Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني 2 بقلم فرح طارق

 رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني 2 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني 2 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني 2 بقلم فرح طارق

وصلت السيارة للمشفى، وترجل منها كريم بخوف وحمل زوجته ودلف للمشفى..
بالوقت ذاته كان يستعد مازن للرحيل، وتفاجئ بكريم قادم عليه وهو يحمل حور بين يديه غارقة بالدماء وفاقدة للوعي..
كريم بلهفة
: دكتور بالله عليك إنقذلي إبني هو بيموت
أمر مازن الممرضات بتحضير غرفة العمليات سريعًا ف من الواضح بأنها أجهضت جنينها..
بعد وقت خرج مازن، واندفع كريم ومنال نحوه بلهفة واردف : إبني كويس؟
طالعه مازن بتهكم، واردف ببرود : لأ، مات.
كريم بصدمة : بتهزر أكيد!
– أنت جاي وشايلها بين ايديك وهي غرقانة دم! ههزر ف إيه؟ 
تركه مازن في صدمته، وشهقت منال بفزع واردفت بغضب وهي تنظر لابنها : منك لله! موت الواد! ضيعت وهديت كل حاجة بنيناها..!
– يعني كل الي همك الي اتهدم ومش هامك إن أبني ده انا الي قتلته؟ 
منال بحدة : أنت تتصرف، تجيب غيره.
– وانتِ ناسية فرصة حور ف الحمل؟ إحنا كنا هنلصمها علشان يكمل!
لوت منال فمها بسخرية واردفت : والله! أمال لو مش هتلصمها كنت عملت أيه فيها؟
كريم بغضب : متنسيش إن انتِ الي قومتيني عليها..!
منال بحزم : بقولك إيه أنا مش بضربك على إيدك!
ثم استردت حديثها وهي تبث سمها بأذنيه، ف هي قد أحست بأنه بدأ بالتراجع عما ينوي فعله : وبعدين متنساش هدفنا إيه يا إبن بطني! الشركة والفيلا، والأهم الشركة الي جدك معملكش راجل وكتبها لحتت بنتين! حتى أبوهم مخدش حاجة منها، يعني بنتين داسوا عليك!
– وهنعمل إيه ف اللي حصل..؟
منال بتفكير
– محدش منهم عارف أختها فين، يعني هددها بأختها وقولها تقول للكل إن حملها لسة موجود، و وقت ولادتها هاتوا أي عيل عمره شهور واكتبوه بإسمكم.
– ما اهددها بكدة واخد الشركة!
منال بغضب 
– الشركة تتاخد كلها بالمصانع بالمستشفيات، إنما هتتهدد حور وتاخد نص الشركة والمستشفيات؟ والنص التاني ف أيد اختها..! والمصانع بإسم أختها..! 
– المستشفيات هما اتنين وجدي كان عملهم عمل خيري، مش بيكسب منهم بالعكس دا بيتحط فيها فلوس! وناخد نص الشركة وكدة كدة أختها فين؟
منال بنبرة حازمة 
– الي عندي قولته، تتفق معاها على كدة، الشركة ناخدها كلها، لأن لو حصل أي حاجة هتلاقي حور وقفت مكان أختها، ودماغها الي خلتها تاخد هي واختها كل حاجة، هي نفس الدماغ الي هتقدر ترجع بيها، لكن هي كدة تحت إيدك، هتعرف تجيبها وتوديها بدماغك.
استدار الإثنان على صوت مازن وهو يخبرهم
– إدارة المستشفى بلغت لأن الي حصل ده حالة إعتداء.
نظرت منال لكريم بخوف شديد واردفت
– وهو جوزها والي حصل ده..
قاطعها مازن 
– ودي إدارة المستشفى، الي حصل لازم يتسمع من المريض نفسه، والشرطة هتيجي دلوقت هما بلغوا من أول ما الممرضة خرجت وأدت التقرير للإدارة بحالتها.
رحل مازن من أمامهم وكاد كريم أن يتحدث ولكن قاطعه صوت رجل من خلفه وهو يخبر مازن الذي وقف أمامه 
– المريضة فاقت؟
– أيوة.
أمأ لهُ الظابط ودلف للغرفة، و وقفت منال وهي تضع يدها على قلبها الذي كان من كثرة خوفه سيندفع من صدرها..!
في الداخل..
ما إن خطت قدمه داخل الغرفة حتى توقف بصدمة واردف 
– انتِ..؟
طالعته حور بدهشة من معرفته بها، واردفت بصوتٍ مرهق – حضرتك تعرفني؟
تقدم منها فهد وجلس أمامها واردف بنبرة هادئة : شوفتك ف حفلة امبارح..
تذكرت حور أمر تلك الحفلة وتجمعت الدموع بأعينها، بينما اردف فهد وهو يطالعها بترقب 
– أنا جاي ببلاغ من المستشفى بأنك دخلتي هنا بحالة إعتداء عليكِ، وحصل إجهاض نتيجة الإعتداء ده! ومن قوانين المستشفى بأنها بتعمل بلاغ ف الحالات دي علشان تخرج من مسئوليتها الموضوع فيما بعد لأن أكيد عندك خلفية لـ اللي ممكن يحصل فيما بعد..
أمأت حور رأسها بتفهم، بينما أكمل فهد : ممكن أعرف إيه حصل معاكِ..؟
لا يعلم ما تلك النبرة الهادئة التي يتحدث بها، ولا تلك السعادة الي اندفعت بداخله فور رؤيتها للمرة الثانية، بل ويتحدث معها الآن؟ 
طالعها بترقب وهو يرى دموعها والتردد الشديد الجالي على ملامحها..
– اتكلمي يا ..
أسمك إيه؟
– حور.
ابتسم وهو يردد إسمها بداخله، بينما اردفت حور
– مفيش حاجة أقولها لحضرتك أنا وقعت من ع السلم و..
قاطعها فهد بسخرية من حديثها وغضب بآنٍ واحد : وتقرير المستشفى مكنش كدة! 
أكمل حديثه بحدة : إيه الي حصل؟ سكوتك ده مش لصالحك نهائي! بالعكس بتأذي نفسك! لأن ممكن يحصلك نفس الي حصل، وبعدين روح إبنك الي راحت دي عادي بالنسبة ليكِ؟
أردف جملته الأخيرة وهو ينظر لعينيها بترقب، وهدأ من داخله حينما رأى أثر تلك الجملة قد وضح على ملامحها..
لا يعلم سبب إصراره على معرفة ما حدث لها، ولكن ما يعلمه حقًا بأنه يريد مساعدتها بأي ثمن كان..
حور بدموع
– هتحبسه لو قولت؟
فهد بلهفة : أيوة بس اتكلمي.
قصت عليه حور ما حدث معها وكيف وصل بها الحال للمشفى..
فهد بتساؤل 
– هو دايمًا بيعاملك كدة؟
حور بإنكسار : هو مش بيعاملني غير كدة.
– وضحي أكتر ممكن؟
– وبعد ما أوضح؟
– مش يمكن أقدر أساعدك؟ وهو مش ممكن ده أكيد هساعدك بس قوليلي.
طالعته حور ببكاء وبدأت تقص عليه الأمر من بدايته، وكيف نقل لها جدها هي وشقيقتها كل أملاكه، وكيف انتهى بهم الأمر بين رحمة أبيها وابن أخيه..
– يعني متعرفيش أي حاجة عن عيلتك خالص؟ 
– لأ، اختفوا من يوم فرحي.
تنهد فهد بحزن عليها مما أخبرته به، واردف : هتروحي البيت معاهم؟ جوزك أكيد هاخده معايا دلوقت، وحماتك؟
– مش عارفة.
– تقعدي عند والدتي؟
قالها بتلقائية شديدة منه، لم يعهدها يومًا بداخله، ولكنه بات يتقبل كل شئ منه منذ أن رآها..
عقدت حور حاجبيها بدهشة بينما استرد هو حديثه..
– أنا متجوز، وعندي إبن، و والدتي عايشة لوحدها مع أبني، تحبي تروحي؟ لحد ع الأقل ما أرجع عيلتك.
يعلم بأنه يكذب، ف هو قادر على حمايتها بداخل منزلها، ف إن هدد تلك المدعوة بمنال وابنها، لجعلهم يتركوا لها الفيلا بأكملها..
ولكنه أراد أن تكون تحت حمايته هو، خاصةً وهو يشعر بأن الأمر هناك شيئًا مريبًا مخفي بداخله..
حور بحدة
: وهو إبن حضرتك مع والدتك ليه؟ آسفة بس الكلام مش متركب كويس!
فهد بتهكم
– متركب!
نهض من مكانه واردف وهو يعطيها الكارت الخاص به 
– عالعموم ده الكارت بتاعي، وابني مع والدتي لأني منفصل ف أكيد مش هسيبه لوحده! ثانيًا أكيد مش هجيبك عند والدتي وهقعد معاكم مثلًا! أنا أه بساعدك بس بردوا عارف حدودي وحدود ديني الي متتخطاش!
طالعته حور بخجل واردفت بهمس 
– آسفة بس..
قاطعها فهد 
– عارف موقفك يا مدام حور عامل إزاي، بس حلي هو الأفضل ليكِ، كريم قتل إبنه! ده غير أن فيه جزء مفقود من الي حكتيه! وعندي شك بأن كريم متورط فيه! انتِ بتكلميني ف عيلة كاملة مختفية! مهما كان الأمر بينكم ع الأقل مامتك كانت توصلك بتليفون؟ ف هتكوني مأمنة إن يكون هو محبوس وانتِ قاعدة مع مامته ف نفس البيت لوحدكم؟
– مكنتش مأمنة وهو موجود اصلًا..! لكن حكم القوي ف النهاية..
قالت جملتها بحزن وانكسار، واردف فهد..
– أنا هخلص الإجراءات برة، وهسلم كريم وهرجعلك تاني علشان اوديكِ بيتي.
– وافرض بتضحك عليا؟ علشان ظابط هصدقك مثلا!
– يا بنت الحلال وهضحك عليكِ ليه؟ إيه وهدفي من كدة! جاية تقوليلي عيلتك مختفية بقالها يجي شهر! وجوزك ضربك لحد ما قتل ابنك! حماتك يكفي نظرتها بس! طلبتي المساعدة مني ودي المساعدة هاخدك بيتي تقعدي مع أبني و والدتي لحد ما ع الأقل ألاقي عيلتك!
تنهد فهد بضيق من عدم ثقتها به، ولكنه اردف بعقلانية وهدوء
– عارف صعب تثقي ف أي شخص، بس ف نفس الوقت حكمي عقلك! بمعنى هستفيد إيه بأني أضحك عليكِ؟
– يمكن عشان حلوة مثلا!
قالتها بتلقائية وهي تحرك كتفيها بغرور..
بينما انفجر فهد ضاحكًا بقوة اخجلتها..
توقف عن ضحكاته بصعوبة شديدة، ونزل بجسده لمستوى جسدها واردف : مش معنى الي هقوله إنك مش حلوة بالعكس يمكن أجمل حاجة شوفتها كانت انتِ، بس..
مش فهد الحديدي الي يستغل واحدة مكسور جناحها لأجل جمالها..! ولا أساعد واحدة واستغل احتياجها ليا لأجل جمالها بردوا، أنا مش رِمرام للدرجة! ولا مش شايفاني راجل لدرجة إن تفكيرك ياخدك كدة! بس هعتبر كلامك بصيغة تانية وهي إنك باللي مريتي بيه مش قادرة تدي الثقة لحد لأن لو خدته غير كدة ف ده هيكون على كرامتِ ورجولتي ودول عندي قبل أي شئ، حتى لو توقف الأمر كلوا إني اسيبك وأخرج دلوقت..
وقف مرة أخرى و وضع يده بجيوب بنطاله وأكمل 
– وابعتلك أي حد من تحت أيدي يشوف معاكِ موضوعك إيه.
رمشت عينيها بخجل واردفت بتوتر..
– م مش قصدي زي ما حضرتك فهمت، بس..
أنت قولت الي شوفته وبشوفه مش سهل يخليني أثق ف أي حد..
– وأنا مش أي حد.
قالها بحدة وتحدٍ وهو ينظر لعينيها الزيتونية بتحدٍ وثقة شديدة نابعة من داخله.
اردف بكلماته واستدار ومغادرًا للغرفة بأكملها، بينما هي نظرت مكانه بحيرة، وهي تفكر اسيساعدها أم سيفعل ما أخبرها به ويرسل أحد آخر مكانه؟
لعنت غبائها وتسرعها، ولكنها ابتسمت بداخلها وهي تتذكر كلمته بأنها اجمل ما رآه يومًا في حياته..
في مكتب مازن..
جلس على مكتبه بشرود، وقام بتشغيل إحدى الأغاني وسرح بماضٍ..
– الله أنت بتحب عمرو دياب! 
– خصوصًا أغنية وبينا معاد .
نظر لعينيها وأكمل : بحسها بتوصفني معاكِ يا ليان، مهما طال الغياب بينا بيكون بينا معاد ف النهاية.
اردفت بخجل
– وأنا كمان بعشقها، من أقرب الأغاني لقلبي 
– مش ملاحظة إن فيه بينا حاجات مشتركة؟ 
– أكيد ملاحظة.
قالت جملتها ونظرت أمامها بخجل، ف اردف مازن : ليان.
– نعم؟
نظرت له و وجدته يطالعها بتفحص، واردف بنبرة عاشقة 
– تتجوزيني؟
احمرت وجنتيها بخجل شديد، وصدمة بآنٍ واحد، بينما أكمل مازن بإبتسامة وهو يرى خجلها : أنا بحبك، بحبك من أول مرة شوفتك فيها، كانت صدقة بس اجمل صدقة حصلت ف حياتي، عمري ما آمنت بالحب من أول نظرة بس! من وقت ما شوفتك وأنا بقيت مُيقن بيه.
نظرت له بخجل وتشتت من كلماته، ف هي لأول مرة بحياتها تستمع لمثل تلك الكلمات، لأول مرة ترى حنو من جنس آدم عليها..! ف أبيها لم يحن يومًا عليها، ولم تعش قصة حب بحياتها يومًا..
أما مازن من يوم ما عرفته وهي عرفت معه معنى أن يكن هناك شخصًا يحبك، يهتم بك، يكون لينًا معك ويحتويك بنظراته لك قبل كلماته..
رأى مازن شرودها واردف 
– روحتي فين؟ موافقة يا ليان..؟
نهضت من مكانها، واردفت بخجل
– آه موافقة 
قالت جملتها التي تكونت من كلمتين فقط، ولكنه أحيُوا قلبه، ورحلت من أمامه بخفة كرحيل عصفور من فوق أحد الغصون..
قطع شروده دلوف شخصًا ما لمكتبه، نهض مازن بلهفة واردف بسعادة : مهاب! وحشتني يا جدع!
تقدم مهاب ناحيته واحتضنه واردف : وأنت والله، أخبارك إيه؟
– بخير الحمدلله، جيت امتى؟
– من الطيارة عليك.
مازن بضحك 
– أصيلة يا أم رحاب.
مهاب بجدية : إيه الموضوع؟ قلقتني يا مازن!
– لقيت عيلتها كلها ما عدا هي!
– إزاي لقيت عيلتها؟ مش قولت وصلت لأختها التؤام بس!
طالعه مازن واردف 
– لأ ما هو أصل..
“في مكان آخر..
وفاء بغضب
– أنا زهقت! عايزة أشوف بناتي حرام عليك..
نهض محمد بغضب واردف : موال كل يوم! مش قولت أنسي إن عندك بنات من الأساس؟ ده لو حابة إنهم يفضلوا عايشين؟ وبطلي زفت موال كل يوم ده! وروحي اعمليلي شاي 
نظرت له وفاء بعند واردفت : لأ، ومش هنسى بناتي، وهوصلهم يا محمد يعني هوصلهم وهتشوف.
نظر لها محمد نظرة اخافتها واردف بصوت جهوري 
-ولمي يوم وروحي اعمليلي شاي 
تراجعت بخوف من نظراته، وذهبت ناحية المطبخ حتى تفعل ما أخبرها به..
وقف داخل المطبخ و وضعت يدها على معدتها واردفت بدموع
– أنا آسفة، بس مقدرتش اتصرف! بس أوعدك مش هجيبك واخليك تعيش مع أب زي ده، وههرب بيك واوصل لاخواتك ونهرب كلنا لوحدنا بعيد عن كل السواد الي حوالينا ده، هخليك تتولد ف دنيا نضيفة أوعدك.
مسحت دموعها وحسمت أمرها على ما ستفعله..
في مكان آخر..
وقف رجل طويل القامة فاره الطول، يرتدي بدلة سوداء..
ملامحه حادة لدرجة تجعل قلبك يرتجف من الخوف، ويقف أمامه رجلًا لا يختلف شيئًا عنه..
تحدث إحداهما وهو ينظر لفتاة تجلس أمامه مربطة الأيدي..
– هنعمل ايه معاها..؟
– مش عارف أنا كلمت الكبير وقالي إن النمس جاي ياخدها، وهو هيتصرف معاها..
طالعه الآخر بخبث واردف 
– والنمس هياخدها كدة على طول؟ البت معانا بقالها كام أسبوع ومقدرناش نقربلها..!
– لو جرالها حاجة الكبير مش هيكست!
– وهيعرف منين؟ والعربية هتيجي هنسمعها ومفيش حاجة هتحصل! ده غير إنه هيرميها وقال إن مش دي الي تهمه!
طالعه الآخر بتفكير، واردف : عندك حق، يلا بينا..
نظر الآخر للفتاة بشر شديد، وهو يبتسم بخبث، وتقدم الإثنان منها..
في المشفى..
خرج فهد من الغرفة، وهو يتحدث بهاتفه..
– مهاب عاوزك تركز كويس معايا، هبعتلك صورة بنت وتجيبلي كل حاجة عنها، وعن أهلها، مفهوم؟
أغلق الهاتف وأرسل الصورة، واستدار لرجاله التي جاءت بأمر منه، وأمرهم بالقبض على كريم..
منال بغضب
– يعني إيه هتقبض على أبني؟
طالعها فهد بنظرة حادة واردف
– ولا كلمة بدل ما اخدك معاه!! إبنك قتل إبنه وكان ممكن يقتل مراته كمان! ودي جريمة ومش حاجة هُوينة! وكلامك هيزيد يبقى مشتركة معاه ف الي عمله والكلبشة تسع بدل الحبايب ألف!
تراجعت منال بخوف، بينما تقدم رجاله وقيد أحدهم أيدي كريم، واخذوه معهم ورحلوا من المشفى..
بينما على الجانب الآخر..
كان يقف مكانه بانتظار أن يرسل له مدير عمله تلك الصورة التي حادثه عنها .
وجاءته الرسالة المنتظرة وفتح هاتفه ونظر للصورة بصدمة، وهاتف فهد مرة أخرى..
– فهد بيه أهلها ف قنا، وأنا عارف كل حاجة عنها ما عدا أختها..
عودة للماضي .
في المشفى في مكتب مازن..
مازن : لأ أصل دورت وعرفت إن أهلها ف قنا، بس ليان مش معاهم، ليان مختفية من يوم الفرح الصبح..
مهاب
– معاك صورة ليان طيب؟
أعطاه مازن إحدى الصور واردف
– دي صورة أختها، بس هما مش شبه بعض، يا دوب نفس لون العينين..
ثم أمسك بإحدى الملفات وأعطاه له وأكمل
– وده ملف فيه كل المعلومات عنهم، ومهمتك يا مهاب تعرفلي مكان ليان فين.
عودة للحاضر..
انتهى مهاب من حديثه، واردف فهد بتساؤل 
– وايه علاقة مازن بيهم؟
– مازن بيحب ليان، وكان بينهم قصة عشق مش حب، و ف لحظة اختفت من حياته، وليان كانت خايفة تعرف مازن على أبوها لأنها علاقته بيه مش حلوة، ف خافت يرفضه وفضلت علاقتها معاه ف السر خوفًا من أبوها، ومعرفتش مازن أي حاجة عنها غير مجرد كلام عن أختها حور، ف لما اختفت مقدرش يوصل لها .
– تمام، كريم دلوقت هيتبعتلك، عايزك تروق عليه لحد ما اجيلك.
– أمرك يا باشا.
أغلق فهد معه وكل مرة يتأكد من الشك بداخله بأن هناك شيئًا ما ينقُص بتلك الحكاية..
في مكان آخر وصل كريم لقسم الشرطة، و وقف أمام الشُرطي واردف وهو يعطيه بعض النقود 
– عاوز أعمل مكالمة..
نظر الشُرطي للمال بين يديه، واعطى كريم الهاتف مع تنبيهه بأن يسرع بمكالمته..
دون كريم الرقم على الهاتف، ف قد نسى هاتفه بالمنزل وهو يأخذها حور ليذهب بها للمشفى..
وضع الهاتف على أذنه وهو ينتظر الرد من الشخص المهدوف..
– أنا كريم .
أجابه بلهفة
– كريم، أنا عمال أتصل بيك، إحنا وقعنا ف مصيبة..
كريم بضيق
– هو فيه مصيبة أكتر من الي وقعت فيها؟ بنتك دخلتني السجن!
– و وفاء هربت، وفاء لو وصلت إسكندرية هنروح ف داهية كلنا، وفاء أول حاجة هتعملها هي إنها تبلغ!
كريم بغضب
– وأنت مش قادر تحط عينك على مراتك؟
محمد بغضب
– احترم نفسك يا كريم، ثانيًا أنا بقولك علشان تبقى عارف، لأني المركب الي أنا فيها دي أنا مش فيها لوحدي، هميل همايلكوا معايا ونقع سوى! ف ساندني ونقوم سوى.
– الأول اتصرف وخرجني من هنا..
– أعمل إيه يعني؟
كريم بحيرة 
– مش عارف، أنت أبوها قول سمعتها بتكلم واحد الدم جري ف عروقي واتصرفت كدة، شوفتها بتحضن حد ف الحفلة الي كنا فيها اتصرف، أنا هقول كدة وأنت تشهد على كلامي..
محمد بغضب وصراخ
– أنت مجنون؟ أنا مينفعش اظهر نهائي! خاصةً للبوليس! هاجي وادخل برجلي للمكيدة! 
– ما أنا مش هفضل هنا كتير، وزي ما وقعتك هتوقعني ف كمان وقعتي هتوقعك يا.. عمي.
أردف كلمته بسخرية واغلق الهاتف وهو يرتب حديثه الذي سيخبره للمحقق..
في مكان آخر..
وقف يلهث مكانه، بعدما انهال عليهم ضربًا..
ف هو قد جاء و وجدهم يحاولون الإعتداء على تلك الفتاة الي كُلف بمهمته بأن يأخذها لمكانٍ ما ويتركها به ويرحل..
كاد أن يدلف للغرفة ولكن جاءه مكالمة من أحدهم واجاب..
الشخص الذي يحدثه..
– الكبير بيقولك وديها *** 
عقد حاجبيه واردف بتساؤل
– ليه؟ مش دي البنت الي كان عاوزها وخلاص جهزنا كل حاجة إننا نسفرها ليه أوروبا؟
– لأ، البنت جت بالغلط، الكبير كان يقصد تؤامها مش هي..
دلف للغرفة الموجودة بها بعدما أنهى مكالمته، وما إن دلف حتى نهضت من مكانها واردفت بفرحة
:همشي دلوقت؟
طالعها بهدوء شديد، واردف بعدها بنبرة رجولية جامدة : ششش ولا كلمة تمشي معايا وانتِ ساكتة بدل ما ارجعك مكانك.
اجابته بخوف من أن يتراجع عن أمر الإفراج عنها 
– حاضر
اقترب منها وشرع بوضع الرباط على أعينها، وهو يطالعها بتفحص شديد، ملامحها هادئة، بريئة، حركت شيئًا بداخلها لم يظن يومًا بأنه كالبقية يشعر بمثل تلك الأشياء..
نفض تلك الأشياء من تفكيره، وابتسم بسخرية وهو يذكر نفسه بأنها ليست سوى مهمة كُلِف بها وعليه إتمامها والرجوع لحياته مرة أخرى..
ابتعد عنها و وقف بصمود واردف 
– يلا.
مر وقعت عليهم، وهي تجلس بجانبه بداخل سيارته، و وقف بلحظة، واستدار إليها وهو يزيل الرباط من على أعينها، واردف بحدة 
– انزلي
تطلعت حولها بخوف شديد، تشعر وكأنها تقترب من موتها، وليس عائلتها، نظرت للباب بتردد وهي تخشى من أن تمد يدها حتى تفتح الباب وترحل..
بينما لاحظ هو ترددها، بحيرة شديدة، وتعجب ف احدًا بمكانها لكانت طارت من جانبه!
– انزلي!
طالعته بخوف شديد واردفت بدموع 
– هيقتلني لو نزلت
عقد حاجبيه بدهشة واردف
– هو مين؟
دفنن وجهها بين يديها وظلت تبكي واردفت 
– لأ هيقتلني، لو نزلت هيقتلني
– هو مين؟
أكمل حديثه بتعجب : قوليلي يمكن أساعدك!
– ب..بابا، هيقتلني لو روحتله..
كاد أن يرق قلبه لوهلة ولكنه استعاد جموده واردف 
– روحي أي مكان، حد من صحابك باقي عيلتك أي حاجة، المهم تنزلي دلوقت.
– هيلاقيني، هو مكنش واصلي علشان أنت خاطفني، بس لو مشيت هيلاقيني.
لوى فمه بسخرية واردف : طب ما ممكن اخدك أنا واقتلك!
– لو كنت هتعمل كدة كنت عملت، أنت خاطفني بقالك قد إيه، ليه مقتلتنيش؟
زفر بضيق واردف 
– انتِ عاوزة إيه دلوقت؟
امسكت يده بترجي واردفت بدموع 
– أرجوك والله لو روحلته هيقتلني.
مسح وجهه بضيق وهو ينظر لها ولبكائها، وهناك صراعًا بين قلبه وعقله..القلب يريد مساعدتها، والعقل يخبره بأنه هكذا يخون رب عمله!
ف أخبره القلب فور تفكير عقله : مايكل ف أوروبا وهو واثق فيا وعارف اني خلاص مشيتها ومش هيحصل حاجه لو عملت خير ف حياتي مرة!!
طالعته بدهشة من صمته، وحركت يديها أمام وجهه واردفت :  هاي روحت فين؟
اجابها وهو يدير محرك سيارته 
– معاكي اهو يلا بينا
نظرت حولها بقلق واردفت بتساؤل
– هتوديني فين
– بصي يا ليان انا عاوزك تنسي اني خاطفك وفكري بس ف دلوقت اني هساعدك وثقي فيا
طالعته بسخرية واردفت بنبرة ساخرة 
– هثق فيك ازاي وانت مخبي وشك؟
– اهو وشي يا ستي
اجابها وهو يزيل ذاك الغطاء الموضوع على وجهه حتى يخفي ملامحه عنها..
بينما صدمت هي بملامحه الرجولية، و وسامته الشديدة، وابتسم هو عندما وجدها تطالعه هكذا..
تبًا لك، ألم يكفيك وسامتك؟ تبتسم الآن!
– إسمي سيف
أردف اسمه وابتسامة تزين ثغره، وهو ينظر للامام منتبهًا للطريق أمامهم..
أخبرته بدون تفكير
– أنت انور أوي بجد!
صمتت بعدما أخبرته واحمر وجهها بخجل واردفت 
– احم ا انا اسفة يا أستاذ سيف
سيف بضحك : لا عادي متعود علي كده
– بتتعاكس من البنات..؟
سيف : ياه كتير وخصوصاً ف أوروبا
نظرت له بحماس وهي تعتدل بجلستها واردفت بانبهار
– واو انت سافرت أوروبا
سيف : ايوة..
وبدأ سيف يقص عليها حياته، وكيف أنه تربى بملجأ، وأخبارها عن كل شئ بكل سعادة، ف تلك أول مرة بحياته يجد شخصًا يستمع إليه بذلك التركيز مثلما تفعل هي الآن..
– وبتشتغل ايه؟
سيف بضحك : يعني بذمتك واحد كان خاطفك يبقي بيشتغل ايه؟
– بس انت شكلك ابن ناس خالص ميدلش ع انك بتخطف
سيف بوجع : الحياة هي الي بتجبر صدقيني.
كان يريد أن يخبرها عن طبيعة عمله، وكيف يقتل الأشخاص بدمٍ بارد، وإنه بالأساس يعمل مع إحدى رجال المافيا، بل ذراعه الأيمن!
بعد وقت وصل الإثنان لمنزل سيف..
ترجلت من السيارة وهي تخبره 
– ياه الطريق طويل أوي
سيف : ايوة لاني مش ساكن ف القاهرة
– آمال احنا فين..؟
سيف : ما انتِ لو مكنتيش نمتي وكنتِ ركزتي ف الطريق كنتِ عرفتي إحنا فين
طالعته بترجي واردفت طب قول الله يباركلك قول
سيف : احنا ف الغردقة
نظرت حولها بصدمة شديدة 
– بجد
ظلت تقفز كالأطفال واحتضنته بسعادة شديدة واردفت بفرحة طفولية : بجد انت احلى سيف ف الدنيا تعرف اني كنت هتجنن واجي الغردقة، بحبك اوي يا سيف
دق قلبه بشدة فور نطقها لتلك الكلمة، وذاك الشعور يهاجمه مرة أخرى كـ اول شعور أحس به حينما دلف لغرفتها و وجد إحدى رجال مايكل يحاولون الإعتداء عليها، شعور بالخوف عليها تملكه، والغضب وغيرة لم يعرف سببها..
واكبرهم واقواهم، ذاك الشعور بأنه وتخصه هو..
بينما هي ف هي بطبيعتها تلقائية لأقصى حد! لم تنتبه لما تقوله، وحاولت الإبتعاد عنه بخجل ولكنه شدد من احتضانه لها..
اردفت بخجل وهي تحاول الإبتعاد : س سيف ا ا انا اسفة ب بس ا انا فرحت وكم
سيف : ششششش كفاية كلام
أخبرها بكلماته وهو يدفن وجهه بعنقها، ويحتضنها أكثر، وهي تحاول الإبتعاد عنه، ولكنه بالنسبة لها كـ أب وابنته! طفلة صغيرة ضئيلة الحجم بالنسبة لجسده..
– س سيف..
سيف بخمول شديد مما يحدث معه : عيون سيف
دفعته بحدة جعلته يفيق من حالته وابتعد عنها، بينما اردفت هي يخجل
 : ع عن اذنك ا انا هدخل و هطلع أوضتي
اكتفى بالصمت فقط، بينما هي ما إن أخبرته بكلماتها حتى جرت مسرعة نحو المنزل..
في صباح يوم جديد..
كان يجلس في مكتبه يمسك ملف خاص بحور، يجمع به كل شئ يخص حياتها عله يصل لخيطٍ يبدأ منه بالتحقيق في أمرها…
قاطع شروده بالملف دلوف إحدى رجاله وهو يخبره بأن هناك امرأة تريد أن تقدم شكوى بأحدهم، وإن لأمر لا يحتمل التأجيل..
سمح لها بالدلوف، ودلفت المرأة وكانت في غاية الجمال..
برغم تقدمها في العمر إلا أنها لازال شبابها باديًا على ملامحها..
نهض فهد من مكانه واردف
– اتفضلي حضرتك..
المرأة..
– شكرًا يا أبني، أنا جاية اقدم بلاغ وبتمنى تساعدني، وهما قالولي برة إنك الي موجود دلوقت وأنك حد كويس وهتساعدني..
عقد حاجبيه من كلمة أبني التي اردفتها، ف هو يظن بأنها تصغره بالعمر!!
– أنا جاية اقدم بلاغ ف جوزي، خطف مني ولادي ومعرفش هما فين، وخطفني غصب عني و وداني قنا حبسني هنا، وبقالي شهر معرفش حاجة عن بناتي.
طالعها فهد بترقب شديد واردف 
– اسمه إيه؟ 
– محمد الشافعي..
وقعت الصدمة على رأسه فور سماع اسمه، وتذكر حور وهي تخبره باسمها..حور محمد الشافعي، وتلك القصة التي تشابه أمرها..
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى