Uncategorized

رواية فرعون الجزء 3 الحلقة الثانية عشر 12 بقلم ريناد

 رواية فرعون الجزء 3 الحلقة الثانية عشر 12 بقلم ريناد

رواية فرعون الجزء 3 الحلقة الثانية عشر 12 بقلم ريناد

رواية فرعون الجزء 3 الحلقة الثانية عشر 12 بقلم ريناد

اجواء مشحونه بالتوتر نظرات ناريه من نادر للى قاعد قصاده واللى التوتر عنده واصل لاقصى الدرجات …
عامر قاعد ومش عارف يعمل ايه ولا يقول ايه يلطف الجو ويخلى نادر يحول عنيه بعيد عن شريف اللى حاسس ان نظرات نادر ثانيتين كمان وهتحرقه ..
عمرو كمان واخد باله للى بيحصل واستعد نفسيا وهيأ نفسه انه هيتلقى البوكس مكان ابوه من نادر بمجرد ماابوه هينطق بحرف واحد وخصوصا وهو شايف فعيون نادر نظرة النمر اللى مستعد للانقضاض على فريسته فاى لحظه .
شريف :أاا….لسه هينطق شاف نادر فرد جسمه قدامه باستعداد …لكنه كمل كلامه …قولت ايه يانادر ياحبيبي فالتعاون بينك وبين عمرو ابنى وايه رأيك هتدخل مع شركتنا شغل ولا ..
نادر ببرود :ولا
شريف :مش فاهم
نادر :مش مشكلتى
عامر اتكلم بنبره هاديه مغلفه بعصبيه وبيمثل الضحك :نادر حبيبي مالك متعصب ليه …عارف ان النهارده كان فيه ضغط عليك فالشغل بس مش كده ياحبيب خالو الناس ذنبها ايه نحملها ضغوطاتنا ؟
شريف :لا سيبه براحته ياعامر نادر انا مش بزعل منه …وبعدين دا ابن سمسمه يعنى زى ابنى بالظبط قالها وبص لسميه وابتسم وسميه دفنت وشها فالطبق من الخوف ..
نادر سمع الجمله دى وخبط الطربيزه باديه الاتنين خلى كل اللى عليها عمل صوت والكل خاف وعمرو ميل على ابوه وهمسله …
هتجرى معايا ولا اجرى واسيبك لوحدك ومتاكد هنزل الاقيك تحت مستنينى عشان ابن سمسمه هيحدفك من البلكونه ؟
نادر بصوت عالى :بالمناسبه دى احب اقولكم فالقعده الجميله دى ان سمسمه وبابا هيرجعو لبعض خلاص انا سألتها وهى موافقه وكلمو بعض واتفقو على كل حاجه ..
سميه زورت وشريف فتح بوقه بصدمه والشوكه وقعت من ايده بعد مانادر هد كل الامال اللى بناها فالفتره اللى فاتت دى كلها …
عامر بصدمه هو كمان…كلام ايه دا يانادر صحيح الكلام دا ياسميه ؟ وحصل امتا وازاى وانا معرفش !
سميه هزت دماغها لعامر بتأكيد ونادر كمل …خالو دى حياتها وهى اخدت رأيي وانا وافقت …مش كده ياماما ؟
سميه :اللى تشوفه ياحبيبي
نادر :اهى ياخالو ماما راضيه ومبسوطه اهى وكلها شهر ولا شهرينن بابا يفضى نفسه وييجى ياخدها على مصر …
سيليا فاهمه اللى بيعمله نادر وصعبان عليها عمها شريف اوى وهى شايفه منظره وحاساه شويه وقلبه هيقف من الصدمه …وعايزه تتكلم وتقوله نادر بيكدب متزعلش بس عارفه انها لو عملت كده السكينه اللى قدام نادر هيغرزها فقلبها فورا …
فمكانش منها الا انها استأذنت وقامت
من على السفره لانها مستحملتش ..
عمرو بص لباباه وشاف حالته وساب الشوكه والسكينه من ايده وبطل اكل وفضل باصص لباباه بشفقه وهو شايف حبات العرق ابتدت تتكون على جبينه ودى حاجه مبتحصلش غير لما يكون متوتر لاقصى درجه او زعلان لاقصى درجه …
عمرو مد ايده على ايد ابوه اللى ساندها على السفره وطبطب عليها بحنان وشريف ابتسمله واتكاله على عنيه بمعنى متخافش انا هبقا كويس …
وراح بعنيه مكان ماقاعده سميه اللى بتحاول تاكل ومن كتر الارتباك مش عارفه …اتنهد وهو حاسس ان نفس السور اللى اتبنى من سنين بينها وبينه واتهدم بمعجزه رجع يتبنى من اول وجديد والمرادى هيكون اقوى وهيستمر لباقى العمر ..
اتنهد ووقف وهو بيشكر سميه على الاكل وشريف على العزومه وهيمشى ونادر مراقبه بابتسامة رضا …
لكن قبل مايتحرك كانت واصلاه رساله من رقم غريب مكتوب فيها
((متزعلش نادر بيكذب مفيش حاجه من اللى قاله حقيقيه ))
شريف تهللت اساريره والابتسامه رجعت لوشه مره تانيه وهو بيتلفت حواليه وشاف سيليا بصاله من الممر المؤدى للمطبخ والحمام وعملتله اشاره بمعنى الرساله منها وشريف فاللحظه دى حس ان قلبه رجعله النبض من تانى بعد ماتوقف نبضه .
شريف رجع قعد على السفره مره تانيه وهو بيضحك ..
نادر كشر بعد ماكان مبتسم وسأله :حضرتك مش كنت ماشى ؟ غيرت رأيك ولا ايه ؟
شريف رد عليه وهو بيضحك :بصراحه اه غيرت رأيي مقدرتش امشى واسيب الاكل الجميل دا …اصل بصراحه اكل سمسمه ميتسابش….
نادر حس الدم غلى فعروقه من برود شريف وسماجته وخصوصا من بعد مارجع قعد على السفره ومشالش عينه تانى من على سميه اللى مبقتش عارفه تستخبى من نظراته الجريئه دى ازاى قدام نادر لغاية ماقامت ودخلت المطبخ …
اما عمرو فقاعد على اعصابه ومش فاهم تصرفات ابوه ورجح فالاخر ان ابوه الحب على كبر جننه وقرر انه مش هييجى معاه البيت دا مره تانيه وهيسيبه يواجه نتيجة تصرفاته الصبيانيه دى لوحده …
خلصو اكل وقامو قعدو فالليفنج وشريف ميل على سيليا اللى كانت قاعده جمبه وهمسلها فغفله من الكل …متشكر اوووى
سيليا هزتله دماغها مع ابتسامه خفيفه واخفتها بسرعه قبل مانادر يلاحظها …اما نادر فدخل لامه المطبخ ورفض انها تخرج منه تانى ولا تقعد جمب شريف وابنه لغاية مامشيو ..
تانى يوم فالشركه سيليا قاعده على مكتبها وبصت شافت شريف من قزاز المكتب قامت بسرعه وراحت عليه بابتسامه وفتحتله الباب …انكل شريف ايه المفاجأه الحلوه دى تعالا اتفضل …
شريف :انا جيت اشكرك عشان معرفتش اشكرك بشكل مناسب امبارح ..
سيليا :على ايه ياعمو انا معملتش حاجه .!
شريف :لا ياسيليا انتى عملتى حاجه وحاجه كبيره اوى كمان ..انتى احييتى قلبي فاللحظه المناسبه ورسالتك دى كانت بالنسبالى قبلة الحياه اللى ردت ليا الروح ..
وعشان كده انا جبتلك الهديه البسيطه دى ..واداها علبه مربعه فتحتها ولقتها اغلى نوع شيكولاته بييجى مخصوص من باريس لعدد معين من المحلات وبييجى بالطلب …
سيليا :اوووونوووو ماى فيفوريت تشكولت ! متشكره اوى ياعمو شريف ..كل دا عشان رساله امال لما تتجوز عمتو سميه هتجيبلى ايه هههههه…
مجرد نطق الكلمه من لسان سيليا لخبط كيان شريف وخلاه حس بسعاده غمرت روحه …
ابتسامته اللى اتوسعت كانت بتعكس اللى جواه واللى سرعان مااختفت لما افتكر اكبر عقبه فطريقه وهو نادر …ونطق بيأس وهو بيقعد على الكرسى ..مأظنش اللى بتقوليه دا هيتحقق ياسيليا فى ظل الموقف اللى واخده نادر دا منى ..
سيليا حطت علبة الشيكولاته على المكتب وقعدت على الكرسى اللى قدام شريف واتكلمت بجديه ..
عمو شريف بص نادر انسان طيب جدا وكويس جدا بس هو بيمر بظروف صعبه ومحدش واقف جمبه فيها غير بس مامته …
يعنى هو بيعتبرها دلوقتى هى كل مايملك وبمجرد ماحس احساس انه ممكن يخسرها وان الخطر جاى من ناحيتك انتا ابتدا يهاجمك بكل قوته …
هو مش بيعمل مع حضرتك كده عشان بيكرهك او واخد موقف منك انتا شخصيا …لا هو كاره الفكره نفسها ..فكرة ان امه تبعد عنه …
صحيح هو مش صغير لموقفه دا …لكن الاحتياج صدقنى مش بيفرق بين كبير وصغير …خليك بس انتا ورا حلمك اللى فضلت تحلمه طول عمرك ومتيأسش …زى منا هفضل ورا حلمى ..وادعيلى حلمى يتحقق لانه لو اتحقق حلمك انتا هيتحقق وراه علطول ..
شريف بابتسامه :بتحبيه ؟
سيليا :هو مين ؟
شريف بضحكه :حلمى .
سيليا بنفس الضحكه :انا عن نفسى بحبه ..لكن هو مبيحبنيش ..هتسألنى ليه هقولك حلمى حلمك ههههههه
شريف ضحك بصوت عالى وميل عليها :والله انتى بنت مليكيش حل وعلى اد ماانا بضحك دلوقتى لكن كلامك دا دايقنى لانى كنت راسم اجوزك لعمرو ابنى …لكن يلا حلمى سبق وعشش فقلبك ..
سيليا : معلش بقا هنعمل ايه ..نصيبى وقسمتك …بقولك ايه صحيح متيجى تروح معايا البيت تتغدى معانا النهارده
شريف :لا لا لا …خلينى بعيد شويه عشان لما ارجع اكون مستعد نفسيا للمواجهه الشرسه والمعركه الضاريه بتاعت نادر اللى جايه ….واتنحنح واتكلم بجديه …
سيليا كنت محتاج منك خدمه ..
سيليا :اكيد تحت امرك حضرتك ياانكل.
شريف مدلها كيس فيه حاجه مربعه …دى اجنده..
الاجنده دى فيها قصة حياتى ..هى مش بالظبط قصة حياتى يعنى، هى زى ماتقولى قصة حبى …
دى فيها كل الكلام اللى كان نفسى فيوم من الايام اقوله لسميه ومقلتهوس ..
فيها كل احساس كل لحظة الم كل لحظة عذاب عشتها من بعدها …
الاجنده دى فيها رحلة عذاب قلبي من يوم ماحب سميه …
ارجوكى عايزك تديهالها …نفسى تقرا كل حرف كتبته من قلبي ليها …
نفسى تحس بكل احساس حسيته فكل لحظه …
ممكن تعمليلى الخدمه دى ؟
سيليا باصه للاجنده اللى ماسكها شريف بأديه الاتنين وكانه ماسك قلبه بأيده وبيطلب منها توصله لحبيبته …سحبت من بين ايديه الاجنده بشويش وهى بتقوله …موافقه بس بشرط ..بعدما عمتو تخلص قرايتها اقراها بعدها ..معلش اعذرنى بس الفضول عندى فوووول
ضحك شريف بخفه وهو بيقولها :
موافق بس اوعى نادر يلمحها او حتى تقع فأيده والا مش هيكمل كام ورقه منها وهيهدر دمى ويعلن عن مكافأه للى يجيبله راسى …
سيليا بضحكه :لا متقلقش كله هيتم بسريه تامه …
استأذن شريف وخرج وهو حاسس بفرحه ان اخيرا سميه هتعرف مشاعره اللى فضل سنين دافنها بين ضلوعه وبيتعذب بيها لوحده …
شريف خارج من الطرقه ونادر خارج من اوضة الاجتماعات ولمحه قبل مايمشى وراح على مكتب سيليا وفتح الباب بعصبيه …البنى آدم دا كان بيعمل ايه هنا ؟
سيليا اتكلمت بدلع وهى بتلعب فضوافرها …مين؟ انكل شريف !كان جاى وجايبلى التشوكلت دى مخصوص من باريس …نوعيه خاصه بموت فيها مش عارفه هو عرف ازاى ..
تحب تدوق دى جميله اوى هتعجبك خالص ..ومدتله ايدها بوحدة شيكولاته لكن نادر ماخدهاش منها وخرج وخبط باب المكتب وراه بعنف كان هيكسر القزاز بتاعه .
سيليا برغم عصبية نادر الزياده الا انها كانت فرحانه انه ابدى رد فعل اتجاه اى حاجه ..عصبيته وغيرته على حد بيحبه للدرجه دى حاجه مخلياها طول الوقت مبتسمه بينها وبين نفسها وهتموت وتحس الاحساس دا وتشوف الغيره اللى شايفاها فعيون نادر دى لامه تبقى ليها وعليها هى فيوم من الايام
فاليوم دا اخدت الشيكولاته والاجنده واستأذنت بدري من نادر وروحت قبله عشان تدى الاجنده لعمتها وكلها حماس وشغف انها تقرا معاها قصة حب عمرها اكتر من ٣٥ سنه …
سيليا دخلت الشقه بتاعتهم ودورت على عمتها ملقتهاش… سابت الشيكولاته على الطربيزه وراحتلها على شقتها هى ونادر ورنت الجرس وخبطت خبطتها المجنونه وثوانى وعمتها كانت فاتحه الباب وهى بتزعقلها :مجنونه اوى انتى ياسيليا على فكره …طيب راعى الجيران هيقولو ايه على صوت الخبط والرزع بتاعك دا على الباب ؟
سيليا :هيقولو سيليا مجنونه عادى …المهم سيبك من الجيران وتعالى عايزاكى فحاجه مهمه جدا …واخدت عمتها تحت دراعها ودخلت بيها جوه الشقه وقفلت الباب .
سيليا قعدت على الكنبه وقعدت عمتها سميه جمبها ومدتلها ايدها بالكيس اللى فيه الاجنده ..
سميه :ايه دا ؟
سيليا :دا قلب عمو شريف .
سميه بهلع :نادر قتله ؟
سيليا بضحكه :لا متقلقيش نادر معملهوش حاجه ..وكملت بجديه ..دا ياستى مش قلبه حرفيا ..لكن فالورق دا عمو شريف كاتب قصة حياته وطلب منى انى اديهالك تقريها …
سميه :وانا اقرا قصة حياة شريف ليه ؟
سيليا:دى امنيته ودا طلبه ورجائه الوحيد ليكى وانا شايفه انها مفهاش حاجه يعنى دى شوية شخبطه يمكن الراجل حابب يوريكى مواهبه يمكن تعجبى بيه ولا حاجه .
سميه :والله انتى وشريف دا ناس فاضيه ..يعنى انا عندى وقت اقعد اقرا فكل الكلام دا ؟
سيليا :حاولى حتى لو هتقرى كل يوم سطرين مش هتخسرى حاجه وبعدين ايه مش فاضيه دى وراكى ايه يعنى ياست عمتو مانتى طول مااحنا فالشغل قاعده لوحدك فاضيه مبتعمليش اى حاجه ! .
سميه :مش فاهمه اصرارك بجد .
سيليا :معلش دا طلب بسيط للراجل مفهاش حاجه لو نفذناه يعنى …
بصى الاجنده اهى بس حاسبى نادر يشوفها عندك يقتلكم انتو الاتنين ههههههه
سيليا سابت الاجنده على الطربيزه قدام سميه وقامت مشيت وقفلت الباب وراها وسميه هزت ايدها بتعجب وهى بتبص للاجنده وكانت هتقوم لكنها قعدت تانى لما حست بمجرد فضول انها تشوف ايه اللى مكتوب جوا الاجنده دى ….
مدت ايدها عليها ودخلت جوا اوضتها قعدت على السرير ولبست نضارة القرايه وفتحت الاجنده وابتدت تقرا فاولى صفحاتها ….
*************
رحاب :ياليل قولتلك مفهاش حاجه منتى هتفضلى حابسه نفسك فالبيت ومش بتخرجى منه غير للسوق لغاية امتا …حتى المدرسه والدروس اللى كنتى بتروحيها وتشوفى من خلالها ناس اخدتى الاجازه ومبقيتيش تروحى …انا نفسى افهم انتى مستحمله قعدت البيت طول الوقت ازاى ؟
ليل :يارحاب حلى عنى وسيبينى فحالى واخدى نجمه واطلعو انتو ليه امصممه انى اطلع امعاكم النوبادى ؟
رحاب :ياستى نفسى نخرج مره كلنا مع بعض وننبسط انا وانتى وماما ونجمه …نخرج كعيله ونقضى يوم جميل بره وسط الطبيعه ونتفسح وتغيرى جو معانا وصدقينى نفسيتك هتتغير وهتحسى بفرق وراحه ..
ليل :يارحاب افهمى انى مقدرشى اطلع فاماكن عامه اكده دا خطر علي وعلى نجمه افرضى اى حد من اللى يعرفنى شافنى اعمل ايه انى ساعتها لما الاقى غريب طب علي زى القضى المستعجل وخد بتى منى ؟
رحاب :مش هيحصل
ليل :وان حصل
رحاب :مش هيحصل
ليل :وان حصل يارحاب
رحاب :بقولك مش هيحصل ياليل وهى كلمه وحده هنخرج كلنا بكره يعنى هنخرج كلنا …
وبالفعل مكانش من ليل الا انها تستسلم قدام اصرار رحاب وحملة الاقناع المستميته اللى شناها عليها من امبارح وحتى نجمه خلتها هى كمان تساعدها بالزن بتاعها والالحاح …
وفعلا تانى يوم ليل جهزت اكل وكلهم لبسو وخرجو راحو جنينة الحيوانات وقضو النهار وانبسطو جدا …ليل برغم انها كانت طول الوقت مغطيه نص وشها بطرحتها ومتكتفه حتى فحركتها لكن دا ميمنعش ان نفسيتها ارتاحت وخصوصا وهى شايفه نجمتها بتلعب وتتنطط حواليها زى الفراشه بفرحه ….
رحاب قعدت هى ونجمه اخيرا بعد ماتعبو من اللف والتنطيط ..
ليل :والله اهل البلد لو جو وشافوكم عتدفعو فلوس عشان تشوفو البهايم يضحكو عليكم لما يقولو بس …دى البهايم دى احنا زهقانين منيها حدانا فالبلد …
ليل :بس معندكمش كل الحيوانات فالبلد ..عندكم جاموس وبقر ومعيز وخرفان وحمير …لكن عندكم فالبلد اسود ولا نمور ولا غزلان ..وحيد القرن ..القرود ..كل الحيوانات دى عندكم ؟
ليل :له بس يعنى شوفتهم عادى حداى حيوان عادى زييه زى اى حاجه غيره …
رحاب :بصراحه انتى غريبه جدا …عموما خليكى انتى قاعده متتفرجيش طالما مش شاداكى الفرجه على الحيوانات نتفرج انا ونجمتى.. بس هاتيلنا ناكل جوعنا اوى ..مش كده يانوجا ..نجمه هزتلها دماغها بالموافقه…
طلعتلهم ليل الاكل واكلو هما الاتنين بسرعه بسرعه عشان يكملو لف على باقى الجنينه ويشوفو باقى الحيوانات ..
رحاب :انا الطبيعه بتغسلنى من جوه ..
ليل :اااخ يارحاب لو كنت اقدر اروح البلد كنت وريتك الطبيعه صوح والعيشه الحلوه والخضار اللى يريح عينك وقلبك ولا الهوا العليل اللى يخلى روحك ترفرف وانتى قاعده وهو بيلفلفك من كل حته ..
رحاب : الله على وصفك ياليل شوقتينى جدا اروح البلد اللى دايما بتوصفيهالى على انها جنه على الارض دى ….
ليل :منى عقول ياريت كنت اقدر …
رحاب :ياليل تقدرى بس انتى خوافه ..
بدليل مثلا اصرارك اننا منخرجش النهارده مع بعض وادينا خرجنا وانبسطنا وفرحنا وفرحنا نجمه بلمتنا ومفيش اى حاجه حصلت اهى ولا شفتى حد يعرفك ولا حد تعرفيه …سيبك من الاوهام اللى فدماغك ومكتفاكى دى …
ليل :والله لو تمسكى السما بيدك البلد له يعنى له وستميت له كمانى ..
رحاب :طيب انا عندى فكره ..ايه رايك مش نفسك نجمه تروح البلد عشان تزور جدها وجدتها ويشوفوها مش دى امنيتك …خلاص ياستى اخدها انا ونسافر البلد ونزورهم انا وهى ونقرالهم الفاتحه وانا اطلعلهم صدقه بدالك وبكده تكونى استريحتى وامنيتك اتحققت …قولتى اييييه ؟
ليل بفرحه :بالله عليكى عتتحدتى صوح يارحاب …يعنى تقدرى ؟..بس اخاف عليكم انتى ونجمه تروحو لحالكم ..
رحاب :لا متخافيش انا ونجمه زى القرود ونخوف ميتخافش علينا ..مش كده يانوجا ..نجمه هزتلها دماغها بالموافقه …
فريال :والله عال ياست رحاب بترسمى وتخططى وتقررى ولا كان ليكى ام مرزوعه جمبك فكرتى تاخدى رأيها .
رحاب :وهى يعنى ماماتى الست فريال خانوم هترفض ليه حاجه زى دى وخصوصا لو حاجه تفرح ليل انا واثقه ومتأكده انك مش هتعارضى عليها ابدااا .
فريال :ايوه مكنتش هعارض بس برضو مش هسيبكم انتى ونجمه تسافرو بلد بعيده بالشكل دا ولاول مره لوحدكم …
رحاب :اومال ؟
فريال :هاجى معاكم يام لسانين انتى وام لسان ونص دى ..دنا كنت اتجنن طول منتو هناك …
ليل :واه ياخاله عتتكلمى صوح ؟
فريال :ايوه ياليل عتكلم صوح ..يعنى عاوزانى بعد الفرحه اللى شفتها فعنيكى دى بفكرة رحاب اطفى فرحتك …مع انى تعبانه بس مش هقدر اسيب بنتى وحفيدتى يروحو لوحدهم فبلد ميعرفوهاش ..نروح ونرتاحلنا يومين من تعب النهارده دا واخدهم وناخد بعضنا ونروح البلد نقرالهم الفاتحه ونوقف نجمه تتكلم معاهم شويه ونيجى …
خلصو فسحتهم وروحو آخر النهار وليل اخدت نجمه وراحو على شقتهم يتشطفو ويرتاحو وفريال ورحاب كذلك ..
فريال لرحاب بعتب :يعنى كان لازم تورطى نفسك الورطه دى يارحاب ؟ هو احنا عارفين يابنتى بلد ليل دى اهلها عاملين ازاى ولا طبعهم ايه ؟
رحاب :بصى ياامى …برغم انى معترضه جدا على اللى هعمله ومتأكده ان لا الميت بيحس ولا بيشوف وهو فمكان مش بتقدر توصله من الحى غير الدعوات الا انى شايفه ان الحاجه دى هتريح نفسية ليل جدا وتخليها تحس بعدم التقصير فحق اهلها وعشان ليل وحالتها النفسيه بس انا وافقت اعمل كده مع انى مش مقتنعه بيه …
واذا كان على اهل البلد ياستى احنا هندخل فحالنا نعمل الزياره ونخرج فحالنا ومحدش له دعوه بينا ولا لينا دعوه بحد …
احيانا عشان سعادة حد بنحبه بنضطر اننا نخاطر لو لزم الامر ..
وانا شايفه ان ليل مش خساره فيها مخاطره صغنونه زى دى …ولا انتى شايفه ايه يافوفا .
فريال :ليل مش خساره فيها الواحد يرمى نفسه فالنار عشانها بعد اللى عملته معايا واللى هيفضل دين فرقابتى العمر كله ..
رحاب :ايوه كده يااصيل انتا …يلا بقا شوفيلك طقم حلو تلبسيه واحنا رايحين يمكن تعجبيلك واحد صعيدى من هناك وتعششى فنافوخه ويتجوزك ونجيبه بجلابيته وعمته ويجى يعيش معانا هنا ويشكمك كده …
فريال ضربت بنتها على دراعها بخفه :اختشى ياقليلة الادب ..وبعدين ايه يشكمنى دى شايفانى ماشيه على حل شعرى ياجزمه.
رحاب حضنت مامتها من ضهرها وباست خدها وبعدها سندت دماغها على كتفها وهى بتهمسلها ..بحبك يافوفا يام قلب طيب انتى …انتى احسن واحلى واحن ام فالدنيا.
*************
اما عند قاسم فشقته
يعنى ايه الولد هيفضل عند امك دى مش فاهمها انا ؟
جواهر :ياقاسم اهدى بس ياحبيبى انا يادوب ملاحقه على حلا واركان حرك حبتين ومحتاج ملاحظه طول الوقت وانا مش هقدر على الاتنين لوحدى ،فماما اقترحت ان اركان يفضل معاها حبه صغنونين كده لغاية ماحلا تشد حيلها واقدر ابعدها عنى شويه واخد بالى منه ومنها .
قاسم :ولا ياكل معايا ابنى ييجى يعنى ييجى انا مقدرش مشوفهوش كل يوم ومش هينفع اروحله هناك كل يوم مش هقدر على الشحططه دى انا .
سمعو صوت الجرس وقاسم راح فتح ودخلت ماجده ووراها عبد السلام …
ماجده :ايه فيه ايه صوتكم مسمع العماره كلها جرالكم ايه ؟
قاسم :الهانم سابت ابنى عند امها وجايه من غيره ال ايه مش هتقدر عليه هو واخته سوا …
عبد السلام :وفيها ايه يبنى هى سايباه فالشارع مش عند مامتها ؟ وبعدين مش اختك هناك واللى هى عمته وهتاخد بالها منه وسط عيالها ؟
قاسم :اهو انا مش خايف على الولد غير من اختى وعيالها وجوزها دول …وبعدين متجيبه هنا وماما تاخد بالها منه .
ماجده :لا ياخويا انا مقدرش على ابنك انا ركبى مبقتش اقدر اتحرك منهم وابنك عايز حد لسه بصحته يفضل يلف وراه طول النهار والليل .
قاسم : طب عبسلام ياخد باله منه .
عبد السلام :مش لما ياخد باله من نفسه عبسلام الاول ؟
قاسم :يعنى ايه ؟ كلكم اتخليتو عن ابنى ؟ خونااااااه …انا هجيب ابنى واخد بالى منه بنفسى ..هجيبك ياحبيبي لحضنى …
جواهر بهمس :وهو حضنك دا هيكون فاضى لسى اركان بتاعك اليومين دول وتبعت جملتها بغمزه ؟ …قاسم هنا اتلخبطت احواله واتكلم وهو بيتلجلج فالكلام لما جواهر هدمت كل حصونه …آاا انا بقول برضو يفضل عند جدته يومين تلاته هو مش عند حد غريب يعنى ..ولا ايه يابابا ؟ مش ياجماعه لما اكون بزعق كده وغلطان حد ينبهنى عشان آخد بالى ؟
عبد السلام :اما انك واد مجنون صحيح …يلا ياماجده نازلين عشان القعاد مع ابنك المجنون دا فترات طويله مضر بالصحه …الله يكون فعونك ياجواهر يابنتى …
واخد ماجده ونزلو وهما الاتنين بيبرطمو على قاسم وعمايله وجنانه ..
جواهر قربت من قاسم بدلع …سمعت باباك بيقول ايه ..بيقول القعاد معاك فترات طويله مضر بالصحه ….وبرغم انى عارفه دا لكن نفسى اقعد معاك ليل نهار حتى لو صحتى اتدهورت عالاآخر …
قاسم قرب منها وهمسلها :احبك وانتا انتحارى …
واخدها فحضنه وجواهر عرفت بطريقتها الخاصه تنسيه زعله على اركان ومن اول بوسه باع القضيه …
************
ليل للمره المليون توصى فرحاب وفريال ونجمه :خلو بالكم من نفسكم …لما توصلو البلد متتحدتوش مع حد واصل ..ولو حد سألكم على ايوتها حاجه متردوش عليه …وانتى يانجمه اوعى تسيبى يد رحاب …وانتى يارحاب اوعى تغفلى عنيها ..وانتى ياخاله اوعى تغفلى عنيهم هما التنين …
رحاب ونجمه مع بعض فنفس واحد :خلاااااااص
فريال :والله متخافى ياليل نجمه فعنيا وقلبي متقلقيش عليها .
ليل :انى قلقانه عليكم كلكم والله ياخاله وقلبى مش مطمن ومش هيرتاحلى بال غير لما تعاودولى بالسلامه …ربنا يستر طريقكم ويسلمكم من كل شر ….
خدى دول ياخاله تديهم لامام الجامع اهناك وتقوليله اتصرف فيهم براحتك دول صدقه على روح اموات عشان يخلى الناس تقرالهم الفاتحه …
فريال :حاضر يابنتى …يلا بقا متعطليناش هنتأخر ..حضنتهم وحده وحده ونزلت معاهم لحد التاكسى وقبل ماتركب نجمه ادتها حضن اخير وفضلت تبوس فيها وفالاخر طلعتها على حجر فريال وقفلت باب التاكسى وودعتهم بأيدها وهى شايفاهم بيبعدو وعلى اد ماهى فرحانه بان نجمه اخيرا جدها وجدتها واخوها هيشوفوها الا ان جواها خوف من المشوار دا متعرفش سببه ايه …
*************
ناديه النهارده اول يوم تنزل فيه الشركه مع باباها بعد مااجلت المشوار دا كذا مره وفضلت انها تاخد فكره عن الشغل وتعرف اساسياته من باباها عشان لما تروح تكون فاهمه هى داخله على ايه ..
وبالفعل دا فرق معاها فاول يوم ليها فالشركه وطريقة تعاملها وحضورها الطاغى بشخصيتها القويه فوسط الاجتماع اللى ماهر عمله مخصوص ولم الموظفين عشان يعرفهم عليها ويديها جميع الصلاحيات اللى تخولها باصدار اى امر لاى موظف فالشركه قدامهم كلهم …
الكل رحب بيها وهى كانت قاعده وسط الكل بثبات وشموخ كأنها اتولدت عشان تكون مديرة شركه وباباها طول الوقت باصصلها وفخور بيها وبيسأل نفسه امتا المفعوصه دى كبرت بالشكل دا وبقت شخصيه كده ؟
تانى يوم ناديه راحت للكليه بتاعتها واتفاجأت وهى داخله من بوابة الجامعه بيمان وهو قاعد فوق عربيته قعدته المعتاده ولابس اللبس الميرى ومحط انظار كل البنات وطول ماناديه بتقرب عليه شايفه وشوشة البنات ومشاورتهم عليه ومتعرفش ليه حست بغيره فاللحظه دى…حست ان يمان دا بتاعها هى ومينفعش وحده تانيه تبصله …
مشيت من قدامه وهى بتمثل التجاهل لكن فثانيه وحده لقته نط من فوق العربيه ووقف قدامها وبيعدل هدومه وهو بيبصلها واتكلم اخيرا ..
يمان :فين الدوسيه بتاعى
ناديه :دوسيه ايه ؟
يمان :دوسيه السيره الذاتيه بتاعى عاوزه .
ناديه :رميته .
يمان :را ايه ؟ وترمى حاجه مش بتاعتك ليه انشاء الله ؟
ناديه :هو مش انتا كاتبه عشانى انا يبقى بتاعى …ارميه بقا احتفظ بيه احرقه انا حره .
يمان :ومييين اللى دخل فدماغك انى كاتبه عشانك انتى وبس ؟ انا جبت سيرتك فالدوسيه ؟ شفتى اسمك مكتوب ؟ انا كل اللى كاتبه بحبك …بحبك يامين بقا محددتش ..يعنى الدوسيه اللى اتخلصتى منه دا كان ممكن الف اخطب بيه نص بنات مصر حضرتك !
ناديه بنرفزه :خلاص متزعلش نفسك الدوسيه موجود وبكره هجيبهولك واصلا هو شكله لافف على نص بنات مصر ولسه هيلف على النص الباقى .
يمان وهو بيقرب منها خطوه ومبتسم :طيب ومالك اتنرفزتى كده ليه …صحيح مبروك على شغلك فشركة باباكى .
ناديه برقت عنيها بصدمه ولسه هتسأله لكنه جاوب قبلها …انا ظابط على فكره قبل ماتسألى متنسيش ده ..
ناديه :طيب ممكن تبعد عن طريقى عشان اتأخرت على المحاضره؟
يمان :مش قبل ماتقوليلى رأيك فاللى قولتهولك …
ناديه :اللى هو .؟
يمان :اللى هو انى بحبك وعايز اتجوزك …
ناديه :بتحب مين ؟
يمان بابتسامه :بحب ناديه ماهر ..اجمل وارق بنت فالدنيا عارفك مش عايزه الجمله تفضل مفتوحه …صدقينى ياناديه انا اول مره احب حبيتك انتى ..واول مره افكر فوحده تشاركنى حياتى كانت لما شفتك …
هاه قولتى ايه بقا عشان انا معنديش وقت للنحنحه دى وبصراحه انا محرج ومنظرى مش حلو قدام الطلبه وانا واقف بشحت الرد كده ..
ناديه اتصنعت الجديه :خلاص ياحضرة الظابط ردى هيوصلك بااليل عن طريق التليفون لانه هيكون صادم بالنسبالك والصدمه مش هتكون لطيفه لما تظهر عليك قدام الطلبه …
يمان :بس متكمليش عرفت هتقولى ايه …سلام ..وابقى اتخلصى من الدوسيه مش عايزه ..ومشى على عربيته ركبها واتحرك بيها تحت انظار ناديه اللى كانت بتجاهد عشان تدارى ابتسامه اول مامشى ظهرت على وشها فورا.
لفت عشان تتوجه للمدرج بتاعها واتغيرت ملامحها وهى شايفه صحباتها واخدينلها وضع الاستعداد اللى بيسبق الهجوم وكل وحده بتشاورلها بأيدها يعنى تعاليلى …
وبمجرد ماناديه قربت منهم اتفتحت عليها ماسورة اسئله مجاوبتش عليها غير بكام كلمه وحده …قاللى انه بيحبنى ومستنى ردى عشان يجى يخطبنى ….هى قالت الكلمه دى من هنا وحالة هرج حصلت بين زميلاتها من هنا وكلهم فنفس الوقت كان ردهم على كلامها ::وافقى فوراا
**********
ايوب :اشوف وشك بخير ياغريب باشا مع انى هيعز عليا فراقك والله ..
غريب :معلش ياايوب هو الفراق فالاول صعب بس لما الواحد بيفارق كذا مره بيتعود ومبيبقاش فارق معاه بعد كده …خد بالك من نفسك ومن مراتك واخواتك …
ايوب :هبقى اطمن عليك دايما من قاسم باشا وابعتلك معاه السلام دايما …والله مامصبرنى على فراقك غير انى هشتغل مع قاسم باشا وهيطمنى عليك …بصراحه انتو الاتنين لو فضلت طول عمرى تحت رجليكم مش هرد جميلكم عليا …ربنا يريح قلوبكم زى ماريحتو قلبي
غريب :متقولش كده ياايوب انتا اخونا الصغير …وبالنسبه لدعوتك دى مش عايز غير ربنا يقبلها منك .
************
رحاب ونجمه وفريال اخيرا وصلو بلد ليل بعد ساعات سفر مرهقه وواقفين على مشارف البلد وليل مع رحاب على التليفون بتوصفلها تمشى ازاى وتروح منين عشان توصل للقرافه بتاعت البلد ….وفعلا على الوصف وصلو لكنهم شافو باب القرافه مقفول بقفل كبير …
رحاب اتلفتت حواليها بحيره وماصدقت شافت ولد صغير معدى بعجله وقفته …حبيبي استنى ممكن تقولى الاقى مفتاح القرافه دى مع مين ؟
الولد :مع عم فتحى ومرته …اهو بيتهم اللى اهناك ده روحى خبطى عليهم وحد منيهم هياجى معاكى يفتحلك الباب عشان معيدوش المفتاح لحد يفتح و يخش القرافه وحديه …
رحاب اتحركت على بيت فتحى فورا عشان تطلب منهم المفتاح ويلحقو يزورو ويعملو اللى جايين عشانه ويرجعو قبل الضلمه …
خبطت على الباب خبطه واتنين وتلاته وجالها صوت رجالى بعد كده بيجاوبها :ايوه مين جاى اهو اصبر هبابه ياللى عالباب .
وبعدها فتح الباب وهو بيلف شاشه بيضه على دماغه باهمال …
مين انتى وعايزه مين ؟
رحاب :معلش ياخال انا كنت محتاجه مفتاح القرافه ليا قريب هنا وكنت عايزه اقراله الفاتحه انا ووالدتى …
فتحى باستغراب :قريب ليكم اهنه ؟ انى مفتكرش ان حد من اموات البلد كلياتهم ليه قرايب فبحرى ؟!
رحاب :معلش احنا قرايبه من بعيد ..وكملت بديق ..ممكن بعد اذنك تفتح باب القرافه بس بسرعه عشان لسه ورانا طريق طويل …
اتحرك فتحى قدامها وطلع مفتاح من جيبه وفتح القفل بتاع القرافه وفريال سمت بالله ودخلت ووراها رحاب استغفرت ودخلت وهى ماسكه نجمه اللى اول مالمست تراب القرافه الناعم برجلها خافت وتراجعت خطوه لورا …
رحاب :متخافيش يانجمه دا تراب ..تعالى انا هشيلك ..
فريال بضحكه :اصلها مشافتش تراب قبل كده بالشكل دا اعذريها حاجه جديده عليها …
فريال ورحاب بيتقدمو ويدورو بين القبور على القبر اللى وصفتهولهم ليل واللى كان مميز بكم الصبار والنباتات الكتير المحطوطه فقصاري فوق القبر وحواليه ورحاب لسه هتتقدم انتبهت لفتحى اللى متابعهم وماشى وراهم …
رحاب لفت عليه :معلش ياخال هطلب منك طلب …ممكن بس شوية ميه الا جايين من مشوار وريقنا ناشف …وياريت لو تكتر الميه عشان نسقى الزرع دا بالمره نكسب ثواب ..
فتحى :ايوه ماشى ..هبابه وارجعلكم بالميه …
رحاب :استنى خد دول الاول ومدتله ايدها بفلوس ..
فتحى :ايه دول يابتى هتدينى حق الميه ولا ايه عيب عليكى .
رحاب :لا دول عشانك انتا ملهمش دعوه بالميه …دى صدقه على روح المرحوم ..ارجوك متردش ايدى انا زى بنتك وياريت تقراله الفاتحه .
فتحى مد ايده اخد الفلوس منها وهو بيتشكرها …طيب متقوليلى اسميه ايه عشان اقراله الفاتحه باسمه قريبكم ديه !
رحاب :لا عممها لجميع اموات المسلمين كده افضل …وفعلا مشى فتحى بعد ماقرا الفاتحه ورحاب وفريال بسرعه اتقدمو من القبر بنجمه وقرو الفاتحه وخلو نجمه تقرا الفاتحه بصوتها وبعدو عن القبر وهما شايفين فتحى جاى عليهم بقزازة ميه وفأيده جردل مليان ميه وفيه كوز صغير …
رحاب اخدت منه الجردل وابتدت تسقى زرع القبور اللى حواليها كلهم لغاية مالجردل خلص عشان فتحى ميعرفش يحدد انهى قبر اللى كانو بيزوروه و بيقروله الفاتحه .
بعدها خرجو من القرافه وفتحى رجع قفل الباب ورحاب طلبت منه يدلها على بيت امام الجامع… وفعلا فتحى دلها عليه وراحتله وادتله الفلوس وبلغته رسالة ليل وهو فرح جدا بالفلوس وفضل يدعيلها ويدعى للميت اللى مطلعين الفلوس على روحه…
ورجعت رحاب وفريال ونجمه تانى على المحطه وركبو القطر بعد ماكلمو ليل وطمنوها عليهم وطمنوها انهم عملو كل اللى قالت عليه ورجعو وبرغم التعب اللى حسو بيه بسبب الطريق الا انهم كانو حاسين براحه نفسيه وهما حاسين الفرحه فصوت ليل لانهم قدرو يحققولها امنيه بتحلم تحققها من سنين ومش قادره …
اما ليل فبمجرد ما شافتهم وهما نازلين من التاكسى بعد ماوصلو تحت البيت اللى ساكنين فيه نزلت عليهم جرى واخدت نجمه فحضنها وفضلت تبوس وتشم فيها وفضلت تبوس وتشم فيهم كلهم ودموعها مغرقه وشها وهى حاسه انهم جايبين معاهم ريحة حبايبها من البلد …
****،**********
غريب بعد ماخلص شغل مسك تليفونه وعمل روتينه اليومى اللى ولا يوم تكاسل عنه او مل منه من ييجى اربع سنين …وضغط على رقم فتحى وسأله برغم انه بيبقى عارف الاجابه مقدما لكن عمره مايأس ..
مظهرتش برضو يافتحى ؟
فتحى :والله انى مستنيها اكتر منيك يابيه ومستنى اشوفها بفارغ الصبر عشان آخد الفلوس اللى جنابك واعدنى بيهم ..
غريب :اوعى تكون بتغفل عن البيت ولا عن القرافه يافتحى ؟
فتحى :له يابيه ..كلام ايه ديه ..طب دانى كسرت قفل باب اهل ليل وحطيت قفل جديد مفتاحه معاى انى وبس …يعنى حتى لو ادلت البلد مهتعرفشى تطب البيت من غير ماانى افتح قفله بذات نفسى …والقرافه كمانى حطيت عليها قفل كد اكده ومفيش حد عيطبها غير لما انى اللى افتحهاله …
وحتى النهارده جماعه بحاروه جايين من آخر الدنيا مقدروش يخشو يقرو الفاتحه لواحد قريبهم غير بعد مااستأذنونى وانى بنفسى اللى فتحتلهم وقفلت وراهم …
غريب باستغراب :جماعه بحاروه ؟ منين دول …ومتعودين ييجو البلد …يعنى شفتهم قبل كده ؟
فتحى :الكدب خيبه يابيه دى اول مره الناس دول يدلو البلد …وحتى سالتهم جايين من وين ولا جايين تزورو مين مخدتش منيهم عقاد نافع …بس ادونى فلوس زينه الله يباركلهم كلنا زفر انى والمره النهارده بيهم …
غريب بشك :كانو رجاله ولا ستات ؟
فتحى :له كانو ستات …وحده ست كبيره ..وشابه صغيره ..ومعاهم بت صغيره حلوه .
غريب قلبه دق وهو بيبص للصوره اللى قدامه على اللاب وقال لفتحى :
اوصفلى البنت الصغيره اللى كانت معاهم دى يافتحى كده …
فتحى :كانت سمره بس سمارها مصفصف يعنى سمار حلو …وعنيها ملونه …وشعرها اسود وطويل وحلو قوى قوى …
غريب كل مافتحى يقول وصف يمشى بعنيه على الصوره اللى قدامه لغاية مافتحى خلص وصف غريب قلبه كان هيطلع من مكانه من كتر مابيتخبط فصدره وهو شايف وصف فتحى للبنت وتطابقه مع الصوره اللى قدامه ..
غريب بصوت بيترعش :مقالوش اسم البنت قدامك يافتحى ؟ مسمعتهمش بينادولها بأيه .
فتحى :سمعت الشابه اللى معاها قالت اسمها يابيه وهى عتشيلها من طراب الترب عشان البت مرضتش تعفص فيه برجلها خافات …
قالتلهااااا …ايه ..اللهم صلى على سيدنا محمد ..قالتلها ايه …ايوه قالتلها قمره ..قمرايه ..حاجه كيف اكده
غريب همس بصوت بيرجف :(نجمه)
فتحى بصوت عالى :ايوه ايوه نجمه …صوح اتفكرت قالتلها نجمه ..براوه عليك يابيه جبتها على الغيابى …باشا صوح والله ..
يتبع…..
لقراءة الحلقة الثالثة عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية لاسينا للكاتبة نور زيزو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى