غرفة أدهم و أغلقت الباب خلفها.
يـسر بغيظ: إيه النيلـة ديه؟ مش هاعرف أشوفه علطول.
– هات المفتاح أفتح يا بني.
أدهم بتوتر و هو يرفع صوته: طيب، طيب، خُـد أهو.
يامن: البيت ريحتُـه حلوة أوي يـا لا! أنتَ بتعرف تعمل أكل؟
أدهم بسخرية و توتر: أيوة طبـعًا أومال! عايش لوحدي بقى ف طبيعي أتعلم أعمل أكل.
يامن: فعلًا، فعلًا، خُـش أقعد.
أدهم: إستنى كدا هاخُـش أغير هدومي و أجيلك.
يامن و هو يعبث بهاتفه: إشطـا يـا بـاشا، براحتك.
ذهب أدهم من أمامه و هو يفتح الغرف بحذر يبحث عن يسـر، لم يجدها ف همس في نفسه: البت دي راحـت فين؟ معقول لسه ماجاتش!
ذهب إلى غرفته و ما إن فتح بابها حتى إرتد للخلف من إحتضان يسـر له.
يُـسر بدموع و هي تشدد من إحتضانه: أنتَ كويس؟ ينفع اللي عملته دا؟
أدهم و هو يغلق الباب بسرعة: أنا كويس ماتخافيش، قلبت عليكِ الشقة دلوقتي.
يسـر: سمعت صوت يامن ف دخلت بسرعة.
أدهم بإرهاق: كويس.
إبتعدت عن أحضانه ثم قالت و هي تتلمس ذراعه المكسورة الملفوفة بجبيـرة: وجعاك؟
أدهم: لاء.
يسـر: إطلع بقى علشان يامن بـرة، و الأكل جوة و سخن، يعني هايتاكل علطول.
أدهم: و أنتِ كلتي؟
يسـر: مش جعانة يلا بـره
أدهم بتعب: لاء أنا جاي علشان أغير هدومي أصلًا.
يسـر بإحراج: طب خد هدومك و غير بـره.
أدهم برفعـة حاجب: دي أوضتي على فكرة؟
يسر بإبتسامة: يلا بقى، صاحبك بـره.
أدهم: طيب، طيب، هاخُـد هدومي.
يـسر: إتفضـل.
……………………………………
_ بعـد مـرور عـدة ساعـات _
أدهـم بإحراج: شكـرًا يا يامـن على وقفتك معايـا، تقـدر تروح دلوقتي.
يـامن بمـرح: أنتَ بتطردنـي بشـياكة؟
أدهم ضحك بإحراج: لا يا عـم مش كـدا و الله؛ بـس أنتَ أكيد تعبت و إحنا من الصبح في الدروس أصلًا.
يامن و هي يضع يديه خلف رأسـه: أكلمك بأمانـة؟
أدهم بتساؤل: إتفضـل؟
يامن: أكلك عجبني أوي، و شكلي هاجيلك كل يـوم لما الحـاج يطردني.
أدهم بضحـك: تنـور يا عم، بس بتكلم بجد و الله، تقدر تمشي أنا كويس و ممكن تيجي بكـرا.
يامن بإهتمام: بجد كويس و لا محروج مني؟
أدهم بإبتسامة: لاء مش محروج، أنا كويس.
قام يامن من مكانه ثم قال: تمام، جايلك بكـرا إستنانـي.
أدهم و هو يقف ليذهب معـه للبـاب: مستنيك.
يامن بإعتراض: خليك يا عم مكانك؛ أنا عارف مكان الباب إرتاح أنتَ 
أدهم ذهب لمكانه و جلس: تمام، شكـرًا يا يامن.
يامن و هو يغلق الباب: على إيه واجبي يا حبيبي، سـلام.
أغلق أدهم عينيه بإرهاق و هو يقول بهمس: سـلام.
فتحـت يُسـر باب الغرفة و هي تنظـر حولها و تقول: مِـشي خلاص؟
فتح أدهم أعينه و قال بضحك: مِـشي تعالي، أنتِ هاتلاقيكِ إستويتي جـوه.
يُسـر بضحك و هي تجلس بجانبـه: إستويـت أه.
أرجع أدهم ظهره للوراء بتعـب، ف قالت يُـسر بتوتر: مالَـك؟ حاجة وجعاك؟
أدهم و هو مغلق عينيه: تعبــان.
يُسـر بقلق: إي اللي وجعك طـيب؟
عدل أدهم من وضعيتـه و قال: أنا كويس، كويس، هاتيلي الـقطن و البلاستـر مِـن جـوه.
ذهبت يُسـر و أحضرت ما قاله أدهم، مـدَّت يدها بالأشياء الطبيـة و هي تقول: أهي يا أدهم.
أدهم و هو ما زال مغلق العينين: إفتحيهم.
يُسـر بطاعـة: حاضـر.
أدهم: حطي شويـة مِن المطهر على القطنـة.
يُـسر: حطيـت.
أدهم: غيريلي بقى على الجروح اللي في وشي ديـه.
يُـسر بإحراج: مش هاعرف.
تجاهل أدهم حديثها و قال: كل ٣ ساعـات تغيريهـا.
يُسـر بإعتراض: أدهم!
أدهم: مش قـادر أتكلـم.
إعتدلت يُسـر في جلستها، و اقتربت منـه بهدوء، و بدأت بالتغـيير على جروحـه.
يُسـر و هي تمسـح بالقطنـة مكان الجرح: إتخانقـت مع أيمن ليـه؟
أدهم بغيـظ: إهدي على نفسك كـدا و ماتنطقيش اسمـه.
يُسـر و هي تسايـره في حديثه: حاضـر مش هانطق اسـمه تاني، إتخانقـت معاه ليـه؟
أدهم: مالكيـش دعـوة.
ضغطت يُسـر على جرحه بغيظ، ثم قالت: قول بقى يا عـم!
زمجـر أدهم بغضب و قال: كلامي مش هايعجبـك، و بأمانـة مايهمنيش رأيك في الموضوع دا بالذات.
يُسـر بغضب: مايهمكش رأيي ليـه بقى يا أستاذ أدهم؟ ما أنتَ أي حوار بتقولهولي و بنحلـه مع بعض!
أدهم: إلا ده.
يُسـر بإصرار: طب ما تجـرب؟
ثبت أدهم نظراته على عينيها البنيـة و هو ينظر داخلها بعمق ثم قال: علشـانك.
حركت يُسـر رأسها بتساؤل ثم أردفت: علشاني إيه؟ قصدك إيه؟
أدهم و ما زال على وضعه: قالي أنا بحب يُسـر و نفسي أكلمهـا بس هي تقيلـة و مالهاش في الحاجات ديـه، بس هاجيب رقمها، عمل رهان عليكِ يا يُسـر قدامي، إتجننت قومـت مسكت فيه.
توقفت يد يُسـر في الهواء بجمود، ثم قالت بصدمـة: أنا وحشـة؟
أدهم: إيه؟
يُسـر بدموع: أنا وحشـة؟ ما هو بيعمل رهان عليـا زي ما بتقول يبقى أنا وحشة و مش محترمـة!
أدهم بغضب: أنتِ مجنونـة! وحشـة إيه؟ هو اللي ماترباش! أهله فشلـوا يربـوه!
يُسـر بشرود: أهله فشلـوا يربـوه؟
أدهم بإصرار و توضيح: بالظبـط فشلوا يربـوه، الأهل لايربـوا ابنهـم و يطلع شخص محترم، لايفشلوا زي أهل أيمن كـدا و يبقى صايـع، إنمـا أنتِ مش وحشة و لا الكلام الفارغ اللي قولتيـه ده! أنتِ أحسن واحدة شوفتها.
يُسـر بتعب: يعني أنا مش وحشة؟
أدهم و هو يقبل يدهـا بحب: أبـدًا، دي غلطـة أهـل.
أمسكت يُسـر القطن و بدأت مـره أخرى بتنظيـف جروحه.
يُسـر: أنتَ ماكنتش عايز تقولي ليـه؟
أدهم و هو ينظر لها بعتـاب: الصراحـة كنت متوقع منك أي رد فعـل غير اللي سمعتهـا ديه!
أخفضت يُسـر رأسها بإحراج ثم همست: أنتَ مش عارف أنا بحس بـإيه لما يحصل موضوع يتعلق بالحاجات ديـه؟ أنا ممكن أعيط فيها، بحس إني غلطانة! مش غلطانة أوي بس بشيـل نفسي ذنب.
أدهم بتساؤل: ذنب إيه؟ وضحي كلامك.
يُسـر: قصدي إنه بيعمل رهان عليـا يعني، يبقى أكيد شاف مني حاجة وحشة خلت تفكيره يوصـل لـكده! مش كـدا؟
أدهم بنفي: لاء مش كـده! شاف منك حاجة وحشـة في إيه؟ يُسـر أنتِ بسم الله ما شاء الله مُـختمرة و لبسك فضفاض و واسع مش بيظهر جسمك و لا وصفـه و حافظـة قراءان و عارفة ربنـا، أنا قبل ماعرفك و نعيش مع بعض كنت عارف إنك محترمـة، واحدة من درسها لبيتهـا و أكيد من بيتها لـدرسها، صوتك ماكنش بيتسمـع طول الحصة على عكس معظم البنات بدون ذكر أسماء، كنت واخد فكـرة عنك إنك بـاردة من قلـة الضحك و الكلام برضو.
يُسـر بغيظ: هو حضرتك بتقول إيه؟ أنا بـاردة أنا؟ دا أنا قمـر.
أدهم ضحك بمرح: عارف و الله؛ بس بفهمك.
يُسـر: شكرًا، أنا فهمت أوي.
أدهم: طيب الحمد لله.
صمتوا قليلًا، ثم قال أدهم بتذكر: شوفتي أديني نسيت! خشي كُـلي أنتِ ماكلتيش من الصبح، يامن جِـه و مشيته بالعافيـة! شكله كان ناوي على بيات، بس جدع و الله.
يُسـر: أهـا، أهـا، تاكـل؟
أدهم بإعتراض: لاء؛ هاتيلي عصير.
قامت يُسـر و أحضرت الطعام و العصير ثم وضعتهم على المائدة.
يُسـر: إتفضـل.
أدهم و هو يمـد يده ليأخذ منها العصير: أه لو تبطلـي رسميـة!
يُسـر بضحك: لاء دي تلقائيـة ديـه!
أدهم بـمرح و هو يغمر لها: أموت في تلقائيتـك دي.
ضحكـت يُسـر بخجل و هي تنظر لـه بحب، مصحوب بحزن و عينيها تتجول على جروح جسده و وجهه.
……………………………………
في صباح اليوم التالـي.
يجلس أدهم و هو يشاهـد التلفاز أمام أحد المباريـات، جاءت يسر و هي تحمل في يدهـا كتاب الله القرآن الكريـم، دخلت و أغلقت التلفاز ثم جلست مقابل أدهم.
يسر: إيه مالك؟ ماحفظنـاش إمبارح و لا سمعنـا علشان كنت تعبـان مع إن المفروض العكس على فكـرة؟
أدهم: طب كنتِ تستني على ما أخلص الماتـش!
يسر: و الله! صدقني مش هاتحصل تاني! حفظت صفحتك؟
أدهم بإحراج: لاء، كنت تعبـان إمبارح و….
يسر بمقاطعـة: مافيش وَ دي تاني، صفحتك هاتقراها، أنتَ لو تعبـان القرآن هايشفيك، مش قصدي بـ هايشفيك المعنى الحرفي؛ لكن القرآن هو دواء قلبك، هاترتاح و الله لو قريتُـه على الأقل مش حفظتـه، إحنا دلوقتي هانحفظ الصفحـة بتاعـة كل يوم و أنتَ هاتحفظ الصفحتين، بتاعـة إمبارح و بتاعـة النهـار ده.
أدهم: تمام، هاتي أسمعلك.
يسـر بإعتراض: لاء بكـرا هانسمع صفحتين مع بعـض علشان ماتكسلش و نشجع بعـض.
أدهم بإبتسـامة: تمام.
أمسكـت يُسـر هاتفها و عبثت بـه، ثوانِ و صدح صوت القرآن الكريم في أرجاء المكان بصوت الشيخ فارس عبـاد.
أدهم و يُسـر يقومون بحفظ صفحـة واحدة من القرءان كل ليلـة، و يستمعون لها بصوت أحد المشايخ حتى يتلُون القرآن تـلاوة صحيحـة دون أخطاء.
بِـسْــُمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرّحِيمِ
 ﴿وَٱذْكُرُوٓا۟ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِى ٱلْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٢٦﴾  (سورة الأنفـال)
 ‏إنتهى الشيخ من قـراءة القرءان من بدايـة الآيـة السادسـة و العشرون حتى الآيـة الثلاثـة و الثلاثـون.
أدهم و يُسـر: صدق الله العظيم.
يـسر: مش هاتروح الدرس طبـعًا؟
أدهم بإرهاق: أيوة، هاستريح شويـة من الدروس و التعب، و هاخُـش أنـام.
يـسر: ناس ليهـا نومـة و ناس تانيـة ليها دروس و قرف و وجع دماغ.
أدهم بإستفزاز: ركزي أنتِ بس في الحصـة علشان تيجي تشرحيلي.
يـسر ضيقت عينيها: و اليوتيوب قصر معاك في حاجة؟
أدهم: أنتِ أحلى من ميـت يوتيوب.
يـسر كشرت: أيوة برضو مش فاهمـة! بتثبتنـي كـدا يعني؟
أدهم بسخرية: للأسف؛ أنتِ مش من النوع اللي بيتثبت، نحـس.
يـسر: تسلـم يا بـاشا.
ساعـة و اثنتين و كان أدهم و يُسـر يقفون أمام باب المنزل؛ لتذهـب يُسـر لدرسهـا.
أدهم: خلي بالك من نفسك.
يُسـر بطاعـة: حاضر.
أدهم: ركزي في درسك، و تخلصي من الدرس تيجي على هِنـا علطول.
يُسـر و هي تحرك رأسها: حاضـر.
أدهم: تخلصـي و….
يُسـر بضحك: حاضر يا أدهم أنا مش صـغيرة؟ أنا سنة و لا اتنين و هابقى في جامعة، و هاتقولي طبـعًا في الراحـة و الجايـة أولى جامعـة جات.
قبلهـا أدهم من خدها بضحك ثم قال: تمام يا أولى جامعـة، يلا على درسـك بقى؟
– إيـه ده! إي اللي بيحصـل هِنا ده!
إلتفت أدهم و يُسـر إلى مصدر الصوت وجدوا يامن واقف على أول درجات السلم و معالم الصدمـة مرتسمـة على وجهه بشدة و
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المقاس للكاتبة فاطمة الدمرداش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!