روايات

رواية ياسيم الفصل السادس 6 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية ياسيم الفصل السادس 6 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية ياسيم الجزء السادس

رواية ياسيم البارت السادس

رواية ياسيم الحلقة السادسة

الحلقه السادسه
#ياسيم
#ياسمين_الهجرسى
✨️✨️✨️✨️✨️
سبحان الله وبحمده ✨️سبحان الله العظيم
✨️✨️✨️✨️✨️
‏أقدارُ الله دائماً بين ثناياها خيراً ،
‏و جمالاً مُخبأً لا تراهُ أعيُننا ..
وصل حمزه إلى وجهته أمام منزل “ياسيم” .. أوقف سيارته التي احضرها له الجارد معهم .. وهبط منها وهو يستمع الى أصوات جيران الجده .. التي تبكي من أفعال ابنها العاق .. هرول الدرج مسرعا حتى وصل الى الشقه .. وجد الجيران يقفون أمام الباب المغلق…..
صدح صوته بغضب قائلا :
— ممكن أعرف في أيه…
ايه اللي بيحصل هنا بالظبط….
كانت هيئته تدل على أنه شخصيه مرموقه .. ردت عليه أحدى النساء هاتفه بنحيب :
— رأفت ابن الحجه “هدى” قافل عليها هو ورجالته .. بقى كذا ساعه .. وبيكسروا الشقه .. بعد ما المفتري ربط أمه طول الليل في البلكونه في عز البرد ده
تابعت الجاره وشهقاتها تتعالى حزنا على السيده الطيبه :
— وسابها ووقف رجالته .. اللي منهم لله على باب الشقه .. عشان محدش يدخل يشوفها ويساعدها….
صدح صوت إحدى الرجال قائلا بضيق :
— هو إحنا نقدر عليه .. ما يقدر على الظالم غير ربنا…
إلى هذا الحد “حمزه” لم يتمالك أعصابه .. شق صوته خوف ونحيب الجميع قائلا بصوت غاضب مرتفع :
— ابعدوا عن الباب…
ابتعد الجميع كما أمر وما هى سوى ضربه واحده من قدمه انفتح الباب نظرا لتهالكه من كثرة اقتحام ابنها ورجاله للمنزل…
دلف الى الداخل وجد أحد الرجال يقبلون عليه لكي يضربونه..
هتف احدهم قائلا :
— أنت قد الحركه دى يا جدع أنت.. مين سمح لك تتهجم عالشقه كده…
طقطق حمزه رقبته وذم شفتيه قائلا بسخريه :
— يا جدع .. لا حلوه منك
ومين اللى سمح لي اعمل ده..
تابع بتهكم :
— آه شكلكم أمكم داعيه عليكم..
شمر عن ساعديه .. وناوله ضربه برأسه جعلته يترنح فى وقفته… ليتكاثروا عليه.. ولكن الغلبه ل “حمزه” نظرا لخضوعه المستمر للرياضه والتمرينات العنيفه….
ظلوا يتبادلون الضربات والركلات حتى جعلهم “حمزه” متسطحين في الأرض .. غير قادرين على رفع أصبعاً من أصابعهم……
بينما هذا الخسيس المدعو “رافت” كان يتوارى بعيدا ورجاله يدافعون عنه وهو بكل نداله يكمم فم والدته .. ينظر إلى هذا الغاضب السائر الذي خطى عليه بخطوات غاضبه فدق الأرض تحت قدميه .. فى حين العاق يدق قلبه من الخوف كلما اقترب منه ليبعد عن أمه يحاول الفرار منه……….
أمسكه من مقدمه ملابسه قائلا :
— انت بقى الابن العاق اللي بيعمل كده في أمه.. ازاي جالك قلب تعمل فيها كده .. أنت اللي زيك نهايته الموت جهنم وبئس المصير ..
أخذ يلكمه برأسه في أنفه عدة لكمات جعلته يترنح في وقفته، ونظرا لتقدم سنه ظل يتكئ على مقاعد المنزل يحاول أن يعتدل فى وقفته…. ليقف أمام رجاله ضربهم بقدمه وبثق عليهم، بينما هو يهرول كي يفر بعمره قبل أن يقضي عليه هذا الشاب الذي يجهل هويته..
انتهز فرصة انشغال “حمزة” بتفقد أمه الفاقده للوعى ودفع الجيران وفر هاربا … بعد أن تأكد من خبرته في الحياه الإجراميه … إنه هو نفس الشخص الذي ضرب ابنه ولكن ما أثار حيرته صلته بأمه وابنه أخيه….
دلفت النساء الى المنزل و اقتربت احداهما من الحجه “هدى” تساعد “حمزه” في فك وثاق يدها وقدميها .. والاخريات نزعوا أحذيتهم وظلوا يضربون رجال “رأفت” حتى فروا هاربين من هذه المعركه .. التي تشبه معركه شجرة الدر عند قتلها بالقباقيب……
هتفت احداهما قائله :
— يلا يا خنزير منك له .. امشوا وراء الكلب اللي مشغلكم ..
نظروا الرجال لهم بتوعد قائلا احدهم :
— راجع لكم ثاني وهنشوف أما قصيت لسانكم ..
دفعه احد رجال العماره قائلا :
— يلا يا جبان انت وهو .
أنتم لسه فيكم نفس تردوا حتى…
تكاثر عليهم الجيران ليدفعهوهم على السلالم ليأخذوا الدرج زحفا على ظهرهم……
اقتربت من السيده “هدى” إحدى جيرانها رفيقه دربها مسنه في نفس عمرها وهي تتأك علي ابنتها، وجلست بجوارها تربت على كتفها هاتفه :
— معلش يا “هدى” ما تزعليش مننا.. أنتي عارفه أن إحنا كلنا كبار في السن.. ومحدش فينا قادر على ابنك.. وباقي الجيران بيقولوا يا حيطه دارينا .. موظفين على قد حالهم ملهمش لا في المشاكل ولا في اللبش اللي ابنك بيعمله .. ولولا انك محلفاني أنى مطلبش البوليس له .. كنت طلبتهم يجوا ياخدوه يتربى .. مدام هو مش عامل حساب لحد .. وصدقيني كل اللي بيعملوا فيكي هيترد له وأكتر ..
ربنا كبير يمهل ولا يهمل….
ظلت “هدى” تنتحب وصديقتها تبكي عليها حتى صدح صوتها يقطع نياط القلوب :
— عمري ما حرمته من حاجه .. ربيته زي ما ربيت اخوه المرحوم .. وطول عمره طماع من صغره ما بيشبعش .. ودايما اديله آكثر ما بدي لأخوه وأقول عشان يشبع .. عشان يطلع عينه مليانه .. ولما كبروا أخوه فهم .. وساب له كل حاجه .. حتى يا حبيبي الله يرحمه قبل ما يموت أتنازل ليه على نصيبه كله مقابل انه يسيب له البيت ده والمحل لبنته.. بس ابني عمره ما خون حد .. وكان دايما يقول ربنا آكبر من أي خاين وما أخذش ورق على أخوه بالكلام ده .. عشان كده هو طمعان في البنت اليتيمه الغلبانه .. عشان ياخذ حقها ..
هتفت تدعى بحرقه :
— قلبي وربي غضبانين عليه .. حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. على كل اللي بيعملوا فيا .. انا بس قلبي واكلني على البنت الغلبانه .. أنا معرفش عنها حاجه من امبارح….
حولت بصرها لتنتبه ل حمزه قائله : — أنت مين يا ابني أنت تعرف حاجه عن حفيدتي….
أومأ لها “حمزه” لها برأسه وهو يربت على كف يديها بحنو قائلا :
— انا اسمي “حمزه الاسواني” وكيل نيابه إداريه وكنت موجود وقت ما حفيدك المتشرد اتهجم على انسه ياسيم . وهي تعبانه بس شويه في المستشفى .. يا ريت حضرتك تيجي معايا .. لأن خلاص يا جدتي من النهارده حضرتك مسؤوليتي وفي امانتي .. ومحدش هيقدر يقرب ليكم مره ثانيه…..
نظرت له بترجي هاتفه :
— انت اللي وصلت ياسيم للمستشفى صح .. هي بخير مش زى ما قالوا لي انها ماتت….
رد عليها بفزع من فكرة موتها قائلا :
— بعيد الشر عليها هي كويسه .. ومنتظره حضرتك تروحي لها في المستشفى .. بس ياريت حضرتك ما تتأخريش عشان هي هتفوق في أي وقت ولازم نبقي معها….
نظر الى احد الجيران قائلا :
— معلش ساعدوها تغير لبسها عشان هاخدها معايا….
نظرت له صديقتها المسنه داعي الله له بصلاح الحال ترفع يدها للسماء هاتفه :
— روح يا ابني ربنا يرضى عنك، ويراضيك، ويريح قلبك، ويفرحك، ويجعلك ابن صالح، ويجعل ذريتك كلها بره بيك ويوقف لك ولاد الحلال….
وهتفت بحرص على صديقتها :
— بس لو “هدى” وحفيدتها يهمك أمرهم أنت لازم تربي ابنها وحفيدها.
اقترب منها باحترام يقبل رأسها يشكرها على دعائها له قائلا :
— اللهم امين ربنا يسمع منك ..
وان شاء الله يا جدتي مش هسيبهم الا لما يدفعوا التمن كويس أوى……
انتهت الجده من ارتداء ملابسها وأتت تتهادى بخطى متعبه واقتربت منه قائله بلهفه :
— أنا جاهزه يا ابني وصلني عند ياسيم ربنا يرضى عليك….
استند عليها واخذها واستاذن من الجميع…
نظرت إلي صديقتها تنبه عليها
— مش هوصيكي .. اقفلي الشقه كويس وخصوصاً أوضه “ياسيم”..
هزت صديقتها رأسها تطمئنها هاتفه :
— حاضر روحي أنتي وابقي طمنيني عليها…..
احتضن زراعها بحمايه وأخدها وانصرف متوجهين الي المشفى ….
**************
ساعد الجده في استقلال السياره وانحني وصعد يجلس خلف محرك السياره يقود السياره وعقله مشغول عليها .. رغم أنه يطمئن عليها عبر تطبيق الواتس آب من الجارد الخاص به .. ولكن يظل يفكر تاره بها وتاره أخرى بعمها وابنه، وعيونه على الجده…
كانت حالة الجده لا يرثى لها تبكي في صمت خوفا على حفيدته .. تشعر بأن الارض تدور من حولها.. رأسها ثقيله تكاد يغشى عليها فاقده للوعي……..
شعر بها حمزه سألها بقلق قائلا :
— حضرتك كويسه يا جدتي .
نظرت له بعيون باكيه هاتفه :
— كل اللي شاغلني وقلبي وكلني عليها هي “ياسيم”.. في داهيه أنا وصحتي….
نظر لها بلوم قائلا :
— ليه بس كده ياجدتى .. ربنا يديك الصحه والعافيه .. وان شاء الله “ياسيم” تقوم بالسلامه ونطمن عليها كلنا…….
نظرت له جدتها بعيون متفحصه لملامحه وهي تساله لكي تتأكد من صدق حدثها هاتفه :
— بتحب ياسيم يا حمزه؟
نظر لها وعلى وجهه ابتسامه مرحه هادئه تطل من عيونه قلوب حمراء لو كانت لها صوت لصرخت لتخبر العالم بحبه لها أردف بصدق :
— عمري يا جدتي ما كنت بؤمن بالحب من أول نظره .. حفيدتك بقى طلعت لي زي الحوريه اللي بتنقذك من عتمه البحر ..
استرسل بحالميه :
— أنا “ياسيم” ظهرت لي فجأه ومن لحظه ما شفتها وهي ما بتخرجش من عقلي .. ولا صورتها بتغيب عن عيوني .. ولا صوتها بيفارق وداني….
تابع يعرب عن مكنون ما يضمره لها فى قلبه :
— فضلت أيام أدور عليها لحد ما القدر بعتها ليه .. وساعتها عرفت يعني أيه الحب من أول نظره .. ويعني ايه قلبي يبقى هيخرج من بين ضلوعي لمجرد اني افتكرها .. فما بالك بقى لما لقيتها .. نفسي اخبيها جوه قلبي ومحدش يشوفها ولا يتعامل معاها غيري….
نظرت له وعلى ثغرها ابتسامه هادئه لانها استشعرت الصدق في حديث هاتفه :
— عارف يا”حمزه” لو اللي انت بتقوله ده حقيقي ومشاعرك صادقه .. يبقى ربنا عوضها عن اللي شافته في دنيتها…
عقبت بحزن :
— “ياسيم’ اتعذبت قوي .. لدرجه أنها ما شفتش يوم حلو في حياتها من يوم وفاه أمها وأبوها……
التاع قلبه من حديث جدتها عن الألم التي الذي عاشتهم لسنوات بمفردها محدثاً نفسه كما لو أنها أمامه قائلا :
— سأجعل السعاده ثوبا لك .. والفرح تاج لأجلك .. والأمان غطائك من غدر الزمن .. أما أنا ساكون سندك وأمانك ومأمنك وسأعوضك عن كل ما عانيتيه في حياتك من الألم…….
نظر الى الجده قائلا :
— ربنا يقدرني وأعوضها وأسعدها .. ادعي لي بس أنها تتقبلني زوج لها..
أكمل برجاء :
— يا ريت حضرتك ماتقوليش ليها حاجه .. لحد ما أنا أفاتحها في الموضوع بنفسي………
هزت له راسها بالموافقه قائله :
— ربنا يجعلها من حدك ونصيبك…
تناول كف يدها وأمسكه وطبع قبله عليها قائلا بحنان :
— يلا يا جدتي وصلنا .. تعالى شوفيها وكمان تكشفي عشان اطمن علي حضرتك…..
ترجل من السياره ولف لها فتح الباب المجاور لها .. وساعدها على الهبوط من السياره طالبا لها كرسي متحرك نظرا لوهنها وضعف صحتها .. لكي تذهب لتطمئن على حفيدتها…..
دلف بها وصعد الأسانسير حتى أصبحوا أمام غرفتها .. هرول الجارد اليه لكي يأخذ منه الجده بدلا عنه…
رفض حمزه قائلا :
— سيبها اتفضل أوقف مكانك .. إياك تسيبه لأى سبب من الأسباب….
أومأ له الجارد في صمت وذهب يقف مكانه..
كانت تستمع الى لهجته الغاضبه الحاسمه الآمره له .. وقلبها يرقص فرحا من إهتمامه وخوفه على حفيدتها……
أمره بفتح الباب ودلف الى الداخل لتشهق الجده وهى ترى حفيدتها مسطحه على الفراش .. معلق لها المحاليل ولا تعي لما حولها من شيء….
امسكت كف يدها تقبلها قائلا بحسره :
— قلبي عليك يا بنتي .. كبرتى قبل أوانك من الهم اللى محوطك ..
ظلت تبكي بنحيب حتى ظهر عليها المرض…
جثى حمزه أمامها قائلا :
— ده اللي اتفقنا عليه يا جدتي..
لم تجيبه من شده بكائها ووجهها الذي كسته حمرة المرض.. سحبها بمساعده الجارد وهرول يخرج من الغرفه يصرخ بصوت عالي ..
أتت إليه أحدى الممرضات قائله :
— اتفضل دخلها هنا الدكتور زمانه جاي….
نظرت الممرضه له بإحراج قائله :
— لو ممكن ساعدني نقعدها على السرير .. بالفعل ساعدها وصعدت الى الفراش وتسطحت وهي غير قادره على الحديث…
اتت اليه الدكتوره قائله :
حضرتك ابنها …
رد عليها قائلا :
— حفيدها
بدات بالكشف عليها .. وجدت ان ضغطها مرتفع .. اعطتها اإره وقرص برشام تحت لسانها.. وأخذته تحدثه خارج الغرفه….
حدثته بجديه قائله :
— جدتك فعلا ضغطها عالي جدا .. وللاسف لو منزلش هنضطر ندخلها العنايه المركزه .. عشان نظبط ليها الضغط …
هز برأسه قائلا بخوف :
— اعملي اللازم يا دكتوره.. المهم عندي تبقى صحتها كويسه…
ردت عليه داعيه :
— ربنا ييسر الحال .. بعد اذنك وانصرفت..
ظل مع الجده حتى غفت وذهب الى سارقة قلبه لكي يطمئن عليها .. وجدها نائمه بفعل الأدوية الشديده التي تأخذها ..
عاد الى الجده بعد ان مر الوقت الذي حددته الطبيبه لكي ينخفض الضغط ولكنه لم ينخفض……
نظرت له بأسف هاتفه:
لازم تدخل العنايه المركزه لحد ما الضغط ينظبط….
هز رأسه بأسف ويأس على ما يحدث لهم مردفا :
— شوفي اللازم حضرتك واعمليه ..
سحبها الاطباء وهي في شبه غيبوبه إلى غرفه العنايه المركزه. ليتابعها بنظرات حزينه .. يتمنى لها الشفاء حتى لا يتكالب على صغيرته المحن……..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ياسيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى