Uncategorized

رواية غرام الوتين الفصل الثاني 2 بقلم سمسم

 رواية غرام الوتين الفصل الثاني 2 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل الثاني 2 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل الثاني 2 بقلم سمسم

خرجت من الغرفة هبطت الى الاسفل تقترب من والدها تقبل يده هو الاخر فابتسم لها فتلك الفتاة هى ماسته الغالية التى يحفظها بمنأى عن اى متطفل
ممدوح:” صباح الورد على عيونك يا حبيبتى كل سنة وانتى طيبة دى هديتك”
رقية بابتسامة:” وانت طيب يا بابا يا حبيبى الله ايه الهدية الجميلة دى”
أخذت رقية الهدية اتسعت ابتسامتها على ثغرها الوردى عندما وجدت ساعة يد جميلة جدا لتزين معصمها
رقية بابتسامة:” تسلميلى يابابا ربنا يباركلى فيك يارب ومتحرمش منك ابدا”
ممدوح:” عجبتك الساعة يا حبيبتى”
رقية:” اوى اوى يابابا جميلة اوى”
فردوس:” طب يلا بقى علشان تلحق تروح شغلك يا ممدوح وانتى كمان يارقية اقعدى افطرى”
سحب ممدوح حقيبته الجلدية التى تحوى بداخلها اوراق عمله الهامة وعندما هم بالخروج الا انه التفت اليهم 
ممدوح:” اه اعملوا حسابكم بكرة معزومين عند زاهر صفوان على العشاء هو كلمنى وانا وافقت”
سمعت رقية ذلك شعرت بأن قلبها تجاوزت دقاته او ان احدى خفقاته سبقت التى قبلها ابتلعت ريقها عدة مرات عندما تذكرت انها ستذهب الى منزل ذلك الشاب او الى منزل ….معذبها القاسى الذى لايتحلى بأى صفة حميدة يراها احد به سوى قلبها السخيف، نظرت اليه فردوس بامتعاض وهى تجلس على مقعدها لتتناول طعامها
فردوس بامتعاض:” هو عزومته على عينا وراسنا بس مراته الجديدة دى مبتنزليش من زور مينفعش تعتذرله وتريحنا “
ممدوح:” احنا مالنا ومالها يا فردوس كل واحد حر فى حياته وانا قبلت العزومة علشان انتى عارفة ان انا وزاهر اصحاب من زمان من  واحنا لسه صغيرين وانا مليش ادخل فى حياته”
فردوس:” بس مراته باين عليه كده يعنى استغفر الله العظيم ربنا اللى اعلم بيها ست مش مريحة ولا لبسها انا عارفة عاقله كان فين لما اتجوزها دا الناس بتضرب بيه المثل فى عقله وحكمته ايه اللى جراله لما يتجوز عيلة من دور ابنه”
نظرت اليها رقية تحاول ان تجعل والداتها ان تكف عن عد  مساؤى تلك المرأة
رقية:” ماما دع الخلق للخالق وبلاش نشيل وزر على الفاضى لو خضنا فى عرض حد ربنا اللى بيحاسب مش احنا وزى ما بابا قال كل واحد حر فى حياته احنا مش هنحاسب الناس على عمايلهم”
ممدوح بابتسامة:” ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتى يلا مش هتنزلى الصيدلية بتاعتك ولا ايه”
رقية:” هخلص فطار وآية تيجى وهروح يا بابا”
ممدوح:” ماشى يا حبيبتى انا ماشى بقى سلام عليكم”
فردوس ورقية:” وعليكم السلام”
رقية حديثة التخرج من كلية الصيدلة والدها ميسور الحال تمتلك هى وصديقتها المقربة صيدلية فى ارقى المناطق بالاسكندرية فتاة متواضعة وجميلة جدا محجبة لديها صديقة واحدة تدعو أية فهى بمثابة شقيقتها وليست صديقتها فقط
فردوس:” يلا بقى يا حبيبتى افطرى علشان تلحقى تشوفى شغلك ابوكى عكنن عليا بأم العزومة دى”
رقية بابتسامة:”  وبعدين يا ماما بقى احنا قولنا”
فردوس:” خلاص يا ست رقية هسكت اهو”
سمعوا صوت جرس الباب فتحت الخادمة الباب فوجدت صديقتها آية دلفت بابتسامة عريضة
آية:” ايه الخيانة دى بتفطرى لوحدك  ازيك يا طنط فردوس”
فردوس:” الحمد لله يا حبيبتى”
رقية:” الناس تدخل تقول السلام عليكم مش داخلة كده زى ضباط البوليس “
آية:” بس بقى انا جعانة مفيش لانشون يا طنط فردوس وجبنة كيرى”
ضحكت فردوس على كلام تلك الفتاة فهى تعرفها منذ صغرها فوالدتها صديقتها المقربة أيضاً
فردوس:” حاضر يا حبيبتى هجبلك هى امك سابتك من غير فطار ولا اية”
آية بمزاح:” لاء بس على ما جيت من بيتنا لهنا جوعت اوى”
رقية:” على اساس انك جاية من اخر الدنيا مش من البيت اللى جمبنا ولا حاجة”
آية:” هش اسكتى انتى”
ذهبت فردوس الى المطبخ لتحضر لها ما تريد نظرت الى رقية بفم مملوء بالطعام
آية:” بتبصيلى ليه كده يا اختى علشان باكل عندكم”
رقية:” علشان انتى معندكيش دم وقولتيلى كل سنة وانتى طيبة”
آية:” ليه هو النهاردة راس السنة وانا معرفش ولا إيه”
رقية:” لاء دى رجل السنة يا ام دم خفيف النهاردة عيد ميلادى انتى ناسية كمان “
آية بمزاح:” طب ما انا عارفة وحتى جبتلك باكو لبان هدية وحياتك بالنعناع كمان”
رقية:” انتى صاحبة فشنك أساساً”
آية:” انا بهزر معاكى هديتك اهى يا قمر”
ناولتها اية علبة صغيرة بها سلسلة من الفضة يتدلى منها فراشة جميلة اعجبت رقية بهدية صديقتها فقامت من مكانها واحتضنتها بابتسامة
رقية:” حبيبتى يا آية تسلميلى يارب”
آية:”  تسلمى يا قلبى يلا بقى خلينا نشوف رزقنا يا حاجة”
رقية بمزاح:” انتى متربية فين اللى يشوفك ميقولش انك بنت اشهر جراح فى اسكندرية واحدة بيئة بجد ولوكل”
آية:” بس يابت احسنلك انتى فاهمة انا كده عايشة بلطجة اذا كان عاجبك”
رقية:” عاجبنى يا اختى يلا هجيب شنطتى خلينا نمشى”
بعد ان انتهت رقية من تجهيز نفسها استقلت سيارتها بجوارها صديقتها اية متجه الى مكان عملها وهى تفكر فى كلام والدها الذى اخبرهم به هذا الصباح
????????????
ينام باهمال على سريره لا يكسوه سوى سروال قصير لم يفيق من نومه الا على لمسات تمسد على شعره فتح عينيه ببطئ يشعر بصداع عنيف يكاد يحطم رأسه تحطيماً انتفض من مكانه عندما رأى تلك المرأة تجلس بجواره تبتسم له باغراء
نانى:” صباح الخير ايه كل ده نوم يا يحيى”
انتفض يحيى من فراشه يسحب رداءه الملقى بجواره يرتديه سريعاً يوارى جسده عن انظار تلك المرأة التى تجردت من كل معانى الحياء والخجل
يحيى:” انتى بتعملى ايه هنا وازاى تدخلى من غير استئذان وانتى عارفة انا نايم براحتى”
نانى ببرود:” بقولك صباح الخير هو ده ردك عليا يا يحيى”
يحيى بحدة:” ازاى تدخلى عليا وانا كده ردى عليا”
نانى :” وفيها ايه يعنى متنساش انا مرات باباك يعنى فى مقام مامتك”
زم شفتيه بغضب عندما وجدها تقارن بينها وبين والدته الراحلة 
يحيى:” متجبيش سيرتها على لسانك انتى فاهمة”
نانى:” انت مالك متعصب ليه كده يا يحيى على الصبح شكلك كنت سكران جامد اوى امبارح”
اقتربت منه مدت يدها تمرر اصبعها على وجنته باغراء انثوى ضيق ما بين عينيه وقام بنفض يديها عنه فى حركة غاضبة
يحيى:” انتى عايزة ايه منى دلوقتى قولى وخلصينى”
نانى:” جيت اصحيك علشان باباك كان عاوزك مش عارفة ليه”
يحيى:” مش خلاص قولتيلى اتفضلى بقى اطلعى برا وحسك عينك تدخلى عليا وانا نايم كده تانى مرة انتى فاهمة”
ناظرته ببرود ارتسم بمقلتيها التى لم تترك انش واحد من هيئته لتتفرس فى ملامحه بطريقة تقزز هو منها
نانى:” انت هتفضل لامتى قليل الذوق كده يا يحيى دا انا برضه نانى ولا نسيت”
بعد ان تفوهت بكلماتها اخذته ذكرياته السيئة الى أيام معرفته بتلك المرأة التى اصبحت الآن تسمى زوجة والده
يحيى بغضب:” اطلعى برا براااا”
نانى ببرود:” اهدى يا حبيبى ليطق ليك عرق وانت عارف لو حصلك حاجة انا ازعل اوى والله”
أطلقت ضحكة صاخبة اخترقت مسامعه كره نفسه اكثر فأكثر من انه كان السبب فى دخول تلك المرأة إلى البيت فربما هذا عقاب من الله له على افعاله الدنيئة والشنيعة
قبل ان تخرج من الباب التفتت اليه تخبره بشأن دعوة والده لصديقه وعائلته لتناول العشاء معهم
نانى:” اه نسيت اقولك ان باباك عازم صاحبه اللى اسمه ممدوح وعيلته”
بعد ان قالت ما لديها خرجت من الغرفة تناول احدى الفازات الصغيرة يكسرها فى أثرها الذى شعر انه زاد من تلوث روحه المدنسة  
????????????
سمع رنين هاتفه فتح احدى عينيه ومازال النعاس عالقا بهم الا الرنين المستمر جعله يتأفف عندما حاول وضع رأسها على الوسادة الا انها تململت فى نومها تلتصق به أكثر فمد يده يسحبه هاتفه وجد اسم رمزى ينير الشاشة
ثائر بنعاس:” الو ايوة يا رمزى فى ايه”
رمزى:” انت لسه نايم يا باشا نموسيتك كحلى يا اخويا”
ثائر:” انت متصل عليا تقل أدبك فى ايه”
حاول طرد النوم عن جفونه الا انه وجد يده تبعثر تلك الخصلات الحريرية لتلك الفاتنة القابعة بين ذراعيه 
رمزى:” كويس انك لسه فى اسكندرية روح الجمارك بتاعة المينا فى مشكلة فى شحنة الادوات الالكترونية اللى جاية من اليابان روح شوف فى ايه انا كنت هبعت مهندس من هنا بس قولت طالما انت هناك فحل انت المشكلة”
ثائر بمزاح:” كاتك نيلة على الصبح جايبلى اخبار زى وشك”
رمزى:” بس يا غجرى يا شوارعى قوم شوف شغلك نايم للضهر قوم يا اخويا”
ثائر:” قامت قيامتك يا شيخ اتنيل اقفل بقى فى يومك ده”
رمزى:” يلا سلام وسلملى على وتين وعلى الاولاد”
ثائر:” يوصل ان شاء الله ياسلام لما تبقى مؤدب”
رمزى:” مؤدب غصب عنك طبعا يا ثائر واتنيل خلص بقى وارجع علشان انا زهقت لوحدى فى الشركة مش لاقى حد انكد عليه”
ثائر:” بس لما ارجعلك حاضر يا رمزى”
انتهت المكالمة كالعادة بينهم بذلك الشجار الذى لايخلو من حديثهم، وجدها تفتح عينيها تنظر اليه بعينان ناعسة
وتين:” كنت بتتخانق كالعادة مع رمزى”
ثائر:” هو فى غيره على العموم النهاردة شكلنا مش هنرجع القاهرة علشان هروح المينا ومعلش خلى زيارة قبر اهلك بكرة علشان مش عارف هرجع امتى”
وتين:” ولا يهمك يا حبيبي هقوم اعملك الفطار”
نهضت من مكانها دلفت الى الحمام ثم ذهبت الى المطبخ لتجهيز الطعام لزوجها، عندما هم بالذهاب الى الحمام وجد ورقة امام باب الشرفة الملحقة بالغرفة انحنى ليلتقطها من على الأرض وجدها ورقة من احد الاوراق التى قام بتمزيقها بالأمس لم يتضح بها سوى بعض الكلمات قرأها ثائر بصوت منخفض
ثائر:” اذا لم أكن ماضيك سأحرص على ان أكون مستقبلك سأصبح هاجس يطاردك او فكرة تجول بخاطرك “
بعد ان انتهى من قراءة ما تم نقشه على تلك الورقة اعتصرها بين يده يلقيها فى القمامة فهذا الكلام مر عليه سنوات فما ذلك الحظ الذى جعله يتذكر كل هذا وخاصة وهو يحتفل بذكرى زواجه. نفض أفكاره فما فائدة التفكير فى كل هذا الآن فصاحبة تلك الكلمات ربما هى اذا قرأت هذا الكلام ستبتسم فما كل هذا سوى ماضى لم يعد له فائدة الآن
????????????
فى مطار القاهرة الدولي… هبطت الطائرة التي على متنها تلك الفتاة التى غادرت مصر منذ سنوات وكان ذلك بأمر من والدها الذى اراد لها ان ترحل عن مصر بسبب بعض من السخافات التى كانت تفتعلها ابتسمت عندما تذكرت ذلك الرجل الذى كان السبب فى تركها البلاد فاقت من افكارها عندما سمعت صوت والدها ينادى عليها بابتسامة
فريد بابتسامة:” نورين نورين”
اقتربت سريعا من والدها تحتضنه بشوق عارم فهو كان يسافر لها فى بعض الأحيان ولكنها اشتاقت اليه كثيرا
نورين:” بابى وحشتنى اوى”
فريد:” وانتى كمان يا حبيبتى حمد الله على السلامة”
نورين:” الله يسلمك يا بابى يااااه مصر وحشتنى اوى”
فريد:” طب يلا بينا”
قامت بترتيب حقائبها فى سيارة والدها تجلس بجواره تثرثر فى مواضيع عدة فهى اشتاقت لكل شئ هنا 
فريد:” ها مقولتليش اخر معرض عملتى فيه ايه”
نورين بسعادة:” بعت كل اللوحات يا بابى كان نفسى تبقى معايا اوى”
فريد:” معلش تتعوض المرة الجاية ان شاء الله”
نورين:” ان شاء الله”
فريد:” بس ايه اللى خلاكى تقصى شعرك كده”
نورين:” حلو مش كده على الموضة يا بابى”
مدت يدها ترتب خصلات شعرها القصير خلف اذنها فهى قامت بقصه لقصة قصيرة تزيد من جمال وجهها يضفى عليها مسحة جذابة
فريد:” حلو يا حبيبتى”
استشعرت فى نبرة صوته بعدم رضاه عن عدم ارتداءها الحجاب ولكنها تشعر بأنها خطوة ليست بالهينة بالنسبة لها
نورين:” انا عارفة انك عايزنى اتحجب يا بابى بس صدقنى دى خطوة مش سهلة مش عايزة البسه وارجع اقلعه تانى “
فريد:” ربنا يهديكى يا نورين”
نورين:” ادعيلى يا بابى “
نظرت من نافذة السيارة تتأمل الشوارع فهى حرمت من كل ذلك سنوات طوال وكان كل هذا بسبب رجل احبته عن طريق الخطأ. وصلت الى المنزل وجدت نفسها تذهب الى مرسمها الخاص الذى كسى الغبار كل شئ به مدت يدها سحبت دفتر الرسم الخاص بها مسحت ما عليه من غبار عندما فتحته وجدت اول صورة تطالعها كانت صورته هو ظلت تنظر للصورة بضع لحظات ولكنها لا تشعر بشئ كأنها لم تعرفه يوماً او لم يدق قلبها له هل حقاً أحبته لانه كان يذكرها بحبيبها الراحل مثلما اخبرها والدها وضعت الدفتر مكانه وهى تأنب نفسها على تلك السخافات الماضية
????????????
 أنهى تلك المسألة العالقة بالجمارك ليعود الى المنزل يتناول طعامه يجلس مع اطفاله وزوجته ، سمعت رنين هاتفها بجانبها سحبت نفسها من جواره الا انه آبى ان يتركها تبتعد عن أحضانه .فاستكانت بين ذراعيه فتحت الهاتف بابتسامة فالمتصل لم يكن سوى مريم ففتحت الكاميرا لكى تراها
وتين:” مريم وحشتينى”
مريم:” وانتى كمان يا وتين والله هو عمو خطفك ولا ايه”
ثائر:” بتقولى ايه يا مريم”
مريم:” حبيبى يا عمو وحشتنى اوى اوى”
ثائر:” وانتى كمان يا حبيبة قلبى انتى عاملة ايه وجورى وادم عاملين ايه والواد رمزى زعلك وانا مش موجود”
مريم:” الحمد لله كويسين انت عارف رمزى”
ثائر:” زمانه بيدعى عليه بكل لغات العالم دلوقتى”
فى ذلك الوقت حضر رمزى وجد زوجته تهاتف عمها وزوجته فنظر فى شاشة الهاتف
ثائر بمزاح:” اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انصرف”
رمزى:” انصرف دا انا هاجى انصرف عليك يا ثائر يا غجرى يا شوارعى حليت المشكلة خلاص”
ثائر:”  اه حلتها يا حيلتها وبطل قلة ادب ياض انت كاتك نيلة فى لسانك المتبرى منك ده وغور خلينى اكلم مريم”
رمزى:” حيلتها و اغور ! اه ما انت ليك عين تبجح ما انت سايبنى هنا طلعان عينى لوحدى”
ثائر:” انت بتخترع الذرة يا اخويا ده الشغل ده امشيه بالتليفون”
رمزى:” لا حمد ولا شكرانية اقول عليك ايه ما انت غجرى يلا كله عند ربنا”
وتين:” هو فى ايه بقى انا عايزة اكلم مريم  بطلوا خناق”
رمزى:” قولى لجوزك يتلم يا وتين”
ثائر:” دا انا اللى شكلى هاجى المك يا رمزى”
وتين:” هات بقى التليفون ده انا هدخل جوا اكلم مريم هتضيعوا المكالمة فى الخناق ايه ده”
اخذت الهاتف من يد زوجها تدلف الى الغرفة لكى تتحدث بحريتها مع مريم التى قامت هى ايضا بالذهاب الى غرفتها
مريم:” ها مقولتليش بقى اخباركم ايه”
وتين:” الحمد لله يا حبيبتى”
مريم:” هترجعوا امتى ان شاء الله”
وتين:” ممكن بكرة باذن الله”
مريم:” تيجوا بالسلامة يارب وحشنى الرغى معاكى يا وتين مش لاقية حد اكلمه”
وتين بابتسامة:” حبيبتى يا مريم ان شاء الله رجعالك بس قولتى لجوزك على اللى اتفقنا عليه”
مريم:” لسه والله يا وتين مقولتلوش كل ما افتكر اقوله انسى”
وتين:” وانا برضه بنسى اقول لعمك بشوف عمك بيجيلى زهايمر مش عارفة ايه ده”
مريم بمزاح:” بتنسى برضه يا وتين ولا عمو هو اللى بينسيكى”
وتين:” لئيمة انتى يا مريم هو ان كان على عمك هو نسانى اسمى أصلا ربنا ما يحرمنا منه ابدا”
مريم:” اللهم امين الاولاد عاملين ايه”
وتين:” الحمد لله رائد قرب يجننى انا وعمك”
مريم:” هههههه شقى اوى رائد ربنا يباركلك فيهم”
وتين:” امين يارب متنسيش بقى تقولى لجوزك وانا هقول لعمك واشوف هيقول ايه”
مريم:” ان شاء الله ربنا يسهل”
ظلوا يتحدثون وقتا طويلا عن عدة موضوعات ولم يشعرن بمرور الوقت وبعد ان انتهت وتين من مكالمتها عادت الى زوجها متناسية بذلك ان تخبره بما تريد فهى عندما تكون برفقته لاتتذكر سوى انها تريد ان تظل تنظر اليه تمتع عينيها برؤيته التى تأسرها على الدوام
????????????
انتهت من صرف تلك الأدوية لتعود وتجلس بجوار اية التى كانت تتصفح هاتفها لتسحب الهاتف من يدها لتجعلها تنظر اليها
رقية:” سيبى الزفت ده بقى وانتبهيلى شوية انتى قاعدة تلعبى”
آية:” اخص عليكى يا رقية دا كان خلاص قربت اخلص اللعبة”
رقية بغيظ:” اه يا تافهة “
آية:” اهو يا ستى كلى اذان صاغية اتفضلى صدعينى”
رقية:” تصدقى انك جزمة يا آية”
آية:” اصل انا عارفة انك هتكلمينى عن الحيوان اللى اسمه يحيى”
رقية بغضب:” اية قولت 100 مرة متشتميش عليه”
آية:” مشتمش ! هو انا لسه شتمت انا مش عارفة عاجبك ايه فى الطور ده عايزة اعرف هو انتى مشفتيش الصور بتاعة الصبح وشوفتى البنت اللى كانت معاه وتقريبا ناسية تلبس هدومها انا بعتهالك يمكن تفوقى بقى يا رقية فوقى يا حبيبتى قبل ما تلاقى نفسك مضيعة فرصة عمرك علشان واحد ما يستاهلش “
رقية:” برضه يا اية انا غلطانة ان بكلمك على مشاعرى علشان مليش صاحبة غيرك يعنى”
آية:” حبيبتى مشاعرك دى تديها للى يستحقها مش واحد زى ده عايش حياته كلها قرف فى قرف انتى تستاهلى واحد احسن منه مليون مرة “
رقية:” على اساس انك شيفاه واخد باله منى اوى دا تقريبا ميعرفش اسمى”
آية:” احسن ربنا يعمى عينيه عنك قادر يا كريم دا انت تستاهلى سيد سيده “
رقية:” ما تخافيش هو فعلا اعمى ومبيشفش غير الستات المقرفة اللى بيسهر معاها”
آية:” طب طالما عارفة كده بتفكرى فيه ليه دا فى اقرب سلة زبالة وترميه انا مش مستوعبة اصلا يا رقية ازاى واحدة فى جمالك والتزامك تفكر فى واحد عايش حياته زى الحيوانات بيجرى ورا نزواته والله انا عقلى خلاص هيطير ازاى تحبيه ازاى”
رقية:” على اساس يعنى يا اية ان قلبى بمزاجى اقوله حب ده ومتحبش ده ده مش بمزاجى ده غصب عنى”
آية:” حبيبتى بكرة يجيلك اللى احسن منه مليون مرة اللى يصونك ويحفظك ويحميكى وانت يعنى ناسية بلاوى يحيى اللى كل شوية يعملها”
رقية:” مش جايز ربنا يهديه يا آية ويبقى انسان كويس وينصلح حاله”
اية:” دا عند ام ترتر يا رقية لو يحيى حاله انصلح دا بسلامته مش سايب ديسكو ولا كباريه الا لما دخله غير فضايحه مع البنات انتى ناسية اخر مصيبة عملها “
رقية:” لاء مش ناسية يا آية طب قوليلى اعمل ايه وكمان بكرة احنا معزومين عندهم”
آية:” متروحيش يا رقية اتحججى بأى حاجة ومتروحيش متعلقيش نفسك فى حبال الهوا الدايبة وتقعى على جدور رقبتك فى الآخر”
ظلت تفكر فى كلام صديقتها فهى معها كل الحق فيما تفوهت به ولكن ماذا تفعل فى قلبها الذى اصبح الان يخفق من اجل رجل ربما اذا سمع احد اسمه او يعلم من هو سينعتها بالجنون لذلك يجب ان تأخذ بنصيحة صديقتها وتبتعد عن تلك المشاعر والاحاسيس التى تثار فى قلبها من مجرد ذكر اسمه فقط…..
بقلم سماح نجيب”سمسم”
قامت بمراجعة كافة الاوراق الموضوعة أمامها تدرسها جيداً ترى ما اذا كانت تحتوى على اي ثغرات او ربما شئ يعرقل طموحها فى انشاء صرح عملاق مثل الذى تملكه هنا عندما تعود إلى مصر دلفت السكرتيرة تحمل بين يديها كوب القهوة الخاص بها 
نانسى:” قهوتك يا سلاف هانم”
سلاف:” ميرسى يا نانسى حجزتيلى فى المطعم للعشا النهاردة”
نانسى:” ايوة يا افندم وفستان حضرتك وصل وانا استلمته وبعته على البيت”
سلاف:” تمام كده وبالنسبة للمقابلة الصحفية بلاش بكرة اجلى ميعادهم لاخر الاسبوع”
نانسى:” بس حضرتك اخر الاسبوع مسافرة مصر”
سلاف بتفكير:” اه انا كنت ناسية خلاص خليها بعد بكرة وهم 10 دقايق بس ميزدوش انا معنديش وقت لرغى الصحفيين”
نانسى:” تمام يا افندم هبلغهم”
سلاف:” فى كمان بضاعة جاية من البرازيل بلغى المدير التنفيذى للشركة علشان يأمن عليها مش عايزة اى غلطة او اى تصرف ميعجبنيش ماشى يا نانسى”
نانسى:” اوامرك يا افندم عن اذنك”
سلاف:” اتفضلى”
خرجت نانسى سمعت سلاف رنين هاتفها ابتسمت ابتسامة خفيفة تضعه على أذنها
سلاف:” اخبارك ايه وحشتنى اوى اوى على فكرة وانا كمان وحشتك كده انت بقالك فترة مش بتسأل ليه بقى.لاء كده انا زعلانة على العموم انا جايلك مصر اخر الاسبوع هتوحشنى الشوية دول خلى بالك من نفسك  سلام يا حبيبى”
انهت مكالمتها عادت الى ما كانت تفعله حتى انتهت من اعمالها اليوم لتعود الى منزلها تدلف بثقة تقابلها الخادمة تهرول اليها سريعا بمشروبها المفضل التى تتناوله دائما عندما تعود الى المنزل
الخادمة:” مشروبك يا سلاف هانم”
 ارتشفت مشروبها اعطت الخادمة الكوب صعدت الى غرفتها قامت برمى حقيبتها باهمال على احد الارائك لتدلف الى الحمام تجلس فى المغطس المعد بعناية يحوى على افخم انواع العطور والورود تغمض عينيها تستمتع به شعرت باسترخاء وصل الى الحد الذى شعرت به انها على وشك النعاس ولكنها يجب ان تذهب سريعا لارتداء ملابسها لحضور العشاء الذى اوصت عليه فهى ستقابل شخصية مرموقة اليوم لديها معه بعض المصالح الخاصة
بعد انتهاءها من ارتداء فستانها الاسود الامع الذى يظهر بعض من مفاتنها القادرة على اغواء أى رجل كانت وضعت عطرها الثمين ارتدت عقد من الالماس يزين عنقها وقرطين للاذن اخذت حقيبتها تخرج لتستقل سيارتها أمره السائق بأن يأخذها الى وجهتها التى ستقصدها 
????????
نظرت الى المائدة التى اعدتها بكل اناقة فوالدها ووالداتها وووالد زوجها ووالدته قامت بدعوتهم للعشاء فهى تفعل ذلك مرة كل اسبوع وخاصة بعد استقرار والدها فى مصر فهو قد اكتفى من سنوات الغربة ليعود الى مصر يستقر بها وضعت الاطباق والطعام والشراب روائح تعم المنزل تثير شهوة الجوع من تلك الروائح التى تفوح من الطعام الذى اعدته بحب من اجل عائلتها انتبهت على خروج زوجها من الغرفة
أسامة:” الله ايه الروايح اللى تموت من الجوع دى يا دينا”
دينا:” ايه رأيك فى شكل السفرة كده”
أسامة بفخر:” حاجة عظمة اوى يا حبيبتى لدرجة أن انا جوعت من دلوقتى ومش قادر اصبر”
دينا:” بقولك ايه مش لازم تبوظلى شكل السفرة زى كل مرة بطل طفاسة”
اسامة:” بطل طفاسة! فى ست تقول كده لجوزها”
دينا:” ههههه لما جوزها يهدلها اللى بتعمله بتقول كده”
أسامة بلؤم:” طب بلاش اكل ادينى حاجة تانية”
دينا:” حاجة تانية زى ايه تقصد ايه”
اسامة:” حاجة زى كده يا حبيبتى”
اقترب منها ومال اليها ولكن قبل ان يصل الى مبتغاه سمع صوت جرس الباب فابتعدت عنه سريعاً مخيبة بذلك اماله فى عناقها
دينا:” جرس الباب بيرن روح افتح الباب بقى”
أسامة:” رايح يا اختى افتح الباب”
قام بفتح الباب بابتسامة لرؤية والده ووالدته وايضا خالته وزوجها قام بالترحيب بهم
أسامة:” ايه النور ده كله اتفضلوا”
نادية:” يزيد فضلك يا حبيبى”
أمينة:” خد يا اسامة المانجا اهى انا مش عارفة مراتك طلبتها ليه”
رفعت بابتسامة:” هى مراتك عملتها وحامل ولا ايه يا اسامة”
دينا بضحك:” ابدا والله اوعى تشكوا فيه انا طلبتها طفاسة بس مش اكتر”
مدحت:” بالف هنا وشفا على قلبك يا حبيبة ابوكى”
دينا:” تسلملى يا بابا نورتونا اتفضلوا الاكل جاهز”
جلسوا جميعا على السفرة يدور بينهم حوار فكاهى ربما يتذكرون بعض الذكريات الفكاهية يمزحون فيما بينهم يضفى جو من الالفة والمحبة الاسرية بين افراد هذه العائلة وخاصة وجود طفلين صغيرين يفتعلون بعض المواقف المضحكة تجعل اجدادهم يضحكون على افعالهم
????????
يجلس هؤلاء الصغار فى غرفتهم كل منهم يحمل بيده هاتف يشاهد احدى برامج الكارتون الشهيرة لمحوا دلوف أمهم الى الغرفة فقاموا باخفاء الهواتف اسفل الوسائد يتظاهرون بالنوم رفعت احدى حاجبيها من صنيعهم فهو يظنون بذلك انها لا تعرف ماذا يفعلون
وتين:” حلو شغل الاستعباط دى يا حبايبى “
تظاهر رائد بالنوم يكلمها بصوت يشوبه نبره النعاس فهو يريد ان يوهمها انهم بالفعل نائمون
رائد :” ماما احنا نايمين اوى خالص ازاى”
وتين:” لا والله نايمين خالص وصوت الكارتون ده جاى منين”
رائد:” تلاقى بابا اللى بيتفرج عليه”
وتين بشهقة:” هااا وكمان بتتهمها فى بابا انت مش عارف ان الكذب حرام وكده ربنا هيزعل منك يا رائد”
رؤوف:” الصراحة يا ماما احنا اللى كنا بنتفرج على الكرتون”
جوانا:” ايوة يا مامى سورى مش تزعلى مننا”
وتين:” خلاص هاتوا التليفونات دى مفيش تليفونات تانى النهاردة”
رائد برجاء:” شوية بس يا ماما”
وتين:” لاء كفاية كده علشان عينيكم متتعبش من الاضاءة بتاعة التليفون ثم انا هحكيلكم حدوتة حلوة النهاردة”
اخذت منهم الهواتف ظلت تقص عليهم بعض من القصص والحكايات عن اهمية الصدق وترك الكذب حتى سمعت انتظام انفاسهم معلنة عن دخولهم الى عالم الخيال قامت بتقبيلهم ثم خرجت من غرفتهم تتجه الى غرفتها تجده جالسا على الفراش يضع جهاز اللاب توب على أمامه ينهى بعض من الاعمال العالقة ويراجع ايضا بعض الاعمال التى تحتاج الى موافقته عليها رفع بصره وجدها تدلف الى الغرفة ابتسمت له جلست بجواره
ثائر:” الاولاد ناموا خلاص”
وتين:” ايوة بس طبعا بعد ما اخدت منهم التليفونات اللى خلاص هتلحس دماغهم دى”
ثائر:” اعمليهم بس وقت محدد يتفرجوا عليه”
وتين:” عملت كده وخبيت التليفونات مش عارفة بيعرفوا مكانها ازاى وخصوصاً رائد”
ثائر:” ههههه رائد مش مخلى على حيطته غبار بسلامته مفيش مصيبة معملهاش”
وتين:” والله بجد هيودينى مستشفى المجانين”
ثائر بحنان:” بعد الشر عليكى يا وتينى”
وتين:” تسلملى يا حبيبي قربت تخلص شغلك على اللاب”
ثائر:” خلاص على وشك ان اخلص”
وتين:” هقعد فى الفراندا اشم هوا على ما تخلص”
جلست فى الشرفة تستمتع بالنسيم العليل حتى غلبها النعاس وهى جالسة فى مكانها بعد ان انتهى مما يفعل دلف الى الشرفةوجدها نائمة على الكرسى ابتسم واقترب منها يقرص وجنتها بخفة 
ثائر بهمس:” وتينى وتين اصحى”
تململت فى نومها فتحت عينيها وجدته ينظر اليها فابتسمت له ابتسامة قاتلة تلك الابتسامة التى كانت السبب فى هدم حصون قلبه الجليدية فيما مضى وضع كف يده على وجنتها يغمرها بحنان يجعل قلبها يزداد فى خفقانه قام بحملها بين ذراعيه وضعت ذراعيها حول عنقه لمسة يدها تشبه نعومة الحرير وهى تتحسس قسمات وجهه 
وتين بتنهيدة عشق:” انا بحبك اوى اوى يا ثائر”
ثائر:” وانا بعشقك يا وتينى “
اضاءت عينيها لمعة قوية كإنارة ترشده الى طريق النعيم الذى لا يجده سوى معها هى فقط ولما لا فهى زوجته وام أطفاله ومعشوقته التى تجعله لا يلتفت الى اى انثى اخرى فهى كأنها اغنته عن نساء العالم أجمع
????????????
يحاول ان يفيق من اثر ليلة البارحة التى قضاها كالمعتاد فى احد البارات يحتسى من الخمور ما يجعله عاجز عن معرفة من يكون طلب من الخادمة ان تعد له كوب من القهوة لعله يخفف من اثر الصداع الذى أصاب رأسه
الخادمة:” القهوة يا يحيى بيه”
يحيى:” ماشى سبيها وروحى انتى”
اخذ فنجان القهوة يحتسيه ببطئ عندما سمع صوت والده ينادى عليه
زاهر:” يحيى يحيى”
اغلق عينيه بتأفف الا انه رسم ابتسامة مقتضبة على شفتيه نظر الى والده وهو يرفع فنجان القهوة ليحتسى منه 
يحيى:” نعم يا بابا خير”
زاهر:” انت مجتش الشركة ليه النهاردة يا بيه”
يحيى:” تعبان شوية فمقدرتش اجى”
زاهر:” وتعبان من ايه سعادتك من القرف اللى بتشربه مش كده تسهر طول الليل وتنام طول المهار ومبتعملش حاجة تانية فى حياتك غير كده”
قلب عينيه بملل مما يسمعه فهذا الحوار لا يكف عنه ابدا فهو قد اصابه السأم من كلام والده المعتاد
يحيى:” لو سمحت يا بابا ارجوك بلاش الكلام اللى كل يوم تسمعهولى ده”
زاهر بغيظ:” انا الصراحة تعبت منك مش عارف اعمل معاك ايه”
يحيى:” متعملش حاجة سيبنى براحتى”
زاهر:” يحيى انت مش ناوى تتجوز بقى”
بصق ما فى فمه من قهوة بعد سماع كلام والده هل يريده ان يتزوج هل يريد تقييد حريته فهو تزوج مرة واحدة وكان ذلك بضغط من والده لتصليح خطأه بحق فتاة كان قد سلبها اعز ما تملك بدناءته
يحيى:” اتجوز! اتجوز ازاى يعنى وعايزنى اتجوز تانى مش كفاية المرة اللى غصبت عليا اتجوز فيها”
زاهر:” تتجوز زى ما كل الناس بتتجوز والمرة اللى بتتكلم عنها كان بسبب صياعتك يا بيه”
يحيى:” انا مبسوط كده ومرتاح ومش عايز وجع دماغ تانى انا نفدت من المرة اللى فاتت بأعجوبة”
فى ذلك الوقت حضرت تلك المرأة المدعوة نانى فهى تريد معرفة عن ماذا يتحدثون
نانى:” مالكم فى ايه”
زاهر:” البيه بقوله اتجوز مش راضى”
نانى:” سيبه براحته يا حبيبى هو انت هتجوزه غصب عنه يحيى راجل وعارف مصلحته”
اردفت كلماتها تنظر اليه نظره هو يعرف مغزاها جيدا فلو بيده الآن لكان قبض على عنق تلك المرأة يزهق روحها فهى امرأة لا تخجل ابدا كحية رقطاء تعيش معهم تنتهز فرصتها لتلدغه احدى لدغاتها التى ربما ستودى به الى النهاية
يحيى باستهزاء:” اه نانى هانم قالتهالك يا بابا”
زاهر:” اعمل حسابك النهاردة عمك ممدوح ومراته وبنته جايين على العشا”
يحيى ببرود:” وانا اعمل ايه يعنى هم ضيوفك ولا ضيوفى”
زاهر بغضب:” لااا دا انت زودتها على الاخر ومبقتش تعمل احترام لكلامى ابدا”
هب من مكانه يريد الذهاب الى غرفته فهو لا يريد سماع كلمة اخرى او يرى نظرات تلك المرأة له
يحيى:” عن اذنكم”
زاهر:” رايح فين سيادتك دلوقتى”
يحيى:” طالع اوضتى هاخد شاور علشان انضف علشان اعرف اقابل ضيوفك ميصحش يشوفوني وانا كده ويعرفوا انك معرفتش تربى ابنك”
ذهب الى غرفته جلس زاهر مكانه بتعب فمتى ينصلح حاله الذى ربما يحتاج الى معجزة الهية لتجعله يحيد عن طريق الخراب الذى اتبعه منذ سنوات 
تجلس رقية فى سيارة والدها متجهين الى منزل زاهر صفوان تأنب نفسها مرار وتكرارها على خضوع عقلها لقلبها وعدم رفضها الذهاب فهى قد اقتنعت بعدم الذهاب لتجد نفسها ذاهبة بملء ارادتها وصلوا الى منزل مضيفهم
زاهر:” اهلا ممدوح نورتونا ازيك يا مدام فردوس ازيك يا رقية”
رقية بخجل:” الحمد لله يا اونكل زاهر”
ممدوح:” دا نورك انت اهلا مدام نانى”
نانى بابتسامة باردة:” اهلا نورتونا اتفضلى يا مدام فردوس”
فردوس:” يزيد فضلك يا حبيبتى”
امتعضت فردوس عندما رأت ما ترتديه تلك المرأة فهى ترتدى فستان يكشف عن ساقيها وذراعيها بدون ادنى خجل.بعد الجلوس قليلا التفوا حول المائدة لاتراه موجودا حتى الآن حتى سمعت صوت خلفها جعل الطعام يرفض ان يعبر حلقها يسد عليها مجرى الهواء فهى على وشك الاختناق
يحيى:” اهلا منورين يا عمو ممدوح”
سعلت رقية بشدة بعد سماع صوته فانتبهت والداتها عليها
فردوس:” حبيبتى فى ايه مالك”
رقية بابتسامة:” مفيش يا ماما انا كويسة”
جلس على الكرسى المقابل لها يتناول طعامه بدون ان يرفع وجهه كأنه بانتظار ان ينتهى هذا الوقت سريعاً فهو كأنه  يقضى عقوبة لم ينقذه سوى رنين هاتفه فاعتذر مغادرا مائدة الطعام .بعد ان انتهوا من تناول العشاء ارادت رقية الذهاب الى الحمام ولكن اثناء ذهابها سمعت صوته لم تمنع نفسها من سماع مكالمته مع تلك التى يحدثها على الهاتف
يحيى :” ايوة يا قمر اخبارك ايه شوية كده وجايلك بس اصل ابويا مدبسنى فى عزومة كده اخلصها واجيلك النهاردة هنسهر للصبح انا وانتى والقمر تالتنا دا انتى وحشانى اوى يا حبيبتى”
ثم سمعت صوت ضحكته العالية وجدت قدميها تسوقها سريعا الى الحمام اغلقت الباب لم تمنع دموعها التى تساقطت رغما عنها، فلو كان نصل اصاب قلبها لما مزقه مثلما مزقته كلماته لتلك التى يحدثها يخبرها عن مخططهم لهذه الليلة التى ربما سيقضيها برفقتها 
????????????
انتهت من الدعاء لوالديها قامت بمسح دموعها التى تساقطت على وجنتيها مد ذراعه يحاوط كتفها بحنان يواسيها فكل مرة تأتى الى هنا ينتهي بها المطاف إلى الحزن والبكاء .اراحت رأسها على كتفه تحاول تهدئة نفسها 
ثائر بحنان:” اهدى يا وتينى كفاية عياط يا قلبى”
وتين بدموع:” كل مرة اجى هنا كأنهم سابونى من يوم مش من سنين”
ثائر:” ربنا يرحمهم يا حبيبتى”
وتين:” اللهم امين يارب العالمين تسلملى يا حبيبي”
ثائر:” تسلميلى يا حبيبتى يلا علشان الاولاد لوحدهم فى العربية ومش بعيد الاقى رائد سايقها دلوقتى”
افلتت منها ابتسامة غصباً عندما ذكر افعال صغيرهم الذى يعتبر كأنه كارثة بشرية تمشى على قدمين رفعت ذراعيها تحاوطه تدفن رأسها فى تجويف عنقه تشعر انها تقبض على سعادة العالم بأسره لانها تنتمى الى هذا الرجل
وتين:” على رأيك يلا بينا زمانه جنن رؤوف وجوانا معاه”
ثائر:” انا مش عارف تؤامهم ازاى ده دا فرق السما عن الارض ربنا يهديه يارب”
وتين:” امين يارب يلا بينا”
سارت بجواره تتشابك أصابعهم تشعر بانها وضعت قلبها فى كف يدها وهو يقبض عليه بهيمنة رجولية وبسطوة عشق لن ولم تراها من قبل فدائما ما يجعلها تشعر انها مازالت نلك الفتاة التى اغرمت به منذ الوهلة الاولى التى رأته فيها كأن كل تلك السنوات لم تغير ما بداخلها او استطاع اى شئ ان يجعل نيران عشقها له تنطفىء
وصلوا الى السيارة نظر بداخلها وجد رؤوف وجوانا فقط شعر بالخوف فأين ذهب رائد
ثائر بخوف:” رؤوف اخوك فين مش كان معاكم هنا”
جوانا:” مسمعش الكلام يا بابى ونزل من العربية”
رؤوف:” انا فضلت انادى عليه كتير يا بابا بس مسمعش كلامى ومشى”
وتين:”  معناه ايه الكلام ده رائد راح فين ابنى فين”
ظلت تدور حول نفسها كالمجنونة فأين ذهب رائد ؟تملك الخوف منه هو أيضاً  فظل يركض فى كل مكان لعله يراه ينادى بأعلى صوته
ثائر:” راااائد حبيبى انت فين رائد”
وتين بخوف شديد:” رائد حبيبى يلا تعال انت فين”
انهارت بالكامل صارت تبكى بشدة يهتز جسدها من اثر بكاءها وشهقاتها 
وتين بدموع غزيرة:” ثائر ابنى فين انا عايزة ابنى يا رااااااائد”
يتبع..
لقراءة البارت الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشقت قوتها للكاتبة مريم مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى