روايات

رواية إلى زوجي العزيز الفصل الخامس 5 بقلم منة محمد عبداللطيف

رواية إلى زوجي العزيز الفصل الخامس 5 بقلم منة محمد عبداللطيف

رواية إلى زوجي العزيز الجزء الخامس

رواية إلى زوجي العزيز البارت الخامس

رواية إلى زوجي العزيز الحلقة الخامسة

استيقظت ببقعة من الهالات التى تحيط بعينيها. لتسمع صوت موسيقي الراب التى يفضلها انس فيزداد شعور قلبها بالآلم فـ اليوم: هو
“يوم زفاف زوجى العزيز على أحد أعز اصدقائي”
لم تعد تملك طاقة لتخفى حزنها بتلك المناسبة فتوجهت لغلق الباب عليها بالمفتاح ثم جلست امام المراه تلوم نفسها على الموافقة ولكن ترد عليها نفسها بأنها لم تخطأ فلقد كان سوف يتزوج بصديقتها أو بأخرى عاجلاً أو أجلاً..،
ثم وضعت يديها على قلبها وهى تحاول التخفيف من شهقاتها كي لا ينتبه اليها احد ثم عادت لجلد ذاتها مرة اخرى
: الحمدلله انى اتجوزت واحد زي أنس اصلا.. هو مين دا الكان هيرضي يتجوز واحدة بمرضي؟
لتسمع صوت بنفسها يخبرها بأنها غالية وليس بها ما يعيبها اطلاقا وانها على حق فصحة الانسان لن تصبح افضل الا عند محافظته على نظافة كل شئ حوله وأنه لولا وجود الميكروبات لما كان ما يسمي “مرض” وانها عندما تحافظ على النظافة سوف يكون كل شئ على مايرام وان أنس هو المحظوظ بأنها تنازلت وتزوجت به ألا يكفيه انها تحافظ على بيته من اى اقتحام للجراثيم.. الرجال ناكرون للجميل.. فبدلا من ان يشكرها تزوج من اخرى!

 

 

لم تكتفي بذالك بل استعادت احدى ذكريتها عندما قررت ان تكون انسانة طبيعية وان تتخلص من مرضها فعرضت عليها طبيبتها ان تجلس مع بعض المرضي ليتناقشوا فى امرهم ويقصوا معاناتهم مع وثواثهم القهرى، ليجذبها حديث احدهم والذي كان يعانى من نفس مرضها ولكن بمرحلة اخطر..
فكان ذالك الشخص صاحب 33 عاماً ، بدأ عنده المرض منذ الطفولة بسبب اهتمام اهله المبالغ فيه بالنظافة واخباره عن مدى الضرر الذي يسببه اتساخ البيت أو العطس خارج المنديل وهذا لا يعنى اطلاقا ان التحدث عن اهمية النظافة شئ خطأ ! ولكن المبالغة والتهويل من الامر هو الخطأ
: ارتبطت 7 مرات واتجوزت مرتين ولكن مفيش حد قدر يستحمل مرضي. بالنسبة للناس انا مهوس بالنضافة، انا مش حاسس ان دا عيب ولا مرض، الناس هي البتحاول تتفه من الموضوع رغم انهم لو فكروا شوية هيلاقوا ان سبب معظم الامراض ان البيت مش بيتعقم، الناس بتدخل بيوتها بالجزم الكانوا لسه ماشيين بيها ف الشوارع، الشوارع الوسخة اللى الناس بترمى فيها الزبالة وبقاية الاكل البتتحلل او سجارة لسه مخلصتش، او بإن ست البيت سمحت لحبة دبان يدخلوا البيت؟ بجد ايه القرف دا. مهو الدبان بيسبب امراض ويجيي يقف ع الاكل واللبس كده؟
لم تستطع شروق وقتها ان تكمل الاستماع بسبب الاشمئزاز الذي اصابها ورفضت اعادة زيارة طبيبتها مرة اخرى.. ولكنها رأت نفسها محل ذالك الشاب لأن شروق ايضا كانت ترتبط بالكثير ويتركونها بسبب عدم قدرتهم على تحملها .!
فاقت شروق من شرودها على صوت احدهم يدق الباب بعصبية

 

 

: افتحى يا شروق.. ايه خايفة تفتحى؟ كده كده الباب هيتفتح ودماغك هتتفتح زيه
توجهت شروق الى الباب بلهفة لتفتحه بسرعة وتسحب صاحبة الصوت الى الداخل وتغلق الباب بالمفتاح كما كان.. ثم وقبل تحدث الاخرى كانت شروق ارتمت على كتفها وهى تبكى بشدة فصمتت الاخرى بقلق
: يا بت اهدى يخربيت شكلك هتشمتى الاعداء فينا
ثم امسكت دعاء بكتف شروق لتبعدها قليلا وتنظر لعيونها الباكية
: والله انا كنت جاية انكد عليكى بس انتى شكلك متنكده جاهز مش نقصانى
توجهت دعاء الى السرير وتركت شروق تقف تمسح دموعها لكى تستطيع التحدث
: طب كنتى وفقتي ليه طلما هتزعلى كده؟ يا بت يا غبية دا انتى كنتى تفضحيه ولا تخليه يتجوز واحدة تانية
ثم حمحمت قليلا واكملت: غيري يعنى
ذهبت شروق وجلست امامها ولكن عن بُعد: انتى عرفانى غبية ومبحسش انى اتسرعت غير لما الفاس تقع ف الراس.. الظاهر ان مشاعرى بتيجى بعد الحاجة بشهر!
ابتسمت دعاء بخبث وضحكت: انتى هتقوليلى؟ فاكرة يا بت لما كنا ف ثانوية عامة وسبنا الوقت يسرقنا ومحسناش اننا ثانوية عامة غير اخر يوم قبل كل امتحان؟
ابتسمت شروق وهى تضرب دعاء: يزفته ثانوية ايه دلوقتي ، بقولك جوزى هيتجوز سلمى؟
: يختى يعنى لو كان اتجوز دعاء كانت هتفرق؟ المهم انه هيتجوز عليكى وخلاص، وهتدخلى عليكى دُرة. تستهلى. عارفة دا كله عشان مقولتليش ع الفرح. احسن احسن.
كانت شروق ع وشك البكاء مرة اخرى ولكن عنفتها دعاء: هو انتى لسه هتعيطى؟ المحروس جوزك فين ابركله؟ ولا اقولك

 

 

عنه متبركله يا شيخة، بقي يسيب دعاء ويروح لـ سلمى! اومال لو مَكُناش طفحين عيش وملح مع بعض كان عمل ايه؟ قومى يا بت خديلك دش وامسحى دموعك، حضرتى الفستان؟ حجزتى كوافير؟ انتى قاعدة ليه قومممممى عشان نلحق؟
: مبروك يا عريس عقبال ما نول شرف حلاقة ولادك
ظهرت ابتسامة أنس فى وسط ضحكاته مع اصدقائه التى عجت الصالون الرجالى
: دعواتك معانا يا عم علي
فتح احد اصدقائه عينيه بعد وضع الماسك محذرا أنس فى مزاح: بس خلى بالك يا عم أنس انت داخل على سواد
ليهز صديقه الاخر كتفيه بحركة راقصة: سواد ايه بس، دا احمر وروز وعنابي
ليهتف أنس بضحك: هنبدأ قر من دلوقتى! هو حد قالك متتجوزش يا عم خالد
ابتسم خالد وهو يصارحهم: يعم هو انا طايق امي واخواتى البنات عشان اجيب واحدة اطقها معاهم؟
ليهتف احد الزبائن بالمحل: الف مبروك يا أنس عقبال ما نفرح بعيالك
ليرد أنس: عقبال ابنك يا عم جميل.
ثم وجه حديثه الي اصدقائه: بس بردوا يا شيخ الجواز حاجة تانية يعنى متقرنش بين اخواتك “جعفر وعنترة” بـ مراتك
ليتدخل عم علي “الحلاق”: والله كلهم شبه بعض بعد كام سنة جواز يا بشمهندش
اشار خالد الى عم” علي” وهو ينظر الى أنس: خد الكلام من الراجل الطيب الكرهني فى الصنف كله دا هو.
ضحك توفيق صديقهم الثالث وهو يخبر خالد: افضل انت عايش ف اوهام لحد ما تلاقى نفسك وصلت الخمسين ومعملتش حاجة ف حياتك
ضحك خالد وهو يقول: يا عم احنا فين والخمسين فين
تحدث عم علي مرة اخرى: متنكدوش ع العريس بقي يا رجالة خلوه يفرح
فى تمام الساعة السابعة والنصف كان الكل على اتم الاستعداد للحفل..
: شوفتى يا دعاء متصلش بيا من اول اليوم.
حاولت دعاء التخفيف عنها: تلقيه مشغول.. عريس بقي وكده

 

 

تحدثت شروق فى عدم تصديق وقد بدات عينيها فى الادماع: يوم فرحنا كان بيتصل بيه كل نص ساعة يطمن عليا خلصت ولا لسه. يعنى هو طول اليوم كان بيتصل بيها يسألها؟ عشان كده مشغول ومش لاقي خمس لا يستى دقيقة واحدة حتى يكلمنى فيها؟
وقفت دعاء امامها وأمسكت كتفها وحاولت بث القليل من الامل بداخلها: او يمكن حصلت معاه مشكلة عطلتله عنك وعنها.. شروق متعيطيش عشان المَكْياچ ميتبهدلش، الماسكره والكُحل هيسيحوا
زفرت شروق بقوة ثم توجهت ناحية(التسريحة) وأضافت اخر لمساتها وهو “الروچ” ولكنها احتارت بين لونين فذهبت دعاء لتساعدها
: فى ايه؟ الكشمير هيليق اكتر على الميكب
ابتلعت شروق مرارة حزنها وهى تخبرها ان أنس يفضل اللون الاحمر الداكن وقبل الدخول ف دوامة من الحزن افزعهما صوت رنين هاتف شروق.. فنظرت اليه بلهفة ولكن خاب ظنها
دعاء: مش هو؟ طب ردي!
ضغطت شروق زر الموافقة ثم وضعت الهاتف على اذنها: ازيك يا شروق اخبارك ايه؟
اجابت بنبرة حزينة: كويسة يا توفيق
رد توفيق: طب بقولك ايه انزلى انا مستنيكى تحت عشان اوصلك القاعة.. أنس هو البعتنى
: انا معايا واحدة صحبتى؟
: العربية فاضية انا هستناكوا لحد متجهزوا بس استعجلى

 

 

: انا جاهزة اساسا نزلة علطول
امسكت شروق بالروچ الكشمير ووضعت منه ثم ارتدت حذائها ذو الكعب العالى وامسكت حقيبتها الصغيرة ونظرت الى نفسها بالمراه ورسمت ابتسامة سعيدة على وجهها وزفرت بقوة
: طب والله انتى احلى منها!
لم تهتم شروق كثيرا بمدح صديقتها المزيف وقالت ببتسامة هادئة: يلا يا دعاء ورانا فرح نخربه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إلى زوجي العزيز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى