Uncategorized

رواية لاسينا الحلقة الثانية 2 بقلم نور زيزو

 رواية لاسينا الحلقة الثانية 2 بقلم نور زيزو 

رواية لاسينا الحلقة الثانية 2 بقلم نور زيزو 

رواية لاسينا الحلقة الثانية 2 بقلم نور زيزو 

    ____ بعنــــــوان ” لُغــــــز العـــدو ” ____

وقفت “لاسينا” وجناحيها يرفرفا بقوة وقبل أن تخرج من الغابة مُعلنة الحرب سحبها “جاك” وبعض الأشجار المتحركة للداخل ، كانت تصرخ بهلع وهى تحاول الفرار منها وأمام عينيها مشهد موت والديها والبشر الذين تسببوا فى قتلهما ، جمدت الأشجار بجليدها وركضت نحو الغابة للحرب ليوقفها “ريان” بصوته المبحوح يقول :-

– لاسينا 

توقفت مكانها بتردد تلهث بغضب فقالت :-

– دعنى أخبرهم أننا لسنا ضعفاء كى يطمعون بنا 

نظر للأشجار المُجمدة وقال بحذر :-

– أنا كام مرة حذرتك لا تستعملى  قوتك علي الجنيات وكونك الأقوى لا يعنى أن تكونى متهورة ، تجمدِك لهم بمثابة إهانة وإذا ظلتِ تكرريه لن تجديهم بجوارك فى الحرب، الجنيات حساسين جدًا 

حركت سبابتها والوسطة معًا ليذيب الجيلد وتتحرك الأشجار مُجددًا ، رمقها “ريان” بصمت فتأففت مُشتاطة غضبًا منه وذهبت إلى حيث منزلها ، كانت القبيلة تراقب ما يحدث فذهب “توماس” خلفها وكانت جالسة على حافة التل تنظر للشلال والمياه تتدفق منه للأسفل ، جلس بجوارها وقال مُبتسمًا:-

– ما زالت لا تتحكمين فى غضبك

نظرت له بغضب وقالت صارخة بوجهه :-

– ياااا أذهب ودعنى ، مُنذ 8 سنين وأنا أخبرك لا تقترب منى 

وقفت من مكانها وذهبت بعيدًا عنه فسار خلفها وقال :-

– لما تكرهيننا ؟ كل الجنيات هنا وبيحبونا وخصيصًا أنا .. لماذا تكرهين البشر هكذا 

أستدارت له صارخة به بقوة :-

– لأنكم وحوش قتلة .. أكرهكم وسأظل أكرهكم دوماً

أظهر يده من خلف ظهره به تفاحة صفراء ومدها إليها وقال :-

– تريدينها ؟! 

نظرت للتفاحة بوجه طفولى ثم له كرهها للبشر يفوق حُبها للطعام برغبة الأطفال ، ذهبت من أمامه بخطوات ثابتة بطيئة لتُصدم حين دفعها بقوة أرضًا وهو فوقها ، تقابلت عينيهما معًا عينيها الزرقاء الساحرة وعينيه العسلية كأشعة الشمس معًا ، دفعته بقوة بعيدًا عنها وقالت بقوة مُشئمزة منه :-

– أيها الأحمق .. تعمدت ذلك هل يجب علي أقتلاع عينيك أم قلبك اخبرنى ..

نزع السهم من ساعده الذي أخترقه فخرجت صرخة منه بألم مكتوم ، نظرت له بدهشة وأقتربت نحوه بذعر وقالت :-

– أأنت بخير ؟ 

– أركضي 

نظرت للخلف لترى رجلين تسلل إلى الغابة بقوس وأسهم ، حدقت بهم بغضب مكتوم وركضت نحوهما ليركضوا خوفًا منها بعد أن رأتهما ، حلقت بالسماء بواسطة جناحيها الكبار وبدأت تخرج سكاكين جليدية كالزجاج حادة من يديها نحوهما حتى قتلتهما ، تجمع كل سكان الغابة حول الجثتين و”ريان” فى المقدمة مُتكىء على عصا خشبية فقال بضيق :-

– لماذا يريدون رجال الملك دخول الغابة بشدة ؟

– ربما هناك ما يرغبون به ونحن لا نعرف ما هو ؟ 

تحدث “جاك” قائلًا :-

– إذا يجب أن نعرف ما هو غرضهم ؟ 

صمت “ريان” قليلًا بهدوء ثم تنهد بتفكير وقال :-

– لنرسل جاسوس للمملكة لكن من ؟ 

تقدم “توماس” خطوة للأمام ماسكًا بساعده المُصاب وقال بشجاعة:-

– سأفعلها أنا 

كانت “لاسينا” جالسة فوق فرع شجرة بالأعلى ببرودة وتتابع الحديث لتقول بثقة :-

– سأذهب أنا 

رمقها “ريان” بغيظ وقال بانفعال مكتوم ويجز على أسنانه :-

– لاسينا ، تعلمين جيدًا أنكِ لن تخرجى خارج الغابة مهما فعلتى 

قفزت من فوق الشجرة للأسفل وقالت بثقة وعناد :-

– لا سأذهب 

تبسم “توماس” وقال :-

– حسنًا لنذهب معًا 

رفعت حاجبها ببرود مُتجاهله وقالت :-

– لن أذهب معك أبدًا 

تبسم إليها …

                  ____________________________

كانت “لاسينا” تسير بجانبه فى أرجاء المدينة واضعة على أكتافها عباية مفتوحة وفوق رأسها الغطاء “زعبوط” يخفى شعرها الأبيض و”مكسيموس” محلق فوقهما على هيئة “صقر” ، كانت تنظر حولها بذهول منذ طفولتها وهى لم ترى المدينة وأزدحامها ، تحدث “توماس” قائلاً :-

– هل أعجبتك المدينة ؟

– عجبنى المهرج الذي يقف أمامى ، ما هذا الذي ترتديه ؟!

نظر إلى ملابسه وكان يرتدى بنطلون أسود فضفاض وتيشرت أبيض وحول خصره يربط وشاح أبيض وشعره الذهبى فوضوي بعفوي فقال :-

– هذا أنا، هل أعجبتك يا فتاتى 

أنهى جملته وغمز لها بعينيه ، دهست قدمه بقدمها وهى تخطو للأمام فكتم صرخته بألم ثم بعثر شعره بيده وذهب خلفها ….

                    ____________________________

                         ___  “القصــــــر المــلكى” ___

أسرعت الملكة “ميلاى” إلى غرفة الطبيب لترى جثمان الرجلين والسكاكين الجليدي فى جسدهما كما هى فقالت بغضب :-

– ماذا حدث ؟؟

– وجدهم الحراس بساحة المدينة مع شروق الشمس 

تسألت بتعجب شديد :-

– كيف جاءوا من الغابة ؟ هل خرجت الجنيات من الغابة ؟ … ألم تقول بأن الجنيات لم تستطيع الخروج من الغابة أبدًا 

أستدار لها الطبيب وقال :-

– أجل لكنى لا أعرف كيف خرجوا من الغابة حتى وصلوا إلى هنا ؟ 

كانت “ميلاى” تسير فى الغرفة ذهابًا وإيابًا تفكر فى حل هذا اللغز وقالت بتفكير وشرود :-

– يجب أن نعرف كيف وصلوا إلى هنا 

– أجل يا سيدى سنبحث فى الأمر 

قالها الحارس الملكى “غيوم” 

تابعت حديثها بتعجل ونبرة متلهفة :-

– جهز مجموعة من الجنود للذهاب إلى الغابة ، يجب أن نحضر زهور الضريح لأجل أنقاذ الملك من غيبوبته 

أومأ إليها “غيوم” بنعم ثم ذهب للخارج وولجت “كالينا” الأميرة الشابة فتاة فى الـ٢٠ من عمرها ببشرة بيضاء وشعر بنى يشبه عيونها البندقية وقالت بلهفة :-

– أمى هل رأتى هذه الجوهرة 

لم تنظر “ميلاى” علي الجوهرة ولا إلى ابنتها وقالت ببرود شديد :-

– كالينا هلا رحلتى الأن؟ أمك مشغولة قليلًا 

اقتربت “كالينا” نحوها أكثر وتمد لها الجوهرة قائلة :-

– أنظرى قليلًا يا أمى أنها فريدة من نوعها ستعجبك حقًا 

نظرت “ميلاى” للجوهرة بغضب لترى كرة جليدية كبيرة بحجم كفي ابنتها لامعة فتعجبت لها وقالت :-

– هذه ليست جوهرة من أين اشتريتها ؟ 

– لم اشتريها هناك فتاة فى ساحة المدينة تعطيها للأطفال 

مسكت “ميلاى” الجوهرة بفضول ليقطعها الطبيب “كيفن” حين اخذها منها بقوة وقال بلهفة :-

– هل يصدق هذا ؟

سألته “ميلاى” بتعجب :-

– ماذا ؟

– أنها من صنع الجنيات … لدى أخرى منها صغيرة الحجم لكن هذه أكبر وأجمل 

– الجنيات !! 

قالتها بتعجب وتبسمت بخبث شديد وقالت لابنتها :-

– من أين أحضرتِها ؟

– من السوق 

أمرت الملكة الحراس بالذهاب إلى السوق كى يحضروا هذه الفتاة ، ذهب مجموعة من الجنود لتلبى أمرها …

                    ____________________________

كانت “لاسينا”  واقفة فى الساحة بخوف من أن تظهر حقيقتها فحماسها بالمجيء للمدينة جعلها تفقد السيطرة على سحر يديها فأصبحت تصنع أشياء مختلفة وتتساقط من يديها حتى تجمعت الأطفال حولها معتقدين بأنها من أحد العاملين فى السحر،  جذبها”توماس” من يدها وهو يحاول أخفاء وجهها عن الجميع حيث لف ذراعه الأخر حول رقبتها، كانت تتشبث بغطاء رأسها حتى لا يسقط عنها،  ذهب من أمام الأطفال ليلحقون بها مطالبين ببعض الألعاب الثلجية مثل أصدقائهم،  رأى “توماس”  الجنود يسيرون فى السوق يبحثون عن شيء فتذكر نصيحة “ريان”  حين قال:-

– أحترسوا من أن يراكم الجنود 

انعطف بها إلى شار جانبى فدفعته بأشمئزاز بعيدًا عنها وقالت بغضب قاتل :-

– أياك وأنتهز الفرصة مرة أخرى لتقترب منى أيها البشري اللعين. 

كان جالسًا على الأرض من دفعتها وينظر لها مُستمعًا لجملتها بهدوء لكن حين رأى الجنود يقفون أمام الشارع وعلى وشك رؤيتهم وقف مسرعًا وجذبها إلى أحد الأعمدة وأختبى بها خلفه،  كان شبه يحتضنها ونبضات قلبه تتسارع بقوة بسبب قربه منها،  رفعت “لاسينا”  نظرها له لتراه بهذا القرب وهى تستمع لضربات قلبه بوضوح، نظر “توماس”  إلى الجنود خلسًا ثم إليها سريعًا ليراها تنظر له بوضوح فعاد بنظره إليها لتتقابل عيونهما فى صمت وكأنهما نسي الموقف الذي يقفوا به، كان مغرمًا بالنظر إلى زرقة عيونها فهى جنية تمتلك السحر فكيف لا يسقط بفخ سحرها وهو بشري لا يملك شيء لمقاومة سحرها، رفعت يديها إلى صدره وقالت بنبرة هادئة:-

– قلبك على وشك الأنفجار 

أومأ إليها بنعم فقالت بخبث شديد:-

– هدأ من روعك يا فتى، ربما سيتوقف قلبك من شدة ضرباته….  

قطعهما صوت “مكسيموس”  وهو محلق فى السماء فوقهما فحركت سبابتها والوسطة معًا وقالت:-

– بشرى 

تحول إلى رجل وهو يصرخ بهلع قائلاً:-

– أهربوا 

نظرا معًا ليرى الجنود محيطين بهما ويصوبون الأسلحة عليهما معًا ومعهم طفل صغير يقول:-

– هى من أعطتنى الرجل الجليدى……. 

يتبع..

لقراءة الحلقة الثالثة : اضغط هنا 

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية الثائر للكاتبة نور زيزو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى