روايات

رواية فارس من الماضي الفصل الثامن 8 بقلم إيمان البساطي

رواية فارس من الماضي الفصل الثامن 8 بقلم إيمان البساطي

رواية فارس من الماضي الجزء الثامن

رواية فارس من الماضي البارت الثامن

رواية فارس من الماضي الحلقة الثامنة

ظلت رنيم مستيقظه لساعه متأخره من الليل؛ تتابع عملها بتركيز، وكان من الحين إلى الأخر يرسل اليها معتز رساله للتأكد من أنها تتابع عملها، أعلن هاتفها عن وصول رساله نصيه محتواها
-خلصتى
بعثت له رساله هي الاخرى قائله:
– اه الحمد لله
اتاها رساله منه:
– عارف انك تعبتي
اجابته :
– اه جدا….. وهموت وأنام…..تصبح على خير….. مع السلامه
كتب هو:
– وانتى من أهل الخير يا حبيبتي
ثم قام بحذف الرساله وأرسل لها رساله أخرى محتواها:
– وانتى من اهل الخير…
وظل هو مستيقظاً يحلم باليوم الذي ستكون معه فيه وسوف يعترف لها بالحقيقه، وعن مدى حبه لها.
فى صباح اليوم التالى :
كان معتز جالس يتابع عمله، قطع تركيزه أقتحام أحد مكتبه وما كانت الا رنيم التى دخلت وهي غاضبه، اقتربت منه وأستندت بكلتا يديها على مكتبه، وهى فى مقابلته وهتفت بغضب:

 

– انت ازاي يا أستاذ انت تقفل كل شويه في وشي، انت بتهددني يا معتز!… انت مين انت عشان تكلمني بالطريقه دي،…أنت مالك انت أخرج مع زياد ولا مخرجش وشغلك عندك وهخلصه، انت مين اصلا تكلمني بالطريقه دي امبارح، انا مش عارفه انا سكت لك ازاي
ابتسم لها معتز وتحدث ببرود:
– خلصتى؟ يا ريت تخرجي وتقفلى الباب بهدوء؛ علشان مشغول مش فاضي ليكى دلوقتي.
جن جنون رنيم من حديثه البارد وقالت له:
– دا انت إنسان بارد
والتفت لتغادر المكتب وامسكت مقبض الباب وقبل ان تفتحته، وجدت من يغلق الباب بيده ويحاصرها شعرت بأنفاسه تلفح رقبتها إستدارت اليه لتجد رأسها بالكاد تصل لمنتصف صدره رفعت راسها كم هي صغيرة الحجم بالنسبه اليه وفارق الطول بينهما كبير، نظر لها بغضب وقال:
– سمعيني كدا قلتى اي
قالت رنيم بتوتر :
-ماقولتش.. ماقولتش حاجه
نظر فى عينيها بغضب وتحدث بسخريه :
-مالك بقيتى شبه الكتكوت المبلول كده ليه، فين شجاعتك اللي كانت من شويه،
اغتاظت رنيم منه وتحدثت بشجاعه زائفه:
-قلت إنك إنسان بارد، ومعندكش دم كمان
رفع إحدى حاجبيه وقال :

 

-امممم بارد!…. وما عنديش دم!… إنتى عارفه إن دي تاني مرة تهنيني فيها، لكن المرة دي انا مش هعديهالك كده بسهوله.
قالت له رنيم بعناد :
-هتعمل ايه يعني
نظره لها معتز نظره شرانيه لكي يخيفها، ورفع يده يحل عقدت رقبته وهو يقول:
– لا هعمل حاجات انا كان نفسي اعملها من اول يوم طولتى لسانك فيه، خافت رنيم منه وقامت بدفعه وفتحت الباب و غادرت بسرعه.
ضحك معتز على فعلتها وقال لنفسه :
-والله ما كنت هعمل حاجه، جبانه بس بموت فيها
بالخارج كانت رنيم تضع يدها على صدرها كان يعلو ويهبط من شده الخوف، قابلتها أية وهي تقول :
-فينك يا بنتى خرجتي من ساعتها ما جيتيش
ثم نظرت إلى وجهه الرنين المذعور وهى تقول لها:
– ملك يا رنيم انت كويسه؟
أومأت لها رنيم بصمت دالاله على أنها بخير
فقالت ايه:
– انتى متأكده يا رنيم وشك احمر
قالت رنيم بتأكيد :
-ما تقلقيش تعالي نشوف هنعمل ايه
قالت أيه :

 

-انا كنت بدور عليكى عمك عايزنا فى المكتب، ومعتز كمان قولى لمعتز على ما اجيب تليفونى من المكتب.
هتفت رنيم بسرعه:
– روحى انتى لمعتز وانا هجيب تليفونك، اسرعت رنيم بإتجاه المكتب قبل ان تعترض أية.
واتجهت أية لمكتب معتز وهى تقول:
– مالها دى انهاردة مش طبيعيه
أجتمعوا ثلاثتهم فى مكتب رمزى، كان يسود الصمت المكان أيه تعبث بهاتفها، ورنيم ومعتز يختلس كل منهم النظر الى الأخر، ومعتز يبستم كلما يتذكر هروبها منه اما هى فتزحف الحمره اللى وجنتها، ورمزى يتفحص الأوراق التى سهرت عليها رنيم وأيه.
خلع رمزى نظراته وأغلق الملف الذى كان يتفحصه وتحدث بإعجاب:
-براڨو يا رنيم انتى كده فعلا تربية عمك، ووجه حديثه الى أيه عجبنى اقتراحتك الجديدة يا أية وخطة التسويق اللى اقترحتيها بجد ممتاز الخطه دى هتفرق معانا الفترة الجايه.
دخلت سالى سكرتيرة رمزى وهى تقول :
-رمزى باشا تليفون زياد باشا لسه مقفول وكلمت المكتب محدش بيرد
هتف رمزى بتأفأف:
-هيكون فين يعنى كل دا محتاج أمضته على أوراق مهمه وعندنا اجتماع انهاردة من امبارح بكلمه مش بيرد
نظر الى رنيم وقال :
-رنيم متعرفيش حاجه عن زياد؟ متقبلتوش أمبارح
هتفت رنيم :

 

-كلمنى إمبارح عشان نخرج، لكن اعتذرت منه عشان كان عندى شغل، ومن بعده متكلمناش انهت حديثها وهى تنظر الى معتز بغيظ شديد.
قابل معتز نظراتها بإبتسامه ونظرة ثقه تجعل قلبها يخفق بشده، فهى تتعجب من نفسها كيف لها ان تعرفه من يومان فقط، يؤثر بها هكذا فلا تعلم هى أنه حبيبها الغائب عنها منذ سنوات، وينتظره قلبها بشوق ولهفه.
فى هذة الأثناء أنتبهت أية إلى حديث رنيم وسعدت بشده أنها لم تخرج برفقة زياد أمس، فهى ظلت أمس تبكى وتلوم نفسها على حبها له.
قال رمزى :
– كده مافيش غير حل واحد، نبعت حد يروحله الشركه بالأوراق دى ياخد امضته ويبلغه بالأجتماع انهاردة
وانا مش هثق فى حد غيركم يكون معاه الملفات
عشان كده يا رنيم هتخدى الملفات وتروحى لزياد مكتبه
تحدث معز بسرعه :
-انا هاخد الملفات معايا وأروح، بلاش نتعب البنات
تحدث رمزى:
-لا يا معتز انا محتاجك معايا نجهز للإجتماع مافيش وقت كفايه تأخير لحد كده الوفد الألمانى على وصول.
حاول معتز ان يجد حجه ليمنع رنيم من الذهاب قال بسرعه :
-الحقيقه انا محتاج رنيم معايا، الصبح جات بعض الإيملات ومنتظرين الرد عليها، فا بقترح المهمه دى نعتمد على أية فيها ولا اى رئيك يا أيه
قالت أية بتوتر من فكره التعامل مع زياد فهى تخاف ان يتعلق قلبها به اكثر من ذلك فعندما تراه تتبخر كل محاولاتها فى الا بخفق قلبها له ويعاود قلبها بالخفقان له مجدداً :

 

-ماشى يا معتز طلاما مافيش حل غير كده
ابتسم لها معتز:
-وشكر ربه فى سره، على نجاح حيلته
نزلت أيه من التاكسى أمام شركة زياد تخطو خطواتها إلى الداخل بتردد صعدت الى مكتبه وجدت السكرتيره غير موجوده وباب مكتبه مفتوح قليلا وأصوات تصدر منه ترددت أيه فى الدخول فهى لا تعلم أتنتظر أم تدخل الى الداخل حسمت أمرها واقتربت من الباب سمعت صوت أنثوى بدخل تقول:
-كده يابيبى بقالك فتره مجتش تسهر معايا، وحشتنى ولا انا موحشتكش
سمعت صوت زياد أيضاً وهو يقول :
-ازاى بس يا حبيبتى طبعا وحشتينى، بس اى الجمال دا كله
تحدثت ندين بيموعه:
-خلاص يبقا توعدنى انك تجيلى انهارده، هنسهر مع بعض سهره هتعجبك اوى
قال زياد:
-مش عارف هقدر اجيلك ولا لاء
قالت ندين:
-عشان خاطرى يا حبيبى، صدقنى مش هتندم
قال معتز بمراوغه :
-ايوه كده دلعينى
ضحكت ندين ضحكه رنانه

 

سمعتها أية بالخارج وصور عقلها ما يفعلون بالداخل، شعرت أيه انها على وشك البكاء استدرات لتعود من حيث أتت، لم تنتبه الى الموظفه التى كانت تسير خلفها اصتدمت أيه بها وأوقعت ما كانت تحمله.
هتفت الفتاه:
-اى اللى عملتيه دا مش تشوفى انتى ماشيه ازاى
قالت أيه بإعتذار:
– أنا أسفه والله، مخدتش بالى خالى ثم انحنت تساعدها فى لملمت أشياءها التى تسقطت بسببها.
سمع زياد ونادين صوت عالى بالخارج، خرج مسرعا وجد احدى موظفية تتحدث بصوت عالٍ مع فتاه ترتدى ملابس فضفاضه هتفت بصوت عالى:
-اى اللى بيحصل هنا
استدارت أية إليه وهى تقول :
– انا بجد مكنتش أقصد أخبطها
قال زياد مسرعا :
– أيه انتى بتعملى اى هنا
أجابته أية:
-أنا كنت جايه عشان الملفات
أشار زياد الى الموظفه ان تذهب وقال لأية :
– تعالى معايا
دخلت أية إلى المكتب وجاء ليغلق الباب هتفت هى بسرعه قائله:
-من فضلك متقفلش الباب

 

تعجب من طلبها قائلاً :
-ليه؟!
تحدثت هى :
-عشان حرام، دى تعتبر خلوه غير شرعيه، وانا مش عايزة نرتكب ذنب
اندهش من حديثه وهو مازال واقفاً وقال:
-نرتكب ذنب ليه احنا هنعمل اى يعنى
فهمت ما يرمى إليه هو تحدثت بنفاذ صبر قائله:
-انت تفكيرك راح لفين، فى حديث بيقول أن رسول الله قال: «لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم»
إنصاع لأمرها وترك الباب مفتوح وتوجه الى كرسيه وهو مازال لا يستوعب تصرفها
سألها زياد:
– انتى ليه كنتى ماشيه مدخلتيش ليه
هتفت هى بحرج :
-كان الباب مفتوح و….. شعرت بالخجل من أن تكمل ما سمعته
فهم زياد هو الأخر وشعر بالحرج منها، حاول تغير الحديث قائلا:
– احم… اى المطلوب منى للملفات دى
قالت اى :
– هتمضى على الملفات، وكمان فى اجتماع كمان نص ساعه
تحدث زياد:
-اجتماع وليه محدش قالى من بدرى
هتفت أيه بغيظ:

 

-أونكل رمزى كلمك كتير مردتش على تليفونك وتليفون المكتب، يا حرام كنت مشغول انت خالص
استشعر زياد سخريتها وعرف ما ترمى إليه ابتسم ابتسامه خبيثه وهو يقول :
– مشغول جدا جدا، ادعيلى انتى بس عشان هكون مشغول اوى باليل فى حاجات أهم انهى حديثه وغمز لها بطرف عينيه
اخفضت أية وجهها وغزت الحمره وجنتها وتحدثت بصوت منخفض لم يسمعه هو :
-بجح، وقليل الأدب
رفعت وجهها وقالت بغيظ:
– إمضى الملفات عشان الحق الأجتماع
لاحظ احمرار وجنتها ابتسم على خجلها الذى يلاحظه لأول مره وقام بإمضاء العقود واعطاها إيها وقال:
– استنى هاجى معاكى
نزلو الأثنين إلى الأسفل وأقترب من سيارته وفتح الباب لها وجدها تقف بجانبه غير مبالية له تشير إلى احدى سيارات الأجرى سألها:
-انتى بتعملى اى
تحدثت ببساطه :
-بوقف تاكس
تحدث هو الأخر بإندهاش من معاملتها الغريبه بالنسبه له :
-وأنا بعمل اى
تحدثت بنفس البساطه :

 

-بتركب عربيتك
تخلى عن هدوءة وتحدث بغضب :
-انتى هتجنينى يا أية، أركبى خلينا نخلص طريقنا واحد
قالت له بهدوء:
-لاء، مينفعش
تحدث هو بغيظ :
-ليه ان شاء الله دى خلوه غير شرعيه هى كمان
نظرت إليه وتحدثت بنفس الهدوء:
-شطور حفظت بسرعه
فتح باب سيارته وقال لها :
-أركبى يا أية ربنا يهديكى انا مش هكلك
أغلقت الباب وقالت بنفاذ صبر :
-لاء يعنى لاء
فتح الباب مره أخرى وأشار لها بالركوب، اغلقته هى فتحه هو مره أخرى وأشار لها بنفاذ صبر كان يضع يده على حافه السياره من الداخل لم تنتبه وهى وأغلقت بالباب بعنف على يده صرخ هو من شدة الألم ممسك بيده وهو يتلوى، استوعبت ايه فعلتها، وأقتربت منه بسرعه قائله وعيناها مليئه بالدموع :
-اسفه اسفه مكنتش أقصد والله
شتمها هو فى سره ونظر إليه كانت عيناه حمراء من الألم وتحدث بصوت عالى :
-مش عايز أسمع صوتك دلوقتى، اتزفتى اركبى أخلصى
كادت تعترض صرخ هو بها :

 

-اركااااااابى
ركبت أيه سيارته على الفور ونزلت دموعها فهى لم تكن تقصد فعل ذالك، ولم تعتاد على صراخ أحد عليها هكذا
وقف هو يدلك يديه هدأت قليلا بينما كانت على يديه كدمه باللون الأزرق زفر بغضب وركب سيارته قاد سيارته بصمت بعد مده من الصمت، حانت منه نظره إليها وجدها تمسح دموعها فكانت تبكى فى صمت
تحدث إليها بتعجب:
-إنتى بتعيطى ليه دلوقتى، هو أنا جيت جمبك يابنت الناس
لم تجبه وظلت هى تبكى فى صمت استفزة سكوتها أكثر وتحدث:
-هو انتى ليه عايزة تستفزينى وخلاص، مش بكلمك تردى عليا
التفت إليه هى بغضب :
-بطل تزعق ليا، قولتك مره انا أسفه بتزعق ليه
تحدث وهو يعقد حاحبيه:
-انتى عامله المندبه دى كلها عشان عليت صوتى عليكى
نظرة له بطرف عينيها ثم ادارت وجها وهى تضبط ححابها وتتأكد منه، مسح هو بكف يده المصابه على وجهه وحاول ان يبدو لطيفا معها:
-اى المطلوب منى دلوقتى ياست البنات عشان أكفر عن غلطتى
ابتسمت أيه بداخلها على اللقب الذى تفوه به، فكم أحبت طريقه نطقه لها وتمنت ان يأتى اليوم الذى يتحدث هو معها بحب نظرت إليه وقالت ببساطه:

 

-تعتذر
تحدث وهو ينظر إلى الطريق قائلاً:
– سمعينى قولتى كده اى
قالت بنفس البساطه:
-تعتذر
تحدث بزهول فاليوم تقريباً هو يوم الإندهاش بالنسبه له، :
-اعتذر ليه؟! يعنى انتى الى غلطانه وإيدى كانت هتبقا فى ذمة الله بسببك، وصوتى كان عالى بسبب تصرفاتك الغريبه وانا كمان اللى اعتذر.
نظرت إلية بغيظ وتحدثت لتستفزة:
– مش انت اللى سألتنى تعمل اى عشان تكفر عن غلطتك، و أنا قولتلك اعتذر، طلاما مش قد السؤال متسألش.
نجحت فى استفزازه وتحدث بغيظ :
أسف، مبسوطه كده
ابتسمت له قائله :
-فوق ما تتخيل
نظر أمامه وأكمل القياده وهو يبتسم على أفعلها، فاليوم يكتشف جزء من شخصيتها أثار فضوله كثيرا معرفتها أكثر.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فارس من الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!