Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل الثلاثون 30 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل الثلاثون 30 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الثلاثون 30 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الثلاثون 30 بقلم سهام العدل

◾ يجلس المهدى وعلى وجهه علامات الضيق من طلب أدهم وميان المفاجيء… هو يود أن يفرح بهما ولكن ليس قبل أن يطمئن على وسيلة التي مازالت ترفض الحديث مع مروان وهو لم يرد أن يضغط عليها في شيء يكفيه ظلماً لها عندما طلب من مروان زواجها مسبقاً… 
-أدهم بتساؤل : قولت إيه ياجدي. 
-المهدي بحيرة : مش عارف أنتوا مستعجلين على إيه؟ 
-أدهم بتوضيح : كل حاجة جاهزة(ونظر لميان بحب وابتسم) وعايزين تتجمع بقى ياجدي. 
-المهدي : خلاص اصبروا شهر ولا حاجة… علي اما اظبط شوية حاجات كده. 
-امتعض وجه ميان ونظرت بإحباط لأدهم الذي لم يقل حالاً عنها… 
-حزن لأجلهما الجد ولكنه حقاً غير قادر على اتخاذ أي قرار الآن : وقوموا ياللا جهزوا نفسكم من دلوقتي وأنتي ياميان ابعتيلي مروان.
-نهض الاثنان وقالت ميان :حاضر ياجدي. 
◾ يجلس مروان أمامه بحرج ينظر أرضاً فهو لم يلتقيه من ذاك اليوم الذي رفع فيه السلاح أمام جده دون احترام لوجوده… المهدى هو الآخر يعلم سبب جلوس مروان مطأطيء الرأس بهذا الشكل… فمهما صدر منه مازال محتفظاً بأخلاقه وتربيته. 
-اعتدل الجد في جلسته وقال بصرامة : قاعد موطي راسك ليه دلوقتى… امال كنت عامل فيها سبع رجالة في بعض ليه أدام الناس. 
-رفع مروان رأسه وقال معتذراً: أنا آسف ياجدي على اللي حصل… بس مقدرتش استني… مقدرتش افضل ساكت لما أشوفها بتتزف لغيري… كنت ممكن أموت نفسي وقتها… 
-المهدي : كانت ممكن تتحل بألف طريقة الا استخدام السلاح… فلنفرض ان كانت خانتك قوتك وخرجت رصاصة بالغلط قتلت اي شخص إن كان… كنت هتعمل إيه وقتها؟؟
-مروان بحرج : عارف اني زودتها بس أنا أفرطت يومها في أخذ المهدئات وده اللي خلاني فاقد للتركيز ومش عارف اتحكم في نفسي… 
-المهدي بتنهيدة : على العموم حصل خير… بس طالما الحب خلاك تتجنن وتعمل اللي عملته ساكت ليه من يومها؟ 
-مروان بتوضيح : وسيلة اللي رافضة تقابلني لحد دلوقتي. 
-الجد بتأكيد : عارف إنت إيه مشكلتك يامروان… إنك إنسان سلبي… رغم تفوقك في حياتك العلمية والعملية بس فاشل في حياتك الخاصة… بتستسلم دايماً للأمر الواقع متحاولش تعافر وتحارب… 
-طأطأ مروان رأسه فهو يعلم أن جده محق تماماً… دائماً ماأختار أبسط الطرق حتى لا يتعب…وهذا ماوضعه فيما فيه الآن وجعله بقايا إنسان… مُدَمر داخلياً… خُدِعَ من سارة وظلم وسيلة وتحطم قلبه وحتى عندما علم أن قلبه الضعيف ينبض بحبها استسلم وخضع لأوامر جده وتركها لغيره والآن جالس لا يعلم فيما تفكر به الآن وكيف تراه… وهل ستقبله بعد ماحدث منه… ولكن مايعلمه جيداً أنه سيحصل عليها مهما كلفه الثمن وسينالها حتى لو اضطر أن يحارب العالم من أجلها. 
-قطع تفكيره الجد متسائلاً : ساكت ليه… ماتقولي ناوي تعمل إيه؟ 
-رفع مروان رأسه ونظر لجده بقوة وقال : هتجوز وسيلة ياجدي بأي طريقة وبأي ثمن… لازم احصل على قلبها مهما حصل… بس عايزك تساعدني. 
-الجد : محدش هيساعدك… قوم دور عليها واوصلها واعمل اللي تعمله واللي وسيلة هتوافق عليه أنا معاها فيه. 
◾ خرج من غرفة جده وكله إصرار وعزيمة على إقناعها بالزواج منه… سأل عليها وأشارت له جوري أنها تجلس بمفردها في إحدى الغرف في شقة الجد… 
-طرق الباب طرقاً خفيفاً ثم فتحه دون أن ينتظر الرد… 
-سمعت وسيلة طرق الباب ونهضت لتسأل من الطارق ولكنها تفاجأت بدخول مروان عليها الغرفة… تملكها التوتر من المفاجأة وابتعلت ريقها وقالت بذهول : مروان!!!
– نظر لها مروان نظرة مشتاق وكأنه لم يرها منذ دهر… أخيراً وجد ضالته…بالفعل طفل تائه… لم يجد أمانه سوي في عينيها…وقف يتأملها بعيون متلهفة وقلبه يدق دقات سريعة منادية باسمها معلناً عن عشق لم يعرفه من قبل… عن هيام لم يعرف طريقه إليه… 
– شعرت وسيلة بشعور غريب غير قادرة على وصفه… وكأنها تراه لأول… من قبل رغم حبها له كان هذا الحب المحفور في قلبها… كانت تحتفظ به وتتعامل معه بطبيعية لأنها  تعلم أنه لم يحمل لها أي مشاعر… ولكن الآن بعد أن تغير الوضع لم تقوى على التعامل معه… هي منذ ماحدث منه في الحفل وهي تخشي مقابلته… غيرقادرة على مواجهته… رغم أنها كثيراً تظن أن مافعله مروان حلماً من أحلامها التي رأتها كثيراً له… ولكنه حقيقة وهي رغم حنكتها وحكمتها تقف عاجزة أمام التحدث معه واتخاذ القرار… 
-رغم كل ماأعده من كلمات وحديث،،، فقد القدرة على الحديث أمام بهائها وحضورها الذي يلجم لسانه… ولكن لو تفقه لإخبرتها عيناه بما يشعر به ويدور في رأسه… 
-نظراته زادت من توترها أمامه وخجلها الذي تضاعف عن قبل… أجبرت الكلمات أن تخرج ولكنها أبت فتحدث هو بصعوبة :ممـ… ممكن أتكلم معاكي يا وسيلة… 
-هزت وسيلة رأسها موافقة وسرعان  ماتذكرت أنها لم ترتدي حجاباً وتجلس بمنامتها القطنية، فوضعت يدها على رأسها تلقائياً،،، وشعرت بالحرج والتفتت حولها تبحث عن إسدال الصلاة لترتديه على ثيابها… 
-لاحظ التفاتها المفاجيء حولها وفهم ماتريده، فقال بهدوء : وسيلة خليكي زي ماأنتي هما كلمتين وهمشي. 
– قالت وسيلة بحرج : احنا مينفعش نقعد نتكلم هنا ولا ينفع تشوفني كده… أرجوك يامروان اخرج وانا هطلعلك… 
-ابتسم لها مروان بعينيه قبل شفتيه وأمسك يدها وأجلسها على طرف السرير  وجلس هو على كرسي مقابل لها ومازال ممسكاً بيدها آسراً عينيها بنظراته… 
-شعرت وسيلة بحرارة تسري في عروقها إثر لمسة يده… فسحبت يدها ببطء خَجِلة… فقال مبتسماً بحنان : أنا كل مرة بشوفك أجمل من المرة اللي قبلها… 
-احمرت وجنتيها وقالت بتلعثم : كـُ… كنت عايز تقول إيه؟ 
-مروان وهو مازال محتضنها بعينيه: هقول اللي قولتله من كام يوم بس المرة دي هقوله وأنا في وعيي… أنا مكنتش أعرف إني بحبك كده…بعشقك عشق مختلف عن كل البشر… بعيد عنك بتوه وبكون في غربة ووطني هو عينيكي وأكسجيني هو أنفاسك… فأنا دلوقتي جاي أقولك إن حياتي في إيدك… أرجوكي امنحيهالي. 
-كل كلمة كان يتفوه بها مروان كانت تثلج قلبها الذي عاش محروقاً لسنوات طويلة… سنوات تحبس حبها وتحجبه أن يخرج للنور حتى لا تهدر كرامتها في البوح بحب هي فقط التي تحمله… ولكن الآن نظرة العشق التي في عينيه ونبرة الهيام التي تخرج مع كل كلمة ينطقها… وتوسله لها يخبروها أنها نالت ماتمنته طويلاً… أخيراً استجاب الله لها وجاءها مروان متوسلاً أن تكون له… دمعت عيناها  دون أن تدري… قلبها المعذب لم يتحمل كل هذا… 
-سقطت دموعها وكأنها تواسي دموعه الممتلئة بها عينيه وتأبي السقوط.. رفع أنامله يزيل بها دموعها التي تتسابق على خديها ويقول برجاء : وسيلة… وافقي نتجوز… مش عارف أعيش من غيرك. 
-ابتلعت وسيلة ماتبقى من دموعها  ولاتعلم لم َ تذكرت حياتها السابقة معه الآن وكأنها تريد أن تنظف الجرح قبل أن تُغلقه فقالت بهدوء : فرحت يوم ماطلبتني للجواز وكأني ملكت الدنيا رغم وفاة بابا الله يرحمه وقتها بس سعادتي بقربك غطت على كل الحزن اللي جوايا… رضيت أعيش وياك رغم كنت بعيد عني لأقصى درجة ولكن تجاوزت أي شيء لأجل اكون جنبك… كنت مستعدة اضحي بكل حاجة سعادتي ودنيتي واي شيء مقابل أنك هترجع كل ليلة واطمن عليك… كنت بتوحشني وانت معايا ومبعرفش حتى أعبر لك عن ده من الحواجز اللي حطيتها بيننا… كنت بستنى تنام واتأمل ملامحك من شدة شوقي لشوفتك طول اليوم… يوم ماكنت بتتنازل وتاكل معايا كنت بشبع من غير مااكل بفرحتي ان بتشاركني أي شيء في حياتي…. ورغم كل ده كنت راضية وسعيدة… لكن أنت عملت إيه يامروان؟؟… جرحتني وخدعتني وفوق ده كله شوفت ان جوازك مني كرم كبير منك عشان تنقذني من العنوسة… ودي كانت رصاصة الرحمة اللي ضربتها في قلبي عشان مفكرش التفت ورايا وابص عليك. 
-شعر مروان بوجع كل كلمة خرجت منها وكم كان قاسي وأناني ولكن ما طمأنه قليلاً أنه رأي تحملها كل هذا مشاعر حب تحملها تجاهه،،، فأمسك يديها وقال لها بأسف : كنت غبي وأناني وحيوان ورغم كل ده عمري ماحسيت بسعادة… اقسم لك اني سعادتي كنت بشوفها فيكي وانتي بتتكلمي مع أي حد من العيلة بحنانك وحكمتك اللي كانوا درس قوي ليا اتعلمت منه كتير… أخلاقك ياوسيلة هي اللي غيرتني… كنت بحس بتأنيب ضمير فظيع إن إزاي ملاك زيك تعيش مع واحد زيي… بس اللي بتتكلمي عنه ده مات… مات من يوم ما وقع على ورقة الطلاق وبص جمبه لقاه فقد أنضف وأنقى شيء قابله في حياته ومروان اللي ادامك ده… مروان جديد اتولد على إيدك بس لسه أنفاسه بيستمدها منك زي جنين لسه متولدش… فمتحكميش عليا بالموت ياوسيلة… (وأخفض رأسه مقابلاً يديها واستكمل) أرجوكي ياوسيلة… 
-ابتسمت وسيلة بعيون دامعة وقالت : موافقة يامروان. 
– فرح مروان وكأنه كان غريقاً في بحر الضياع وأعطته وسيلة قبلة الحياة… ظل يوزع قبلات على يديها ثم نهض وقال بحماس جنوني : أنا رايح اقول لجدي والعيلة كلها… والعالم كله… وسيلة هتبقى مراتي… وغادر مسرعاً 
-ابتسمت وسيلة ووضعت يدها على قلبها ونظرت لأعلى قائلة : أحمدك يارب…
◾بعد أسبوع دخل مروان مركز التجميل وبيده باقة من الزهور الجميلة وهو في أبهى حالته يتبعه أدهم العريس الثاني… بعدما أصر مروان على إقامة حفل كبير لوسيلة تكون فيه أجمل عروس رغم رفضها الشديد ولكنه أقنعها بالموافقة… ورأي الجد أن يشاركهما الزفاف أدهم وميان ويكون زفاف واحد للأربعة أحفاد… 
-يسير مروان وداخله رجفة غريبة يستشعرها لأول مرة وكأنه يقدم على شيء لم يعشه من قبل… وبالفعل هي الحقيقة الآن سيأخذها للأبد… مازال غير مصدق… وسيلة اليوم ستكون زوجته،، وسيعوض قلبه عن العذاب الذي عاشه شهوراً طويلة في البعد عنها… سيرويه بحبها بعد ظمأه من فراقها…
-وصل للغرفة المتواجدة فيها وسيلة بلهفة وشوق لرؤية ملاكه بفستانها الأبيض ولكن وقفت جيهان وجوري أمامها يحجبانها عن رؤيته… فقد علم الجميع أنه الآن مُتيماً بها… حاول الوصول إليها ولكنهما عانداه… شعرت وسيلة الجالسة ومختبئة خلفهما بالشفقة عليه،، فنهضت واقفة وقالت : بس يابنات محدش يعذبه،،، فأفسحت كل منهما الطريق إليه حتى رآها تقف أمامه بفستانها وحجابها الأبيض وتاجها الفضي  ملكة متوجة على عرش قلبه… رآها ترتدي الأبيض من قبل كانت جميلة وبريئة ولكنه لم يستشعرها كالآن… فهو الآن يشعر أنه ملك الدنيا بأسرها… حدق بها ثم اندفع يحتضنها بقوة باكياً من فرط سعادته… وهي لا تقل سعادة عنه… أخيراً عوضها الله بقلب مروان الذي حلمت طويلاً بالفوز به. 
◾ في غرفة أخرى في نفس مركز التجميل تقف ميان بفستانها وحجابها الأبيض مولية ظهرها لأدهم الذي يقف متشوقاً لرؤية أميرته الجميلة الذي ملأ الله حبها قلبه منذ كانت طفلة… ورغم الصعاب الذي رآها عندما خُطِبت لغيره… أراد الله أن يردها له وتكون مالكة قلبه إلى الأبد… 
-ظنت أنها فقدت كل معاني الحب والسعادة عندما استشهد مهند ليلة عقد قرانها… وكل الحب الذي حملته له سيظل مدفوناً في قلبها حتى تلقاه…. حينها ظنت أن الدنيا ستظل سوداء حتى ينتهي عمرها وتجتمع به في الجنة… ولكن أبي قلبها الصمود أما حب أدهم وحنانه وتضحيته… ما رأته منه جعل قلبها مع الوقت يصرخ بعشقه… تعجبت حينها إنه أدهم الذي كبرت بجواره ولكنها كانت لاتراه وكأن الله أراد أن يزيل هذا الغشاء الحاجب لرؤيته عنها لترى أحن وأجمل رجل في الوجود… عشقته كما لم تعشق من قبل وكأنه أخرجها من بئر مظلم عميق لبستان من الزهور ووضعها بينهم… 
-تقف بقلب يرتفع نبضاته وابتسامه تزين وجهها تنتظره… بادر أدهم والتف حولها حتى وقف أمامها ليقف مذهولا من جمالها الذي فاق كل تخيلاته… ابتسامتها أنعشت قلبه الذي ينبض عالياً… عجزلسانه عن مدحها فهي الآن لاتوفيها كلمات… فأمسك يديها الناعمتين ورسم عليهما قبلة حانية يبث فيها شوق السنين لهذه اللحظة ثم قبل رأسها واحتضنها قائلاً : أخيراً ياميان… اللهم لك الحمد… 
◾ في إحدى قاعات المناسبات  يدخل مروان وهو يتأبط يد وسيلة بفخر وسعادة… ونفس الأمر مع أدهم الذي يريد أن يفتح صدره ويضع ميان بداخله ويغلق عليها حتى يحميها من أنظار الجميع… يسير مروان ووسيلة في المقدمة ويتبعهما أدهم وميان تحت أنظار الجميع والنغمات الموسيقية العالية حتى وصلوا إلى منضدتين موجودين في جانب القاعة يجلس على واحدة المهدى موكلاً لوسيلة والأخرى ابنه ممدوح موكلا لميان وعلى رأسهم المأذون لعقد القرآن.. 
-بعد دقائق تعالت الزغاريد والموسيقى معلنة عن إتمام عقد القران… 
-نهض أدهم واحتضن ميان معبراً عن فرحته بإمتلاكها… 
-بينما مروان أمسك يدي وسيلة وقبلها بحب تحت أنظار الجميع… 
-ونهض كل عروسين وجلسا في المكان المزين المخصص لجلوسهما أثناء الحفل (الكوشة)… وقبل ابتداء الفقرات نهض معاذ وأمسك مكبر الصوت أمام الحضور وقال بسعادة ممزوجة بمزاح المعتاد : أولا بهني إخواتي الأربعة على فرحهم وبقولهم فرحتكم دي فرحتنا كلنا وبتمنى لكم السعادة الأبدية وانتوا مع بعض… وثانياً بعرفكم ان انا وأخويا وائل طلع عيننا في أسبوع عشان نجهز كل حاجة وتكون على أكمل وجه زي ماانتوا شايفين وبنستني تردوا لنا ده في فرحنا والناس دي كلها شاهدة… 
-تعالت ضحكات الجميع مع ضحكات العرسان… وقال مروان مبتسماً  : يخرب عقلك يامعاذ مش هتتغير… 
-قالت وسيلة بإبتسامة : بس عارف كل حاجه حلوة متكملش غير بمعاذ… ربنا يسعده. 
-قال معاذ في المكبر : سامعكم ومش هعمل فيكم حاجة عشان أنتوا النهاردة معاكم حصانة… المهم احنا مفاجأتنا النهاردة كتير بما أني منظم الحفلة مجاناً من غير أجر  وأولها ان اختي ميان طلبت ترقص سلو مع أدهم لوحدهم من غير مروان ووسيلة… واخد بالك يامروان نفسنة من أولها اعمل حسابك بقى…. (ضحكت ميان وتعالت ضحكاتها على كلام معاذ) …وبعدين نفضى الساحة للملكة وسيلة… بنطلب من ميان وأدهم يحضروا معانا هنا وبناء على رغبة ميان هيرقصوا على (مكتوبة ليك) نهض أدهم ممسكاً بيد ميان ووقفا في منتصف الساحة وأمسك أدهم وسطها بيديه بينما شبكت ميان يدها خلف رقبته وتحاورت العيون قائلة 
مكتوبة ليك إني انا اللي تعيشلها
مكتوبة على اسمك حياتي كلها
أول ما قلت بحب كانت ليّا انا
مين تستاهلها غيري أو تتقالّها!
مكتوبة ليك و آهي كل حاجة ف وقتها
تكمل حياتك بيّا لما دخلتها
وقت أمّا شافك قلبي شافت عيني فيك
صورة حبيبي اللي ف خيالي رسمتها
قول بقى يا حبيبي، حبيبي لمين أنا لو مش ليك؟
قول بقي يا حبيبي، حبيبي هحب ف مين غير فيك؟
طب دانا أيامي، أحلامي وحياتي واقفة عليك!
موعودة بيك تبقى انت بختي وقسمتي
موعودة بيك…
-مال عليها أدهم بحب بالغ واضح للجميع : بعشقك. 
-ابتسمت ميان بسعادة : وأنا بموت فيك ياأجمل حاجة حصلت في حياتي. 
-هناك زوجان أخريان من العيون تتحاور على نغمات وكلمات الأغنية التي أثبتت أن رغم أن فرقتهما الظروف ولكن جمعهما الحب… تبتسم له على ماتراه من حب في عينيه… تتمنى لو تنهض أمام الجميع وتعتذر له عن كل دقيقة عاشها مجروحاً بسببها… تتمنى أن تصرخ بحبه وتقول : أحبك ياوائلي وموئلي… تحمد الله في نفسها أنها منحها الفرصة مرة أخرى لكي تفوز به…. وأنه سامحها على مابدر منها في حقه. 
-انتهت الأغنية وعاد أدهم وميان وأمسك معاذ المكبر ثانية وقال : ودلوقتي يتفضل الدكتور مروان وبصحبته صاحبة الصون والعفاف الملكة وسيلة معانا… وزي ماطلبت وسيلة هترقص مع مروان على أغنية (نفسي أقوله يا) 
-نهض مروان وأمسك يد وسيلة كالأميرات يسير بها حتى منتصف الساحة ووقف ممسكاً بوسطها مبتسماً بحب وهي وضعت يديها مفرودتين أعلى صدره وتركت عينيها تحاكيه :
نِفسـِي أقولـُّه كُـنت إِيه
قَبلُـه واِستَـنِّـيتُه لِـيه
كُنت صُورَة حِلوَة نَاقصَة حَاجَة كَـمِّـلهَا بعِـيـنيِه
كُنت عَايشَة عُمرِي خُوف تَـحت رَحمِة الظُّـرُوف
كُنت قِصَّـة نَاقصَة تِـكْـمَل أَو كَـلام نَاقِـص حُــرُوف
نِفسِـي أقولُّـه إِيه كَـمَـان
كُـنت قَـبلُـه مِـن زَمَـان
وَردَة دِبـلِت وأمَّا قَـرَّب فَــتَّحـِت قـَـبل الأَوان
نِفسِي أقولُّـه يَـا حِلم كُـنت هَموت وأطُـولُـه
نِفسِي أقولُّـه يَـا إِســم بـــَـرتاح أمَّا أقُـــولُـه
نِفسِي أقولُّـه يَـا حُـبّ أنَا سنِيـنِي اِتعَـاشُولُـه
واِتعَــاشِـت عَـليه
نِفسِي أقولُّـه يَـا حِلم كُـنت هَموت وأطُـولُـه
نِفسِي أقولُّـه يَـا آه إِســم بـــَـرتاح أمَّا أقُـــولُـه
نِفسِي أقولُّـه يَـا حُـبّ أنَا سنِيـنِي اِتعَـاشُولُـه
واِتعَــاشِـت عَـليه
-ترك معاذ مكانه وذهب جالساً على الطاولة التي تجلس عليها جيهان وجذب يدها ممسكاً بها تحت الطاولة… آسراً لها بعينيه… 
حَالِي كَان وَأنا مُش مـَعَاه
زَيّ طِـفل في سِكَّـة تَـاه
وِاِتحَـرَم مِن حُضن أُمُّـه واِتـنَـسيَ وَيَّا الحَيَاة
حَالِي كَان وَأنا مُش مـَعَاه
زَيّ حَـدّ الخُوف مَـلَاه
حَـدّ كَان غَرقَـان فِي هَـمُّه ومُش لاقِـيلُـه طُوق نَجَاة
نِفسِـي أقولُّـه كُـنت إِيـه
قَـبل مَايقَـرَّبـني لِـيه
كُنت عِنوَان حِـلم ضَايِع
وِاِتلَـقَيَ وَأنا بِـين إِيدِيـِه
نِفسِي أقولُّـه يَـا دنيَا ليليهَا اتعادوَلي
نِفسِي أقولُّـه يَـا فَـرحه وشمُوعها اِتـقَـادُولِـي
نِفسِي أقولُّـه يَـا حُضن دَفَّـيَ وشَال حـُمُولِي
لمَّـا هِـرِبت فِيه
نِفسِي أقولُّـه يَـا حِلم كُـنت هَموت وأطُـولُـه
نِفسِي أقولُّـه يَـا آه إِســم بـــَـرتاح أمَّا أقُـــولُـه
نِفسِي أقولُّـه يَـا حُـبّ أنَا سنِيـنِي اِتعَـاشُولُـه
واِتعَــاشِـت عَـليه
-لم يتركها منذ أنا خرجا من المنزل بعد أن وعده جده أنه سيزوجه جوري بعد عام وسيكتفي بالخطبة ولكن بعد الانتهاء من حفل زفاف مروان وأدهم… يرافقها كظلها ممسكاً بيدها ملتصقاً بها وكأنه يعلن للجميع أنها ملكه… 
-وضعت جوري يدها الأخرى على يده التي تمسك يدها وقالت بحب : بحبك ياأمجد… أنت بقيت كل دنيتي… 
-رد أمجد بإبتسامة حب : وأمجد بيموت فيك من يوم ماكبرتي أدام عينيه… 
نِفسِي أقولُّـه يَـا دنيَا ليليهَا اتعادوَلي
نِفسِي أقولُّـه يَـا فَـرحه وشمُوعها اِتـقَـادُولِـي
نِفسِي أقولُّـه يَـا حُضن دَفَّـيَ وشَال حـُمُولِي
لمَّـا هِـرِبت فِيه
نِفسِي أقولُّـه يَـا حِلم كُـنت هَموت وأطُـولُـه
نِفسِي أقولُّـه يَـا آه إِســم بـــَـرتاح أمَّا أقُـــولُـه
نِفسِي أقولُّـه يَـا حُـبّ أنَا سنِيـنِي اِتعَـاشُولُـه
واِتعَــاشِـت عَـليه
-احتضنها مروان أمام الجميع قائلاً : بعشقك ياوسيلة… 
-بعدها عاد الاثنان لمكانهما وعاد معاذ وأمسك المكبر قائلاً :ودلوقتي معانا أول مفاجأة النهاردة في الحفلة ودي بالنسبة لي أجمل مفاجأة لأن أخويا وحبيبي ربنا فرح قلبه وحقق له اللي عمره بيتمناه… ومع ذلك أنا مش هقولكم وأخليه هو يتكلم… اتفضل ياوائل عندي هنا… ذهب وائل ووقف قائلاً : أنا بشكركم جميعاً على الحضور لنا النهاردة وبشكر جدي اللي عشنا عمرنا في خير وسعادة بفضله بعد ربنا… هو كان لنا العقل المدبر والسند ومفيش كلمة هتوفيه حقه وبقوله ربنا يعطيك الصحة… وطبعاً بعد موافقة جدي وعمي أحمد بتقدم لآثار ونظر لها بحب واستكمل : وبقولها تتجوزيني؟؟؟ 
-وتعالت الموسيقى بأغنية 
تتجوزيني
مش عايز غيرك فى الحياة اوعى تسبيني
من غير ما اتكلم انتي بتسمعيني
عشانك اطول السما لو حبتيني
انا حاسس ان الكون وياك بشوفو بشكل جديد
الدنيا بتضحك وانتى معايا
تكشر وانتى بعيد
انا شايف فيكى ولادنا ومستقبلنا ودنيا أمان
مهما هنكبر ونعجز هفضل احبك زي زماااااااااان
-وضعت يدها على فمها من المفاجأة ونهضت أمها واحتضنتها مباركة لها بعيون دامعة وتشكر الله أن بنتها أخيراً ستنال سعادتها… ثم ذهبت حيث وائل الذي أخرج علبة صغيرة من جيب سترته بها زوجان من الدبل… البسها واحدة ذهبية وقبل يدها بعدها بحب ثم أعطاها أخرى فضية البستها له وقلبها يرقص من فرط سعادتها… 
تجوزيني
مش عايز غيرك فى الحياة اوعى تسبيني
من غير ما اتكلم انتي بتفهميني
عشانك اطول السما لو حبتيني
انا من اللحظه دى بقولك اني بحبك اكتر مني
انتي اللي عشانك بكتب شعري انتي اللي عشانها بغني
تتجوزيني
-نهضت وسيلة تحتضنها تبعتها ميان وأتت جيهان وجوري احتفالا بآثار التي دمعت عينيها من فرحتها وتعالت نغمات الموسيقى…. 
-علي منضدة المهدى يجلس بجواره ابنته فريال وزوجها فرج وعلى وجوههم علامات السعادة… ولكن قطع سعادتهم اتصال أتى فرج فأخذ هاتفه وذهب بعيداً وبعد قليل عاد فقابلته فريال قلقة : خير يافرج… وشك اتخطف ليه كده؟ 
-فرج بقلق : معلش يافريال ربنا يتم للأولاد بخير مضطر أمشي… نوسة جالها طلق مبكر ونقلوها المستشفي. 
-فريال : ربنا يطمنك عليها ياأخويا… ابقى طمني… ولو احتجت حاجة كلمني… 
-فرج : حاضر… تسلمي يافريال… بعد إذنك. 
-بعد إنتهاء بعض فقرات الحفل الذي تولي مسئوليتها معاذ… أمسك المكبر وقال : تاني مفاجأة النهاردة…(وسلط نظره عليها) هي أجمل حاجة حصلت في حياتي… كرم ربنا عليا وعطاءه أنه رزقني حب أطيب وأحن قلب في الدنيا… ثم حول نظره لجده وقال : بعد إذنك وإذن بابا ياجدي وعمتي جميلة : أنا بحب جيهان وبطلبها للجواز…. 
-وقفت جيهان صارخة تهلل من هول المفاجأة ثم اندفعت على المسرح لتحتضن معاذ،،، فلاحظ معاذ وترك المكبر وقابلها  مسرعاً ومشيراً لها ألا تفعل أمام الجميع… واقترب منها وهمس : اهدي ياجي جي هتفضحينا… 
-جيهان بفرحة : مش مصدقة… هموت من الفرحة. 
-قال معاذ بحب : بعيد الشر عنك ياقلبي… وأعيش أنا لمين. 
-جيهان : أنا بحبك أوي يا معاذ. 
-معاذ بنظرة تشع حب : وأنا بموت فيكي ومقدرش أعيش من غيرك. 
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي والثلاثون والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!