Uncategorized

نوفيلا ورد الجناين الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي

 نوفيلا ورد الجناين الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي

نوفيلا ورد الجناين الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي

نوفيلا ورد الجناين الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي

عقدت المفاجأة لسان عتمان وحكمت وهم يتبادلون الأنظار مع حكيم الذى التمعت عينيه بنظرة لم يفهم والديه اى معنى له فى حين تقدم منهم حكيم والتقط الهاتف من يد والده ووضعه على أذنه قائلا بصوت شجى: انتى كنتى حامل
لنعقد المفاجأة لسان ورد لبرهة ، ليعود حكيم للتحدث قائلا بهمس : ليه ماقلتيليش ياورد
ورد وقد عاودها الحنين لحب عمرها : ماكانش ينفع ياحكيم
حكيم باستجداء : ليه 
ورد بشجن : انت اخترت
حكيم : ولو قلتلك انى فقت وعرفت أن اختيارى كان غلط ، وانى قلبى كان عارف صاحبته من زمان ..بس انا اللى ماكنتش واخد بالى وما حسيتش غير بعد مابعدتى عنى
ورد وهى تتذكر كل ماقد كان وكل ماقاله لها حكيم وما فعله آخر ليلة جمعتهم سويا لتغمض عينيها وهى تقول : خلاص ياحكيم ، ماعادش منه داعى الكلام ده ، احنا كل واحد فينا عرف طريقه 
حكيم : لأ ياورد ….انا سيبت مها ، لانى اكتشفت انى مابحبهاش زى ماكنت فاكر ، انا كنت موهوم بحبها ، انا اكتشفت أن طول عمرى ماحبيتش غيرك ياورد
وعندما لم يأتيه اى رد نظر للهاتف بيده ليكتشف أنها قد قطعت الاتصال ، حتى أنه لم يدرى أسمعت حديثه للنهاية ام لا
والتفت إلى والديه معاتبا وقال : ليه …ازاى تخبوا عليا حاجة زى دى 
ليجلس والده وهو يحنى رأسه بينما قالت حكمت : طلبت مننا مانقللكش عشان ماتلغيش جوازك من مها ، وقالت انها مش عاوزة تبوظلك حياتك اكتر من كده
حكيم ببعض الغضب : تقوموا تكدبوا عليا
لينهض عتمان غاضبا وهو يقول : مين اللى كدب على مين يا حكيم ، احنا اللى يادوب نفذنا رغبة البنت اليتيمة اللى سلمتهالك أمانة وانا كنت فاهم انك هتصونها ، واللا انت اللى كدبت علينا كلنا طول السنين دى وانت مفهمنا انكم زى اى اتنين متجوزين واتاريكم كنتم زى الاخوات
لتتسع عينا حكيم بدهشة وهو لا يعلم ماذا قصت عليهم وما التفاصيل التى علموا بها عنهما
ليكمل عتمان بعد أن رأى أثر الدهشة على وجه ولده وقال بالم : ورد ماحكيتلناش غير لما لقتنى مصمم اكلمك أبلغك بحملها ، يومها قالتلى بالحرف الواحد …بلاش ياعمى ..بلاش ابقى حمل على أكتافه اكتر من كده  بلاش تخليه يكرهنى .. انا راضية بكل اللى حصل منه لانى عارفة أن مهما حصل هفضل دايما بالنسبة له ورد الصغيرة اللى أتربيت على أيده حتى لو بعيد عن بعض ، لكنى اللى مش هرضى بيه ولا هقدر اتحمله ابدا أنه يكرهنى لانى حمل على اكنافه أو أنه يحس انى اتسببت فى ضياع عمره
ليصمت عتمان برهة ثم ينظر لحكيم بأسف قائلا : يومها حسستنى بالذنب انى خليتك تتجوزها ، وحسستنى انى قضيت على سعادتك بايدى 
وعشان كده وافقتها ، لكن كنت هقولك بعد جوازك …ده كان رجاءها منى انك مانعرفش غير بعد ماتبتدى حياتك اللى انت بتتمناها
ورغم اعتراضنا على مها إلا أنها اقنعتنى بيها وقالت لى حكيم كفيل أنه يطبعها بطبعنا ، وطالما انك بتحبها فده كفاية اوى انى أوافق عليها 
وعشان كده انا وافقت على جوازك من مها ، واديك اهوه انت بنفسك اللى اتراجعت عن جوازك منها من غير اى تدخل من اى حد فينا
حكيم : طب مانا سيبت مها من يوم سفر ورد ليه ماحدش قاللى
حكمت : لا قلنا لك ولا قولنالها ، خفنا نصحى فيها الامل وترجع تنصدم تانى لو انت فكرت ترجع لمها أو ترتبط بغيرها ، وحتى ماسألنكش عن السبب اللى خلاك تسببها عشانه
حكيم وهو يشعر بالخجل من حديث والديه : لانى اكتشفت ان طول عمرى ماحبيتش غير ورد ، بس ماكنتش فاهم ، وجودها جنبى باستمرار ، كان مخلينى حاسس انها ملكية خاصة ليا طول عمرى ، كنت انانى …. فعلا كنت انانى ، بس الظاهر أن حبى ليها كده ، بس انا بحبها وعاوزها ، ساعدنى ياحاج …وانتى يا امى قولى لى  اعمل ايه ، انصحوني
لتتنهد حكمت وقد تألم قلبها لحديث ولدها وقالت : سيبها دلوقتى ياحكيم ، هى لسه والدة واكيد لسه ماسترديتش صحتها من الولادة
حكيم بالم : بس هى دلوقتى بالذات محتاجانى جنبها 
لتربت والدته على كتفيه قائلة : انا هتكلم معاها بس بلاش النهاردة  
حكيم : أقنعيها اسافرلها
حكمت : هحاول يابنى ….هحاول
ليستدير حكيم متجها إلى الخارح وقبل أن يخرج قال والده : مبروك عليك ماجالك يا ابو نواره
ليبتسم حكيم بسعادة فقد نسى تماما أنه بذلك قد أصبح أبا ، فكان كل مايشغل تفكيره أنه قد عاد للاقتراب من ورد ولو بخطوة وانصرف وهو يمنى نفسه بعودة ورد إلى أحضانه مرة أخرى
………………………..
فى انجلترا
كانت تجلس ورد وهى تطعم ابنتها وهى تتذكر ماقاله لها حكيم فى محادثته الهاتفية ، وكانت ضربات قلبها تتسارع كلما تذكرت كلماته عندما قال لها ..انا اكتشفت أن طول عمرى ماحبيتش غيرك ياورد
لتتنهد بشدة وقتما دخلت عليها نور لتسالها بلهفة : مالك ياورد
بانتباه عليها ورد قائلة : ابدا يانور ، سلامتك ، انا بس مستنية نوارة تشبع عشان احطها فى سريرها وأقوم اذاكر شوية ، انا اتعطلت جامد الفترة دى
نور : ياستى ولا يهمك ،هتعوضيها أن شاء الله ، بس دلوقتى لازم نفكر هتعمل ايه فى نوارة وقت ماتنزلى الجامعة ، انا مستعدة تماما  أنى اتولى رعايتها وقت ما اكون موجودة برة الجامعة ، لكن فى اوقات انا وانتى بنبقى فى الجامعة فى نفس الوقت ولازم نفكر من دلوقتى هنعمل ايه
ورد : الحل الوحيد انى اشوفلها جليسة بالساعة
وبعد فترة من الصمت صفقت نور بيدها قائلة : بس ..لقيتها
ورد : ها اشجينى
نور : فى بنات عرب كتير فى الجامعة ، لو شفنا اى بنت فيهم فى اوقات انشغالنا هتبقى اوفر بكتير من انك تجيبى حد متخصص من أهل البلد
ورد بقلق : بس ممكن مايعرفوش يتعاملوا مع البنت او تتبهدل منهم
نور : لا ماتقلقيش، مااكيد هيبقى فى فترة اختبار أثناء وجود حد فينا فى الاول
ورد : طب ودى هنجيبها ازاى
نور : عادى ، هنعمل اعلان فى المنتدى اللى بيتجمع فيه العرب كل اسبوع
ورد بابتسامة امتنان : انا بجد مش عارفة كنت هعمل ايه من غيرك 
نور بابتسامة : حبيبتى انتى اختى اللى كان نفسى يبقى لى زيها ، ربنا يطمننى عليكى
………………………
فى اليوم التالى تهاتف حكمت ورد للاطمئنان عليها وأثناء حديثهما سويا تقول حكمت : كنت عاوزة اقولك حاجة ياورد
ورد : انا سمعاكى ياماما ..اتفضلى
حكمت بتردد : انتى طبعا عرفتى امبارح من حكيم أنه ساب مها 
ورد بتنهيدة : ارجوكى ياماما
لتقاطعها حكمت قائلة : اسمعى بس انا عاوزة اقوللك ايه واللى خبيته عنك من يوم ماسافرتى لحد النهاردة
ورد باستغراب : وايه اللى خبيتيه عنى ياماما طول الفترة دى
حكمت : أن حكيم ساب مها يوم ما انتى سافرتى
ورد باستغراب : ايه !
حكمت : زى مابقوللك كده ، بس هو ماكانش بيحب حد يفتح السيرة دى ، وانا وعمك مارضيناش نقوللك وقتها عشان مانقلبش عليكى المواجع
ورد بلجلجة : وماتعرفيش سابها ليه
لتشعر حكمت أن الفرصة قد واتتها لتقول : كل اللى اعرفه واللى قاله ، أنه كان اعمى وان طول عمره بيحبك انتى وبس ، بس ماكانش فاهم ده ولا قدر يفهم غير لما بعدتى عنه
لتترقرق الدموع بعينى ورد ليظهر اثر البكاء على صوتها وهى تقول : خلاص ياماما ، اللى حصل حصل ، وكل شئ قسمة ونصيب ، ربنا يسعده ويهنيه
حكمت بعصبية : انتى غبية يابت ، بقوللك بيحبك وعمره ماحب غيرك وانا عارفة ومتأكده من زمان انك بتموتى فيه ، يبقى ليه البعد بقى ، وبنتك اللى من حقها تتربى بينكم دى ، ليه تطلع يتيمة وأبوها عايش على وش الأرض
انتى عارفة انى طول عمرى وانا بعاملك زى صفية بالظبط وعمرى ما فرقت بينكم وعشان كده انا دلوقتى بنصح ورد بنتى مش ورد مرآة ابنى
ورد بهمس : كنت ياماما 
حكمت : كنتى ومازلتى فى نظرى وعمرى ابدا ماهتخيلك مرآة حد تانى غير حكيم ، فكرى فى كلامى كويس واستخيرى ربنا يابنتى ، وان شاء الله ربنا ييسر لكم الأمور
……………………
احتفل حكيم فى مكتب المحاماة بخبر وصول نوارة الذى كان مفاجأة للجميع وقام بتوزيع الحلوى والمشروبات على كل العاملين 
وكانت المفاجأة لها وقع خاص على مها التى كانت تعلم بطبيعة العلاقة بين حكيم وورد وأنه كان يعتبرها شقيقته ، فكيف لها أن تنجب هكذا بكل بساطة
وعندما انفض كل المهنئين من حول حكيم ، ظلت مها تقف بمكانها وهى تنظر لحكيم بتمعن ليستغرب حكيم من نظرتها وقال : ايه …مالك بتبصيلى كده ليه
مها : الحقيقة مستغرباك
حكيم : وليه بقى
مها وهى تقترب منه وترسم على وجهها معالم الغضب : اصلك يعنى ماتزعلش منى ياكداب يا مغفل
لينظر لها حكيم بغضب ويبدو على معالم وجهه أنه قد فهم مغذى حديثها فقال : احترمى نفسك يامها وماتنسيش انك بتشتغلى عندى ، بس انا عشان خاطر العيش والملح هريحك رغم أنه مايخصكيش
انا مش كداب ، انا فعلا كنت عايش مع ورد زى الاخوات لحد ليلة طلاقنا، دى كانت أول واخر مرة المسها فيها  ، وربنا أراد أن بذرتى تنبت جواها وتطرح ، ودلوقتى اتكلى على الله وشوقى اللى وراكى وتانى مرة ماتدخليش فى اى حاجة تخصنى
مها بفضول : انت ايه اللى غيرك من ناحيتى بالشكل ده ياحكيم
حكيم بتنهيدة: بكل بساطة اكتشفت اننا مش هننفع مع بعض يامها
مها : وحبنا
حكيم : مزيف 
مها : ايه اللى خلاك تحكم عليه بكده
حكيم وهو يتنهد بشدة : اسمعى يامها ، لما بتحبى بنى ادم بتحاولى تعملى كل اللى يسعده حتى ولو على حساب نفسك ، ولو أنتى وقفتى مع نفسك بصدق هتلاقى انك ماحاولتيش تتنازلى عن اى حاجة عشان خاطرى ، ولا حتى قدرتى تتنازلى عن شوية هدوم ومظاهر فارغة ولو حتى من باب أنه يبقى إرضاء ليا
مها : بس انا حسيت بحبك ليا 
حكيم : اهتمامى ..اهتمامى يامها مش حبى ، تفرق كتير صدقينى ، انا اول ماشوفتك انبهرت بجرأتك ونشاطك وطريقة كلامك ، حتى تحررك انبهرت بيه ، لكن انبهارى بيكى كان كزميلة عمل مش كحبيبة ، والدليل انى اول حاجة فكرت فيها انى اغيرك، وكنت فاكر انى هقدر ، ماكنتش حابب كلامك مع الكل بدون حواجز ، ولا كنت حابب مظهرك اللى الكل كان مستبيحه لانك كنتى بكل بساطة عرضاه باستفاضة للجميع 
بس لو كنت بحبك بجد زى ماكنت فاكر الاول كنت هعمل حاجة من اتنين ، يا أما هرضى بيكى زى مانتى بكل عيوبك ، يا أما ماكنتش هيأس بسرعة كدة وهفضل احاول طول عمرى انى اغيرك
لكن اتفاجئت لما لقيتنى بشيل ايدى بسرعة ويفقد اى رغبة انى ابذل اى مجهود فى تغييرك ، واكتشفت أن احساسى بيكى ما كانش اكتر من انبهار أو تحدى  ، واكتشفت انى عمرى ماحبيتك ، سامحيني لانى اكتشفت ان قلبى كان مشغول من سنين وانا مش دريان
مها ببعض الحزن: ورد
حكيم : أيوة 
مها : ورجعتوا لبعض
حكيم : لسه بحاول ، ادعيلى توافق
مها : سامحنى ياحكيم لو كنت اتسببت انكم بعدتم عن بعض ، بس صدقنى انا بكنلك كل احترام وتقدير
حكيم بابتسامة : كل اللى اقدر اقوله لك  ،انك يمكن تكونى سبب قوى فى انى عرفت الحقيقة
مها بابتسامة : أن شاء الله الامور ترجع لمجاريها
حكيم بأمل : أن شاء الله تبقى احسن
مها : بس نصيحة منى .. ماتتاخرش عليها 
لتخرج مها مغلقة الباب من ورائها ليرفع حكيم هاتفه بيده ويقوم بالاتصال بوالده قائلا : أيوة ياحاج …انا عاوز عنوان ورد فى انجلترا ، انا لازم اسافرلها
………………
كانت ورد قد انتهت من استذكارها واطمئنت أن نوارة تنام بعمق شديد ، وكانت تشعر باضطراب بداخلها لا تعلم سببه ، فدلفت إلى الشرفة لعلها تستطيع أن تبدد حالة القلق التى استبد بها ، ولكنها بعد قليل وجدت سيارة أجرة تقف أمام بنايتها ويهبط منها شخص ما جعل قلبها كالعصفور الذى يرفرف بجناحيه فى صدرها ، وماهى إلا لحظات وسمعت صوت الاستدعاء من جهاز الانتركوم لتجد أن نور قد سبقتها للإجابة 
نور : هاللو
حكيم : السلام عليكم
نور : وعليكم السلام …مين
حكيم : انا حكيم ..جوز …احممم ..والد نوارة
لتلتفت نور الى ورد التى تقف كألتمثال لا يتحرك منها سوى عينيها لتقول لها نور : انتى واقفة كده ليه ، اتحركى غيرى هدومك على مايطلع
لتهرع ورد إلى غرفتها فى حين اتجهت نور إلى الباب بعد أن أرتدت اسدالها وقامت باستقبال حكيم واجلسته بغرفة المعيشة ، حيث كانت الشقة عبارة عن غرفتين للنوم فقط وغرفة معيشة متوسطة الحال ، ليشكرها حكيم ويجلس فى انتظار رؤية ورد وابنته
بعد مضى خمسة عشر دقيقة تعود إليه نور حاملة إليه قدحا من القهوة وتعتذر عن تأخر ورد فى الخروج إليه وأخذت تتجاذب معه أطراف الحديث
نور : حمدالله على السلامه وصلت امتى
حكيم : من حوالى ساعتين ، يادوب حطيت شنطتى فى اوتيل قريب وجيت على طول
نور : معلش اعذرنى على السؤال  ..ليه مابلغتش ورد بوصولك على الأقل كانت تبقى مستعده
حكيم : احممم الحقيقة كنت عاوز اعملها لها مفاجأة ، بس هى اتأخرت ليه كده …هى مش عاوزة تقابلنى
نور : لا ابدا …هى جاية على طول
لينفتح باب الحجرة  وتطل منها ورد بوجل شديد وما أن رآها حكيم حتى وقف مكانه وهو يلتهمها بعينيه مرددا بينه وبين نفسه : ياااه ياورد …وحشتينى اوى ، ليه حاسس انك انطفيتى كده ، ياترى من بعدى واللا بسبب الولادة واللا ايه ، لينتبه على ورد وهى تقف أمامه بصمت وهو مازال يلتهمها بعينيه وهى تبادله نهم بنهم فى صمت شديد إلى أن تكلم حكيم بصوت هامس أجش : وحشتينى …. وحشتينى ياورد ….وحشتينى اوى …اوى
لتتجمع الدموع بعينى ورد وارتعشت شفتاها لتمتد ذراعى حكيم فى محاولة ضمها إلى صدره ولكنها تراجعت للخلف قائلة بصوت مرتعش: للاسف ياحكيم … مابقاش من حقك
ليعيد حكيم ذراعيه إلى جانبه قائلا بندم : لأول مرة فى عمرك كله مايبقاش من حقى
ورد : زمان كنت صغيرة ، ولما كبرت كنت حلالك …لكن دلوقتى 
ليغلبها نشيجها مرة أخرى وتزداد دموعها فى حين يعجز حكيم أن يتحرك خطوة واحدة تجاهها ولكنه ظل يردد وهو فى مكانه : خلاص ياورد ..كفاية ..ارجوكى ..عشان خاطرى ده لو لسه ليا خاطر عندك
إلى أن استطاعت ورد اخيرا أن تتمالك نفسها فقالت : حمدالله على السلامه
حكيم بدعاية : اخيرا افتكرتى ، ده انا قلت خلاص مش هسمعها ابدا منك
ورد : جيت امتى
حكيم : خرجت من المطار على الاوتيل حجزت وسيبتلهم شنطتى يطلعوها وجيتلك على طول
ورد : ليه
حكيم : ماكنتيش عاوزانى ااجى
ورد ،: مش دى إجابة سؤالى
حكيم بتنهيدة كبيرة : عشان وحشتينى ياورد
ورد وهى تنظر بعيدا عن عينيه : وايه كمان ياحكيم 
حكيم : انا عارف ان دماغك هتوديكى فى حتت كتير ، لكن صدقينى ياورد ، جيت عشان وحشتينى بزيادة
ورد : انا سايبة مصر من سبع شهور دلوقت ، ماوحشتكش غير بعد ماعرفت انى بقيت ام بنتك ، غير بعد ماحصل اللى عمرك ماتخيلت أنه يحصل ، بعد ما اتورطت معايا تانى .. مش كده ، مش هو ده اللى جابك دلوقتى ياحكيم
حكيم بغضب : انتى عارفة كويس انى عمر مابعمل حاجة انا مش عاوزها ، وكمان عارفة انى مابكذبش ياورد 
ثم اكمل وكأنه يناشدها : طول عمرك كنتى بتفهمينى من غير مااتكلم ، ليه المرة دى مش عاوزة تفهمينى حتى وانا بتكلم ياورد
ورد : ماشى ياحكيم هحاول افهمك ، بس برضة عاوزة اعرف جاى ليه
حكيم : عاوزك
ورد وهى تنظر له بغضب : نعم
حكيم : عاوزك ترجعيلى 
ورد بسخرية : ارجعلك بأنهى صورة بالظبط ، بنتك …اختك …بنت عمك واللا عاوزنى…
حكيم بغضب : كفاية ياورد ، انا عارف انى لو اعتذرتلك ألف سنة عن اللى عملته مش كفاية ، بس عاوزك تفهمى حاجة مهمة جدا
ورد بندية: وايه بقى الحاجة المهمة دى
حكيم : انى لو كنت اعتذرت ولسه بعتذر فاعتذارى كان عن الطريقة  وبس
ورد : انا مش فاهمة انت عاوز تقول ايه
لينتفض حكيم من مكانه جاذبا إياها لتقف أمامه وقال ببعض الألم : يعنى مش اسف على اللى حصل بينا ياورد ولو رجعت بينا الايام من تانى هكرره مرة واتنين ومليون بس مش واحنا زعلانين ولا بنتخانق ، مش وانتى بتهددينى تبقى لغيرى ياورد
ورد بألم : تقصد عشان تثبت رجولتك مش كده
حكيم : ده اللى قلته لك وفهمتهولك وقتها ، لكن مش هى دى الحقيقة
ورد بفضول : اومال ايه هى الحقيقة
حكيم : انى ما قدرتش اتخيل انك تبقى لراجل غيرى 
ورد : لكن كان عادى تتخيل انى أفضل شايلة اسمك كده لمجرد أن أبقى قدامك مش كده
حكيم : ماكنتش فاهم ، تخيلى انى بعد العمر ده كله ..اكتشفت انى ماكنتش فاهم
ورد بفضول وحيرة : وايه اللى ماكنتش فاهمه
حكيم : انى غرقان لشوشتى من زمان ، طول عمرى وانا محاوط عليكى بكل كيانى ، وانتى بتكبرى قدامى وبين ايديا يوم بعد التانى ، انا اول حد علمك تكتبى اسمك ، اول حد خلاكى تقدرى تعدى الشارع لوحدك ، اول حد كنتى بتبشريه بنتيجة امتحاناتك ، واول حد بيعرف نتيجتى برضة كنتى انتى ، حتى لما سيبتكم وسافرت القاهرة كان لازم اكلمك كل يوم ، ابويا وامى كانوا بيتطمنوا عليا منك ، كنتى وردتى اللى مزروعة جوة قلبى ، بس ماكنتش فاهم ، صدقينى ماكنتش فاهم ، طول عمرى ماعنديش تجارب عاطفية ولا علاقات لدرجة أن أصحابى كانوا بيتتريقوا عليا ، واتارينى كنت مستكفى بيكى
ورد بوجع : ومها
ليعود حكيم إلى جلسته مرة أخرى وهو يسحبها لتجلس بجواره وهو يقول : تصدقينى لو قلتلك أن من ساعة ماحصل بيننا اللى حصل وانا تقريبا ماباقيتش حاسس بأى رغبة فى التعامل معاها ، انبهارى بيها انطفى  ، كل لحظة بقيت اقارن بينها وبينك وكنتى دايما بتحسمى المقارنة لمصلحتك ، لحد يوم سفرك
ورد بفضول : ماله يوم سفرى ، ايه اللى حصل
حكيم : لما جيتلك المطار ماعرفش ليه كان عندى امل انك ترجعى معايا ، كان نفسى اقوللك ماتسافريش ، بس ماكانش من حقى ، وحتى لو كان من حقى كنت هبقى انانى بجد زى مانتى قلتيلى الليلة اياها
لما طلعتى الطيارة ، فضلت واقف مراقب الطيارة لحد ماطلعت وبعدت وغابت بين السحاب ، وقتها حسيت ان دقات قلبى اتغيرت ، وعددها نقص ، حسيت أن دقات قلبى رفضت تفضل معايا وصممت أنها ماتفارقكيش وراحت معاكى ، يومها اول مارجعت المكتب لقيت نفسى بحاسب مها على حاجات ماتخيلتش ابدا انى احاسبها عليها وسيبتها فى نفس اليوم 
ورجعت على البيت قعدت فى أوضتك اسبوع بحاله مابخرجش منها غير للحمام ، حتى أما كنت بجوع ، كنت أقوم بسرعة اعمل سندوتش وارجع اكله جواها
كنت عاوز اشبع من ريحتك قبل ماتروح
حتى فرش السرير ماغيرتوش لحد النهاردة ،بس ماقدرتش اجيلك وقتها
كنت حاسس انك مجروحة بسبب الليلة إياها رغم أنها كانت اسعد ليلة فى عمرى كله لانك كنتى فى حضنى ، بس دموعك وجعتنى ، حسستنى انى خنتك ، خنت ثقتك ، ووجعت قلبك
سامحيني ياورد ، وتعالى نطلع مع بعض سلمة جديدة تبتدى منها كل حاجة من جديد
ورد بتنهيدة : ياريتها بالسهولة دى ياحكيم
حكيم بلهفة : وليه لا ، انا بعشقك واعتقد أن انتى كمان بتحبينى لو ماكانش قلبى بيكدب عليا
ورد : الحب لوحده مش كفاية ياحكيم ، مش هنكر انك كنت سندى وامانى طول عمرى ، لكن اللى حصل خلانى اخاف منك ، انت ماشفتش انت كنت عامل ازاى ، لأول مرة فى حياتى اخاف ..خفت منك انت ، انت اللى كنت دايما تقوينى خفت منك، كنت دايما بتفضلنى على نفسك ..لكن يومها حسستنى انك بتقولى كفاية عليكى كده ، انزلى بقى محطتك جت ..حسستنى انك زهقت وجبت اخرك 
حكيم : تعرفى لما عمك كلمنى وفاتحنى فى موضوع جوازنا قاللى ايه
ورد بفضول : تصدق عمرى ماسألتك
حكيم بابتسامة : لقيته كلمنى وقاللى انك طبعا لازم تكملى تعليمك ، لكن مش هيآمن عليكى تسكنى فى دار المغتربات لوحدك ….. لقيتنى بقوله وايه اللى ينزلها فى المغتربات واللا حتى المدينة الجامعية …ماتقعدش معايا ليه ، فقال يابنى ماينفعش البنت كبرت وانت مش صغير ، فلقيتنى بقوله خلاص اكتبلى عليها وخلي اللى ماينفعش ينفع
لتنظر له ورد بدهشة قائلة : يعنى انت اللى اقترحت عليه الجواز مش هو اللى طلب ده منك
حكيم بابتسامة : أيوة وساعتها قعد يضحك ويقول لى ، وفرت عليا الكلام يابنى انا كنت عاوز اقولك كده ومش عارف اجيبها ازاى
بس اتفاجئت بالفرح والهيصة والناس وكانوا عاوزين دخلتنا تبقى هناك ، خفت عليكى من عوايدنا واقنعتهم أننا ننزل على القاهرة على طول
كنت فاكر انى كده بهرب ، لكن اكتشفت انى كنت بحميكى وخايف عليكى عشان كنتى لسه صغيرة
ليسود الصمت لبرهة يقطعه صوت بكاء الصغيرة لتنهض ورد مسرعة إلى حجرتها لتجد نور تحاول هدهدة الصغيرة ولكنها فشلت 
نور : صحيت من بدرى على صوتكم وانا بحاول انيمها تانى بس شكلها جعانة ، اكليها وارجعيله
لتاخذها ورد إلى صدرها وتخرج مرة أخرى إلى حكيم وما أن رآهم معا حتى اتجه إليهم ومد يده وهو يبتسم بحنان وقام بحمل الصغيرة وتقبيلها وقام بالتكبير وإقامة الصلاة باذنيها ثم ابتسم قائلا : سامحيني يابنتى ، كنت المفروض اعمل الكلام ده من يوم ما اتولدتى ..حقك عليا 
والغريبة أن الصغيرة سكنت فى أحضانه بهدوء بجوار دقات قلبه لتبتسم ورد قائلة : طالما سكتت خليها معاك على مااحضرلها رضعة الاعشاب بتاعتها
وتركتهم واتجهت إلى المطبخ ليجلس حكيم وهو يتأمل ملامحها ويهمس إليها قائلا : اهلا بدقات قلب ابوكى الناقصة ، من يوم سفر امك وبعدها عنى ودقات قلبى نقصت ، ياترى دقاتى دى كانت مع ورد واللا معاكى ياحتة من قلب ابوكى
انا مش هقدر ارجع مصر من غيركم ابدا ، المرة اللى فاتت دقات قلبى نقصت ..المرة دى عمرى اللى هينقص
بعد الشر …ماتقولش كده مرة تانية 
ليبتسم حكيم وهو يستدير بعينيه لورد التى كانت تقف تتابع حديثه مع الصغيرة وقال : طب قلنا ايه
ورد : فى ايه
حكيم : انا مش هقدر استغنى عنك ولا عنها تانى ياورد ….ارجعيلى ارجوكى …ارجعيلى ياورد الجناين
يتبع…
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول النوفيلا : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حماتي للكاتبة ليان محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى