Uncategorized

رواية أنا والمجنونة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

 رواية أنا والمجنونة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

فتحت أم مصطفى باب منزلها…. فتفاجأت بمن تسقط أرضاً أمامها مغشياً عليها…. قبل أن تتحدث اتسعت عينيها بصدمة  هائلة وضربت على صدرها بيدها قائلة بجزع: يا حبيبتي يا بنتي…. يا ترى إيه اللي حصلك.
فتحت عينيها بضعف على يدين حانيتين…. توقظنها بلطف… من إغماءتهاقائلة بحنان: حمد لله على سلامتك يا بنتي…. أغمضت عينيها ثانيةً قائلة بخفوت: أنا فين… وإيه جرالي.
فقالت لها بود: إنتي عندي في بيتي يا حبيبتي وانتي اللي جيتي بنفسك.
فتحت عينيها ببطء…. تحاول تذكر ما حدث معها…. انهمرت دموع القهر والألم من عينيها قائلة لها بهمس: أنا آسفه اني جيت في وقت متأخر.
ربتت على يدها برفق قائلة بعطف: متقوليش كده يا بنتي… بيتي مفتوحلك في أي وقت.
تنهدت نوال قائلة بحزن عميق: سامحيني لجأت ليكي بعد ما كل البيبان اتقفلت في وشي ومعرفتش أروح فين غير اني آجي هنا.
فقالت لها بهدوء: قلتلك متقوليش كده يا بنتي ربنا موجود وطول ما هوه موجود…. ما تشليش هم أبداً…. أنا هروح أعملك لقمة تاكليها تسندك شكلك تعبانة ومأكلتيش أكيد من بدري.
هزت رأسها بالرفض قائلة لها بيأس: مليش مزاج يا خالتو مش قادرة آكل…. فقالت لها باعتراض: لا مفيش حاجه اسمها ملكيش نفس…. لازم تاكلي حتى على أد نفسك.
تركتها وغادرت المكان مسرعة حتى لا تعترض مرة أخرى، تأثرت بعطف السيدة وذكرتها بوالدة ياسين في حنانها عليها.
أتت بعد قليل ببعض المأكولات الخفيفة… قائلة : يالا اسمعي الكلام وكلي خليكي جدعة.
نهضت في فراشها وتناولت بعض الشىء منه رغماً عنها، وامتنعت بعدها عن تناوله قائلة: الحمد لله شبعت شكراً.
ابتسمت لها السيدة قائلة: بالهنا يا حبيبتي بالرغم من إنك مأكلتيش كتير فقالت لها : بس بجد شبعت الحمدلله.
تمددت مرة أخرى على الفراش…. وأخذت ام مصطفى باقي الطعام ووضعته في المطبخ …. ثم دخلت إلى غرفتها وأتت بمنامة لها لترتديها بديلاً عن الفستان.
دخلت عليها الغرفة قائلة : قومي يالا البسي البيجامة دي بدل الفستان اللي لابساه…. تنهدت بحزن قائلة لها : حاضر متشكرة أنا مش عارفه اقولك إيه.
فقالت لها بطيبة: يا بنتي متقوليش كده…. ده انتي بمثابة بنتي، تناولت منها المنامة وتركتها السيدة لتكون على راحتها قائلة : يالا غيري ونامي وبكرة الصبح بإذن الله نبقى نتكلم على راحتنا.
اومأت برأسها ببطء ثم غادرتها السيدة وتركتها بمفردها بصحبة احزانها الممتلئة داخل قلبها.
لم ينم ياسين طيلة الليل من الغضب الذي يسري في عروقه قائلاً لنفسه: انتي السبب يا نهى في كل ده …. انتي السبب…. أما نوال فهتشوف مني أيام عمرها ما شفتها معايا قبل كده ولا هتشوفها.
ففي مساء الأمس استقل سيارته لا يدري إلى أين يتوجه للبحث عنها… كاد يجن مما يعيشه من مشاعر مختلفة ، ذهب إلى نفس المكان التي هربت منه من قبل فيه… لكنه لم يجدها.
توجه بعدها إلى المسجد الذي وجدها به من قبل ولم يجدها أيضاً، همس لنفسه بضيق: ياترى رحتي فين يا نوال…. من امبارح وأنا بدور عليكي ومش لائيكي.
زفر بغضب وركن بسيارته على جانب الطريق…. مفكراً أين يبحث عنها مرةً أخرى… متوعداً لها عندما يجدها.
أخوكي مرجعشي يا مها… نطقتها والدة ياسين بلوعة فقالت لها : لا يا ماما مرجعشي… تنهدت بحزن قائلة : منك لله يا نهى انتي السبب في هروبها امبارح.
رمقت زوجها بحدة قائلة بحنق: عجبك كده اللي احنا فيه دلوقتي…. تنهد باستسلام بقوله: مش عجبني بس أعمل إيه في ابنك اللي بقى تصرفاته غريبة اليومين دول.
جلست بجواره قائلة له بخوف: نوال أمانه في ايدينا يا أبوياسين ومش عارفه لو متلقتش هنتصرف ازاي.
قال لها بلهفة: اوعي تقولي كده… إن شاء الله هيلاقيها وأنا هقوم أدور عليها أنا كمان وخصوصاً إنها بقت دلوقتي مرات ابنك.
بكت ام ياسين قائلة : يا عيني عليكي يا بنتي ملحقتيش تتنهى لا من ياسين ولا من خطيبته وليها حق في اللي عملته…. على الرغم من زعلي عليها بس دي نهاية ظلمه ليها واهانته ليها طول الوقت.
تنفس بعمق قائلاً لها : خلاص انا خارج أدور عليها أنا كمان ويارب ألاقيها بإذن الله.
كانت مهجة فرحة بركضها السريع بالجواد… ولم تكن منتبهه لمن يسرع خلفها بسيارته… وينذرها بالوصول إليها، بصوت بوقه العالي لكي تتوقف.
ورغم ذلك لم تنتبه له بعد إلا عندما تجاوزتها سيارته، معترضة طريقها مصدرة خلفها بهالةٍ كثيرة من الأتربة ناجمة عن صرير عجلات عربته القوية، كأنه في سباق معها ويتحداها…. اضطرت مهجة أن تتوقف بجواده بسرعة….. فجحظت عيناها بصدمة قوية وكادوا أن يخرجوا من محجريهما…. وكاد أيضاً قلبها يتوقف عن النبض…. عندما وجدته هو من يحدجها بنظراته التي تشتعل كالبركان المنفجر في جزيرة بركانية.
قائلة لنفسها بهلع: يا مصيبتك السودة واللي مطينة بطين يا مهجة….. أبو الهول وصل…!!!
لم تترك مهجة للتفكير مجالاً كثيراً إنما هربت منه عائدة للخلف بالجواد متوجهة ناحية الأسطبل الموجود به الخيل…. من الباب الخلفي المطل على الأراضي الزراعية.
توعد لها جلال في نفسه وضم شفتيه غاضباً وقام بتعديل سيارته بأقصى سرعة لديه وسار خلفها بنفس السرعة الجنونية.
لم تلتفت مهجة خلفها من كثرة رعبها التي تعيشه الآن…. وتعثر الحصان مرتين… وكادت أن تسقط أرضاً… لكنها تعاملت معه مثلما علمها جلال من قبل.
كان سيعترض طريقها عندما لحق بها… وحانت التفاته منها على صوت بوقه… وهو يصرخ بها قائلاً: اجفي يا مهجة…. وجفي عنتر…. هزت رأسها بسرعة بالرفض واستكملت هروبها منه.
كاد أن يعترض طريقها مرة أخرى بعربته، لكن أعين أهل البلدة استوقفته…. فقال لنفسه بانفعال: حظك انك منيش عايز فضايح أكتر من إكده، فتركها تسبقه إلى الدوار.
فوجىء السائس…. بوجودها وأعطته الجواد وفرت هاربة من أمامه… ومن حسن حظها أنها وجدت والدته التي رمقتها باستغراب قائلة بدهشة: مالك يا بتي لون وشك مخطوف… ولابسه ليـــه إكده…. وليه منتيش جادرة تتنفسي حتى.
انتفض قلبها بقوة قائلة بنبرة متوترة: أصل …. أصل… كنت راكبة عنتر…. ضربت فاطمة على صدرها بانزعاج قائلة لها بصدمة: واه…. ليه إكده يا بنيتي…. يا عيب الشوم عليكي…. قاطعتها بسرعة قائلة لها برجاء: خابرة إني غلطانة جوي جوي …. بس غصب عني وآني آسفه مجصدش اني أضايق العمدة.
قطبت حاجبيها قائلة لها بضيق: إنتي مش خابرة طبع العمدة عاد…. ولا يلدش عليه كل الحديت اللي جولتيه دلوك فقالت لها بجمود: أيوة…. أيوة خابراه زين جوي جوي كمان بس…. وقبل أن تتفوه بحرف واحد زائد اتسعت عينيها بهلع شديد وأخذت تختبىء خلف ظهر والدته وتتمسك بثيابها كاطفلة خائفة من والدها.
فقالت الأم بهدوء ظاهري: بالراحة يا ولدي على مرتك…. لم يرد عليها إنما سحبها من وراءها بقسوة ففزعت مهجة.
فتوسلت بنظراتها إلى حماتها. كي تغيثها… لكن جلال لم يعطيها أي فرصة للتحدث قائلاً بلهجة صارمة: محدش يدخل بيني وبين مرتي.
لم تستطع والدته النطق من منظره الغاضب….. متنهدة باستسلام فهي على دراية بطبعه جيداً 
تمسك جلال بها بكل قوته…. حاولت مهجة أن تجذب يدها من قبضته القوية لكنه لم يتركها تفلت أبداً.
همست لنفسها بهلع: هتتصرفي إزاي يا مهجة ده قليل إن مموتك دلوقتي دي فضيحة وعار بالنسبة باله اللي عملته.
فتح جلال باب منزله وأزاحها قبله للداخل مغلقاً الباب خلفه بعنف انتهزتها مهجة فرصة…. وهربت منه ناحية غرفته…. وأسرعت تغلق الباب خلفها.
لكنها لم تستطع أن تستكمل إغلاقه…. فقد وضع كتفه بين الباب وحائلة…. فتراجعت للخلف بسرعة….. ونظرات عينيه تتقد كالبركان الثائر وهو يحدق بها.
أسرعت مهجة بأخذ سلاح من أسلحته  المعلقة فوق الحائط وأمسكته ووجهته ناحية رأسها قائلة له بذعر: إن جربت مني… آني هموت نفسي… وهتشيل ذنبي.
لم تتوقف خطوات جلال صائحاً بها بقوله الغاضب: سيبي السلاح يا مهجة…. فقالت له بخوف: لاه منيش هسيبه.
اومأ برأسه بتهديد واضح قائلاً لها بسخرية حاده: طب يالا وريني إكده هتجتلي نفسيكِ كيف وخليني أرتاح منيكي للأبد.
فقالت له بتلقائية مضحكة: وأهون عليك يابيه….. هز رأسه بغضب قائلاً بصوت هادر: أيوة يا مهجة تهوني…. بعد الفضايح اللي عملتيها دلوك…. فتفرغي المسدس في دماغك يا تجيبيه أفرغه آني عنيكي.
هزت رأسها معترضة قائلة له بذهول: بس آني لو عملتها…هروح النار لكن لو انت عملتها هتروح النار وتدخل السجن وآني مرضاش ليك البهدلة بسببي…. يا سعات الباشا.
جز على أسنانه بغضب قائلاً بانفعال: لكن ترضالي الفضايح مش إكده يا ست مهجة…. ده غير الخلجات اللي انتي لابساها….. إزاي جدرتي تلبسيها وآني مانعك عن اى بنطلون تلبسيه.
ترددت قائلة بخفوت خائف: آني آسفه يا بيه مجصدش أصل… قاطعها بصوت هادر قائلاً لها: إنتي لساتك هتتأسفي تاني…. ارمي المسدس وتعالي اهنه جربي مني.
رفضت أن تقترب منه خطوة واحده من شدة خشيتها منه قائلة له بقلق كبير: لاه منيش مجربه منيك هوه آني هبلة اعملها.
أومأ برأسه بتهديد… كأنه يدبر لها شيئاً آخر فقالت لنفسها: شكلك بتدبرلي في مصيبة جديدة، جبتيه لنفسك يا مهجة… شكله هيموتك فيها.
فوجئت به يخرج سلاحاً آخر أكبر من غمده ووجهه ناحيتها قائلاً لها بتحذير: هتسيبي المسدس إهنه دلوك، ولا تحبي أديكي عيارين في نافوخك يريحوني منيكي للأبد.
تراجعت بخطواتها للوراء، خائفة متعثرة قائلة لنفسها بذعر: يا دي المصيبة السودة اللي وجعتي نفسك فيها يا مهجة…. اتفضلي استلقي وعدك منه.
ارتعد جسدها من نظراته المشتعلة قائلة بنبرة متوترة: طب… اخرج بره الأول وآني هسيبه.
لم يرد عليها إنما أطلق رصاصة في الهواء جعلتها تركض ناحية المرحاض بطريقة مضحكة بسبب ذعرها الشديدقائلة لنفسها: يا لهوي على اللي هيجراك يا شابة….. ده مش أنا بس اللي مجنونة… ده طلع أجن مني.
جاءت لتغلق الباب في وجهه بسرعة، لكنها لم تستطع وفوجئت بنفسها…. تُجذب من وراء الباب…. بمنتهى القسوة والقوة…. جعلتها تشهق من الرعب منه وكاد أن يغشى عليها من الذعر التي تعيشه الآن.
لوى ذراعها الممسك بالسلاح وراء ظهرها جاذاباً إياها ناحية صدره بتملك… لم تتحمل تفحصه لها…. ولا الغموض المتوعد لها في عيناه فأغمضت عينيها قائلة له بذعر: انت هتجتلني مش إكده…. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله….. أديني أتشاهدت على روحي يا بيه…. علشان ترتاح.
لم تنم ولاء من قسوة الضرب التي أصيبت به…. من جراء فعلتها بالأمس…. فقد ضربها بقوة…. حتى أنها…. انهارت قواها تحت قدمي حسا.
كانت جالسة على الأرض وهي تتذكر دخول شقيقها حسان عليها غرفتها عنوة مما جعلتها تهب للتوسل إليه قائلة برجاء : متجتلنيش يا أخوي آني مظلومة ومستهلش تروح السجن علشاني….. جذبها من شعرها بقوة ووجه سلاحه في وجهها قائلاً لهابغضب: آني لازم أغسل عاري بيدي…. اللي مرغمتي باسمي واسم ابوي الأرض.
انتحبت قائلة له بتوسل : يا أخوي آني معملتش حاجه عفشه واصل …. قاطعها قائلاً بانفعال: والسواج اللي جابكم في نصاص الليالي من مصر تجولي عليه إيه يا مجرمة.
اتسعت مقلتيها بقوة…. وازدادت ضربات قلبها بعنف…. قائلة له بفزع: سواج…. سواج مين يا اخوي….. قاطعها قائلاً بصوت هادر وهو يكاد يقتلع شعرها من جذوره قائلاً لها بعنف: السواج…. اللي عمل الحادثة… إيـــه جوام نستيه يا فاجرة… ده آني لازم أخلص عليكي واشرب من دمك…إحنا مودينك تتعلمي ولا موديكي تلفي وتدوري على حل شعرك يا جليلة الحيا.
انهارت قواها تحت قدميه بذل وانكسار قائلة له بوجع: غصب عني يا أخوي…. كنتــ….. قاطعها بلطمة قويه على وجنتها اليسرى أطاحت بها في الأرض…. وشهر سلاحه  في وجهها فاتسعت عينيها بذعر شديد….  وزحفت على الأرض… للوراء بفزع قائلة باعتراض: لاه…. يا خوي…. متدويش نفسيك في داهية علشاني…. آني مستحجش منيك اللي هتعمله دلوك.
ضغط على زناده فصرخت به تتوسله وتتذلل إليه، وكاد أن يستكمل ما يفعله…. لولا…. هرولت والدته وزوجته الذين صرخوا  من فعلته عندما رأوه هكذا…. صرخت به زوجته بلوعة قائلة باعتراض: لاه يا حسان إوعاك تعملها… قاطعها بنظراته القوية قائلاً لها بانفعال: اطعلي برة دلوك يا حرمه بدل ما أفرغه في نافوخك.
هزت زوجته رأسها بالرفض قائلة له بلهفة: يبجى اقتلني جبلها يا حسان…. اتسعت عينيّ حسان بشراسة قائلاً لها بانفعال: بعدي عن طريقي بدل ما اتهور وأجتلكم انتم التنين.
هتفت به والدته هذه المرة وهي تتمسك بذراعه…. قائلة بلهفة: لاه يا حسان يا ولدي…. هيه متستحجش تودي نفسيك في داهية علشانها فكر في ولدك ومرتك مين هياخد باله منيهم.
هتف بها قائلاً لها بعصبية مفرطة: بس هيه تستج الجتل بعد ما جبتلنا العار يا اماي…. بكت والدته بقهر قائلة له بضيق: خابره يا ولدي إكده بس…. قاطعها زوجها من وراءها بعنف قائلاً بقسوة: سيبيه يخلص عليها ونرتاحوا كلاتنا منيها.
اعترضت زوجة حسان طريق حماهاقائلة له برجاء: لاه يا ابوي… فكر فيه وولد حسان يهون عليك يبجى يتيم…. صمت برهةً وأردف بعدها قائلاً لها: لا ميهونش عليه…. بس ده شرفنا إنتي خابرة إكده…. كانت ولاء تتمنى الموت في هذه اللحظة عن ما يحدث أمامها…. وما تسمعه من أقرب الناس إليها وهو والدها.
ومن صراع من أجل قتلها والقضاء عليها للأبد وحدق بها والدها قائلاً بشراسة: يارتني ما خلفتك ولاشفتك في يوم من الأيام يا واطية….. آني اللي هخلص عليكي بيدي…. واشرب من دمك.
وهمَ ناحيتها ليخلص عليها فاعترضت زوجته طريقه قائلة: لاه خسارة فيها… قاطعها بقسوة قائلاً لها بعنف: بعدي عني… همليني أخنجها ونرتاح من عارها.
هزت رأسها بقوة قائلة بسرعة: لاه إعمل حاجه تانيه غيرها، زفر قائلاً لولده بحدة: سيبها دلوك يا حسان… وآني هتصرف وياها…. فقال له حسان باعتراض: لاه يا ابوي سيبني أخلص عليها….. جذبه من ذراعه قائلاً له بضيق: تعالى معاي دلوك يا ولدي ونفكروا سوا كيف هنتصرف وياها.
بكت ولاء بشدة وهي تتذكر ما حدث معها قائلة لنفسها: آني السبب وظلمت جنبي مريم اللي اتخلى عنيها يحيى بسببي.
بْهتت مريم من سماعها لكلمات أخيها…. كالخنجر المسموم داخل قلبها…. فقالت بتوتر: بس آني يا أخوي ما عاوزاش اتجوزه…. لا يناسبني ولا آني أناسبه.
جحظت عينيّ حسين… قائلاً بغضب: انتي لساتك… مرضياش توافجي…. إنتي نسيتي أوامري ولا إيه يا بنت ابوي.
نبض قلبها بقوة من الرعب من نظرات عينيه قائلة بتوتر: لاه منسياش يا اخوي…. بس آني محتاجه أكمل علامي الاول ومنيش بفكر في الزواج دلوك.
باغتها حسين بإمساكها من شعرها بعنف حتى شعرت بأنه سيقتلعه من جذوره بمنتهى القسوة…. فتوالت صياحتها المتألمة…. هرولت على أثرها والدتها….. تقول بجزع: بتي…. حرام يا ولدي تعمل فيها إكده…
فقال بسخط: عايزة تمشي حديتها الماسخ عليه يا اماي…. بس هتتجوزيه….. ورجلك فوج رجبتك.
بكت مريم بشدة قائلة له بحزن وألم: حرام عليك كفاياك تعذيب فيه يا اخوي…. داني خيتك الوحيدة.
لم يرضخ لرجائها وإنما نهرها وألقى بها من فوق فراشها…. فسقطت بقسوة…. حتى تخرشم وجهها إثر سقطتها القاسية وأخذ يضربها بكل قوته في جميع أنحاء جسدها.
احتضنتها والدتها بسرعة وهي تتألم، قائلة بحزن: ياولدي كفاياك….. معلش علشان خاطري آني وهخليها تنفذ كل اللي انت عايزة، لم يتأثر حسين كثيراً، وجذبها قائلاً لوالدته بخشونة: لاه…. ملكيش صالح بيها عاد…. لغاية ما تفوج لنفسيها.
فقالت له والدته بجزع: يا ولدي سيبني أجعد وياها…. دي لساتها تعبانة.
زفر بقوة قائلاً بغضب: ان شاء الله تموت ونرتاحوا منيها….. ثم سحبها خلفه…. مغادراً الغرفة وأخرج والدته قبله بعد أن اضطرت لذلك.
قائلاً لمريم بقسوة ساخرة: خمس دجايج وتكوني جاهزه، آني خارخ منتظرك يا عروستنا.
اضطرت بعد ما عانته مريم من قسوة أخيها أن ترتدي ثيابها بسرعة حتى لا يعاقبها أكثر من ذلك.
أتى ابن عمها بذهبٍ كثير لتختاره وكان يراقبها وعلى وجهها علامات الحزن… والظلم ورغم ذلك تجاهله قائلاً لها : ها… يا بت عمي عجبك حاجه.
كانت لا تريد إجابته لولا نظرات حسين…. فاختارت بآليه لتنهي الموقف ثم تركتهم وغادرت الحجرة بسرعة.
أغلقت الغرفة على نفسها قائلة بحزن: يا ويلك من اللي هتعانيه يا مريم…. بدون سبب…. ده غير الكلية اللي اتحرمت منيها…. وانتي في آخر سنة.
ذهبت في نفس اليوم إلى المشفى لاستكمال علاجها… وبصحبتها والدتها…. بعد أن أخبرتها ولاء بما قاله لها يحيى…. فازداد الأسى بداخلها بعد تخليه عنها بهذه السهولة… بعد مشاهدته للفيديو.
ورغم ذلك بحثت عنه بعينيها فلم تجده… بل وجدت الطبيب البديل الذي أخبره عنها لتستكمل علاجها الطبيعي معه بدلاً عنه.
انهت علاجها مع الطبيب ثم خرجت من غرفة الفحص… وقد فقدت الأمل في رؤيته… فامتلىء قلبها حزناً… وظهر ذلك في محياها.
فقالت لها والدتها بأسى: امشي يا بتي… ربنا يهديكي ويصبرك على اللي انتي فيه.
لمعت عينيها بالدموع قائلة لها: آني مظلومة يا اماي…. مظلومة كتير جوي… ربتت على ظهرها قائلة لها بجزع: خابره يا بتي… بس هنعمل إيــه مع حسين ولدي…..
قطعت عبارتها عندما تجمدت ابنتها في مكانها… ونظرات التوسل واللهفة في عينيها… فبصرت لماذا فعلت ذلك.
فوجدت يحيى يرمق ابنتها بنظراتٍ قاسية لم تعتادها منه… وهو يهبط من سيارته…. ودت مريم لو هرولت ناحيته وارتمت بين ذراعيه.
لتنفي عن نفسها هذه التهمة القذرة…. التي لحقت بها، والمصيبة التي تعيشها الآن…. تجاهلها… واتجه بعدها صوب المشفى.
فاستئذنت من والدتها لتقابله فرفضت بخوف قائلة لها بحيرة: يابتي أخوكي يعرف يخلص عليكي… فقالت لها بلهفة: لاه محدش هيخبره تعالي استنيني جوه خمس دجايج بس.
انصاعت لها والدتها على ألا تتأخر… ركضت خلفه وطرقت على باب غرفته.. وفتحته مترددة وهو يقول بجمود: ادخل… تجمد يحيى مكانه… عندما تلاقت أبصارهم.
قائلاً بحدة: إيه اللي جابك إهنه….. آني مش جلت مالكيش صالح بيه بعد إكده…. ومشفش وشك تاني واصل…..اقتربت منه تتوسله والدموع في عينيها قائلة له برجاء: أرجوك  اسمعني آني مظلومة وإنت خابر إكده زين.
هتف بها بحده قائلاً بقسوة: عايزاني بعد ما أشوف الفيديو أسامحك عادي وأعمل نفسي ما شفتش حاجه عاد مش إكده…. فهزت رأسها وهي تقترب منه قائلة له برجاء: آني باخد جزاتي يا يحيى حرام عليك.
تأمل ما لحق بوجهها من علامات ضرب أخرى على وجهها ومكان سقوطها أرضاً قائلاً لها بتشفي: تستاهلي أكتر من إكده.بكتير جوي … يالا إطلعي من إهنه بسرعة، منيش عايز أشوفك واصل.
أغمضت عينيها بألم عميق…. ولم تستطيع أن تتفوه بأي حرف زائد مما جعلها تندم على مقابلتها له…. وذلها أمامه بهذه الطريقة المفجعة.
انصرفت من أمامه بعد أن كادت تنهار وتخر بين ذراعيه…. لكنها ليست بهذا الضعف… لتتوسل إليه أكثر من ذلك.
تهاوى على مقعده غير مصدق أن هذه نهاية حبه لها، من قبل أن يبدأ…. قاطع أفكاره دخول إحدى الممرضات تقول له: حضرتك هتبدأ الكشف دلوك.
هز رأسه بالموافقة دون أن يبادلها الحديث، فبدأت الممرضة بعملها وإدخال مريض… مريض كل على حده.
تناول جلال منها السلاح بقوة وجذبها من شعرها فتعالت تأوهاتها قائلاً لها بغضب: جوليلي. بجى …… يا مصيبة إنتي…. إزاي جدرتي تعمليها وتفضحيني إكده…. في البلد…. جدام الناس.
تقطعت أنفاسها بقوة من الخوف الذي يعتريها قائلة بهلع: آني آسفه يا عمدة مجصدش، هز رأسها وهو يجذبها من شعرها أكثرها قائلاً لها بانفعال: هوه إنتي كل ما تغلطي مفيش وراكي غير إكده…. إنتي إيــــه بلوة واتحطت فوج نافوخي… اسمعيني زين في الحديت اللي هجوله دلوك…. آني إذا كنت مجعدك ويايا إهنه…. فا آني بس مجعدك علشان مهمتي ومصلحتي… ولولا إكده لكنت طخيتك عيارين يطلعوا من نافوخك ونرتاح كلاتنا منيكي..
انهمرت دموعها قائلة له بإسلوب مضحك: مكنش العشم يابيه عايز تقضي على زهرة شبابي… قطب حاجبيه قائلاً لها بنرفزة: عشم مين ده اللي بتتحدتي عنيه…. يا مجنونة إنتي…. بس من الواضح إكده انك ناجصة رباية وآني اللي هربيكي.
وبدون أن تعي ما يحدث لها… ألقى بها على مقعدٍ ما خلفها، بكل قوته…. صائحاً بها بقوله بغضب: إياكي تتحركي من مكانك إهنه…. لم يمهلها التحدث كثيراً وتركها وانصرف من أمامها.
أتى ومعه حبل متين فاتسعت عينيها بصدمة شديدة قائلاً لها بسخط: آني بجى هربيكي من البداية…. علشان تبجي تخالفيني زين وتلبسي على راحتك إكده.
فقالت له بخوف: والله حرمت خلاص…. وهنفذ أوامرك….. قاطعها قائلاً لها بغضب: لاه لساتك ما حرمتي…. ومش هتحرمي بسهولة…. آني فاهمك وخابرك زين….
ودنى منها بسرعة وقيد يديها وقدميها بالمقعد…. بكل قوته….. قائلاً لها بسخرية غاضبة: وريني إكده هتجدري تاكلي وتمشي تاني كيف.
شعرت بالألم في جميع أنحاء جسدها… نتيجة ربطه إياها بهذه الطريقة…. قائلة له برجاء: طب فكني ومش هعملها تاني واصل بعد إكده، وأجولك ابجى اجفل عليه تاني بالمفتاح كمان.
ابتسم بتهكم قائلاً لها بحدة : لاه منيش أهبل ولا عبيط علشان أعمل إكده، وسبج وحذرتك جبل إكده من غضبي ومفيش فايدة بردك منيكي.
ثم تركها وغادر الحجرة مسرعاً…. فقالت لنفسها بضيق: شايفة نتيجة تهورك وجنانك أهو ربطك زي المعزة وسابك ولا هيسأل عنك دلوقتي وكمان لسه هيربيني…. يادي الوقعة الكحلي اللي وقعتك نفسك فيها.
تنهدت مهجة عندما تذكرت كل ذلك في اليوم التالي وهي في نفس المقعد وقد جفاها النوم ليلاً من شدة آلام جسدها وكأنه قد أصابه الشلل.
قائلة لنفسها: آه يا جسمي ياني…. موجوع كله ولا بطني اللي بتصوصوا من عدم الأكل… بقى ياباشا ياحليوة تعمل فيه كده وهنت عليك.
وقد تركها وحيدة في غرفته ليبث في نفسها الرعب أكثر وليزيد من عقابه لها.
قاطع تفكيرها دخوله عليها بحدة…
قائلاً لها بخشونة سااخرة: ها عامله إيه دلوك …. نمتي حلو مش اكده.
فقالت له بضيق : طبعاً ياعمدة لدرجة اني حاسه اني اتشليت.
ابتسم بسخرية قائلاً لها: عجبال لسانك الطويل لما يتخرس ومتتحدتيش تاني واصل.
فقالت له بدهشة: وابجى خارسا يا بيه… هز رأسه قائلاً بتشفي : ياريت ابجى ارتحت منيكي.
ثم تنهد بضيق واضح مردفاً بقوله الحازم: آني بس هفك علشان تنفذي اللي هجولك عليه… ولولا إكده لكنت سيبتك.
عاد ياسين من الخارج غاضباً، قلقاً، مزمجراً…. سألته والدته قائلة بلهفة: ها عرفت عنها أي حاجه.
هز رأسه بالرفض قائلاً بعبوس: معرفتش يا ماما… أنا مش عارف أتصرف إزاي.
تنهدت بحزن قائلة له: والله ما أنا عارفه أقول إيه… واتصرف ازاي..غير انه اقول منها لله اللي كانت السبب.
زفر ياسين بقوة قائلاً لها: ماما أرجوكي… نوال السبب في اللي إحنا فيه مش نهى…. ولولا هروبها مكنش ده كله حصل.
عبس وجهها قائلة بجمود: واضح كده ان مفيش فايدة من الكلام معاك… ثم تركته ودخلت إلى غرفتها.
دخلت أم مصطفى على نوال وجدتها مستيقظة… لكنها جالسة في الفراش شاردة…. تتذكر كل ما مر بها بالأمس…. كأنها تعيشه الآن من جديد.
قائلة لها بحنان : ها يا بنتي نمتي كويس امبارح.
اومأت برأسها قائلة: أيوه الحمدلله شغلتك معايا… أنا آسفه.
جلست بجوارها على الفراش تقول لها باعتراض: يا حبيبتي متقوليش كده…. قلتلك امبارح انتي زي بنتي…. ها مش عايزة بقى تتكلمي وتقوليلي ليه هربتي بالفستان الجميل اللي كنت لابساه امبارح.
أومأت برأسها بالموافقة قائلة لها بهدوء: هحكيلك على كل حاجه يمكن ارتاح شوية من اللي أنا فيه.
فقالت لها بحب : قولي يا نوال يابنتي وأنا هسمعك للآخر…. قولي.
بدأت نوال في سرد حكايتها من البداية… وكل شىء عن حياتها وما حدث بالأمس في حفل خطوبتها وعقد قرانها لياسين…. وانهمرت دموعها بغزارة عندما وصلت بحكايتها لحظة دخول نهى في منزل أم ياسين.
فقالت لها بوجع: وجات خطيبته فجأة ومعاها نفس الشاب اللي انضرب بسبب انه كان عايز يتجوزني وهوه اللي بلغها بكل حاجه، وكان بكده بينتقم للي حصله من ياسين… ربتت أم مصطفى على يدها قائلة لها بعطف: لو عايزة تكمليلي بعدين يبقى أفضل ليكي….علشان ترتاحي.
تنهدت قائلة لها : لا هكمل عادي أنا حاسه اني كويسة… ابتلعت ريقها مستطردة بيأس : كانت نتيجة مجيهم اني هنا دلوقتي وياسين ضربه نفس الضرب اللي أخده قبل كده منه.
أما نهى فبهدلتني كتير وجرحتني بكلامها، وحسيت ان معاها حق بس كله بسبب ياسين وقالتلي: انتي بنت جايه من الشارع ازاي تخطفي حبيبي وخطيبي وطبعاً مكنتش قادرة أرد عليها ولا أدافع عن نفسي…. من كتر صدمتي…. 
وطبعاً ياسين ماسبهاش تكمل اللي كانت عايزه تقوله، وخانق خناقة كبيرة معاها…. أعصابي انهارت وقتها وفوجئت بنفسي قدام بيتك هنا بعد ما لقيت الدنيا كلها ضدي…. بكت نوال بشدة…. تأثراً لما وصل إليها حالها.
احتضنتها بحنان قائلة بعطف: عيطي حبيبتي وطلعي كل اللي جواكي.
انتحبت قائلة من وسط بكاؤها: أنا جوايا وجع وتعب…. يهد جبال يا خالتو… ومش عارفه أعمل إيه ولا اتصرف ازاي.
ابعدتها عنها قليلاً ومسحت دموعها قائلة لها: سيبيها على ربنا…. وقومي يالا اغسلي وشك علشان نتغدى وننزل المسجد نصلي سوا وتدعي ربنا يفرج كربك ويدلك على الطريق الصح.
أومأت برأسها بالموافقة…. وقامت أم مصطفى بتجهيز الغداء… ليتناولوه سوياً.
تمدد ياسين في فراشه بشرود وهو يتذكر ما حدث بالأمس.
قالت له نهى بغضب: ألف مبروك يا عريس… مش كنت عزمتني وأنا آجي. 
صدم ياسين من مجيئها المفاجىء وعينيه مثبته على الشاب الذي معها يبتسم بتشفي.
فقال لها بغضب : إيه اللي جابك هنا… انطقي 
فقالت له بغضبٍ ساخر: جيت علشان أباركلك طبعاً…. واعتب عليك انك معزمتنيش.
كان والداه من شدة صدمتهما لرؤيتها لم يتفوها بأي حرف زائد.
لم يجيبها ياسين وانما حدق بوجه نوال الشاحب، التي من كثرة صدمتها شعرت بعدم مقدرتها على التحدث وقبل أن يتحدث إليها.
قاطعته نهى تقول بحدة:  كنت أكبر مغفلة يا ياسين بيه علشان مفهمش… سرك تغيرك معايا…. طول الفترة اللي فاتت.
لم يجيبها ياسين إنما كان انتباهه فقط لنظرات الشاب المثبته على نوال قائلاً لها بانفعال: ده جايباه معاكي ليه هنا…. ها.
ابتسمت بسخرية قائلة بتهكم: وده بس اللي يهمك يا عريس…. لم يرد عليها…. انما أجابه الشاب بتشفي قائلاً بسخرية : جاي أردلك الجميل والواجب اللي عملته معايا قبل كده واللي عمري ما هنسهولك…..
لم يمهله ياسين لاستكمال عبارته… وانما ضربة بقوة مثلما فعلها قبل ذلك المرة السابقة….. تحت صرخات نوال ونهى….. الفزعة وابعده والد ياسين بغضب قائلاً له: كفاية يا ياسين…. كفاية فضايح…. لحد كده.
فقال له ياسين بغضب ساخر: ياريت متنساش الواجب ده كمان…
قبل أن يستكمل ياسين باقي عبارته، انهارت أعصاب نوال بصرخات متتالية قائلة بهيستريا: انا اللي غلطانة…. أنا السبب في كل ده…. يارتني ما كنت قابلتك…. طلقني وسيبني لحالي.
قطبت نهى حاجبيها بقوة قائلة بانفعال: وكمان كتبت كتابك عليها…. قاطعتهم نوال بركضها خارج المنزل…. وهروبها من أمامهم .
هرع خلفها ياسين على الدرج لكنه لم يلحق بها بسبب نهى التي أخذت تستفذه وهي وراءه لتلحق به هي الأخرى.
قائلة له بعصبية: بقى تعمل فيه أنا كده علشان واحده من الشارع.
لوح بيده في وجهها بسخط قائلاً لها بنرفزة: اخرسي خالص… وإياك تغلطي…. واذا كان على اللي حصل…. ده مش هيأثر على موضوعنا وهتجوزكم انتم الأتنين.
بهتت قائلة له بعدم استيعاب : انت أكيد جرى لمخك حاجه…. مين قال اني هرضى بالوضع ده…. لاء فوق لنفسك.
فقال لها بحنق: نهى متعليش صوتك…. وزيك زيها… ومش هظلم ولا واحدة فيكم.
هزت رأسها بعدم تصديق قائلة له بكبرياء: بقى انت عايز تتجوزنا احنا الأتنين…. وتسويني بيها…. بواحدة متسواش أي ……
لطمها بقسوة على وجهها قاطعاً لباقي جملتها قائلاً لها بانفعال: قلتلك إخرسي ومتجبيش سيرتها تاني على لسانك…. فاهمة ولا لأ.
صُدمت مما فعله قائلة له بدهشة: بقى بتمد إيدك عليه علشانها…. قاطعها بصوت هادر: نهى انتهى الكلام لغاية كده…. ومش هسمحلك بكلمة تانية زيادة عنها…. دي بقت مراتي خلاص.
في اليوم التالي ذهبت مهجة إلى والدها مصطفى كما أخبرها جلال ونفذت كل ما طلبه منها…. كان في استقبالها والدها مصطفى محرم… الذي قابلها بترحاب شديد.تناولت معه طعام الغداء ثم تركها ودخل لمكتبه.
لمحت هناك في المطبخ تقف السيدة التي تدير المنزل والتي كانت تتلصص عليها من قبل.
اقتربت منها مهجة قائلة لها باستهزاء : والله ووحشتيني ازيك وازي تليفوناتك.
تنهدت السيدة بضيق قائلة : انا بخير تؤمري بحاجه …. تنهدت قائلة لها: آه طبعاً عايزة كوباية عصير فرش.
انصرفت من أمامها بضيق… فابتسمت مهجة قائلة لنفسها: انتي لسه متعرفنيش… يا حاجه… بس شكلنا كده مطولين مع بعض.
في المساء جلست مع والدها في غرفة مكتبه قائلاً لها : عايزك يا ياسمين ما تتكسفيش أي حاجه عايزاها قوليلي عليها وأنا أنفذهالك على طول.
هزت رأسها قائلة له: لا مش هتكسف…. ما تقلقش.
ابتسم لها قائلاً لها: جبتلك هدية جميلة تليق ببنت مصطفى محرم.
استغربت قائلة له: هدية إيه دي….!!!
أخرج من درج مكتبه عبوة كحلية اللون من القطيفة.
انبهرت مهجة من منظهرها الخارجي وهي تتأملها بإعجاب…. وفتحتها ببطء ورأت عقدٍ من الألماظ.
فاتسعت عينيها بدهشة قائلة له بارتباك: ده ليه أنا…. هز رأسه بالموافقة قائلاً لها: طبعاً يا حبيبتي إلبسيه يالا…. ارتدته حول رقبتها فزاد اعجابها… الشديد به.
قائلة له بسعادة: ده حلو أوي…. بس غالي أكيد، فقال لها: مفيش أي حاجه تغلى عليكي يا حبيبتي.
فجأة اقتحمت عليهم الغرفة آخر من يود مصطفى رؤيتها الآن…
عادت مهجة إلى منزلها في المساء… ولم تجد جلال في المنزل….. فقالت لها والدته: تعالي اجعدي ويانا… عجبال ما ييجي العمدة.
ابتسمت لها وجلست بجوارها…. قائلة لها : كيفك يا اماي…. وكيف ابوي…. فقالت لها : بخير يا بتي الحمد لله….. سألت عليكي العمدة جالي انك كنتي في بيت أهلك…. كيفهم يا بتي.
ابتسمت قائلة : كويسين كلاتهم وبيسلموا عليكي…. فقالت لها: الله يسلمك ويسلمهم يا بنيتي.
جاء جلال في وقت متأخر من الليل وكانت مهجة واقفة أمام المرآة ترى العقد وهو يزين رقبتها.
انتفضت من مكانها عندما باغتها بالدخول عليها….. ولمحه حول رقبتها فاتسعت عينيه بغضب عارم.
لاحظت مهجة نظراته على العقد فابتعدت عنه وكانت ستخعله من رقبته.
لكنه استوقفها بعصبية قائلاً لها: مهجة استني عندك.
وقفت في مكانها دون حراك…. مقترباً منها قائلاً لها بانفعال: ممكن تقوليلي مين اللي عطاكي العقد ده.
فقالت له بخوف: بابا اللي عطهوني النهاردة…. قاطعها صائحاً بها بغضب: ومين اللي قالك اني هقبله منه.
فقالت له بتردد: بس عجبني… وحلو عليه، هز رأسه بالنفي قائلاً لها بلهجة صارمة: مفيش حاجه اسمه عجبك العقد لازم يرجع لصاحبه فاهمة….
اتسعت عينيها بغضب قائله له: مش هرجعه يا عمدة…. جحظت عيناه بغضب واقترب منها وجذبه وكاد أن يخنقها به فسعلت قائلة له بألم : هتخنج إكده يا سعات البيه…. فقال لها بحدة: اتخنجي مادام هتعارضيني تاني.
فأسرعت تقول له : خلاص هرجعه بس كفاياك إكده…. فقال لها بغلظة : طب اخلعيه بسرعة يالا بدل ما أخنجك بيه.
بالفعل قامت بخلعه من رقبتها فأخذه منها جلال بقوة قائلاً لها بصرامة : اوعاكِ تاني مرة هتتحديني انتي مش جدي.
توعدته مهجة في نفسها وهي تراه يدخل إلى المرحاض…. قائلة بغيظ: إن ما عملت فيك مجلب يا عمدة…. يطلع من عينيك…. ما بجاش آني مهجة.
بعد ثلاثة أيام عاد جلال من عمله بعد العصر …. فاستقبلته والدته بالزغاريد ومعها شقيقته نور…. وقبل أن يسألها عن السبب مستغرباً قالت له بسعادة لا توصف: ألف مبروك يا جناب العمدة مرتك حبلى…..!!!
يتبع..
لقراءة الفصل الثامن والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حبيبة بالخطأ للكاتبة سهير علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى