روايات

رواية شظايا أنثى الفصل السادس 6 بقلم بتول علي

رواية شظايا أنثى الفصل السادس 6 بقلم بتول علي

رواية شظايا أنثى الجزء السادس

رواية شظايا أنثى البارت السادس

رواية شظايا أنثى
رواية شظايا أنثى

رواية شظايا أنثى الحلقة السادسة

بعدما خرجت مريم من هذا البيت اللعيـ…ـن وعزمت على عدم العودة إليه مرة ثانية أخذت تفكر كثيرا إلى أين ستذهب فهي ليس لديها أقارب وإذا لجأت إلى والدها فسوف يعيدها إلى منزل بهاء بعدما يشبعها ضـ…ـربا.
تنهدت مريم بحسرة فهي لم تأخذ معها سوى هاتفها وابنتها ، تذكرت في هذه اللحظة صديقتها رانيا حينما أخبرتها أنها ستدعمها وتقف بجانبها عندما تكون بحاجتها.
لم تتردد مريم كثيرا قبل أن تتصل برانيا وتخبرها بما حدث معها وكما توقعت فقد رحبت بها رانيا في منزلها.
بعد مرور بضع ساعات جلست مريم بجوار رانيا وقالت لها بإصرار:
-“أنا خلاص قررت يا رانيا أني أسمع كلامك ، أنا عايزه أتطلق من اللي اسمه بهاء ده ، نفسي أرتاح بقى لأني فعلا تعبت أوي ومبقاش عندي طاقة أستحمل العيشة المقرفة دي أكتر من كده”.
أومأت رانيا وهمست بهدوء:
-“وأهلك مش خايفة من ردة فعلهم ولا من اللي ممكن يعملوه معاكِ لما يعرفوا أنك مصممة على الطلاق؟”
أجابتها مريم بالنفي وهي تنظر إلى ابنتها التي تلعب بعيدا مع ابنة رانيا:
-“لا مش خايفة منهم وهما أصلا مبقوش يهموني ولا يفرقوا معايا في حاجة ، محدش اتعذب وداق المرار غيري وكله من تحت رأسهم ، كفاية عليا منظر أمي اللي ماتت بحسرتها عليا لما شافت بهاء بيضـ…ـربني قدامها”.
ابتسمت رانيا قائلة بتشجيع فقد أسعدتها مريم بهذا القرار الذي سيرد لها جزء من كرامتها التي أهدرها بهاء وعائلته على مدار بضع سنوات من الإهانة والظلم والقهر:
-“متحمليش هم الموضوع ده يا مريم أنا هطلقك من بهاء ومش بس كده هجيبلك كل حقوقك منه وده وعد شرف من رانيا السيوفي بس فيه طلب بسيط عايزاكِ تنفذيه”.

 

 

قطبت مريم جبينها وهي تتساءل بتعجب:
-“طلب إيه ده يا رانيا؟! شوفي إيه اللي مطلوب مني أعمله وقوليله وأوعدك أني هنفذ على طول لأن أنا عندي استعداد أعمل أي حاجة في سبيل أني أخلص من بهاء”.
هتفت رانيا بجدية يشوبها الكثير من الفخر بمريم التي قررت أخيرا أن تثور وتعلن رفضها لتلك الزيجة المريرة التي أُجبرت عليها من رجل قاسي يحمل لقب “أب” زورا وبهتانا فهو لم يكن أبدا سندا وأمانا لابنته الوحيدة مثله مثل بعض الرجال الذين لا يعرفون شيئا عن الأبوة:
-“أنا عايزاكِ يا مريم تتكلمي وتحكيلي شكل حياتك مع بهاء كان عامل إزاي لأن هستغل كل الحاجات دي في القضية اللي هرفعها على بهاء”.
ارتجفت مريم بعدما تذكرت بعض الفظائع التي ارتكبها بهاء في حقها ومن بينهم إحضاره لتلك المدعوة زيزي وإجباره إياها على غسل قدميها وغيرها من المواقف التي أهانها بها أمام عاهراته.
عدم قدرة مريم على الحديث عن تفاصيل حياتها جعل رانيا تحضر لها الأوراق والأقلام لكي تكتب كل شيء مرت به وها هي رانيا قد انتهت أخيرا من قراءة كل كلمة من الكلمات التي سطرتها مريم بخط يدها وحان الآن الوقت لكي تنفذ الوعد الذي قطعته على نفسها بأن تجلب لمريم المظلومة حقها من زوجها وعائلته.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
وصل إخطار المحكمة إلى منزل بهاء الذي جن جنونه بعدما علم أن مريم قد رفعت عليه قضية طلاق وكذلك غضب عبد الستار بشدة ووبخ مريم بشدة بعدما استطاع أن يعلم مكانها عن طريق إحدى الصدف ولكنها وقفت في وجهه ولم تكترث لثورته:
-“رجوع لبهاء ومش هرجع وأعلى ما في خيلك اركبه ، أنا النهاردة مش بنتك ولا عايزة أعرفك ، اعتبر أن البنت اللي على طول كنت بتعاقبها وبتتهمها أنها هتجيبلك العار ماتت خلاص وريحتك من عارها ، امشي من هنا أنا مش عايزة أشوفك تاني كفاية عليا كل اللي جرالي بسببك طول السنين اللي فاتت ، روح يا شيخ منك لله وحسبي الله ونعم الوكيل فيك”.
صاح عبد الستار بعصبية شديدة وحاول أن ينال من مريم ولكن منعه وقوف رانيا كحائل بينه وبينها:
-“أنتِ بتحسبني عليا في وشي يا خلفة عار!! مش هسيبك النهاردة غير لما أكسـ…ـر عضمك وهخليكِ تقولي حقي برقبتي ، الله يجحمـ..ـها أمك هي اللي بليتني بيكِ ودلوقتي أنتِ مفكرة أني عشان كبرت في السن وعجزت يبقى خلاص مش هقدر أشكمك وأربيكِ”.
زمجرت مريم وصرخت بجنون تملكها بعدما سمعت دعواته على والدتها الراحلة:
-“إياك تجيب سيرة أمي على لسانك يا مفتري ، كفاية عليها أنها فضلت مستحملة قرفك طول عمرها وأنت كافأتها بالذل والإهانة لغاية ما ماتت بحسرتها بعد ما قهرتها ووجعت قلبها على بنتها الوحيدة ، روح يا شيخ منك لله أنا عمري في حياتي ما حسيت أن ليا أب وخليك عارف أن لو انطبقت السماء على الأرض فأنا مستحيل أمشي في جنازتك لما ربنا يـ..ـاخدك ويريحني منك”.
-“وكمان عايزاني أموت!! ده أنا هقتـ…ـلك وهشرب من دمـ…ـك يا فـ…ـاجرة”.
قالها عبد الستار وهو يحاول أن يزيح رانيا التي صرخت في وجهه وهي ترمقه بنظرات مشمئزة:

 

 

-“امشي من هنا يا راجل أنت بدل ما أطلبلك البوليس وأعملك محضر وساعتها هتقول حقي برقبتي ، أنا بيتي مش وكالة من غير بواب عشان تيجي تزعق وتهدد ضيفتي وتفكر أن مفيش حد هيقف في وشك ، لا فوق لنفسك والزم حدودك أنت لولا أنك راجل كبير في السن كان زماني اتصرفت معاك بالشكل اللي يليق بأمثالك ، اتفضل بقى لو سمحت اطلع برة شقتي من غير مطرود بدل ما أنفذ تهديدي وأخليك تبات النهاردة في الحبس”.
خرج عبد الستار من شقة رانيا وهو يزفر بغيظ ويتوعد لابنته التي تمردت عليه وصارت تعصيه وترفض أوامره بكل تبجح مستغلة وجود رانيا ووقوفها بجوارها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
لوت فتحية شفتيها هاتفة بغيظ:
-“البنت دي زودتها أوي يا نورا ، تصوري أنها رفعت قضية طلاق على أخوكِ!!”
زفرت نورا بحدة قائلة:
-“هي شكلها اتجننت رسمي بس معلش يا ماما خليها تلعب شوية اليومين دول، أنا واثقة أن بهاء مش هيسكت على اللي هي عملته وهيعمل معاها الصح عشان يربيها ويخليها تبوس رجله وتبقى تحت طوعه مرة تانية من غير ما تفتح بوقها”.
أطلقت فتحية تنهيدة وهي تهتف بتأمل:
-“ياريت فعلا كلامك يبقى صح يا نورا وبهاء يعرف يتصرف لأن لو مريم كسبت القضية ساعتها هتقدر تقلب أخوكِ وتاخد منه اللي وراه واللي قدامه واحنا مش هنيجي على أخر الزمن نسيب حتة عيلة عبيـ…ـطة زي دي تذلنا وتجرجرنا وراها في المحاكم”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
-“الحقيني يا رانيا بهاء هددني أنه هياخد سلمى مني لو متنازلتش عن القضية ورجعت ليه”.
أخبرت مريم رانيا بما فعله بهاء فمطت الأخيرة شفتيها قائلة:
-“متقلقيش يا مريم ، هو ميقدرش يعمل كده لأن قانونيا الحضانة من حقك مش من حقه وكل اللي هو بيعمله ده مجرد تهديد مش أكتر”.
نظرت مريم إلى الأرض بحزن وأردفت بصوت منخفض لا يكاد يسمع:
-“تصوري أنه قالي أنه موافق يطلقني بس بشرطين ، الأول أنه ياخد بنتي والتاني أني أتنازل عن كل حقوقي وميبقاش ليا عنده أي حاجة”.
هتفت رانيا بصوت خافت وهي تكز على أسنانها بغيظ:
-“الـ…ـحقير عارف أنك هتكسبي قضيتك بسهولة وده اللي مخليه يلعب بأعصابك عشان يطلع هو الكسبان … أنا مش عايزاكِ تقلقي خالص يا مريم ، أنتِ هتكسبي القضية وهتاخدي بنتك وكل حقوقك كمان وخليه يخبط رأسه في الحيط بلاش قرف”.
بدأت معركة مريم للحصول على الطلاق مع أخذ جميع حقوقها ، لم يكن الأمر بهذه السهولة وخصوصا بعدما اتهمها بهاء أنها أخذت مجوهراتها عندما غادرت المنزل وحتى يثبت هذه التهمة عليها دفع رشوة لبعض الجيران لكي يشهدوا على ذلك.
لم يكتفِ بهاء بهذا بل قام أيضا باتهام مريم أنها على علاقة بأحد الأشخاص ووضح أنه يشك أن هذا الرجل هو نفسه شريف ابن جارتها القديمة وادعى أن هذا هو السبب الحقيقي وراء رغبة مريم في الحصول على الطلاق منه.
بكت مريم كثيرا وأخذت تدعو الله أن ينتهي كل هذا الألم حتى تعيش بسلام مع سلمى دون أن يعكر صفو حياتهما أي شيء يخص بهاء وعائلته.

 

 

كفكفت مريم دموعها بأناملها عندما رأت رانيا تقف بالقرب منها وتهتف بغيظ:
-“الـ…ـواطي مفكر أنه لما يتهمك شوية الاتهامات الخايبة دي فكده أنتِ مش هتعرفي تاخدي منه أي حاجة ، بس هو ميعرفش أن رانيا السيوفي لما بتحط حاجة في دماغها بتنفذها على طول ومش أنا اللي على أخر الزمن أخسر قضية قدام واحد زي ده ، أنا مش عايزاكِ تقلقي يا مريم وخليكِ واثقة أني مش هسيب بهاء غير لما يطلقك وتاخدي حقوقك منه”.
هزت مريم رأسها قائلة بتصميم:
-“أنا مستحيل أتنازل عن حاجة للـ…ـحقير ده ومهما عمل هفضل وراه لحد ما أوصل لهدفي”.
هتفت رانيا بتساؤل وهي تضع يديها أسفل ذقنها:
-“أنتِ ليه مقولتيش أن شريف رجع من السفر واستقر هنا في مصر؟!”
هزت مريم كتفيها قائلة:
-“أنا مكنتش أعرف أصلا أنه رجع غير بعد ما بهاء اتهمني أني على علاقة بيه ، أنا أخر حاجة سمعتها عن شريف هي أنه اتجوز واحدة وخلف منها بنت وبعد ما مراته ولدت جالها سرطان وماتت وعلى حسب ما عرفت البنت دي عايشة مع جدها والد أمها”.
تنهدت رانيا وهي تهتف بجدية:
-“احنا لازم نخلي بالنا كويس الفترة اللي جاية ومهم جدا تبعدي خالص عن شريف ومتحاوليش تتواصلي معاه بأي شكل لأن بهاء بيستغل رجوعه عشان يضغط عليكِ”.
أومأت مريم مؤكدة:
-“من غير ما تقولي يا رانيا ، أنا مفيش بيني وبين شريف أي حاجة عشان أتواصل معاه ، الموضوع ده انتهى من زمان والكلام فيه ملوش أي لازمة”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
تملكت الفرحة من شريف بعدما علم أن مريم تمكث مع صديقتها وأنها قد رفعت قضية طلاق ضد بهاء حتى تتخلص من رابط الزواج الذي يجمعها به.
لاحظت إحسان السعادة المرتسمة على وجه شريف فهتفت بجدية تحاول انتشاله من بحر أحلامه الوردية قبل أن يصطدم بصخرة الواقع المرير:
-“متتأملش كتير يا شريف ، بهاء بيحاول يخلي مريم ترجعله بكل الطرق وممكن هي توافق عشان خاطر بنتها أو ممكن ترفضك أصلا لأنك محاولتش تتقدم ليها زمان قبل ما بهاء يتقدم فبلاش تعلق نفسك بحبال دايبة”.
هتف شريف بإصرار ليس له مثيل من وجهة نظر إحسان:
-“أنا مش هخلي مريم تضيع منّي تاني يا خالتي وبالنسبة لبنتي وبنتها فأنا هخلي بالي منهم ومش هحرمهم من أي حاجة”.
رفعت إحسان حاجبيها باستغراب وسألته:
-“وأنت إيه اللي يضمنلك أن مريم هتوافق تربي بنت مش بنتها؟!”

 

 

أجاب شريف بابتسامة:
-“اللي يضمنلي هي طيبة قلبها اللي مفيش زيه واللي رغم كل اللي حصلها هتفضل نقية من جواها ومفيش حاجة هتغيرها”.
نهضت إحسان وتوجهت نحو المطبخ وهي تتمتم بحنق:
-“أنا أقوم أحسن من هنا عشان مرارتي مش مستحملة ، اللي يشوف شريف كده يقول أنه كان بيتكلم 24 ساعة مع مريم وأنه حافظها أكتر من نفسه ، صبرني يا رب على جنان ابن أختي”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
ذهب بهاء إلى أحد المنازل وطرق الباب وابتسم بعدما رحب به صاحب المنزل الذي استقبله في غرفة الصالون قائلا:
-“منور يا أبو الصحاب ، عاش من شافك ، تشرب إيه يا بهاء؟”
هتف بهاء بجدية شديدة وهو يضع ساق فوق ساق:
-“هبقى أشرب معاك حاجة بس في وقت تاني لأن أنا جايلك النهاردة وعايز منك خدمة مهمة جدا هتحل ليا المشكلة اللي بواجهها في الوقت الحالي ومتقلقش أنا هديك اللي أنت عايزه ومش هبخل عليك في حاجة”.
-“وأنا رقبتي سدادة ومش هتأخر عليك ، شوف أنت عايز إيه وأنا هساعدك”.
نطق الرجل هذه الكلمات بدون أي تردد فاتسعت ابتسامة بهاء الذي سرد تفاصيل تلك الخدمة التي يريدها وعندما استمع رفيقه إلى هذا الكلام تبدلت ملامحه مائة وثمانون درجة فهذا الكلام الذي سمعه قبل بضع ثوانٍ يعد دربا من دروب الجنون.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شظايا أنثى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى