روايات

رواية أميرة القصر الفصل الثالث عشر 13 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل الثالث عشر 13 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء الثالث عشر

رواية أميرة القصر البارت الثالث عشر

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة الثالثة عشر

أعتنت جينا بملابسها ومكياجها أكثر مما تفعل فى العاده
أتصل بها يوسف وأخبرها أنه سيسبقها الى الأسفل لأنتظار أيمان وعندما تنتهى تلحق بهما .
وجدتهما جالسان فى المشرب وعلى الطاوله أمامهما كوبين من العصير , بدت أيمان جميله فى فستان من الساتان الأسود بسيط وأنيق لا بهرجه فيه أو مجوهرات زائده فقط عقد من اللؤلؤ وقد رفعت شعرها البنى بشينيون أبرز ملامح وجهها الناعمه , سارت جينا بأتجاههما غافله عن نظرات الأعجاب التى كانت تلاحقها , كانت أشبه بالحلم بفستان من الشيفون يتنافس فى زرقته مع زرقة عينيها وطبقاته التى تصل الى كاحليها تتهادى برقه حول قدميها وكانت تحمل على ذراعيها معطف من الفرو الأبيض وكما تحب دائما تركت شعرها منسدلا ترفعه بمشبك ماسى من جهه واحده .
عرف يوسف بقدومها , فهل هناك من أحد غيرها يدير الرؤوس بهذا الشكل وان كانت فى عاصمة النور المعروفه بالنساء الجميلات والأناقه فى الأزياء؟ وقف وأستدار اليها ورآها وهى تقترب فتلوت أحشاءه بأضطراب وعلقت أنفاسه وعيناها تتعلقان بعينيه , ان كان من ضمن تمثليتها أن تلعب على مشاعره فيجب ان يخبرها أنها لن تحتاج الا لمد يدها فقط ليجثو على ركبتيه عند قدميها .
رعشه لذيذه مرت بجسدها وهى ترى الأعجاب فى عينيه وعندما أمسك بيدها تمنت ألا يفلتها من يده أبدا فبعد أن رفعت النقاب عن حقيقة مشاعرها نحوه تدفق شوقها اليه بقوة الى درجه أخافتها وأعجبتها فى نفس الوقت وجعلتها ترغب فى أن يختفى العالم من حولهما ولا يبقى سواهما.
******
تناولوا العشاء فى أحد المطاعم القريبه من دار الأوبرا وظلت جينا هادئه لا تتكلم كثيرا .
وصلا الى المسرح قبل دقائق من بداية العرض وجلس يوسف بين الفتاتين , حاولت جينا فى البدايه التظاهر بمتابعة العرض ولكن بعد دقائق لم تعد تتظاهر ووجدت نفسها تتأثر بالروايه ولم يعد الغناء الأوبرالى يشبه الصراخ فى أذنيها وتعاطفت مع شخصية عطيل وسالت دموعها فى مشهد الموت الأخير وكانت فرصه لتبكى حزنها الداخلى معه .
مد يوسف يده وأحتضن كفها بين يده برقه , كانت دموعها حقيقيه وليست تمثيلا فجينا لم تتصنع البكاء يوما , وكقضبيى المغناطيس عندما يتقابلان مالت نحوه ويدها الأخرى تحتضن ذراعه وأقترب رأسه منها ليكتمل مشهد لم تستطع أيمان الا أن تلاحظه وتتعجب له وتقلق منه أيضا , فالعلاقه بينهما تبدو مختلفه عما وصفتها عمتها ليلى حتى جينا لم تكن تلك الفتاة العصبيه الوقحه وأنما تبدو كئيبه أو حزينه أو أن هناك ما يؤلمها .
******
أستقلا سيارة أجرة بعد أن ودعا أيمان , وقد بدأ يوسف يقلق من هدؤها الذى طال والحزن الذى يغلفها وبدأ يتساءل أن كان ظنه بها لا أساس له من الصحه أم أنها مازالت متأثرة بالمسرحيه .
كانت جينا تنظر من النافذه شارده عندما بدأ الثلج فى الهطول فأشرق وجهها وفتحت النافذه وأخرجت يدها تستقبله على كفها
تمتم يوسف برقه
يوسف : الجو برد عليكى أقفلى الشباك .
نظرت اليه متوسله
جينا : يوسف من فضلك ينفع ننزل ؟
دهش لطلبها ولكنه لم يجد لديه القوة لرفض شئ تتمناه فطلب من السائق أن ينزلهما , تأكد من أنها أغلقت أزرار معطفها جيدا فلو مرضت لن يلوم الا نفسه ثم سارا معا على الرصيف يدا بيد وكان الثلج يزداد هطوله
يوسف : عاجبك كده ؟ .. هنعيا بسببك .
ضحكت وقالت بالفرنسيه
جينا : أستمتع .
ضحك لضحكتها ثم لمح رجلا يصعد درجات سلم منزله وهو يغلق مظلته
يوسف : أستنى هنا .
أسرع وراء الرجل قبل أن يغلق الباب خلفه , أجفل الرجل فى البدايه وببضعة كلمات من يوسف أقنعه أن يبيعه المظله فأعطاه الرجل المظله سعيدا بالثمن الذى أخذه مقابلها وعاد يوسف الى جينا التى صفقت بسعاده , فتح المظله وضمها الى جوارة وبدأت السعاده تدق باب قلبها , لن تفكر فى شئ آخر هذه الليله فكما طلبت منه أن يستمتع ستفعل هى المثل وتتمتع بليلتهما الأخيرة معا فى باريس فغدا سيعودان الى مصر ويبدأ الحصار على عواطفها من جديد .
******
كانت الساعه الرابعه فجرا عندما عادا الى الفندق , لقد تحدثا وضحكا كثيرا وكانا قد وجدا مقهى ساهرا جلسا فيه يحتميان بداخله من البرد يتناولان الفطائر المحلاه ويشربان الشيكولا الساخنه ويتحدثان وقد مرت الساعات دون أن يشعرا بها .. كانا خلال ذلك الوقت شخصان مختلفان عما كانا .. يتحدثان بلغه لم يعتادا التحدث بها ونظراتهما تغير بريقها ومعناها لم يحاول أى منهما تفسير ما يحدث بينهما تركا لمشاعرهما العنان يكتشفان ولا يحللان يتذوقان حلاوة القرب ولا يشبعان وعندما وصلا أمام الفندق وقفا أمامه مترددان فى الدخول
قال يوسف متنهدا
يوسف : وصلنا .
كانت يدها مازالت متعلقه بيده ورددت بأسف
جينا : آه وصلنا .
نظر اليها متسائلا فاتسعت أبتسامتها ورفعت حاجبيها كانت تحدثه بنظراتها فقال متأوها
يوسف : الوقت أتأخر .
هزت كتفيها فقال
يوسف : الصبح قرب يطلع .. والجو برد عليكى .
ترجته
جينا : نتمشى شويه كمان .
الأغراء كان قويا فنظر الى الثلج الذى أصبح يغطى كل شئ حولهما فقضى التعقل على تردده
يوسف : لأ .
******
خرجا من المصعد وكانت جينا تقول ضاحكه وهى تحمل حذاءها بيديها وتسير حافيه القدمين .
جينا : طب شفت الراجل اللى كان فى الكافيه بصلنا أزاى وأحنا داخلين .. أموت وأعرف هوه قام وقفلنا ليه .
جذبها يوسف من أمام أحد عمال النظافه الذى كادت أن تصطدم به وقال ضاحكا
يوسف : طب خلى بالك .
وصلا أمام باب غرفتها وأخذ منها المفتاح ليفتح لها الباب فوقفت تواجهه ووجهها مرفوع اليه , حامت نظراته القاتمه على وجهها المتورد وعيناها اللامعتان وتوقفتا عند شفتيها وتوقفت معها أنفاسه أنه ليس منيعا ضدها ويعرف حق المعرفه أنه ليس قويا كفايه ليوقف نفسه عند حدها .
قال لها بصوت هامس اجش
يوسف : ماينفعش .
تعالت ضربات قلبها وبأنفاس متقطعه سألته
جينا : هوه .. أيه اللى ما ينفعش .
ضغط بسبابته على شفتيها ومال الى الأمام وفتح الباب من خلفها ودفعها برفق الى داخل غرفتها وهو يقول بأبتسامه عابثه
يوسف : تصبحى على خير .
وقفت من داخل الباب متسعة العينين مبهورة الأنفاس , أغلق يوسف الباب بينهما وقطع بذلك السبيل أمام شيطانه وسار الى غرفته وهو يعلم أنه سيقضى ليله سيئه يطارده شبحها ويمنع عنه النوم والراحه ولكنه أبتسم سعيدا وهو يفتح باب غرفته فقد قضى برفقتها ليله لن ينساها وعزم العزم على تكرارها .
******
لم يجد حجزا يوم الثلاثاء فحجز على يوم الأربعاء هكذا أخبر أمه التى أخبرها حدثها بأنه يكذب , لم تتوقع أن يأخذها معه الى باريس وقد أملت أن يمضى بضعة أيام برفقة أيمان ليتعرفا جيدا على بعضهما البعض بعيدا عن تأثير جينا عليه ولكن خطتها فشلت بسبب تلك اللعينه .
أقترب مجدى من ليلى وأحاطها بذراعيه من الخلف وشعر بها تجفل كانت تقف أمام نافذة حجرة نومهما غارقه فى التفكير وقد نسيت وجوده تقريبا وهذا شئ لم يعجبه ألا يكفى أنه يتحمل زواجا فى السر ويرضى ببضعة سويعات قليله تقضيها برفقته كل بضعة أيام ؟ وعدته فى بداية زواجهما أن هذا الوضع لن يستمر طويلا بحجة أن عائلتها لم لن تتقبل فكرة زواجها بعد عام واحد من وفاة زوجها وطالبته بالصبر فوافق ومر الأن سبع سنوات والحال على ما هو عليه
مجدى : بتفكرى ف أيه ؟
تنهدت بقوة
ليلى : يوسف أخد جينا معاه على فرنسا .
تركها وتراجع الى الخلف متأففا
مجدى : أنتى اللى جايبه وجع القلب لنفسك .. قولى الحقيقه لأبنك .. أرتاحى وريحيه وريحينى أنا كمان .
نظرت اليه بحده فقال وقد عيل صبره
مجدى : آه .. أنا كمان عايز أرتاح والا أنا مش فى الحسبان .. أنا اللى بدفع تمن المشاكل الموجوده فى حياتك وانا مش السبب فى ولا مشكله فيهم .
غضبت فتابع بحنق
مجدى : ليلى أنا مش شاب صغير .. أنا لما أتجوزتك .. أتجوزتك عشان أستقر بعد ما البحر أخد منى أحلى سنين عمرى .. قولت ألحق اللى باقى منه ويبقى فى أنسانه جنبى … زى ما بيقولوا كده تاخد بحسى وأتعكز عليها لما أشيخ .. أونسها وتونسنى وأنا علشان بحبك وافقت على شروطك فى البدايه لكن خلاص أنا زهقت .. الحياة بالطريقه دى تعبتنى .
نعم لقد نسيته فى خضم مشاكلها وصرعاتها مع مشاعرها وماضيها الذى يعيش معها ولا يفارقها , كانت ردة فعلها البائسه عندما أكتشفت خيانة زوجها وأجرامه فى حقها وحق عائلته هو ما دفعها للزواج من مجدى أرادت أن تشعر بأنها يمكن أن تحب وأن يرغب بها أحد وكانت قد عاشت سبعه وعشرين عاما تشعر بأنها نصف أمرأة لا وزن لمشاعرها , أصبح مجدى مع الوقت مهما فى حياتها وليس مجرد دواء لألمها ولكنها جبنت من أن تنصفه فهى تخشى من مواجهة أسرتها , ولا تريد أن تصنع شرخا بينها وبين يوسف ليس قبل أن تبعده عن الخطر .
ليلى : فرصه أخيرة .. هطلب منك بس فرصه أخيرة .. أنا بحاول أقلل الخساير اللى ممكن تحصل لو الحقيقه أتعرفت .
هز رأسه بعدم أقتناع ثم زفر بقوة
مجدى : ماشى يا ليلى .. ماشى .
******
أستيقظت جينا من نومها على ابتسامه كما نامت على أبتسامه لقد حلمت بأحلام جميله ولكن أجمل أحلامها هو ما حدث وهى مستيقظه .. الساعات التى قضتها مع يوسف بعد الأوبرا .. ساعات كانت تود لو تطول ولكنها أنتهت للأسف .. قفزت عن الفراش وكانت الساعه تشير الى العاشرة وضحكت , لقد نامت أربع ساعات فقط وتبدو بهذا النشاط وهى التى لم تكن تكفيها أقل من عشر ساعات نوم .. سيسافران اليوم كانت تود لو يطول بقاءهم فى باريس لأكثر من ذلك
بدلت ملابسها ثم وضبت حقائبها وتساءلت أين يوسف الأن ؟.. أتصلت به فى غرفته ولم تجده فأتصلت به على هاتفه المحمول
جينا : ألو .
سمعت صوت الضحك فى كلماته
يوسف : أنتى صحيتى ؟ كنت فاكرك هتنامى لبعد الضهر .
ضحكت وقالت
جينا : قلت أصحالك بدرى يمكن تغير فكرتك الوحشه عنى .. مقولتليش أنت فين ؟
يوسف : فى المستشفى عند خالى .
جينا : أحنا مش مسافرين ؟
يوسف : لأ .. السفر أتأجل لبكره .
قفز قلبها فرحا ولكنه أكمل
يوسف : ومعلش هتأخر عليكى شويه أصلى وعدت أيمان أننا نتغدى مع بعض و..
هرب الدم من وجهها وأبعدت الهاتف عن أذنها وقد ملئتها الغيرة غضبا, أذن لقد أجل سفرهما من أجلها وذهب من الصباح الباكر ليراها وسيبقى برفقتها حتى بعد الظهر, اذن السعاده التى عاشتها بالأمس كانت من صنع خيالها وحدها , أغلقت الهاتف فى وجهه وهى تسمعه يردد أسمها بألحاح كانت تحترق من داخلها ودون أن تفكر كالعاده ألقت الهاتف على الفراش وتناولت معطفها ولفت الكوفيه الصوفيه حول رقبتها وخرجت .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى