Uncategorized

رواية غرام المغرور الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم نسمة مالك

    رواية غرام المغرور الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم نسمة مالك

عقاب مستمر!!.. 
كانت “إسراء” تنعم بقرب زوجها مستمتعة بالدفء بين ضلوعه.. حتي انها لم تنتبه لطرقات الباب المتكررة، ولا لصوت “هاشم” الذي يهتف بأسم زوجها.. 
غالقة عينيها.. منفصلة عن العالم أجمع، ومكتفيه بضمته لها، وضمتها له.. تود لو تختفي وتذوب بداخله.. ينهل هو من شهدها بلهفه واشتياق.. همهمت بإعتراض حين أبتعد عنها بشفتيه، وتنحنح كمحاولة منه لإيجاد صوته.. 
“دقايق وجاي يا هاشم”.. 
“هتروح فين.. خليك معايا.. أنت واحشتني أوي يا أبو الفوارس”.. 
أردفت بها “إسراء” وهي تجذبه إليها مرة أخرى، وتبادر بتقبيله.. 
ليسرع “فارس” ويضع أنامله على شفتيها جعلها فتحت عينيها ببطء ونظرت له بتعجب حين لمحت ابتسامته الماكرة تزين محياه الوسيمة..
 مسح على ثغرها بأصابعه.. وتحدث ببعض الحدة قائلاً.. 
” لسه عقابك منتهاش يا بيبي”.. 
غمز لها وسار من أمامها بخطي واسعة نحو غرفة ملابسه.. اختفي بداخلها وبدأ يرتدي ثيابه على عجل.. مكملاً بتأكيد ونبرة واعدة.. 
“العقاب مستمر يا إسراء هانم.. يلي مكنتيش عايزة تخلفي مني؟!”.. 
تسمرت “إسراء” محلها لبرهه.. تحاول لملمة مشاعرها التي بعثرها هو بلمسته وقبلاته التي أصبحت ألذ شيء بالنسبة لها.. 
أخذت نفس عميق تملئ به رئتيها وزفرته على مهل متمتمه.. 
“فارس أنا دايماً بحط نفسي مكان اللي قدامي، وتخيلت لو كنت أنت اللي عملت فيا كده.. مش هكدب عليك حسيت بوجع في قلبي وجرح جامد في كرمتي”..
صمتت للحظة حين داهمتها رغبة قوية في البكاء، وتابعت بنبرة راجية.. 
“وبعترفلك أن اللي عملته غلط في حقك”.. 
دلف “فارس” خارج غرفة الملابس بعدما ارتدي سروال من الجينز قاتم اللون، وقميص أبيض أزراره جميعها مفتوحة.. يغلق هو أكمامه،وحذاء رياضي من نفس لون القميص.. عينيه مثبته على زوجته يرمقها بنظرات جامدة.. 
بدلته هي نظراته هذه بنظرة حانية، وابتسامة هادئه، واقتربت منه وقفت أمامه، ومدت يدها تغلق أزرار قميصه واحد تلو الأخر متعمده لمس بشرته الساخنه بأناملها البارده.. 
“خليك معايا..عايزه أصالح فيك لحد ما ترضي عني، وأبوس قلبك وعيونك زي ما قولت لماما”.. 
مسدت على موضع قلبه بكفها،ومالت عليه قبلته قبله عميقه، ووقفت على أطراف أصابعها، وجذبت رأسه عليها قليلاً، وغمرت لحيته بقبله رقيقه صعوداً بوجنتيه حتي وصلت لعينيه، وقامت بتقبيلها كل واحدة على حدا.. 
” لما ارجعلك.. أبقى أشوف بنفسي”.. 
قالها بصوت أجش، وهو يبتعد عنها ويقف أمام المرآه.. هندم ثيابه.. ومشط شعره الحريري، وسار بخطي مسرعة للخارج.. 
فهمساتها وقبلتها له كادت أن تفقده صوابه.. يجاهد ليلجم نفسه عنها حتي لا ينقض عليها ويفترسها الآن.. 
…………………………. 
كان” هاشم” يقف على مقربة من جناح “فارس” ممسك هاتفه يطلب رقم حفيدته للمره التي لا يعلم عددها بوجهه يظهر عليه القلق.. 
“هاشم..في حاجة حصلت”.. 
قالتها “خديجة” بصوتها الرقيق، وهي تسير بتجاهه بخطوات هادئه ممسكة بيد “إسراء” الصغيرة بعدما قامت بتجهيزها كما طلب منها عزيزها.. حتي توقفت بجواره.. 
التفت لها ببطء، ونظر لها بابتسامة جذابه وهو يتأمل ملامحها البريئة.. ابتسامته ونظرته الجريئه لها خطفت أنفاسها.. توردت وجنتيها بحمرة الخجل  وابتعدت بعينيها عنه سريعاً.. 
“كل سنة وانتي طيبة يا خديجة”.. 
قالها “هاشم” بصوته ذو البحة المميزة التي تجعل قلبها يرتجف بين ضلوعها.. 
عضت على شفتيها السفليه، وبهمس بالكاد يسمع من فرط خجلها قالت.. 
“ميرسيي يا هاشم.. وأنت طيب”.. 
اقترب منها خطوة، ومال على أذنها جعلها ترفع وجهها وتنظر له بأعين جاحظه حين وصل لسمعها حديثه يتحدث برزانته المثيرة قائلاً.. 
“خديجة انتي عجباني من أول لحظة وقعت عيني عليكي”.. 
رمشت بأهدابها أكثر من مرة، وابتلعت لعابها بصعوبة، وبتقطع تحدثت قائله.. 
” ه هااشم اييه اللي بتقوله دا؟!”.. 
“بقول اللي جوايا في الوقت المناسب”.. هكذا إجابها بمنتهي البساطة، وتابع بجدية مكملاً.. 
“أنا راجل مليش في اللف ولا الدوران.. ولا انا مراهق ولا عامل شعري استشوار يا ديجا” .. 
تمعن النظر لعينيها الزائغه، وتابع بجملة جعلتها على وشك الإغماء حين قال.. 
” أنا هتجوزك علشان أعرف أحب فيكي براحتي”.. 
“جدووووو”.. صرخت بها حفيدة “هاشم” فور فتح باب المصعد.. خرجت منه خلفها” غفران” وصغيره”مالك” صاحب الثمانيه أعوا يمشي بوقار وهيبه مثل والده.. 
بينما ركضت الصغيرة نحو جدها بكل سرعتها فاتحة زراعيها.. 
هرول” هاشم” بخطوات مسرعة فاتح زراعيه هو الأخر  لها ويضحك بصوته كله مردداً بتفاجئ.. 
“حبيبة قلب جدو”.. استدار نصف أستداره ونظر ل “خديجة” التي تسمرت مكانها بعد ما ألقاه على سمعها.. 
لتشهق “خديجة” بصوت خفيض حين نطق أسم حفيدته بابتسامة واسعة.. “ديجااااا”.. 
نعم أسم حفيدته “خديجة” على أسم المرأه الوحيدة التي جعلت قلبه يميل لها بعد رحيل زوجته.. يا لها من صدفة رائعة ..
كانت “خديجة” في حالة يرثي لها.. تنظر ل “هاشم” وحفيدته بابتسامة بلهاء.. 
“إزيك يا ديجا”.. 
قالها “غفران” بنبرة عابثة حين لمح نظرتها ل”هاشم”.. 
انتبهت “خديجة” لحالتها، ونظرت له بتوتر، وهخست بستحياء قائله.. 
“الحمد لله يا غفران.. أيه المفاجأه الحلوه دي.. جيتوا أمتي “.. 
قالتها وهي تميل على “مالك”وتقبله بحب.. بينما الصغير عيناه مثبته على تلك الفاتنة الصغيرة.. يتأملها بنظرات بريئة منذهلة لا تخلو من الإعجاب بجمالها الخلاب.. 
“لسه واصلين من شوية”.. غمغم بها “غفران” وهو يداعب وجنتي “إسراء” الصغيرة.. 
“أيه الجمال دا كله”.. أردف بها “مالك” وهو يقترب كالمغيب من “إسراء” التي تبتسم له بطفولة، وبدأ يمسد على خصلات شعرها الحريرية المنسدلة على وجهها وظهرها.. 
نظرت له “خديجة” بدهشه وتنقلت بنظرها لوالده الذي يبتسم بفخر على أفعال ذلك الشبل النابعة من هذا الأسد.. 
” أنتي أسمك؟ “.. غمغم بها “مالك” بتساؤل.. 
لتجيبه الصغيرة بقليل من الغرور.. 
“أسمى اسلاء”.. 
جحظت أعين الجميع حين جذبها “مالك” من رسغها عليه دون سابق إنظار وغمر وجنتيها بسيل من القبلات الطفولية مردداً بابتسامة واسعة.. 
“وأنا أسمى مالك المصري يا إسراء”.. 
ختم جملته وغمر وجنتيها ثانياً بقبلاته المتتاليه لحظة خروج “فارس” من جناجه.. 
تسمر بمحلة لبرهه حين وقعت عينيه على هذا النمس الصغير.. فنظر لوالده وتحدث بغضب مصطنع قائلاً.. 
“جراااا ايييه يا عم غفراااان أنت واقف منشكح على الأخر ليييه كده؟! .. ما تحوش ابنك عن البنت يا جدع”..
قالها وهو يقترب منه واحتضنه بترحاب مكملاً.. 
” حمدلله على السلامه يا صاحبي”.. 
سحبه “غفران” معه وسار نحو المصعد على عجل وهو يقول.. 
“مالك خليك هنا على ما أجيلك”.. 
” مش اجي معاك يا فالس؟!”.. قالتها الصغيرة بوجهه عابس..
” شوية وهاجي أخدك يا روح فارس”.. 
قالها أثناد سيره بجوار صديقه.. ليقبلها” مالككمن جديد وهو يقول بنبرة راجية..” خليكي هنا معايا علشان نلعب سوا”.. 
ابتسمت له الصغيرة بحماس متمتمه..” أوكي”..
بينما انزل” هاشم”حفيدته وسار خلفهما هو الأخر وهو يقول.. 
” ديجا حبيبتي خليكي هنا.. شوية وراجعلك”.. 
نظر ل “خديجة” وتابع باستأذان.. “لو مش هيضيقك طبعاً “.. 
جثت” خديجة” على قدميها، وضمت الصغيرة لها بحنو متمتمه.. “لا مش هضايق أبداً..اطمن يا هاشم”..
..دلف فارس وغفران وخلفهما هاشم داخل المصعد.. ضغط” فارس ” على زر الصعود للطابق التي تمكث به والدته.. 
” والدك هو اللي ورا إختفاء ديمة”.. قالها” غفران” جعل” فارس” ينظر له بصدمة، وانبلجت ابتسامة على ملامحه وتحدث بفرحة ظهرت على نبرة صوته..” وهو اللي بعتلي الرسايل علشان الحق مراتي”.. 
ربت “غفران” على كتفه، وتحدث بابتسامة حين شعر بفرحة صديقه.. “والدك وصل مصر انهاردة يا فارس”.. 
ختم جملته وصدع صوت المصعد يعلن عن وصوله للطابق المقصود.. 
.بخطوات مهرولة دلف “فارس” لخارج المصعد خلفه “غفران وهاشم”.. 
سار ” فارس” بالممر الطويل حتي وصل لجناح والدته الخاص واندفع نحو الداخل بلهفه..
بينما ظل “غفران” برقفة “هاشم” أمام باب الجناح..
كان هناك صوت شجار قوي،وتحطيم بلورات زجاجية ..
“ماذا أتى بك إلى هنا.. أغرب عن وجهي الآن، و إلا سأزهق روحك بيدي”..
صرخت بها “مارفيل” بصوت متعب محمل بالغضب، والغيظ الشديد..
“أيه اللي بيحصل دا”..
قالها “فارس” أثناء دفعه للعاملات والطبيبات القائمات على رعاية والدته..
تيبس مكانه وحجظت عيناه حين وقعت على والده..” محمد الدمنهوري”.. يقف بشموخ ووجه محتقن بالدماء من شدة غضبه.. يرمق “مارفيل” بنظرات نارية، ولكنها ممزوجة بعشق دفين..
” بابا.. حضرتك هنا بجد؟!”..
أردف بها “فارس” بذهول، وهو يقترب ببطء حتي وقف أمامه ينظر له بفرحة فشل في اخفاءها..
“أجعله يذهب من هنا حالاً فارس، و إلا نهضت وركلت مؤخرته بقدمي”..
قالتها “مارفيل” بشراسة، وهي تجاهد حتي تغادر الفراش..
“نعم أنا هنا.. ابني”..
قالها “محمد” بابتسامة، واعتلت ملامحه اللامبالاه وتابع بستفزاز مقصود وهو يختلس النظر ل “مارفيل” التي تتحامل علي نفسها لتنهض من مكانها.. 
” وسأظل هنا برفقتك أنت و زوجتي مارفيل”.. 
لم يتمالك “فارس” نفسه وغلبته عطفته وحنينه له.. ففاجئه بعناق قوي مغمغماً.. “حمد على السلامه.. نورت بلدك يا أبو فارس”..
“دايماً تكون منورة بيك يا ابني”..
قالها “محمد” وهو يربت على ظهره، ويبادله عناقه بحب أبوي يظهره له لأول مرة.. 
ابتعدوا عن بعضهما سريعاً حين استمعا لصوت صرخة مكتومة بعدما افلتت يد” مارفيل” وكادت أن تسقط من فوق الفراش .. ليسرع “فارس” و “محمد” بنفس اللحظه نحوها..
لكنها أستندت على وحيدها، وهي ترمق” محمد” بنظرة حارقة متمتمه..
“إياك أن تفكر تلمسني”..
“اهدئي أمي..رجاءاً”..قالها “فارس” وهو يعدل وضعها، ويضع الوسائد خلف ظهرها..
“اجعله يذهب الآن فارس.. لم أعد اتحمل رؤيته، اختنق من عبقه، و أنفاسه.. لا أريد تنفس نفس الهواء الذي يتنفسه هو”..
“لن أذهب إلى أي مكان..سأظل هنا وأنتهى الأمر تقبليه وتعايشي معه”..
قالها “محمد” بهدوء خطر، وابتسامة مصطنعه تزين محياه..
“مارفيل”.. بإزدراء.. “لن يحدث محمد.. أنت ستغادر فوراً وتعود من “حيث أتيت.. لم يعد لك أملاك هنا.. جميعها بأسم إبني وأنا أمه وأطردك منها.. هيا أرحل حالاً قبل ان اجعل العاملين هنا يلقون بك بالخارج”.. 
ضرب” محمد” الأرض بقدميه، وسار نحو إحدي المقاعد وجلس عليها بهنجعيه وتحدث بعناد قائلاً.. 
” لن أرحل مارفيل.. لن أرحل.. أنا أيضاً هنا بأملاك ابني..ثم أخبريني منذ متي تعترفي انكِ أمه.. منذ متي مارفيل؟! “.. 
” مارفيل”.. ببرود مريب.. ” أنا أمه رغماً عن أنفك، وسأظل انا الوحيدة التي منحته الحياة”..
نظرت ل “فارس” الذي يتنقل بعينيه بينهما بنظرات منذهله وتابعت ببكاء مصطنع.. 
” أخبره أنني أمك التي حملتك داخل أحشائها وتغذيت من دمائها يا فارس”..
تنهد “فارس” بحزن وبعد فهم تحدث قائلاً.. “ماذا حدث لكل هذا أمي؟ .. أنتم للمرة الأولى تتجمعان برفقتي”..
صمت لبرهه، وتابع بسعادة اعتلت ملامحه..
” لن أنكر ولكن اليوم أنا بغاية السعادة بوجودكما”..
.. بعد جملته هذه التي لمست قلوبهما.. بل ألمت روحهما ساد الصمت للحظات، وخفض “محمد” رأسه بخزي من أفعاله المشينه بحق وحيده الذي نجحت “خديجة” بجدارة في تربيته..
بينما “مارفيل” زمت شفتيها، وعبست بملامحها، وانفجرت بالحديث فجأة جعلتهما ينتفضا بفزع حين قالت..
“أنا اكرهك محمد،واكرهك فارس.. أنا إمرأه لا تحب الرجال نهائياً.. تلك المخلوقات الشمطاء الشنعاء كم أتمنى أن أخترع مبيدات رجاليه مثل المبيدات الحشريه وأقوم بتوزعها على الإناث.. بحيث إذا قام رجلها بأي فعل سيء لا يروقها تقوم بأبدته من الحياة بأكملها”..
صرخت بغيظ شديد، وصكت على أسنانها، وتابعت ببكاء طفولي موجهه حديثها ل” محمد” الذي ينظر لها بحاجبين مرفوعين..
” أريد أن ابيدك الآن أيها الرجل”..
نظرت ل” فارس” الذي يدلك جبهته بكف يده، ويرمقهما بابتسامة مصطنعه وتابعت بتحذير..
” إذا تركتني برفقته ستعود تجده جثة هامدة او العكس”..
يتبع…… 
لقراءة الفصل السادس والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية الساحر للكاتبة ياسمينا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى