Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل الحادي والثلاثون 31 والأخير بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل الحادي والثلاثون 31 والأخير بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الحادي والثلاثون 31 والأخير بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الحادي والثلاثون 31 والأخير بقلم سهام العدل

◾ انتهى الحفل في كامل سعادة الجميع… وعاد  كل عاشق متأبط ذراع معشوقته وكأنه خائف أي يغدر به الزمن ويخطفها منه أو يفرق بينهما … وصل معاذ بسيارته إلى المنزل تجلس بجواره جيهان محتضنة ذراعه ومائلة برأسها على كتفه وعينيها مسلطتان عليه في هيام منذ خروجهما من القاعة حتى وصولهم إلى المنزل ويجلس في الخلف جميلة وبجوارها فريال… 
-أوقف معاذ السيارة في مدخل المنزل فهبطت جميلة تبعتها فريال… وظل معاذ وجيهان… 
-معاذ وهو يقبل رأس جيهان المائلة على كتفه : كنتي أجمل واحدة النهاردة ياجي جي… أنا محظوظ بك بجد.
-جيهان بهيام : خايفة أكون بحلم يامعاذ… خايفة أسيب إيدك وأنزل الاقي نفسي صحيت من الحلم. 
-ابتسم معاذ وقال : لا ياقلب معاذ حقيقة والنعمة… و متخافيش أنا خلاص اتدبست فيكي ياقلبي وكلها كام شهر نجهز الشقة ونتجوز على طول. 
-اعتدلت جيهان متسائلة : يعني هيجي اليوم اللي هلبس لك فيه الفستان وابقى عروستك؟؟ 
-أمسك معاذ يدها وقبلها وقال : هتبقى أجمل عروسة في الدنيا… وهبقي أسعد عريس بك… انزلي ياللا عشان عماتي زمانهم بيقولوا إيه؟ 
-ابتسمت جيهان ونزلت من السيارة وأشارت له مودعة وقالت : ابقى كلمني قبل ماتنام. 
-ابتسم وأشار لها هو الآخر وقال : عيوني ياقمر… سلام… وبعدما ذهبت قال : هو لسه فيها رغي النهاردة دا أنا هلكان… أنا عارف إني أنا اللي جبته لنفسي بس بعشقها المجنونة دي واستدار بالسيارة ليركنها في مكانها المخصص لها. 
◾ تجلس جوري بجوار أمجد في السيارة مبتسمة تسترق النظرات له بين حين وآخر خجلة من خالها وزوجته كما يفعل هو طوال الطريق وخلفهما أحمد وزوجته أحلام… 
-قال أحمد بسعادة : من زمان مافرحناش كده… عقبالك ياأمجد أنت وجوري بس شدي حيلك ياجوري في الدراسة عشان نفرح بكم. 
-جوري : إن شاء الله ياخالو. 
-أحلام : عندك حق ياأحمد أول مرة أحس بالفرحة دي بجد… ووائل وآثار النهاردة كانوا يجننوا ربنا يحميهم. 
-أمجد : فعلآ ياماما… أنا كنت متوقع إن وائل هيطلب آثار بس بعد ماوسيلة تتجوز… أما بصراحة مفاجأة. 
-أحلام : ربنا يسعدهم ويسعد أدهم وميان وأشيل عيالهم. 
-أحمد : آمين يارب العالمين. 
-دخل أمجد بالسيارة من البوابة وأوقفها بالداخل وهبط منها أباه وأمه… وهمت جوري بالنزول فأمسك يدها أمجد وقال : استنى رايحة فين. 
-جوري : نازلة. 
-أمجد : مستعجلة على إيه؟ 
-جوري بتعجب : طب هستني ليه؟ 
-أمجد بمكر : أصل مينفعش اللي عملتيه النهاردة ده؟ 
-جوري بتساؤل : أنا عملت إيه؟ 
-أمجد وهو يدعي العبوس : يعني مش عارفه عملتي إيه؟ 
-جوري بقلق : والله ماعملت أي حاجة تزعلك ولا رقصت ولا اي حاجة زي ماقولتلك. 
-تعالت ضحكات أمجد ثم قال : طب متخافيش… أنا أقصد سرقتي قلبى وعقلي النهاردة بجمالك وبصراحة كنت هموت وأخبيكي عن الدنيا كلها. 
-احمرت وجنتي جوري ثم قالت بخجل : أنا نازلة بقى سلام. 
-وقبل أن تفتح باب السيارة أمسك يدها وقبلها وقال : هتوحشيني. 
-تعالت نبضات جوري وظل صدرها يعلو ويهبط إثر مسكته يدها فبدأت تسحبها ببطء … رآها هكذا أمجد فازدادت جمالا في عينيه فاقترب منها إكثر ومال بوجهه ناحيتها يشتم عبيرها المميز… شعر أنه يفقد السيطرة على نفسه بوجودها بجواره تمنى لو جذبها لأحضانه وروى شوقه إليها… 
-فاعتدل جالساً وقال وهو يبتلع ريقه بتوتر : انزل ياجوري بدل مااخدك اكتب عليكي دلوقتي. 
-فلتت منها ضحكة عالية من بين توترها وفتحت باب السيارة ونزلت مسرعة… قال أمجد بابتسامة : يخربيت ضحتك هتجننيني. 
-وقفت جوري على مسافة قريبة من السيارة وأشارت له مودعة وأرسلت له قبلة في الهواء.. 
-ناداها أمجد : جوري… هزت رأسها مستفهمة فقال لها بحب :”بعشقك” 
-قالت جوري بإبتسامة : وأنا كمان والتفتت ثم دخلت المنزل وهي تشعر أنها طائرة من السعادة. 
-ظل يراقبها ببصره حتى اختفت داخل المنزل ثم وقف بسيارته شارداً فيها وفيما يفعله به قربها…
-فاق من شروده على صوت بوق سيارة خلفه… نظر في المرآة الجانبية وجدها سيارة عمه ممدوح وبجواره زوجته منال بينما يجلس خلفهما المهدى وبجواره وداد. 
-انتبه أمجد للصوت فأفسح الطريق لهم حتى يعبر عمه… 
-في سيارة ممدوح يتحدث ممدوح لأبيه “حمد الله على السلامة يابابا ومبروك ماعملت للأولاد… ربنا يديك الصحة ياحبيبي” 
-المهدي” الله يبارك فيك ياممدوح… عقبال إخوتهم خليني اطمن عليهم قبل ماأموت” 
-وداد وهي تمسح على كتفه:”ربنا يعطيك الصحة وطول العمر ياعمي… إحنا عايشين بفضلك بعد ربنا” 
-ممدوح”مبروك علينا وسيلة ياأم وائل… عقبال فرح وائل”
-بادرت منال” مبروك علينا دي إيه… وسيلة دي بنتي ورجعت حضني تاني”
-وداد” بنتك طبعاً يامنال عقبال مانشيل عيالهم “
-منال ” يارب… دا يبقى يوم الهنا “
-المهدي” مفيش حاجة بعيد عن ربنا… وياللا ننزل أنا تعبان وعايز ارتاح… فنزل ممدوح واستدار وفتح باب السيارة وأخذ بيد أبيه ينزله ثم تبعتهما منال ووداد. 
◾ وصل بسيارته حيث طلبت وأوقفها جانباً ونزل منها وفتح لها الباب… 
-استندت عليه ونزلت تنظر من بعيد على البحر بسعادة وابتسامة تملأ وجهها وقالت : ميرسي ياوائل… مش عارفة أقولك إيه. 
-وائل : أنت تؤمري بس ياآثار بس مش غريبة تطلبي تيجي هنا الساعة واحدة بالليل وفي الجو ده. 
-أمسك يده وسارت به مسافة قريبة : تعالى بس نقرب من البحر وأنا هفهمك. 
-سار معها سعيداً بقربها الذي ناله بعد عناء وعذاب وجرح التئم بصعوبة مريرة… 
-وصلت به على مقربة من الشاطيء وتركت يده وأخذت نفساً عميقاً تملأ به رئتيها وهي مغمضة العينين… 
-تأملها وائل بحب وافر وقلب يرقص طرباً وكأنه يعشقها من جديد… طفلة على مشارف مراهقتها… جميلة كما كانت دائماً. 
-فتحت عينيها وقالت : عارف أنا جيت هنا ليه… أقولك ليه… حبيت أشارك البحر فرحتي النهاردة زى ماشاركني حزني وقهري وبؤسي.. ياما جيت هنا واتكلمت معاه واشتكيت له بدموعي … يمكن ماكنش ده بيغير حاجة في الواقع اللي عيشته بس كنت برجع مرتاحة شوية عن قبل ماأجيله. 
-أشفق عليها وائل وعلى نظرة الحزن التي لمحها في عينيها ثم قال تخفيفاً عنها : على كده أنا أغير منه بقى؟ 
-التفتت له وابتسمت وقالت وهي تنظر في عينيه : عارف ان البحر ده شبهك أوي؟
-أمسك يدها وقال بتعجب : شبهي أنا؟!!! 
-آثار بتأكيد وهي مازالت تنظر لعينيه بعشق : أيوة شبهك أوي… جميل زيك وقلبه كبير…بس غامض ومش سهل تعرف مخبي إيه… هدوءه يبهرك… جنونه يرعبك… بعشق هواه العليل… قربه بينعش الروح وبيعطيني إحساس بالأمان. 
-ابتسم لها وائل وقال بمكر : وأنتي كده بتحبيني ولا بتخافي مني؟
-قالت بهيام وهي تضع يده على قلبها : القلب ده عشقك بكل حالاتك بطيبتك وحنيتك وجدعنتك وعصبيتك وجنونك… أنت بالنسبة لي أمان وراحة… أنا معرفش ليه وإزاي بس اللي أعرفه إني ندمانة على كل كلمة جرحتك بها وكل لحظة بعدتك فيها عني… وبحمد ربنا إنك رجعتلي ياوائل (وقد دمعت عينيها) 
-رفع وائل يديه ومسح بأنامله دموعها وقال : انسى اللي فات ونبتدي من جديد… نعيش كل لحظة في حياتنا سوا من غير ماحاجة تبعدنا عن بعض تاني… مش عايز اشوف في عينيكي غير دموع فرح وبس. 
– آثار ببكاء مكتوم : كنت هموت لو كنت كرهتني ياوائل… مكنتش قادرة على الإحساس ده ( وانخرطت في البكاء) 
-جذبها وائل وضمها إليه ومسح على رأسها بحب : القلب اللي عشقك معرفش يكرهك ياآثار… عايش ينبض بك وبس.. عشقي لكي مستحيل يزول من قلبي يابنت عمي… (شددت من احتضانه وضمها هو الآخر بقوة وكأنه الآن أمتلك العالم وظل يتنفس الهواء المحيط بها المختلط بأنفاسها ثم رفع وجهها وقبل جبينها وقال وهو يتحسس خدها بحنان) ياللا بينا نرجع الجو برد واتأخرنا… وكمان الجو الرومانسي ده هيخليني افقد أعصابي بصراحة. 
-ابتسمت آثار بخجل وأومأت برأسها موافقة… سار بها وهو ممسكاً بيدها بحب وقال : بصراحة أنا مبقتش قادر على بعدك ومن بكرة هبدأ في تجهيزات الجواز وربنا يصبرني على أما ننتهي منها. 
-آثار : طب مامتك هتعيش لوحدها تعالي نتجوز معاها في الشقة على أما نجهز شقتنا براحتنا. 
-وائل : بصراحة أنا فكرت في كده بس رجعت صرفت نظر عشان تكوني براحتك. 
-مالت عليه واحتضنت ذراعه : أنا راحتي في أي مكان أنت معايا فيه. 
-مال وائل وقبل رأسها  : بحبك. 
-رفعت له بصرها بنظرات عاشقة : بحبك. 
◾ أوقفها علي باب الشقة ثم حملها بين يديه بكل سعادة وكأنه حاز على سعادة الدنيا بأكملها… ابتسمت وسيلة بخجل ودفنت رأسها في صدره حتى أدخلها الشقة وأغلق بابها برجله ثم أنزلها في منتصف الصالة… وقفت تتأمل الشقة التي تدخلها بالأبيض للمرة الثانية… كل شيء كما تركته على حاله لم يزده إلا بعض التعديلات البسيطة التي عدلتها أمها وعمتها جميلة… ظلت تسير في الشقة بسعادة وشوق تتجول الغرف والمطبخ وكأنها كانت تاركة ابنتها وعادت لها… هي كما تركتها ولكنها دافئة… لم تشعر بهذا الدفء فيها من قبل… كل مكان فيها كان يغلفه هالة من البرود وكأن تغير قلب مروان غير معه كل شيء… 
-شعر مروان بسعادة لسعادتها فأمسك يدها وجذبها خلفه ليريها غرفة النوم… فتح مروان الباب وأشار لها بتقدمه… دخلت وسيلة تتأمل الغرفة بذهول ضاعت ملامح الغرفة بين القلوب الحمراء والورود والشموع حتى الأرض لم تسلم من الورود الحمراء المتناثرة عليها … كل جانب في الغرفة مكتوب عليه بالزينة الحمراء (أعشقك وسيلة)… وقفت مبتهجة والابتسامة تزين وجهها… ثم التفتت له سائلة بتعجب : أنت اللي عملت كل ده؟!!! 
-اقترب منها مروان وأمسك يدها ولثمها بقبلة حنونة ونظرل لها بهيام وقال : أي شيء في الدنيا ممكن يتعمل مستحيل يعبر عن حبي لك. 
-دق قلبها بقوة وأحمرت وجنتيها وقالت بخجل : ربنا مايحرمني منك يامروان. 
-مروان بإبتسامة : مبحسش بجمال اسمي غير من لسانك. 
-توترت وسيلة وسحبت يدها بهدوء فشعر مروان بتوترها وقال : غيري هدومك عشان نتعشى ونصلي… واقترب منها وقبل خدها بحب وقال لها بمكر : ولو احتجتي مساعدة أنا موجود. 
-تعالت أنفاسها وقالت بتلعثم : لا.. لا…مش محتاجة. 
-غمز لها مروان وقال : طب متتأخريش عليا… أنا في انتظارك وتركها وخرج مغلقاً الباب عليها. 
-وضعت وسيلة يدها على قلبها الذي ينبض بعنف وقالت :شكلك هتموتي بالسكتة النهاردة ياوسيلة. 
-بعد دقائق… انتهى مروان من صلاته مؤِماً وسيلة… والتفت لها بابتسامة : مش قادر اوصف لك سعادتي النهاردة. 
-ابتسمت وسيلة فاستكمل : رغم كل النجاحات والشهادات اللي حصلت عليها والتكريمات اللي حضرتها محستش بنجاح زي نجاحي في اني استرجعك ياوسيلة. 
-ابتسمت وسيلة وقالت بخجل: أنا مكنتش ضعت منك عشان تسترجعني يامروان. 
-مروان بتعجب : معقول كل ده ومكنتيش ضيعتي مني… أنا كنت فقدت الأمل. 
-وسيلة وهي تنظر لعينيه : أيوة يامروان… أنا عمري ماضعت منك… قلبي طلع للدنيا وحبك فيه… عارف يامروان واحنا في سن المراهقة كل بنت كان ليها بطل أو جان بتتعلق به بعيد عن الواقع اللي عايشينه… كنت أنت بطلي مكنتش بشوف غيرك وأما كبرت ودخلت الجامعة عمري ماشوفت حد أجمل منك ولا أحسن ولا أعظم منك في نظري… محدش شغل قلبي وعقلي غيرك… كان عيدي يوم الجمعة عشان اليوم الوحيد اللي بشوفك فيه وبنعم بقربك حتى لو وقت بسيط… كل كلمة كنت بتنطقها في لمة العيلة كانت بتتحفر في ذهني وعقلي يكررها لما اشوفك مرة تانية… عمري مافرحت بإعجاب شاب ليا أو حد يتقدم زي بقية البنات كنت بحس اني لو عملت كده يبقى بخون قلبي اللي هو ملكك انت وبس… كنت بكبر وبابا وماما وجدي يأنبوني اني برفض العرسان اللي هما كانوا بيشوفوا معظمهم لُقْطة زي مابيقولوا… كنت بستحمل ده لأني كنت شايفة اني منفعش اكون لغيرك. 
-كان مروان يستمع لها بكل جوارحه وهو في حالة دهشة لا مثيل لها… كل هذا تحمله له وسيلة منذ عقود وهو لايدري… أين كان من كل هذا… كيف لم يشعر بها… 
-بعد حالة طويلة من الذهول… رد مروان : كل ده ياوسيلة… كل ده كان في قلبك ليا أنا…كل الحب ده ليا… وقفتي حياتك عشاني وأخلصتي في حبك اللي كنت أعمى عنه وأنا أعطيتك إيه بالمقابل… جرح ووجع وخيانة وخذلان… أد إيه أنا كنت غبي؟!! 
-قاطعته وسيلة : ورغم كل ده أنا معرفتش أكرهك… حبك كان مستوطن قلبي ومقدرش يخرج منه… استسلمت ومطلبتش من ربنا وقتها غير الصبر وسعادتك وبس… ثم نظرت للأرض واستكملت : ويوم ماوافقت على العريس… كان بمثابة انتحار… كنت يأست واضطريت استسلم لإلحاح ماما وجدي بس انت مفارقتنيش لحظة… قلبي عمره مادق لغيرك… 
-حبس مروان دمعتي ندم في عينيه وقال : أنا ندمان على كل لحظة في حياتي مكنتيش معايا ومحستش بحبك فيها… وسيلة أنتي أجمل هدية من ربنا… أنا بعشقك ياوسيلة….  ثم جذبها إلى صدره وضمها بقوة كادت تمزق ضلوعها… هي الأخرى شددت من احتضانه وأخيراً وجدت مأمنها… ثم رفع وجهها ونظر لعينيها بحب ظاهر في عينيه وأسقط الحجاب من على رأسها وقبل جبينها بحنان بالغ… ثم طبع قبلة حارة على خدها الناعم… ومسح بيده على خدها الآخر ثم وزع قبلات خفيفة على وجهها لعلها تهديء رغبته الذي اجتاحته لتملكها… تعالت نبضاتها حتى شعرت أنه يسمع دقات قلبها… هو الآخر اشتعلت مشاعره وفقد التحكم فيها،، فهبط على شفتيها يقبلهما  عدة مرات متتالية بدأت بنعومة وهدوء ثم تحولت لقبلات محمومة  … ذابت وسيلة بين قبلاته وزال خجلها وبادلته القبلات بمشاعر محمومة اكتشفتها بين يديه… حملها مروان وهو مازال آسراً شفتيها بين شفتيه ليتذوق شهدها وكأنه يقبل أنثى لأول مرة بحياته ثم دخل بها غرفتهما ووضعها على الفراش……. لتشتعل الغرفة بمشاعر حميمية لم تعرفها وسيلة من قبل…
◾ تتوسد ميان صدر أدهم… تدفن رأسها من الخجل وهو يبعث في خصلات شعرها ويمرر يده بحنان على ظهرها  بعد لحظات جميلة دافئة مارست  فيها معه جنون الحب  بكل سعادة دون حواجز وكأنهما وحيدين في دنيا أُعِدت من أجلهما فقط. 
-قال أدهم بحنان : أنا مش قادر أوصف سعادتي إنك بقيتي ملكي ياميان… وهفضل عايش عمري كله عشان أسعدك وبس. 
-ميان بحب : السعادة اللي أنت منحتها لي من يوم ماحبيتك ياأدهم… تكفيني عمري كله. 
-رفع أدهم وجهها بيديه ليتأملها حُسن وجهها… فكانت تشيح بنظرها عنه من شدة خجلها… ابتسم لها أدهم وقال بحنان : ميان… بصي في عينيا… 
-ميان وهي تغمض عينيها : تؤ تؤ… مش قادرة. 
-ضحك أدهم وطبع قُبلة رقيقة على شفتيها وقال : لو مفتحتيش عينك هعمل معاكي اللي انتي مكسوفة منه ده. 
-شهقت ميان  وفتحت عينيها وعضت شفتاها السفلية بتوتر،،، فانقض على شفتيها أدهم بشغف لم يشبع منه بعد….. 
◾ يصدح أذان الفجر في الأنحاء وهي تجلس قلقة تنتظر منه إتصالاً تطمأن منه… ولكن لا فائدة… نهضت وتوضأت وصلت الفجر داعية الله أن يسر قلبه ويقر عينه بالإبن الذي حلم به سنوات طويلة… وقبل أن تنهض سمعت طرق الباب… شعرت بالقلق فنهضت وفتحت وتفاجأت به يقف على الباب حزين الوجه وبيده لفة من القماش… قالت بفزع : فيه إيه يافرج… طمني ياخويا. 
-ناولها فرج اللفة اللي استلمتها بتلقائية ونظرت لها بفضول لم يطل لأنها سمعت بكاء مولود… نظرت له بلهفة وعيون دامعة وقبلت جبينه وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم… اللي جابلك يخليلك ياخويا…. ثم انتبهت بفزع وقالت لزوجها بتساؤل : أنت جايبة ليه… أمه فين يافرج… عاملة إيه؟ 
-قال فرج بحزن : أمه تعيشي أنتي يافريال… ماتت وهي بتولده. 
-فريال بصدمة وحزن: إنا لله وإنا إليه راجعون… لا حول ولا قوة الا بالله… حبيبتي يابنتي… شد حيلك يافرج. 
-فرج بحزن : ونعم بالله… خلي بالك منه وأنا راجع البلد عشان إجراءات الدفن والعزا. 
-فريال بعيون باكية : في عينيا ياأخويا متشلش هم… مسكين ياقلب أمه…ربنا يرحمها ويغفر لها. 
-انصرف فرج فتذكرت فريال ونادته : حاج فرج. 
-فرج : أيوة يافريال. 
-فريال : مش نوسة كان لها بنت صبية كده… مش فاكرة اسمها. 
-فرج : أيوة اسمها نادية. 
-فريال بتساؤل : هتعمل فيها إيه؟ 
-فرج : هشوف حد من أخوالها ياخدها وتبقى معاهم. 
-فريال بحزن : هاتها يافرج… استأذن أهلها وهاتها… متسيبهاش للدنيا تلطش فيها… بكرة تكبر وتبقى عروسة. 
-فرج بحزن : الحمل هيتقل عليكي كده يافريال. 
-فريال : متشلش هم ياخويا… ربك اللي بيعين وكله بثوابه. 
-هز فرج رأسه : ماشي يابنت الأصول…. ثم انصرف. 
-دخلت فريال وأغلقت الباب وجلست تتفحص الطفل بشوق وحنان وعيون دامعة… حزينة بقلب حاني على طفل حرم من أمه… ثم قربته من قلبها وضمته بحب وقالت : متخافش ياحبيبي أنا أمك يابن الغالي. 
◾ مر ثلاثة أشهر… دخلت وسيلة الغرفة وجدت مروان استيقظ من النوم وجالس على السرير عابس الوجه… اقتربت منه وقالت بدلع : صباح الخير… 
-لفت مروان وجهه ولم يرد عليها… تعجبت وجلست بجواره وقالت :”حبيبي زعلان ليه ممكن أعرف” 
-لم يرد عليها فمدت يدها وأدارت وجهه وقالت “مالك يامروان… أنا مزعلاك في حاجة” 
-مروان بعتاب  ” أيوة زعلان… أنتي لسه فاكراني… مبقتش عارف أتلم عليكي ياوسيلة… لا وكمان كل ماأرجع ألاقيكي نايمة” 
– اقتربت منه وقبلت خده وقالت ” عندك حق عارفة اني مقصرة معاذ بس انت عارف ان فرح وائل ومعاذ بعد يومين وأنا مشغولة مع البنات وبرجع هلكانة بنام قبل ماترجع “
-مروان بحزن” صح البنات ومعاذ ووائل أهم مني… شكراً ياوسيلة… وهمّ ناهضاً فجذبته وسيلة فوقع متسطحاً على السرير.. مالت عليه وسيلة حتى تقابل وجهها بوجهه وقالت بحنان ” أنت عارف ان مفيش حد في الدنيا أغلى منك عندي” 
-نظر لها بحب وقال “اعمل إيه بتوحشيني… عايزك جمبي طول الوقت… عايزك ليا لوحدي… بغير عليكي من جدي المهدى نفسه” 
– تعالت ضحكاتها وقالت ” خلاص هقول لجدي وقابل بقى” 
– أثارت ضحكاتها مشاعره التي يصعب التحكم فيها في حضورها، فقال” أنتي أد اللي عملتيه ده؟ “
-ابتسمت وسيلة وادعت عدم الفهم” عملت إيه؟ “
-مروان بنظرة مسلطة على شفتيها” يعني مش عارفة ضحكتك بتعمل فيا إيه… أقولك أنا… وجذب رأسها ملتهماً شفتيها في قبلة ساخنة شاركته فيها وسيلة بكل تفاني” 
-قطع لحظاتهما الجميلة صوت الهاتف الذي أصر على الرنين… فتملصت منه وسيلة بصعوبة وقالت وهي تلتقط أنفاسها :”شوف بس يمكن حاجة مهمة” 
-نهض مروان متذمراً وأمسك الهاتف ووجد المتصل بلال يتصل مكالمة مرئية… فأستجاب مروان للمكالمة… وفوجيء ببلال يحمل مازن ويتحدث بفرحة عارمة :” مروان بارك لي كسبت القضية” 
-مروان بسعادة ” مبروك يابلال… ازيك يامازن” 
-بلال :” معلش لسه مستغرب الوضع شوية… بس مع الوقت هيتأقلم” 
-مروان بتساؤل “طب وأمه عاملة إيه وأكيد مش هتسكت… أنت عارف سارة” 
-بلال ” أمه منهارة وبتهرتل وقالبة الدنيا بس أنا هحاول أشوف وسيط وأحلها بالذوق ويبقى مازن بيني وبينها عشان نفسيته وهي كمان متتحرمش من ابنها”
-مروان” هيكون أفضل فعلا وأنا واثق إنك هتقدر هتكسب قلبه في وقت قصير… وتاني مرة ألف ألف مبروك يابلال”
-بلال” متشكر يامروان… أنا حبيت أبشرك وأعرفك لأنك صاحب فضل عليا “
-مروان” متقولش كده ياحبيبي… ربنا عادل ومبيرضاش بالظلم “
-بلال” ونعم بالله… سلام ياصاحبي”
-مروان ” سلام ياحبيبي”
-أنهي مروان المكالمة وتنهد بسعادة” الحمد لله بلال رجع ابنه “
-وسيلة بإبتسامة ” الحمد لله مش قولتلك هيكسب القضية “
-مروان” فعلا… قوليلي بقى احنا وقفنا فين “
-وسيلة بابتسامة” ياللا عشان تفطر يادكتور”
-مروان بمكر” مانا عايز أفطر وأنتي ممانعة” 
-اقتربت منه وسيلة ومررت أصابعها بنعومة على صدره وقالت بدلع” أصل… أصل طنط أحلام بتقولك براحة عليا اليومين دول عشان أنا… أنا حامل “
-رفع وجهها بيده وقال بتعجب” اللي قولتيه ده بجد ولا هزار ياويسا”
-ابتسمت وسيلة ونظرت في عينيه بحب ووضعت يدها على بطنها :” بجد يامروان… أنا شايلة ابن منك” 
-جذبها مروان لأحضانه ونظر للسماء” اللهم لك الحمد والشكر..ثم أخفض رأسه وقبل رأسها بحب… سعادة حياتي كلها بسببك أنتي ياوسيلة… بعشقك” 
#تمت_بحمد_الله
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!