روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء الثاني والعشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت الثاني والعشرون

أولاد الجبالي الجزء الثالث
أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة الثانية والعشرون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
قمّة الصبر أن تسكت وفي قلبك جرح يتكلم، وقمّة القوة أن تبتسم وفي عينك ألف دمعة
………….
أدرك براء إنه صدم أحدهم دون أن يقصد بسيارته ، فغضب وتوتر ولعن حظه السيىء دوما وقال بجمود :
_لما أنزل أشوف المصيبة اللى وجعت فوق راسى دى .
ما أنا خابر حظى زين ، أكده ديما اطلع من نوجرة لدوحديرة .
ثم رفع بصره للسماء : دى أكيد دعوة زاد عليه صوح يارب !
ربنا يهديكِ يا زاد عليه ، وأهو شوفتى اللى عيحوصلى !!
فبزيادكِ عاد ، أنا مش ناجص.
وعندما نزل من سيارته ، تفاجىء إنها فتاة شابة ببشرة بيضاء وشعر باللون البنى الفاتح ، وجسد ممشوق فلمعت عيناه وابتسم مردفا بمكر : ده إيه المصيبة الحلوة دى !
_ لا أكده عاد مش دعوة زاد ، دى دعوة محمود عشان هو ذوقه حلو .
وإظاهر أكده خلاص ، العقدة إتحلت وحظى عيتعدل ..
لما أشوف القمر اللى نزل من السما ده ووجع حدى عربيتى أنا .
يا وعدى يا وعدى .
ليقترب منها ببطىء قائلا بهمس : يا أنسة ، يا أنسة .
_ ايه مش بتردى ليه !
فطستى إياك !
_منا خابر أن الحلوين مش بيعيشوا كتير فى الدنيا دى وبيسبولنا الأشكال اللى تسد النفس تنكد علينا .
_ بس حتى جومى جولى أسمك ايه يا جمر أنتِ .
وسمعينى صوتك حلو أكده زى رسمك .
فكادت نيلى أن تبتسم رغما عنها ولكنها جاهدت حتى تتماسك ولا يكتشف أمر خدعتها .
حتى وجدته ينحنى إليها ويلملم خصلاتها التى تناثرت على وجهها وتمعن النظر إليها مردفا : مش خابر حاسس إنى شوفتك قبل أكده بس مش فاكر فين ؟
فحدثت نيلى نفسها : مهو يعنى اكيد كنت زبون من إياهم ، أو لمحتنى فى القسم أباشا ، بس يارب ماتفتكر خلينا نعدى الشغلانة دى على خير .
ليمسك براء بمعصمها يتحسس نبضها ثم ظهرت الراحة على وجهها بعد أن أدرك أنها مازالت على قيد الحياة فحدثها : لا لسه فيكِ نفس ، متجلجيش بجا وجومى يا عسل .
فتململت نيلى وهمست بوجع : ااااه ، ااااه .
خفق قلب براء وأردف قائلا : سلامتك من الـ ااااه ياريتها كانت جت فى اللى بالى وانتِ لأ .
فتحت نيلى عينيها بتثاقل قائلة : أناااا فين ؟
براء : فى الجنة ، جصدى فى الشارع ، جومى بجا قبل ما الناس تتفرج علينا .
فحاولت نيلى الوقوف فلم تستطع وسقطت من يديه ، فزفر براء : يا وجعتك المربربة يا براء وبعدين البت مش جادرة توجف على حالها ، شكلها إنكسرت وكسرت جلبى معاها .
فطالعها بحزن مردفا : لا أكده لازم نروح المستشفى أطمن عليكِ ومتجلجيش انا هدفع كل المصاريف مع إنى لسه مقبضتش .
اصطنعت نيلى الرعب وتمسكت بقميصه : لا مستشفى إيه ، أنا بخاف من الدكاترة والإبر .
براء : معتخافيش هدهالك أنا براحة ، مش عتحسى بيها ، عشان يدى خفيفة جوى زى جلبى اللى عيرفرف دلوك .
نيللى بذعر مصطنعة : لاااا مش عايزة .
ثم بكت بدموع شيطانية : ودينى عند مامى .
حاول براء تهدئتها بقوله : طيب بس من غير عياط ، وحاضر هوديكِ لماما وأجبلك شيكولاتة كمان ، بس لو مسمعتيش الكلام هرجع أوديكِ المستشفى يدوكِ إبرة.
ثم حاول مساعدتها على النهوض مرة أخرى ، فوقفت بصعوبة وأقتربت منه ، حتى شعر بأنفاسها بجانبه ، تداعب روحه فتنفس ببطىء بعد أن أشعـ…لت نا..ر قلبه بداخله فحدث نفسه : الله يخزيك يا شيطان ، بس تصور يا براء ، ياريتك كنت دكتور وبتدى إبـ…….ر للمزز الحلوة دى ، احسن من الشغلانة الناشفة اللى ميجيش وراها غير وجع الجلب دى .
ثم عاتب نفسه :
_ لا أجمد أكده ، هو انت بيأثر فيك برده الحلويات دى .
ليستطرد قائلا : جوليلى هو مامى حلوة زيك أكده .
فضحكت نيلى : لا أحلى كتير .
براء : طيب جوليلى عنوان مصنع الحلويات بتاعكم ، جصدى عنوان بيتكم .
فوصفت له نيلى العنوان ، ليساعدها بعد ذلك فى الجلوس فى السيارة ، ولم تكف عن الأنين المصطنع .
فحدث نفسه براء : وبعدين البت شكلها تعبان جوى ، بس أعملها ايه ، هى مش عايزة تروح مستشفى ، هى حرة بجا وأنا مالى .
ليمر الوقت حتى استوقفته نيلى عند أحد الأبنية مردفة : ايوه ، بس هنا ، العمارة الصفرا دى بتاعتنا .
براء : تمام ، بس أنتِ متأكدة انك مش محتاچة مستشفى يا بنت الناس ، عشان محسش بالذنب من ناحيتك .
فطالعته نيلى بشفقة وحدثت نفسها : والله الراجل ده شكله طيب ودمه خفيف وميستهلش اللى هيحصل فيه ده ، بس نصيبه كده ، شكله أمه داعية عليه .
ثم إستطردت : لا انا بس محتاجة استريح وهكون كويسة .
ساعدنى بس أطلع السلم ، إحنا اول دور الحمد لله.
فحدثها بمكر : ليه ياريته كان العاشر .
فابتسمت له ومدت إليه يديها مرة أخرى ، فتمسك بها جيدا وحاوطها بذراعه الأخر حتى وصل بها إلى ذلك السُلم ، ليستمع إلى صوت صاخب من الموسيقى والضحكات العالية .
فتسائل : ايه الصوت ده ، هو فيه فرح عنديكم ولا ايه ؟
ابتلعت نيلى غصة فى حلقها مردفة : لا بس إحنا عيلة بنحب الفرفشة شوية .
فابتسم براء: والله أحسن حاچة ، بدل النكد اللى عندى فى البيت ، أطلعى أطلعى .
لتستند نيلى عليه بإرياحية وعلى حين غفلة منه ، أخرجت تلك الزجاجة من حقيبتها سريعا ، ثم بحركة خفيفة نثرت على أنفه ، فشعر براء بالدوار وأمسك برأسه مردفا : مش خابر دماغى لفت ليه أكده ، يمكن عشان صوت الأغانى عالى عنديكم جوى .
فضحكت نيلى : لما نطلع هخليهم يوطوها شوية .
لتجده قد ضحك بهيسترية وطالعها بنظرات ثاقبة مرددا بإعجاب : بس تصورى أنتِ حلوة جوى جوى .
نيلى : هو فيه بحلاوتك أنت ، تصور دخلت دماغى وخلال فيك اليومين اللى هخدهم عشانك .
براء : بجولك ايه ؟
نيلى : قول.
براء بضحك : نتفق ، زى ما وصلتك توصلينى ، وبعدين أوصلك وتوصلينى .
فاطلقت نيلى ضحكاتها مرددة : ولفى بينا يا دنيا .
_انت تؤمر يا باشا ، شكل دماغك عمرت اوى ، ولى جى أحلى .
ثم بدء براء يدندن ويغنى بمرح مع الأغنية الصاخبة التى يصدح صوتها من الشقة .
حتى وصلا إلى الشقة ،فقامت نيلى بالضغط على رنين الباب .
لتفتح لها سيدة فى منتصف الأربعينات بوجه ممتلىء وملىء بالمساحيق كأنها لوحة لبهلوان فى السيرك .
وترتدى ملابس تكشف عن جسدها أكثر مما تخفيه لتقول بضحكة رنانة : نيلى ، عاش مين شافك يا بت .
نيلى بترحاب : والله ليكى وحشة يا خالتى .
ليحدثها براء : القنب*لة دى خالتك ، أمال أمك ايه شكلها صارو*خ أرض جو .
طالعته بديعة بإعجاب مردفة : أول مرة تجيبى واحد عليه القيمة يا بت يا نيلى وشكله دمه خفيف وبيفهم .
_ بقولك إيه متسبهولى أخده لفة .
لتدفعها نيلى بيديها للداخل مردفة بضجر : هو احنا عنقطع على بعض ولا ايه يا خالتى ، وسعى كده خلينا نريح الزبون .
فحركت بديعة شفتيها بتهكم مردفة : خشى يا أختى ، يعنى أنا كنت هاكله .
ترنح براء أثناء سيره مع نيلى ، لتتحاوطه نيلى بذراعيها حتى لا يسقط ، فأخذ يضحك مردفا : هو انا اللى سندك ولا أنتِ اللى سندانى ، سبحان الله الحال بيتغير بسرعة .
نيلى : مدوقش المهم محدش يقع .
وكلما تقدم معها براء أستمع للأصوات التى تصدر من الغرف فتسائل : هو فيه عنديكم حتى تعبان غيرك ولا ايه ؟
فضحكت بدلال : ايوه ما احنا زى ما تقول كده زى المستشفى ، بنستقبل اللى قلوبهم تعبانة ونريحهم على الأخر .
فغمزها براء : ده انا أكده تعبان جوى جوى .
لتضع نيلى يدها على قلبه مردفة : فعلا قلبك بيدق جامد ، وأنا عندى العلاج .
ثم فتحت تلك الغرفة المخصصة لها ، ودلفت به للداخل وساعدته على الجلوس على الفراش .
لتبدء هى فى فيما أتفقت عليه مع فريد وبراء ينظر إليها بذهول ولكنه فى حالة لا تسمح له بالرفض بل كان كالدمية بين يديها تحركه كيف تشاء .
ليجدها تقترب منه فشيئا فتوتر وقال وهو يلعق شفتيه بلسانه : هتعملى ايه ، لا حرام عليكِ أنتِ معندكيش أخوات رجالة .
فغمزته نيلى واومئت برأسها : لا معنديش .
وكلما زادت فى إقترابها تلون وجهه براء بالحمرة واشتعل قلبه وهمس : طيب بوـ..سة واحدة عشان أنا مؤدب .
فتعالت ضحكات نيلى ، لتفتـ…رسه بعد ذلك وكان هو كالضحية لا يستطيع الدفاع عن نفسه
ثم أخذت هاتفها وقامت بتصويره معها فى عدة أوضاع فاض*حة ، لترسلها فى الحال إلى فريد الذى كان فى نفس التوقيت مع مرام .
وعندما أضيئت شاشته التقطه سريعا ،ليبتسم بمكر ثم مرر الهاتف الى مرام التى شعرت بنغصة فى قلبها لرؤيته هكذا وتمنت أن تكون هى معه ، لإنها لم تشعر بالحب سوى معه فقط .
وأخذت تتأمله بنظراتها كثيرا وحدثت نفسها :اااااه يا براء لو تعرف قد ايه وحشتنى ، وقد إيه بحبك .
وكل اللى بعمله ده عشان أنتقم منك عشان كرامتى اللى بعترتها لما فضلت عليه مراتك اللى شبه الشوال دى ، وقتـ..لت بابا قدام عينيه .
وكان مفروض بعد ده كله أكرهك ، بس لقيت نفسى لسه بحبك .
وبمجرد نظرة لصورتك ، رجع كل الحنين فى قلبى تانى ليك وأكتر .
لاحظ فريد نظراتها المطولة إلى براء ولمسات يديها على الهاتف ، فأثارت فى نفسه الغيرة وشعر بالنقص فى رجولته.
فاختطف منها الهاتف وتبدلت ملامحه الجمود مردفا : ودلوقتى هتصل ببوليس الآداب ، عشان يعمل الواجب معاه .
_وبعديه هتصل بواحد صحبى ، صحفى مغمور ما هيصدق خبر زى ده ينشره بالصور ويبقا ترند الموسم .
_ مهو الناس كده يا روحى تحب أوى الفضايح وتنشرها ، أما الحلو فتخبيه من الحسد .
*********
قامت إدارة المستشفى بالأتصال على باسم .
فاستجاب سريعا : ايوه ، ايه الأخبار ، بخير ، فاقت ولا حوصل حاچة ، جول بسرعة ؟
لتخبرة الموظفة : يا فندم متقلقش ، الدكتور كلمنى أقول لحضرتك أن مدام عزة فاقت وبتسئل عليك .
فاتسع فاه باسم بقوله : فاااااقت أنا جى حالا .
ثم التفت إلى ملك فوجد عينيها قد إمتلئت بالدموع وتضم ريحانة إلى صدرها بذعر وكأنها تخشى عليها من أن ينتزعها أحدهم من صدرها .
فأغمض عينيه بحزن بعدما أدرك حقيقة خوفها ثم إستطرد بخفوت : عزة فاقت يا ملك .
_ ايه رئيك تلبسى وتيچى معايا أنتِ وريحانة عشان أكيد هتسئل عليها .
ابتلعت ملك غصة مريرة إجتاحت حلقها بصعوبة لتجيبه بخوف : اه ، اه ، وماله ، حمدلله على سلامتها .
ثم استعطفته بقولها : بس بالله عليك ، تعاملها كويس يا باسم وياريت يعنى تجولها إنها تسيب ريحانة معايا عقبال ما تشد حيلها شوى .
طالعها باسم بشفقة وابتسم واومىء برأسه : حااضر .
_ يلا قومى ألبسى ، عجبال ما أدخل الحمام .
لتحدث نفسها بإنكسار وهى تنظر لوجه ريحانة الملائكى : خايفة جوى يا نور عينى تاخدك منى ، بعد ما خلاص أتعودت عليكِ وبجيتى حتى منى ، وحاسه بعدتى عنى انا ممكن أروح فيها .
ثم رفعت بصرها للأعلى وناجت ربها : يارب متحرمنيش منها بعد ما أكرمتنى وعوضتنى بيها .
لتمر عدة دقائق ، قد أتما فيهما باسم إستعداده وملك للخروج .
ليغادروا سويا نحو المستشفى .
وظلت ملك طوال الطريق تضم ريحانة لصدرها وتتطالعها بحنو وحب وكأنها تقول لها : أنا ماما ومش هفارقك ولا تفارقينى ابدا ، صح يا ريحانتى .
حتى وصلا إلى المشفى ، وسارع باسم ومن ورائه ملك إلى العناية المركزة .
وما أن وقع نظر عزة عليه حتى صاحت وعينيها تملؤها الدموع : باسم حبيبى .
لتغمض ملك عينيها بألم وغيرة على رفيق الروح وقطعة من القلب .
ثم لاحظت عزة وجودها من ورائه ، فلوت شفتيها وحدثت نفسها : ايه اللى چابها معاه ، خايفة عليه يتخطف ولا إيه ولا هو ميعرفش يمشى من غيرها عتحرسه إياك !!
ثم انتبهت إنها تحمل بين يديها طفل ، فارتعدت شفتيها ونطقت بلهفة : دى بنتى صح .
حاول باسم إلهائها قليلا ، لتأخذ تلك التى ورائه أنفاسها التى انقطعت عند ذكر عزة طفلتها .
باسم : حمد لله على سلامتك يا عزة ، متصوريش أنا كنت قلقان كيف عليكِ ، بس ربنا سترها واهو جومتى بالسلامة .
_ ألف سلامة عليكِ ودلوك حاسه بإيه؟
_ زينة ولا لسه تعبانة ؟
فأطالت عزة النظر إلى عينيه بشوق ولم تنطق سوى :
_ انا زينة أول ما شوفتك جدامى يا باسم ، وياريت كنت غيبتى عن وعيى بدرى عن أكده عشان أشوف الخوف والحنية دى فى عينيك ، انا مش مصدجة حالى .
فصكت ملك على أسنانها بغيظ ولم تتحمل حديثهما ، فأقتربت من ذراع باسم وقامت بقرصه فصاح : اااااه .
عزة : ايه فيك ايه يا غالى ؟
باسم بحرج : اه كنت قلقان عليكِ ، والحمد لله إنك بخير .
ثم عادت عزة النظر إلى ملك ومدت ذراعها بشوق : ريحانة بتى ، يا ترى عملتى ايه من غيرى .
فشددت ملك مرة أخرى عليها بخوف ولكن باسم إستدار إلى ملك ،ومد يده بحنو قائلا : هاتى ريحانة لـ عزة تشوفها .
فلم تجد ملك سوى أن تدعها له ، وما أن فارقت صدرها حتى شعرت بأن روحها قد فارقتها .
فشعر باسم بها فقبض على يديها كأنه يطمئنها أنه معها ويأزرها وأنها لديه أغلى ما يملك .
بينما كانت عزة تتطلع إلى ريحانة بحب ولهفة ثم رفعتها إلى فمها فقبلتها عدة مرات متتالية بنهب مرددة : الله أكبر ، عسل عسل يا بتى .
ثم إشارات إلى باسم : شبهك جوى يا باسم ، شوف من حبى ليك ، چت البت شبهك كيف .
فحمحم باسم بحرج : بالعكس دى شبهك خالص يا عزة .
عزة : هو أنا جمر أكده .
يبجا من حبك ليك أكيد .
فانفعلت ملك وسرعان ما مالت إليها لتأخذ ريحانة مردفة : لا شبهك ولا شبهو ، شبهى أنا ، وكفاية بوس أكده ،البت لسه صغيرة مهتتحملش .
فطالعتها عزة شرزا مردفة بحنق : وأنتِ عتعدى عليه البوسة ولا عتكونى أحن منى على بتى .
_وهاتيها يلا وروحى أنتِ عاد وهملى باسم .
فحركت ملك رأسها بذعر مرددة : لاااااا.
فردد باسم : لا حول ولا قوة الا بالله.
ثم حاول تلطيف الجو كى يهدء الإثنين ، فأشار إلى عزة .
_ معلش سبيها دلوك يا عزة عشان لساكِ تعبانة ومحتاچة راحة ومش عتقدرى عليها ، لما تجومى بالسلامة والدكتور يكتبلك خروج ، ابجى راعيها زى ما تحبى .
طالعتها عزة بحب واستطردت : اللى تشوفه يا باسم ، بس هاتيها طيب أرضعها .
حركت ملك رأسها مردفة : لا رضعت وشبعانة ونايمة اهى كيف الملاك .
فصاحت عزة : عصحيها ملكيش فيه ، هاتى البت أرضعها بجولك .
فأخذت الحيرة باسم بينهما ولم يدرى بما يفعل ولكن عزة على حق فهى إبنتها ولذلك ألتفت إلى ملك يرجوها بعينيه محاولا بهدوء : معلش هاتيها وبعديها تاخديها على طول وعنمشى .
ترددت ملك قليلا ولكن فى النهاية ناولته الرضيعة ليعطيها لغزة التى ضمتها لصدرها بقوة ، فاستيقظت الصغيرة باكية ، فحاولت إرضاعها مرارا وتكرارا ولكن الرضيعة رفضت وظلت تبكى كثيرا .
حتى انفطر قلب ملك ومالت إليها تأخذها من بين يديها قائلة : جولتلك شبعانة ، هاتى هاتى وريحة أنتِ.
وما أن ضمتها ملك حتى استكانت ريحانة بين يديها وتوقفت عن البكاء .
فتعجبت عزة وضمت شفتيها بسخط وحدثت نفسها : هو إيه الحكاية !
هى السهتانة دى مش كفاية عليها باسم عاد ،كمان عتاخد بتى منى .
_ لا أنا مش عسكت ، وعاخد بتى منيها .
فسارع باسم لينهى الموقف : طيب استأذنك دلوك اروح ملك واشوف شغلى بس هعدى عليكِ تانى بالليل أطمن واشوف لو الدكتور عيكتب ليكِ خروج ولا لسه محتاچة راحة .
عزة برجاء : ايوه ياريت يا باسم ، انا مهطقش رقدة المستشفى ، انا بجيت زينة الحمد لله.
ثم طالعته بحب وهمست بعشق : ما تخليك شوية كمان ، ملحجتش عينى تشبع منيك .
لتصيح ملك : يلا يا باسم ، عشان أنا مليش فى كُهن الحريم ده .
ثم طالعت عزة شرزا وتابعت : حمد لله على سلامتك يا عزة .
_ وبجولك ريحى نفسك واهدى أكده ، عشان مش حلو عشانك .
عزة بغل : جصدك إيه عاد ؟
ليتدخل باسم قبل أن يشتعل الحر.يق بينهم .
_ مجصدهاش يا عزة ، وعسيبك بجا دلوك ، وزى ما جولتلك هرچع تانى ليكِ باليل عاد .
*******
تعجب زرارة من حديث حمدى أنه بإستطاعته أن يتغلب على العيون التى تحاوط قمر من كل اتجاه لحمايتها لذا قال متعجبا :
_ : كيف ده ؟؟
اتكىء حمدى على مقعده بإرياحية وبجمود قال :
_ هفهمك يا واد عمى .
عتروح تشترى من محل العاب العيال ، لعبة على شكل قـ…نبلة أكده .
فاتسعت عين زرارة وفتح فمه ببلاهة مردفا: عاااا.
ليصيح حمدى : فتح مخك معايا أمال ، وبطل هطل .
_ جولت عتشترى القـ…نبلة اللعبة دى وتحطها فى كيس أسود زى خلجتك ومتنساش طبعا تلثم وشك بالشال عشان محدش يعرفك .
وتمشى فى الشارع وتوقع الكيسة من يدك وتهملها وتمشى بعيد شوية .
وبعد أكده يجوم واحد من رچالتتنا يعدى ، ويشوف الكيس ويفضل يصرخ ويقول : قنـ..بلة ، قنـ..بلة ، إلحجونا يا خلق هو .
_ عتلاقى أمة لا اله الا الله أتجمعت حوله ، عشان يتفرجوا ، ما إحنا شعب أكده اهطل ، بدل ما يهربوا هيجوفوا يتفرجوا .
وعتلاجى كل نفر من اللى عيراقبوا جه على الصوت .
_ فى اللحظة دى ، هيچى رضوان عشان خابره جلبه حديد وعيبيع حتى أمه بالفلوس بالعربية بتاعته معاه رش المخدر ، وعيطلع يخبط على المحروس چوزها وأول ما يفتح يرش عليها يخدره.
_وأول ما يوقع يدخل للبرنسيسة هى كمان ويخدرها ، وأنت تسحب وتطلع وراه عشان تحملها معاه وتچبها طوالى ، قبل ما الحكاية تكشف ، وترچع العيون لمكانها .
فقام زرارة شفتيه وغمزه بإعجاب مردفا : أما فكرة بچد .
_ دماغك دى عايزة تتلف فى حرير يا واد عمى .
وخسارة أنت فى البلد دى والله .
فطالعه حمدى بغرور وتابع : يلا بجا حظوظ ، والدنيا أكده مبتديش ، عتاخد بس .
_ وجوم فز من مكانك يلا وفهم الرچالة يعملوا إيه بالظبط زى ما فهمتك .
_ مش عايز غلطة واحدة ، عشان لو حصولت الحكومة عتعلجنا .
زرارة : لا متخافش عنفذ بالظبط .
وعقوم دلوك على طول ، ثم وقف وفرك فى يديه ولمعت عينيه بمكر وأستطرد: اااااه شكلها عتكون ليلة ولا ألف ليلة .
وعندما هم ليغادر ، إستوقفه حمدى بقوله : استنى
فالتفت إليه زرارة مترقبا ما يقول .
حمدى : دلوك أنا قربت أكون عريس على البت حسنية ، فعايزك تشوفلى مطرح الچن الأزرق ميعرفش يوصله .
_ويكون چاهز من كله ، عشان نتقابل أنا وهى فيه .
_ عشان مكانها مش هيكون مضمون دلوك بعد اللى حوصل .
فأشار زرارة إلى عينيه مردفا : عيونى يا واد عمى ، ومبروك عليك المهلبية دى .
عجبال ما أشيل عوضك .
فأمن حمدى على دعائه : يارب ،ميتى بس أشوف اليوم ده .
دى الفرحة مش هتكون سيعانى.
زرارة : ايوه هتكون فرحة ، وهعمله أفخم سبوع ، عشان عيكون ولد الغالى .
حمدى : تعيش يا زرارة .
ليغادر بعدها لتنفيذ خطته ، فما سيحدث ؟
…..
نختم بدعاء جميل ❤️” اللّهم إنّك لا تحمّل نفساً فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة ما لاطاقة لي به وباعد بيني وبين مصائب الدنيا كما باعدت بين المشرق و المغرب❤️ “

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!