روايات

رواية مهرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة البارت الثالث عشر

رواية مهرة الجزء الثالث عشر

رواية مهرة
رواية مهرة

رواية مهرة الحلقة الثالثة عشر

نفخت مُهرة في ضيق وهي تنظر إلى غيث الواقف أمامها شزرًا، فلا تعلم كم عدد المرات التي يلقي على مسامعها حديثه، كان واقف أمام مرآته يعقد جرافته، أما عنها فقد عقدت ذراعيها تنتظر حتى يصمت، التفت إليها ليرى أنها قد توجهت إلى باب الغرفة لكن صوته الآمر قد أوقفها: استني هنا هو أنا مش بكلمك
نظرت إليه وهي عاقدة جبينها تزفر في حنق كالأطفال، كتم ابتسامته واتجه إلى حيث كانت واقفة قائلًا: إزاي تمشي وتسبيني وأنا بكلمك
تأففت بغيظ: ما أنت اللي بقالك أكتر من ساعتين عمال تتكلم واللي بتقوله بتعيده بتزيده، خلاص يا سيدي عرفنا أني مش هينفع اقول أني مراتك في الشركة علشان الموظفين يتعاملوا معايا عادي، وأني ححاول أتعلم من سكرتيرتك داليا دي الشغل، وأحاول أصاحب الموظفين بس في حدود، بس بقى كلت دماغي
وقف يتطلع إليها بشغف وإلى ملامحها التي أوحشته فالله وحده يعلم كيف مرت عليه تلك السنوات دون أن يراها، اشتاق إلى ذلك الوجه كثيرًا، انتبه من شروده على صوت تأفهها العالي ليضبطها وهي تحاول الهرب من أمامه لكنه لحقها يمسك بذراعها وشبح ابتسامة قد رسم على ثغره: طب ما حلو أنك قدرتي تحفظي الكلام اللي قولت عليه بس ياريت يتنفذ
التفتت إليه وهي تجذب ذراعها منه تجيبه بحنق مكبوت: هو أنت يا بني مفكرني عبد المطيع ولا ايه؟
اقترب منها وقطب بتساؤل: عبد مطيع ايه وكلام فاضي ايه، هو أنا لما أحاول انبهك على كذا حاجة تخلي شغلك أسهل يبقى كده بقيتي عبد، يا شيخة بلاش كلام فاضي
حاول كتم ابتسامته قدر المستطاع يعلم بأنها تكره الأوامر وبالأخص إن كان لا يوجد أمامها خيار آخر سوى الإذعان له حاولت عدم إظهار عصبيتها لكنها لم تستطع: كلام فاضي، يعني كل اللي بتعمله فيا من ساعة جوازنا ده وتقولي كلام فاضي، ده أنا لحد دلوقتي ماحستش أني متجوزة بسبب الهبل اللي بيحصل طول الأربعة وعشرين ساعة و..
كتم حديثها اقترابه منها لا يفصل بينهما سوي سنتيمترات: تحبي أحسسك بجوازك دلوقتي؟
الجمتها المفاجأة لدرجة لم تستطع معها التنفس حتى؛ اقترابه منها بذلك الشكل كتم أنفاسها أما عن دقات قلبها فكانت تتسارع بشكل مبالغ فيه.
اقترب منها أكثر وأكثر إلى أن قاطع لحظتهم صراخ طفلتها العالي، حاولت ابعاده عنها لكن دون فائدة لقد ظل ثابتًا مكانه يشبعها بنظراته الحالمة وابتسامته الجذابة إلى أن وقف يفسح لها المجال فابتسمت واتجهت إلى الباب وما أن أصبحت بالقرب منه حنى التفتت إليه وهمست بابتسامة: مش هنسى كلامك
***********************************************************************
أنا ماعرفش بس قالي هعرفها عليكوا أول ما يجي
لفحتها بنظراتها تُجيبها: تفتكري أنه حيعليها علينا؟
فكرت داليا بسؤالها جيدًا ماذا لو كانت بالفعل على حق والجديدة أتت لتأخذ مكانها، والأدهى ماذا لو كانت سترمي بشباكها عليه بالأخص أنها من معارفه، ضربت بيدها على سطح مكتبها بعصبية مفرطة تصيح بغضب: لا على جثتي يحصل الكلام ده
فزعت مما يحدث وهي تنظر إليها باندهاش مما فعلته قائلة: جرالك ايه يا داليا
رمشت بأهدابها بضعة مرات قبل أن تسحب الكرسي المجاور لها تهمس لها بصوت مسموع: اسمعيني كويس يا لمياء أنا مش عايزة البت دي تطول كتير في الشغل
باندهاش أجابتها: ليه؟!
داليا: أنتِ عارفة كويس يا لمياء ايه خطتي فبلاش تتغابي
أجابتها بعدم فهم: آه تمام مافيش مشكلة بس ايه دخل خطتك في أنك تتجوزي فلوس أقصد يعني مستر غيث فأنك عايزة تمشيها
تأففت بغضب مسموع تُجيبها بنفاد الصبر: لمياء فوقي لنفسك شوية ده بيقولك أنه هو شخصيًا حيعرفنا عليها
لمياء بغباء: طب ما هو اللي عرفنا بالموظفين
صاحت بوجهها بغضب وهي ترمي المقعد الجالسة عليه: ما ترمي غباءك ده شوية على جنب وركزي كده شوية، من امتى مستر غيث بيعرف الموظفين أمال مدراء الأقسام دول بيعملوا ايه، دي أكيد معاه أنا متأكدة
لمياء: تمام ايه خطتك دلوقتي؟
داليا: أولا لازم نوقعها في أخطاء ماينفعش تتغفر أبدًا
لماياء: ثانيًا
داليا: بقولك ايه غيرلي أماكن الملفات دي دلوقتي
لمياء: ليه؟
تأففت داليا على غباء صديقتها: بقولك ايه اعملي اللي بقولك عليه من غير أسئلة كتير مبقاش فاضل وقت كتير
***********************************************************************
طرقت سميرة باب حجرة سلفتها قبل أن تدخل بعد أن سمعت صوتها يأذن لها بالدخول، لتراها جالسة على مقعد منزو في ركن بالغرفة تنظر إلى الفراغ دون أن تحرك ساكنًا، ابتسمت لها جميلة تشير لها بأن تقترب لتجلس أمامها، ابتسمت وهي تقترب منها قائلة: مافيش مرة أشوفك غير وأنتِ سرحانة بالطريقة دي!
اعتدلت جميلة بجلستها وهي ترمش بأهدابها بضعة مرات وبابتسامة هادئة أجابتها: طب عيزاني أعمل ايه بس؟
أجابتها سميرة وهي ترفع حاجبها باندهاش: قومي اتكلمي معانا شوفينا، هزري، اضحكي، عيشي حياتك يا جميلة أنتِ مش كبيرة للدرجادي
أجابتها باعتراض: ده لما أكون في بيت ناسه حبني يا سميرة مش..
صاحت بها سميرة رغمًا عنها: مين ده اللي مش بيحبك هنا يا جميلة، كلنا بنحبك أنا ومصطفى جوزي وولادي وهناء وجوزها ربيع بعيالهم وكمان ماما فردوس و..
ابتلعت جملتها عندما ردت عليها بتساؤل: طب وعمي؟
لم تستطع إجابتها لذا جلست مكانها مرة أخرى تُجيبها بحنان: يا جميلة اللي فات خلاص خلص بحلوه وبمره أنتوا ليه لسة عايشين في الماضي؟
إلى هنا ولم تستطع الحد من جمام غضبها: ماضي ايه اللي فات وخلص يا سميرة هو أنتِ بتحاولي تكذبي على مين؟ إحنا كلنا عايشين هنا أنا من ساعة ما رجلي خطت باب البيت ده وأنا ماشوفتهوش حتى بيبص في وشي لدرجة أنه عزلني عنكم كلكم، أنتِ بس اللي مايمعتيهوش لما دخلت وقالي أول مرة انه جابني هنا أنا وابني بس علشان ماحدش ياكل وشه وأنه هو صعيدي دمه حر مايقبلش ان حفيده يتقال عليه أنه بيتربى بعيد عن جده ووقتها قالي لساني ميخاطبش حد في البيت هنا يأما يرميني أنا وابني في الشارع، طيب أنا معاه أنا وحسين غلطنا زمان لما اتجوزنا من وراه مش هلومه، لم تستطع كتك شهقاتها وهي تتحدث عن وليدها الوحيد: طب غيث، غيث ذنبه ايه يعامله بالطريقة دي؟ ليه بيتعامل معاه بالأسلوب ده؟ عمره ما قاله كلمة حلوة، ده حتى ماكنش بيبص ليه، ثم أكملت وهي تلتفت لها وملامح الحزن تعتلي محياها: لحد النهاردة مابصش ليه غير مرة بعد جوازه، ده يا حبيبي ماكنش مصدق نفسه، ليه هو ذنبه ايه، غيث حرم نفسه من كل حاجة حتى كليته مكملهاش علشانه، رمى كل حاجة ورا ضهره، اتخلى عن أحلامه كان بيتنازل لكل واحد في البيت ده وأولهم نور وبرضه ماعجبش هو عايز منه ايه بالظبط؟
وقبل أن تُجيبها التفت كلتاهما إلى الصوت إتجاه الصوت خلفهما: علشان أنتِ اللي طاطيتي من الول يا بتي
تلعثمت عندما ارادت الرد على حماتها: ماما أنا..
أشارت إليها بيدها لتصمت ثم اقتربت لتجلس على الفراش الذي أمامها: أنتِ اللي اتنازلتي عن حق ابنك يا بتي من وجت ما رجلك خطت البيت هنا، وأنتِ طول الوجت مطاطيه لحديته لحد ما حليت اللعبة في عينيه
جميلة باندهاش: ماما حضرتك بتقولي ايه؟
فردوس: بلا ماما بلا ماما بجى فوجي لنفسك وبطلي الشغل اللي أنتِ عملاه ده وفوجي لولدك ولدك اللي شايل كل حاجة على دماغه تفتكري يعني أن حفيدي البكري مش غالي علي، لا غالي وغالي جوي، ده من ريحة الغالي اللي فضلي منيه
أغرورقت مقلتها بالدموع عندما تذكرت ابنها لتكمل: بس لو هنفضل على اكده ابنك عمره ما هيشوف يوم حلو أبدا
تدخلت سميرة بحوارهم: طب المفروض نعمل ايه يا ماما؟
زمت بشفتيها بضع ثوانِ قبل أن تقول: نستغل الواد حكيم
جميلة باندهاش: حكيم اللي مش بيطيق حد من عيلته وخصوصًا غيث عيزاه يساعده يثبت وجوده في البيت ده أنتِ يا ماما مش عايزاهم يرجعوا للبيت فرحته أنتِ عيزاهم يولـ ـعوا فيه
قهقت سميرة على إجابة جميلة أما عن فردوس فضربتها بكف يدها على ظهر خلفها: يا بتي فوجي معايا وركزي شوي احنا هنجيب الإتنين اهنا وكل واحد يشوف حياته ماشي ازاي فهمتوني؟
نظر إثنتاهما بغباء إليها ثم رمشوا بأهدابهما قبل أن يجيبها بصوت واحد: لا
ضربت فردوس بكف يدها على جبهتها قائلة بإحباط: صبرني يارب على غباء مراتات عيالي
ثم أشارت بيدها إليهما ليقتربا منهما تخبرهم ما عليهم فعله
***********************************************************************
نظر الجد إلى ولده بصرامة: دلوج ابن حسين راجع مصر علشان يخرب كل حاجة عملناها
أمأ مصطفى بهدوء ينتظر باقي حديث والده أما عن ربيع فأجاب بعصبية دفينة: يخرب ايه يا بوي ما هو ليه برضه في الأملاك زيه زينا بالظبط ده ابن أخونا الكبير
ضرب محمد بعصاه على أرضية الغرفة يُجيب ولده بحدة: جولت مية مرة ماتعندنيش يا ربيع وكلامي هو اللي هيمشي
وقبل أن يُجيبه أوقفه مصطفى عن الرد بالتدخل في الحديث: طب والمفروض نعمل ايه دلوقتي؟
محمد: لازم يكون لينا عين هناك
مصطفى: غيث يقدر يوقف قدامه يا حاج
نظر إليه برصامه قبل أن يجيبه: عارف زين أنه يجدر بس حكيم عامل زي الأفعى وخطبته دي ماجتش بالصدفة زي ما بيدعي
انتفض ربيع من مكانه يصيح باندهاش: هو خطب؟
أمأ محمد برأسه: أيوة خطب
ربيع: وعرفت منين يا بوي
محمد: مش معنى أني جاطع صلتي بيه أني ماكنش على علم بتحركاته أنا عارف كويس هو كان بيعمل ايه من ساعة ما أمه ماتت وساب البيت من غير ما حتى يحضر فرح أخته أنا حاطط عيني عليه من زمان جوي
ابتسم ربيع ومصطفى في آنٍ واحد فبرغم إدعاء محمد بأنه لا يحب أحفاده إلا أنه ملوع بهم لكن ولسبب ما ينكرهم كلما وقعت عيناه عليهم
قام الجد من مكانه لينهي الحوار: مصطفى ولدك ريان وكمان عمر يجوني أول ما يخلصوا أشغالهم
مصطفى بتساؤل: في حاجة يا بوي
ضرب بعصاه يهدر بغضب: أنا جولت كلمة أول ما يجوا يدخلولي على طول فاهم ولا اعيد تاني
مصطفى: حاضر
***********************************************************************
ركب مصعد المدراء يُشير إليها بأن تلحقه من خلال المصعد المخصص للموظفين قائلًا ببرود وهو يشير إليه: ده أسانسير الموظفين تركبيه لحد الدور ال21 وتستنيني هناك فاهمة؟
رمقته باندهاش متسائلة: هو أنا مش حركب معاك؟
أجابها دون إهتمام: لا، أنا اتفاقي معاكِ أن ماحدش يعرف أنك مراتي في الشركة علشان نتعامل عادي
مُهرة: تمام بس مش لدرجة تسبني هنا، أنت مش شايف الأسانسير زحمة ازاي؟
وقبل أن يُجيبها لاحظ أعين الموظفين التي تلحفهما بفضول، فمن تلك التي تحدث حفيد شركة علوان هكذا؟
وبدون أدنى إهتمام رسم ابتسامة على طرف ثغره ببرود آمرًا مساعده الشخصي وحارسه الأمين معاذ ليضغط على زر الصعود تاركًا إياها خلفه وفور إغلاق باب المصعد رجع إلى شخصيته الباردة قائلًا: ايه اللي وصلت ليه لحد دلوقتي؟
معاذ: اللي قدرت أعرفه لحد دلوقتي أنه شارك حماه في شركة جديدة هيفتح ليها فرع هنا في مصر وليه اسهم اتخطت الـ40% أما عن خطيبته فهي الأيد اليمين لوالدها برغم أن ليها أخ إلا أنها المتحكم الفعلي في كل حاجة
أمأ برأسه يتحرك خارج المصعد عندما سمع صوت صفارة الوصول إلى الدور، لكنه لُجم عندما شاهد زحام على باب مكتبه وهناك من يتشاجر بالداخل

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى