روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الجزء الخامس عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني البارت الخامس عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الحلقة الخامسة عشر

أقتربت بيلا من هاتفها الموضوع على الطاولة والذي لا يكُف عن الرنين، وجدته رقمًا دوليًا أجابت وهي تجهل هوية المتصل قائلة:بيلا بتتكلم مين معايا
كان الصمت هو الإجابة على سؤالها، تعجبت بيلا وعقدت حاجبيها لتقول:مين معايا
كان الصمت أيضًا الإجابة على سؤالها، زفرت بيلا بضيق وقبل أن تُغلق سمعت صوت المتصل وهو يُجيبها بنبرة أشبه للبكاء:بيلا
تصنمت بيلا مكانها وتوقف بها الوقت عند هذه اللحظة، شعرت بـ أنها تتوهم لتقول بنبرة مهزوزة:مين بيتكلم
أجابتها بنبرة باكية وقالت:انا يا بيلا … أمك يا ضنايا
صُدمت بيلا كثيرًا نعم هي تعلم نبرة صوتها عن ظهر قلب ولكن الأذن تُنكر ذلك فـ لماذا تُهاتفها الآن بعدما مرت أربعة سنوات تركتهم وهاجرت ولم يعُد أحد يعلم عنها شيء تأتي الآن وتُهاتفها
أجابتها بيلا بجمود وقالت:نعم
تعجبت هناء من نبرة صوتها وقالت:ايه يا بنتي بتكلميني كدا ليه
بيلا بجمود:هو دا اللي عندي لسه فاكرة إن عندك عيال تسألي عليهم

 

هناء:يا حبيبتي انتِ مش فاهمه حاجه
بيلا بضيق:مش فاهمه ايه بس … مش فاهمه ايه انتِ عارفة انتِ سيبانا من أمتى عارفه أحنا كويسين ولا لا عارفه بناكل ونشرب ولا لا عارفه إذا كنا عايشين ولا ميتين
أدمعت عينين هناء وقالت:صدقيني يا بيلا غصب عني يا بنتي انا عملت كدا عشانكوا وعشان الورث … عايزه أحافظ عليكوا وعلى الورث
بيلا بغضب:ورث ايه اللي بتفكري فيه دا ورث ايه اللي يخليكي تسيبي ولادك أربع سنين من غير وسيلة تواصل … انتِ عارفه مشيتي أمتى … سبتيني وانا حامل … سبتيني في أكتر وقت كنت محتاجاكي فيه جنبي … ليه تعملي في نفسك وفينا كدا
هناء ببكاء:خالك عايز ياخد ورثي وحقي يا بيلا … عايز ياخد كل حاجه لوحده أزاي عيزاني أتنازل عن حقي ليه
بيلا بغضب:يا شيخه يلعن أبو الورث اللي يخلي البني آدم يسيب بيته وولاده عشانه … إحنا مش عايزين لا ورث ولا حاجه كل واحده جوزها مكفيها وأكرم مش حارم سلمى من حاجه كلنا عايشين عيشة كويسه انتِ اللي بتجري على حاجه لا هتفيدنا بحاجه أحنا مش عايزين غيرك انتِ وبس … طب فُكك مننا … حفيدتك هتقول ايه أول ما تشوفك … لما تقولي كانت فين هقولها ايه … هقول للناس ايه انا تعبت من المشاكل والقرف دا كله بجد
سقطت دموع هناء بحزن لتقول بيلا بدموع ونبرة مهزوزة:أتصلتي ليه … عشان توجعي قلبي ولا عشان تسيبيني اتحرق بالبطيء … أقفلي يا ماما عشان خاطري انا اللي فيا مكفيني ارجوكي متنكديش عليا

 

لم تُعطيها الفرصة وأغلقت الهاتف ثم ألقته على الأريكة وجلست تبكي واضعة يديها على وجهها، أبعد تلك السنوات تُهاتفها الآن، دلف جعفر في هذه اللحظة ليراها تبكي، عقد حاجبيه بتعجب وأغلق الباب خلفه ثم تقدم منها بهدوء، وضع أغراضه على الطاولة وجلس بجانبها قائلًا بتساؤل:في ايه يا بيلا بتعيطي ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عانقته قائلة بنبرة باكية:لسه فكراني بعد السنين دي يا جعفر
حاوطها قائلًا:هي كلمتك
حركت رأسها برفق وسقطت دموعها لـ يُربت هو على ذراعها بحنان قائلًا:أهدي طيب وقوليلي حصل ايه خلاكي تعيطي بالمنظر دا
نظرت لهُ وقالت بنبرة باكية:لسه فاكرة تسأل علينا يا جعفر بعد السنين دي كلها
مسح دموعها وقال بنبرة هادئة:وانتِ زعلانه إنها لسه فكراكوا
صمتت قليلًا ثم قالت:مش عارفه … انا مبسوطة وزعلانه منها في نفس الوقت يعني سابتني في وقت كنت محتاجاها جنبي يا جعفر وانتَ شيلت حِمل فوق حِملك
تحدث بنبرة حنونة وقال:يا حبيبتي انا عارف ومقدّر مشاعرك بس هي في الأول والآخر أمك مهما عملت هي تظل أمك في الآخر وانا مش عايزك تحرمي نفسك منها ولا تحرميها منك طول ما هي عايشة انا لو مكانك ما هصدق أترمي في حضنها … كلنا بنغلط وبنتعلم من غلطنا وفي الأول والآخر هتسامحيها … سامحيها يا حبيبتي هي ملهاش ذنب في حاجه كل الذنب على خالك الصورم دا

 

أبتسمت بيلا ونظرت إليه لينظر لها قائلًا:مقدرتش أمسك نفسي بصراحة الراجل دا حارق دمي أوي
وضعت رأسها على كتفه ومسحت دموعها قائلة:نفسي يسيبنا نعيش حياتنا حلو من غير مشاكل
جعفر:الحياة من غير مشاكل متبقاش حياة يا بيلا
بيلا بهدوء:عندك حق
جعفر بهدوء:طول ما انا جنبك تأكدي إن مفيش حد هيقدر يزعلك ولا يأذيكي مهما حصل … انا كابوس كل واحد فيهم والكابوس دا هما بيحاولوا يخلصوا منه بس عمرهم ما هيقدروا
عانقته قائلة:ربنا يخليك لينا وتفضل سندّ لينا
أبتسم جعفر وحاوطها طابعًا قُبلة على رأسها بهدوء بينما أستكانت هي بـ أحضانه بهدوء
______________________
“يا معلم حديدة يا معلم حديدة”
نظر حديدة لـ الذي دلف وهو يلهث لـ يقول:في ايه ياض بتنهج كدا ليه
أبتسم الآخر وقال بخبث:عرفنا هنمسك جعفر من إيديه اللي بتوجعه أزاي
نظر لهُ حديدة بـ إهتمام وقال:أزاي ياض
أشار لهُ قائلًا:تعالى معايا يا معلم
نهض حديدة ولحق بهِ ووقفا على باب المحل ليقول الآخر:جعفر لـ أول مرة ينزل بـ بنته ويسيبها ويطلع والبت دلوقتي بتلعب مع بنت لؤي ودلوقتي لمحتها بتتمشى معاها ودي فرصتنا عشان نهده بيها ونخليه يعمل اللي إحنا عايزينه
أبتسم حديدة بخبث ونظر لها ليراها تسير هي ونورسين بالقرب من لؤي والشباب ليقول:بقولك ايه تعالى معايا
نظر كين إلى مارسيل الذي قال:الآن فهمت لِمَ أنت مُتعلق بهذه الفتاة إلى هذا الحد
نظر لهُ كين وقال:ما هو
نظر مارسيل إلى ليان وقال:حركاتها العفوية وبرائتها

 

نظر كين إليها لتعلو أبتسامه هادئة ثغره قائلًا:أُحبها كثيرًا مارسيل … لا أعلم ماذا حدث لي ولكني أُحبها وبشدة
أبتسم مارسيل وقال بتساؤل:أين ذهب جعفر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرا حولهما يبحثان عن جعفر في نفس الوقت الذي أقترب فيه رجُل من رجال حديدة لـ إفتعال مشكلة دون سبب وبالفعل تشاچر مع رجُل آخر لـ تشتعل الأجواء ويقترب سكان الحارة لرؤية ما يحدث
أقترب حديدة ووضع يده على فم ليان ثم حملها وذهب سريعًا دون أن يشعر بهِ أحد، نهض كين يبحث عن ليان عندما شعر بعدم الأمان لِمَ يحدث، نهض مارسيل يبحث معه بينما تدخل لؤي والشباب لـ فك هذا الأشتباك
نظر جعفر من النافذة ليدخل سريعًا لتقول بيلا:في ايه يا جعفر
فتح جعفر باب منزله ونزل سريعًا قائلًا:معرفش هنزل أشوف دلوقتي
عادت بيلا إلى النافذة تنظر إلى الأسفل تبحث عن طفلتها بين هذا الحشد من الناس لـ يظهر الخوف على معالم وجهها عندما لم ترها، خرج جعفر من بنايته واقترب منهم كي يفهم ما حدث، وأثناء بحثها رأت كين ومارسيل يبحثان عن شيء لـ يتملك الخوف قلبها وتخرج سريعًا من منزلها
أقترب جعفر وأبعد الجميع ليقول بنبرة عالية حادة:بس في ايه شويه وهتدبحوا بعض حصل ايه
نظر الرجُل التابع لـ حديدة لهُ وقال:مفيش حاجه يا معلم كان سوء تفاهم بس مش أكتر
أردف بها عندما لمح حديدة يُشير لهُ بـ أبتسامه خبيثة، نظر جعفر إلى الرجُل الآخر وقال:معلش يا سعد حصل خير خليها عليا انا المرة دي

 

نظر لهُ سعد وقال:عشان خاطرك بس يا معلم جعفر
ربت جعفر على صدره وقال:تسلم يا سعد دا العشم برضوا
فك الاشتباك وعاد كل واحدٍ منهم إلى مكانه، خرجت بيلا واقتربت سريعًا من كين قائلة بتساؤل وخوف:على ماذا تبحث كين أين طفلتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر لها كين وقال:لا أعلم بيلا أبحث عنها ولكني لا أجدها
بيلا بصدمة:ماذا يعني هذا
نظرت حولها وسارت تبحث عنها بنفسها وهي تقول:ليان … ليان انتِ فين
سارت بين الجميع وهي تبحث عنها في كل مكان برعب، رأت جميع الأطفال عدا طفلتها لتبدأ عينيها تزرف الدموع لتقول بنبرة عالية:ليان … ليان انتِ فين
نظروا جميعهم إليها لتصرخ كـ المجنونة وهي تنظر إلى الجميع بهلع قائلة:يا ليان ردّي عليا انتِ فين … يا لـيـان
أقترب جعفر منها سريعًا وهو يُديرها إليه قائلًا بحدة:في ايه يا بيلا فين ليان
نظرت لهُ بيلا وقالت بهلع:ألحقني يا جعفر ليان … انا مش لاقية ليان
نظر جعفر حوله وقال بصدمة:أزاي يعني البت راحت فين
نظر مارسيل إلى كين وقال بتساؤل:إلى أين ذهبت الفتاة كين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

كان كين ينظر حوله ويشعر بـ أنه تائه، صرخات بيلا ترّن أذنيه، بكاءها وخوفها على صغيرتها يتأكل قلبه، نظر كين حوله وهو يشعر بـ أنه تائه، وكأن طفلته هي من أُختُطِفت، تحرك كين خلف جعفر يبحث عن الفتاة قائلًا:أبقى بجانب بيلا ولا تتركها لحظة واحدة أعتني بها
ذهب كين خلف جعفر الذي كان يبحث عنها في كل مكان يبحث معه عن الطفلة بينما بقي مارسيل بجانب بيلا يُحاول تهدئتها، أقتربت أم حسن منها وضمتها إلى أحضانها قائلة بتهدئة:أهدي يا بنتي أهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدا هتلاقيها بتلعب هنا ولا هنا
بكت بيلا قائلة:بنتي لا يا خالتي كله إلا بنتي عشان خاطر ربنا بنتي لا
ربتت أم حسن على ذراعها برفق وهي تقول بحزن ومواساة:أهدي يا بيلا هترجع … واللي خلق الخلق لـ ترجع بس متعمليش في نفسك كدا
عاد لؤي وهو يمسح على خصلاته للخلف بضيق لـ تنظر إليه بيلا بـ عينين باكيتان قائلة:لقيتوها يا لؤي مش كدا
نظر لها لؤي لـ تقول فاطمة بتساؤل:في ايه يا لؤي ردّ عليها ريح قلبها
حرك لؤي رأسه نافيًا وقال:لا … جعفر كدا هيبتدي يدور برا المنطقة
سقطت دموعها من جديد لتبدأ وصلة بكاء جديدة لـ تبدأ الفتيات بمواساتها وطمئنتها، تحدثت شيرين قائلة بمواساة:متخافيش هيلاقيها إن شاء الله يا بيلا

 

أقترب هاشم منهم وخلفه كايلا ليقف أمام بيلا قائلًا بقلق:في ايه يا بيلا بتعيطي كدا ليه ايه اللي حصل
نظرت لهُ بيلا وقالت بنبرة باكية:بنتي مش لقياها يا هاشم … بنتي أتخطفت من وسطهم يا هاشم
تحدث هاشم بقلق وقال:جعفر فين دلوقتي
بيلا بدموع:معرفش لؤي بيقول خرج برا منطقتنا يدور عليها
نظر هاشم إلى كايلا وقال:خليكي جنبها يا كايلا متسبيهاش لحظة واحدة
حركت كايلا رأسها برفق وأخذت شقيقتها بـ أحضانها والتي عانقتها باكية، بينما سار هاشم سريعًا وفي طريقه تقابل مع أكرم الذي قال بقلق:في ايه يا هاشم أختي مالها
جذبه هاشم معه قائلًا:تعالى معايا بسرعة ليان أختفت ومش لقينها
صُدم أكرم ثم نظر إلى سلمى وقال:روحي لـ بيلا بسرعة يا سلمى وخليكي جنبها
حركت سلمى رأسها برفق وذهبت إلى بيلا بينما ذهب أكرم مع هاشم كي يبحثان عن الصغيرة مع جعفر
_______________________
كان جعفر يبحث عنها في كل مكان كـ المجنون يكاد يفقد صوابه، يسير بين المارين بخطوات سريعة، نظراته زائغة، الخوف يتملك قلبه، يقسم بـ أنه يعيش أسوء لحظات حياته في هذه اللحظة، وقف في منتصف الطريق ينظر ويدور حول نفسه يكاد يُصاب بـ أزمة قلبية
أقترب من بائع يقف جانب الطريق يبيع البطاطا، أشهر هاتفه في وجهه يظهر من شاشته صورته مع صغيرته ليقول وهو يلهث:مشوفتش بنتي
نظر البائع إلى الهاتف قليلًا ثم قال:لا والله يا أستاذ مشوفتهاش
أنزل هاتفه بيأس ثم نظر حوله للحظات ثم نظر إليه بعدها وقال:شكرًا

 

سار جعفر قليلًا ثم وقف ينظر حوله علّه يراها، شعر بـ يد تجذبه فجأه لينظر إلى الفاعل ليراه أخيه، نظر لهُ هاشم وقال:لقيتها
نظر لهُ جعفر قليلًا ولم يتحدث، نظر لهُ هاشم قليلًا ثم جذبه إلى أحضانه وربت على ظهره بمواساة قائلًا:هتلاقيها … صدقني يا جعفر هتلاقيها
لحظات وأبتعد عنه جعفر وتركه وذهب يُكمل وصلة بحثه عن صغيرته ليراه هاشم يسير وينظر حوله ليتأكله قلبه على هيئة أخيه التي تؤلم قلبه والتي يراه لأول مرة بها، سار خلفه بعدما أخذ قراره الاخير بعدم تركه وحيدًا ومرافقته تحسبًا لحدوث أي شيء
____________________
“مبتردّش عليا ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أزهار بهدوء:جرب تاني أكيد مش سمعاه أو كلم جعفر
صلاح:بكلمه مبيردّش عليا وبيلا نفس الحوار … انا خايف لـ تكون البت حصلها حاجه
أزهار بعتاب:وبعدين بقى يا صلاح بلاش الكلام دا إن شاء الله خير دا روحهم فيها
زفر صلاح وقال:انا هكلم أكرم أكيد هيردّ عليا
هاتف أكرم وانتظر قليلًا حتى أجابه أكرم، تهللت أساريره ليقول:ايه يا أكرم أختك مبتردّش عليا ليه انا متصل بيها كتير هي وجعفر محدش فيهم بيردّ عليا أختك كويسه
أجابه أكرم قائلًا:لا مش كويسه لا هي ولا جعفر
نظر صلاح إلى أزهار التي كانت تستمع إلى المكالمة ليقول بقلق:ليه في ايه حد منهم تعبان
أكرم:ليان أختفت ومش لاقينها بقالنا ساعة بنلف في المكان كله ملهاش أثر وجعفر هيتجنن بمعنى الكلمة عليها وبيلا مش دريانة باللي حواليها وانا مش عارف أواسي مين فيهم ولا أدور على البنت فين
صلاح بصدمة:وانتَ متصلتش بيا عرفتني حاجه زي كدا ليه يا أكرم مستني ايه كل دا
أكرم:ما انا مش فايق يا صلاح انا بلف معاهم بقالنا ساعة البت ملهاش أثر
زفر صلاح ومسح على خصلاته بينما كانت أزهار تستمع إلى حديث أكرم وهي مصدومة، تحدث صلاح بتساؤل وقال:طب هي كانت مع مين فيهم أو ايه اللي حصل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أكرم:لما أستفسرت من جعفر قالي إنها كانت معاه لمدة ساعة وبعدها كانت بتلعب مع بنت لؤي وهو سابها وطلع وكدا كدا هي تحت عيونهم يعني مفيش ربع ساعة وقامت خناقة من بعد ما حصلت الخناقة البت اختفت فجأه ومحدش لاقيها
صمت صلاح قليلًا ثم قال بجدية:مجاش في دماغكوا إن كل دا ممكن يكون متدبر

 

صمت أكرم قليلًا ثم قال:بصراحة مجاش في دماغنا النقطة دي … انتَ تقصد إن اللي عمل كدا من جوه الحارة؟؟؟؟؟؟
صلاح:اه لأنك لو فكرت فيها البت محدش بيقربلها طول ما هي مع جعفر أول ما هو سابها الربع ساعة دي اختفت … هو لو عِرف النقطة دي صدقني هيعرف يجيبها ويجيب اللي عمل كدا كمان
نظر أكرم إلى جعفر الذي كان جالسًا على الرصيف ويضع يده على جبينه وبجانبه أخيه وأصدقائه، تحدث قائلًا بهدوء:طب أقفل كدا
صلاح:أستنى قبل ما تقفل قولي مكانكوا فين
أكرم:تعالى على الحارة وهتلاقينا هناك كمان ربع ساعة
صلاح بهدوء:تمام ربنا معاكوا
أغلق معه ونظر إلى أزهار قائلًا:شوفتي انا قلبي كان حاسس إن في مصيبة
أزهار بحزن:يا حبيبتي زمان قلبها محروق عليها … وبكرا العيد … لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يصبرهم ويلاقوها على طول ومتغيبش كتير
أرتدى صلاح قميصه وقال:انا هروح أشوف الدنيا فيها ايه هناك
أزهار:طب انا عايزه اروحلها مينفعش مروحش يا صلاح شكلي هيبقى وحش الكل جنبها وانا لا
صلاح:طب اجهزي بسرعة وخلي الأولاد يجهزوا لحد ما أحاول أكلم جعفر تاني
حركت أزهار رأسها برفق ثم نظرت إلى فراس وزُبيدة وقالت:يلا يا ولاد أجهزوا بسرعة عشان نمشي يلا
_____________________
أقتربت منها سريعًا وهي تجلس بجانبها قائلة بقلق:بيلا … في ايه يا حبيبتي ايه اللي حصل
نظرت لها بيلا بعينين حمراوتان وقالت بنبرة باكية:بنتي يا هنا أتخطفت … بنتي أتخطفت ومش لقياها
ربتت هنا على كتفها برفق قائلة بمواساة:أهدي يا بيلا العياط مش هيعمل حاجه أهدي وهي هترجع صدقيني
سقطت دموعها مرة أخرى لتضم نفسها وكأنها تضمها قائلة ببكاء:وحشتني أوي يا هنا … انا مبعرفش أقعد من غيرها خمس دقايق على بعض … ما بالك انا قاعدة بقالي قد ايه بقول هتيجي … أكيد بتلعب وهتيجي تفاجئني دلوقتي وتترمي في حضني … بس هي مجاتش لحد دلوقتي يا هنا … انا بتطمن وانا في حضنها مش العكس … انا عايزة بنتي يا جماعة عشان خاطري

 

سقطت دموع هنا وعانقتها وهي تُربت على ظهرها بحنان قائلة:هترجع يا حبيبتي صدقيني …. انا حاسه بوجعك وخوفك عليها بس هترجع والله جعفر مش هيسكت مهما حصل متخافيش
سقطت دموع بيلا لـ تُربت هنا على ظهرها بحنان ومواساة دون أن تتحدث، كانوا جميعهن حولها يقمن بمواساتها بينما كان مارسيل يقف بالقرب منها وهو يُحاول معرفة من الفاعل وإلى أين أخذ الصغيرة
مر القليل من الوقت واقترب منهم جعفر والشباب من جديد، نظرن لهُ جميعًا لتنهض بيلا سريعًا تقترب منه، وقفت أمامه وقالت بـ لهفة:طمني يا جعفر لقيتها صح … لقيتها قول اه عشان خاطري وريحني
نظر لها جعفر وحرك رأسه نافيًا لـ تسقط دموعها من جديد وهي تنظر إليه، تحدثت أم حسن وقالت:طب يا ابني اللي خدها مكلمكش أو بعتلك رسالة طالب فدية أي حاجه
حرك رأسه نافيًا ولم يتحدث أيضًا، أغمض عينيه بـ ألم لـ تسقط دموعه بحزن عندما سمعها تقول بنبرة باكية:انا عايزة بنتي يا جعفر رَيَح قلبي وهاتهالي عشان خاطري انا بموت بالبطيء
عانقها جعفر بقوة وربت على ظهرها برفق قليلًا قبل أن يقول بنبرة حادة متوعدة:هترجع يا بيلا … هترجع قبل صلاة الفجر … وانا قد كل كلمة انا بقولها … أوعدك … مش هيطلع نهار غير وهي في حضنك
نظر إلى وجهها الباكي ومسح دموعها قائلًا:وعد
طبع قُبلة على جبينها ثم ضمها إلى أحضانه وربت على ظهرها برفق وفي ثوانِ تحول جعفر مئة وثمانون درجة بدلًا من جعفر الضعيف الذي من الصعب ظهوره أمام أحد إلى جعفر الذي يعتاد الجميع عليه، نظر حوله إلى سكان حارته وأحبائه نظرة خاطفة قبل أن يبتسم أبتسامه مختلة
أقترب صلاح منهم ومعه أزهار التي ذهبت إلى بيلا كي تواسيها بينما نظر جعفر إلى صلاح الذي كان ينظر لهُ وقد فهم ما يدور بعقله الآن، أبعد جعفر بيلا عنه ونظر حوله من جديد في وجوه الجميع
تحدث لؤي بتساؤل وقال:في ايه يا جعفر بتدور على ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

اقتربت نورسين من لؤي وقالت:بابا
نظر لها لؤي وقال:نعم يا نورسين
نظرت لهُ نورسين وقالت:في راجل وحش خد ليان مني وجري
نظر لها لؤي نظرة ذات معنى بينما نظر كلًا من جعفر وبيلا لها بترقب لـ يجلس لؤي القرفصاء أمامها قائلًا بتساؤل:شوفتيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نورسين:هو كان مخبي وشه معرفتش أشوفه بس كان بيشاور لواحد تاني بعد ما خدها من جنبي وبعدها جري
نظر لؤي إلى جعفر نظرة ذات معنى ليسمعه يقول:راح فين
نورسين بجهل:مش عارفه معرفتش أشوف
نظر جعفر حوله ليرى كاميرات المراقبة حوله ترصد كل شيء ليذهب سريعًا إلى فريد قائلًا بحدة:أرصدلي كاميرا المراقبة دي يا فريد
دلف فريد قائلًا:تعالى ورايا
دلف جعفر خلفه ليقفا أمام شاشة الحاسوب وبدأ فريد ينظر بها ليقول:من أول اليوم
جعفر بجدية:من الساعة سبعة بالظبط
رصدها فريد إليه وبدأ جعفر يُشاهد ما يحدث بدايةً من نشب العراك بين رجُل حديدة وسعد ورويدًا رويدًا ظهر هذا المُلثم أمام عينيه ورآه جعفر يأخذ صغيرته دون أن يشعر بهِ أحد ألا أن نورسين قد رأته، ثم رآه يركض بها مبتعدًا
تحرك جعفر للخارج والغضب يكاد يأكله حيًا، خرج جعفر أمام أنظار الجميع وهو يحمل عصا حديديه بـ يده ويتجه إلى محل حديده، ليلحق بهِ هاشم ولؤي والجميع، وللحق جعفر يرسم أسوأ نهاية أمام عينيه الآن، دفع الباب بقدمه بكل قوه لينتفض جسد حديده بفزع وهو ينظر إلى جعفر برعب
دلف جعفر وبدون سابق إنذار لكمه بقوة في وجهه ثم لم يُعطي لهُ الفرصة وأكمل عليه سيل لكماته العنيفة، جاء كي يمنعه كين ولكن أوقفه مارسيل الذي نظر إلى جعفر وحديده نظرة ذات معنى
صرخ حديده متألمًا وهو يستنجد بهم لـ يجذبه إلى الخارج من ثيابه أمام أعين الجميع وهو يصرخ بهم قائلًا:يمين بالله اللي هيقرب هشرّحه

 

تركه جعفر ليستلقي حديده وهو يتألم ويضع يده على وجهه بينما وقف جعفر يتأمله بحدة وهو يلهث لينظر إلى العصا الحديديه التي يُمسك بها لتسقط على قدميه فجأه لتعلو صرخاته المتألمة بقوة ترّج الحارة، سقطت مرة أخرى على قدمه وذراعيه أتبعها صوت جعفر الذي قال بغضب شديد وصراخ:دا انا هكسر رجليك وإيديك اللي اتمدت على بنتي يا زبالة … بتخطف بنتي يا قذر
سقط بالعصا على ذراعه من جديد لتعلو صرخات حديده المتألمة ليقول جعفر بصراخ:دا انا أقطع إيدك وإيد أي واحد يفكر يأذي بنتي … بتحرق قلبي عليها يا حقير
ألقى جعفر العصا ثم مال بجذعه وجذب حديده من ثيابه وقال بحقد وتوعد:دا انا شيطاني بيزاولني دلوقتي على جرايم وحشة أوي يا حديده وانتَ عارف الشيطان شاطر وانا لو طاوعته هتخرج من تحت إيدي جثة
كان حديده يلهث وهو يُجاهد كي يتجاهل الألم الذي أصاب جسده بـ شلل كُلي، تحدث جعفر بنبرة مميتة وهو ينظر لهُ قائلًا:بنتي فين يالا
حديده بنبرة متألمة:معرفش
لكمه جعفر بقوة تألم على أثرها حديده بقوة ليقول جعفر بصراخ:بنتي فين بقولك
تحدث حديده وهو يُنكر معرفته بها قائلًا:وانا هعرفها منين
أبتسم جعفر بسخرية وقال بتحذير:لا يا حديده مش على جعفر شغل الأونطة دا … الكلام دا تضحك بيه على عيل مش على جعفر البلطجي يالا … هتقول بنتي فين ولا أخسرك خسارة كبيرة مش هتتحملها … ها تحب تختار ايه
نظر لهُ حديده وقال وهو يلهث بنبرة متألمة:في المخزن اللي هناك دا
نظر جعفر إلى المخزن الذي كان بجوار المحل الخاص بهِ ثم نظر لهُ ولكمه بقوة ثم نهض متجهًا إلى المخزن يتبعه بيلا ليقول بتحذير:لو هرب منكوا يومكوا هيبقى أسود معايا
وضع لؤي قدمه على معدته بينما ذهب كين معهما، كسر جعفر القفل بالعصا الحديديه ثم رفع باب المخزن ليظهر ضوء خافت ويرى جسد صغير في إحدى الأركان
أقترب منها سريعًا ليجلس على ركبتيه أمامها قائلًا بلهفة:ليان حبيبتي

 

ضمها إلى أحضانه بقوة وهو لا يُصدق لـ تُعانقه هي سريعًا وتلف ذراعيها الصغيرين حول عنقه، شعر بالراحة عندما أصبحت في أحضانه من جديد ليُقبلها بحب وشوق قائلًا:قلبي كان بيتقطع عليكي يا نور عيني … حقك عليا انا غلطت لما سيبتك لوحدك
أبعدها جعفر ونظر لها قليلًا ثم طبع قُبلة على جبينها وخدها قائلًا:عملك حاجه يا حبيبتي
حركت رأسها نافية ليُمسدّ على رأسها بحنان وقال:متخافيش طول ما انتِ في حضني انا وماما محدش هيقدر يقرب منك
نظر إلى بيلا التي كانت تقف في الخارج لينهض هو ويحمل صغيرته ويخرج بها إليهم، عندما وقف أمامها جذبت هي الصغيرة إلى أحضانها بقوة وهي تُقبلها بلهفة قائلة بدموع وراحة:يا حياتي … الحمد لله إنك كويسه الحمد لله
نظرت إليها بعينين باكيتان وقالت بنبرة حنونة:انتِ كويسه يا لولو في حاجه بتوجعك يا حبيبتي
حركت رأسها نافية لتضمها من جديد بحنان وهي تُمسدّ على ظهرها، نظر لها جعفر وشعر بالراحة عندما رآها بخير ليعود بنظره إليهم من جديد وهو لا ينتوي على خير
نظرت بيلا إلى كين الذي كان يقف بالقرب منها وينظر إلى الصغيرة بقلق لتبتسم بخفة وتقترب منه قائلة:لا تخف إنها بخير
أنهت حديثها وهي تُعطيه الطفلة ليأخذها هو ضاممًا إياه بحنان ليشعر بها تضمه لتتحرك العديد من المشاعر بداخله من جديد، نظر إليها وطبع قُبلة على خدها قائلة:هل أنتِ بخير عزيزتي
حركت رأسها برفق وقالت:نعم
مسدّ كين على ظهرها بحنان ثم أعطاها إلى بيلا قائلًا:أعتني بها بيلا
تركها كين وذهب إلى جعفر ليبقى أكرم بجانب شقيقته يطمئن على طفلتها، أقترب جعفر منه وهو يمسح على خصلاته بهدوء تحت نظرات الجميع الذين كانوا يترقبون ما سيفعله جعفر بـ حديده بعدما كُشف أمره
وقف جعفر ينظر إليه بينما كان حديده ينظر إليه بترقب وحذر فـ هو يعلم غدر جعفر وحيله الكاذبة للأيقاع بهِ، أبتلع تلك الغصة ونظر إلى كين الذي يقف بالقرب منه والذي كان يأكله بنظرته لهُ، ثانية، أثنين، وجذب جعفر حديده من ثيابه لينهض الآخر وهو ينظر إليه بترقب شديد
نظر جعفر إلى كين الذي نظر لهُ وفهم نظرته لهُ، نظر جعفر إلى حديده ولكمه بعنف في وجهه ثم ألقاه إلى كين الذي تركه يسقط أسفل قدمه وهو ينظر لهُ ببرود شديد
نظر كين إلى مارسيل الذي كان ينظر إلى ما يحدث بهدوء وهو يرى وجهًا آخر لجعفر وقد صدق سراج عندما أخبره بـ أن جعفر يخشى على صغيرته وبشدة، ها هو الآن يُثبت صحة حديث سراج، أقترب هاشم وجذب حديده ببرود على الأرض كـ الذبيحة إلى الخلو وتركه وهو يمسح يديه بتقزز

 

نظر إلى أخيه وقال:حابب تكمل ولا نستلم إحنا شويه
أقترب جعفر منه بهدوء وهو يرمق حديده بشر لـ يميل بجذعه ينظر لهُ قائلًا بغضب مكتوم:هتقول مين وراك ولا تحب تتحول للتأديب … ما انا هعرف مين اللي ورا أمك متفتكرش إني نايم على وداني ومش عارف مين اللي بيحبني ومين الوسخ اللي بيلعب من ورا ضهري … انا للأسف مش غبي ولا أعمى وعارف مين بيأذيني ومين لا … وانتَ من أول ما شوفت خلقتك في الحارة من أول مرة كان معايا فيها البت وانتَ عنيك عليها مبتتشالش … أنطق يالا
أردف بـ الأخيرة بنبرة عالية غاضبة لينظر لهُ حديده وهو يقول:ولو مقولتش
أبتسم جعفر وقال:هخليك تقول … بس بطريقتي انا
حديده:وانا مش هتكلم
أتسعت أبتسامه جعفر ليتركه ويستقيم في وقفته قائلًا بنبرة عالية وبرود:خدوه على مكانا
حاول حديده الإفلات والهرب ولكن منعته قدم جعفر التي أستقرت بمعدته ليصرخ متألمًا، أشار لهم جعفر ببرود وهو يوليهم ظهره ليجذبه هاشم ومعه لؤي الذي قال بنبرة غاضبة:دا انتَ ليلتك سودة يا حديدة النهارده
سحبوه وذهبوا بهِ تحت صرخاته وأستنجاده بـ أهل الحارة الذين كانوا يرمقونه بأشمئزاز وضيق، نظر جعفر إلى بيلا التي كانت تحمل طفلته وتضمها إلى أحضانها بحنان وتُمسدّ على ظهرها بينما كانت الصغيرة تضع رأسها على كتف والدتها وتضمها ناظرة إليه، ربتت أم حسن على كتفه برفق وهي تقول:الحمد لله إنها رجعتلك تاني يا ابني … خلّي بالك منها أكتر من كدا حتى لو دا كان متدبر متضمنش ايه اللي كان ممكن يحصل
ربت جعفر على يدها برفق ثم أقترب من بيلا بهدوء كي يطمئن على صغيرته تحت نظرات كين الهادئة، حملها جعفر وضمها بحنان وهو يُمسدّ على ظهرها برفق ينظر إلى جميع أفراد حارته بهدوء، أقترب منه فريد وعلى ثغره أبتسامه واسعة ثم وقف أمامه قائلًا:حمدلله على سلامتها يا جعفر خلّي بالك منها المرة الجايه

 

حرك جعفر رأسه برفق وقال بنبرة هادئة:الحمد لله
أبتسم فريد وأحب تلطيف الأجواء ليقول:طب ايه مش ناوي برضوا تكلم مُنصف تخليه يجوزني أمه
ضحكوا جميعهم بخفة لينظر لهُ جعفر ويبتسم بخفة قائلًا:انتَ بتستغل الموقف يا فريد
فريد بـ أبتسامه:لولا الكاميرا مكنتش لقيت بنتك يعني تشكرني وتجوزني أمه كـ ردّ جِميل
نظر جعفر إلى صغيرته التي نظرت إلى فريد ومسدّ على رأسها بحنان ثم نظر إلى فريد وقال:ماشي يا فريد … هحاول
أبتسم فريد بـ إتساع وقال:لو عملتها هديك فرخة هدية مني ليك
ضحكوا جميعهم ومعهم جعفر الذي نظر إلى طفلته وقبلها بحنان
______________________
كانوا جميعهم يجتمعون بـ منزل جعفر وضحكاتهم ترن أركان المنزل، تحدث صلاح بنبرة ضاحكة وقال:صدقوني والله ما بضحك عليكوا هي المفترية دي اللي انا متجوزها اللي عاملالي فيها ملاك بريء
أكرم بـ أبتسامه:يعني انتَ عايز تقنعنا إن أزهار طردتك برا عشان تنضف الشقة
نظر جعفر إلى بيلا بطرف عينه والتي أبتسمت بخبث وهي تنظر لهُ، تحدث صلاح وقال:أقسم بالله حصل
أزهار ببراءة:سامعة يا بيلا بذمتك انتِ تصدقي عني كدا
بيلا بخبث:بصراحة كدا لا صلاح كداب
رمقها صلاح بذهول ليقول بصدمة:انا إبن خالك يا واطية

 

رفعت كتفيها ببراءة قائلة:وأزهار صاحبتي
نظر صلاح إلى جعفر وقال:ما تتكلم وتقول حاجه يا عم انتَ ساكت ليه
نظر لهُ جعفر ثم نظر إلى بيلا التي أشارت لهُ بـ أنها ستفضحه إن قال شيء لينظر إلى صلاح مرة أخرى قائلًا:مليش دعوة
نظر لهُ صلاح بذهول وقال:ودا من أمتى إن شاء الله
جعفر:فترة أستثنائية وهتخلص متقلقش
نظر صلاح إلى بيلا التي كانت تنظر لهم بـ أبتسامه قليلًا ليعود بنظره إلى جعفر قائلًا:هي ماسكة عليك حاجه ولا ايه
أبتسم جعفر بـ أتساع وحرك رأسه برفق ليقول صلاح بفهم:آااااااه قولتلي بقى عشان كدا ساكت
جعفر بـ أبتسامه:ربنا ما يوريك لما مراتك تمسك عليك حاجه
صلاح:ما انا عارف يا حبيبي معايا نسخة منها
نظر سراج إلى جعفر وقال:جعفر في حد عايزك برا
نظر لهُ جعفر ثم إلى الخارج وقال بتساؤل:مين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك سراج رأسه برفق وهو يقول:معرفش
نهض جعفر وخرج تاركًا الجميع يتحدثون مع بعضهم ويضحكون، وما إن خرج جعفر حتى رأى أخيه أمامه ينظر إليه، توقف جعفر مكانه وكاد يعود للداخل من جديد ولكن منعه يد هاشم الذي قال:أديني فرصة يا جعفر
توقف جعفر وألتفت ينظر إليه ليقول هاشم:انا عارف إني غلطت وعملت حاجات مينفعش أعملها بس انا قعدت مع نفسي وعرفت إني غلطت وعشان كدا انا جاي أصالحك وأقولك متزعلش مني حقك عليا انا تماديت حدودي معاك ومحترمتش إنك الكبير حقك عليا متزعلش من أخوك

 

جعفر بهدوء:قفلت الباب في وشي وانا بكلمك مرتين لا أحترمت وجودي ولا إن انا اللي جايلك ولا إني الكبير وتماديت حدودك بزيادة وكل دا وانا ساكت مش عشان حاجه بس من صدمتي من اللي انتَ عملته معايا … وفي الآخر انا اللي غلطت وانا اللي كنت بحاول أفهم انتَ مالك في الأخر قليت مني وخدت انا باقي كرامتي اللي أتبعترت في الأرض ومشيت
هاشم بندم:والله ندمت وعرفت إني غلطت وعشان كدا جاي أصالحك انا لو مش غلطان أو لو شايف نفسي صح مش هتلاقيني جاي بصالحك … حقك عليا أقسم بالله ما كان قصدي أقل منك ولا أصغرك انا والله كنت مخنوق أوي وأول مرة يحصل معايا كدا ومعرفش انا أزاي عملت كدا بس انا جاي أصالحك زي ما صالحت كايلا … متزعلش مني يا جعفر وحياة أغلى حاجه عندك
زفر جعفر بهدوء ونظر إلى الجهة الأخرى قليلًا بينما كان هاشم ينظر إليه ينتظر ردّاً منه، لحظات ونظر إليه جعفر مرة أخرى ليرى نظرات الرجاء منه ليبتسم جاذبًا إياه إلى أحضانه لـ يُعانقه هاشم بقوة قائلًا بندم:حقك عليا متزعلش مني يا جعفر زعلك وحش أوي وانا مبحبش أشوفك زعلان خصوصًا مني
ربت جعفر على ظهره برفق وهو يقول بـ أبتسامه:وانا قبلت إعتذارك خلاص يا هاشم ومش زعلان منك … انتَ في الأول والأخير أخويا الصغير وواجب عليا لما تغلط وتتمادى في غلطك أفوقك بـ قلم مُحترم
أبتسم هاشم وشدد من عناقه قائلًا:براحتك يا معلم حقك
أبتسم جعفر وربت على ظهره ثم نظر لهُ وقال:محصلش حاجه يا هاشم أنسى … تعالى معايا يلا
جذبه خلفه وعاد إليهم من جديد ليرى الجميع يضحكون ليقول هو مُبتسمًا:ما تضحكونا معاكوا طيب
“بتضحكوا من غيري يا عالم يا واطية”

ألتفت جعفر ينظر إلى صاحب الصوت ليرى جنة هي من تتحدث ليبتسم هو قائلًا:والله يا غالية كنت لسه بفكر فيكي
جنة بسخرية:أيوه ما انا عارفه واضح
أقترب جعفر منها وعانقها قائلًا:عيب عليكي انتِ بتغلطي في أخوكي وأخوكي عربجي ولسانه سابقه
جنة بحدة زائفة:مش عليا انا يا حبيبي
أبتسم جعفر وطبع قُبلة على رأسها قائلًا:طبعًا يا وحش وانا أقدر
ابتسمت جنة وتركته ودلفت إلى الداخل حيث يجلس الجميع لينظر هو إليها ثم يعود بنظره إلى نور الذي قال:بدأت تفوق علينا يا صاحبي وكدا إحنا بنلعب في المنطقة الخطر
أبتسم جعفر وقال:مش كدا حاسس أنها هتاكلنا كمان شويه دي فاقت أوي
نور بـ أبتسامه:أوي أوي يعني
جذبه معه إلى الداخل قائلًا:تعالى معايا عاملين حفلة في شقتي جوه تعالى
__________________________
“لماذا تتركيني أجلس وحيدًا هكذا أنتِ شريرة للغاية يا فتاة”
أردف بها كين الذي جلس بجانب ليان التي كانت تلعب بـ ألعابها ثم نظرت لهُ وأبتسمت قائلة:أنا لستٌ كذلك
كين:بلى أنتِ كذلك بالفعل ليان أنا حقًا حزين الآن
أبتسمت ليان وقالت:هل تُريد أن تشرب الشاي مع صديقتي
نظر كين إلى الدُمية وقال:هل هذه القبيحة صديقتكِ
تذمرت ليان وقالت:لا تصفها بـ القبيحة هي جميلة للغاية أنظر لقد جعلتها تبكي الآن
ربتت على ظهر دُميتها وقالت:لا تحزني صديقتي هكذا هو العم كين
حرك رأسه برفق وهو يقول:نعم هكذا …. مهلًا ماذا ماذا تقصدين أيتها الصغيرة
نظرت لهُ وقالت:نعم أنت شرير لقد أبكيت صديقتي
تصنع كين الحزن وقال:حسنًا وأنا كذلك
أعطاها ظهره وهو يتصنع الحزن لـ تنظر هي إليه قليلًا ثم إلى دُميتها وهي لا تعلم من تقوم بمصالحته أولًا، لحظات ورآها تقف أمامه وتنظر إليه لينظر هو لها قليلًا ثم تصنع الحزن ونظر إلى الجهة الأخرى
وقفت على الجهة الأخرى أمامه وهي تنظر لهُ ليزفر هو وينظر إلى الجهة المقابلة ليراها تقف أمامه وهي تبتسم، نظر لها وقال بتذمر:لا تنظري إليّ هكذا أنا لا أتحدث معكِ
ضحكت ليان بطفولة وقالت:هيا لا تحزن كنتٌ أمزح معك فحسب
حرك رأسه نافيًا ونظر إلى الجهة الأخرى لتقف هي أمامه أبية أن تتركه هكذا، لحظات ورآها تُعانقه قائلة:لا تحزن أنا فقط كنتٌ أمزح معك لا أكثر من ذلك
كين بتذمر مصطنع:لا أنا لا أُحادثكِ ليان أبتعدي
تعلقت الصغيرة بعنقه وقالت بطفولة:لا لن أتركك هكذا هيا عليك أن تتقبل إعتذاري حتى أبتعد
أبتسم كين وضمها قائلًا:لقد كنتٌ أمزح معكِ أنا لستٌ حزينًا
نظرت لهُ ليان قليلًا ثم قالت:أنت تفعل مثلما يفعل أبي تمامًا
نظر لها كين قليلًا بـ أبتسامه ثم قال:نعم … أخبريني الآن هل فعل هذا القبيح لكِ شيئًا
حركت رأسها نافية وقالت:لا لقد تركني ورحل
وقبل أن يتحدث كين مرة أخرى رآها تُمسك ذراعها وتتألم، نظر لها كين قليلًا ثم تفحص ذراعها ورأى العلامة مازال أثرها تحتفظ مكانها على ذراعها، نظر إلى مارسيل الذي كان يجلس في الخارج بالقرب منه وقال:مارسيل
نظر لهُ مارسيل بينما أشار لهُ كين وهو ينظر إلى ذراعها ويُمسدّ عليه برفق، جلس مارسيل أمامه وليان بينهما لينظر إلى العلامة التي كانت تتوهج نورًا ليقول مارسيل:شيراز وصمويل قواهما تُشكل خطرًا
كين بترقب:الطفلة ستتأذى مارسيل
مارسيل بهدوء:حتى الآن هم لا يُريدون أذيتها كل ما يحتاجونه هو أخذها لتكون فردًا منهم لا أكثر … هم لا يسعون لـ أذيتها كين
ليان بـ ألم:إنها تؤلمُني كثيرًا
مسدّ كين على ظهرها بحنان ثم طبع قُبلة على جبينها وقال بنبرة حنونة:تحملي قليلًا حبيبتي سيزول الألم قليلًا بعد قليل
تألمت ليان أكثر وأزداد توهج العلامة لينتبه جعفر لهم ويقترب منهم كي يرى ما يحدث، نظر كين إلى مارسيل وقال:أفعل شيئًا مارسيل
أزداد ألم ليان ليضمها جعفر إلى أحضانه قائلًا بنبرة حادة:إفعل شيئًا مارسيل لا تترك أبنتي تتألم هكذا
حرك مارسيل رأسه برفق وقبل أن يبدأ تألم كثيرًا وهو يضع يده على ذراع ليان ليقول:شيراز تسحب القوى الخاصة بـ ليان لـ إعجازها
كين بحدة:اللعنة ألم تُلقي تعويذة علينا حتى لا تستطيع فعل شيء
مارسيل بحدة:لقد كسرتها
كين بغضب:ألقي بـ أخرى الآن
ظهرت فيريولا فجأة وهي تقول بنبرة حادة:لقد أضعغتٌ قواها مارسيل كثيرًا وقضيتٌ على صمويل الآن حان دورك لـ إنقاذ الصغيرة من أيديهم

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!