روايات

رواية ومات الجسد الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم إسراء هاني

رواية ومات الجسد الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم إسراء هاني

رواية ومات الجسد الجزء الخامس والعشرون

رواية ومات الجسد البارت الخامس والعشرون

رواية ومات الجسد الحلقة الخامسة والعشرون

صلوا على النبي
عاد من عمله مشتاق لها كعادته ليسمع صوت محمد اخيها وهو يهمس : عشان خاطري بلاش تقولي ليوسف
اسراء باستغراب: ليه بس
محمد : يوسف ما قصرش معايا دايما في ضهري مش عايز اتقل عليه كفاية عليه كدة
ابتسم يوسف على كلامه
اسراء : حبيبي يوسف بعتبرك اخوه الصغير .. بعدين انت رايح تحب بنت اللواء نفسه نفسي اعرف هو رافضك ليه
محمد : قالي لسة ظابط مبتدأ وبنته تستاهل كذا وكذا
محمد بصوت ألم : بحبها اوي يا اسراء اوي حموت ان تجوزت حد تاني
شعرت بنبرة صوته بوجع شديد فهي تحفظ هذه اللهجة فهي عاشقة لأبعد الحدود
اسراء بابتسامه : ربنا يسعد قلبك.. شعور انك تاخد حد بتحبه ده احلى حاجة في الدنيا
محمد وهو يغمز لها : ايه يا اختي خفي عليا شويا بتحبي اوي كدة
اقترب يوسف يسمع كلامها وقلبه يدق كالطبول مع انه يعلم بعشقها ..
تنهدت وهمست : بحبه .. انا اللي في قلبي ليه لسة ما اخترعوش ليه كلمة في تاريخ العاشقين.. هو كل حياتي الهوا اللي بتنفسه ربنا ما يحرمني منه يارب

 

 

شعر بقلبه يكاد يخرج من مكانه دخل المكان وهو يهمس : ولا منك يا قلبي
اسراء بخجل : يوسف وحشتني
قامت من مكانها وتعلقت برقبته ليهمس في اذنها : بس يمشي محمد ابقى قوليلي بتحبيني قد ايه
يوسف : ابو حميد عامل ايه
محمد بابتسامه وهو يحتضنه : كويس يا كبير حمشي انا دلوقت
يوسف وهو ينظر لاسراء : ما قولتليش انه اخوكي اهبل
اسراء بضحك : ليه
يوسف وهو يضع يده حول كتفه: اصله فاكر حيمشي بدون ما يتغدى
ضحك محمد عليه وهمس : ماشي كلامك يا جو
تناول الغداء برفقتهم وغادر بعد فترة
لينتشلها بحضنه بعشق فما زال تأثير كلاماتها عليه …
همس قبل أن يقتحم شفتيها: لسة معرفتش بتحبيني قد ايه
بعد جولة مم جولات غرامه .. همس لها : في ايه مالك زعلانة بس
اسراء بصوت مختنق لأجل أخيها : ما فيش
نبرة صوتها الحزينة كافية لقتله .. همس بحنان وانا مش حأضغط عليكي ووقت ما تحبي تتكلمي انا موجود
قبلت جانب شفتيه وهمست : لو فضلت عمري كله احمد ربنا عليك مش حوفي حقه
زاد من ضمها بسعادة : طيب يلا نامي عشان شويا الليلة ما نمتيش من ميسو
بضع دقائق كانت غاصت في نوم عميق
في اليوم التالي ذهب إلى مكتب اللواء الذي يريد محمد الزواج من ابنته
علاء بسعادة : يوسف باشا مش مصدق عيينا
يوسف بابتسامه : لقيناك ما بتسألش قولت أسال انا
علاء : كلمنا يا باشا نجيك لحد عندك
يوسف : كنت عايزاك في حاجة

 

 

علاء : بالأمر
يوسف : محمد شاهين الضابط اللي تقدم لبنتك
علاء باستغراب، : ده عيل لسة بيبتدا ماله
يوسف ؛ محمد مش عيل ده شاب جدع وليه مستقبل
علاء : ماشي بس انا عايز لبنتي حد يكون مقام وحسب ونسب .. زيك كدة.
ضحك يوسف عليه وهمس : اعطي بنتك مش حتندم محمد ونعم الشباب
علاء : انت شايف كدة دي شهادة منك تخليني اوافق على طول بس هو يهمك في ايه انت تعرفه
تذكر حبيبة قلبه وهي حزينه لاجل ذالك وهمس وهو على وشك الخروج : بعدين حتعرف بس مش عايزه يعرف اني جيتك
علاء : ماشي كلامك يا كبير
غادر يوسف ليتصل علاء بمحمد يخبره بالموافقة عليه
كاد يطير من السعادة رقص قلبه بشدة اتصل بحبيبته يخبرها ومن ثم ذهب إلى اسراء كان يوسف يصل لتوه
ضمه يوسف من كتفه ودخل برفقته
اسراء بسعادة : ايه سر السعادة دي يا حمود
محمد وهو يرقص : باباها كلمني ووافق وافق
واستمر بالرقص
ضحكت عليه اسراء بشدة وهمست وهي تحتضنه : مبروك يا قلبي
بعد قليل غادر محمد لتنظر اسراء ليوسف باستغراب
يوسف : احم بتبصيلي كدة ليه
استمرت بالنظر له وهمست : انت السبب
يوسف : السبب بأيه
اسراء : انه باباها وافق
جلس على ركبتيه امامها وهمس وهو ينظر داخل عينيها وعشان الفرحة اللي في عينكي دي اعمل اي حاجة في الدنيا
نظرت لعينيه تخبره انه ليس هناك متسع في قلبها لتحبه اكثر من ذلك
فقط بدأت تقبله بحنان وهو مغمض عينيه يستمتع بانفاسها وهو في عالم اخر
(ليس له علاقة بالواقع )
&&&&

بين يديه تنزف يتمنى أن يكون هذا حلم او کابوس كالذي مر به قبل ذلك
أيعقل انها من تلقت الرصاصة بدله …
كانت تقف بجواره عندما لمحت سلاح موجه ناحيته
لم تفكر مرتين عندما احتضنته و وقفت امامه لم يفهم هو لماذا همس بعشق … لما نروح حبقى اخليكي تحضني براحتي
همست بنبرة وداع اخافته … خلي بالك من نفسك يا آسر بحبك اوي اوي اوي
ليهتز جسدها فجأة من قوة الرصالة التي تلقتها لم يسمع صوت الرصاصة بسبب الاغاني و الزمر
لكنه شعر بسائل دافئ ينسكب على يده بغزارة
صرخ بأعلى صوته نووووور
توقف صوت الغناء نظر عمر لاسر ليجد نور بين يديه فستانها بلون دماءها
ركض ناحيتها و قد هرب دمه من عروقه من شدة خوفه نو نو نووووور

 

 

هبط احمد ناحيتها بخطوات راجفة و قال بصدمة نور انا ما کانش قصدي انتي انا كنت عايز اموته هو اللي خدك مني يا نور فوقي عشان خاطري نوررر
هجم عليه الناس و بدؤوا بضربه و امسكوا به حتى جاءت الشرطة لم يستطيع عمر و أسر ضربه كأن جسدهم شل جاء الإسعاف وحملوها إلى المشفى
لم تهبط دموع آسر كأنه في عالم آخر صدمة كانت قوية جدا و هي تنزف بين يديه و فستانها أصبح بلون دماءها
مشی أمامه شريط ذكرياته وكل لمسة وضحكة شقاوتها جنونها غرامها له ابنها الذي تمناه في بطنها جسده كالثلج من شدة خوفه لم يخف في حياته مثل الان ربما شعر انها الخاتمة لماذا فدته بنفسها
اظنت انها انقذته بل قتلته نعم فقد اخترقت قلبه قبلها

عمر غير قادر على الحركة يبكي بشدة كمن صعق بالكهرباء و في حالة يرثى لها
دعاء بدموع .. إن شاء الله حتبقى احسن حتخف بس انت قول يارب
عمر … ما لحقتش تفرح يا دعاء فستانها اللي تمنيت اشوفها فيه غرق بدمها ده أسوأ كابوس اعيشه في حياتي دي بنتي اللي مخلقتهاش ان جرالها حاجة حعيش ازاي مش حاقدر و الله ما اقدر
دعاء .. ما تقولش كدة يا عمر حتخف
خرج الطبيب من العمليات و وجهه اسود من شدة حزنه عليها فهو يعرفها و يعرف أهلها ركض إليه عمر و دعاء لكن أسر لم يذهب إليه فقد كان يعرف انها ودعته وذهب الحلم الذي حلم به طوال حياته أخبره قلبه انه فقدها للابد
عمر بدموع … طمني يا دكتور اخفض الدكتور رأسه و لم يتكلم
عمر برعب أشد و قلب أوشك على التوقف … ايه سكت ليه حصلها ايه اتكلم
بدأت دموع الطبيب تهبط و قال باسف .. الرصاصة كانت بالقلب ما عرفناش نعمل حاجة البقية في حياتكو
ركض عمر و دعاء للداخل لكن أسر لم يتحرك من مكانه سقط
على ركبتيه و لم تهبط دموعه
كانه كذب انها ماتت او صدمته شلت اي إحساس داخله
كم تمناها كم حلم بها ٣ سنوات ينتظر هذا اليوم حتى رحلت بين يديه و آخر كلمة همست بها قبل موتها … ما تزعلش حاشوفك في مكان احسن ان شاء الله
خرج عمر و هو بحالة يرثى لها دموعه تهبط كشلال و دعاء تحاول تهدئته لكنه يصرخ ويبكي بشكل هيستيري

حضرت والدة آسر نزلت بجانب آسر و قالت بدموع بعد أن فهمت ما حدث … آسر ابني رد عليا
لكنه لم يكن يسمعها حتى
ام آسر .. طيب عيط صرخ اعمل اي حاجة ساكت كدة ليه رد عليا

 

 

لم يتحرك او يهمس باي كلمة صرخت ام آسر ان يأتي احد أتى أحد الأطباء وقام باسناده هو و آخر وضعوه على السرير و بعد ثلاث جرعات من المهدئات القوية ذهب في نوم عميق اخيرا بعد معاناة
دخلت والدة عمر العناية بعد اصابتها بجلطة بسبب فقد ابنتها و كان عمر على وشك الموت من شدة الصدمات استيقظ آسر و هو ما زال في صدمته حضر الطبيب لفحصه و حاولوا ان يسندوه لكنه لم يستطيع الوقوف على قدميه الطبيب غريبة بس ما يكونش اللي جه في بالي صح
ام آسر برعب في ايه
بدأ الطبيب بفحصه و إجراء بعض التحاليل والاشعات الممرض شلل مش كدة
الطبيب ايوة فقد القدرة على تحريك رجليه مع انه ما فيش اي سبب عضوي
الممرض … و عندي احساس انه فقد القدرة على النطق لانه ما قالش كلمة وحدة من ساعة اللي حصل و ده مش حيبين غير لما نكشف عليه ويفوق شويا
لم يكونوا يعلموا انه فقد روحه و أصبح جسد بلا روح نعم آسر أخر ليس نفسه فقد رحل آسر السابق مع حبيبته و بقي هنا بقايا رجل شاب عشق و حلم وأتى شخص مريض حرمه من كل أحلامه ينظر إلى السقف لا يبدي اي ردة فعل لا يجيب على اي احد لم يستطيع ان يودعها او يدفنها لأنه لم يستوعب بعد صدمته و آنها رحلت للابد أجمل و أطيب فتاة
” يعني خلاص انا مش حشوفك تاني
مش حلمسك مش ححكي ليك عن حاجة وجعاني كنت روحي لما كان جوايا روح
عمر ما تخيلت انك يوم تروح مش فاضلي مني غير حبة جروح

ما أصعب الفراق نتمنى لو نمت قبل أن نفقد من نحبه لان الحياة بدونهم ليست حياة
&&&&
فترة ليست بقصيرة استمرت وفاء بحالة صدمة
بعد أن اصيب بسام بحالة جنون بسبب قوة الضربة على راسه لم تتخيل انها ستفعل كذلك بأحد
في حضنه يضمها كطفلة صغيرة ابنته يحاول تشجعيها على القيام والتماسك لكن خيالاتها وذكرياتها لا تتركها
فما مرت به ليس بقليل بعد عرضها على دكتورة نفسية بدأت تعود كما كانت تدريجيا و كان بجوارها لم يتركها عاد من عمله الذي امسكه مؤخرا ليجدها ترتدي قميصا باللون الزهري قصير و يفصل جسدها
القى الأكياس التي كانت بين يديه فكم اشتاقها حد الجنون اخفضت رأسها بخجل حينما كان يتأملها بعيون عاشقة مشتاقة و همست ما تبصليش كدة
عز و هو في عالم آخر … ده انا ابص و ابص و ابص ده انتي وحشاني اوي
شهقت بخجل حينما حملها بين يديه و قالت … كول الاول عز .. منا حاكل أهو
ذهب بها إلى غرفته ليعوض اشتياقه وتعبه الفترة التي مرت و بعد فترة من العشق الشديد همس لها .. أنا مبسوط اوي انك رجعتي خفيتي و رجعتي تنور حياتي من تاني

 

 

ضمته بقوة و هي تهمس .. انت علاجي يا عز انت اللي قوتني و خلتني رجعت زي الاول واحسن وكمان عايزة اقولك اني موافقة اتعالج من البداية وحاصبر كتير لغاية ما اجيب ابن منك لانه الحاجة دي تستاهل التعب اني اصير ام لطفل منك
عز .. و انا بتمناها اوي اصير اب لطفل تكوني انتي اللي مخلفاه و حنبدا من بكرة بس توعديني تستحملي لاني بتعب اوي لما بشوفك تعبانة
وفاء .. حاضر بس يلا قوم خدلك شاور و انا حسخن الأكل تاني
عملالك الأكل اللي بتعشقه
عز بحب .. ما بعشقش غيرك يا فوفة
قام للاستحمام و لكن قلبه يؤلمه بشدة وشعور الخوف لا يفارقه بدأت تتعالج بحماس لكن الحماس بسبب الخوف والقلق من ان لا تستطيع أن تنجب طفل
عملت عملية خطرة و بدأ وزنها ينزل من شدة خوفها و أخذ الحقن و علاج مكثف لمدة عام كانت فترة صعبة جدا و كل شهر قبل معاد البريود تعيش رعب وحالة مأساوية عند قدومها و عدم حدوث حمل فترة من أصعب ما يمكن كانت ما بين قراءة قرآن و دعاء و قيام الليل قل وزنها و كانت في حالة صعبة عصبية جدا لا تحتمل اي شئ و كل موعد البريود عندما تأتيها تقلب حياتها جحیم و دموع حقن و علاجات دون توقف و هي تناجي ربها ان يرزقها بطفل من حبيب قلبها و هذا الشهر في معاد البريود تأخرت كالعادة لم تنتظر شئ او تتحمس مثل كل مرة فقد تعبت من الأمل الكاذب خصوصا بعد ألم البطن و الظهر الشديد الذي يوحي بقدومها فكانت نائمة من التعب سمعت صوت زوجها بالاخر قامت لتجهيز الطعام له لكنها سمعت صوت حماتها تضايقت كثيرا لأنها ستسمعها كلامها المعتاد و كأن الأمر بيدها و قبل أن تفتح الباب
ام عز .. يا ابني مراتك طلبت الطلاق بسبب اهمالك ليها طوال الوقت حتى ابنك ما بتروحش تشوفوا
عز .. مش بايدي يا امي انا قولتلك من الاول
لم تفهم شئ لذلك فتحت الباب بهدوء و مشت بخطوات حذرة لكل تسمع ما يقولوا
ام عز .. طيب ابنك ذنبه ايه ما تروحش تشوفوا انت ما تعرفش شكله
… عز .. أنا يا امي عملت كدة عشان خاطري بلاش ..
و قبل أن يكمل كلامها رأى أعين والدته تحدق خلفه هرب دمه
من عروقه و خاف أن ينظر خلفه و يجدها سمعت ما تقول كاد ينصهر رعبا ….
&&&
مر ٤ اشهر على وفاتها لم يتغير حزنهم كانها رحلت امس حالة آسر الذي يرثى لها فقد فقد قدرته على السير و النطق و بين وقت و اخر يستقيظ بصراخ هسيتيري لا أحد يفهم ما يقول يعيش فقد على المهدئات وطعامه معلقة او اثنتين بعد توسل والدته أصبح كبقايا انسان
عند عمر اغلب وقته في غرفتها يشتم عبيرها و ينظر لصورها يتمنى أن تتدخل عليه بضحكتها التي تسعده
دموعه لم تتوقف لم ينساها لحظة توقفت حياته فهي ابنته التي لم ينجبها رحلت هكذا بغمضة عين و هي وردة صغيرة دخلت عليه دعاء و كالعادة كان ينظر لصور اخته و هو يبكي بحرقة وصوت شهقاته تصل للخارج

