Uncategorized

رواية بترت أجنحتها الفصل الثانى 2 بقلم أسماء إيهاب

رواية بترت أجنحتها الفصل الثانى 2 بقلم أسماء إيهاب
رواية بترت أجنحتها الفصل الثانى 2 بقلم أسماء إيهاب

رواية بترت أجنحتها الفصل الثانى 2 بقلم أسماء إيهاب

نظرات العتاب تنبعث من شقيقته اليه و هو يجلس علي الفراش جوارها يحاول اقناعها ان هذا اسلم حل لـ حمايتها لا يريد ان يمسها اي ضرر اقترب منها اكثر يضع يده علي رأسها و هو يتحدث اليها بعقلانية و هدوء لعلها تقتنع بما يقول : 
_ يا حبيبتي انا عايز مصلحتك دي بنت اهلها مش كويسين و ناس مش شبهنا خالص 
عبست اكثر من ذي قبل و ابعدت يد شقيقها عنها و هي تتحدث بحدة : 
_ هي حاجة و اهلها حاجة يا فريد و هي قالتلي علي كل حاجة علي فكرة حرام ناخدها بذنب اهلها دي عايزة تشتغل و تبعد عنهم الله اعلم لما تروح تاني لجوزها و يعرف انها كانت هتهرب هيعمل فيها اية
صمت فريد يتنفس بهدوء و هو يستمع الي حديث شقيقته المنفعلة ما كاد ان يجيبها حتي تحدثت من جديد قائلة : 
_ و بعدين عرفت كل دا ازاي و انت متعرفش غير اسمها هي بس 
مرر يده علي رأسها و هو يتحدث اليها قائلاً : 
_ عرفت اسمها كامل من عم مجدي و بطلي كلام بالعصبية دي عشان انا عارف مصلحتك اكتر من نفسك 
تأففت فريال و هي تلتفت اليه بجذعها العلوي علي قدر ما استطاعت نظرت اليه بغضب و عتاب قائلة : 
_ و انا مش هقبل بأي ممرضة غير نورسين يا فريد خلاص انتهينا ياما ترجع نورسين قبل ما ترجع بيتها يا اما مش عايزة ممرضة تاني و مش عايزة اكلمك كمان 
مال فريد نحو شقيقته يقبل رأسها متنهداً و هو يقف عن الفراش يتوجه نحو باب الغرفة لكنها اوقفته مرة أخري متسائلة : 
_ هترجع نورسين ؟
التفت اليها مبتسماً و هو يتحدث بلطف :
_ متقلقيش يا حبيبتي كلي انتي بس و خدي الدوا بتاعك عشان متتعبيش 
ابتسمت فريال باتساع و هي تتحدث اليه بفرحة عارمة : 
_ ربنا يخليك ليا يا فريد يارب 
خرج فريد من غرفة شقيقته يغلق الباب خلفه يتأفف بضيق و قلة حيلة و هو يخرج من المنزل كاملاً لـ يبحث عنها حتي يأتي بها الي شقيقته مرة اخري بالنهاية لا يريد ان تحزن او ان تشعر بأي سوء انها الآن مريضة و يجب مراعاة ذلك جيداً 
***********************************
خرجت من هذا المنزل و الخوف يأكل اضلعها لم تكن تريد ان تضع العم مجدي في موضع محرج ، دقات قلبها تتعالي بخوف و هي تسير ببطئ تجر خلفها حقيبتها التي اخذتها و خرجت خفية قبل ان يراها مجدي كم هي سيئة الحظ لقد اتي ميعاد عودة زوجها الي المنزل و سيعلم انها تركته و غادرت و ان عادت اليه الآن ، اغمضت عينها و هي توقف نفسها عن التفكير بالأمر لـ تتنهد بضيق و ثقل بقلبها و هي تجلس علي احدي المقاعد الخشبية الموجودة بالشارع و وضعت الحقيبة الي جوارها رفعت رأسها الي اعلي تنظر الي السماء و هي تناجي ربها بقلبها قبل لسانها تشكو ما بداخلها مُر الشكوي ، ابعدت غرتها عن جبهتها بعصبية لـ تشعث و لم تعد مرتبة كالسابق تأففت باختناق و هي تضع بدها علي رقبتها و تبدأ عيونها بإهدار الدموع بغزارة بلا صوت هي تشعر ببكاء قلبها قبل عيونها ، تراقب بأعين خاوية الطريق دون اهتمام فقد قررت انها لن تعود الي المنزل حتي ان اضطرت ان تبقي بالشارع و لكنها لن تستسلم للواقع الذي فرض عليها بجحود قلب اب مثل الحجر او اشد قسوة و وسط بكاءها الحزين شعر بشئ أمام عينها انتبهت لـ تري يد لـ رجل و بها بعض العروق البارزة و تمد لها بمنديل ورقي حركت رأسها لـ تري فريد يجلس بجوارها محافظاً علي مساحته الشخصية يمد يده لها بمنديل و لا يبدو عليه اي تعبير مدت يدها امسكت بذلك المنديل الورقي و مسحت دموعها و هي تحني رأسها الي الاسفل في حين تنهد هو قائلاً بهدوء :
_ انا مكنتش اقصد اللي قولته دا 
تحدثت بخفوت مبتلعة ريقها بـصعوبة : 
_ عادي حضرتك مقولتش حاجة غلط دا حقك 
نظر اليها و الي كبحها البكاء بقوة ثم نظر الي الامام قائلاً : 
_ انا مليش غير فريال بعد موت اهلي و من لما تعبت و انا بقيت اخاف من اي حد يدخل البيت و خصوصاً اني معظم الوقت مش موجود فـ ياريت تقدري دا 
_ انا مقدرة حضرتك و مقولتش حاجة و مش زعلانة انا بس خايفة اروح تاني لو روحت هيموتني 
_ و انتي اية اللي يجبرك علي انسان زي دا 
تسأل فريد و ابتسمت هي بلا روح دون ان تجيبه لـ تستمع الي رنين هاتفها لـ تخرجه لـ تفتح الاتصال حين وجدته العم مجدي لـ تضع الهاتف علي اذنها مجيبة بهدوء : 
_ الو ايوة يا عم مجدي 
تنهدت بقوة و هي تتحدث قائلة : 
_ لا انا مش هينفع اشتغل هناك .. لا و الله عادي متزعلش نفسك انا مش هينفع ارجع البيت لو رجعت منير هيموتني بجد المرة دي 
صمتت و الدموع تحرق عينها تستمع الي العم مجدي بالطرف الاخر حتي رفعت رأسها الي الاعلي و هي تبعد خصلات شعرها عن وجهها مجيبة عليه بهدوء : 
_ حاضر يا عم مجدي بس ابقي قولهم في البيت عشان بس متحرجش 
اغلقت الهاتف بعد القاء السلام عليه ثم وقفت تمسك بحقيبتها و ما كادت ان تنصرف حتي اوقفها صوت فريد الهادئ قائلاً : 
_ استني يا مدام 
التفتت اليه تطالعه بتساؤل حتي تحدث هو قائلاً : 
_ انا كنت جاي اخدك ترجعي معايا الفيلا تاني لان فريال متمسكة بيكي و مش عايزة ممرضة غيرك 
هزت نورسين رأسها بنفي و تحدثت برفض قاطع : 
_ انا اسفة يا كابتن بس انا مش هرجع مع حضرتك تاني 
تأفف هو بضيق حين التفتت عنه مرة اخري تغادر المكان لـ يتقدم هو خلفها قائلاً : 
_ لازم ترجعي معايا عشان فريال تعبانة و محتاجة حد جنبها و عنيدة و مش هتخليني اجيب حد غيرك 
بكبرياء انثي قررت انها لن تعود معه الا عند اعتذاره منها لـ تكمل طريقها و كأنها لم تستمع اليه و هو يتأفف داخله للمرة المليون و ايضاً غروره يمنعه من الاعتذار لها ابتسمت بسخرية و هي تعلم بقرارة نفسها انها لا تساوي بالنسبة لهؤلاء الناس سوا شئ بحجم البعوضة و لن يعتذر منها بالطبع لـ تسرع بخطواتها نحو الطريق العام لـ يسرع هو نحو سيارته يصعد بها و يقودها متوجهاً خلفها يشجع نفسه ان مصلحة شقيقته فوق كل شئ حتي فوق غروره و كرامته بالاعتذار منها ابطئ حركة السيارة يسير خلفها و هو يتحدث اليها بهدوء : 
_ طب يا مدام نورسين اوقفي نتفاهم 
لـ تجيبه هي بلا اهتمام و هي لازالت تواصل السير : 
_ يا كابتن فريد حضرتك عندك حق في كل كلمة قولتها و لازم تخاف علي اختك فعلاً 
_ يا بنتي اوقفي بقي
صرخ بها بغضب و هو يوقف السيارة لـ تقف بمحلها بخوف من صراخه الحاد وقف امامها يضع يده بجيب بنطاله و هو يتطلع اليها قائلاً : 
_ طيب انا اسف علي الكلام اللي قولتهولك ممكن بقي ترجعي معايا الفيلا عشان فريال 
تشعر به و قد اخرج الحديث رغماً عنه لكنه يفي بالغرض ، ابتسمت داخلها و هي تستمع الي اعتذاره لها الشبه متوسل لـ تصمت قليلاً مصطنعة التفكير ثم تتنهد قائلاً : 
_ تمام هرجع بس بشرط 
صك فريد علي اسنانه فقد يري هذا دلال و لن يتحمل ذلك كثيراً و لكنه مرغماً نطق لاجل شقيقته فقط : 
_ اشرطي 
_ متجبش سيرة اهلي تاني و لا تعايرني بيهم مش هسمح بأي اهانة تاني 
تنهد قائلاً بهدوء :
_ تمام موافق اتفضلي بقي عشان نرجع لفريال 
سحبت الحقيبة لـ يأخذها هو منها يضعها بالسيارة و تجلس هي بالمقعد المجاور له لـ ينطلق هو متجهاً نحو المنزل و هو علي قدر لا بأس به من الغضب و العصبية من تلك الجالسة الي جواره ببرود يستفزه 
**********************************
في منزل منير عاد الي المنزل اغلق الباب بشدة كما يفعل دائماً ثم صرخ بأسم نورسين بصوت مرتفع به بحة غليظة و لكنه لم يلقي اجابة منها عقد حاجبيه بحدة لـ يتوجه نحو المطبخ بغضب عازماً علي تأديبها لـ عدم ردها علي نداءه لكنه لم يجدها بالمطبخ لـ يخرج من المطبخ الي غرفة النوم و لكنه ايضاً لم يجدها جلس علي الفراش يظن انها لازالت بالعمل و لكنه وجد خزانة الملابس امامه مفتوحة علي مصرعيها و فارغة لا يوجد بها اي قطعة ملابس لها ، هب واقفاً بغضب ضرب بيده بقوة علي خزانة الملابس و من ثم أخرج هاتفه حديث الصنع و ضغط عدة ضغطات علي شاشة الهاتف ثم وضعه علي اذنه ينتظر ان تجيبه و لكنها لم تجيبه لـ يهاتف والدها الذي اجابة علي الاتصال بعد عدة مرات لـ يصرخ منير حين استمع الي صوت الاخر يجيبه قائلاً بعصبية : 
_ بنتك فين يا لطفي 
اجابه الاخر باستغراب قائلاً : 
_ بنتي !!! و انا اعرف منين هي مش معاك 
لـ يصرخ منير بغضب و يتحدث بصوت عالي : 
_ بنتك اللي زي القطط بتاكل و تنكر بعد ما لمتها و سترت عليها و عليك من الفضيحة خدت هدومها و مشت و معرفش متنيلة في انهي داهية 
لـ يتأفف لطفي بنفاذ صبر و هو يتحدث هو الاخر بغضب :
_ و انا مالي مش هي مراتك اعرف مكانها و رجعها انا مليش دعوة بيكوا 
لـ ينطق منير بشراسة مهدداً لطفي بطريقة مباشرة :
_ و ديني و ما اعبد يا لطفي لو ما عرفت طريق بنتك و جبتها تحت رجلي تبوس ايدي و تستسمحني هكون فضحك انت و هي انت فاهم 
اغلق الهاتف دون سماع كلمة اخري من لطفي و هو يسب نورسين بأبشع الالفاظ لقد كانت خادمة له و جارية أيضاً و بالاخير يريد أموالها الكثيرة التي تجنيها كل شهر صك علي اسنانه بغضب و هي يرتمي علي الفراش يقبض علي كفه متوعداً لها بداخله و ان وجدها لـ سوف تندم ندم شديد علي ما فعلته 
**********************************
جلست نورسين بجوار فريال يتحدثان بعد ان تناولت فريال الدواء الخاص بها تنهدت نورسين بضيق اقتحم صدرها للتو لـ تضع يدها علي صدرها لـ تتسأل فريال عن ما بها عندما شعرت بانفاسها المتهدجة و يدها الموضوعة علي صدرها الذي يعلو و يهبط بشدة لـ تقف نورسين عن الفراش و هي تتحدث اليها قائلة : 
_ مش عارفة مخنوقة اوي و حاسة ان جبل علي صدري رغم المفروض اكون مرتاحة بعد ما سيبت منير مش عارفة في اية 
ما ان اتمت جملتها حتي طرق باب الغرفة و صوت العم مجدي يصدح من الخارج قائلاً : 
_ نورسين يا بنتي اطلعي عايزك في كلمة 
نظرت نورسين بين فريال و بين الباب بتوتر ثم استأذنت ان تترك فريال لـ بضع دقائق ثم اتجهت نحو الباب تخرج من الغرفة لـ تجد العم مجدي يقف امام الباب وقفت امامه تسأل بهدوء : 
_ خير يا عم مجدي 
تنهد العم مجدي بضيق قائلاً :
_ ابوكي كلمني يسأل عليكي 
شهقت واضعة يدها علي فمها و هي تلتفت حولها تتأكد ان لا يوجد احد بالممر يستمع إليهما ثم التفتت الي العم مجدي من جديد تسأل بتوجس : 
_ عرف حاجة عن مكاني 
_ عيب عليكي 
هتف بها العم مجدي و هو ينظر اليها بعتاب ثم اكمل بهدوء : 
_ انا قولتله انه من يوم ما اتجوزتي و انا معرفش عنك اي حاجة لحد دلوقتي بس قالي ان منير قالب الدنيا عليكي و حالف لو مرجعتيش البيت هيطلع كل اللي عنده يا نور 
بهتت ملامحها و ادمعت عينها و صمتت شاردة في ما تحدث عنه العم مجدي حتي ظن انها لم تستمع اليه لـ يربت علي كتفها بحنو قائلاً : 
_ انتي سمعاني يا نور 
نظرت اليه بتشتت و من ثم تنفست بعمق تهز رأسها بايجاب دليلاً علي استماعها له ، مررت يدها علي وجهها عدة مرات حتي هدأت و عدلت من غرتها المتدلية علي جبهتها بشكل فوضوي و من ثم تحدث الي العم مجدي قائلة : 
_ يعمل اللي يعمله المهم اني بعيد عنهم و مش هتبقي فضيحة ليا انا دي هتبقي فضيحة ليهم هما الاتنين بس انا معدش يهمني لانه بيقول كدا عشان ارجع زي الهبلة تاني تحت رجل سي منير
ثم رفعت يدها الي الاعلي قائلة بدعاء :
_ حسبي الله و نعم الوكيل فيهم كلهم 
ثم عادت الي غرفة فريال تجلس الي جوارها من جديد و لكنها لم تتمالك نفسها عندما سألتها فريال عن ما حدث لـ تنفجر باكية واضعة يدها علي فمها حتي لا يرتفع صوتها و لم يكن بيد فريال ان تفعل اي شئ سوا ان تضم نورسين برفق تربت علي ظهرها تحاول قدر المستطاع ان تهدهدها 
**********************************
في الصباح الباكر كانت الساعة السادسة صباحاً في غرفة فريد كان قد ارتدي ملابسه الرسمية للعمل حتي لا يتأخر عن موعد رحلته اليوم و التي ستكون بالساعة الثامنة هندم من خصلات شعره امام المرآة و وضع حول معصمه ساعته المفضلة و التي كانت هدية من والدته قبل وفاتها ثم نظر الي نفسه برضا تام و اخذ حقيبته و قبعة رأسه و غادر الغرفة متجه نحو غرفة شقيقته لـ يودعها قبل ان يغادر رغم علمه انها لازالت نائمة الا انه ايضاً يعلم أنها لن تستيقظ ان دلف هو الي غرفتها فـ نومها الثقيل لا يسمح لها بسماع اي شئ او الشعور بأي شئ عند نومها ، فتح الباب بهدوء حتي يدلف الي شقيقته الا أنه لم يخطو خطوة داخل الغرفة حين وجد نورسين تتسطح بجوار شقيقته غافية براحة معالم وجهها هادئة و تلك الغرة التي تعطي لها مظهر جذاب تنسدل علي وجهها تجعل وجهها صغير كـ الاطفال ابتسم و هو يجد يدها بيد شقيقته و تعجب من كون شقيقته سمحت ان احد يشاركها فراشها فـ دائماً تفضل النوم بمفردها علي الفراش لـ يغلق الباب مرة أخري متجهاً الي الاسفل و علي وجهه معالم التعجب كيف لها ان تسرق محبة شقيقته الي تلك الدرجة ، طلب من الخادمة تحضير وجبة الفطور له قبل ان يخرج …
انتهي من تناول الطعام و امسك قدح القهوة الخاص به يرتشف منه بهدوء في حين شعر بصوت اقدام علي الدرج التفت لـ يجد نورسين تنزل علي الدرج بهدوء و بيدها كوب فارغ ، ابتسمت بهدوء و هي تمر من امامه تتمتم قائلة : 
_ صباح الخير يا فريد بيه 
هز رأسه بايجاب دون حديث لـ تتوجه نحو المطبخ لكنه اوقفها مرة اخري حين تحدث اليها قائلاً : 
_ مدام نورسين 
التفتت اليه نورسين تبعد خصلات شعرها عن عينها و تنظر اليه بتفهم لـ يترك قدح القهوة و يقف بهيئته الخاطفة واضعاً يده بجيب بنطاله يتقدم منها حتي وقف امامها قائلاً : 
_ شكل فريال حبيتك و وثقت فيكي و دا شئ بيحصل نادراً اتمني انك تكوني اد الامانة اللي سايبهالك 
ابتلعت ريقها بـصعوبة و تشعر به اخذ بمفرده الأكسجين الموجود حولها لـ تتنفس بـهدوء و هي تنظر بعيداً عنه قائلة بهدوء : 
_ دا حاجة ان مبسوطة بيها اوي و ان شاء الله اكون عند حسن ظنك يا فريد بيه .. عن اذنك 
استأذنت سريعاً و اكملت طريقها نحو المطبخ رغم ان زوجها جعلها تكره جنس الرجال تماماً الا ان هيمنته و هيئته جعلتها تتوتر و تشعر بالارتباك استندت علي طاولة المطبخ بكلتا يديها و هي تتنهد بضيق في نفسها و بدأت في ملئ كوب من الماء لـ تناوله …
امسك بالقدح يرتشف المتبقي منه و هو لازال يقف ثم وضعه حين انتهي منه و ما كاد ان يتوجه نحو الدرج حتى يصعد الي شقيقته لـ توديعها لانه سـ يغيب عنها أسبوعاً كاملاً حتي انتبه الي حركة العم مجدي السريعة نحو الداخل عقد حاجبيه باستغراب و هو ينادي بأسم العم مجدي الذي انتبه الي صوته و توجه نحوه قائلاً بهدوء : 
_ ايوة يا بني
_ خير يا عم مجدي داخل كدا لية 
تسأل فريد بتعجب لـ يحمحم العم مجدي و هو يقول بقلة حيلة :
_ اصل كنت عايز نورسين عشان ابوها برا و خايف يشوفها هنا 
_ ايييييييية !!
خرج تلك الكلمة من نورسين بخوف التي خرجت للتو من المطبخ تقدمت من العم مجدي و هي تتحدث اليه بتوتر و خوف شديد :
_ و هو جاي يعمل اية هنا دلوقتي هو عرف اني هنا 
هز العم مجدي رأسه بنفي و هو يتحدث : 
_ هيعرف منين بس يا نورسين المهم متخرجيش برا هو لسة كان علي البوابة انا لما لمحته جيت اقولك عشان تاخدي بالك 
نظر فريد الي جسدها الذي يرتحف و وجهها الذي شحب لونه و الخوف الذي يظهر بوضوح علي ملامحها لـ يتنهد قائلاً : 
_ طيب بما انكوا مش عايزينه يعرف مكانك فانا هتصرف 
_ هتعمل اية يا فريد بيه 
سألت بقلق و هي تنظر اليه بتوسل لاحظه هو لـ يبتسم بلطف و هو ينظر الي ساعته قائلاً : 
_ قولت هتصرف انا هخرج عشان اتأخرت سلميلي علي فريال عشان مش هلحق اطلعلها 
وقفت بمنتصف الردهة تتطلع نحو فريد و هو يخرج من الباب و الخوف يأكلها من اكتشاف والدها انها بالداخل أغمضت عينها بخوف شديد و هي تضع يدها علي قلبها طالبة من الله الا يعلم والدها بوجودها و الا تعود الي ذلك شبيه الرجال المسمي زوجها مرة أخري في حين خرج فريد و هو يجر حقيبته خلفه ممسك بيده الأخري غطاء الرأس الخاص به و تقدم نحو لطفي ذلك الرجل الاسمر البدين الذي يبدو عليه انه ليس بالهين نظر اليه فريد نظرة تقييمية قبل ان يقف امامه قائلاً بهدوء : 
_ خير يا حج عايز حاجة 
استنشق لطفي الهواء بقوة و بصوت مسموع قبل ان يتنحنح بخشونة مجيباً : 
_ انا يا باشا لطفي صاحب مجدي اللي شغال عندك هنا و جاي اشوفه 
وضع فريد غطاء الرأس اعلي رأسه ثم اعتدل بوقفته قائلاً بصوت حاد بعض الشئ : 
_ ممنوع .. انا مانع اي حد يدخل الفيلا و لو حتي زيارة لحد من اللي شغالين هنا لو عايز تقابله قابله برا لانك اكيد مش عايز تقطع عيش صاحبك 
نظر اليه لطفي بغيظ حاول قدر المستطاع ان لا يظهره قائلاً بغلظه : 
_ بس انا كنت باجي دايما ازور مجدي هنا يا باشا مسمعتش عن انه ممنوع 
لـ يتحدث فريد بضيق واضح و هو يعلم ان هذا الرجل الذي كان يدخله منزله هو تاجر للمخدرات :
_ انا منعته دا بيتي و انا مش عايز حد غريب يدخله اتفضل بقي و ابقي قابل صاحبك بعيد عن البيت
وقف فريد تاركاً الحقيبة الي جواره يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر الي لطفي حتي يبتعد الا انه تحدث متسائلاً بهدوء مصطنع : 
_ الا قولي يا باشا هو في ممرضة بتشتغل عندكوا اسمها نورسين 
عقد فريد حاجبيه مصطنع الاستغراب من ذلك الاسم ثم هز رأسه نافياً و هو يقول :
_ انا اول مرة اسمع الاسم دا مفيش حد عندي بيشتغل بالاسم دا
لـ يكمل لطفي قائلاً : 
_ اسمع يا باشا لو حد جيه هنا يشتغل بالاسم دا متشغلهاش يا باشا دي بنتي و هربانة من جوزها و انا عايز ارجعها 
تنهد فريد حتي يهدئ و داخله يريد ان يلكم هذا الرجل المختل ثم هتف بهدوء قائلاً :
_ اطمن انا مش ناوي اشغل اي حد هنا اللي موجودين هنا ناس كويسين جدا و شاطرين في شغلهم غير كدا انا مبشغلش ممرضة متجوزة .. اتفضل 
رمق لطفي المنزل و من ثم نظر الي فريد و غادر المكان تاركاً فريد يقف ينظر اليه بضيق و غضب كيف له ان يكون أب يعلم أن ابنته ان عادت الي زوجها ستكون مقتولة و يبحث هو عنها حتي يسلمها لـ قدرها بنفسه هز رأسه يبعد هذا الرجل عن ذهنه حتي لا يعكر صفوه و انصرف نحو السيارة منطلقاً نحو المطار 
يتبع ……
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى