Uncategorized

رواية غرام المغرور الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم نسمة مالك

  رواية غرام المغرور الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم نسمة مالك

هم يضحك!!..
حالة من الذهول اعتلت ملامح  “إسراء” الباكية، وتوقفت عن البكاء للحظات حين رأت “هاشم” يدخل الجناح حامل “خديجة” على يديه..
بينما “إلهام” انبلجت أبتسامة عابثة على محياها الطيبة رغم أنها كانت تبكي لبكاء وحيدتها.. 
شهقت “إيمان” بخجل، وأسرعت بخفض رأسها لتخفي ابتسامتها هي الأخرى..
أما “خديجة” كانت بعالم أخر.. عالم لا يوجد به أحد سويها هي وهذا ال “هاشم” الذي حطم حصونها المنيعة، وجعل قلبها ينبض نبضة غريبة عليه كلياً، ولكنها راقت لها كثيراً ..
لم يتخلى “هاشم ” عن ملامحه الجدية.. الصارمة حتي وهو حاملها بين يديه بكل هذه اللهفه،ولكنه فشل في السيطرة على تلك الرجفة التي داهمت قلبه وجسده المتصلب عندما شعر بجسدها  يتوسط صدره..
“أنا هجيب الدكتورة حالاً”.. 
قالها “هاشم” وهو يقترب من إحدى الارائك ومال بها وضعها برفق، وسحب يديه من حولها ببطء زاد من توترها .. 
“دكتورة ليه؟.. مالك يا ديجا؟!”.. 
قالتها “إسراء” بنبرتها الباكية وهي تقترب منها حتي وقفت جوارها وبدأت تربت علي ظهرها بحنان بالغ .. 
” اطمني يا حبيبتي..دي حاجة بسيطة.. أنا بخير الحمد لله”.. 
أردفت بها “خديجة” بصوتها الرقيق، ومن ثم تابعت سريعاً موجهه حديثها ل “هاشم” الذي يسير نحو الخارج بخطوات مسرعه.. 
” مافيش داعي تجيب دكتورة.. أنا هبقي كويسه يا هاشم “.. 
هكذا أوقفته “خديجة” بصوت هامس يدل على شدة إحراجها.. 
أبتسم بتساع حين أستمع لحروف إسمه من بين شفتيها خاصةً انه هو من طلب منها تناديه بأسمه بدون الألقاب ..أخفي ابتسامته سريعاً، والتفت ينظر  لعينيها نظرة متفحصة وهو يقول بقلق خفي.. 
“متأكدة يا خديجة؟!”.. 
احتقن وجهها بحمرة قاتمة، وحركت رأسها له بالايجاب مدمدمة.. 
“اممم.. متأكدة”.. 
نظرته لها.. خجلها..تلك الهمسات بين حديثهما جعلت “إلهام” تتنقل بنظرها بينهما بابتسامة متسعة وتتحدث بثقة قائله.. 
“إحنا شكلنا هنبل الشربات قريب ولا أيه يا خديجة يا أختي “.. 
انتبه “هاشم” على حالته فتنحنح بحرج وسار للخارج بخطوات مهرولة وهو يقول.. 
” عن إذنكم.. أنا برة لو احتاجوا اي حاجة”.. 
انهي جملته واختفي عن أعينهم بغلق الباب خلفه.. 
“ايه اللي حصل يا ديجا، وفارس فين؟؟”..
قالتها” إسراء ” بصوت متحشرج بالبكاء.. 
تنهدت” خديجة” بتعب وهي تجيبها.. 
“جريت وراه علشان الحقة رجلي اتلوت وملحقتوش”..
هبطت “إسراء ” على ركبتيها أمامها، وهمت بأمساك قدمها لتفحصها.. فأسرعت “خديجة” بأبعادها.. 
 “وريني يا ديجا متتكسفيش مني ليكون رجلك حصلها حاجة”.. 
” دي حاجة بسيطة زي ما قولتلك.. أنا كويسة يا حبيبتي اطمني”.. 
أردفت بها” خديجة”وهي تساعدها على النهوض، وجذبتها تجلس بجوارها وتابعت بتساؤل.. 
“احكيلي بقي ايه اللي حصل علشان فارس يزعل منك كل الزعل ده؟!”.. 
هبطت دموع” إسراء ” بغزاره على وجنتيها وبتقطع همست.. 
“والله يا ديجا مكنتش أقصد ازعله، ولا أعرف أن كل دا هيحصل، وهو مشي وسبني هنا من غير ما يسمعني حتي؟!”..
أطلقت “إلهام” زفرة نزقة، وبتعقل قالت.. 
” يابنتي استهدي بالله وبلاش عياط.. الراجل دلوقتي غضبه متملك منه واي كلام وهو زهقان كده ممكن يزود المشكلة بينكم.. سبيه يهدي ويروق وأكيد هيجيلك وتتكلموا ويسمعك يا إسراء لأن واضح أن اللي حصل في العيادة وضرب النار اللي سمعناه بيقول أن الموضوع أكبر من اللي عملتيه، وشكلك وقعتينا في خطر وأنتي مش واخده بالك، وهو لحقنا اسم الله عليه جوز بنتي”.. 
تعالت شهقات” إسراء ” أكثر، وتحدثت بندم قائله.. 
“أنا أسفه يا ماما.. متزعليش مني علشان حطيتك في الموقف ده..انا عارفة أني غلطانة، وكنت المفروض أسمع كلامك وأصارح فارس بكل حاجة”..
نظرت ل” خديجة” وتابعت بنبرة متوسلة.. 
” كلميه خليه يجي يا ديجا علشان خاطري.. هو حلف عليا يمين مخرجش من الباب.. مش هعرف أخرج اروحله أنا..كلميه انتي قوليله إسراء بتقولك هي أسفة ومش هتزعلك تاني..خليه يجي علشان أراضيه لعنيه ترجع تتعبه تاني”.. 
أقتربت منها” إلهام ” بكرسيها المتحرك، وسحبتها عليها برفق، وضمتها لصدرها بحنو مرددة.. 
“كفاية عياط يا ضنايا عينك بقت زي كاسات الدم.. قولتلك جوزك هيهدي وهيجيلك.. كلنا بنغلط يا بنتي.. محدش معصوم من الغلط.. المهم نتعلم من غلطنا ده، ومتكررهوش تاني.. الصراحة بين الراجل ومراته بتريح وبتمنع المشاكل”..
أقتربت منها” إيمان ” هي أيضاً، وربتت على كتفها بحب قائله.. 
“خلاص يا إسراء.. كفاية عياط بقي يا حبيبتي ، وصلي على الحبيب كده في قلبك”..  
” خديجة”…” كلام ماما صح يا إسراء..اللي حصل حصل خلاص.. دلوقتي بقي لازم تهدي وتفكري لما فارس يجي هتحلي المشكله دي بينك وبينه إزاي”.. 
رفعت “إسراء” يدها وضعتها على موضع قلبها وهمست بلهفه.. ” يجي بس..يجي وأنا هصالحه وأبوس قلبه وعينه كمان”.. 
لكزتها” إلهام” برفق متمتمه بخجل.. 
” اختشي يابت.. بقيتي جريئة كدة أمتي؟! “.. 
ضحكت” خديجة” وهي تقول بمرح.. 
” لازم تتعلم الجرائة يا لوما.. مش مدام الباد بوي فارس الدمنهوري”.. 
ابتسمت لها “إسراء” ابتسامة باهته، وهبت واقفة وهي تقول بضعف.. 
” أنا هريح جنب بنتي شويه”.. 
سارت نحو الفراش النائمة عليه صغيرتها تمددت بجوارها، وضمتها لحضنها تستمد منها بعض القوة، وتقبلها بحب وأمتنان فلولها كانت أصبحت حاملة لقب مطلقة الآن.. 
” ربنا يهدي سرك، ويصلحلك حالك يا إسراء يابنتي”.. تمتمت بها “إلهام” بسرها، ونظرت ل” “خديجة” نظرة ماكرة وتحدثت بجدية مصطنعة قائله..
“طمنيني على رجلك يا خديجة يا أختي عاملة أيه دلوقتي؟”.. 
“اححم.. كويسة الحمد لله “.. غمغمت بها” خديجة” بخجل.. 
انبلجت أبتسامة متراقصة على ملامح” إلهام ” وهي تقول..
 ” طبعاً لازم تبقي كويسة بعد الشيلة الحلوة اللي شلهالك اسم النبي حارسة وصاينه هاشم أفندي”.. 
عضت” خديجة ” على شفتيها بخجل.. 
رمشت” إلهام ” بأهدابها أكثر من مرة، وتابعت ببرائه مزيفة..” إلا متعرفيش سي الأستاذ هاشم متجوز ولا عازب يا خديجة؟! “.. 
أجابتها “خديجة” بأسف،وكثير من الحماس.. 
“كان متجوز بس مراته وبنته وجوزها اتوفوا في حادثه،وهو عايش مع مامته وحفيدته بنوته صغيره عندها خمس سنين مامتها وبابها اتوفوا وهي مكملتش شهر حتي.. بعد موتهم استقال من شغلة.. كان شغال عميد في الشرطة.. وفتح شركة أمن خاصة بيه هو، ومش اي حد يطلع حرس معاه”..
“يا حول الله يارب.. دا حكايته حكاية سي هاشم دا.. بس انتي ماشاء الله عليكي.. عرفتي كل ده عنه إزاي بقي ديجا؟! “..
قالتها” إلهام ” وهي تضع أصابعها أسفل ذقنها..
ابتسمت لها” خديجة” ابتسامة تظهر مدي برائتها الطفولية..” هو اللي قالي يا إلهام، وصعب عليا أوى والله.. لدرجة كنت عايزة اطبطب عليه واقوله متزعلش نفسك بس اتكسفت”..
ضحكت” إلهام ” وهي تقول بثقة.. “لا مدام كنتي عايزة تطبطبي عليه واتكسفتي يبقي هنشرب الشربات قريب بإذن الله “..
………………………………..
..” فارس “..
اعتدل بجزعه على الفراش بجوار” مارفيل ” بدهشه من تصرفه الذي لم يخطر على باله بيوم.. أيعقل بعد كل ما تعرض له على يد تلك المرأه مازال يشعر بالاحتياج لها؟! ..
أبتسم بتهكم على حاله، وهب واقفاً وهو يتأوه بصوت خفيض، وسار بخطوات مجهدة متجه نحو الخارج.. ليوقفه صوت همس “مارفيل” تتحدث بضعف دون أن تفتح عينيها..
“أعلم أنني لم أكن في يوم أماً صالحة لك”..
إزداردت ريقها بصعوبه، وتابعت..
“ولكني كنت أبنه باره بوالدتي،ولم اعصي لها أمراً مهما فعلت معي من أخطاء، وما فعلته معها أحصده منك الآن فارس”..
أستدار ينظر لها بملامح جامدة، وتحدث بهدوء قائلاً..
“كوني مطمئنه أنا هنا لمساعدتك.. فأنتي ما زالتي وستظلي أمي.. فلا داعي لحديثك هذا.. أنا أعلم واجبي نحوك جيداً أمي”..
” إذاً فبلغ خديجة أنني مدينه لها بجزيل الشكر”..
همست بها بصوت أختنق بالبكاء، وأكملت وهي تفتح عينيها الذابلة بوهن، ونظرت له نظرة يملؤها الندم..
“فقد أحسنت تربيتك”..
يتبع…… 
لقراءة الفصل الرابع والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية الساحر للكاتبة ياسمينا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى