روايات

رواية أيغفر العشق الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء الثاني

رواية أيغفر العشق البارت الثاني

رواية أيغفر العشق الحلقة الثانية

سمعاني يا تالا؟ بقولك يامن هيخطب..
هتف بها ” أحمد” بعدما لم يتلقي رد منها.. فظن أنها لم تسمعه.. ولكن الآن.. أنفاسها العاليه تدل علي سماعها له.. تهدجت أنفاسها وهي تستمع له لثاني مره بنفس الجمله التي تؤكد أنها لم تخفق في السماع ولم تتوهم.. يامن سيخطب!..
_ هيخطب!
خرجت منها بضياع وكأنها تحدث ذاتها.. أحقًا استطاع أن ينساها ليركض ويرتبط بأخري!، أين حبه لها الذي لم يبخل يومًا بإظهاره!.. ولمَ لم تستطع هي أن تنسي كم فعل.. ثلاث سنوات ولم تنساه لحظه.. تتابع أخباره دومًا ليس فضولاً ولكن ليطمئن قلبها أنه بخير بعد الجرح الذي سببته له ولم تستطع مدواته.. رُبما لأنها كانت أجبن من أن تفعل.. كانت أجبن من أن تقف أمامه بعدما اكتشف خداعها لهُ…وربما لأنها لم تكن تعلم حينها أنها قد أحبته بالفعل..
_ أنا حاولت اتكلم معاه.. لأني عارف أنه لسه بيحبك ومتأكد من ده بس…
قاطعت حديثه وهي تقول بشرود وأعينها تنظر للأمام بفراغ:
_ الي بيحب حد مبيدخلش حد مكانه.. لو بيحبني زي ما بتقول مش هيسمح أنه يدخل واحده تانيه في حياته لأنه ببساطه مش هيقدر يتقبل الوضع ولا يتقبلها هي شخصيًا….
صمتت لثواني.. وكأنها تعيد حديثها مره أخري لنفسها لتقتنع بما تقوله.. ثم هتفت بخلاء:
_ سلام يا أحمد..
وأغلقت الهاتف دون أن تنتظر الرد..
بخطي بطيئه مُتعبه… اتجهت لأحد أدراج مكتبها الخاص.. وفتحته لتخرج صوره.. له.. الصوره التي أنزلها ذات مره علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي.. وقامت بطباعتها لتبقي معها دائمًا..
نظرت للصوره بتمعن وهي تنظر لتفاصيل وجهه التي أشتاقت لها كثيرًا.. عيناه.. أكثر ما أشتاقت لهما.. تلك التي لم تبخل عليها يومًا بإظهار مشاعر الحب والقلق والإهتمام والإطمئنان! لها..
أخذت نفس عميق مُتعب قبل أن تزفره بتمهل وهي تنظر له بأعين تصرخ وجعًا وحزنًا.. وهتفت بصوت متحشرج أثر أختناقها بالبكاء :
_ يمكن مليش حق ألومك.. لأ.. أكيد مليش حق.. بعد الي عملته والي لو له ميت مبرر وكلهم يشفعولي..مفيش مبرر واحد للي عملته بعدها.. لما اخترت الحل الأسهل.. الهروب.. محاولتش حتي أصلح غلطي.. ده ملوش ولا مبرر، ورجوعي بعد ما فوقت مكنش هيفيد بحاجه.. هربت من مواجهتك، وده كان له ميزه واحده وعيوب كتير.. الميزه الوحيده هي أني عرفت إني حبيتك مش مجرد تعود هيروح مع الأيام.. حبيتك من غير ما أحس ومحستش غير بعد فوات الأوان.. والعيوب.. أنك كرهتني أكتر ومعاك حق.. حتي مقولتلكش أني فعلاً حبيتك مش كنت بخدعك زي ما فهمت.. هروبي كان تأكيد علي إني عمري ما حبيتك وكنت بخدعك لآخر لحظه.. وأنك مش فارق معايا.. ولما عرفت إن قلبي اختارك وسكنته قفلت قلبي عليك، ورغم أني قابلت كتير بعد فراقنا عمر ماحد منهم عيني شافته حتي.. اكتفيت بيك وده كان العيب التاني.. وجعي.. وجعي الي بقي ملازمني وأنا شايفك أبعدلي من نجوم السماء.. والي زاد دلوقتي بعد ما عرفت أنك اخترت الي هتكمل معاك حياتك.. دخلت حد تاني حياتك يبقي أكيد نستني أو بتحاول تنساني بيها وفي الحالتين عاجلاً أم آجلاً هبقي بره حياتك.. مبلومكش.. بس بلوم قلبك الي حلف في يوم أني الأولي والأخيره وعمره ما يحب بعدي.. ولومته مش هتفدني بحاجه ولا هتهدي وجعي.. ”
قالت الجمله الأخيره بمرار.. وانهمرت دموعها بعجز ووجع سكن جوارحها وبالأخص ثنايا قلبها الذي يتفتت الآن!..
_________(ناهد خالد) ______
_ ازيك يارودينا..
هتف بها” يامن “ببرود تام وهو يستقبلها في بهو فيلتها بعد أن ذهب لها ليتفقا علي ميعاد الخطبه المناسب لكليهما بعدما تقدم الأمس لخطبتها!.. أهو بكامل عقله وهو يفعل هذا! لا يهم المهم أنه يريد فعلها… يهرب من قلبه الأحمق الذي لا ينفك عن الإشتياق لمن خدعته.. وعقله الأكثر حُمقه الذي لا يتوقف عن التفكير فيها..يجب أن يهرب منهما بأي طريقه حتي وإن كانت تتمثل في خطبته ل رودينا!
ردت بلهفه وعيناها تلمعان بسعاده:
_ازيك يا يامن؟ مستنياك من بدري..
” رودينا” فتاه بملامح جميله وهادئه في الوقت ذاته.. ذات الأربعه وعشرون عامًا.. تخرجت من كلية الآداب قسم اللغه الفرنسيه وتعمل مترجمه في شركة أبيها الخاصه بالسياحه كشركة صديقه.. يامن هو حلمها البعيد منذُ خمس سنوات تحديدًا بعدما تعرف والدها علي والده.. ولكن وجود تالا كان يعيق طريقها واعترفت أنها لن تصل له يومًا.. ومع ذهابها وابتعادها عن حياته لسبب مجهول بالنسبه لها تجدد أملها في أن يصبح يومًا نصيبها وشريك حياتها.. ولا تصدق أن اليوم قد أتي أخيرًا..
رد ببرود واضح :
_ كان عندي metting فتأخرت..
جلست أمامه وهي تبتسم بلطف وقالت:
_ولايهمك.. تشرب ايه؟
اعتدل في جلسته وهو يقول بجديه :
_مفيش داعي، ياريت بس نتكلم في المفيد عشان لازم ارجع الشركه.
نظرت له بعتاب طفيف وهي تقول:
_يعني يصح تبقي في بيتي ومتشربش حاجه؟
نفي برأسه باستسلام وقال :
_ تمام.. ممكن قهوه ساده..
قطبت حاجبيها باستغراب وقالت:
_من امتي بتشرب قهوه؟ أنا فاكره أنك مكنتش بتشرب قهوه ولا شاي ولا أي حاجه فيها كافيين.
التوي ثغره ببتسامه هازئه ساخره وقال :
_ اهو بقيت بشربها.. ومش هي بس..ودي كمان..
قالها وهو يخرج من جيبه علبة سجائر تخصه!..
اتسعت عيناها بدهشه وهي تقول :
_ سجاير!، أنت من امتي بتشربها!؟
رد بنزق :
_ مش مهم من امتي.. أنا عرفتك عشان المفروض تعرفي بما إننا هنتخطب وكده..
كانت جملته الأخيره ساخره وكأنه يرفض حقيقة الأمر! . ولكنها لم تلاحظها في حين هتفت بتردد:
_ حاسه أنك اتغيرت كتير مش بس مجرد عادات، حاسه أن في حاجات كتير فيك اتغيرت.
نظر لها بجمود وهو يهتف:
_هتفرق معاكِ؟ أنتِ أصلاً متعرفيش شخصيتي قبل كده عشان تفرق معاكِ لما تتغير.. ليكِ الي هتعيشي معاه دلوقتي مش أكتر..
نفت برأسها وهي تقول بجرأه:
_لأ، ليا أعرف إذا كان سبب تغيرك هي.. لأن لو هي السبب، يبقي وأنت قاعد معايا دلوقتي.. قلبك معاها!
رفع عيناه لها وقد بدأت بعض شرارات الغضب تسكنها، امتعضت ملامحه بوضوح وهو يقول :
_ ملكيش تعرفي ايه السبب لأني اتغيرت وأنا مش معاكِ، لكن ليكِ تعرفي أني لما هخطبك.. هخطبك عشان محتاج أنساها وليكِ حرية الاختيار ياتقبلي تبقي معايا وتساعديني أكون ليكِ، ياترفضي وأنا هحترم قرارك..
صراحه صارخه! كيف يخيرها بكل هذه البساطه!، ألا يراعي مشاعرها وهو يلقي هكذا حديث علي مسامعها!..
زفر بضيق وهو يقلل حدته وقال بتعقل :
_مش عاوز أبدأ حياتي معاكِ بكدب، عشان كده لازم أصارحك.. وليكِ الأختيار، ومش هاخد رد دلوقتي، فكري براحتك وردي عليا..
وقف بشموخ وهو ينهي المقابله قائلاً:
_ هستني ردك.. سلام..
نظرت له وهو يذهب وعقلها شارد وملامحها متجمده بصدمة كلماته.. لم تتوقع أن يكون صريح معها لهذا الحد!..
____________(ناهد خالد -) _______
دموعها تتهاوي منذُ قابلته.. كاذبه هي إن قالت أنها استطاعت أن تتخطيه.. لم تُشفي منهِ كما أزعمت وهي تقف بوجهه، لم تفعل.. قلبها خانها وهو يود لو يشبع اشتياقه منهِ، وجسدها ود لو ارتمي بين أحضانه.. جميعهم خائنون.. حتي هو!..خانها حينما غدر بها بعد أن آمانت له ورأته آمانها وسندها.. متي ستكف عن حبه! متي سترحم نفسها من هذا العذاب..
انتفضت علي صوت هاتفها فوجدتها صديقتها المقربه “لينا”…
_ألو..
كان صوتها متحشرجًا أثر البكاء وقد التقطته لينا بوضوح..
_ مالك يا ملك؟
_مفيش..
_مفيش! مفيش ازاي؟! أنتِ معيطه!؟
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تقول بخفوت:
_ قابلته..
أتاها الرد المستغرب من الأخري وهي تقول:
_مين؟
تنهدت بعمق وهتفت إسمه بوجع عكس ما هتفت بهِ أمامه… اسمه مازال يجلب لها ذكريات مريره وليس كما قالت أنها أصبحت تردده دون أي شعور! :
_ غيث..
استمعت لشهقة الأخيره وهي تقول :
_ غيث! قابلتيه فين ده!؟
ابتسمت بمرار وهي تقول :
_ تخيلي سيبتله القاهرة كلها وجيت الاسكندريه وبرضو قابلته..
_هو عرف مكانك منين!!
_معرفش مكاني دي صدفه.. أو يمكن نصيب أننا نتلاقي لأني مبأمنش بالصدف..
رددت الأخيره بذهول:
_ ياااه، معقول الصدفه دي! المهم قلولي ايه الي حصل لما قابلتيه؟
تنهدت بضيق وهي تتذكر ماحدث في مقابلتهما.. وأخذت تسردها علي صديقتها، وما إن انتهت حتي استمعت للأخيره تقول :
_ جدعه يا ملك، كنت خايفه لتكوني انهارتي قدامه وشمتيه فيكِ..
ابتسمت ابتسامه ساخره ومتألمه معًا :
_لا متخافيش انهارت لوحدي..
_وبعدين يا ملك؟ هتفضلي لأمتي مش عارفه تنسيه أنتِ بتضيعي حياتك وأنتِ محصوره في الماضي.. امتي هتشوفي مستقبلك!
زمت شفتيها بضيق وهي تقول باصطناع :
_ألو.. لينا سمعاني؟.. الو..
أغلقت الخط وهي تستمع للأخري تقول :
_أنتِ بتستهبلي ملك أن…
لم تنتظر أن تكمل حديثها وكانت قد أغلقت الخط..
تسألها متي ستنساه، تسألها متي ستخرجه من عقلها وحياتها وتلتفت لمستقبلها، هي نفسها لا تعرف إجابة هذه الأسئله المطروحه. أتظنها سعيده بما هي فيهِ! أنها أكثر شخص رغبه في الخروج من هذه القوقعه، لكنها لا تجد طريق الخروج!.
___________(ناهد خالد) _______
_وهتعمل ايه يا غيث..
سأله صالح ابن عمه وهو يجلس أمام مكتبه بعدما سرد له الأول مقابلته بملك وأنه وأخيرًا وجدها..
_ أنا عرفت مكانها، مشيت وراها وعرفت بيتها، مش هرجع القاهره، هشتغل معاك هنا يا صالح الفتره دي لأن الشغل هنا كتير وأنت محتجني معاك.. ده الي هتقوله لعمامي ها..
أومأ بموافقه وهو يقول :
_ فهمت، متقلقش هقولهم كده، قولي بقي ناوي علي ايه؟
وقف يسير ببطئ تجاه النافذه الخارجيه ورفع يده يفك رابطة عنقه باختناق وهو يقول :
_ هعمل الي كان مفروض يتعمل زمان.. هتمسك بيها لآخر نفس فيا.. وهترجعلي، هقرب منها وهحاول أرجع حبها ليا…
_ ولو مقبلتش قربك أصلاً..
التف برأسه ينظر له قليلاً قبل أن يقول :
_ يبقي هفرض نفسي عليها…
________(ناهد خالد) _______
بعد يومان…
كان يجلس بمكتبه يتابع عمله حين دق هاتفه معلنًا عن متصل، نظر لشاشته ليجدها ” رودينا”… تسمرت أنظاره علي الهاتف قليلاً والأفكار تعصف برأسه.. تُري أستوافق؟ ستقبل بما قاله وتتقدم بمساعدته!، كيف تفعلها وهو يعلم أن الأمر مُهين، فمن تقبل أن تربط بشخص في حياته أخري بل ويجلس أمامها بكل برود ويعترف لها، لمَ ستقبل مساعدته وتكبح نفسها في هذه المعركه التي ربما تخرج منها خاسره ولا تستطع أن تحل مكان الأخري؟…
رد أخيرًا وهو يقول بصوت هادئ:
_ازيك يا رودينا؟
أتاه صوتها الناعم يقول:
_ الحمد لله، عامل ايه يا يامن؟
رد باقتضاب :
_تمام..
أحتل الصمت المكالمه من كلا الطرفين… هي تنتظر أن يسألها لتخبره بقرارها، وهو لا يريد أن يسمع قرارها ومن يري هذا يظن أنه يخشي الرفض، لكن الحقيقه أنها يخشي..القبول!!
وجدت أنه لن ينطق فاستسلمت لتبدأ هي الحديث وقالت :
_ أنا فكرت في موضوع ارتباطنا…
_وقرارك أيه؟
صمت قليلاً قبل أن تقول….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!