 

 

دعاء بحزن .. هو انت كدة بتفتكرها مبسوطة هيا كدة حتزعل منك البكاء عمرو ما حيرجعها ادعيلها أن شاء الله ربنا يرحمها وتكون في مكان احسن كانت طيبة وبتحب الكل وبتساعد الكل بلاش تعيط عشان هيا ما تزعلش
عمر بنحيب .. وحشتني اوي تخطفت بدري اوي في اليوم اللي كنت احلم فيه من يوم ما تولدت اشوفها في الفستان الأبيض شوفتها في و هو غرقان في دمها صورتها ما بتروحش من بالي ازاي انسى قلبي وجعني اوي الحرقة بقلبي كبيرة اوي مش بتهدى بتزيد كانت بتحلم في اليوم اللي تلبس فيه الفستان لحبيبها و ابنها اللي لسة النبض ما دقش فيه حرموني من كل حاجة اني ابقى خال اااه يا قلب يا بنتي اللهم لا اعتراض يارب صبر قلبي يارب
دعاء بدموع .. عشان خاطري مش قادرة اشوفك كدة اااه اااااه
قفز من مكانه و هو يتكلم بخوف ايه في ايه
دعاء بألم.. شكلي حولد يا عمر عمر الحقني يا عمر
حملها بين يديه و قبل خروجه صرخت عمر عشان خاطري اجيب الاسدال مش حاروح كدة
ركض إلى غرفتها و البسها الإسدال وهي تصرخ و حملها مرة أخرى وركض بها إلى المشفى
دخلت غرفة التوليد و هو في حالة رعب شديدة فأصبح يخاف الفقد كثيرا بعد أن جربه فأصبحت جميع كوابيسه انه سيبقى وحيدا جلس على الكرسي من شدة خوفه و هو يدعو الله أن تقوم له و هي في احسن حال
بعد فترة خرج الطبيب وعلى وجهه ابتسامة و قال … الحمد لله بنت زي القمر
عمر بخوف .. و … و هي عاملة ايه
الطبيب .. الحمد لله كويسة بس تخلص تنضيفات ممكن تدخلها و البنت راحت الحضانة
عمر .. ليه فيها ايه
الطبيب . ده إجراء عادي زيادة اطمئنان ساعة و حتكون في حضنك بس لازم نطمن على كل طفل بيتولد
كان ينتظر ان يدخل لها بفارغ الصبر و قلبه مشغول عليها كثيرا و بعد ان انتهوا و اعطوها المسكن دخل الغرفة لها قطع المسافة بخطوة واحدة وجلس بجوارها يحتضنها و يهمس بحب مبروك يا حبيبتي
دعاء .. نور حمسیها نورهان
كانها فتحت جرح الذي لم يشفى بكي بشدة كانها ماتت اليوم وضع رأسه على رأسها و قال بحزن وحشتني اوي كانت بتسننى اليوم اللي تصير في عمة كانت تقولوا امتى اصير عمتو الحرباية مستنية ده بفارغ الصبر كانت تقولي حوريهم هما و ماماتهم الويل مش قادر أصدق انه خلاص ما فيش نور تاني هيا بنتي الأولى و فرحتي بعدها ما بقتش حاسس في طعم اي حاجة خدت كل حاجة حلوة معاها و راحت

 

 

قبلت رأسه و قالت بحب ادعيلها يا حبيبي كفاية بكى كفاية
بعد قليل حضرت الممرضة وفي يدها الطفلة اعتدل من مكانه و حملها بين يديه كانها نور رغم صغرها الا انا ملامحها ظاهرة عيونها الواسعة الخضراء وبشرتها الحليبية الناعمة ضمها لصدره و بكي بشدة أعطى طفلته لوالدتها و خرج يبكي بشدة
شعرت دعاء باليأس أن تستطيع أن تخرجه من حالته فهو يزداد سواءا
___
وحشتيني ” قالها وهو يقبل كتفها و شفتيها
نور .. و انت كمان اوي اوي عامل ايه انا زعلانة منك اوي ليه عامل بنفسك كدة
آسر .. مش قادر ليه سبتيني ليه خدتي الرصاصة بدالي فاكرة حاكون مبسوط لما تسيبني يا ريتها جت في قلبي انتي مش عارفة انا حاسس بايه والايام طويلة اوي و مالهاش طعم انا مش عايز اكمل في الدنيا دي من غيرك
نور و هي تقبله وتحتضنه .. أنا في قلبك عمري ما اسيبك حافضل هنا عشان خاطري بلاش تعمل في نفسك كدة انت كدة بتعذبني
بدأت تختفي من امامه ليفتح عينيه وينادي بكلام غير مفهوم مثل لغة الابكم ينادي باسمها بقلبه لكن لسانه غير قادر على أن ينادي بها
( راح اللي كان بحبني وبخاف عليا .. ايوة
ايوة اللي كان بشيل عني الآسية
كان اغلى حاجة في دنيتي كان عمري كله
كان يبقى عارف شكوتي من غير ما اقوله )
&&&
بعد يومان خرجت دعاء من المشفى لم يتركها عمر لحظة واحدة كان يحمل عنها طفلتها و يتركها تنام
هونت عليه طفلته كثيرا لأنها تشبه نور كثيرا كأن ربنا عوضهم بها
وصلت البيت تركها تنام و خرج بطفتله يلعب معها و يطعمها
تذكر نور و هي صغيرة كانها هيا عادت كل ذكرياته لها هبطت دموعه لتبتسم له طفلته كانها تقول له انا هنا لا تبكي ضمها لقلبه و همس .. بحبك اوي اوي
سمع صوت ادم يبكي وضعها على السرير و خرج
له أخذه من جوار والدته و خرج به
عمر … بتعيط ليه بقى
ادم … ماما جابت نونو حتحبه انت و هيا و انا لا
عمر .. مين اللي قالك كدة انت عارف النونو بيقولي انا بحب ادم اوي و جابلك العاب كتيرة وهو جاي تعالا نشوفهم
ذهب ادم مع عمر و هو سعيد جدا قبل راس شقيقته و بدأ يلعب بالالعاب التي جلبها عمر لهم بدأ عمر يلعب معه و هو سعيد بهما لم يشعر باي فرق بينهم كأنهم الاثنين أطفاله

 

 

استيقظت دعاء لم تجد عمر بجوارها و لا ادم قامت من مكانها قلقة
و مشت في الممر لتسمع صوت ادم يضحك نظرت من الباب لتجد عمر يلعب معه و يدغده عمر .. شوفت الألعاب اللي جبتهالك النونة نور حلوة ازاي
ادم … ايوة حلوة أوي انا بحبها اوي
عمر .. و هيا قالتلي بتحبك اوي و ما تخافش انا و ماما حنحبكوا انتو الاتنين لانه انتو الاتنين ولادنا مش كدة
هز رأسه بالايجاب و هو سعيد جدا
دفعت دعاء الباب ليقوم عمر و يمسك يدها و يجلسها على السرير وقال بعتاب ايه اللي قومك كدة انتي تعبانة اوي كنتي رني عليا اجيكي بسرعة
دعاء .. لقيت ادم مش جنبي ) قلقت و کمان نمت كتير اوي ما سمعتش صوت نور
عمر بفخر بنتك بتكون في حضني بتروح في النوم ما
بتعيطش ابدا
دعاء … منا عارفة انت حتقولي
عمر و هو يغمز لها .. بس بذمتك ما وحشكيش حضني دعاء بغيرة .. ما جت اللي تملاه عايز ايه مني بقى
ضحك عليها و قال بعدم تصدیق انتي بتغيري من بنتك
تعلقت برقبته و قالت و هي تهمس أمام شفتيه … اه بغير من بنتي و من الهوا كمان
قبل شفتيها بقوة فهو لم يقبلها منذ وفاة نور .. و قال بعشق و انا بحبك اوي و ما فيش حد يملى حضني غيرك و ان كنت بحبهم . فأنا بحبهم عشان انتي امهم و هما قطعة منك
اكمل و هو يغمز .. ادم نام و هو بيلعب ما تيجي اقولك موضوع ضحكت علیه و قالت بدلع … انتي ناسي اني والده من كام يوم يعني مش حينفع قبل الأربعين
خبط جبهته و قال بضحك …. يبقى اتجوز فيهم الاربعين يوم دول استحمل ازاي
وضعت يديها حول رقبته و خنقته بیدها و قالت بتحذير ….. تي … ايه يا روحي ما سمعتش
عمر و هو يخرج الكلام بصعوبة … انتي ايه الواحد ما يعرفش يهزر معاكي بهزر و المصحف بهزر
فكت يديها و هو بدأ يسعل بشدة قام من مكانها و حملها بين يديه و قال بحب … في طريقة تانية تنفع حتى لو والده نخليها بدون النهايات المهم اخدك في حضني واشبع فيكي بوس بقى
ذهب بها إلى سريره حمل ادم و وضعه في سريره أيضا و قبل شفتيها بقوة و قبل أن يهبط لعنقها سمع صوت صراخ ابنته
عمر ايه ده بقى هو احنا لسة ابتدينا …
دعاء بضحك انت لازم تتعود ده أقل واجب ههههه ده كل يوم من ده
حرك اهدابه مرات متتالية و قال بغيظ .. يعني ايه مش حاعرف العب بعد كدة
.. قامت دعاء من مكانها واخذتها في حضنها و قالت بضحك ايوة اللي حصل قبل كدة كسبته دلوقتي حتعيش على ذكرياته
عمر …. … يا حبيبي لا خلاص انا ابيعها

 

 

دعاء بضحك .. إن قدرت انا موافقة
اقترب منها وحملها بين يديه ابتسمت له ليهمس بكل حب حب اخر من نوع آخر ولأول مرة يشعر به قال … ابيع روحي و لا تبعد عني ثانية عشانها استحمل أي حاجة و كل حاجة
..دعاء. ربنا ما يحرمها منك ولا يحرمنا منها يلا دورك دلوقتي
نام شويا عشان اقعد معاها شويا
عمر … مش عايز انام عايز ابقى الاعب فيها كدة . عمري كلها قلبه بيدق دقة جديدة عليه حاجة حلوة أوي تشوفي قطعة منك كدة قدامك كانه قلبك صار بيمشي
دعاء … انتي لسة ما شوفتش حاجة بكرة اما تكبر شويا و تصير تناغيك و تتضحكلك و تعيط عايزاك تحملها حتحس انك في دنيا تانية
عمر بسعادة .. امتى ده يحصل
دعاء بضحك … اكيد مش بكرة
كانت سعادته بها جنونية استطاعت وحدها ان تنسيه . ألمه يذهب إلى عمله و يعود راكضا لها و مجرد ان تراه تنفجر ضاحكة كانها عرفته لم يفرق بينها و بين ادم حتى لا يحصل عداوة بينهم هو يحب ادم كثيرا لكنه لا يستطيع ان يحبه مثل ابنته فهي ابنته و نور يعني اثنان في واحد
كانت دعاء سعيدة جدا ان عمر بدأ يستعيد ضحكته و حياته و انه لم يفرق بين ابنها و ابنتها نهائيا
بعد فترة شهر عاد إلى البيت بسعادة وقال بحب … الطبيب كلمني و قالي ينفع تعملي العملية دعاء بخوف … مش عايزة يا عمر ا انا خايفة
عمر بحب … اوعي تخافي و انا معاكي شهر زمان حترجعي احسن من اول ما تخافيش عشان خاطري تشجعي و بلاش نفسك الاكتئاب ده
دعاء .. حاضر ان شاء الله خير عندي طلب صغير
عمر عينيا …
دعاء … ينفع تاخد نور و تروح زيارة لاسر بقالك مدة ما سألتش عليه انا متأكدة لما يشوف نور حيخف زيك كدة الشبه الكبير حيريح قلبه شويا

 

 

عمر بابتسامه و استغراب كانك قريتي أفكاري انا كنت بفكر بنفس الحاجة و كنت لسة حطلب منك الطلب ده
اخذ طفلته و ذهب عند أسر كان كما هو كما تركه اخر مرة عمر لم يتغير به شئ ينظر للسقف
دخل عمر عليه الغرفة و القى التحية نظر له آسر و ابتسم جلس بجواره و ساله ازيك عامل ايه
هز رأسه بتمام
أعطى عمر طفلته لاسر و قال بصوت مختنق أوشك على البكاء … نور بنتي يا آسر
حملها آسر جيدا و نظر لها و هو غير مصدق نسخة طبق الااصل و العينين ساحرتين نفس الرسمة و اللون
ظل يتأمل بها فترة ودموعه تغرق لحيته الكثيفة ضمها لصدره و هو يتخيلها حبيتيه ذات العيون الجميلة كانها نسخة عنه حتى أن الطفلة ضحكت في حضنه ظل يحاول نطق اسمها و كان لسانه مربوط
حاول عمر تهدئته لكنه بكى معه كم اشتاقوا لها ليهمس بصعوبة .. نور
شهقت والدته من شدة سعادتها وقالت بدموع .. انت تكلمت يا آسر تكلمت يا قلب امك
احتنضنه بشدة و هي تبكي بقوة عليه وقالت بنحيب .. عشان خاطري قوم شد حيلك قلبي بيتقطع عشانك
عمر .. امك كلام صح انت اللي بتعمله ده مش حيرجعها خلاص بقى هيا حتكون مبسوطة لو رجعت عشت حياتك تاني شوف دكتور نفسي وتعالج ما بقولش تنساها بس ما توقفش حياتك عشان خاطر والدتك واختك اللي في رقبتك انا متأكد انه نور جتك في الحلم و طلبت منك تنسی و تعیش مبسوط
آسر بدموع .. اعيش مبسوط انا بقيت بقایا انسان یا عمر نور خدت كل حاجة حلوة معاها بقيت عايش بتنفس بس بس قلبي خدته ياريتها سابت الرصاصة تدخل قلبي كان زماني مش في العذاب ده كله كان الرصاصة أهون بمليون مرة من اللي انا فيه كان نفسي في ابن منها خدوا مني كل حاجة
قال بهمس .. عمر و هو يبكي بشدة كيف يواسيه و هو مذبوح بشدة عليها ما تنساش بس قوم لوالدتك واختك عشان خاطرها هيا نور كانت تحب تشوفك مبسوط خليها مبسوطة مكان ما هيا
آسر .. ان شاء الله
حضن أسر والدته و اخته و قال لعمر أنا عايز اروح عند

 

 

دكتور نفسي يا عمر يمكن يخفف وجعي شويا
عمر .. أنا ححجزلك وكمان علاج طبيعي لاطراف رجليك عشان توقف معايا في الشركة انا محتاجك بجد
آسر .. إن شاء الله
بدأ أسر بالعلاج الطبيعي والعلاج النفسي وادوية و لكنه لا يريد سوى أن يلحق بها ما يخفف عنه ويقويه والدته و اخته بعد فترة ليست بقصيرة اكثر من ٦ شهور
بدأ يمشي على رجليه بصعوبة و ألم و بمساعدة عكاز لم يبتسم منذ رحيلها لم ينم الا على ذكرياتها يدعو الله من صميم قلبه ان يرحمها و يخفف ألم قلبه الذي ما زال ينزف دون توقف
حاول أن يعيش حياته طبيعيا ويعمل عند عمر في الشركة يعمل بجد دون ان يأخذ راحة يحاول اشغال نفسه طوال الوقت

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ومات الجسد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى