روايات

رواية على عرش قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم همس محمد

رواية على عرش قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم همس محمد

رواية على عرش قلبي الجزء الخامس عشر

رواية على عرش قلبي البارت الخامس عشر

رواية على عرش قلبي الحلقة الخامسة عشر

قال جاسر بضيق وهو بيبص لسدل اللي بتتنفس بعنف : مكنش ينفع اللي عملتيه ده..
رفعت حواجبها بحده : وانت عايزها تقعد تعاكس فيك وأسكت؟ المفروض انت اللي تعمل كده مش أنا! دي بتطردني..
حاوط كفها اللي على الطاوله بكفه وهو بيقول بحنان : بس ده مش اسلوبك يا حبيبي.. مش عايزك تقللي من نفسك لمجرد إنك تضا”يقيها!
زفرت ووقفت وراه تاني وهي بتقول بحر”قه : هي قالتلك ايه عني؟ اللي تقول كلام زي ده قدامي يبقى قادره تقول عليا اي حاجه..
غمض عيونه لما حس بكفها على كتفه وهو بيقول بكذ”ب : مقالتش حاجه يا سدل، حتى لو قالت ايه اللي هيفرق؟
سمع صوتها المرتجف : قالت ايه يا جاسر؟
اتنهد بقوه وفتح عيونه بهدوء : دورت وراكي وعرفت حاجات كتير.. منها طلاقك، سبب معرفتنا ببعض، وغيره.. قالتلي إنها تستحقني أكتر منك وانتِ مجرد واحده حاسس تجاهها بمشاعر كدا”به بدليل إني مأعلنتش جوازنا بشكل كامل عشان بتسلى بيكي ولما تختفي زهوة المشاعر دي وأزهق منك هطلقك وأرميكي زي ما أخدتك، واحده مد”مره وضعيفه، وإني محتاج واحده زي شخصيتها مش مستسلمه زيك، بإختصار قارنت نفسها بيكي عشان تطلع هي الكسبانه قدامي.. من حيث كل حاجه اللبس والجمال والشخصيه والحاجات الماديه.. نسيت أهم حاجه وهي المبادئ والأخلاق والتربيه والإحترام.. فاكره نفسها كسبانه بس مفيش أو”حش منها يا سدل، بتطلع عقدها في غيرها..! رغم إن إحنا اتجوزنا سنتين إلا إنها مقدرتش تفهم جاسر.. ولازالت مقتنعه إن باللي هي بتعمله ده انا هبصلها! طلقتها وكل واحد راح في طريق.. ليه راجعه تاني؟ فاكراني إني حز”ين على فراقها وهستناها ترجع.. ده انا ما صدقت خلصت منها! لما شافتني معاكي حست بالغيره، لأنها شايفه نفسها أفضل منك وبالذات في النقطه دي هعتبرها نقص فعلاً! لما واحده زيها تقارن نفسها بيكي مش هقدر أقول غير إنها هتطلع خسرانه وبجداره!

 

 

اتجمدت ملامحها وهي سامعاه، اتنفست بحراره وهي بتهمس بصوت باكي : شايفها أحسن مني في ايه يا جاسر؟
لف بالكرسي ومسك كفها باسه بعمق وهو بيقول بخفوت : يبقى لسه مافهمتيش اللي أنا قولته..
نزلت دموعها ببطء وهي بتعترف : عارفه إن شخصيتي ضعيفه ويمكن ده اللي عامل حاجز بيننا، الرجاله بيبصوا للست اللي مش بتخا”ف ولا بتتكسف زيها، وأنا عكسها في كل حاجه!
اتنهد ووقف وهو بياخدها في حضنه وبيغمض عيونه : غلطانه يا سدل، برضو لسه مقتنعه إني ممكن أفكر كده؟ لما اتجوز واحده بصفاتك مش هطلب حاجه غير إن علاقتنا تستمر، واحده متفهمه راضيه بتسمعني وبتهتم بيا.. ايه اللي أنا عايزه اكتر من كده؟ علاقتي بيها كان نهايتها الخرا”ب! ومستحيل واحده زيها هتكمل في علاقه وأنا بكاد أجزم باللي بقوله ده.. صح انتِ ضعيفة الشخصيه بس هتقوي مع الوقت، هتقدري توقفي قدامي بشجاعه وتاخدي قراراتك بدون تردد وتوتر لأنك هتكوني مستعده.. شخصيتك اتهد”مت وانا دلوقتي بساعد في إني ارجعهالك تاني! ومهما هتكوني عليه فأنا متأكد إنك مش هتخالفي توقعاتي فيكي، هتكوني قادره تتحكمي في مشاعرك وتحركيها بس في نفس الوقت هتكوني قادره تخرجي عاطفتك حسب الموقف.. لو ربنا أراد وكملنا مع بعض هفهمك كل حاجه وقتها..
حطت راسها على صدره وهي بتبكي بقوه : عارفه إنك تعبت معايا وعايز تشوفني بصوره أحسن من اللي انا عليها.. بس أنا مش هقدر أكمل لوحدي.. وجودك قادر يغيرني! حبك ليا مخليك شايفني أحسن واحده في نظرك لكن انا مش كده.. أنا واحده ناقصه من جوه،اتكسرت واللي اتكسر مش بيرجع مهما حصل.. جزء رجع وجزء هيرجع ومع ذلك في جزء هيكون مفقود، هتدور عليه مش هتلاقيه! مهما عملت هبقى ناقصه يا جاسر.. وجودي جنبك مش بيعمل حاجه غير إنك بتفضل قلقان عليا.. حتى وأنا قدامك بتفكر فيا، بتقدم في العلاقه دي اكتر ما انا بقدم، بتقدم حب وحنان وكل حاجه قادر عليها حتى الدعم! أنا بستنفذ من مشاعرك.. بدل ما اقدملك المثل بكون محتاجه أشبع من مشاعرك دي! أنا”نيه انا عارفه بس غصب عني.. مشاعرك ناحيتي أحيت فيا حاجات إفتقدتها لما بابا سابني ومشي..

 

 

اتنهد بحراره وهو بيضمها أكتر بدراعه السليم : عايزك تفضلي عارفه اني أنا بديلك كل المشاعر دي عشان بحبك.. مفيش حاجه تجبرني أبخل عليكي بولا حاجه، انتِ مراتي يا سدل.. حتى انتِ بتديني مشاعر مش حاسه بيها! إهتمام وحنان وحنيه تكفي بلد.. مفيش علاقه هتكمل على مشاعر من طرف! والله العظيم غبيه وهتفضلي طول عمرك كده.. انتِ مركزه في حاجات أنا مستحيل أركز فيها، وده سبب مخاوفك.. عارف الجزء اللي انتِ بتدوري عليه.. الخو”ف يا سدل مش هينتهي! كل اللي عايزك تتأكدي منه إني والله هفضل جنبي مش عايز خو”فك يكون من فقداني.. مفيش علاقه هتلاقيها كامله، بس كله بيحاول في النهايه صح؟
رفعت وشها الأحمر وبعدت عنه وهي بتهز راسها بالمواقفه وبتهمس بصوت ضعيف : وبتسألني بقول كده ليه؟
مسح دموعها بحنان وهو بيبتسم ابتسامه واسعه : أنا معنديش حيل افهمك كل شويه..
قوست شفايفها وهي بتشهق بخفه ،مسكت كفه وشدته ناحية الكنبه وهي بتقول بخفوت : هجهزلك حاجه تاكلها عشان تاخد الدواء..
هز راسه بنفي وهو مبتسم بحنان : لا يا حبيبتي مفيش وقت.. المريضه هتدخل بعد ربع ساعه استنيني بره، ممكن؟
قالت بإعتراض وهي بتمسح باقي دموعها : لا يا جاسر ،مش هتبدأ غير لما تاكل.. يرضيك يا دكتور متشتغلش كويس؟ هعملك ساندويتش سريع عشان خاطري..
هز راسه بإستسلام وهو بيقول بيأس : عارفك مش هتسكتي.. ماشي يا سدل!
بعتتله بوسه في الهواء وهي رايحه ناحية الباب، خرجت وشافت ساره قاعده جنب واحده وهي بتهز رجلها جامد من العصبيه..
ابتسمت سدل بهدوء لما شافت حالتها دي وراحت كلمت الريسيبشنيست اللي اسمها حور..
ابتسمت حور وهي بتقولها بإحترام : اتفضلي يا مدام سدل.. حضرتك محتاجه حاجه؟
نفت سدل براسها وهي بتبتسم : لا يا حور تسلمي، بس عايزه أعرف فين المطبخ عايزه أعمل للدكتور حاجه سريعه..
شاورتلها حور على غرفه في الكوريدور وهي بتقول بإبتسامه : خليكي ارتاحي وانا هعمله اللي محتاجه..
علت سدل صوتها وهي رايحه ناحية المطبخ : لا شكراً جداً يا حور، بس جاسر بيحب ياكل من إيدي..

 

 

بصت حور لساره اللي بتبص لطيف سدل بغـ ـل وهي بتبتسم بهدوء..
رجعت بعد دقايق وهي ماسكه صينيه عليها الأكل ودخلت الغرفه بدون ولا كلمه..
ابتسمت بحز”ن لما شافت جاسر مرجع راسه لورا على الكنبه وهو باصص للسقف بشرود، محت نظرة الحز” ن اللي في عيونها وقربت منه وهي بتقول بصوت رقيق : معلش اتأخرت عليك يا دكتور..
حطت الصينيه على الطاوله اللي قدامه وقعدت جنبه وهي بتمسح على شعره ببطء : بتفكر في ايه؟
اتسللت ابتسامه خفيفه لشفايفه وهو بيبصلها بتركيز : في اللي انتِ بتفكري فيه…
مسكت الساندويتش وحطته في بوقه وهي بتقول بصوت هامس : ويا ترى أنا بفكر في ايه؟
اتنهد بخفه وهو بيمسك الساندويتش من إيدها : في اللي بيحصل..
همهمت بحز”ن وهي بتحط قطعة خيار في بوقه..
– عملتي ايه بره؟
اتوترت عيونها وهي بتمسك الشاي : ولا حاجه..
– سدل !
بصتله بضيق : نعم؟ معملتش حاجه والله.. حتى لو عملت، انت مالك؟
رفع حواجبه بشك : مش مرتاحلك..
نكزته في دراعه بإبتسامه لطيفه : إخرس وخلص أكلك يلا..
– وانتِ مش هتاكلي؟
نفت براسها وهي بتحط كفها على بطنها وبتبرم شفايفها : لا معدتي وجعاني.. معندكش بريك ولا ايه يا دكتور؟
بصلها بقلق وهو بيتفحصها : مالك؟
ابتسمت بلطافه وهي بتبعثر شعره : عشان مأكلتش بس..

 

 

سند ضهره على الكنبه وهو بياكل : عموماً يا ستي.. أنا فاضي كمان ساعه ونص معنديش حاجه، عايزه تروحي فين؟
شربت من الشاي وهي بتبصله بلمعه : تعالى نتغدى بره؟
بصلها بطرف عيونه : وده ليه؟
رفعت كتفها وهي بتبتسم : عشان حالتك النفسيه بتساعد على شفائك..
– حالتي النفسيه بتتحسن طول ما أنا شايف ابتسامتك يا جميل..
قالها وهو بيغمز لها بمشاكسه..
اتوردت خدودها وابتسمت بخجل وهي بتقول : موافق ولا لا؟
بعتلها بوسه في الهواء وهو بيقول بهدوء : وهي الفرصه بتتكرر عشان أقعد مع القمر مرتين؟ موافق طبعاً..
وقفت وهي لسه مبتسمه بخجل وبتقول بأمر : خف كلامك ده ويلا خلص عشان الجلسه..
قالها بتحذير : سدل، مش عايز مشاكل..
غمزتله بمكر وهي بتطلع الدواء من الشنطه : متقلقش، احنا ستات مع بعض!.
بصتله بحده وهي بتشاور على الطاوله براسها : خلص بقى..
– عيوني يا قمر..
بعد دقايق قربت منه وهي بتمسح على راسه : محتاج حاجه؟
هز راسه بنفي وهو بيمسك كفها وبيقول ببساطه : بحبك..
لمعت عيونها بلمعه غريبه وهي بتقول بصوت ضعيف : هطلع أنا..
هز راسه وهو بيهمهم..
خرجت وهي شايله الصينيه وبتبتسم بتحدي بتقول لحور : الدكتور جاهز يا حور..
راحت المطبخ عشان تسيب الصينيه ورجعت بسرعه قبل ما ساره تدخل، نادت عليها بقوه لما شافتها هتدخل خلاص..
بصتلها بإستنكار وهي بتقول ببرود : نعم؟
قالت سدل بلؤم وهي بتقرب منها وبتوقف قدامها : رايحه فين؟ هي الجلسه ليكي ولا ايه؟
ارتسمت ابتسامه واثقه على وشها وهي بتبطن الكلام : تؤ ، شايفاني مجنونه عشان آجي لدكتور نفسي؟

 

كتمت سدل حز”نها بصعوبه وهي بتبتسم وبتربع ايدها : أومال داخله تعملي ايه يا حبيبتي؟ في حاجه بتشتكي منها؟
رجعت ساره خصلاتها المصبوغه بغضب وهي بتزفر بضيق : بنت خالتي جوه ومحتاجه أستشيره في حاجه..
– أظن في حاجه إسمها أسرار مرضى فـ.. اتفضلي اقعدي ،هي عندها لسان تقوله على اللي حاسه بيه متشغليش بالك!
زفرت ساره ورجعت مكانها وهي بتبص لسدل اللي راحت توقف مع حور بتتكلم معاها بإنسجام..
همست سدل بتفكير وهي بتسند راسها على كفها وبتبص لحور : المفروض أعمل إيه؟
ضحكت حور بخفه وهي بتبصلها : هتعملي ايه اكتر من كده؟ دي هتفر”قع!
ضحكت سدل وهي بتراقبها وهي بتشتغل على الكمبيوتر اللي قدامها : مش كفايه لا.. حور ايه اللي كان بيحصل في غيابي؟.
اتوترت حور وهي بتقول بصوت ضعيف : خلاص بقى يا مدام سدل، متدوريش وراء حاجه هتأذ”يكي نفسياً وتخلي بينك وبين الدكتور مشاكل..
همهمت سدل بخفه وهي بتبص على ساره بطرف عيونها..
اتعدلت وراحت قعدت قدامها على الكنبه، حطت رجل على رجل وبصتلها ببرود وهي بتبتسم : بتلفي عليه ليه؟
رفعت ساره حواجبها وقالتلها بمكر : ما انتِ عارفه كل حاجه أهو!
رفعت سدل كتفها ببساطه : للأسف جوزي مش بيخبي عليا حاجه..
احتدت عيون ساره، راحت سدل قالت بتفكير مصطنع : يمكن قلبك حن؟ أو فلوس بابي خلصت؟
ز”عقت ساره بعصبيه وهي بتبصلها بقر”ف : انتِ ازاي تكلميني كده يا بتاعه انتِ؟ كل اللي في الموضوع أن أنا اللي استحقه مش انتِ.. مقامك اللي كنتي متجوزاه مش واحد زي جاسر! وبصراحه كده حطيته في دماغي ويومين وهتلاقيني ضرتك يا عيوني..
حست سدل بقلبها بيتحر”ق من كلامها ومع ذلك ردت بسخريه : وانتِ فاكره إن واحده قتـ ـلت ابنها هي اللي تستحق؟ واحده معندهاش كرامه ولا مبادئ هستنى منها ايه؟ حتى طنط إحسان مسيبتيهاش في حالها.. بس اقولك؟ مش هلومك بصراحه على تصرفاتك دي انا هلوم اهلك اللي تربيتهم انعكست عليكي، ابعدي عنه احسنلك!

 

 

شحب وش ساره وقالت بصوت متوتر : محصلش..
رفعت سدل حواجبها وهي بتقول : تنكري؟
قالتلها ساره بشر : اه انكر، اوعي تفتكري انه بيحبك بجد.. لا يا حلوه انتِ مجرد واحده بيلعب بيها وهيرميها لما يتأكد إنها مش هتليق بيه، مش هتعرفي جاسر اكتر مني!
– اقدر أقول إنه كان بيلعب بيكي ورماكي بعد ما زهق؟ انتِ مش عارفاه لدرجة إنك فاكره بحركاتك هتقدري تعملي حاجه مقدرتيش تعمليها وانتِ على ذمته.. عموماً يا ساره مش حابه ادخل معاكي في جدال هتخرجي انتِ اللي خسرانه منه، هقولهالك صريحه.. مفيش راجل بيبص لست بتجري وراه حتى لو مش جاسر! وتوفيراً لمجهودك الجبار فأنا بقولك إنه مكتفي بيا بشكل تام.. سواء اقتنعتي او لا دي حاجه ترجعلك..
برمت شفايفها بتفكير وكملت : هو بابي عارف باللي بنته بتعمله؟ ولا اوصلهوله بطريقتي؟
بصتلها في عيونها بقوه وكملت : وتوفيراً لوقتي ووقتك.. هو ما صدق خلص منك أصلاً، بيحبني او لا اظن مش هيفرق معاكي لإنك كده كده مش هتفوزي بيه.. كل واحد وبياخد نصيبه في الحياه وانتِ ضيعتي نصيبك بإيدك ودلوقتي بتدوري عليه، عارفه اني محظوظه بيه بدرجه متتوصفش وعشان كده مش مستعده افرط فيه أياً كان السبب..
وقفت وهي بتدندن بكلمات اغنيه وراحت ناحية المطبخ وهي حاسه إنها انتصرت..
رجعت بعد دقايق وهي ماسكه كوباية الكوفي اللي عملتها وشافتها قاعده وهي بتهز رجلها بعصبيه..
قعدت في نفس مكانها تاني ومسكت تليفونها تقلب فيه بملل، سمعت صوتها بيقول بثقه : متنكريش أني أفضل منك في حاجات كتير.. والرجاله بيدوروا على الأفضل في كل حاجه، زيي!
رفعت وشها عن التليفون وهي بتقول بملل عكس اللي جواها : مش هاممني.. لو انتِ كويسه فعلاً فأثبتيلي؟ إني أبين جسمي وأخرج بشعري دي مش حاجه عشان افتخر بيها!
– وانتِ شايفه إن منظرك ده هيحبب جاسر فيكي؟
ابتسمت سدل بهدوء : الدكتور جاسر، الموضوع ده ميخصيكيش!
بصت سدل في الساعه وزفرت بضيق، اتريقت ساره عليها وهي بتضحك بسخريه : ايه مش قادره تستحملي متشوفيهوش؟
قالت سدل ببرود وهي بتبص للتليفون : لا بس مش طايقه أقعد معاكي في نفس المكان.. ممكن تسكتي بقى؟

 

 

بعد نص ساعه..
خرجت البنت من عند جاسر وهي باصه بتوتر لساره، دخلت سدل بمجرد ما خرجت وقفلت الباب وراها..
اتنهد وهو شايف علامات الحز”ن على وشها : مالك يا ست سدل؟
قالت بهدوء وهي رايحه ناحية الكنبه : ماليش..
بصتله بإهتمام بعد ما قعدت وهي بتقول : حاسس بإيه؟
قام وقرب منها وهو بيقول : متضا”يقه ليه؟ عملتلك حاجه؟
ابتسم بحنان لما شاف عيونها لمعت بالدموع وبتقول بعصبيه : ايه القر”ف اللي هي عايشه بيه ده؟ ازاي مش مكسوفه من نفسها وهي بتجري وراك وبتقولها بكل بجا”حه إنها هتبقى ضرتي؟ لا بجد!
بدأت تبكي بصوت عالي وهي بتد” فن وشها بين كفوفها وهي بتقول بتقطع : اشمعنى حليت في عيونها دلوقتي؟ ليه مستخسراك فيا؟
قعد جنبها وهو بيطبطب على ضهرها بحنيه، كملت وهي بتشهق : حتى لو مستاهلش.. ده مش معناه إني مش من حقي اعيش! انت حاجه كبيره عليا أنا عارفه.. بس مش أنا اللي برغمك على إنك تكون جنبي! انت اللي مختار انك تعيش معايا انا مش بجبرك على حاجه ليه محدش مقتنع؟
– هتستني ايه يعني اذا انتِ مش مقتنعه؟ سدل والله لو فتحتي الموضوع تاني هتز”علي مني!
قالها بإنفعال وهو بيجز على أسنانه بقوه ،بصتله من بين دموعها وهي بتشهق بخفه : أعمل إيه يا جاسر؟انا زهقت ومفيش حاجه بتتحل!
شبك كفه بكفها وهو بيزفر ببطء : ومفيش حاجه هتتحل طول ما انتِ بتعملي كده، انتِ مالك بكلام الناس؟ محدش شاف اللي انتِ شوفتيه عشان بحكموا ولا حد بيشوف سدل الحقيقيه غيري.. انا مش عارف بصراحه هما شافوا ايه منك عشان يخليهم يشوفوكي قليله؟ كفايه تعاملك مع الناس اللي بيدل على مدى نقائك.. وده دليل ان محدش بيسيب حد في حاله!
– انت شايفني حلوه في نظرك بس مش كل الناس شايفه كده..
وقف وهو بيسحبها من كفها وبيتنهد : ومين المهم في نظرك؟ انا ولا الناس؟
ابتسمت بإرتجاف : انت..
لانت ملامحه وهو بيقول : انتِ قولتيها بلسانك يا سدل.. الناس مش هتشوفك زيي عشان محدش يعرف الموضوع!
راح ناحية المكتب واخد حاجته وشنطتها ورجعلها تاني، ابتسم بهدوء وهو بيضم كفها وبيقول : هتنكدي عليا ولا ايه؟ يلا عشان نروح نتغدى..

 

 

مسكت الكلينكس ومسحت وشها وهي بتاخد نفس عميق وبتهز راسها..
خرجوا من الغرفه وجاسر قال لحور إنهم هيرجعوا بعد شويه..
خرجوا من المبنى وركبوا السياره، قالتله وهي بتتحرك : عايز تروح فين؟
ابتسم بحنان وهو بيراقب ملامحها الجامده : شوفي نفسك تروحي فين..
همهمت ببطء ، قالت بدون مقدمات : صُهيب مش هيسيبنا في حالنا.. لازم نتصرف، انا بفكر نروح مع بعض ونشوف عايز ايه..
قال بهدوء : سدل، انك تروحي هناك تاني ده مش هسمح بيه، الموضوع ده انا هتصرف فيه..
نفت براسها بهدوء وهي مركزه قدامها : لا يا جاسر ،مش هينفع تتصرف لوحدك او انا اتصرف لوحدي.. أنا بفكر في حاجه كده مش عارفه رأيك ايه بصراحه، هو عايز الحريه.. واحنا عايزين نعرف مكان كاميليا، فليه منحاولش نساعده فعلاً لغاية ما نعرف اللي عايزينه؟
– إخواتها اكيد عارفين هي فين.. بخصوص صُهيب فكفايه التهد”يدات اللي بيبعتها أدله كافيه إنه بيتواصل معانا من السجن.. هبعتهم لصاحبي اللي ساعدنا قبل كده في موضوع هشام وأشوف هتصرف ازاي، بس بالله عليكي خليكي بعيد عن الموضوع ده..
برمت شفايفها بتفكير : مش صح! لما نكون مع بعض في كل خطوه هيكون الضر”ر أقل.. لازم خطواتنا تكون محسوبه، انت شوفت بعيونك هو قادر يعمل ايه وأنا بقولهالك للمره الألف أنا مش مستعده أخسرك أو يصيبك أذ”ى يا جاسر.. مش هسامحك لو حصل ايه!.
زفرت بحر”قه وهي بتكمل : كفايه إحساسي لما عرفت من أسامه انك عملت حا”دث.. مش مستعده أعيشه تاني وكله بسببك لأنك مقتنعتش باللي بقوله! أرجوك يا جاسر افهمني..
اتنهد ومسح على وشه بهدوء : انا فاهمك يا سدل، أوعدك إني مش هتصرف غير لما اقولك على كل حاجه.. حلو كده؟
ابتسمت بإرتجاف وهي بتهز راسها برضا، همست بتوتر وهي بتتنحنح : في حاجه كمان..
بصلها بإهتمام فكملت بسرعه : أنا قولت كل حاجه لماما..
ضحك بخفه وهو باصص قدامه : مش عايز أصدمك بس هي كانت عارفه أصلاً..
– كانت عارفه ايه؟

 

 

قالتها بصدمه وذهول، فضحك بصوت عالي : والله زي ما بقولك، من أول ما روحتي هناك وهي عارفه وكلمتني في الموضوع وأنا أكدتلها كده.. هو تقريباً بعتلها الصوره مش عارف بصراحه!.
همست بنفس الصدمه : ازاي؟ ومز”عقتليش ليه ولا كلمتني؟
رفع كتفه ببساطه وهو بيحك جانب بوقه : اتكلمت معاها وفهمتها إني اديتك نصيبك من التهزيق فسكتت..
كشرت لما افتكرت وسكتت..
غمزلها بمشاكسه : شكلها هي اللي قالتلك انه مش وقت ز” علك ولازم تنتبهيلي.. صح؟
هزت راسها بهدوء، فضحك وهو بيقول : والله صفاء هانم دي عسل..
ارتسمت ابتسامه هاديه وهي بتقول : وانت شايفني نكد”يه يا دكتور؟
قال بدون مجاملات : بصراحه اه، جداً كمان..
بصتله بطرف عيونها ومردتش فكمل كلامه : بدل ما تردي عليها بتبكي، اعلي صوتي شويه بتبكي، از”عقلك على حاجه غلط بتبكي، سدل قوليلي يوم قعدتي فيه من غير ما تبكي! حتى لما بقولك كلام حلو بتبكي..
اعترفت بصراحه وهي بتضحك : مفيش، انا بوافقك جداً على فكره..
ضحك بصوت عالي وقال : والله كنت خا”يف تبكي من كلامي..
بصتله وهي بتبتسم بسماجه : بقيت ظريف اوي..
ابتسم بثقه : بس قمر..
ابتسمت بلين وهي بتقول : جداً..
وقفت بالسياره قدام المطعم ونزلت وراحت ناحيته فتحتله الباب، ققلت السياره وبصتله بأبتسامه جميله : يلا عشان همو”ت من الجوع..
دخلوا المطعم وقعدوا على طاوله، طلب جاسر الاوردر واستنوه..
شردت بذهنها وهي بتبص للفراغ ،اتنهد بهدوء وهو بيتفحصها : سدل ،متفكريش كتير..
ابتسمت بإرهاق وهي بتهز راسها بخفه : مش بفكر، انا بس حاسه بالإرهاق..

 

 

زفر وهو بيرجع خصلاته لورا : عشان لما اقولك تنامي في الليل تنامي، نفسي أفهم مش بتسمعي الكلام ليه؟
بصتله بلطافه وقالت بهدوء : مش من كده صدقني، بس راسي وجعاني من التفكير غير اني جعانه!
هز راسه بفهم وقال بحزم : هنخلص الغداء ونرجع، مش قادر أكمل.. ماما امبارح اتصلت بيكي؟
بصتله بحيره وهي بتقول : ايوه ،بس خو”فت أقولها إنك اتكسرت هتخا”ف عليك جداً وهتفضل قلقانه فقولتلها إنك تعبان شويه وبترتاح.. بس حسيتها قلقت برضو..
ابتسم بإنشكاح وهو بيمط خدودها : مراتي الغبيه اللي بتعقد المواضيع..
نزلت كفه بحرج وهي بتبص للناس اللي حواليها وبتتكلم بصوت واطي : جاسر ايه اللي بتعمله ده؟
رفع كفها اللي فيه خاتم وهو بيقول بدون إكتراث : محدش ليه حاجه عندي..
ابتسمت ببهوت وهي بتبص للخاتم بهيام..
جه الويتر وحط الأوردر ومشي، اتكلمت بشهيه وهي بتبص للأكل : انت عارف؟ المطعم ده فيه ذكريات كتير.. كان جوز عمتو الله يرحمه بيجمعنا هنا كل جمعه وبنتغدى مع بعض.. صح بسيط بس ليه مكان خاص في قلبي..
ابتسم بحنان وهو شايفها بتبدأ تاكل : مكان جديد بيجمع ذكرى جديده بيننا..
وقفت أكل وعيونها اتجمعت في الدموع وهي بتبصله : جاسر انت غيرت فيا حاجات كتير.. وبنيت ذكريات صعب انساها!.
احتواها بنظراته وهو بيقول : خليكي متأكده إني جنبك علشان كده.. نمحي الوحش ونبني الحلو.!
كانت هتبكي بس سيطر على الوضع وهو بيقول بصوت هادي وبيرسم ابتسامه جذابه : اوعي تبكي والله أسيبك وامشي..
ابتسمت بيأس وهي بتمسح عيونها : خلاص يا سيدي كده كويس؟
غمزلها وهو بيبدأ ياكل : اوي..
بعد دقايق إتفاجئوا بـ……….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية علي عرش قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى