روايات

رواية أصبحت خادمة لزوجي الفصل الثالث و العشرون 23 بقلم هبة الفقي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الفصل الثالث و العشرون 23 بقلم هبة الفقي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الجزء الثالث و العشرون

رواية أصبحت خادمة لزوجي البارت الثالث و العشرون

أصبحت خادمة لزوجي
أصبحت خادمة لزوجي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الحلقة الثالثة والعشرون

بعد مرور أسبوع علي رجوعهم
———————————————————
خلال ذلك الأسبوع تكرر دخول حمزة غرفة حسناء وهي تهاتف ذلك المجهول….وكانت في كل مره تخبره بأن المتصل السيده حنان….وهو أيضاً كان يزداد لديه الشك….فتوترها المفرط وإرتجاف أطرافها كانا كفيلين بزرع الشكوك برأسه….حاول تجاهل الأمر….ولكن لم يستطع….فالظنون التي تتبادر الآن إلي ذهنه جعلته غير قادر علي النوم من كثرة التفكير….لدرجة أنه إستغل فرصة نومها ذات مره وأخذ هاتفها ليعرف هوية ذلك المتصل….ولكنه لم يفلح فهي بالطبع أخذت حذرها وكانت تمسح المهاتفات بينهم بإستمرار….بالتأكيد هذه تعليمات ذلك المجهول….وهذا أيضاً زاد من شكه….مرت تلك الأيام ثقيله عليه فلم يذق بها طعم الراحه….ومازاد الامر هو مرض والدته فإضطر للذهاب ليكون بجانبها….قضي حمزة بالقصر قرابة الأسبوع….كان يهاتف حسناء عدة مرات في اليوم….وفي ذات يوم إتصل بها عند رجوعه من العمل كعادته ولكنها لم ترد….عاود الإتصال بها لأكثر من مره ولكن بلا جدوي….لم يبالي كثيراً وإنما رجح بأنها من الممكن أن تكون نائمه….لذلك قرر معاودة الاتصال بها في وقت آخر….مرت ساعه وساعه وساعه ومن ثم إتصل بها عدة مرات ولكن لا جديد فلازالت لا ترد….فدب فيه الرُعب خيفة أن يكون قد أصابها مكروه….لذلك إستأذن والديه وركب سيارته وإنطلق بأقصي سرعه وصولاً إليها….وبعد فتره ليست بالكبيره يصل أخيراً أمام مدخل البنايه….وبمجرد نزوله يجد شخصاً غريب الأطوار ليس من سكان البنايه….فهو يعرف جيداً كل من يسكن بها فالعماره بالرغم من كبرها إلا أنها ليست مسكونه إلي من عدة أشخاص….فيدفعه الفضول لسؤال الحارس عن هويته….للمعلوميه هذا الحارس جديد في المنطقه ولا يعرف الكثير فهو قد جاء بديلاً عن الحارس القديم الذي رحل….حمزة : لو سمحت ممكن أعرف مين الراجل اللي نزل دلوقتي من العماره….اصله شكله غريب وانا اول مره اشوفه .
مجدي الحارس : والله ي بيه كل اللي أعرفه إن الراجل دا بقاله تقريباً أسبوع بيتردد ع العماره وبيجي الصبح وبيروح ف الميعاد دا .
حمزة : طب ماتعرفش بيطلع لمين ؟!
مجدي : بيطلع للآنسه اللي ساكنه ف شقه نمره ٦ .
أحس حمزة بأن أحدهم ضربه علي رأسه فتحدث بصوت هادئ من هول الصدمه قائلاً : طيب ماتعرفش يبقالها إيه ؟!
مجدي : لا والله ي بيه ماعرفش….وبعدين أنا مالي أنا جاي آكل عيش .
تركه حمزة وذهب صاعداً لأعلي….كان يمشي بلا وعي وكأنه فقد عقله….إلي أن أصبح أمام الباب ففتحه ودخل سريعاً متجهاً نحو غرفتها….وفي اللحظه التي فتح بها باب الغرفه كانت حسناء تخرج من الحمام وتغطي جسدها بمنشفه كبيره….وهذه هي المره الاولي التي تنسي بها ملابسها….وبمجرد أن لمحته توترت كثيراً وتحدثت بخجل : إنت بتعمل إيه هنا .
حمزة وهو يتقدم نحوها بخطوات سريعه : مين اللي كان عندك هنا ي حسناء .
حسناء بإرتباك من منظره الذي لاينم عن الخير : ما…ماكنش حد عندي والله .
حمزة وهو يمسك معصمها بقوه : ماتكذبيش ي حسناء….أنا شايفه لسه نازل دلوقتي .
حسناء بإستفهام : مين دا اللي انت لسه شايفه ؟!
نزلت علي وجهها صفعه مدويه وقال : اللي انتي يتخونيني معاه .
حسناء بدموع : بخونك إزاي والله ماعملت حاجه .
نزلت علي وجهها صفعه أخري وقال بصوت جهوري : إخرسي….مش عايز اسمع صوتك ي خاينه….انتي ي حسناء تعملي فيا كده….مالقتيش غير الطريقه دي اللي تكسريني بيها….وأنا اللي قولت لازم اتغير عشانها وأنسي اللي هي عملته….وقعدت أخلق ف مليون عذر عشان أنسي فضيحتك….وقولت لسه صغيره ويمكن ربنا هداها وبقيت كويسه….لكن مافيش فايده ال*** هيفضل طول عمره *** ومش هيتغير….زيك بالظبط .
حسناء بدموع : أنا مش فاهمه والله انت بتتكلم عن ايه….فهمني عشان خاطري .
صفعها الآخر بقوه وقال بعصبيه : لسه برضو بتكذبي ومش عايزه تعترفي….انا مش فاهم ازي وصلت بيكي الجباحه انك تجيبيه هنا….ومن ثم صمت قليلاً وأكمل بوقاحه وهو يقترب منها إلي أن أصبح ملاصقاً لها تماماً : ولما انتي لسه ليكي ف الشغل دا ماقولتيش ليه….واهو حتي أنا أولي من الغريب .
حسناء وهي تحاول الفرار : إنت بتعمل ايه ي حمزة….وايه الكلام اللي انت بتقوله .
أمسكها حمزة من شعرها وقال بصوت يشبه فحيح الافعي : أنا هاخد حقي وهنتقم لكرامتي ورجولتي اللي أهنتيهم ب******….ثم دفعها لتسقط علي الفراش وإغتصبها بلا أدني شفقه….كانت الأخري تصرخ وتتوسل له ألا يفعل ولكنه كان كالمغيب لايسمع ولا يري….وبعدما إنتهي من فعل جريمته الشنعاء تلك تركها وذهب وكأن شئ لم يكن….أما هي فكانت تنتحب بقهر علي مافعله بها….كانت تظن بأنه قد تغير….وما رأته في السابق كان الأسوأ ولكن اتضح أن لديه جانب مظلم لا يرحم….كان صوت نحيبها عالٍ لدرجة أنه يسمعه من غرفته….ظلت هكذا لفتره ليست بالقصيره لتفقد وعيها….كل هذا ولم يرمش له جفن….ألهذه الدرجه وصلت بك النذاله….ولكن عندما إختفي صوتها ذهب ليتفقدها فيجدها فاقده الوعي وسريرها مليئ بالدماء حاول إفاقتها ولكنها لا تستجيب….فسريعاً ما يتصل علي طبيب رفيقه يسكن قريباً منه….لم تمر سوي بضع دقائق وأتي ليتفاجأ بمنظرها المفجع ذاك فيقول بذعر : إيه دا مين اللي عمل فيها كده .
إزدرد حمزة ريقه وقال بتوتر : معلش ي دكتور ممكن تشوفها بس الاول وبعد كده هقول لحضرتك .
وبالفعل إنصاع الطبيب لكلامه وبدأ بفحصها وبعدما إنتهي تحدث بحده : إنت اللي عملت فيها كده….صح؟!
لم يرد حمزة سؤاله وإنما قال : ممكن أفهم بس هي مالها .
الطبيب بعصبيه : تفهم إيه….مش شايف إنها حالة إغتصاب لأ وكمان لعذراء وشكلها لسه كمان قاصر….دي جريمه وأنا مش هسكت .
شعر حمزة بالندم كثيراً لما فعله وحاول كثيراً أن يُفهم ذلك الطبيب ويقنعه بعدم الحديث إلي الشرطه….ولكنه لم يقتنع إلا عندما أعلمه أنها زوجته وليست قاصر كما يعتقد….وهنا فقط هدأت عصبيته ولكن وجه له موجه من التوبيخات القاسيه علي فعلته تلك….وبعدها رحل ليترك الآخر الذي يجلس بجانبها وهو ممسك بيدها ويقول بدموع : أنا عارف إني ماستحقكيش وإني ندل وكنت فاهمك غلط وندمان والله ع اللي عملته….بس إنتي اللي خلتيني أشك فيكي….خلتيني أحس إني مش مالي عينك….كنت مبسوط أوي إن علاقتنا إتحسنت وبدأتي تتكلمي معايا….أنا فعلاً كنت واخد فكره مش كويسه عندك….أنا ف الاول كنت بقنع نفسي عشان ماتعلقش بيكي وأحبك بزياده….بس بعد مع شوفتك ف القسم والدنيا اسودت ف وشي….بقي معقول حسناء الرقيقه اللي عامله زي الملاك حقيقتها تبقي كده….يومها والله ماكنت مصدق عينيا….حاولت كتير أنساكي بعدها بس ماعرفتش….ويوم ماتجوزتك كنت طاير م الفرحه ف نفس الوقت حاسس إنك كسريني بحقيقتك….خلقت ميت عذر وعذر عشان أبدأ معاكي من جديد….طب تعرفي ي حسناء إني كنت بروح لدكتور نفسي عشانك….عشان أعرف أتعامل معاكي….ما انتي عارفه اني عصبي ومابتفاهمش والوحش عندي اكتر من الحلو….عارف إني أذيتك كتير بس والله بيبقي غصب عني….ماكنتش بقدر أتحمل إني أشوفك واقفه مع حد أو بتتكلمي معاه….واكتر حاجه كانت مضيقاني إنك بتشتغلي ف السن دا…بس لما عرفت ظروفك صعبتي عليا اوي وندمت علي كل كلمه وحشه قولتهالك….أنا بحبك ي حسناء والله فعشان خاطري سامحيني….عارف إنه صعب بس حاولي….وبصي ي ستي لو مش عايزه تكملي معايا أنا هطلقك وماعدتيش هتشوفيني خالص بس عايزك تكوني مسمحاني .
كانت الاخري تسمع ودموعها تنزل دون توقف فهو قد أذي روحها كثيراً….لم تكن بحاله جيده لترد ولكن عاندت وتحدثت بقهر : يا سلام بتحبني وعملت فيا كل دا….أمال لو مابتحبنيش بقي كنت عملت إيه….وبعدين إنت فاكر إن اللي عملته قليل عشان أسامحك عليه….أنا هفضل طول حياتي أدعي عليك….ربنا ينتقم منك وتدور بيك الايام وتحس بالذل والانكسار اللي انا حاسه بيه دلوقتي….أنا بجد بكرهك اوي لدرجه ماتتخيلهاش….انا عمري ماهسامحك ابداً….قولي بس أسامح علي ايه ولا ايه….علي ضربك وإهانتك ولا علي إغتصابك ليا….عارف اللي انت شكيت فيا عشانه دا يبقي مين….يبقي حازم صاحبك اللي كان عايز يصلح علاقتنا ببعض….كان بيقعد ينصحني ويقولي الحاجات اللي انا ماعرفهاش عندك….كان بيحاول يخليني افهك….بس انت عملت ايه….بوظت كل حاجه….مش عارفه لإمتي هتفضل قاسي وشكاك أوي كده….بس عارف انت اديتني درس عمري ماهنساه ف حياتي….بس للأسف هيخيلني فكراك….إنت ماسيبتليش حاجه حلوه تشفعلك عندي….أأنا مستحيل أقعد معاك ثانيه بعد كده….فياريت نطلق وكل واحد يروح لحاله .
لم يتحدث حمزة وإنما خرج سريعاً فهو لم يعد قادراً علي تحمل كلامها القاسي ذاك….لذلك نجده يدخل غرفته ويوصد بابها جيداً….ومن ثم يرتمي علي فراشه ويظل يبكي إلي أن ينام….يا إلهي ما هذا؟!…أيبكي الصخر….نعم يبكي….ولما لا فهو حقاً تأذي من كلامها كثيراً….فليتأذي بنفس القدر الذي تأذت به تلك الصغيره….فكم من ليلة باتت حزينه مقهوره علي نفسها مما يفعله بها….كم من مره بكت فيها لأجل كلماته اللازعه….الآن فقط يرد لك جزء بسيط مما فعلته بها .
في صباح اليوم التالي يستقيظ حمزة باكراً ويذهب مباشرة بإتجاه غرفة حسناء….طرق الباب عدة مرات ولكن لم ترد….لذلك يقوم بفتح الباب ويدخل….ليجدها تنام وهي منكمشه علي نفسها كما لو كانت جنيناً….فيجلس بجانبها ويملس بيده علي شعرها ويدقق النظر في ملامحها وكأنه يحفرها في ذاكرته….فاليوم سيكون الاخير لهما معاً ولا نعرف متي سيلتقيا ثانيةً….وعندما أحس أنها بدأت تستيقظ إنتفض من مقعده ووقف بجانب سريرها وأخذ ينادي بإسمها كما لو كان يوقظها….فتنتفض الاخري من نومها وتنظر له بحده وتقول بعصبيه : إنت ايه اللي جابك هنا….امشي اطلع بره انا مش عايزه اشوف وشك .
حمزة : أنا كنت جاي اصحيكي عشان تجهزي عشان نروح عند المحامي .
حسناء بإيجاز : طيب امشي انت وانا هلم هدومي وهلبس وجايه .
لم ير الاخر وإنما خرج مباشرة وذهب غرفته ليبدل ملابسه….وبعد فتره ليست بالكبيره يخرج كل منهما من غرفته ويلتقيا….ليقوم حمزة بحمل حقيبتها ويفتح الباب ويخرج لتتبعه الاخري وصولاً إلي السياره….فيضع تلك الحقيبه في الخلف ويركب ومن ثم تركب حسناء….وينطلق بسرعه متوسطه عازماً الذهاب للمحامي ومن ثم الذهاب للمأذون….كان طيلة الطريق يختلس النظر لها كي يشبع عينيه من رؤيتها….فهو يشعر الآن وكأنه سيفقد قطعه من روحه….وينتهي الطريق ويصلا مكتب ذلك المحامي الذي طلب منه حمزة إحضار مأذون….وبعد فتره ليست بالقصيره من صعودهما العمارة التي يقطن بها المحامي….ينتهي كل شئ ويصبحا غريبين كما كانا….وينزل الاثنان بمشاعر مختلفه….فمنهم من هو حزين حتي البكاء لأجل فقدانها….ومنهم من يشعر وكأنه أصبح حراً بعد أسر….وعندما أصبح أمام السياره تحدثت حسناء دون أن تنظر له : لو سمحت هاتلي الشنطه بتاعتي .
حمزة : سيبيها واركبي وأنا هوصلك المكان اللي انتي عايزاه .
حسناء بحده : انت علاقتك بيا انتهت لحد هنا….فإنجز كده وهاتلي الشنطه عشان امشي .
حمزة بقلق : طب هتروحي فين وانتي ماعندكيش بيت .
حسناء بعصبيه : مالكش دعوه قولت….وهاتلي الشنطه لو سمحت .
لم يجادل الاخر وإنما أخرج حقيبتها ووضعها أمامها وقال وملامحه يكسوها الألم والحزن : خلي بالك من نفسك .
حسناء بحده : ماتخفش أنا هبقي كويسه طول ما انت بعيد عني….ثم حملت حقيبتها وذهبت….ظل الاخر يراقبها إلي أن إختفت….فيمسح تلك الدموع التي كانت تجاهد منذ زمن كي تعلن عن وجودها ومن ثم ركب سيارته وإنطلق بها عائداً لشقته .
————-<<<<< في شقة حمزة >>>>>————
———————————————————
نجده ينام علي فراش حسناء وينتحب كالطفل الصغير….فهو لم يكن يتخيل في يوم أن يتعلق بها لهذه الدرجه….لقد وصل تعلقه بها لحد جعله غير قادر علي التنفس….يشعر وكأن حياته إنتهت عند اللحظه التي تركته بها….كان يضع وسادتها علي أنفه كي يستنشق عبيرها الذي يعشقه….ويحتضن منامتها التي كانت ترتديها….ألهذه الدرجه كان يحبها….ولكن أنت من ضيعها وللأبد فهي قد رحلت ولن تعود….لقد إستفذت طاقتها علي الغفران وبفعلتك تلك تكون قد خسرت الفرصه الاخيره للتقرب منها ونيل حبها….فلتتحمل عاقبة ما فعلت .
يظل ينتحب هكذا إلي أن ينام….وبعد فتره ليست بالكبيره يستيقظ علي صوت رنين هاتفه….فيلتقطه ويقوم بإغلاقه ومن ثم يذهب غرفته….وبمجرد أن دخلها حتي أخذ حقائبه وبدأ بوضع ملابسه بها….وعندما إنتهي طلب من حارس البنايه مساعدته….وبعدما وضعهم جميعاً في السياره وكاد أن يذهب تذكر ماحدث أمس….فإنتابه الفضول كي يسأله عن هوية ذلك الرجل الغريب….فيستدعيه ويقول : إنت امبارح قولتلي إن الراجل الغريب اللي كان نازل من العماره كان نازل من شقه ٦….وأنا اللي ساكن ف الشقه دي….فممكن تقولي إنت تقصد أنهي شقه بالظبط .
مجدي : أيوه ي بيه صح….انا قولت ٦ بس كان قصدي علي الشقه ٩ اللي فيها الست هيدي….ماتآخذنيش يعني ي بيه انا علي قدي شويه ف القرايه وماليش انا ف شغل الانجليزي دا….
حمزة بفضول : ومين هيدي بقي .
مجدي : دي واحده ي بيه مشيها لا مؤاخذه بطال وكل يوم والتاني تيجي سكرانه….انا ماكنتش اعرف حاجه بس حمدي كان مبيت عندي إمبارح وقالي .
لم يتكلم حمزة وإنما انهي معه الحديث وذهب عازماً علي الذهاب للقصر….وبعد فتره ليست بالكبيره يصل القصر أخيراً….وبمجرد دخوله يجدهم جميعاً يجلسوا في غرفة الاستقبال….وعندما تنبهوا لوجوده تحدثت ليلي : مشيت ليه إمبارح ي حمزة….وبعدين ماجيبتش حسناء معاك ليه .
عز الدين : ايوه صح….انت هتفضل حابسها كده كتير .
لم يرد حمزة علي تلك التساؤلات وإنما قال بدون مقدمات : أنا طلقت حسناء .
صُعق الجميع وتحدث عزالدين بغير إستيعاب : طلقتها؟!….طلقتها إمتي وليه….وازاي تعمل حاجه زي دي من غير ما تقول لحد فينا .
ليلي : ليه عملت كده ي حمزة….كان حصل إيه يعني يوصلكم للطلاق .
حمزة : أنا وهي مش متافهمين ومش عارفين نتعامل ازاي مع بعض….وبعدين اللي حصل حصل بقي….ودي الاسباب اللي عندي فلو سمحتوا ماعدتوش تفتحوا الموضوع دا معايا تاني .
عزالدين بعصبيه : مش متافهمين ايه ومش عارف تتعامل ايه….انت فاكرني عبيط عشان اصدق الكلام الاهبل اللي انت بتقوله….دا انتوا بقالكوا أقل من اربع شهور متجوزين….يعني مالحقتوش تعرفوا بعض كويس اصلاً….إخلص ي حمزة وقول طلقتها ليه….أصل خلي بالك انت اه اتجوزتها وطلقت بس عادي تتجوز تاني….لو كنت فاكر إنك بكده هتسكتنا عشان ماعدناش نتكلم معاك ف موضوع الجواز….لا ي استاذ هتتجوز تاني وتالت وعاشر .
حمزة بحده طفيفه : أنا قولت اللي عندي وانتوا حُرين تصدقوا ما تصدقوش دي حاجه ترجعلكوا….أما لو ع الجواز فأنا مش هتجوز تاني لو حصل إيه….أنا جربت حظي اهو وآديني مافلحتش….فاسيبوني ف حالي بقي وبطلوا تتدخلوا ف حياتي وتخلوني اعمل حاجات انا مش عايزها .
ّ
ليلي : ايوه ي حبيبي دي كانت تجربه ومانجحتش….بس دا مش معناه إنك لو عدتها تاني إنك مش هتنجح….وإحنا مش هنضغط عليك….خليك براحتك لحد ما تلاقي البنت المناسبه .
حمزة بإيجاز : أنا مش هتجوز تاني….ولا هدور ع البنت المناسبه….انا مبسوط بحياتي وانا لوحدي….فوفروا كلاموا دا وسيبوني اعيش حياتي براحتي….وبعد إذنكوا إسمحولي أمشي عشان عايز اطلع اوضتي….ولم يمهلهم فرصة الحديث وذهب ليتبعه حازم….دخل حمزة غرفته وعندما هم بغلق الباب إستوقفه حازم قائلاً : استني ي حمزة عايز اتكلم معاك .
حمزة : تعالي ادخل .
وبمجرد أن دخلا تحدث حازم بحده : طلقتها ليه ي حمزة .
حمزة ببرود : أنا قولتلكوا أسبابي ودلوقتي ماعنديش حاجه أقولها .
حازم بعصبيه : إزاي يعني تتطلقوا كده من غير ماحد يعرف….مش كنتوا بقيتوا كويسين مع بعض .
حمزة وهو ينظر له نظره ذات مغزي : والله أهو اللي حصل بقي….وبعدين إنت عرفت منين إننا كنا كويسين .
حازم بحده : ماتحورش عليا عشان شكلك عارف….أنا كنت بحاول أساعدها عشان تتغير وتبقي بني آدم لكن انت فعلاً اثبتيلي ان عمرك ماهتتغير….حمزة هيفضل حمزة حتي لو عملنا ايه….ممكن بس تقولي ايه اللي حصل وخلاك تطلقها….إنت بجد انسان مايتعش معاه….معقول يعني ماكنش فيه حل غير الطلاق….خلي بالك انت عمرك ما هتلاقي واحده زي حسناء وربنا هينتقم منك علي كل اللي عملته فيها….انت حقيقي دمرت حياتها لا سيبتها ف حالها ولا سيبتها تبقي مراتك….انسان مريض….وكاد أن يذهب ولكن أوقفه حمزة وهو يقول بألم : هي اللي طلبت تطلق….أنا ماكنتش عايز أسيبها بس هي اللي طلبت….لأن أنا فعلاً زي ما انت قولت دمرت حياتها….أنا أذيتها كتير أوي ومش عارف هتسامحني ولا لأ….وصمت قليلاً وعاد للحديث ثانية بصوت مختنق بالبكاء : أنا والله ماكنت أقصد أعمل كده….وماعرفش عملت كده ازاي….أنا قولتلها اني بحبها وطلبت منها تسامحني بس هي رفضت وكانت بتعاملني بطريقه وحشه وقاسيه اوي ماكنتش قادر اتحمل الكلام اللي بتقوله….ومن ثم إنهار وجلس علي سريره وبدأت دموعه في النزول .
كان حازم يقف مبهوتاً من حالته تلك….فهو لأول مره يراه يبكي….فيسير نحوه بلهفه ويجلس جانبه ويقول بقلق : هوا حصل ايه كده ي حمزة يوصلك للحاله دي….أنا عمري ماشوفتك ضعيف كده .
حمزة بدموع : هي السبب….هي اللي سابتني بعد ماعلقتني بيها وخلتني أحبها اكتر….بس انا مش زعلان منها لان اللي عملته فيها أصعب بكتير من اللي عملته فيا….أنا كنت عايزها تسامحني .
حازم : خلاص ي حمزة طالما انت بتحبها كده حاول تتكلم معاها وترجعوا لبعض .
حمزة بحزن : ياريت كان ينفع بس خلاص هي مشيت ومش هترجع….وطالما هي مابتحبنيش يبقي الكلام مش هيفيد .
حازم : ومين اللي قالك انها مش بتحبك .
حمزة بألم : ياريتها مابتحبنيش بس لأ دي قالتلي انا بكرهك وهفضل طول عمري ادعي ان ربنا ينتقم منك….كلامها دا وجعني أوي….كنت حاسس ساعتها ان روحي بتتسحب مني واني ماعدتش قادر اتنفس….عمري ماكنت اتخيل ان حسناء هتعاملني بقسوه كده .
حازم : ما انت ياما عملت فيها ي حمزة….هوا صحيح انا مستغرب ل اللي بسمعه بس دي أقل حاجه ممكن تعملها بغض النظر عن اللي حصل بينكم لان واضح انها حاجه كبيره وانت مش عايز تتكلم….انا مش هضغط عليك عشان تحكي بس حاول تهون علي نفسك وان شاء الله كل حاجه هتعدي .
————-<<<<< عند حسناء >>>>>—————
———————————————————
نجدها تركب بجانب العم محمود في سيارته وتقول : خلاص ي عمو انا موافقه….وممكن أبدأ من انهارده .
محمود : يبقي علي بركة الله ي بنتي….انا هاخدك دلوقتي تشوفيها وتتعرفوا علي بعض….وماتخافيش هي ست طيبه خالص وعايشه ف البيت لواحدها وأولادها كلهم مسافرين….وبعد فتره ليست بالكبيره يصلا امام احد المنازل التي يبدو عليها الفخامه ومن ثم ينزلا ويدخل محمود وتتبعه حسناء….ليجدا سيده مسنه تجلس علي كرسي متحرك ترحب بهم وتحثهم علي الجلوس فينصاعوا لرغبتها ويجلسوا ومن ثم يبدأ حوار تعريفي بين كل من حسناء وتلك السيده….وبعد فتره يستأذن العم محمود ويرحل ليبقا هما الاثنان ويكملا حديثهما الذي امتد كثيراً….فكلتاهما احست بالراحه تجاه الاخري .
وتمر الايام والاسابيع لتصبح شهراً….كان ذلك الشهر مؤلماً علي ذلك الثنائي الذي فرقه القدر….فكلاهما كان دائم الحزن والبكاء ليلاً….هو يبكي ندماً علي ما فعله بها وتحسراً علي فقدانها….أما هي فتبكي لأجل حياتها المدمره تلك….هل سيظلاً هكذا….أم سيأتي القدر بما لا نتوقعه ويُرجعهما….هل سيطول الامر كي يعودا….هل ستلين حسناء بتلك السهوله….هل بذلك يكون حمزة قد أخذ جزائه….أم أن الايام تُخبئ له فاجعه كبيره…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصبحت خادمة لزوجي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى