روايات

رواية مهرة الفصل العاشر 10 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة الفصل العاشر 10 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة البارت العاشر

رواية مهرة الجزء العاشر

رواية مهرة
رواية مهرة

رواية مهرة الحلقة العاشرة

تنهد بيأس وهو يرمي سترته الجلدية جانبًا، أحمال تتثاقل عليه وهموم لا حسر لها، هل هذا ما كان يسعى وراءه حقًا، لكن إن كانت هذه هي الحياة التي أرادها دائمًا فلمَ الندم إذًا!
مسح وجه بيده عدة مرات قبل أن يخرج حاسوبه المحمول يحاول تناسي ما يدور بذهنه، حس ذهنه للتركيز على عمله أكثر من ذي قبل يحاول أن ينسى ما حدث معه وصورتها لا تبارح تفكيره
-ما الذي يحدث معك؟
صوتها أخرجه من دوامة تفكيره وصراعاته العنيفة وفي كل مرة يحاول أن يخرج من تلك الدوامة يحاول أن يقنع نفسه بأنه لم يخطئ بشيء فقط أردا أن يحيا كما أراد.
غمغم بخشونة وهو يقلب في الملفات التي أمامه: أحاول الإنتهاء من كل تلك الملفات التي أمامي
تنهدت بحُلم وهي تحاول السيطرة على أعصابها قدر الإمكان تتذكر كل الذكريات التي حُفرت في عقلها، سُرعان ما مر شريط ذكريتهما معًا وكأنه ريط سينمائي يعرض كل شيء يخصهما لكن بدور المتفرج وليس بدور البطلة الأساسية، نفضت كل الأفكار السيئة عنها بسرعة وهي تتقرب منه ببطء، ابعدت حاسوبه من أمامه تجلس على قدميه تقول بغنج: ولكن لمَ الإبتعاد عني في الفترة الأخيرة؟
ابعد وجهه عنها بسرعة يحاول إخفاء مشاعر الحنق التي تسيطر عليه كلما حاولت الإقتراب منه في الأونة الأخيرة قائلًا: فقط اشتاق لأمي
احتضنته رغم عدم اقتناعها بإيجابته تقسم بأنها تراها بعيناه لكنها كذبت نفسها وهي تنظر إليه مرة أخرى تحمسه بأن يتصل بوالدته، أصابته الدهشة وقتما سمع إجابتها، لمَ الدهشة؟
-فقط كنت أفكر بأنكِ لا تريدين لي التواصل مع عائلتي
ابتسمت برحابة صد تُجيبه: فقط لأنني لا أريدك أن تتواصل معها فهذا لا يعني بأنني أريدك أن تخسر عائلتك، بل على العكس أحب أن نتواصل معهم من وقت لآخر
ابتسم لها: فقط من وقت لآخر؟
لفت ذراعيها حول عنقه: بل طوال الوقت
نور: لكن جدي و..
وضعت سبابتها على ثغره تمنعه من من تكملة حديثه: لا تفكر كثيرًا إن كنت تريد عائلتك اسعى لمصالحتهم مهما كانت النتائج، وعليك بتحمل كل ما يصدر منهم ثم هناك ابنتك
تيبس جسده ولم يعلم ما الذي عليه قوله، أيطلق على نفسه أبًا، حقًا!
كاثرين: اسمع حبيبي، أتفهم جيدًا بأنك تزوجت والدتها بالإكراه لكن ابنتك ليس لها دخل بالأساس بمشاكلهم، عليك أن تدخل بحياتها باكرًا قبل وقت لا ينفع به الندم، اسألني أنا عما سيحدث فيما بعد.
اكفهر وجهها وهي تتذكر والدها الذي هرب متخلي عن مسئوليتها وهي ذات الخمس أعوام واضعًا كل الحمل على أكتاف والدتها التي لم تستطع النضال أكثر من ذلك في تلك الحياة الظالمة مبتعدة عن كل ذلك الضغط وهي في السابعة عشر من عمرها لتتخبط بأمواج الحياة إلى أن قابلت نور الذي أصبح مثل نور في نهاية نفق مظلم لا تعلم آخره، تذكرت ما فعلته مع مُهرة تحاول إقناع نفسها بأنها فعلت ما كان عليها فعله فالبلأخير هي تدافع عن حقها بحبيبها ليس أكثر
******************************************************************
قامت من مجلسها ترسم ابتسامة صفراء على ثغرها لإثبات لكل من حولها بأنها سعيدة بحياتها الجديدة كما تم الإتفاق بينهما، اقتربت من جميلة تمد يدها بصينية الشاي التي وضعت عليها الأكواب تقدمها للضيوف بعدما رفضوا كل شيء أرادات تقديمه تقريبًا، لكن مع الشاء بالبيت المصري سواء كانت في جنوب مصر أو شمالها لا أحد فيها يستطيع رفضه، قدمت للكل إلى أن جاء وقت الجد الذي فضل زوجها وقتها أن يقدمه له يمد يده له بابتسامة ورجاء مرسوم على وجهه بأن يرضى عنه لكن الأخير خذله كعادته قائلًا: وأنتِ يا بتي كيفك طمنيني عليكِ؟
لاحظت مُهرة ما حدث ورفض الجد لإلتقاط الكوب من يد زوجها حتى بأنه لم يكلف نفسه عناء الإلتفات له أو الإستماع لما أراد قوله، أقسمت بينها وبين نفسها بأنها رأت الدموع تترقرق بعين غيث لكنه حاول التماسك قدر الإمكان أمام عائلته التي لاحظت بدورها ما حدث يتأفف كل منهما على الذنب الذي يتحمله غيث دون أن يعلم ما هو ذنبه بالتحديد
قطعت تلك الأجواء المتوترة بإجابتها: الحمد لله يا جدي أنا زي الفل، ثم أكملت حديثها وهي تشير لغيث تحاول رسم صورة جيده بذهن الجد: غيث ونعم الرجال مش مخليني محتاجة حاجة أبدًا
أكتفى الجد بإيماءة صغيرة منه ثم قام من مجلسه متكئًا على عصاه: طب يا بتي أدينا اطمنا عليكِ نمشي احنا بجى
غيث: لسة بدري يا جدي
لم يعيره انتباه بل مد يده بجيب جلبابه وللمرة الأولى في حياة غيث أمسك الجد بكفه واضعًا به مبلغ مالي لمباركة العروسين، تيبس مكانه ينظر إلى النقود التي وضعت بيده بدهشة وصدمة كبيرة لكنه خرج من ذهوله بعدما تحمحم عمه الأصغر ربيع يشير إليه بأن يُقبل يد جده الذي ازاحها الأخير سريعًا عن ثغره متحدثًا بخشونة: ممالوش لزوم، سلام عليكوا، ثم خطى بخطوات ثابتة خارج شقة العروسين ومن خلفه كل العائلة وهم يبتسمون على ما حدث، إلا والدته التي حضنته قائلة بحزن: أنا آسفة والله آسفة
بادلها حضنها يطبطب على ظهرها بحنان بالغ: ما تتأسفيش، مافيش حد ليه ذنب في اللي حصل ده قدر بنا وإن شاء الله في يوم من اليام هيقتنع بده
ابتعدت عنه وبابتسامة مدت يدها بجيب عباءتها تخرج منها سلسال فضي في نهايته وضع به قلب: السلسلة دي عزيزة على قلبي أبوك اديهالي أول مرة اعترف فيها بحبه ليا
نظر إليها دون حديث لذا أكملت: عارفة أنه كان مجرد إنجذاب بس أنا مكتفية بيه، اهديها لمراتك جواها أنا ماعرفتش احط صورتي أنا وحسين علشان كنت عارفة أنه ماحبنيش لكن مُهرة بتحبك خليها تحط صوركوا
اكتفى بإيماءة صغيره من رأسه يتذكر حديثها بأنها لن تسطيع الحب مرة أخرى وعلاقتهم المتوترة منذ أول يوم زواج إلى الآن، أغلق باب الشقة خلف والدته بهدوء ينر إلى تلك الُهرة الجامحة التي تحمل الصينية من على الطاولة تنظر إليه بغضب شديد، بعدما فرغت مما كانت تفعله قررت بأن تناقشه في موضوع عملها لكنها تفاجأت به وعيناه تملأها الدموع، جلست بجانبه دون حديث وهي تُربت على ظهره بهدوء وتردد تحاول أن تخفف عنه ما حدث منذ قليل، التفت إليها يتحدث بصدمة: ده مسك ايدي النهاردة يا مُهرة
زوت ما بين حاجبيها بدهشة تفكر هل إلى الآن لم يلمس حفيده ولو لمرة واحدة، أخرجها من تساؤلاتها صوت زوجها الذي ما زال على حاله يدقق النظر بكف يده والنقود بداخلها: أول مرة يديني حاجة بإيده أو يوجهلي كلام، ثم أكمل حديثه وهو يوجهه نظره إليها يحدثها بشكر حقيقي: وكل ده بفضلك أنتِ
وقبل أن تجيبه وجدت نفسها بين أحضانه يكمل شكرها: شكرًا يا مُهرة، بجد شكرًا
دقات متسارعة شعرت بها عندما اقترب منها بذلك الشكل ورغم حنقها وخجلها منه إلا أنه استطاع إشعال مشاعرها بتلك الطريقة، ابعدته عنها برفق تحاول الحديث إلا أن نظراته المثبتة عليها وهو يتأملها ببطء وشكر حقيقي زادت من تلك الدقات اللعينة والمشاعر التي ظنت منها بأنها كانت في سبات عميق لكن الآن لا تستطيع أن تجزم بذلك بعد الآن
ابتسمت له وهي تتراجع للخلف: ده جدك وأكيد بيحبك
أمأ برأسه بضعة مرات يوافقها رأيها: أنا عارف بس هو مش بيديني فرصة أقرب منه
فركت بأصابعها بضعة مرات قبل أن تمسك بيده بتردد قائلة: كل شيء في الحياة بيجي واحدة واحدة وإلا مش هنعرف قيمتها ولا هنبقى عايزين نحافظ عليها
تأملها بنظراته قبل أن يجيبها: مافيش حد عارف الكلام ده أكتر مني
انتفضت مجفلة على صوت رنين هاتفها تحدثه بتوتر: هروح أشوف مين بيرن عليا ثم اكملت بتوتر وهي تمسح بيدها على شعرها بضعة مرات: وأنت، أنت المفروض على فكرة تساعدني في شغل البيت يعني مش معقول كل حاجة عليا كده و.. لم تجد ما تقوله لذا فضلت الهروب وهي تشير على الغرفة الذي بها هاتفها: هروح أشوف مين بيرن
وضع سبابته تحت ذقنه يهز رأسه بإيجاب وهو يحاول إخفاء ابتسامته قدر الأمكان أما عنها فجرت سريعًا من أمامه تحاول إخفاء مشاعرها عن نفسها قدر الإمكان، وضعت يدها على قلبها بعدما أغلقت باب الغرفة وهي تقف خلفه واضعة يدها على صدرها: كل ده مجرد وهم أنتِ عمرك ما هتحبي تاني
أما عنه فظل يراقب باب الغرفة المغلق يخبر نفسه بأنه لم يبقى الكثير فقط سيحاول قدر المستطاع بأن يقنعها بحبه يقسم بأنه لن يخسرها مرة أخرى مهما حدث.
*****************************************************************
حاولت عدم التذكر حاولت قدر الإمكان لكنها تجد نفسها بالنهاية هناك وقتما حدث كل شيء الوقت الذي قضاه معها بصفته مديرها لكن مع الوقت توطدت علاقتهما إلى شيء يطلق عليه اليوم الصداقة لكن كما يقال لا توجد علاقة مسماه بالصداقة وقتما تكون بين فتى وفتاة، دائمًا ما يقع طرف بحب الآخر دون أن يشعر أو الطرفان، تمنت أن تكون علاقتهما طرفان كذبت نفسها مرة وراء الأخرى بأنه يحبها لكنها أوهمت نفسها بتلك المشاعر فعلاقتها كانت حب من طرف واحد فقط أدركت ذلك في وقت لا ينفع معه الندم والآن وليدها هو من يدفع ثمن أخطائها
عادت لماضيها عندما كانت فتاة تبلغ من العمر فقط ثمان عشر ربيعًا، ريعان الشباب وحماسه، عمر تتفتح معه زهور العشق والأحلام الوردية عن فارس الأحلام الوسيم الذي سيأتي على حصانه الأبيض لينقذها من وحوش عالمها الواقعي، كانت تحلم وتحلم إلى أن قابلته ومع ابتسامته الأولى أصاب سهم العشق قلبها حتى أنها تغاضت عن مشاعره معتقدة بأن مشاعرها تكفي لنجاح العلاقة
عودة إلى الماضي…
ولجت إلى الداخل بعدما أذن لها بالدخول، ابتسمت ووضعت له الملفات التي بيدها أمامه على المكتب لتشير له بأن عليه توقيعها اليوم قبل المساء لكنها تيبست مكانها عندما قال: جميلة تقبلي تتجوزيني؟
دهشة أصابت كل معالم جسدها لم تستطع التحرك أو حتى النطق هل ما كانت تحلم به كل ليلة اصبح حقيقة الآن لكن كيف وهي التي كانت تعتقد بأنه لا يحمل أي مشاعر حب إتجاهها، بل ظنت بأنه سيتزوج من ابنة عمه بعد فترة وجيزة، أطالت الصمت لذا كرر سؤاله مره أخرى يزيد على سؤاله: ايه يا جميلة مش موافقة؟
انتبهت على سؤاله لذا أجابته بلهفة تناقض ما كانت تخفيه بداخلها طوال مدة عملها معه: لا لا، أنا بس..
ابتلعت ما أرادت قوله خوفًا بأن يتراجع عن طلبه، قاطع الصمت سؤاله بفضول: بس ايه؟
فركت بيدها وهي تنكس برأسها لأسفل قائلة بتردد: بنت عمك..
انتفضت من مكانها عندما سمعت صوت قبضة يده على سطح مكتبه وصوته الغاضب: أنا سألتك سؤال مش محتاجة تدخلي بنت عمي فيه
جميلة: بس حضرتك أنا عارفة أنك خطبت بنت عمك وكنت هتتجوزها كمان شهر
حسين: الكلام ده مش حيحصل خلاص
بدهشة سألته: ليه؟
حسين: من غير ليه، دلوقتي إجابتك ايه موافقة ولا لا وياريت تجاوبني دلوقتي ويكون بالرفض أو بالقبول غير كده مش عايز اسمع
نكست برأسها بخجل: موافقة
وبدون إبداء أي مشاعر قال: تمام يبقى جوازنا آخر السبوع إن شاء الله ثم مد يده بجيب بنطاله ليخرج حفنة من الجنيهات يعطيها لها: روحي اشتري كل اللي يلزمك وجهزي نفسك
ترددت في أخذها إلى أن أمسك بكف يدها واضعًا النقود بداخلها وهو يقول: مش عايز مناهدة كتير يا جميلة ومن هنا ورايح لازم تتعودي أنك مسئولة مني ودلوقتي اتفضلي شوفي وراكِ ايه
تعجبت من معاملته لها فكيف بالله يريد أن يتزوجها وهو يعاملها تلك المعاملة لكنها رجحت بأن من المحتمل أن يكون ذلك طبعه ولا يعلم كيفية إظهار حبه، المهم بأنها ستتزوج من أرادت طوال عام وأخيرًا سيتحقق الحلم
عودة للحاضر…
-ينفع أقعد معاكِ شوية؟
ارتجفت عندما وجدتها أمامها لكنها حاولت إخفاء خوفها قد استطاعتها كي لا تخدلها فقد اعدات إخفاء مشاعر كي لا تأذي مشاعر الآخرين حتى لو كان على حساب نفسها قائلة: طبعًا
جلست سميرة على الكرسي المقابل لها بحديقة المنزل تتسائل بلطف: خضيتك؟
ابتسمت لها تُجيب تساؤلها: لا أبدًا
تنهدت سميرة بضيق: مش فاهمة حتفضلي لحد امتى تخبي مشاعرك يا جميلة؟
لم تنظر لها بل ظلت على حالها تنظر للفراغ: خلاص بقى يا سميرة الكلام ده فات عليه زمن
نظر إليها بهدوء: يعني ايه؟
بادلتها نظراتها: يعني خلاص كبرنا بقىسميرة: يا جميلة كفاية ده أنتِ حتى ما اعترضتيش لما حسين سابكوا لوحدكوا
جميلة: هيفيد بايه يا سميرة دلوقتي؟ ولو حتى اعترضت هستفاد ايه؟
سميرة بغضب: هتستفادي أن ابنك أقله يتعامل معاملة محترمة مش كفاية عليه لحد كده، هترتاحي لما يجراله حاجة، ثم اخفضت صوتها تحدثها بحنان: يا حبيبي ماكنش مصدق نفسه لما جده مد ايده واداله فلوس ليه يا جميلة راضية بكده؟ مع أن المفروض اللي يتعامل المعاملة دي نور ابني مش ابنك
لم تتعجب مما قالته فسميرة منذ أن عرفتها وهي ترفض الظلم وتنصر الحق حتى لو كان على حساب اقرب الناس إليها حتى لو كانت هي شخصيًا
ابتسمت جميلة: علشان إحنا غلطنا في حقك
لم تستطع الرد بل ظلت على حالها تنظر لها دون حديث ثم ابتسمت لها بتردد تاركة إياها في غمرة تفكيرها وهي مترددة هل تخبرها بما حدث حقًا أم تترك كل شيء كما هو تاركة إياها تحمل وزر لم تصنعه يداها أو يد حسين
****************************************************************
أمسكت كوب مشروبها المفضل تشربه بإستمتاع وهش تشاهد فيلمها المفضل بعيدًا عنه وعن إزعاجه لها طوال اليوم، سمع صوت ضحكاتها العالية لذا قرر بأن يخرب عليها مزاجها كما اعتاد أن يفعل معها منذ أن وطئت قدمها منزله، وبنظرات شيطانية وابتسامة خبيثة جاءته وفي الحال أمسك فنجان قهوته يرمي ما بداخله على قميصه الأبيض، ضحك وهو يخلع قميصه عنه بعدها قام من ملسه يزيح الكرسي من خلفه بهدوء وهو يمسك قميصه من كمه الأيمن، تفاجأت بقطعة بيضاء تتلاعب أمام عيناها لتراه واقف يمسك بكم قميصه يتحدث ببرود: القهوة وقعت عليه
نظرت إليه بعدم فهم: والمطلوب؟
غيث: تغسليه!
أجابته بنفاد صبر: والله!
غيث ببرود: والله
مُهرة: طب وأنا مالي؟
غيث: مالك أنك مراتي وده واجبك اتفضلي قومي اغسليه
تأففت وهي تنظر لسقف شقتها دون حديث، رمش بأهدابه بضعة مرات يتسائل بتعجب: ايه حينضف لوحده لو فضلنا نبص فوق كده؟
أزاحته بعيدًا عنه وهي تجذب القميص من يده بعصبية صائحة بوجه: الصبر يارب
غيث: عارف اني لا اقاوم جاذبيتي شديدة أنا عارف
قبضت على كف يدها حتى أبيضت سُليماتها من شدة الغضب: يارب
ابتسم وهو يراقبها تذهب من أمامه تتحدث بكلام غير مفهوم: ولسة أنتِ لسة شوفتي حاجة
انتظر عشر دقائق قبل أن يدخل خلفها يخبرها بأن تنتهي من غسل قميصه على السريع: نفضت القميص بوجه حتى تطايرت قطرات الماء على وجهه: أنا خلصته ثم ألقته بوجهه: ودورك تنشفه
وقبل أن تخرج من الحمام تفاجأت به وهو يجذبها من خصرها لتجد نفسها بين ذراعاه يتأملها بنظراته، حاولت فك قبضته عنها لكن بلا فائدة كل محاولاتها بائت بالفشل أما عنه فظل يتأملها بنظراته بابتسامة حننونة دون أن تلاحظه إلى أن نظرت له تأمره بأن يتركها بعصبية لكنه بدلًا عن ذلك سألها: عيزاني اسيبك
أجابته بعصبية: أنت شايف ايه؟
غيث: اطلبي مني بلطف
مُهرة: أفندم؟
غيث: ايه ماسمعتنيش؟
مُهرة: آه
غيث: لا سمعتيني كويس، وهقولهالك تاني أطلبي بلطف
علمت بأنها لن تقدر عليه لذا حاولت فعل ما أراد: ممكن يا أستاذ غيث تسبني
غيث: أستاذ، هو أنا مدرس كيميا؟
مُهرة بعصبية: عايز ايه دلوقتي أنت حيرتني؟
شد من قبضته عليها قائلًا: شوفي المفروض تعملي ايه
زمت شقتيها تحاول فعل ما أراد وهو يقرب بوجهه إليها، رمشت بأهدابها بضعة مرات ثم اقتربت منه تضع بقبلة رقيقة على وجنته تتحدث بلطف: لو سمحت سبني
تيبس جسده من رد فعلها إلا أنه حاول تمالك نفسه قدر المستطاع: أسيبك
مُهرة: لو سمحت
أبعد ذراعاه عنها إلا أنها وقبل أن تذهب ضربت بقدمها قدمه وهي تنهال عليه بالشتائم وكل غضب العالم يتملكها
أما عنه فظل يراقبها وهي تبتعد عنه بابتسامة واضعًا يده مكان قلبه يحاول تهدئة دقاته قدر المستطاع
قاطع تلك اللحظة رنين هاتفه المستمر، زوى ما بين حاجبيه وهو يجيب: خير
داليا: مستر غيث حضرتك لازم تكون موجود في أقرب وقت
غيث: ليه؟
داليا: الشركة المنافسة على وشك تكسب المناقصة ولو حصل هيتملكوا أسهم الشركة
غيث: الصبح غن شاء الله هكون موجود
وقبل أن يغلق سمع صوتها المتردد: أستاذ غيث
غيث: في ايه اخلصي؟
داليا: مستر حكيم رجع
تيبس فور سماعه لإسم آخر شخص يريد سماعه لكن لسانه لُجم فور سماعه للإسم الآخر الذي قالته داليا: وكمان مدام كاريمان راجعة معاه
يا ترى مين الشخصيات الجديدة وايه سرهم مع غيث، يلا الكل يقول رأيه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!